روايات

رواية غيبيات تمر بالعشق الفصل الرابع 4 بقلم مروة البطراوي

رواية غيبيات تمر بالعشق الفصل الرابع 4 بقلم مروة البطراوي

رواية غيبيات تمر بالعشق الجزء الرابع

رواية غيبيات تمر بالعشق البارت الرابع

غيبيات تمر بالعشق
غيبيات تمر بالعشق

رواية غيبيات تمر بالعشق الحلقة الرابعة

الفصل الرابع
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
ظلت أصوات صرير سيارته وهو يقودها تتردد في أذنيها طوال الليل كأنها لحن جنائزي بحت ومنمق كأنه يتفنن في تعذيبها حيث كان يقودهم بسيارته كمن يقودهم إلى الهلاك ازدادت غضبًا من جبروته الجامح حينما تذكرت غلقه لباب سيارة زاهر على يدها.اندهشت من الهلع والخوف الذي بات بأعين زاهر لمجرد رؤيته لم تكن متوقعة ظهوره في هذا المكان تحديدًا كان يصدر من عينيه موجات غضب وشرار ظل مستمرًا على حالته إلى أن تم توصيلهم. فهبطت شمس وصفعت الباب كأنها لم تكن مريضة لتختطف ريحانة نظرة سريعة إليه و تسأله بتوجس سؤال لا إجابة له : منين عرفت اني في النادي ومنين تعرف زاهر؟
رده عليها كان باردًا متمثلًا في فتح الباب المجاور لمقعدها والاشارة لها أن تهبط من سيارته بصمت وبالفعل رفعت أنفها شموخًا وهبطت من السيارة وأدارت ظهرها ليدوي في أذنها صوت صرير سيارته أثناء رحيله الثائر.
صعدت ريحانة إلى شقة والدتها وبحثت عنها وجدتها نائمة بملابسها فهي مخمورة لدرجه كبيرة. ذهبت إلى الغرفة الأخرى وجلست على فراشها تنظر إلى الفراغ بشرود حتى تعالى صوت هاتفها لتنتفض وتجده رقم نورا لتجيبها ريحانة بنعم فتتنهد نورا بارتياح قائلة : ريحانة..ايه اللي حصل موبايلك فصل منك ليه؟ أناتفكيرى اتشل مبقتش عارفة أعمل ايه ونسيت أخد منك عنوان النادي وايه اللي جاب زيدان عندك؟
ردت عليها ريحانة بحنق شديد : كنت رايحة أجيب أمي العظيمة من نادي القمار وألاقيها مرتبة لسهرة ليا أنا والزفت زاهر بصراحة كنت عايزة أخلص منهم بأي طريقة.
سألتها نورا بتوجس قائلة : طب وأنتِ اتصلتي بزيدان يجي يخلصك صح؟..طب كويس جدا برافو عليكي بس جبتي رقمه منين..؟.وليه مرجعتيش لحد دلوقتي ؟
هزت ريحانة رأسها بيأس على فهم نورا الخاطئ وردت باستهجان قائلة : يعني أنا حتى لو معايا رقمه يا نورا هتصل بيه علشان ينقذني من زاهر؟ لا، طبعا سيادتك أنا قلت هركب معاهم لغاية ما أوصلها البيت وهركب تاكسي وهرجعلك.
خبطت نورا يدها برأسها قائلة : عندك حق بس أنت قاعدة عندك بتعملي ايه ومين اللي وصلك بيت مامتك وبرضه مقولتليش هو زيدان بيراقبك يا ريحانة؟
استشعرت ريحانة فضول نورا فأرادت إراحتها قائلة : ايه اللي أنتِ بتقوليه ده يا نورا؟ أنا مين علشان واحد زيه يراقبني؟ أنا لغاية دلوقتي معرفش ده طلع منين يمكن كان رايح يلعب ما هو اللي زيه مش مظبوط.
لوت نورا شفتيها قائلة : ولما هو يا أوختي مش مظبوط ليه صابر لغاية دلوقتي ومأخدش حقه من الزفت قصي؟..نفسي أعرف دماغه دي بترتب لايه وبيلف حواليكي ليه؟
غضبت ريحانة واحتد غضبها قائلة : نورا بقولك ايه؟ مش كل شويه تحسسيني أن في مصيبة داخلة عليا جايز يكون معدي صدفة وحظي الزفت وقعني في طريقه بكره في المصنع لازم أواجهه وأعرف هو كان عايز ايه باللي عمله ده.
أنتهت المكالمه ونامت ريحانة على مضض تود أن يأتي الصباح مسرعًا لكي تواجهه.
بالفعل حل الصباح وارتدت ملابسها وذهبت قبل أن تستيقظ والدتها قلقت نورا من مواجهتها له فتحدثت محاولة اقناعها قائلة : ما بلاش يا ريحانة عادي اعتبري نفسك محصلش حاجة وبعدين أنتِ بتقولي خلصك من زاهر وسماجته هتروحي تحاسبيه وتقوليله أنت ايه اللي جابك؟
ضربت ريحانة على سطح رخامة المعمل بيدها السليمة قائلة : لا يا نورا، الحكاية مش حكاية ايه اللي جابك ولا طلعت منين. الحكاية طريقته الزبالة لما يخبط ايدي في الباب ده كان ناقص يضربني بالقلم.
شهقت نورا ووضعت يدها على شفتيها جاحظة بعينيها تقول : أنتِ بتقولي ايه ضربك.؟..ليه ان شاء الله؟ كنتي مراته وبيغير عليكي لا تركبي في عربيه غيره ؟ ..ده لو قصي شافك حالياً مش هيتجرأ يعمل معاكي كده.
وكأن نورا تطرقت لجملة مهمة واستحضرتها جيدًا لترفض ريحانة ذلك التعبير قائلة : مش للدرجة دي يا نورا بلاش خيالاتك دي يمكن حس فعلًا اني في ورطة وحب يساعدني وأنا مش مضايقه أنه ساعدني أنا مضايقه من أسلوبه.
ضحكت نورا قائلة : مش بقولك عبيطة وهتفضلي طول عمرك كده.؟..زمان قصي ضحك عليكي باسم الحب ودلوقتي التاني اللي طالع في البخت قال يساعدك قال.
نظرت ريحانة إلى الفراغ بحزن قائلة : كنت مفكرة اني استقويت بعد اللي عمله فيا قصي بس باين خيبت أوي أنا غلطانة إني نزلت اشتغلت أساسًا بس كنت هعمل ايه يعني؟
ربتت نورا على يدها قائلة : اللي حصل مش بايدك يا ريحانة مامتك مسبتش فرصة إلا لما سدتها في وشك وأهي لسه بتحاول تجوزك ننوس عين أمه كل ده علشانه شوال فلوس.
شردت ريحانة قائلة لنورا : نفسي بجد أهرب من البلد دي و أنسى كل اللي حصل من أهلي ومن قصي وأهله معرفش أنا قلبي مقبوض ليه ومش مرتاحة للي جاي.
هتفت نورا بلوم مصطنع قائلة : وتهربي مني يا حب عمري. ده أنا كنت أنتحر تعرفي التلات سنين اللي اتجوزتي فيهم قصي كنت حاسة اني نفسي أقتله علشان أخدك مني.
ابتسمت ريحانة قائلة : مجنونة والله تلاقي وشك العكر ده اللي بوظ جوازتي بس على قد جنانك يا نورا فأنا بحبك أوي ومقدرش أعيش من غير جنانك و تخيلاتك.
أحستا بحركة خارج المعمل لتذهب إلى شرفة المعمل و تجد سيارته مصفوفة لتفهم أنه جاء أعلمت نورا أنها ذاهبة إليه وبالرغم من اعتراض نورا إلا أنها صممت لتقوم بفتح باب المعمل وتخرج منه لتتفاجئ بوجود سمر أمامها تنظر إليها باستحقار وتبتسم بخبث قائلة : ايه ده أنتِ هنا..؟.أناقلت مش هتيجي النهارده بعد سهرتك امبارح في نادي القمار أصل زيدان قالي أجي أخد الشغل من نورا علشانك سهرتي امبارح.
كلمات سمر أعطت اشارات لعقلها أنه كاذب عندما أعلمها انه لم يعلم أحد بعمله وها هو الآن أخبر سمر بذهابها للنادي ولكن مهلا ابتسمت إليها ريحانة بسماجة قائلة : أهلًا يا سمر وحشتيني لا متقلقيش أنا جامدة جدًا بسهر أه لكن كله إلا شغلي ده لعبي الأول والأخير وأنا بحب ألعب أوي وأشطر منك كمان.
اغتاظت سمر من ردها وكادت أن ترد عليها لتقاطعها نورا قائلة : اه والله يا سمورة الدكتورة ريحانة دي أجدع مننا كلنا..فضلت مسهراني لوش الفجر ونمت منها في التليفون وأجي هنا الصبح ألاقيها جت قبلي.
لوت سمر شفتيها قائلة : دكتورة ! والله زمان طيب يا ست الدكتورة سواء جيتي ولا مجتيش زيدان عايز أخر النتائج وعايزني أنا اللي أسلمهم مش أنتِ فهاتيهم خلينا نخلص.
جزت ريحانة على أسنانها وقامت باعطائها نتائج قديمة حتى تريهم من هي ريحانة وبالفعل طارت سمر من سعادتها وأخذت النتائج ودلفت إلى زيدان الذي أفاق من شروده وتغيرت ملامح وجهه عندما وجد الملف بيد سمر وليس ريحانة فتح الملف ودققه لينظر بخبث قائلًا لسمر : سمر هو أنا جبتك هنا مش علشان تعملي اللي في دماغك ؟ لا علشان تعملي اللي أنا عايزه وأنا قلت هي اللي تجيب الملف مش أنتِ.
زفرت سمر بحنق قائلة : ولما أنت عايزها ليه مقولتش لحد من العمال يقولها ولا أنت قاصد تعرفها ان أنا موجودة وبعدين أنا قلت للهانم اللي أنت عاوزه ورفضت تجيلك بنفسها.
شرد زيدان في أمرها ولم يجيب على سمر حتى اختنقت وخرجت لتجد ريحانة تقف أمامها تبتسم بخبث قائلة : مش متوقعة صح؟ أنا عارفة إنك كذابة ومن زمان كمان بس حبيت أفرجك إن ريحانة القديمة اللي كانت بتصدقك ماتت ومش هترجع تاني.
جذبتها سمر من ذراعيها حتى ابتعدتا عن باب المكتب تهتف بحدة فيها قائلة : زي ما أنتِ عارفة اني كذابة أكيد عارفة أنا ممكن أخلي مين يوقفك عند حدك ابعدي عن زيدان يا ريحانة أنا مش هسمح لحد ياخده مني.
قطبت ريحانة جبينها قائلة : مش هتسمحي لحد ياخده ؟ أهو عندك يا ختي اشربيه قال ياخده قال مين ده اللي يرضى يبصله أصلًا ؟..لا وكمان أنا..؟ ما كفايه أخوكي.
ابتسمت سمر بسخرية قائلة : أخويا.!..أنتِ كنتي دايبه فيه وما زلتي تتمني يرجعلك..بس أخويا سعيد مع شذى اللي هتبقى أم عياله.
فتح جرح ريحانة من جديد تتمنى أن يأتي اليوم لتنتقم من هؤلاء الذين دمروا سعادتها لترد عليها باستهزاء قائلة : زيدان مش محتاج حد ينحسه هو منحوس خلقة بداية من أمه اللي باعت خطيبته لواحد غيره ولا خطيبته اللي فجأة طمعت في واحد ..ولا بلاش خليني ساكتة.
كادت سمر أن ترد عليها لولا أن قاطعهم العامل يطلب من ريحانة الحضور إلى غرفة زيدان فابتسمت ريحانة بشماته لتغضب سمر قائلة : والله عال قالب عليكي الدنيا كل ده علشان حته ملف ؟ طب اسمعي بقا مش مستغربه أنا جاية معاه هنا ليه.؟..رغم اني المفروض معرفش اللي حصلك امبارح ..هقولك ليه ؟ أصله متغاظ منك فبيلاعبك بيا.
ابتسمت ريحانة بخبث وانصرفت من أمامها بكل ثقة ودلفت إليه بنفس الثقة تضع يدها في جيب المعطف الخاص بها تنظر إليه وتسأله بخبث قائلة : خير يا فندم بعت ليا سمر طالب أخر النتائج وبعتهالك..
ثم لوت شفتيها بحزن مصطنع وهي تقول : ايه عايزني ليه.؟..مش أنت قلت انك مش عايز تشوف وشي من بعد اللي حصل امبارح؟
تفحصها من شعرها حتى قدميها قائلًا بجمود : أنا فعلًا مش عايز أشوف خلقتك بس أنت واحدة بتلعبيها صح بعتالي نتايج قديمة.
ثم استطرد بسخرية قائلًا : أنتِ فكراني واحد من اللي بتلعبي معاهم..؟.لا فوقي يا هانم.
تنهدت بنفاذ صبر قائلة : أنا فايقة كويس ومش هنكر اني قصدت أبعتلك ملف قديم بس مش علشان ألاعبك.
ثم دققت على حروف كلماتها لتشعره بأهمية الموقف قائلة : لا علشان دي أسرار وممنوع حد يشوفها غيري أنا ونورا.
هز رأسه متفهمًا وأشار لها بالجلوس كان سيتحدث في أمور العمل ولكن فضوله سيطر عليه سيطرة تامة فاستفسر منها قائلًا : عرفتي زاهر امتى؟ وليه موافقه تتجوزيه هو بالذات؟ ..أناأعرف انك عمرك ما هتبصي لفلوسه ولا فلوس غيره..
ثم ابتسم بسخرية قائلًا : ولا هو حونين زي سي قصي؟
كانت تريد تهدئة حيرتها عما حدث أمس وبسؤاله أراحها فردت بأريحية قائلة : أنا مش مطلوب مني أجاوبك أنت لا أبويا ولا أخويا ولا تمت ليا بأي صلة ومع ذلك هرد عليك.
زفرت بحنق قائلة : واحدة اتجوزت واحد بتحبه وسابها وجه واحد هيعوضها ماديا ليه ترفض؟
في لحظة واحدة تذكر مواقف كانت تحدث بينها وبين قصي أمام أعين العائلة غير عابئين بوجودهم في أي مكان وهي عبارة عن قبلات حب وشغف وكانت من قصي يتذكر أنها كانت تشعر بالحرج من مثل هذا الرجل المحدث بحبه وغزله وعاطفته ..
فلاش باك
: أنت حبيبتي يا ريحانة قلبي.
حاولت ريحانة التملص منه وهو يقبلها أمام الجميع قائلة : ميصحش كده يا قصي احنا قدام الكل.
لوى قصي شفتيه بسخرية قائلًا : وهما مالهم أنا حر.
تنهدت ريحانة قائلة : طب لما نروح طيب..شذى بتبص لينا حرام عليك.
هز رأسه بالرفض قائلًا : ولا يهمني.
وبالفعل قبلها رغمًا عنها لتنتهي القبلة وهي تنظر إليه بتذمر قائلة : ليه بتعمل كده؟
رد عليها بخبث قائلًا : حابب كده حابب الكل يعرف قد ايه أنا بعشقك وبموت فيكي ومقدرش استغنى عنك؟
باك
يعترف زيدان لنفسه أنه كان دائم المتابعة لهما ولكن رغمًا عنه. ما يفعله قصي يجعل الجميع ينتبه ويركز معهم ليختنق زيدان من تذكره ويرد عليعا بفظاظة قائلًا : وهو ده تعويض؟؟؟ هتبقي مبسوطة وهو راجعلك كل يوم سكران ولا لما فلوسه تخلص ويتدين بسبب القمار و يتسجن زي أبوكِ.
تعالى صوته وغضبه كمن يتحدث مع ابنته الضائعة المتخبطة قائلًا : هتتصرفي ازاي؟
ابتسمت بتشفي وتحدثت كفحيح الأفعى قائلة : كل راجل وله عيوب حتى أنت اوعى تفكر نفسك شريف أو عم المنقذ .
رفعت سبابتها وأشارت نحوه باشمئزاز قائلة : لااا أنت زيك زيهم يمكن شذى ربنا رحمها من واحد بتاع قمار زيك.
أنتفض من مكانه واستدار حول مكتبه بسرعه ونزعها من مكانها يشد على كتفيها ..صوته كان كصوت صرير سيارته وهو يتحدث قائلًا : أنا مش بتاع قمار يا ريحانة وبس تقدري تقولي أنا بتاع كله وإن كان على وجودي امبارح..
توقف ثم اقترب من أذنها يهمس بداخلها بعذوبة قائلًا بثقة تامة : فتوقعي وجودي في كل مكان تروحيه.
حاولت التملص منه ولكن كان مثل لوح الخشب الزان لتهتف بضيق قائلة : ايه اللي أنت بتقوله ده؟ ليه ورايا في كل مكان؟..عايز مني ايه؟
ثم توقفت عن التملص وسلطت بحر عسلها المصفى في عيونها على مرمى سوداويته قائلة بغيرة تمتلكها أي امرأة تجاه امرأة غيرها : .لا ومش كفايه أنت..؟جايبلي سمر الزفت وأنت جاي..؟.يا ترى هتجبلي مين بعدها؟
مسد على كتفيها صعودًا إلى رقبتها وخديها حتى وصل إلى شفتيها يهتف بعذوبة قائلًا : ايه غيرتي لما شفتي سمر؟ بصراحة قلت أجرب معاكي السلاح ده بس مكنتش متوقع انه ينجح.
ثم دنا باصبعه نحو ذقنها يداعبها قائلًا : أما بقا أنا عايز منك ايه ؟ فأنا عايز أسعدك.
قذف بتلك الكلمات وابتعد عنها ببطء موليًا لها ظهره لتنطلق بخطوات مسرعة نحو الباب وتخرج منه صافعة اياه ليبتسم الأخر بخبث وانتصار ولكنه تذكر أمر النتائج الجديدة وكيف له أن يأخذها بعد هذا الصراع الذي تم بينهم يخشي أن تهرب من المصنع وينتهي اليوم. سهل بالنسبة له أن يوقف زاهر ووالدتها عند حدهما ولكن لا يعلم ما هي رغبتها هي امرأة ممزقة ذاقت الحب على يد شخص أحبها ولكن عندما خير بين الحب والإنجاب اختار الإنجاب لو كان في مكانه سوف يفعلها ولكن ليس بالسرقه واستحلال ما في يد الأخرين ولذلك سيلقنه درسًا أبديًا وعلى يدها ولكن تعطيه هي الفرصة بالأول.
بعد خروجها تصاعدت دقات قلبها وأخذ صدرها يعلو ويهبط بكثرة بسبب رغبته في إسعادها ولكن بهذه الرغبة ستكسر عهدها على نفسها وستكسر كل القيود التي قيدت بها نفسها وضعت كفيها على رأسها تستجلب الحكمة في كيفية التعامل مع رجل خطير مثله يلاحقها في كل الأماكن. لا يترك لها فرصه للتنفس أي حكمة تستخدمها أمام عصبيته المطلقة يعد رجلًا مجهولًا بالنسبة لها. هي لا تعلم أيضًا أنها سر بالنسبة إليه يحاول فك طلاسمه وبالأخص عندما يعلم أنها أخذت على عاتقها عهدًا بعدم الارتباط بأي رجل حتى لو كان راضيًا بعيبها وها قد أتتها الحكمة في الهرب لخوفها منه تستشعر أنه يود قتلها أو أخذها لينتقم من قصي لأنه أخذ منه ما كان له تذكرت قوله عن غيرتها من سمر كانت كلماته مثل الطعنة بالرأس واستهزاء بذاتها لقد فهم منها أنها غارت من وجودها هنا قد تمكن من ايقاعها ولن تنجو منه بعد الأن ليكمل رحله السعادة التي أعلن عنها والتي تمثل العذاب بالنسبة لها. أخذت تمشي باتجاه المعمل بشرود إلى أن وقفت أمامها سمر تنظر إلى شرودها بخيبة أمل حيث استشعرت أن شرود ريحانة عشق في زيدان فهتفت بحنق قائلة : على فكرة أنتِ واحدة معندكيش كرامة لما تشتغلي في مصنع ابن عمة طليقك كل ده ليه علشان تنتقمي من أخويا؟ ..أخويا كان بيحبك ومكنش عايز يطلقك بس أنتِ اللي اتملعنتي.
أرادت ريحانة أن تهرب من أمامها ولكن لا مفر منها فنظرت إليها نظرة أثارت بها الذعر وسخرت منها قائلة : أنا حرة يا سمر. أشتغل في أي مكان حته الأنتقام دي يا حلوة مش بتاعتي أخوكي يوم ما كسر بخاطري خلاني معدش يفرق حد بالنسبة ليا.
واستطردت حديثها وهي تقترب من سمر اكثر لترتجف سمر من اقترابها و ترتعد منها وهي تتحدث كفحيح الافعي قائلة : حتى الافندي اللي قاعد جوه ده اللي كلكم بتعملوله حساب هو بالنسبة ليا هوا يا سمر. أنا بقيت واحدة تانية وصدقيني لو حطيتكم في دماغي هتندموا.
ثم أزاحتها بحدة وتخطتها لتنظر سمر تجده يقف أمامها من بعيد، وقد راقب كل حديثهم ليبتسم بخبث لتخطو سمر نحوه حيث دلف المكتب فتدلف من خلفه لتجده ينظر إليها يحتد في حديثه قائلًا : أنتِ جايه برجلك علشان أحاسبك على غلطك صح ؟ تمام ليه يا سمر روحتي قولتي ليها اني عايز النتايج ومش عايز أشوف وشها ؟..ولا أنتِ طالعة لعمتك؟
أغمضت سمر عينيها تتنفس بحنق قائلة : أنت كمان طالع لعمتى عمال ترسم وتخطط وعايز الكل يبقا تحت رجليك هي خلت بابا يطردني علشان فتنت عليهم وأنت جايبني تغيظ الهانم.
تنمر عليها في حديثه قائلًا : بتقولي ايه يا سمر؟ بقا أنت هتغيظى ريحانة..؟ مش ريحانة اللي تتغاظ منك ولا من غيرك أنا جبتك هنا علشان تنقلي الأخبار اللي أنا عاوزها.
تسمرت سمر في مكانها وتوترت قائلة : أنقل الأخبار اللي أنت عايزها ! أخبار ايه ؟ وأنقلها لمين؟ ده أنا اللي بجيب لك الأخبار ولا عايز تلبسني تهمة وخلاص علشان زهقان مني؟
تنهد زيدان بهدوء قائلًا : سمر أنا عارف انك جيتي المصنع وواجهتي ريحانة قبل كده ومكتفتيش بده جبتي رقمها من الملفات وعطتيه للمحروس أخوكي.
ثم اقترب منها وهمس كفحيح الأفعى قائلًا : والمحروس اتصل بيها ومش كده وبس روحتي حكيتي لعمتك اللي من ساعتها عمالة تقرب مني زي ما يكون خايفة من وجود ريحانة هنا.
ارتجفت سمر عندما زاد في حدته قائلًا : طبعًا هي خايفه اني أرتبط بريحانة اللي أقل من شذى أصل الدكتورة شكران عايزة لابنها واحدة بنت حسب ونسب وبتقربك مني .
ثم ابتعد عنها لينظر إليها بسخرية ويبتسم قائلًا : أنتِ عبيطة أوي يا سمر عايشة في الأحلام مفكرة إن لما تقربي مني وتنجحي شكران هانم هتوافق عليكي للأسف ساعتها هتشوف لك جوازة على مقاسك يا حلوة. فخليني أنا اللي أشوف لك جوازة على كيفك بدل ما تبقي مضطرة تتجوزي واحد على ذوقها يعيشك في جحيم.
نظرت إليه بألم وتركته وخرجت من المصنع بأكمله تلعن سوء حظها لأنها تعلم أن كلامه صحيح ولكن كان لديها أملًا من ناحيته.
هبط هو إلى الطابق السفلي حيث المعمل وأمر مدير المعمل أن يستدعي نورا لكي تخرج من المعمل و يدلف هو لريحانة ليروضها على حديثها القاسي الخاص به لسمر. طرق الباب ودلف ثم صفعه من خلفه لتنتفض وتظن أنها نورا لتعاتبها على صفعها للباب لتشتعل عينيها بغضب فور رؤيته لتقول : اللهم طولك يا روح أناعارفة اني مش هخلص منكم النهارده لا وايه بالدور.
ثم رفعت يدها باستسلام قائلة : ما شاء الله عليكم في التناوب معدش غير الست الوالدة.
كان يركز في حركات تمردها بهوس وإعجاب وهي تتحدث ليبتسم على أفعالها التلقائية قائلًا : لا الست الوالدة دي أخر دور مش دلوقتي خالص أنت عارفة مشغولياتها.
ثم نظر إليها بمكر قائلًا : بس شكلك اتخضيتي من صوت الباب، معلش أصل أنا هوا يا ريحانة والهوا صوته مزعج.
عقدت جبينها بشرود تتذكر كلماتها لسمر أيعقل أنها أسرعت توصل إليه الكلمات أفاقت من شرودها على ابتسامته الخبيثة وهو يقول : لما أنا بالنسبة ليكي هوا ومش بتخافي مني ليه اتخضيتي أول ما دخلت من الباب؟ ليه قدامي بتتوتري وبتخافي..؟
ثم ابتسم بخبث قائلًا : ولا هو الهوا ملوش دوا.؟
أخذت تفرك يدها بغيظ لتجده يغمض عينيه يستنشق براحة شديدة أذابت صدره قائلًا : واضح أن الهوا خلى عطر الريحان ريحته تفوح في المعمل الريحة دي ميحسش بيها غير الإنسان الراقي.
ثم فتح عينيه ببطء مسلطًا أنظاره على عينيها الغاضبة الغير متحملة لرؤيته أو كلماته ليسألها بشغف : يا ترى سر تركيبتك ايه ؟
أشاحت بوجهها إلى الجانب الآخر.
فذهب باتجاه أنابيب الاختبار يتفحصها وينظر إليها بخبث قائلًا : عرفتي ليه خليت العقد تلات سنين علشان ده احتكار لعطر أنا واثق انه هيغزو السوق.
ثم هز رأسه بتحدي قائلًا : بس مش هسيبك غير لما أعرف السر الغويط اللي أنتِ مخبياه.
ارتبكت ريحانة من حديثه وتوجهت لنزع أنبوب الاختبار منه قائلة : مش هيحصل. مش كل حاجة هوصلها هتيجي أنت ولا غيرك تدمروها. أنت ليك عندي التركيبة مرة واحدة.
ثم نظرت إليه بتحدي هي الأخرى قائلة : بعد كده مش هتشوف وشي هات اللي في ايدك.
أخذت تحاول نزع أنبوب الاختبار منه وهو يقبض عليه بكلتا يديه ونتيجه نزعه سقط على قدمها لتصرخ من تأثير المادة التي به لينحني سريعا يتلمس قدميها بحنان وبلهفة شديدة جذب بعض المناديل الورقية ومسح المادة من على جلدها بخوف شديد أن تكون أحرقت جلدها ولكن توقف فجأه عندما حاولت سحب قدميها من بين يديه بضعف ليفيق من لهفته عليها مندهشًا لحالة الحنان و الخوف التي عصفت به. ليتسائل أين كانت تلك الحالة أمس عندما صفع الباب على يدها. هنا قلبه كان في وضع التفعيل والعقل توقف، ويا ليته يتوقف للأبد، ولكن عن ماذا تتحدثون هذا هو العقل يا ساده الذي يتحكم بنا. ما بالكم بزيدان الذي يلغي كل شئ مقابل عقله. فجأة أنتبه لصرخاتها فتعصب عليها قائلًا وهو تحت قدميها : صممتى تاخديه والنتيجه كوى رجلك وكواكي أنتِ كمان.
ثم ارتفع بجسده لكي يكون مقابلًا لها قائلًا بحزم : لأنك هتعيدي التصنيع من أول وجديد وبكده هتزيد المدة ما بينا شفتي النصيب؟
ابتعدت ببطء وألم نظرًا لشدة الحرارة التي عصفت بقدمها وتنفست بصعوبة من ضغط الألم والوجع وصرخت به قائلة بغضب : اللي بيحصل معايا مش طبيعي وأنت بني أدم مش طبيعي كلكم مش طبيعين وعايزين تجنوني.
ثم أشارت نحو الباب وتعالى صوتها قائلة : اطلع بره بره مش عايزة أشوف وشك.
تضايق من طردها و انزعاجها منه رغم أنه بالفعل بدأ يتسبب في وجعها مثلهم. هو لم يكن يرغب أن يكسر أنبوب الاختبار ويدمر ما به أو حتى يؤذيها ولكن عنادها وقوتها اللذان لم يعهدهما في أي امرأة أخرى استفزوه وأوصلوه إلى أعلى مراتب الغضب والعناد مثلها فكانت المواجهة شرسة.
من المفترض أن تهرب أن تسير ضد تياره الذي رسمه لها تذكرت كلماته الأخيرة قبل اندفاعها فيه وهو يتحدث عن أنها ستعيد التصنيع مرة أخرى وستطول المدة بينهم ويؤكد لها أن هذا كله نصيب لن تستسلم لهذا وهو يعلم جيدًا ذلك من خلال اندفاعها الأخير في وجهه وطردها له يتضايق من عنادها وهو يتهكم و يستخف بها كيف له أن يتمكن منها هذه الفرصة لن تضيع من بين يديه مثل شذى لن تعود لقصي مطلقًا لأنها ستكون ملكه.
سرد ما حدث لأمير ليتذمر أمير منه ومن أسلوبه معها هي بالنسبة لأمير بضاعة غير مربحة ليست مناسبة لزيدان. نعم هو يريد لزيدان الإنتقام من قصي ولكن ليس عن طريق ريحانة. لأنها سوف تدنو به للاسفل. عرض عليه أمير أن يسهر معه في النادي يلهوان سويًا، لكي ينساها قليلا وينسى صراعه معها ولكنه رفض لرغبته في الجلوس بمفرده يسترجع ما حل به هذا اليوم من مناورات و يحكم عقله فيما عليه فعله بعد ذلك.
أنتهزها أمير فرصة ليريه أنها ليست بمقامه قام باستدعاء زاهر الذي يلعب دومًا عنده هو وشمس طلب منه أن يقوم بمداينتها عن طريق شيك من شمس إليه فورًا استجاب له زاهر في سبيل الحصول على ريحانة على أن تتم المواجهة في النادي ويقوم بالتقاط بعض الصور بينهم وايصالها إلى زيدان ليريه كيف هي امرأة لعوب وغير مناسبة له بالفعل تم ما حدث ليأتيها اتصال وهي شاردة فيما حدث لتقطب جبينها وتتوقع أن الاتصال من زيدان أو قصي لترد بنفاذ صبر قائلة : أيوه مين؟
لتنفرج أسارير زاهر قائلًا : أنا زاهر يا ريحانة الزهور.
جحظت بعينيها كيف له أن يعرف رقم هاتفها ثم ردت بعنف قائلة : عايز ايه ..وجبت رقمي منين.؟
ابتسم زاهر قائلًا برغبة : عايزك..وجبت الرقم من الست الوالدة بعد ما سكرت ومضت ليا شيك على بياض علشان أتمكن منك.
شهقت ريحانة ووضعت يدها على قلبها قائلة : بتقول ايه؟ ايه الكلام الفارغ اللي بتقوله ده؟
تنهد بخبث قائلًا : اللي سمعتيه يا حلوة لو خايفه على الفضايح وعايزانا نتراضي وتاخدي الشيك وتعطيني فلوسي نتقابل غير كده هطلع على القسم حالًا وهفضحها وهفضحك واقول اني ببات عندكم يا ست الحسن وده اللي خلاكي تهربي وتروحي تداري عند صاحبتك.
وضعت يدها على رأسها غير قادرة على تحمل ما يحدث بها لتهتف بألم قائلة : فين ؟ ومتقوليش البيت عندنا..استحاله هروح هناك.
ابتسم ابتسامة نصر حيث أنه وصل إلى مبتغاه فهتف بسعادة قائلًا : في النادي أصل بحب أروح هناك أوي.
هزت ريحانة رأسها برفض تهتف بحزم قائلة : مستحيل ده في أحلامك فاهم استحاله هروح للمستنقع ده تاني.
لوى زاهر شفتيه قائلًا : ليه بقا ما حبيب القلب عايش في المستنقع ده كل ليلة ؟
قطبت جبينها قائلة : حبيب القلب! حبيب القلب مين يا متخلف أنت؟
رد عليها بخبث قائلًا : حبيب القلب وحبيب الملايين زيدان الجمال اللي لحقك مني المرة اللي فاتت يا حلوة.
تذكرت وجوده في هذا المكان معنى ذلك أنه ليس مراقبًا ولكنها كانت صدفه لأنه من رواد المكان كل ذلك زاد من اصرارها على عدم إرتياد ذلك المكان لترد بسخرية قائلة : ومش خايف يعمل معاك زي ما عمل المرة اللي فاتت ؟ ده أنت كنت زي الفار المبلول قدامه.
جز زاهر على أسنانه من الغيظ قائلًا : لا مش خايف وكمان الباشا النهارده مش جاي شكله مع مزة جديدة غيرك هتريحه منك.
فجأة استشعرت سخونه رأسها وتخيلت أنه بجوار سمر أو أخرى وبالفعل شعرت بالغيرة ولا تعلم لماذا هذا الشعور المفاجئ الذي اتاها ثم سرعان ما عاتبت نفسها على هذا الشعور ونفضت تلك الأفكار من رأسها وأدركت أنها ما زالت على الهاتف مع زاهر لترد بثبات قائلة : وافرض يا خفيف حد كده ظريف لطيف يعرفك قام قايله ؟..لأنه أكيد حطك تحت الميكرسكوب من أخر مرة.
رد عليها بكل ثقة قائلًا : لا اطمني اذا كان صاحب المكان نفسه مأكد ليا انه مش جاي النهارده وعلى ضمانته كمان.
ساوراتها الشكوك لتحاول ايقاعه قائلة : صاحب المكان مين وأنت ايه علاقتك بيه؟ وزيدان يعرفه منين؟
تدارك أمره أخيرًا وتوتر قائلًا : هاااا صاحب المكان هو أنا قلت صاحب المكان..؟ لا طبعًا ده صاحبي يبقا صاحب صاحبه.
لم ولن تصدقه هو يحاول ايقاعها في فخ فماذا تفعل ومن الذي نصب لها هذا الفخ خرجت من أفكارها وردت بعد تفكير قائلة : بص أنا هقابلك في المكان اللي شفنا فيه زيدان غير كده أعلى ما في خيلك اركبه.
وجد زاهر أن هذا المكان قريب من النادي وإذا حاول أمير أن يفعل شئ سيفعله فرد بلهفة قائلًا : اللي تشوفيه يا ريحانة منتظرك متتأخريش يا حلوة.
أغلقت الهاتف وجلست على الفراش ماذا ستفعل لانجلاء هذه الليله ونهايتها.
على الجانب الآخر استمعت نورا إلى هذه المكالمة. ترى ماذا ستفعل نورا ؟ هل ستخبر زيدان بالأمر؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غيبيات تمر بالعشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى