روايات

رواية كذبة قاسية الفصل الخامس 5 بقلم ديانا ماريا

رواية كذبة قاسية الفصل الخامس 5 بقلم ديانا ماريا

رواية كذبة قاسية البارت الخامس

رواية كذبة قاسية الجزء الخامس

رواية كذبة قاسية
رواية كذبة قاسية

رواية كذبة قاسية الحلقة الخامسة

همست إسراء بصدمة: ي…يتجوز؟
أومأت أختها بسرعة: أيوا هيخطب وهيحددوا الفرح علطول.
لم تجد إسراء شيئا ترد به غير النظر إلى الأرض والبكاء بصمت.
دلفت والدتها على عجل وقالت بصوت غاضب: جوزك هيتجوز عليكِ ليه يا إسراء؟
نظرت لها إسراء بنظرات مجردة من الشعور ولم ترد، اقتربت منها والدتها بغضب وأمسكتها من كتفيها وهى تهزها بقوة: ردي عليا جوزك هيتجوز عليكِ ليه؟
إسراء بهمس لكن نبرة مسموعة: علشان كدبت عليه وقولتله أني حامل وأنا مبخلفش.
شهقت أختها بقوة واتسعت عيون والدتها، صمت عم الغرفة لثواني وجيزة بدت وكأنها ساعات بالنسبة لاسراء التي لم تجرؤ على رفع عيونها لوالدتها.
صفعة قوية هبطت على وجهها من يد والدتها، تلقت إسراء الصفعة بهدوء ودون أن تقول أي شئ فقط انهمرت دموعها.
أمسكتها والدتها مجددا تصرخ بها: ليه يا بنتي؟ ليه تعملي حاجة زي كدة؟ كنتِ مفكرة كذبتك دي هتعدي إزاي ها؟ بتخربي بيتك بإيدك ليه وبتضيعي جوزك والكدب آخرته وحشة!

 

ضربتها على كتفها بقوة وهى تقول بحسرة: طب أعمل فيكِ إيه دلوقتي، أفضل أضربك وأبكيكِ ولا أحضنك وأبكي معاكِ وعليكِ!!!
رفعت إسراء يديها التي ترتعش أمامها كأنها تدافع عن نفسها ونظرت لوالدتها وهى تبكي وتشهق: غصب عني والله أنا معرفش أنا عملت كدة إزاي، أنا… أنا كنت خايفة يا ماما والله كنت خايفة لما يعرف يتجوز عليا ولا يقنعوه يطلقني أنا معرفش أنا قولت كدة إزاي والله حتى ندمت وحاولت أصلح الموقف من غير ما يعرف بس هو عرف.
كانت تشهق وتتنفس بقوة وتابعت: يا ماما أنتِ متعرفيش أنا كنت عايشة إزاي، كلام الناس ونظراتهم كانت زي الأسهم بتقطع فيا خصوصا عيلته هى مامته طيبة لكن خالته وعمته دايما يسموا بدني بالكلام ودايما يلقحوا عليا علشان كانوا عايزين يجوزوه بنت عمه وهو اختارني أنا، رعب اتملك مني ومعرفتش أعمل إيه.
رفعت عيونها الباكية لوالدتها وقالت بصوت متألم: والله أنا ندمانة بس لما عرفت أني مش بخلف وعمري ما هبقى أم ولا هعرف أخليه أب بقيت مش في وعيي ودماغي مش فيا.
نظرت لها والدتها بحزن وألم على حالتها وعانقتها فوضعت إسراء ذراعها حولها وهى تبكي بصوت عالي أشبه بالنواح، قلبها الذي يتألم بشدة مما آلت إليه حياتها وأيضا زوجها الذي سيتزوج غيرها.

 

أبتعدت عنها والدتها فجأة: روحي لجوزك يا إسراء وحاولي تخليه يسامحك بأي طريقة متضيعهوش من إيدك.
نظرت لها إسراء بتردد فقالت والدتها بصرامة: روحي متضيعيش وقت أبوكِ لسة ميعرفش حاجة والكلام موصلش ليه هو مستغرب من قعدتك وأنه مش بيسأل أنا هلاقي له حجة بس أنتِ روحي ورجعي بيتك وجوزك ليكِ حاولي بأي طريقة يسامحك ولا هتستني لما يطلقك؟
تحفزت ملامح إسراء كليا عند ذكر الطلاق ورغم ترددها وتخوفها، ارتدت ملابسها على عجل وانطلقت لبيت زوجها.
كانت تحتفظ بنسخة من المفتاح فدلفت للمنزل وبعد تفحص سريع أدركت أن مصطفى لم يعد من العمل بعد.
دلفت ثم قامت بتبديل ملابسها وانتظرته حتى يعود وكلها أمل بأن يسامحها ويكملوا حياتهم سويا.
حين دلف للمنزل ورآها جالسة أمامه تجمد مكانه ثم قال ببرود: بتعملي إيه هنا؟
نهضت بتوتر وعيونها تمر عليه بشوق لقد اشتاقت له كثيرا.
قالت بإرتباك: لو سمحت أدخل وخلينا نتكلم يا مصطفى أسمعني المرة دي ومش عايزة منك حاجة تاني.
دلف ببرود وجلس بجانبها، كانت متوترة لا نعرف من أين تبدأ حديثها.
قالت له بتوسل: أنا عايزاك تسامحني وتديني فرصة تانية.
ظهر الرفض على ملامحه فأسرعت تضيف: يا مصطفى والله كان غصب عني وندمت بجد….

 

قاطعها بحدة: ندمك ده ميهمنيش ولا يلزمني مجرد تفكيري في كدبك عليا ده بيخليني حتى مش طايق أشوفك وأنك كان ممكن تكملي الكدبة بكل سهولة وتخدعيني!
قبض على يده بشدة وهو يحاول التحكم في غضبه.
شعرت بغصة في قلبها وقالت بألم: أنت مكنتش حاسس باللي بيا، لما الحمل أتأخر مكنتش أنت اللي بتسمع كلام الناس اللي زي السم، كلامهم ونظراتهم ولا نظرات مامتك اللي متلهفة ونفسها تشوف ولادك بسرعة وكل شوية تلميح عن الموضوع ده أنا عارفة أنه غصب عنها بس كنت بتوجع وطبعا اللوم كله على الست في الآخر، عمتك وخالتك اللي دايما مستقصدني بالكلام في الرايحة والجاية ويرموا عليا كلام أنه جوازك مني غلطة وكان لازم تتجوز بنت خالتك اللي أحسن مني، كله ده برغم أنه كان بيوجعني بس مكنتش بهتم لأنك معايا وجنبي وقولت في يوم هجيب لهم الطفل اللي يسكتهم كلهم، يوم ما روحت للدكتور كنت عايزة أبقى لوحدي علشان أرجع أفرحك وأنه الموضوع مسألة وقت بس ونخلف لكن لما الدكتور قال إني عندي مشاكل يستحيل معاها الخلفة أنا حسيت بسكينة بترشق في قلبي.
نظرت في عيونه محاولة أن تجعله يشعر بمعانتها وما تقوله: مكنتش في وعيي بجد، خوفت أوي وزعلت وحسيت بالنقص وكل حاجة جت قدام عيني زي الفيلم لما تعرف والناس تعرف، عمتك وخالتك هيشمتوا فيا وكلهم هيحاولوا يجوزوك ويخلوك تطلقني بأي طريقة لأنهم بيكرهوني، الكلام مش هيبقى مجرد كلام وخلاص تخيلت جحيم وأنا الوحيدة اللي هبقى الملامة ولازم أحس بالنقص والكل مش هيرحمني لأني واحدة مش بخلف مع أنه مش ذنبي ومش بإيدي، ساعتها معرفش طلعت مني إزاي أني حامل بس فرحتك كسرت قلبي أكتر وحسيت بالذنب أني بعلقك بأمل في الهوا وخلاص، بعد تفكير طويل أوي قررت أني أقولك أنه الموضوع إجهاض كدبة تانية لكن اللي وصلت له!

 

وقولت المهم أني مكدبش عليك واللي يحصل يحصل.
اقتربت منه أكتر وأمسكت بيده ونظراتها تناشد نظراته برجاء: أنا ندمت بجد ونفسي تسامحني مستعدة أعمل أي حاجة علشان تسامحني.
أصبحت نظراته قاتمة وقال لها بنبرة لم ترتح لها: أي حاجة؟
هزت رأسها بسرعة وقالت بلهفة: أيوا أي حاجة علشان نرجع لبعض.
قال بإبتسامة: طيب أنا عندي شرط.
تنهدت بإرتياح شديد كادت تبكي معه من الفرح: هو إيه؟
مصطفى بجدية: أتجوز.
شعرت بأنفاسها تتوقف وأظلم وجهها وهى تنظر له غير مصدقة.
مال برأسه إلى الجانب: مش كنتِ مستعدة تعملي أي حاجة؟
ثم عاد فقال لها وهو يمسك بذقنها ليجعلها تنظر له مباشرة: وبعدين أنا فعلا قربت أتجوز، هو مش لعب عيال يا إسراء بمجرد ما ترجعي هلغي مع الناس والغي الإتفاق خصوصاً أني خطبت البنت فعلا هى ذنبها إيه؟
أغمضت عيونها وهى تكتم دموعها بقوة، ارتعش فمها ولم تستطع الكلام لبرهة.
قالت بصوت مرتعش: اا… أكيد…حقك و…و…..

 

أفلتت دمعة من عينيها فضمها له بسرعة، أمسكت به بقوة وهى تبكي وجسدها كله يرتجف بين يديه، دفنت وجهها في عنقه وهى تتأوه من شدة الألم الذي تشعر به.
أبتعد عنها بعد فترة فنظرت له من بين نظراتها المشوشة.
قال لها وهو يمسح على شعرها: يعني موافقة؟
تنهدت تنهيدة حارة وقالت بصوت منخفض: أيوا ده حقك.
عندها ضحك ضحكة عالية ثم ضربها ضربة خفيفة على خدها بمزاح.
نظرت له بحيرة: في إيه؟
نظر لها وضحك مجددا: أنتِ فاكرة أني هتجوز بجد يا هبلة؟
حدقت له بعدم استيعاب ثم تغضنت ملامحها وصاحت به وهى تبكي: أنا بكرهك بكرهك!!
ضحك مجددا وهو يضمها له فبادلته العناق بقوة وهى تتمسك به الراحة والفرح يغمرانها حتى أنها عجزت عن الكلام.
حين حاول أن يبعدها بعد قليل تمسكت به فضحك: دلوقتي مش عايزة تبعدي يعني.
أبعدت وجهها عن عنقه ورفعت رأسها تنظر له: أنت عارف أنه كل يوم كنت بعيدة عنك كنت بموت حرفيا خصوصا أني عارفة أني غلطانة يوم ما قالولي أنك هتتجوزك كان هيحصل لي حاجة.
أمسك وجهها بين كفيه: بعد الشر عليكِ يا حبيبتي.
عبست في وجهه بدلال: كنت هونت عليك كل ده؟
نظر له بجدية شديدة في عينيه وصرامة رغم الإبتسامة على شفتيه: كان لازم يحصل يا روحي علشان تتعلمي إزاي تثقي فيا وفي علاقتنا سوا فعملت كدة وخليت الكلام يوصل ليكِ بس أنا لا خطبت ولا حاجة زي ما بنقول كدة تبقى قرصة ودن.
قالها وهو يمسك بأذنها وقرصها بخفة.
وضعت يديها على كتفيه: اتعلمت يا حبيبي بس ..
عقد حاجبيه: بس إيه؟

 

نظرت له بحزن: أنا مش هقدر أجيب لك طفل زي ما نفسك.
قبل جبينها ونظر لها بحب: حبيبتي أنا مؤمن أنه كل حاجة تيجي من عند ربنا خير أنا نفسي في طفل فعلا بس منك لو من غيرك مش عاوز لو ربنا أذن يكون لينا طفل هكون مبسوط جدا وأحنا هنحاول كل حاجة لحد ما نجيب الآخر حتى هنجرب الحقن المجهري يمكن ربنا يكرمنا.
إسراء بإستسلام: ولو منجحش؟ لو حاولنا كل حاجة ومنجحتش؟
أمسك بكفيها بين كفيه: مش هنيأش من رحمة ربنا ولو ربنا مش كاتب يبقى لينا أطفال، إحنا لينا بعض يا حبيبتي وده كفاية عن أي حد.
أبتسمت له بحب ثم تذكرت شيئا، نظرت له بحذر وقالت بتردد: مصطفى… كنت عايزة أسألك على حاجة.
قال بترقب: أسألي.
ازدردت ريقها بتوتر: هو أنت عرفت منين أني بكدب عليك؟
أظلمت عيونه للذكرى ولكنه قال بإقتضاب: لما قولتي لي إنك حامل فرحت جدا وقولت أكيد قولتي الدكتور مجاش علشان عملاها مفاجأة لأني أتصلت على العيادة قبل ما أرجع البيت أحجز قالولي الدكتور كان موجود وأنك دخلتي بس لما فضلتي رافضة نروح أي حتة ولا حتى نعرف أي حد بدأت أشك ولما كنتِ بتكلمي نجلاء سمعت جزء من كلامكم بالصدفة، تاني يوم نزلت على أني رايح الشغل وروحت للدكتور ودخلت له ساعتها قالي على الحقيقة كلها وعرفت كل حاجة.
ظهر الشعور بالذنب عبر وجهها بوضوح فتنهد وقال لها: خلينا ننسى.
اقتربت منه وعانقته بقوة: أيوا خلينا ننسى أنا اتعلمت وكان درس ليا مكنش لازم أبدا أشك في حبك ليا ولا تكون ثقتي ضعيفة كدة.

 

مسح على شعرها بحنان: أنا متفهم أنه كان غصب عنك بس أكيد محدش هيدخل بيننا دلوقتي خصوصا صاحبتك دي.
قالت إسراء لتطمئنه: أنا خلاص قطعت علاقتي معاها نهائيا.
زاد من ضمه لها وهو يقول بحب: وحشتيني أوي يا إيسو ووحشني وجودك في البيت، البيت من غيرك كان كئيب وضلمة.
أبتسمت بسعادة وهى تغمض عيونها براحة تشكر الله على منحها فرصة ثانية وقالت بشوق وهى تطوق عنقه بيديها: أنت وحشتني أكتر يا حبيبي، أنا من غيرك كأني من غير روحي ربنا يخلينا لبعض.
تمت بحمد الله.

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كذبة قاسية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى