روايات

رواية قاع البير الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل

رواية قاع البير الفصل الخامس 5 بقلم هنا عادل

رواية قاع البير الجزء الخامس

رواية قاع البير البارت الخامس

رواية قاع البير الحلقة الخامسة

مش عارف ايه اللى حصل بعد ما سمعت الجملة دي، لكن مش فاكر اي حاجة غير انى صحيت على صوت عزيزة اختى وهى بتصحيني وانا نايم على الكنبة فى المندرة:
– أصحى، أصحى يا زكريا الناس ابتديت تيجي.
زكريا بيفتح عنيه بصعوبة:
– انتي مين؟ فين بت اخويا؟
عزيزة:
– بسم الله، اصحى ياخويا انت بتحلم ولا ايه، أنا اختك عزيزة قوم يلا اتسبح واطلع للناس.
فتحت عيني وانا ببص حواليا وشايف كل حاجة زى ما كانت بليل، مفيش حاجة جديدة، مراتي وبنتي فى المطبخ مع الحريم بيعملوا الاكل، وأختي عزيزة هى اللى صحتنى كانت فى اوضة شيماء بنت اخويا ولقيتها خارجة منها وشايلة صنية الاكل فاضية، كنت حاسس انى فى حالة ذهول، معقول هو انا كنت بحلم؟ معقول اللى حصل ده كان مش حقيقي؟ بس ازاى انا فاكر كويس انى كنت صاحي:
– عزيزة.
عزيزة:
– نعم يازكريا؟
زكريا:
– البت شيماء عاملة ايه دلوقتي؟
عزيزة:
– هتعمل ايه يا قلب امها؟ البت حالتها حالة يا زكريا، خايفة يجرالها حاجة.
زكريا:
– هى كانت فى البيت وقت اللى حصل يا عزيزة؟
عزيزة:
– قالت انها كانت فوق السطح، ولما النار قادت فى البيت مبقيتش عارفة تعمل ايه فضلت على السطح لحد ما الحريقة انطفيت.
زكريا:
– وهى اللى نزلت من فوق ولا حد هو اللى جابها؟
عزيزة بتفكير:
– تصدق يا زكريا مش عارفة، وبعدين نزلت ولا حد نزلها المهم انها بخير الحمد لله، مع ان انا عارفة هتعيش عمرها كله بتعاني من اللى حصل.

 

 

زكريا:
– ماشي يا عزيزة، انا هدخل استحمى واصلى الضهر وهوصل للمدافن اقرأ عليهم وارجع تاني، مش جوزك وعمامك والرجالة كلهم برة؟
عزيزة:
– ايوة ياخويا طبعا، كلهم فى الصوان متقلقش.
زكريا:
– طيب هوصل لحد المدافن وارجع بسرعة.
عزيزة:
– ماشي.
البيت كان حزين جدا، دخلت على الحمام خلصت الحمام بتاعي وطلعت صليت ومراتى جت شافتنى جهزت:
– انت صحيت؟ ماندتش عليا ليه طيب احضرلك حاجتك؟
زكريا:
– عارف انكم مش فاضيين، انا هوصل بسرعة للمدافن وارجع، مش عايز الناس ينقصها حاجة يا ام كريم، وخلي بالك من شيماء.
ام كريم:
– حاضر ياخويا من عنيا.
فعلا خرجت من غير ما حد ياخد باله بعد ما صليت، طلعت على المدافن ودماغي مش بتبطل تفكير فى كل اللى حصل، نفسي اعرف ايه اللى بيجرى لكن مش عارف ابدأ منين بالظبط، وصلت عند المدفن ولقيت الباب مفتوح علشان كان الغفير بتاع المقابر بيرش مياه وبيولع بخور فى المدفن، ودى عوايدنا من زمن الزمن، كل يوم الصبح المدفن لازم يتبخر وريحته تبقى طيبة، دخلت رميت سلام ربنا على الغفير اللى رد السلام وسابني ومشي، ودخل ورايا علطول شيخ قعد يقرأ قرأن صراحة ربنا انا تقريبا مكنتش عارف هو بيقرأ ايه، لكن لما استحرمت انى مش مركز مع القرأن اللى بيردده لقيت نفسي بطلع من جيبي اللى فيه النصيب وبديهوله علشان يصدق ويمشي، يمكن كنت علشان فعلا مستحرم انى مستمعش وانصت للقرأن، ويمكن لأنى كنت مستني الصوت بتاع امبارح يرن تاني فى ودني ويقولي ايه اللى حصل، لكن الاكيد انى كنت عارف انى هسمع او هشوف حاجة جديدة، فات شوية وقت مش عارف قد ايه ربع ساعة او نص ساعة، يمكن ساعة الا ربع وانا قاعد قصاد المقبرتين اللى فيهم اخويا ومراته واولاده، ومستني حد منهم يقولي ايه السر، وأخيرااااااا سمعت الصوت.
– بعد ساعة الا ربع بالظبط من وقت ما الشيخ خرج من المدفن لحد ما رن الصوت فى ودني:
– هتعمل ايه مع شيماء يا زكريا؟
لفيت فى مكاني زى المجنون:
– انت مين؟ ده مش صوت اخويا! رد عليا قولى انت مين وعايز ايه؟
اتكرر السؤال مرة تانية:
– هتعمل ايه مع شيماء يا زكريا؟
– هتسيبها فى بيت ابوها؟
– هتاخدها وتهج بيها على البلد اللى انت فيها؟
– هتسيبها هنا لأخواتك واجوازهم هما اللى يشيلوا همها؟
زكريا ولسه بيلف حوالين نفسه:
– بنت اخويا مش هسيبها لحد، بنت اخويا فى رقبتي ليوم الدين، لو فيها اللى فيها محدش هيشيلها غيري، لحمي وعرضي.
الصوت:
– وهتعيشها في بيتك وانت عندك رجالة يتخاف على البنت منهم؟

 

 

زكريا:
– ياعم ياللى بتتكلم طيب وريني نفسك، فهمني انت بتلف وتدور على ايه؟ عايز توصلني لأيه؟ فى ايه انا معرفهوش وانت عايزني اعرفه؟
الصوت:
– قولي ناوى تعمل ايه مع بنت اخوك؟
زكريا:
– هاخدها معايا اسكندرية، هتعيش معايا فى البيت، وهجوزها كريم ابني، هو ابن عمها واولى بيها من الغريب وعلشان ميبقاش فيه حرمانية من وجودها معاه فى بيت واحد، اما ضياء ده اخوها فى الرضاعة ميجوزلهاش لما أتولدت هى كانت مراتي لسه بترضعه ورضعت شيماء مع ضياء.
الصوت:
– يعني انت عايز بنت اخوك تتجوز ابنك؟
زكريا بأصرار:
– ايوة، اكيد، ماهو مش هحط البنزين جنب النار واقول هخلي بالي، البت حلوة وصغيرة، وابني لسه مراهق، اه الواد متربي ويعرف ربنا لكن برضو النفس امارة بالسوء.
الصوت:
– يعنى هتجوزهاله يا زكريا؟
زكريا بأصرار وانفعال بسبب انه بيكلم حد هو مش شايفه:
– ايوة ياسيدى هجوزهاله، ورحمة اللى تحت التراب دول ولسه نارهم مبردتش هجوزهاله، ومحدش هيلمس منها شعراية واحدة بس غيره هو ومش غصب عنها ده برضاها.
الصوت:
– ها ها ها ها ها، هتمنعه يدخل عليها لحد ما توافق؟
زكريا بأنفعال اكبر:
– ياعم مالكش فيه انت، أنت مين علشان تسأل كل السؤالات دي؟
– دخلك ايه انت اخد بنت اخوي واجوزها ولا مجوزهاش، يدخل عليها ولا ميدخلش؟
– مين انت وعايز ايه مني ومن بنت اخوي؟
الصوت:
– انا سبب اللعنة اللى بنت اخوك اتلعنتها، ومن بعد تأكيدك على قرارك ده بقيت اللعنة اللى هتصيب ابنك كمان.
زكريا بفزع:
– أبني!؟
– أبني مين وليه؟
– أبني عمل ايه اصلا؟

 

 

الصوت أختفى، وانا بقيت هتجنن طلعت اجرى من المدافن وبدور على ابني فى طريقي كأنى مستنى اشوفه علشان اطمن عليه، كل اللى حصل من وقت ما وصلت كوم، وانى احس ان حد فى اولادى بيحوم حواليه اى قلق ده كوم تاني، فضلت اجري وببص حواليا، على طول الطريق اللى بجري فيه، ترعة، الناس اللى قاعدة على حافة الترعة مستغربة طريقة جريي ولأنى معروف فى البلد الناس بقيت تضرب كف على كف فاكرين انى اتجننت، لكن قبل ما اوصل عند البيت سمعت صوت صواااات وصريخ وده خلاني وقفت فى مكاني مش عارف اتحرك، شايف على مسافة قدامى تجمع كبير لكن مش عارف في ايه، بس قلبي وجعني وعرفت ان وجع قلبي ده سببه حد فى ولادي، واااااااااااااااه كان هو، ابني كريم، فرحتي، اللى مستني نتيجته ونجاحه، اللى عايز اشوفه دكتور، اللى كنت عارف انه هيكون عكازى بعد ما اكبر ورجلي متشيلنيش، فضلت واقف مكاني وحسيت ان رجليا خلاص مش هتقدر تمشي خطوة واحدة بعد كده، لحد ما لمحنى حد من اللى كانوا واقفين متجمعين قصاد البيت، قصاد الصوان، على حافة الترعة، وشاور عليا علشان باقى اللى واقفين يبصوا ناحيتي وبعد ما بصوا، لمحت من بينهم مراتي وبنتي قاعدين على الارض، جرى ناحيتي يوسف جوز اختي ولقيته مسكني من كتفي:
– شد حيلك يا زكريا، شد حيلك ياخويا.
زكريا:
– لالا يا يوسف، كريم ابني مماتش، كريم ابني شهادته كمان اسبوع، ده هو ميعرفش اللى كنت ناوى عليه، ده انا اللى حددت مصيره.
يوسف كان بيسمع وهو ساكت واى حد كان هيسمع كان هيبقى ساكت، اللى حصل ده مفيش بني ادم يتحمله، اخويا وولاده وأبني، ابتدى جزء من الناس يقرب مني انا ويوسف ويحاولوا يواسوني وانا بكرر نفس الكلام، الناس كانت بتسندني علشان توصلنى مكان جثة ضنايا، اول فرحتي، اه غادة هى الكبيرة، بس احنا عندنا الواد هو الفرحة الكبيرة، وكريم كان اول فرحتي، واد متربي وطيب وجدع، وكان شاطر والله، انا مشيت معاهم وانا معمي مش شايف قصادي، كانوا بيسحبوني شبه الدبيحة، وانا شايف مراتي قاعدة على الارض بتجيب من التراب وتنزل بيه على راسها، وشايف غادة بنتي اللى عمالة تلطم وتصرخ، شايف قصادى ضياء دموعه نازلة وواقف عنيه على الارض، اكيد دى جتة اخوه، اااااااااااااه وجع الاخ حسيت بيه وابني حس بيه، لكن وجع الضنا مالهوش وصف خلاص، اصل مهما الواحد هيقول صعب، مش هينفع يتوصف ولا يتشرح، لا هقدر اقولكم انا كان وجعي عامل ازاى، ولا وجع امه اللى عاشت بعد فراقه زى المجانين، اما انا فخلاص ضهري اتكسر، روحت ووقفت قصاد جتته اللى مرمية قصادى على الارض، وشعره المبلول اللى نازل على وشه الجميل، شفايفه اللى بقيت زرقا بلون الحبر بسبب انه قعد تحت المياه شوية، كنت واقف مش عارف دموعي نازلة ولا لاء، الناس بتتكلم بس اصواتهم كانها بتزن فى ودني مفيش جملة واضحة سمعتها، ابتلاء صعب اوى من اصعب ما يكون، ابتلاء ميقدرش على تحمله بني ادم، لكن يمكن ربنا اراد انى افضل بعقلي، علشان مأذيش باقى اولادي، انا مش عارف ايه اللى حصل لكريم بالظبط، لكن من شكله اللى قدامي ده بيقول انه كان فى الترعة، طيب ايه ينزله الترعة؟ هو احنا جايين نتفسح ولا جايين فى مصيبة؟

 

 

مش عارف اسأل، ولا عارف اسمع ولا حتى اتكلم مع الناس كانت بتحكي اللى حصل، أخواتي واهلي حواليا، وانا مصدوم، لحد ما عيني لمحتها، واقفة فى بلكونة اوضتها، شيماء اللى كانت بتبتسم، وكأنها بتقولي شوفت بقى انا اقدر اعمل ايه، مع اني مش عارف ليه ولا احنا عملنا ايه اصلا علشان يحصل معانا كده؟ ده انا لحد دلوقتى معرفتش ايه اللى حصل فى اخويا، علشان الاقى اللى يقرر يأذيني فى ابني كمان بالشكل ده، استغفرك يارب واتوب اليك، ان لله وأن اليه راجعون.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قاع البير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى