روايات

رواية فخ طبيبة الفصل الثالث 3 بقلم سيد داوود المطعني

رواية فخ طبيبة الفصل الثالث 3 بقلم سيد داوود المطعني

رواية فخ طبيبة الجزء الثالث

رواية فخ طبيبة البارت الثالث

رواية فخ طبيبة
رواية فخ طبيبة

رواية فخ طبيبة الحلقة الثالثة

مفيش أحقر من إنهم يعلنوا عن خطوبتهم على جروب الواتس اللي انا فيه.
واللي يقهرني اكتر إن مفيش مشكلة بيني وبين رامي علشان يكيدني بالشكل ده، ويخطب بالسرعة دي، وبالذات الزفتة اللي اسمه روجدا دي اللي هي أي الفساد، واللي كانت ناوية تدمر مستقبله، ليه هي بالذات؟ ليه يا بني آدم؟
كنت خلاص هدخل في مرحلة نفسية صعبة، لولا إن معتصم وصل ابن خالتي وصل بسرعة، مفيش ربع ساعة لاقيته عندنا في البيت.
بابا مكانش موجود ساعتها، وماما مش فاهمة في ايه، وأنا عايزة أحكي معاه في ايه، بس قالت لي هعمل لكم قهوة، وبعدين تفهميني اللي بيحصل..
كل ده وانا مستعجلة أحكي معاه، وعايزة كل الروتين الترحيبي ده ينتهي علشان أفضفض اللي جوايا، وبعد ما ماما دخلت المطبخ لاقيت معتصم بيقول لي:
_ شبيك لبيك معتصم بين إيديك يا دكتورة .. اؤمريني

 

 

«أنا خرست خالص، اتفاجئت اني مش عارفة أنا عايزاه في ايه»
حقيقي مش عارفة أنا طلبته ليه، وهحكي معاه في ايه؟ هو يعرف ايه عن رامي ولا الزفتة روجدا..
فضلت ساكتة، ومتنحة، وهو بيتكلم وانا مش معاه خالص
_ دكتورة .. دكتورة ليليان! ألوووو .. يا دكتوووورة
_ معتصم .. أنا آسفة، أنا معرفش طلبتك ليه، معلش أعذرني أنا متلخبطة ونفسيتي زي الزفت، متزعلش مني بليز
_ أزعل منك ايه بس يا دكتورة، ده أنا فرحان أصلك انك في عز حالتك النفسية دي كلمتيني
_ تسلملي يا معتصم، يارب متكونش زعلان ولا أكون عطلتك
_ ولا عطلة ولا حاجة، انا كنت رايح أنزل طلبية في «شيكو ماركت» ومن حسن الحظ انك اتصلتي وانا لسة بفتح باب العربية عنده علشان أنزل له اللي عايزه
_ ولحقت تنزل له وتيجي بالسرعة دي؟
_ أنزل لمين يا دكتورة، ده انا قفلت باب عربيتي وجيت لك جري
_ وشغلك طيب؟
_ معايا الليل طويل متشغليش بالك
«ياه يا معتصم، هو في حد كده؟ ده انت المفروض أكتر حد يكرهني»
قعدنا ساعة كاملة نحكي، ومعرفش ازاي فضفضت له بحاجات تخصني، كنت مستحيل أفضفض بيها لحد من قرايبي..
عمري ما حسست حد اني مكسورة، أو تعبانة، أو في كائن قدر يستفزني ويعجزني قصاد نفسي.
كنت دايما أوهم الناس اني فوق .. فوق خالص، وفي منتهى القوة
حتى معتصم نفسه، كنت دايما افكره اني وضعي مهم، وصعب يناديني باسمي كده بدون ألقاب زي ما كنا في طفولتنا زمان، رغم أنه بكالوريوس تجارة، بس الحظ كان ملطش معاه فترة طويلة لحد ما اشتغل مندوب في الشركة دي، وبدأت تظبط معاه شوية..

 

 

المهم .
واحنا قاعدين، عيني دمعت قصاده لأول مرة، وقلت له الحقير راح يخطب الزفتة اللي اتهمته بأبشع تهمة ممكن تتوجه لطبيب..
راح لها علشان يغيظني أنا، وانا اللي اتصبت بالسكر بسببه..
«كنت هدخل في انهيار حاد، لولا ذكاء معتصم، اللي فجأة اتحول لدكتور عظيم، وخلاني في ثانية طفلة مريضة بتستمد من كلامه وتحفيزه أملها في العلاج..
مش عارفة أوصف لك اتخطفت ازاي الوقت ده كله وانا بسمعه بس، وهو بيخفض صوته ويرفعه على فترات على حسب الجملة اللي بيقولها، كأنه عازف بيظبط ال tune على حسب المود العام للهواة اللي بيسمعوا الميوزيك بتاعته.
مش هنسى لما قال لي:
_ ليليان .. لو رامي دخل علينا دلوقتي ومعاه بوكيه ورد وقال لك أنا آسف سامحيني، هتقبليه؟
مش عايزك تجاوبي .. هجاوب انا بالنيابة عنك
طبعا مش هتوافقي، ومستحيل توافقي مهما كانت المغربات، حتى لو في ارتباطك بيها علاج نهائي من سكرك لا مؤاخذة..
عارفة ليه؟
لأن جواكي بنت جدعة، نضيفة، بنت كلها تضحية وفداء وإنكار ذات..
واللي فيها الصفات دي، مستحيل توافق على ندل خسيس، جبان، تافه، يبيع صاحبه في أقرب محطة..
ده بالنسبة لرامي يا ليليان..
أما بالنسبة لاسمها ايه دي بتاعت التحرش، وانتي أكتر واحدة عارفة سلوكها..
تخيلي أنا ابن خالتك، وجيت أسألك عنها، وآخد رأيك في اني عايز أتقدم لها، هتعملي ايه؟ وانتي عارفة أن رأيك ده أمانة؟
أكيد هترفضي، أكيد هتمانعي، وهتوقفي في طريقي، وترفضي إني افكر مجرد تفكير فيها، ده لو كان أمري يهمك طبعا..
من غير ما تتكلمي يا ليليان، أكيد في الحالتين هترفضي..
تخيلي إن ربنا جاب لك السكر علشان يكشف لك حقيقة رامي قبل ما تتورطي معاه..

 

 

لانك لو اتورطتي معاه، هتتصدمي بأكبر ندل في الوجود، وساعتها خدي عندك، جلطة، وضغط، وانسداد في الشريان، وذبحة صدرية، ورعشة في الاطراف، وعقدة نفسية، واكتئاب حاد، وقروض من البنوك واجبة السداد، وسواد في المستقبل..
كل ده كان متوقع حدوثه في حال ارتباط المنشار ده، بقطعة المارونجلاسيه الماثلة أمامي دي..ة
السكر مبقاش مرض يا ليليان خلاص، انا اعرف ناس كتير عايشة بيه، وبقى العادي بتاعها تنظيم أكلها وشربها..
ثم إن واحدة زيك لازم ييجي لها السكر حتى لو مفيش في حياتها رامي..
لأنك في عين كل اللي يشوفك أنثى كاملة من مجاميعه، هدوء طباع، ثقة بالنفس، جدعنة، وقار، عقل كبير، قيمة في مجالك رغم صغر سنك، وكان لازم يبقى في ثغرة صغننة عندك، علشان تفرق لك بين اللي بيحبك لروحك وشخصك، وبين اللي ميستاهلش حتى يسمع منك تحية صباحك..
عارفة يا ليليان..
لو في حد كان السبب في كل اللي بيحصل لك ده هيكون أنا، عارفة ليه؟
علشان مرة جيتي على بالي ودعيت لك دعوة في قلب الليل وقلت ربنا يبعد عنك ولاد الحرام..
وعلشان انتي عملك كويس ونيتك سليمة، ربنا استجاب دعوتي، وفلتر لك كل أهل السوء اللي حواليكي .
رامي انكشف على حقيقته، والزفتة اياها كمان وقعت في شر أعمالها..
وأكبر عقاب للاتنين أنهم يرتبطوا بعض..
واهو ارتبطوا بعض، وانا بصراحة شمتان فيهم..
مش هعمل نفسي مثالي واقول لك صعبانين عليا..
انا مهما كنت بني آدم، وأتأذيت منهم فيكي، وشماتتي غصب عني .
وانتي لو حسيتي نفسك شمتانة فيهم متجلديش نفسك، لانك اتأذيتي منهم..
ليليان..
قومي يا دكتورة اشكري ربنا على جرعة السكر الزيادة اللي جات لك، علشان تنقذك من مرار السنين اللي كنتي هتعيشيها مع الزبون اللي غار في داهية ده..

 

 

يمكن أكون مش دكتور يا دكتورة، لكن اعملي بروشتة علاجي، وهي البعد عن الاشكال دي، لأن البعد عنهم أقصر طرق العلاج..
وابعدي عن الضغوط، سيبي المستشفى باللي فيها، واطلبي نقلك للرعاية الصحية، الشغل هناك اخف وأوضح ومفيهوش استريس..
ايه رايك في استريس بتاعتي يا دكتورة حلوة؟؟
«ضحكت من جوايا على سؤاله الأخير، خصوصا أنه فعلا أمتص كل الغضب اللي جوايا»
كل الثورة اللي كانت جوايا انطفت، ومعتصم شرب قهوته ومشي، وسابني وانا افضل مليون مرة من حالتي قبل وصوله..
مكنتش اعرف ان دماغه فيها كل الحلم والعلم والحكمة دي، استعدت ثقتي بنفسي في اقل من ساعة، لدرجة اني استعجلت الصبح ييجي علشان اطير ع المستشفى واتعامل مع كل اللي فيها بمنتهى العظمة علشان يشوفوا اني متأثرتش، لا بالسكر اللي عندي، ولا بخبر الخطوبة بين البيه والهانم..
بس كل ما الساعات تمر، كل ما الثقة تروح، وبقيت عايزة جلسة تانية مع معتصم يعيد لي فيها ثقتي..
بقى استقراري النفسي متوقف على عدد جلساتي مع معتصم، حتى لو عن طريق الفون..
حقيقي حسيت اني مش قادرة استغنى عن وجوده، وكنت ألجأ له في كل شاردة وواردة تخصني..
مش هتصدق يا استاذ سيد أن إجراءات نقلي كلها كان معايا فيها معتصم، بعربية الشغل بتاعته، وكنت فخورة جدا بوقفته معايا في كل مكان..
سند حقيقي، وراجل جدع، ومخلص ..
اللي بحكيهولك دلوقتي حصل من سنتين وشوية، سنتين عرفت فيهم إن قيمة الإنسان في عقله وقلبه ودرجة إخلاصه للي حواليه.
سنتين عرفت فيهم المعنى الحقيقي ل «لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع»
أكيد الواقع اللي اختاره لنا ربنا افضل مليون مرة م اللي احنا عايزينه.

 

 

وعلى رأي معتصم جرعة سكر زيادة في الدم، أنقذتني من سنين مرار كانت منتظراني..
لأن رامي وروجدا مبهدلين بعض في. محاكم الاسرة، وفضايحهم على كل مكان في الوسط الطبي، خصوصا بعد ما روجدا تعمدت إجهاض ابنهم وهو لسة في الشهر الخامس من الحمل، علشان مفيش حاجة تربطهم ببعض..
وجرعة سكر رجعت لي عقلي وعرفتني أن معتصم أحسن من مليون دكتور من عينة رامي..
«وقبل ما حد يسأل هل معتصم اتجوز اتجوز ليليان .. الإجابة حصل»

تمت..

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية فخ طبيبة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى