روايات

رواية طوق نجاتي الفصل الثاني عشر 12 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية طوق نجاتي الفصل الثاني عشر 12 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية طوق نجاتي الجزء الثاني عشر

رواية طوق نجاتي البارت الثاني عشر

رواية طوق نجاتي الحلقة الثانية عشر

دخل “ريان” بهمجيه الفيلا المقابله يصك على أسنانه بقوه، يقبض كفه بشدة، يكاد الشر يتطاير من عينه، وقبل ان يرفع كف يده يطرق الباب، فتح والدها، تعجب من ملامح “ريان” المتشنجه، زوى ما بين حاجبيه وسأله بأستفهام:
– خير يابني؟
أغلق جفونه محاولا التحكم في ثباته، وقال بنبرة هادئة تخالف ما يدور داخله:
– عمو ممكن تولاي؟
هز رأسه بموافقه وعزم عليه بالدخول فرد عليه “ريان” بأحترام وابتسامة:
– شكرا يا عمو هستناها في الجنينه.
اومأ رأسه والدها وانسحب ليناديها، وعندما ابلغها بوجود “ريان”، ابتسمت بخبث وانتصار أنها استطاعت إغاظة هذا الكائن الذي بلا مشاعر، هبت واقفه بشموخ وتبخترت بسعادة حتى أن وصلت إليه ولم تفارق شفتيها ابتسامتها التي تزيد جمالها، عقدت يدها على صدرها قائلة ببرود:
– نعم .
مال رأسه لليسار وهو يتفحصها بوجوم وتساءل بحاجب مرفوع بينما يقترب منها بهدوء وحذر محاول أن لا يفقد اعصابه:
– ممكن اعرف ليه؟
ضاقت عينيها بتسائل وعدم فهم:
– ليه ايه!
عكست عينه الضيق الذي اعتراه وسائلها ساخرا:
– انتى معندكيش عقل؟
انكمشت ملامحها بغضب لفظاظة كلماته وردت بعصبية:
– عندي عقل غصب عنك.
دوت ضحكته الساخره ليجيب:
– سبحان الله مع أنك مصره عندك عقل برضو مصره تفكري بصرمك.
بدء الغضب يستحوذ على عقلها، فقالت بغيظ:
– ريان احترم نفسك، وتصدق أنا غلطانه إني نزلت لواحد زيك.
وقبل أن تنصرف، رفع “ريان” عينه يتأكد أن لم يوجد احد يراهما،ثم امسكها من معصمها جذبها نحوه يمنعها من الأنسحاب ثم همس بنبرة جشة بقرب من أذنها بهدوء:
– بصي ولا تضايقيني ولا اضايقك، وده احسن ليكى.
شعرت برجفه تسري بداخلها هزت اوتار انوثتها، كان شعور جديد عليها، اغلفت عينيها لا اراديا…
تغيرت ملامحها بسبب هذه الحاله، لمحها “ريان” وشعر بشيء غريب يسري بداخله، لم يقوى على تفسيره، فقال هو بصوت هادي ليفيقها ويفيق نفسه:
– تمام.
فتحت عينيها ببطئ وجدت نفسها بالقرب من “ريان” توردت وجنتاها خجلا وهي تجيبه بنبره ناعسه:
– تمام.
نظر داخل عينيها بعمق تجمد عقله من نظرة عينيها وملامحها الناعسه وصوتها الهادئ، فأخبرها بعقل شارد مع الطيور المهاجرة:
– احنا كده ننام.
صمتت ثواني لترغم ذاتها على الابتعاد والرجوع إلى ارضها الصلبه، ثم قالت بغيظ وهي تحاول زجه من خلفها:
– انت بتقول ايه؟!
تحمحم نظف حلقه واجابها مدعي الجديه:
– اقصد ننام على الاتفاق.
نظرت لغريمها بنظرات حية تنوي قتله:
– انت اهلك مربكش.
حينما نظر وجد وجنتيها حمراتان فطن انها حمرت الخجل، تندمج مع كثرة غضبها الذي جعل الدماء تتدفق أكثر، ابتسم على تحول هذه الملامح الشرسه الجريئه إلى طفله رقيقه مطيعه، فأجابها بمشاكسه وهو يجلس على يد مقعد بجواره:
– سوري اصل كانوا اهلي بيعملوا ديفنج في البحر الاحمر مش فاضين يربوني.
في تلك اللحظه، عكست عينيها الضيق الذي اعترته، وتركته خلفها، تنهد بحرارة ونادى عليها بنبرة يتخللها الهدوء:
– تولاي.
لم تسمع اسمها من قبل بهذه الطريقة، لفت جسدها بتوتر وهي تنظر لاسفل وابلغته بتلعثم:
– عايز ايه؟
– تولاي، بعتذر لو قرأت في النوت بوك، بس بجد بحسد حبيبك على كل الحب اللي بتحبي ليه .
كانت نبرته غير كل مره متغلفه بحزن حتى ملامحه كساها الألم، بلعت ريقها، هنا تأكدت أنه قرأ كل ما كتبته، اتكأت على شفتيها بتوتر وخجل، ولم تتجرأ انها تقول إن الحب هذا في خيالها فقط وحبيبها من وحي خيال عقلها استكفت بأخذ الدفتر وترجلت لداخل الفيلا بسرعه دقات قلبها تتسابق من شدة الكسوف.
وقف “ريان” مكانه ثواني واضع يده داخل بجيب بنطاله تطلعها حتى أن اختفت، وتحرك هو الاخر لفيلته بقلب مفتور حزين متألم، على حب عمره التي احبها من كل قلبه وهي تركته برغم حبه الجم لها…..
جلس على فراشه وبدأت ذكريات حاول طمسها تهجم على عقله… تجمع كل رماد الشوق في لحظه واحده….. حتى أن وصل إلى…..
– نيلي عملك مفاجأة !!
– ايه ياترى ؟
– وده كلام هتبقى مفاجأة ازاي؟
اغمض عينيها بوشاح حتى أن وصل إلى عماره وضع يده حول كتفها وصعد درجة درجة على السلم، كانت تضع يدها حول خصره والثانيه تحاوط من الامام، قائلة بخوف لتقع:
– احنا هنطلع كتير.
– هو في اسانسير بس حابب نطلع سلمه سلمه وانتي في حضني لحد ما نوصل للمكان ده بالذات.
وضعت رأسها على صدره براحه وظلت تصعد بسعادة أنه معها، وعندما وصل إلى باب شقه اخرج مفتاح وامسك يدها لتساعده ويفتحا الباب سويا، ثم ازاح الوشاح من على عينيها، فتحت مقلتيها بأنبهار وفرحه بآن واحد ولفت بجسدها سريعا امسكت يده قائله:
– واوووو ده هيبقى بتنا صح… ؟
أنا مش مصدقه، أنا مبسوطه اووي.
اومأ رأسه مأكد توقعها وعلى ثغره ابتسامه لا مثيل لها وأبلغها بحب:
– البيت ده كل جنيه فيه عمري ما هنسى جبته ازاي عشان نتجمع تحت سقفه، البيت ده كل انش فيه معمول بأشتياق ليكي، أنا قلبي بقى يدق عشانك وبس يا نيلي.
قفزت بطفوليه متعلقه برقبته:
– حياتي ربنا ميحرمني منك ابدا.
انهت كلامها و وضعت قبله رقيقه على وجنته، حضنها بقوه وهو يشعر أنه امتلك كنوز العالم عندما اسعدها…..
فاق “ريان” على نفض جسده بعدها ارتعش قلبه بقوه عنوه اثر الحب الذي شعر به للتو…. أحس بكل شيء كأنه للتو… اغمض عينه الدمعتين ثم امسك هاتفه وهو يحارب نفسه الا يفتح صفحتها الشخصية على الفيسبوك، وبالفعل بعد دقائق القى بالهاتف، وتذكر موقف ثاني….
– تعالي بقى يا برنسيسه اعملك احلى نجرسكو عمرك ما هتكليها غير من ايدي.
– واووو بحبها جدا.
– عارف.
حلقت روحها كالطيور من كثرة سعادتها، فـ حبيبها يعرف كل تفاصيله فيها مهما كانت صغيره…
يقف في المطبخ يعطيها ظهره وبدأ ان يحضر، قامت بمعانقته من الخلف، ترك كل شيء واستدار حضنها، قالت بنبره شغوفه محبه:
– ريان انا بحبك فوق متتصور ومهما الف الدنيا مش هلاقي حد بيحبني زيك، حتى أمي اللي هي أمي، عمري ما حسيت بحبها.
مسد شعرها بحنان:
– نيلي مش عايزك تفكري غير فيا، انسى كل حاجه أنا اتخلقت في الدنيا دي لاسعادك وبس.
عكست عينيها الحب الذي داخل عينه:
– حرفيا مش عارفه لو مكنتش ظهرت في حياتي كنت هبقى ازاي؟
وضع سبابته بمنتصف فمها:
– هششش مسمحش توقع اي حاجه اكون بعيد عنك فيها، أنا وانتي نفس واحد لو مكنتش عرفتك اكيد كنت هموت.
– بحبك.
حضنها بقوه حتى أن تستمد قوتها منه.
افتح “ريان” عينه بنار داخل قلبه يشعر بالتعب من حرقة ماضي حاول طمسه، نهض اخرج علبه سجائره وتنفس واحده تلو الاخره حتى أن شق النهار ظلمة الليل الحزين الذي يوزّع تذاكِر الدّمع على الذين فقدوا أحبّتهم في لحظةِ كرب، فيسمح لهم بالدخول إلى عالمه الطويل، يبثون له شجونهم، يتألمون ويسردون له كل ما حدث، فيتألم معهم، ويدثر حزنهم بسواده…..
★****★
بعدما بحث عنها في كل مكان، تسمر مكانه لا يقوى على الحركة، يود يصرخ بعلو صوته بأسمها، شعر داخل جسده برعشه من الخوف والهلع، كانت تضغط على صدره وتكاد تكتم أنفاسه….
اخرجه من مستنقع افكاره صوت هاتفه تناوله على الفور بلهفه:
– هند.
تعجب المتصل وصحح له:
– لا معاك محمود من البنك.
ضرب مقدمه رأسه، عندما تذكر عمله، فهو نسى أن يأخذ اجازه، تحدث برسميه واعتذار:
– اسف جدا عندي ظروف منعتني اكون في الشغل.
– ياريت تبلغ بعد كده من قبلها.
– أن شاء الله.
ثم اغلق الهاتف واغمض عينه بعدما وضع رأسه بكف يده، و بدأ القلق يساوره وتملكته الأفكار السيئه والوساوس البشعه…
كان لم ينسى فقط تبليغ جهة عمله بأجازه فنسى ايضا طعم النوم، نهض مره ثانيه بأعياء ليبحث عنها، طال الوقت في البحث، وفي النهاية هدته كل تخيلاته بخيبة الأمل.
★*****★
استيقظ “سيف” وجهز الفطور ثم طرق باب التي تبت فيه “هند”، اجابته وهي تقضم اظاهرها برقه وخجل:
– ايوه يا سيف.
– هند يالا الفطار.
– مش عايزه اكل.
– بطلي دلع وتعالي.
– معلش سابني براحتي .
– عارفه لو مفتحتيش انتي حره.
حدثها بمشاكسه لكي تفتح، فتحت بخجل، و كانت ترتدي نفس ثيابها وحجابها مازال على رأسها، فسألها بتعجب:
– مغيرتيش ليه؟!
ردت وهي تنظر لأسفل وتشد اكمام فستانها:
– عادي.
– هند فكي اعتبري بيتك.
– شكرا يا سيف، ممكن يالا عشان ننزل نشوف شقه.
رد عليها بنفس نبرتها مشاكسها:
– ممكن نفطر ونروح بعد كده مكان ما تحبي.
– اوكي.
جلست بعدم إراحيه منكمشه بنفسها كل ثانيه تعبث بحجابها، وضع الطعام وجلس بجوارها، تصبب جبينها حبيبات العرق من كثرة الخجل كان يراها لم تأكل، رفع يده بالمعلقه أمام فمها ليحثها على الطعام، توردت وجنتيها من شدة الكسوف وهي تقترب تفتح فمها تأكل من يده ثم رجعت للخلف سريعا…
ابتسم على خجلها ولم يقول شيئا احتراما لوضعها، انهيا الفطور ونزلا سويا ليبحثونا عن شقه، شعرت عندما نزلت إلى الشارع بالهواء يتدفق رئتها وقلبها توقف من شدة نبضه، احس أنها تأخذ الهواء كأنها حرمت منه.
★******★
دخل “ريان” مكتبه جميعهم جلسون يفطرون، عزم عليه “زين” لكن “ريان” كان غير العادة ملامحه كاساها الحزن، نبرته فاقده الشغف:
– تسلم خلصوا وتعالوا جوه عشان نبدأ.
انهى كلامه و امسك الأوراق، واخذ من يد “تولاي” جهاز الكمبيوتر المحمول بصمت، لاحظت “تولاي” تغيره، لكن لم تعلق واكملت طعامها ونظرت إلى “زين” مط شفته بعدم معرفته شيء.
جلس “ريان” بالقرب منهم ينظر على التصميم وقال بعمليه:
– حلو جدا…
رفعت “تولاي” عينيها عليه وابتسمت.
وبعدما انهوا الطعام جلسوا بجوار “ريان” النهمك في الأوراق والتصميم، فأبلغهم:
– كده هنبدأ من النهارده بالعرض اللي قالت عليه تولاي.
سعدت “تولاي” أنه اختار عرضها مع أنها كانت تظن أنه يقلل منها دائما…
وبعد لحظات نهض “ريان” سريعا للمرحاض يفرغ ما تبقى داخل بطنه من ليلة أمس، قام خلفه “زين” بعلبه منديل، انهى “ريان” كل شيء، اغسل وجهه واخذ عدة منديل امسح وجهه ودخل غرفه مقابله من المكان الذين يجلسون فيه ومدد جسده، فقال “زين” بمزاح:
– لولولي، نقول مبروك يا اختشي.
ابتسم ابتسامه جانبيه تحمل أوجاع الماضي:
– بطل سخافه.
انهى جملته واغمض عينه بتعب حقيقي ظهر في انكماش وجهه وقبض حاجبيه، قلق “زين” وقال بجدية:
– مالك يا ريان؟
حاول ان ينطق بإيجاز:
– مافيش.
– هي بعتت ليك رساله تاني؟
افتح عينه بأرهاق وادعى الغباء:
– مين؟
– هتستهبل انت عارف بتكلم عن مين؟
زفر أنفاسه الملتهبه واجابه بنفي:
– لا مبعتتش… وانت عارف لو عملت ايه مش هرجع ليها بعض اللي حصل.
– نفسي اعرف ليه متعملش بلوك ليها وتريح دماغك، بدل ما كل شوية نطه عندك تفكرك باللي فات.
لحظات صمت مرت عليهما كان يفكر لماذا حقا لا يفعلها، حتى أن نطق بقول اجبر عقله بتصديقه:
– عادي بحب اشوفها وهي بتتعذب اني مش معبرها.
نهض “زين” بطوله الفارع ورمقه من اعلى وهو يكذبه بتأكيد:
– انت بتكدب على نفسك، انت بتبقى عايز تطمن عليها، سبحان الله برغم عدى خمس سنين وانت لسه قلبك بيدق لي…
اتنفض من نومه وقال بصوت مرتفع افزع الصبايا الجلسات بالخارج:
– زين لو سمحت كفايه بقى وانا على ما اظن راجل مش لعبه تلعب بيها وقت ما مزاجها يجبها ولو عدى الف سنه عمري ما هنسى وجعها ليا.
احترم “زين” وضع صديقه وانهى الحديث وهو يضع كف يده على كتف “ريان” ليهدئه:
– خلاص يا صاحبي حقك عليا.
جلس “ريان” بتعب حقيقي وقال:
– خلاص يا زين، ياريت نركز في الشغل.
اومأ رأسه وتحرك خطوتين، وقبل ان ينصرف لف برأسه مشاكسه:
– طيب مش هتقولي مالك.
– زين وبعدهالك ؟
قالها وهو يلقي عليه وسادة صغير بعصبيه، ضحك “زين”:
– خلاص خلاص.
★*****★
لفت “هند” كثير ولم تجد شقه يأست
هون عليها “سيف” رادفًا :
– يا روحي لو حتى ملقناش شقه خالص ممكن تهدي، شقتي موجوده، ولو وجودي مضايقك اسبلك البيت كله وأنام ان شالله على الرصيف
لا طبعا ده بيتك، عايز راحتك .
– خلاص يا سيف لو ملقتش انت في اوضه وأنا في اوضه، بس توعدني .
قاطعها ..
– انتي مش واثقه فيا ؟
– بثق طبعا ..بس !!
– من غير بس .
– يا سيف بلاش تزعل أنا حاسه بلخبط ومش عارفه اتصرف ازاي ولا اعمل ايه ؟
– يبقى تسمعي الكلام ؟
– حاضر.
★*****★
في بيت عائشه تصرخ في وجه زوجها بأتهام:
– متحولش تتهرب، لازم اعرف مين البت القمر الملزقه اللي كانت بتكشف عندك النهارده.
– مين فيهم!
اجابها ببرود وهو يشاهد التلفاز، جلست على الأريكة بجانبه على ركبتها:
– الله الله هي فيها مين فيهم، دول كتير اووي بقى ؟
اكل فشار واجابها بعدم تركيز:
– فوق ما تتصوري.
زجته بكتفه ليعترف بشيئا لم يتذكره حتى:
– طيب قول.
– اقول ايه؟
– هي مين؟!
بصي أنا عارف انك عندك نقص في الذكاء في وسمتك قوتك، انا عارف و واثق والله انك ملكيش يد فيها وانتي مستلمه الجثه كده، بس ممكن تعملي اب ديت تزودي رمات.
– رمات ايه اللي بتتكلم عليها ؟
غير الموضوع حتى ان تتركه بمفرده لوجه الله لو ثواني:
– اخ نسيت اقولك أن ريان فتح اخيرا الشركة.
وجزته بكتفه بقوى:
– عارفه متغيرش الموضوع.
صمت ثواني وحاول يلهيها في اي شئ:
– تعرفي كمان بدأ شغل.
جلست براحه وحضنت الوساده متعجبه:
– لا، من امتى؟
– من امبارح، حتى النهارده الافتتاح.
– مقليش الحيوان !!
وفي ثانيه طرق على عقله فكره تبعدها عنه وقت طويل:
– متنزلي تساعدي وتشتغلي معاه.
– هو مطلبش.
– من غير ما يطلب، دي خطيبة زين وواحده صاحبته اشتغلوا معاه.
تذكرت الخناقه وابدأت تنوح من جديد:
– الله الله انت كمان رحت وشوفت صاحبته.
– قلبي لو عايزه تشتغلي معاه، انزلي الحقي مكان ليقولك مافيش خلاص بعد ايه.
نهضت من مكانها على الفور:
تصدق انت صح.
وتوعدت لريان:
– ماشي يا ريان لما اشوفك.
ثم صرخت في اولادها مناديه عليهم:
– انت يا زفت منك ليها بطلوا خناق واتنيل البسوا .
سأل الاطفال بحماسه:
– هنروح فين يا مامي؟
– عند تيتا.
ظلا الاثنين يقفزونا فرحا:
– ياس ياس ياس.
وفي خلال دقائق معدودة وصلت لبيت أمها بسبب قرب المسافة قالت لها:
– والنبي يا ماما خدي العيال دول خليهم عندك.
تعجبت “إيمان” وسألتها:
– وانتي رايحه فين؟!
– هشتغل مع ريان.
اجابتها وتركتها، وقبل أن تمشى قالت والدتها:
– انتي يا بلوه هو أنا خلفتهم ونستهم.
رمقتها بشرارا وابلغتها:
– تصدقي بالله العيال دي عقاب ليكي عشان خلفتيني أنا زمان وخلتيني اتجوز، اشربيهم بقى.
– لا حول ولا قوه الا بالله عليه العوض ومنه العوض.
– سلاموززز يا قطه.
رمت عليها السلام وركضت سريعا إلى شركة “ريان”
★*****★
فضول “تولاي” يمزقها من الداخل تود تعرف ما به، فلابد ان “كوكي” تعرف شيئا، حاولت تفتح الموضوع بابتسامة:
– هو ريان ماله أول مره اشوفه بالع لسانه.
ضحكت “كوكي” على تشبيها له، فقامت “تولاي” بسرعه بالقرب منها كتمت فمها، ثم رمت بصرها على الغرفه الجالس بها “ريان”، فهمست بصوت واطي:
– هتفضحينا يخرب عقلك.
– طيب مش هقولك.
جلبت “تولاي”مقعدها وجلست بالقرب منها تكلمها بنبره منخفضه:
– لا قولي بس بشويش يا فضيحه.
تحمحمت كوكي وتطلعت المكان لتتأكد لم احد يسمعها وبدأت بـ:
– كان بيحب بنت حد الجنون وهي كمان بتحبه، لقوا بعض في ظروف صعبه جدا ليهم هما الاتنين، كان بيحاول يسعدها بكل ما في وسعه، وهي كمان كانت ضحكته بالنسبه ليها يوم عيد، لحد….
كانت “تولاي” تسمعها وهي تفتح فمها من كثرة الحب حتى أن قالت لحد، قاطعتها بصدمه:
– لا استني هي فيها لحد، بعد الحب ده كله من الطرفين توصل لحد….
كانت ستكمل باقي القصه لكن خروج “ريان” بملامحه الجامده اخرستهما.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طوق نجاتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى