روايات

رواية ساكن الضريح الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ميادة مأمون

رواية ساكن الضريح الفصل السابع والعشرون 27 بقلم ميادة مأمون

رواية ساكن الضريح الجزء السابع والعشرون

رواية ساكن الضريح البارت السابع والعشرون

رواية ساكن الضريح الحلقة السابعة والعشرون

تخبط الأفكار في رأسها، جعلها تنعس مكانها و هي جالسة على الاريكة.
عاد إليها بعد وقت طويل، ممسكاً بيديه حقائب ممتلئة، ليجدها غافية في سبات تام.
وضع الحقائب الممتلئة بالطعام من يده، و اتجه نحوها ليوقظها.
مالك متئملاً جمال وجهها رابتاً على كتفها برفق
-شذى اصحى انتي نمتي هنا ليه.
شذي بنصف افاقه
-انت جيت امتى، هي الساعة كام دلوقتي.
-الساعه ١١ بليل.
شذي بعين جاحظة
-يااااه انا نمت كل ده، و انت سيبتني طول النهار كده لوحدي، روحت فين يا مالك.
مالك مبرراً بعده عنها طيلة هذه المده
-ما قولتلك قبل ما انزل، اني هاقعد شوية مع ابو حسام و اخواته، و بعدها روحت اشتريت شوية حاجات لزوم البيت.
شذي بغضب
-كل ده، تسيبني و تخرج ١١ الصبح ترجعلي ١١ باليل في بيت غريب زي ده.
متعجباً من كلامها
-بيت غريب! هو انا سايبك في الشارع؟

 

دانتي يعتبر قاعدة في شقة اخويا، و انا كنت قاعد اغلب الوقت تحت البيت يبقى سيبتك امتى بقى.
شذي مرتسمة الحزن
-خلاص بقى براحتك، انت اصلاً كنت نازل و نواي على البعد.
-انتي هتتفلسفي، اتفضلي قومي حضري حاجة ناكلها من الاكل ده.
-حاضررررر
قالتها منتفضه من مكانها، مترجله بعيداً عنه.
ابتسم هو على غضبها الطفولي، جلس منتظرها يفكر، كيف كانت في الصباح أنثى مدللة تغمره في عشقها، و الان تتذمر كالاطفال.
أحضرت بعض الاطباق الشهية، و وضعتها على المائدة الصغيرة امامه، و جلست بعيداً في صمت.
مالك محاولاً تهدئتها
-قاعدة بعيد كده ليه، يلا تعالي كلي
همست بكلمة واحدة
-لاء
مالك رافعاً حاجبه محاولاً اغاظتها……
-براحتك مع ان الاكل حلو اوي.
شذي بغيظ
-انا اللي عملاه على فكرة.

 

-عارف على فكرة،
ليحاول استدراجها في الحديث،
بصراحة تسلم ايدك ، انتي شاطرة اوي في الأكل، حلو و حادق، مع انك سنك صغير.
شذي ناظرة له، لكنها مازلت على تحفزها
-دي هواية عندي من وانا صغيرة.
مالك متصنع التزمر
-امممم بس بصراحة مالوش طعم
تملك منه الغيظ، و هبت واقفه واذا بها تصيح
-قصدك ايه انا اكلي مالوش طعم!
مالك ضاحكاً
-اهدي بس انا قصدي اني مش بعرف استطعم الاكل وانا باكل لوحدي، تعالي كلي معايا عشان تفتحي نفسي، واقدر أقولك رأيي في طعم الأكل كويس.
هدئت قليلاً تقدمت لتجلس بجانبه، لتس رد الكلمات قائلة.
-اومال كنت عايش ازاي عشر سنين بره مصر لوحدك، وكمان لما بتبات في المستشفى بتاكل ازاي
انتبه مالك لما تقول وبدء يطعمها بيده.

 

-وأنا في المستشفى تقريباً بقضي معظم وقتي في العمليات، وباقي الوقت بخصصه في الأدارة،
أما بقى العشر سنين اللي قضتهم برة، فأحب اقولك اني قضيت منهم أحلى تلات سنين في حياتي
أكل، ولعب، وحب!
كان قاصداً لفت نظرها للكلمة الأخيرة، قالها وعينه مرتكزة على عينها، حتى يعرف مدى تأثيرها عليها
بالفعل إنتبهت هي لما يقول، أنزلت يده المتجهه نحو ثغرها بالطعام، تعيدها إلى الصحن مرة أخرى، وظهرت على ملامحها علامات الغيرة.
رفعت شذى حاجبها الأيمن بتحدي هاتفة.
-حب
ليؤكد مالك.
-أه يا شذى حب، و أظن يعني إن أمي حكت ليكي على ريهام وحبي ليها أيام الكلية.
حاولت إغلاق الحديث وظهرت على وجهها علامات الغضب.
-أه قالتلي عن إذنك أنا داخلة أنام.
أمسك يدها وأجلسها بجانبه مرة ثانية بحزم.
-أقعدي كملي أكلك يا شذى، عشان أنا لسه ماخلصتش كلامي وعايز اتكلم وانتي بالذات تسمعيني.
جلست مرة أخرى ولم تتحدث، بل أمسكت الملعقة وبدئت تغمسها في الطعام وتملئ بها فمها بتعصب شديد.
ليكمل مالك.
-مش عارف ليه عايز احكيلك انتي بالذات الحكاية دي دلوقتي،

 

مع إني لما كان حد بيفتح سيرة الموضوع ده قدامي كنت بتعصب جداً، كنت بيتخانق واتنرفز على أي حد،
لكن معاكي أنتي حاسس ان خلاص الموضوع ده مبقاش ليه أي أهمية بالنسبالي.
لمعت عيناها بنظرة غريبة، تحولت ملامح الحزن إلى فرحة، وظهرت إبتسامة عريضة على شفتيها، لكنها تذكرت أول مرة رفع يده ومدها على وجنتها
لقد كانت بسبب تلك الذكرى المزعجة.
وضعت راحة يدها على وجنتها اليمنى وهمست
-للدرجة دي كنت بتحبها، عشان كده ضربتني بالألم اول ما جيبت ليك سيرتها.
ليؤكد هو أيضاً كرهه لتلك الذكرى
-انتي لسة فاكره، طب أقولك على حاجة ممكن تشفعلي عندك تخليكي تنسيلي الغلطة دي.
اعتدلت في جلستها للخلف واتكئت بظهرها على الأريكة موصدة يدها حول صدرها.
-قول يا مالك.
مالك بحب واضح لها
-أنا مابقتش شايف أي بنت ممكن أحبها أو تملى عيني غيرك أنتي يا قلبي.
حل وثاق يدها، وجذبها على قدمه وأغلق عليها بكفيه جيداً.
و بدورها ألقت برأسها على صدره وتكورت على نفسها بين زراعيه هامسة.
-طب كمل يا مالك.
-قبل ما أقول أي حاجة عايزك تعرفي إن الكلام دا كله مجرد ماضي وإنتي،
وإن اللي اسمها ريهام دي مش اكثر من من مجرد صفحة سودة واتقطعت من تاريخ حياتي،
مش عايزك تغيري من الماضي يا شذى.

 

وعند نطقه هذه الكلمة أعتدل شذى من علي قدمه بغيظٍ واضح منه قائلة
-أنا أغير! مرحبا طب ليه؟ هو في حد عاقل برضو يغير من الماضي.
ليعيده إلى وضعها مرة أخرى كما كانت مبتسماً لها.
-براڨو عليكي يا حبيبتي، ربنا يكملك بعقلك يا رب.
شذى بضحك
-طب يلا أحكي بقى.
-بصي يا ستي ريهام كانت معايا في دفعتي في الكلية، وانا وحسام طبعا اصحاب من ثانوي فاصله ورانيا هي اللي عرفتنا على ريهام بحكم انها كانت صاحبتها هي من الاول،
هي كانت بنت ملتزمه فاصله ومنكرش انها كانت ذكيه وشاطره جدا في دراستها فاصله لكن رانيا كانت دايما بتحاول تلفت نظري انها انتهازية وبتاعة مصلحتها،
وده اللي للاسف صدقته وعرفته بعد فوات الأوان.
التوت شفتاي الجميله بحركه ساخره فجائيه وهتفت.
-اه معلش تعيش وتاخد غيرها اصل الحب اعمى زي ما بيقولوا
ضربه خفيفه تلقتها على راسها من الخلف، ليقول متذمرا.
– نتكلم جد بقى شويه.
وضعت الشذى يدها خلف راسها متصنعه الالم
– اه كمل كمل ما هو الناس تتحب وناس تنضرب
ضحك مالك وأكمل.
-لاء يا قلبي الحب كله لشذى حبيبة قلبي وبس، المهم يا ستي فرحت جداً لما البعثة جاتلي انا وهيا،
طبعاً دي فرصة اي شاب في سني عمره ما كان يحلم بيها، خصوصاً إن الأنسان الوحيدة اللي كان نفسي مفارقهاش لحظه واحدة هتكون معايا.
بس ازاي هخادها واسافر ونقعد في مكان واحد

 

واحنا مش متجوزين ومافيش حاجة بتربطنا ببعض!
عرضت عليها ان اروح اتقدم لاهلها واكتب كتابي عليها قبل ما نسافر لكن هي فاجئتني برفضها،
وقالت لي نتخطب لبعض بس والغريب ان اهلها هما كمان رحبوا بكده و وافقو على الخطوبة.
لتردف شذى بملل..
-هممم كمل يا مالك، و إنجز بسرعة والنبي بقى.
مالك مبتسماً على طفولتها.
-حاضر يا ستي، اتخطبنا وسافرت أنا وهيا، والحمد لله طول الفترة اللي قعدناها مع بعض قدرت أني أعف نفسي كويس أوي، وأبعد أي شبهه ممكن توصمني أو تأذي سمعتها
مع أننا كنا في بلد غربي، لكن بعد ما مر علينا شوية من الوقت هناك بدئت ألاحظ إن في بعض التغيرات بدأت تظهر على أخلاقها في الفترة الأخيرة،
بدئ الألتزام بالصلاة يقل، واللبس بدئت طريقتو كمان تتغير، تقعد قدامي بشعرها من غير حجاب، وحاولت كذا مرة أنها تخرج من غيره،
إلا إني كنت بزعق ليها وارجعها تلبسه تاني.
لحد ما في يوم أكتشفت أنها بترسل دكتور زميلنا خليجي وهي في البيت.

 

ولما واجهتها قالتلي عادي دكتور زميلي ونفس تخصصي ويكلمني زي ما أنت بتكلمني.
طبعاً إتخنقت أنا وهي ساعتها قولتلها إني مش زي حد، ولو أنا بالنسبة ليها كده،
يبقى نفض الخطوبة أحسن.
إتأسفت لي كتير وطلبت مني أسامحها، وحبي ليها شفعلها عندي وبالفعل مسحتها.
قررت أنزل وأجهز الشقة بسرعة، لأنها كانت أخر سنة لينا هناك.
وأخر مرة رجعت فيها من أجازتي بعد ما خلصت أكتشفت أنها رفضت السفر معايا و مارضيتش تزور أهلها،
كان عشان تتجوز هي والدكتور الخليجي اللي زغلل عينيها بالهدايا الكتير.
ضمته شذى إلى صدرها رابتة على ظهره بحب وحنان هامسة داخل إحدى أذنيه.
-ماتزعليش يا حبيبي دانت ربنا بيحبك انه بعدها عن سكتك، اللي زي دي مايتزعلش عليها يا مالك.
وضع إصبعه أسفل ذقنها يجبرها على النظر له.
-ربنا بيحبني عشان عوضني بيكي إنتي يا شذى.
شعرت بالحزن في نبرة صوته، فقررت أن تغير مجرى الحديث بينهم.
-إنما قولي صحيح، أنا في حاجة مجاني بصراحة مخلياني عايزة أسألك عنها من ساعة ما جينا هنا.
ضم مالك حاجبيه الةثيفين بعدم فهم.
-حاجة إيه دي اللي مش فهمها.
-هو ازاي
أهل حسام من هنا وهو عايش هو ومراته و ولاده في القاهرة.

 

-حسام من صغره عايش في الحسين مع جده والد ولدته، أصلها كانت وحيدة أبوها وأمها واتجوزت والد حسام
لما شافها في فرح عندنا في الحسين وعجبته فتق ملها واتجوز، وبعد جوازها بحوالي عشرة او خمستاشر سنه والدتها أتوفت.
وكان والدها ساعتها راجل مريض وكبير في السن فكانت شبه مقيمة معاه هي وحسام ونقلته المدرسة عندنا،
وبقينا أنا وهو أصحاب أوي، لاء دا كان كل اللي يشوفنا يقول علينا أخوات
وفي الحقيقة والده معترضش على كده، بالعكس دا كان أيام كتير بيجي يزورهم ويقعد معاهم لحد ما جد حسام الله يرحمه توفي،
كان حسام ساعتها في الثانوية العامة، رفض إنه يسيب بيت جده ويتنقل من المدرسة بتاعتنا، في الحقيقة هو رفض يرجع عشاني
ساعتها جيه عندنا البيت وقرر أنه هيبات لاء دا نام جانبي على سريري، وقعد يبكي ويقولي شوفلك حل يا تنقل نفسك معايا اسكندرية، يا تخلي ابويا يسبني معاك هنا،
بس يا ستي ساعتها خليت ابويا يكلم أبوه وأقنعه إن حتى لما والدته تسافر هو هايكون معانا ومش هايسبنا فاوافق وسابه يكمل دراسته معايا
شذى بنوم.
-ياه هو أنت كل اللي يعرفك يحبك، ويتعلق بيك كده.
حملها مالك بين زراعية، واتجه إلى غرفة نومهم هامساً.

 

-أهو أنا بقى مابقتش عايز من حب الناس دي كلها حد، غير حبك إنتِ يا شذى.
❈-❈-❈
أصبحت شمس اليوم الموعود،و هم مستيقظان سوياً، من وقت صلاة الفجر،
كعادتها كانت تضع رأسها على قدمه، و هو يمسد بيده على رأسها، و يتلو القرأن بصوتٍ عذب، لكن اليوم جفاهم النوم، و تبدل مكانه الخوف.
هي خائفة من كل ما سيقابلها اليوم.
و هو خائف عليها.
الي ان دقت الساعة الثامنه صباحاً، صدق على تلاوته، بدء يجفف دموعها التي بللت سرواله من شدة أنهمارها، اعدلها و اجلسها على قدمه.
مالك محتضنها برفق.
-ليه الخوف ده كله يا روحي، مش قولنا نسيبها على الله و نتوكل.
حاولت ان تخبره بمدى حبها و امتنانها له، لكن دموعها خانتها.
-طبعاً يا حبيبي متوكله عليه، اااانا بس خايفة عليك انت احسن يأذوك بسببي.
مالك مطمئناً لها
-و لا هيأذوني و لا هيأذوكي، ماحدش يقدر اصلاً يقرب منك أو يلمس شعرة من راسك دي،
يلا قومي البسي و هانروح النيابة سوي، و إنشاء الله هانرجع من غير اي اساءه لأي حد فينا.
-طب ما تيجي نهرب انا و انت يا مالك.
قالتها بمنتهى البراءه ، لينفجر هو ضاحكاً على طفولتها.

 

-هههههههه نهرب! دا على اساس ان احنا متهمين بحاجه.
ابتعدت عنه، استدارت جالسة على الارض، مكورة يدها أسفل ذقنها متزمرة بحيرة…
-ماعرفش بقى انا خايفة و خلاص….
ضمها الي صدره من الخلف مازحاً معها، مذكرها بأول يوم رأها فيه.
-اللي يشوفك و انتي خايفة كده، مايشوفكيش اول يوم اتقابلنا فيها، و انتي طالعة من الاوضة بشعرك الغجري اللي ذي الشيكولاتة ده، و متقمصة دور البنت الشجاعه.
ثم بدء يقلد صوتها بمرح
-سيبوني انا هانزلهم اما اشوف هيعملولي ايه، و عملتي فيها عشر رجالة في بعض.
اتكئت بظهرها مستنده على ظهره، و عيناها لمعت برونق براق…
-اه يا حبيبي، تصدق اني كنت في اليوم ده يأست من كل حاجة، صورة ابويا و هو مرمى في وسط الشارع، خلتني استسلم لأي حاجه حتى لو هيموتوني، عادي بقي ما هو اللي كان بيحميني، و يخاف عليا مات.
لكن اول ما خرجت انت من الأوضة و وقفت قصادي، حسيت بأحساس غريب عليا اول مره في حياتي احس بيه.
لتلتفت له شاهقة بابتسامة عريضة
-و لا لما نزلت على السلم، و انا نازلة في ظهرك و كأني ماشية ورا مارد طول بعرض، مغطيني كلي و مش باين مني اي حاجه.

 

مالك ساخراً منها
-عشان انتي بالنسبة ليا اوزعه، يا حبيبتي.
عادت لجلستها الأولى، و اسندت ظهرها على صدره.
-لاء مش اوزعه، انا كنت حاسه ساعتها ان ربنا بعتك ليا بدل ابويا، عشان اتحامي فيك،
ههههههه و لا لما ضربت الولا اشرف بالبوكس في وشه، و رفعتني جنب قلبك بأيد واحدة و كأنك شقيت الطريق لحد العربيه،
شهقت وازدادت لمعة عيناها….
-و يا لهوي يا مالك لو كنت اقدر اوصلك احساسي ساعتها.
قبلها في وجنتها بعض القبل الرقيقة، مسروراً بما تقول.
-كنتي حاسه بأيه ساعتها ياقلبي….
ضمت جسدها داخل زراعيه اكثر، و كأنها تشعر هكذا بالطمأنينة.
-كنت حاسة اني طايرة، مش مركزة مع حد غيرك انت و لا شايفة من كل الناس اللي كانت مالية الشارع غيرك انت، و لا سامعة غير صوت قلبك انت و بس،

 

كنت حاسه ان الكون كله اتحول لجنينة كبيرة مالينه فرشات بتطير حولينا احنا الاتنين.
مالك ناظراً في ساعة يده، و بحركة خفيفه اعدلها ليقفو سوياً
-سيدي يا سيدي علي الكلام الحلو، دا كان حب من اول نظرة بقى،
شذي ناظرة في عينه بحب
-اه تقريباً كده دا انا ماشيلتش عيني من عليك و لا ثانية.
ضم حاجبية متصنعاً التزمر و قرص على اذنيها توبيخاً على ما فعلت.
-معني كده انك اخدتي ذنوب بسبي، انتي ماسمعتيش حاجه عن غض البصر ابداً.
تألمت من قرصته، لكنها ضحكت على فعلته هذه كثيراً، الي ان احمرت وجنتيها وخبأت وجهها بالكامل داخل صدره.
-هههههه بصراحة انا كنت بتعمد ابصلك عشان احفظ شكلك، و ماكنتش عايزة اشيل عيني من عليك.
مالك مصرحاً لها وهو يأتي لها بنقابها، و يهم امامها بتبديل ملابسه
-طب هاقولك على حاجه مش عارف هتفرحك و لا هتضحكك!
شذي بنظرة ضاحكة
-كده و لا كده هتفرحني قول بقى.

 

لفها بيده و قرر ربط وشاح وجهها
-انا لما كنت بتخانق معاكي على لبسك، و بزعق ليكي عشان تلبسي حجابك قدامي، ماكنتش ببقى عارف اغض بصري عنك، وعشان كده اول حاجة عملتها بعد جوازنا اني البسك النقاب، عارفه ليه؟
شذي بحب
-ليه يا مالك
مالك بحنان وعين عاشقة
-عشان ماتبقيش سبب فتنة حد غيري انا يا روح مالك.
شذي بضحكة عاليه
-ههههههههه يعني كنت بتبص عليا من تحت لتحت يا نمس لتجري للخارج سريعاً قبل أن يمسك بها.
مالك مندهشاً من جرائتها متعجباً مما تلفظت به
-انا نمس! خدي هنا، انتي هاتطلعي شقاوتك دي عليا انا يا بنت انتي….
ضحكت كثيراً و سبقته للخارج لترتدي حذائها، وقف هو يشاهدها واضعاً يده في جيب بنطاله، ثم أشار بسبابته على نفسه
-انا نمس!

 

قفذت من علي مقعدها، و جرت اليه بضحك، و ألقت نفسها بين زراعيه، ثم رفعت وشاحها من علي وجهها و همست له…..
-لاء انت حبيبي
ما كان منه إلا أنه أخذها في قبله طويله يبث لها فيها مدى شوقه إليها.
-قلب حبيبك انتي…
❈-❈-❈
أخيراً ترجل بها خارج البناية، لكنه قبل أن يتجه بها إلى سيارته، تفاجئ بوالد صديقه و أخواته، و حشد كبير من الرجال ، يقفون بأنتظاره.
تقدم والد صديقه نحوهم مبتسماً إليهم، ليبدء مالك بالحديث معه…
-في ايه يا عمي مين كل الناس دي.
والد حسام موضحاً له
-دول رجالة عائلة الجزار كلهم متجمعين النهاردة، عشانك انت و مراتك يا مالك.
-متجمعين عشاني انا ومراتى ازاي يعني يا عمي معلش انا مش فاهم.
تقدم حامد اخو حسام الكبير منهم و هو خريج كلية آداب، لكنه فضل ممارسة مهنة الجزارة مثل ابيه، ليهتف بحرارة و امر له.
-يعني الجزارين كلهم رايحين معاك النيابه يا دكتور.

 

-رايحين فين بس يا حامد انا لما قعدت و اتكلمت معاكم، ماكنتش بطلب حمايه او…
-انت ايه يا دكتور، بص قبل ما تعترض على حاجه، عشان تبقي فاهم انت هنا كأن حسام اللي موجود بالظبط،
و اظن يعني انا عمري ما هايكون اخويا في ضيقة، و أقف اتفرج عليه، و بعدين بقى انت ياما وقفت مع اخويا، وتبقى عيبه في حقنا لما تخرج من
وسطنا ومنقدرش نوفر ليك انت و مراتك الحماية مش كده و لا ايه.
-بس يا حامد.
-مافيش بس، يلا يا دكتور خلينا نلحق وقتنا وننجز في الحوار ده، و بأذن ربنا طول مانتو في وسطينا مافيش نمله هاتقرب منكم.
اومئ له برأسه و التفت إليها مطمئناً لها، ليري في عيناها لمعة الفرحة و الطمئنينة.
امسك يدها و هتف
-طب انا هاسبئكم بعربيتي.
هتف حامد معترضاً ليوقفه قبل
ان يذهب.
-لاء معلش يا دكتور انتو بعد اذنك طبعاً هتركبو معايا انا.
مالك محاولاَ عدم بث الرهبه في قلبها مره اخرى….
-ماتكبرش الموضوع يا حامد لو سمحت، الحكايه ماتستهلش دا كله.
-لاء تستاهل يا دكتور، اتفضلوا معايا وانا هشرحلك.
ليشير بيده الي رفاقه، ليتحركو جميعاً بالسيارات في موكب مكون من ست سيارات

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساكن الضريح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!