روايات

رواية قصة ومغزى الفصل الثامن 8 بقلم رفيف أحمد

موقع كتابك في سطور

رواية قصة ومغزى الفصل الثامن 8 بقلم رفيف أحمد

رواية قصة ومغزى الجزء الثامن

رواية قصة ومغزى البارت الثامن

قصة ومغزى
قصة ومغزى

رواية قصة ومغزى الحلقة الثامنة

أمضيتُ أياماً أفكر بصمت بكلام حماتي إلى أن قررتُ أن أنفذ كلامها فأنا أولاً وأخيراً أحبه ولا أستطيع العيش بدونه أو أن أحب أحداً سواه ، وقررت أن أصبر وأصمت وأحتمل إلى أن يتغير ولا يرى امرأة أخرى سواي .
لكنَّ سامي لم يتوقف عن الحديث عن غرامياته معي ، لدرجة أنه أصبح يقول لي كل التفاصيل التي تحدث بينه وبين حبيبته الجديدة ، كأن يقول لي كادت حبيبتي أن تذوب خجلاً وأنا ألقي على مسامعها عبارات الغزل ، وكلما أتحدث معها تطلب مني أن أطلقك لأكون لها وحدها ، فأيقنتُ أنها هي التي تحبني وليس أنتِ لأنَّ التي تحب رجلاً لا ترضى أن يكون مع امرأة سواها ، إنها ليست مثلكِ بلا كرامة .
كنت أبتلع كل كلمة كالأشواك وقلبي يعتصر من الألم ، دون أن أنطق كلمة ، إلى أن دخل باكتئاب عندما أنهت علاقتها به كونه كان يتجاهل على الدوام طلبها بأن يطلقني فأيقنَتْ أنه يتسلى معها .
قررتُ أن أستغل وضعه بدون حبيبة ، وقمت بترتيب نفسي وتأنقتُ لدرجة أني لم أعرف نفسي حتى حماتي دُهِشَت وقالت لي :
-إطلالتكِ الآن أجمل من إطلالتكِ بحفل الزفاف.
وعندما عاد إلى المنزل أصبحتُ ابتسم كثيراً وأقوم بحركات دلع أمامه، فانتفض بوجهي قائلاً :
-إن عدتُ مرة أخرى ورأيتكِ بهذا الشكل سأنام في المحل .
انهمرت دموعي بصمت وأخبرتُ أمه فقالت لي ، اصبري ، ثم دخلت وقامت بتأنيبه فتعالى صراخه قائلاً:
-دعيني وشأني ، لقد أجبرتيني على الزواج منها ، لا أريد الاقتراب منها إلا بمزاجي أنا لا أحبها ولن أحبها طالما حييت.
مضى شهراً وكأنه جثة تسير بلا روح ، إلى أن أحبَّ امرأة أخرى وعاد لطبيعته في ضحكه ومزاجه وسرده لغرامياته .
وبعد سنة بان أني حامل ، فحلقتُ أنا وأمه من الفرح أما هو فلم يتأثر وكأنَّ المولود القادم لا يعنيه ولم يكتفِ ببروده بل همس بأذني قائلاً:
-لقد فزتي عليَّ واستطعتي أن تبقي زوجتي لآخر يوم في حياتي بسبب طفلي ، وبرغم ذلك لن تستطيعي منعي عن حب النساء .
كنتُ كلي أمل بأن يتغير عندما يحمل ابنه بين ذراعيه ، لكنه استمر على ماهو عليه حتى بعد أن رزقنا الله بصبي أسماه على اسم المرحوم والده ، وكنت كلما أخبرتُ أمه بما يقول لي كانت تقول:
– اصبري فلا أريد الحديث معه كي لا يصرخ بوجهي كالمرة السابقة ، فأنا أراعي شعوره كون رجولته لم تسمح له أن تجبره أمه على الزواج من فتاة لا يحبها كأنه طفل صغير ، لكن كلي أمل بأن يأتي يوم و يتغير .
استمريتِ بحبي له وصبري عليه برغم كل شيء ، وكلي أمل أن يتغير لكني لم أكن أعي أني كنت أموت تدريجياً ، فبدأ وجهي يظهر عليه علامات التعب وأصبحت ملامحي أكبر من عمري وتساقط شعري لدرجة أنه أصبح برأسي فراغات، وأصبحت شاحبة الوجه ونحيلة كالمومياء ، إلى أن قررتُ الذهاب إلى طبيب نفسي خلسة لعلي أجد الراحة عنده فوصف لي أدوية مضادة للاكتئاب ، بعد أن نصحني بالطلاق ورفضت.
كان والداي يسألانني على الدوام عن سبب تبدل ملامحي ، لكني كنت أحاول التمثيل أمامها قائلة:
-إنها هرمونات الجسم ، أما إن كنتما تقصدا أني لست سعيدة مع سامي فأنا سعيدة بزواجي كثيراً فكما تعلما أحب سامي من صميم قلبي.
أصبحتُ آخذ أدوية الاكتئاب سراً كي أستطيع القيام بواجباتي ورعاية ابني، وبرغم ذلك كنتُ إن قمت بترتيب المنزل فقط أرتاح ساعات من التعب ، إلى أن حاول سامي الاقتراب مني ، كونه لايتذكر أنّ لديه زوجة إلا كل شهر فصرخت بوجهه دون أن أعي قائلة:
-لا تقترب مني ، خذ ما تريد من عشيقاتك.
فضحك قائلاً:
-ولن تغاري .
فضحكت ساخرة:
-أغار ؟! على من ؟! على من أحببته من صميم قلبي وكان معي وقحاً بلا قلب ولا إحساس أقسم أني لو رأيتكَ مع امرأة في فراشي سأغلق الباب عليكما دون أن أنطق بكلمة وأخرج من المنزل لتأخذا راحتكما .
مع مرور الأيام والأسابيع و الأشهر، اعتدت على وجوده جسداً فقط يعود إلى المنزل لأجل أمه وابنه ، وأيقنتُ أنَّ حبي له قد انتهى وكأني لم أحبه قط …
إلى أن تعرض لحادث سير أليم ، تشوَّه وجهه على إثره وقُلِعَت عينه اليمنى وشُلَّت قدماه ، ومن هول صدمة أمه وحزنها توفيت بأزمة قلبية .
أصبحتُ أرعاه كأنه طفل صغير وأحتمل غضبه تارة وبكاءه دون سبب تارة أخرى ، وبفضل الله ووجود أمي جانبي أصبحت لدي طاقة كأني لم أتعب قط ، فقد تركت ابني عندها لترعاه ، وتركتُ سامي في المنزل بعد أن أُصيبَ باكتئاب أشد من اكتئابي ، كي أذهب إلى العمل عوضاً عنه ، وأعود كل ساعتين للاطمئنان عليه وعلى ابننا .
إلى أن تعافى وجهه بشكل جزئي حيث أن الأدوية وعمليات التجميل لم تستطع أن تعيد سوى جزء بسيط من ملامحه السابقة ، ومع المعالجة الفيزيائية والعمليات الجراحية استطاع السير ولكن على عُكّاز .
حينها عاد إلى العمل لكن ومن قباحة شكله ومع مرور الوقت أصبحت زبوناته اللواتي اعتدن على الشراء من محله لا يدخلن إلى المحل إطلاقاً ، مما جعله يطلب مني العمل معه في استقبال الزبائن واكتفى بالجلوس خلف مكتبه لطلب البضائع ومحاسبة التجار .
برغم كل ما جرى لم أتذمر يوماً أو أعماله بطريقة سيئة حتى بأشد حالاته سوءاً ، إلى أن عاد إلى المنزل ذات يوم قائلاً:
-لقد نقلتُ لكِ كل أملاكي باسمك ، فأنا أحبك وليشهد الله أني لم ولن أرى امرأة بطيب أخلاقكِ فأمي رحمها الله كانت على حق .
حينها ابتسمت ابتسامة مكسورة وقلت :
-لكن حبكَ بقلبي مات منذ سنوات ، ولو أنك تبت إلى الله منذ زمن ربما لم تكن لتصل إلى ما أنت عليه الآن ، بسببك الآن أنا نادمة لأني جعلت خطيبي السابق يفسخ الخطوبة .
تساقطَت دمعته بصمت دون أن ينطق بكلمة ، وأكملنا حياتنا كما كنا ، وبرغم الغنى والسفر للسياحة والرحلات لأجل أن نُفرِحَ ابننا، وبرغم اهتمامه الكبير بي وغزله الدائم ، لم أستطع أن أعود لحبه كما كنت سابقاً ، ولم أستطع أن أشعر بالسعادة يوماً ، كَونَ قدره الذي غيَّرَ شكله أجبره أنْ يتغيَّر في معاملته معي وأن يحبني .
# انتهت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قصة ومغزى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى