روايات

رواية فراس ابن الليل الفصل الثامن 8 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن الليل الفصل الثامن 8 بقلم سلمى سمير

رواية فراس ابن الليل الجزء الثامن

رواية فراس ابن الليل البارت الثامن

رواية فراس ابن الليل الحلقة الثامنة

دنا فراس من مهرة علي حين غفلة ولثم ثغرها ، بعذوبة ليعيش معها احساس لم يتذوق طعمه او يشعر به يومًا، احساس جعل قلبه الذي كان كجبل الجليد، يهفو الي الحياه من جديد بعد ان اذابته بعذوب شفتاها، فازدهرت ارضه القاحلة بالخضرة وترعرت بها اغصان الاشجار ورفرفت عليها الفراشات بالوانها الزاهية، فاخذ ينتهل وينتهل من رحيق شفتاها الذي تدفق في الوديان فروت حياته الجافة بالعشق والحنان،

لم يخرج من التعمق في بحر عشقها ونبع حنانها المتدفق، الا استماعه الي صوت اطلاق عدة اعيرة نارية حمل له الهواء صوت اختراقها احدهم السكون من حوله،

ابتعد عن مهرة مرغما فرأها تترنح ووقعت بين يداه ووجهها

ملطخ بالدم، نظر اليها بلوعه وصاح بغضب وحرقة:

لاه مهرة لاه

حملها بين يداه ومال علي صدرها فسمع انتظام دقات قلبها هدأ روعه قليلًا ، اخذ يفحص راسها وجسدها حتي يتاكد من عدم اصابتها ،وعندما تاكد بأن الرصاصة لم تصيبها، وما حدث لها ما هو الا هلع او صدمه من تقبيله لها،

قربها منه اكثر واراح راسها علي صدره ونزل بها الي الاسفل، فقابل ابيها في وجهه الذي كان يصعد الي الاعلي مفزوع لكي يطمئن عليها بعد سماعه لصوت الرصاص، لكن بدلًا عن ذلك رأي فراس يحملها وينزل بها فصاح فيها بهلع:

بتي مالها جرالها ايه، عملت فيها ايه يا شيطان الليل

غامت عينا فراس بحدة وصاح فيه:

بتك بخير وزينه، مجراش ليها حاجه، بس هي بعادة بتنزف اكده من غير سبب

 

 

 

 

 

 

 

 

هز ابيها راسه بقوة ورد عليه بعصبيه وقلق:

لاه مش بعادة لكن من يوم عاودت البلد وانت اتسببت ليها في المرض ووجع الجلب من مراجبك ليها ليل ونهار

ما تبعد عنينا يا واد الناس الطيبين،وهمل بتي لحالها، وجولي ايه طلعك السطح، هي دي الاصول اللي اتربيت عليها،انك تتهجم علي البيوت وتخلع الحريم

غامت عيناه وابتسم علي مضص وبتكلف وقال:

انا متهجمتش علي الحريم ولا خلعتهم، بتك لما سمعت صوت البندجة وجعت من طولها، خفت يكون صابها عيار طايش نطيت علي السطح اطمن عليها والحمد لله لجيتها بخير،

ضغط الاب علي عظام فكه بغيظ وقال له وهو يمد يده لكي يحملها عنه :

طيب شكرا لفيني بتي ويلا مع السلامة، وياريت تهملها في حالها من اليوم كفاية اللي نضرته بسببك من يوم خروجك من السجن ، ولاخر مرة هجولهالك بعد عن بتي يا واد حسنه

ضم فراس جسد مهرة الغائب عن الوعي اكثر اليه بيد واليد الثانية امسك في تلاليب ابيها وثار عليه بغضب :

اسمي واد فودة فاهم فراس واد فودة، حسنه ستك وست البلد كلتها، لكن مينفعش اتنادي بيها لاني مش ولد حرام مش معروف ليها ابو، الراجل بينتسب لأبوه وانا ولد حلال والكل خابر من هو بوي، لو سمعتك بتنادي باسم غير بوي لا هيشفع ليك انك ابو الغالية ولا سنك عندى وهدفنك مطرحك فاهم

ترك جلبابه ونظر اليه شزرًا، فابتلع سمعان ريقه ورد عليه:

حجك عليا بس انا مقصدتش اعيب فيك ولا في امايتك بت الاصول اللي كانت كي النسمه الطيبة، مخبرش انت طالع لمين شيطان ، لا بوك ولا امايتك كانو اكده

عاد فراس وعدل من حمله لمهرة كانه سعيد بحملها هكذا ولا يريد تركها بسهولة، ولم لا وقد اتته الفرصه بان يقترب منها ويملاء عيونه العاشقه بالنظر اليها، تنهد بقوة ورد علي ابيها:

ومين جالك اني مش كي ابوي واماي، لكني انا شيطان مع الشياطين، وملاك مع الملايكة كي بتك، فاحذرني يا سمعان، وبلاش تتحداني وتغضبني لان غضبي واعر عليك جوي ولو بجيت شيطان معاك جول علي نفسك يا رحمن يا رحيم

وبتك انا مش ههملها، لاني ، انا رايدها بالحلال

وجولتهالك سابق وانت رفضت، واللي مصبرني عليك وعليها ان نفسك تفرح بيها لما تخلص دراستها

وعن نفسي شئ يفرحني ان مرتي تتعلم لاجل تعلم ولادي منيها، لكن الله في سماه بعد ما تخلص تفكر ترفضني او توعدها لغيري هتكون حكمت علي نفسك بالموت وهي جبليك لو فكرت تكون لراجل غيري،مهرة ملكي فاهم

ويلا بعد من جدامي ودلني علي اوضتها خليني اممددها

هز ابيها راسه بالرفض وصاح فيه:

لفيني بتي يا فراس واتجي الله فيها وفيا، وخدها كلمة اخيرة مني لو انت اخر راجل في الدنيا كلتها، مش هجوزهالك، عندى تعنس جاري ولا انها تتجوز من ولد الليل، وبيكفي حديت بجي ولفيني البت خليني افوجها واطمن عليها

دفعه فراس بغيظ بسبب رفضه الدائم له، وصمم بعناد:

فين اوضتها يا سمعان انا بنفسي اللي هفوجها،وخلص الحديت ولو رايدني اهملكم خلص نفسك ودلني علي اوضتها

تنهد سمعان بقوة، ولم يري مناص من ان يدله حتي يخلص منه فأشار علي احد الغرف وقال باستسلام:

دي اوضتها ادخل مددها ،وفارجني بيكفي منيك فضايح لحد دلوك مخبرش اخرتها إيه معاك واصل

ضحك فراس بتهكم ودلف الي غرفتها الصغيرة ومددها بجوار اختها الصغيرة التي استيقظت مذعورة، ثم انتفضت بهلع من نظرات فراس اليها، فابتسم في وجهه وقال:

جومي هاتي لي خلجه وشوية ميه لاجل امسح وش خيتك

من الدم همي يا مها

نهضت مها وخرجت مسرعة من الغرفة لترتطم بابيها الذي كان ينتظر خروج فراس لكي يغلق الباب خلفه، الا ان تاخره في الخروج جعله يدخل الي غرفة ابنته ليري ما سبب عدم خروجه، دلف اليهم فرأه جالس امامها يمسح نزيف دمها بشاله الابيض ، فأقترب منه ابيها وقال بحدة:

هي الليلة السودة دي مش هتخلص،ما تهملنا لحالنا يا ولدى وتخرج بيكفي لحد اكده

طالعه فراس ببرود وقال له بالامر:

لفيني فحل بصل افوجها بيه وبعدها ههملكم بس اطمن عليها لاول، ولا مش من حجي اطمن علي مرتي يا عم الحج

ضرب ابيها الحائط بيده بعصبيه وصاح مؤكدًا:

مش هيحصل يا فراس لو حصلت هموتها بيدي،ولا ان اجوزها ليك، واتفضل مع السلامه وهملنا الله لا يسيئك يا ابن الناس

غامت عيناه بحدة وثار عليه صائحًا:

الله في سماه ما تجدر تمسها بسوء وبتك هتبجي مرتي بكيفك او غصب عنيك وبينا الايام، وهم هات فحل بصل

خليني امشي جبل ما اركب شيطاني واخدها داري واحرمك منيها طول عمرك وابجي وريني هتعمل ايه

ضغط سمعان علي قبضة يده واستسلم لأمر فراس وذهب لكي ياتي بما طلب، ليتنهد فراس ويهتف بحرقه:

فتحي عيونك يا مهرة بدي اندرهم وانا جريب منيكي اكده يا قمر ليلي وجليب فراس

كأنها سمعت رجاءه ولم تخيبه، فتحت عيناها بصعوبة ونظرت الي فراس الجالس بجوارها بفزغ وقالت:

يا سواد عيشتي انت بتعمل ايه اهني بأوضتي،وفينه بوي وخيتي، مكفكش اللي عملت واتسببت بنزيف انفي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مسح فراس علي وجهها وقال:

اعمل ايه جلبي عاشجك وبيتمناكي، ومش هاين عليا فارجك

بس مدام فوجتي انا اكده ارتحت ويكفي اني ندرت عيونك الحلوة وسطع قمر ليلي في سماه،

ومال عليها وهمس في اذنها بعشق:

شفايفك كي الشهد يارب صبرني علي حرماني منيها لحد ما تبجي حلالي

احمرت وجنتاها بشدة وانتفضت من جراءة كلماته ودفعته بعيدا عنها، ضحك فراس بشدة وقال وهو يتشمم طرحتها:

طرحتك وطعم شفايفك هيكونو دفي أحضاني وونس ليلي

لحد ما تملي مكانك في داري يا جليبي

وخرج منشرح الفؤاد بعد ان اطمئن علي من عشقها قلبه وبها ينسي احزانه التي سكنت ودمرته وجعلته كجلمود صخر لا يلين الا لها هي فقط مهرة جليبه كم يسميها

دلف ابيها اليها فرأها تتطلع الي الباب بذهول بعد مغادرة شيطان الليل فقال لها:

واخرت واد الليل ، معاكي إيه يا مهرة، لو اعرف سبب تعلجه بيكي أنت بالذات دون عن كل بنات البلد هرتاح

اخذت مهرة نفس عميق وردت علي ابيها بحيرة:

مخبراش يا بوى، لكن فراس عنيد ورفضك ليه بيزيده تمسك بيا كأنه بيثبت لنفسه إن ما حدا يجدر يمنعه عن حاجة رايدها

علي كل حال الايام كفيله تبعده عني وتحميني من غضبه وتهديده اللي لو نفذه يبجي الموت ارحملي

ربت ابيها علي ظهرها وضمها الي صدره بحنان:

ربنا ييسيرلك الحال يا بتي ويبعد عنيكي كل شر واولهم شيطان الليل ويعميه عنك

يلا انعسي وادعي ربنا يكتباك الخير وان شاء الله هو جادر يحميكي ويحفظك من كل شر

اغمضت عيناها ليسيطر علي فكرها وخيالها اقتراب فراس منها واقتناصه اول قبله لها في حياتها لترجف لهذه الذكرة وهي لا تعلم هل كانت سعيده بها او غاضبة منه.؟!.

. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. ..

خرج فراس من دار سمعان واطلق صفير عالي منغم فاتي اليه حصانه ووقف امامه، امتطاه وانطلق الي وجهته، التي كانت دار جاره الحج رجب، وقف امام الدار وهو لازال علي حصانه

طرق الباب بحدة وانتظر ان يفتح احدهم

لم يطل انتظاره طويلًا فتح وهيب الباب ونظر اليه بقلق وقال بارتباك بسبب حضوره المتكرر اليهم:

خير يا فراس رايد إيه تاني

ترجل فراس من علي حصانه ووقف امام وهيب بتعالي:

واه هنتحدد علي الباب اكده، مخبراكش واثق من نفسك وهتجدر تصدني لو شجيت راسك او كسرت عضامك جدام الخلج اللي رايح وجاي، وتبجي فضيحه ليك، ادخل ادخل خلينا نتحدد لحالنا وتحفظ كرامتك جدام جيرانك

دفعه الي داخل الدار ودلف وراءه واغلق الباب خلفه،فساله وهيب بحيرة ورهبة:

بتتهجم عليا يا فراس ، انا لا رايد اضيفك ولا برحب بيك في داري، جول اللي عنديك واتوكل علي الله

رمقه بنظرة احتقار شملته من منبت شعره الي اخمص قدماه وابتسم ببرود ثم القي نظرة سريعة علي زوجته التي كانت تحتضن ولدها وتنظر اليه بخوف وقال لها بالامر

همي يا مره ادخلي اوضتك وهمليني مع جوزك لحالنا يلا

سمعت كلامه وهرعت من امامه الي غرفتها ومعها ولده،

ما ان غادرت زوجته ساله وهيب:

انت مين ادلك الحج تحكم علي داري، جول رايده مني ايه

وإيه سبب زيارتك الغريبة في وجت متاخر زي ده خلصني

تنهد فراس بقوة وجلس علي الاريكة وقال:

لو علي اللي رايد فانا رايد منيك كتير جوي، اهمها تجولي سبب هروب خيتي من داركم بعد موت بوك ،وفينه خوك خلدون طفش هو كمان وليه

ضرب وهيب كفاه في بعضهم البعض بقلة حيلة ورد عليه :

كل يومين نفس السؤال،وبردك هيكون ردي هو نفس الرد، خيتك هربت من الدار لما عرفت بخروجك،خافت تاخدها دارك

ويتفرض عليها تعيش مع واحد مجرم حرق امها ودبح العمدة بيده ووجتل شيخ الغفر بدم بارد، اما خوي خلدون سافر بره مصر يشتغل ويسترزق، ها خلاص ارتحت

يارب تهملنا لحالي وملجكش بكرة جاي تسالني نفس السؤال

 

 

 

 

 

 

 

 

نهض فراس بهدوء مريب ودنا منه وحدق به بقوة وقال:

حديتك فارغ ميدخلش دماغ عيل صغير، خيتي كانت امانة في داركم،وبعد موت بوك بيومين طفشت،وخوك خلدون هرب بعد ما خرجت انا من الاصلاحية، واكيد في سبب

امسكه من كتفه بعنف واخذه يهزه بقوة وغضب:

انطق يا وهيب، خوك عمل إيه مع خيتي،وليه لما طفشت مدورتش عليها وهملتها، وهي امانة عنديكم يا واد الحج رجب

ولعلمك حسابك كي حساب خوك بس يجع تحت يدي، وانا هندمه علي عمره الباجي لو كان مس خيتي بسوء

لاخر مره هسالك عن مكان خوك لان لو يدي طالته بعد اكده، هتبجي انت الجاني علي روحك وهيتم ولدك

ابتلع وهيب ريقه بصعوبة ورد عليه بتردد:

مخبرش خوي فينه، من يوم ما هج من البلد منضرتهوش واصل، ولو علي خيتك اقسم برب العزة انها طاهرة وخرجت من دارنا وهي بعفتها، لكنها اختفت من يومها ودعبست عنيها كتير ومجدرتش اوصل ليها، لانها كي ما جولت كانت امانة لكن هي اللي طفشت بكيفها والله اعلم بيها او فين اراضيها

اخذ فراس نفس عميق وطويل واغمض عيناه بغموض كامن بداخله يتنازعه بين تصديقه وبين انه يعلم مكان اخيه، وبسبب خوفه عليها من بطشه به يداري عنه مكانه، فتح عيناه ونظر اليه بحدة وقال:

مش ههملك لحالك يا وهيب غير لما اوصل لخيتي او يجيلك خبر خوك علي يدي لو كان اذاها،

سلام يا واد الحج رجب، وانتظرني وخاف علي ولدك ومرتك من بعدك لانك هتقضي علي نفسك لو عرفت انك دسه عني

خرج وتركه يرتجف من الخوف علي نفسه وعلي اخيه الذي قضي علي حاله، بما فعله مع اخته مهجة، انهار جالسًا علي الاريكة الخشبية ووضع رأسه بين كفاه بحزن، اقتربت منه زوجته وقالت له بقلق:

كنت جوله علي مكان خوك وريحتنا من الرعب اللي عايشين فيه بسببه وهو يشيل شيلته عن افعاله الشينة في حج خيته بدل ما يجتلك انت كمان لو اتاكد انك داسس عنه مكانه

انتفض وهيب وهب واقفه وثار عليها:

اتجنيتي يا هبة ريداني اسلمه خوي يجتله كي ما جتل العمدة، انت مخبراش ده وهو صغير شج راسه لاجل كلمه جالها عن خيته، متخيله هيعمل فيه ايه دلوك لو خبر بافعاله معاها

بس اجول ايه لو مكنتش طفشت كان ممكن نلم الموضوع ونكتب كتابه عليها، العيب علي خوي اللي سمح لجمالها يجننه ويعمل اللي عمله معاها وكان سبب طفشانها، وخوها فراس مش هيرحمه ولا يرحمنا لو خبر باللي جري منيه،

ثم تنهد بقوة وقال محدثًا نفسه بصوت عالي:

اه يا وجعتك الطين يا خلدون، بس لو فراس يسمع مني يمكن يهدى علي خلدون، لكن كيف وانا خابر خيته بالنسباله ايه

ادعيله يا هبة ان ربنا يعمي عينه عنيه، او ميعطرش في مهجة ابدا، ليكون نهاية خوي علي يده ويجتله

هزت هبة راسها بحزن والم وقالت:

ربنا يسترها علي خوك وعلينا من شيطان فراس ولد الليل

. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. . .. .. .. .. .. .. .. .

خرج فراس من عند وهيب وجسده يشتعل بالنار، عدل من هندامة واخرج شاله وطرحة مهرة من جيب جلبابه، فاخد نفس عميق كأنه يتشمم ريحها الطيب، فذهب ضيقه وحلت ابتسامه هادئة علي ثغره وقال:

ما يكمل الليلة الا برؤية رئيسة تفك عني وجعي وتريحني

امتطي حصانه وانطلق الي خيام الغجر، ما ان دخل وسطهم جري الكل من امامه بخوف ورهبة،لتخرج فتاة ذو ملامح خمرية بريئة وتنظر الي القادم وتبتسم بسعادة وتقول:

سيد جلبي وسيد روحي نورت ليلتي،يا فرحة جلبك يا رئيسة

سيد الرجال فراس جاكي ليكي وحدك ولحالك

هز فراس راسه بغموض وترجل من حصانه ودخل الي خيمتها وجذبها الي داخل وقال بالامر:

بلغي اللي معاكي اني مريدش حد منيهم يزعجنا، لجطع خبرك وخبرهم يا بت ود

اغلقت رئيسة باب خيمتها باحكام بعد ان اخبرتهم بالا يزعجهم احد ونظرت اليه باغراء وقالت وهي تنزع عنها ثياب الرقص التي كانت ترتديها ومالت علي صدره:

بت ود وجلب بت ود تحت امرك يا سيد الرجاله، انا خدامة مداسك بس انت تامرها وهتكون طوع ليك

ابعدها فراس عن صدره ونزع جلبابه وقال لها:

مريدش حديت كتير منيكي يا رئيسة، خلصيني رايد ارتاح يا بت ود

تنهدت رئيسة بحرارة وزفرة بقوة وقالت:

هملي حالك وانا هريحك بس انت طاوعني، والله ما هتندم

لم يرد فراس عليها وتمدد علي فراشها المكون من الخيش والخوص الجاف، دنت منه بضيق وقالت له وهي تتلمس خشونة فراشها التي شفقت عليه منها وقالت:

ما تاخدني دارك لجل ترتاح في فرشتك بدل نومتك علي الخيش اللي هيوجع جسمك

زفر فراس بضيق ونهض عن فراشها وثار عليها:

تاني يا رئيسة، موضوع داري، انا جولتلك داري ما هيدخلها مره غير مرتي حلالي،غير اكده لاه وخلصي في ليلتك بدل ما اخرج ادور علي راحتي مع غيرك

عانقته بقوة واراحت راسها علي صدره وقالت:

حاضر يا سيد الرجالة، انا وعدتك اكون طوع ليك،بس سؤال وياريت تجاوبني عليه،انت صح رايد مهرة بت سعفان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ازاحها عن صدره بغشم وامسك يدها بعنف وصاح فيها بغضب:

مفيش فايدة فيكي مصره تعصبيني، لاول واخر مره يا رئيسة تجيبي سيرة مهرة،دي ستك وهي دلوج في حكم مرتي فاهمه

حذاري حذاري يا بت ود تتحدتي عنيها تاني مهما حوصل،

واجولك حاجه مريدش منيكي حاجه، وهملك وامشي

امسكت به بقوة وضمته الي صدرها وقالت برجاء:

خلاص يا سيدى حرمت اوعدك مجيبش سيرتها تاني، وهي ستي وتاج راسي كمان بس ارضي انت عني

سرق ابتسامة حانية وعاد وارح جسده علي فراشها الخشن وترك لها نفسه كما اعتادت ،

وسبح هو في قبلته الي مهرة التي انعشت قلبه وتذكر اول يوم وقعت عيناه فيها علي مهرة التي سرقت قلبه وهزت كيانه وجعلته اسيرها وعشيق هواها ،

كان يوم خروجه من الاصلاحية وعودته الي البلد لكي يكمل انتقامه ممن غدرو بامه وتسببو في موتها حرقًا

ما ان وصل للبلد تلقي رصاصة اخترقت كتفه الايسر، بعيده عن قلبه بسنتيمتر، فتاكد ان من يسعي للأنتقام منهم دبرو لقتله تحامل علي نفسه واكمل طريقة بكل قوة كانه لم يصاب

وقصد مكان القاتل وجذبه بندقيته وامسكه من تلاليبه وساله:

مين اللي كراك عليا يا واد المحروج انطج

حاول الراجل ان يهرب من بين براثن يده القابضة عليه بقوة وعندما يأس وتاكد انه هالك لا محالة اقر واعترف قائلًا:

الحج بدران هو اللي كراني عليك، انا مليش عداوة معاك واصل ارحمني وسامحني يا فراس انا عبد المأمور

غامت عيناه بسخرية وقال:

ارحمك كيف ومحدش رحم اماي ولا بوى ولا انت رحمتني لما كنت رايد تجتلني غدر وطخيتني بالنار ومفيش بينا عداوة

وجره من رقبته امام البلد كلها حتي وصل الي بيت بدران ونادي عليه بقوة حتي خرج وقال له بحقد وغضب:

مش هتهرب من اجلك اللي كتبته ليك غير بموتي يا بدران

وانا جدامك اهوه لو تجدر رد عليا رصاصتك اللي كريت عليا

فتوح يجتلني، بس الاول انقذه من يدي وانا بفرفط روحه نفس نفس جدامك

وضغط بيده علي رقبته بقوة حتي زهق روحه امام بدران ورجاله الذي جرو من حوله خوفًا من انتقامه وبطشه بهم

القي فراس جثة فتوح امام داره وقال:

ابجي جول للحكومة مين جتله لو تجدر، ، اما انت يا بدران من اليوم وطالع لو لمحتك خارج دارك هفرفط روحك كي ما عملت مع اجيرك اللي كريته لجتلي

وامسكه من جلبابة وشده الي امام وجهه بغل وقال:

لو رايد عذابك ينتهي وارحمك بموته سريعه غير موت العمدة او شيخ الغفر، جولي فين الاجي المجرم منصور بيه،

ارتجف بدران بين يداه مثل الفأر المذعور وقال:

مخبرش ليه طريق العمدة عبد الرازق هو اللي كان بيتعامل معاه، انا كنت مجرد ضيف بيناتهم وهو اللي رتب لأمايتك الفخ ليلة موتها،صدقني ما كنت اعرف باللي هيعمله فيها

كان حديثه عن امه سبب لثورة غضبه فبكل قوته اخذ يضربه بقوة وعنف الي ان تشوه وجهه واصبح غير واضح الملامح من كثرة الدم الذي اغرقه والقاه علي جثة القاتل بغل غير عابئ بما سيحدث لاحقًا وتركه ومشي

بعد أن تركه بدأ يشعر بالم الرصاصة الساكنه في كتفه وجسده اصابته الحمي،فا خذ يجر جسده المنهك بصعوبة وفجاة خارت قواه وسط غيطان القصب، وعند الصباح فتح عيناه علي عيون بريئة تنظر اليه وتقول لها بتلقائية:

انت بخير يا…..؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فراس ابن الليل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى