روايات

رواية غمرة عشقك حلقة خاصة 1 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك حلقة خاصة 1 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك
رواية غمرة عشقك

رواية غمرة عشقك الحلقة حلقة خاصة 1

🦋حلقة خاصة🦋
ناعمة كالحرير ، مذاقها حلو كالشهد ، رائحتها طيبة
كأجمل وانقى عطور آلورد……حانيه في لمستها رائعة
في رجفة جسدها بين ذراعيه…..في شدة جموحه وجوعه لها كانت تطوق عنقه بيداها الصغيرة
هامسة بأسمه بين الحين والآخر بصوتٍ متعب
مغمور برغبة المستجدة داخلها معه….
(أحمد……)
في عينيها الزيتونية كان يرى لمعة مجنونة من الرغبة من الخجل من كل ما يحدث بينهما وماكانوا
يتقعوا حدوثوا………..
ارتفعت الحواجز بينهما فأصبح لها اكثر من شاب
وقح يتسلى بها بمكالمة او مغازلة بعيناه او مقابلة اجتماعية مع بعض الرفاق تحت
مسمى (أصدقاء…..)
كيف بدأت القصة واين انتهت؟!…
لا تصدق صدقاً لم تستوعب بعد أنها تزوجت ممن تحب….انها حظت بالحب الأول….وهذا لا يحدث
إلا نادراً………
تنهدت بنعومة وهي تشعر به يداعب خصلات شعرها
الناعمة طابع بشفتيه الحارة قبلات حانية على وجنتيها هبوطاً الى عنقها المرمري الناعم………
همست حبيبة بخجل وهي تحاول الإبتعاد
عنه قليلاً…..
“صباح الخير……..”
قربها لاحضانه أكثر و اجابه مردد تحية الصباح بشهية مفتوحة وبال رائق……
“صباح الفل….. والورد والياسمين…..على أجمل بيبه…”مع كل كلمتين يعانق شفتيها بقبلة حلوة
كمذاق العسل الصافي…….تشعر بها هكذآ وهو كذلك
فكم كانت حلوة وشهيه تجعلك تطالب بالاكتر…..
تنهدت بخجل وارتباك وهي تشعر انها تحت حصار
مشدد فكانت نائمة على الفراش وهو جوارها لكنه
يميل عليها نائم على جانبه ساند ذراعه فوق
رأسها…….
فحاولت تشتيت عقلها من هذا القرب المجنون بينهما فهي حتى الان لم تعتاد على كل هذا معه ولم
تستوعب بعد انها تزوجت منه بالأمس…وما حدث بينهما مزال يعرض امام عينيها كفيلم مخل
بالادب……
تنحنحت وهي تسأله بتوتر……
“هو……هو انت صاحي من بدري………”
رد وعيناه لا تحيد عنها….. “من ربع ساعة كده…..”
ازدردت ريقها سالته بارتباك……
“وكنت بتعمل إيه…….”
رد بعيون وقحة متسلية وهو يلوي شفتيه
في إبتسامة الثعالب…..
“بتفرج…….”
“بتتفرج على اي بظبط…….”شدة غطاء الفراش
لأخر عنقها بحركة مفاجئه اضحكته بقوة……
اغتاظت من ضحكاته و احمرة وجنتيها قائلة
بتزمر طفولي…
“بطل ضحك…….انت أصلا قليل الأدب…..”
أشار على نفسه ببراءة……
“انا….. انتي اللي بتلفتي نظري لحاجات مش
في دماغي أصلاً………..”
اهتزت حدقتيها وقالت بتردد…….
“يسلام…..مانت اللي قولت بتفرج…..عايزني افهم إيه………”
رد بصوتٍ عابث يدفع للشك به أكثر……
“تفهمي اني رومانسي وقعد اتاملك ياروحي..”
سالته حبيبة بحاجب مرفوع ببراءة…..
“لي يعني…….”
تنهد بحرارة قائلاً…..
“مش مصدق ان احنا اتجوزنا……”
رددت ببراءة خلفه…… “تصدق ولا انا…….”
ضيق عيناه وقال بسفالة صبيانية…….
“إزاي يعني يابيبه……..امال مين اللي صوته سمع لأخر الجناح…….”
سحبت الغطاء صارخة من اسفله برقة….
“ياقليل الأدب……..”
“بهزر خلاص…..”ابعدت الغطاء الفراش عن وجهها ببطء ونظرت اليه فوجدته يقول بعيون تلمع
عبثاً جذاب…..وهو يعض على شفته السفلى
بتعبير صريح…..
“بس كنتي جامده وتجوبتي معايا بسرعة……..”
أغمضت عينيها وهي تصرخ
مجدداً بخجل……
“يا أحمد حرام عليك…. بس بقا…….”
رفع الغطاء ودخل اسفله منضمّ إليها اكثر من الازم
ثم اخذها في احضانه قائلاً بحرارة واشتياق لها….
“جرالك اي يابيبه…..انا جوزك مفهاش حاجة يعني لو اتكلمنا في الحاجات دي وطبقناها كمان ودلوقتي
اي رأيك……..”
رائحته ودفء جسده خدر حواسها فهمست بدلال وهي تحيط عنقه بيداها الصغيرة…. “أحمد………”
ابتسم بانتشاء وهو يلامس جسدها بحرية
هامساً بتوله……
“على الهادي يامدلع……….مشتاق انا…….”
التقط شفتيها في قبلة شغوفة حنونه فتجاوبت معه بخجل وشوق كذلك ليزداد هجومه بقبلات حارة تعانق شفتيها بقوة فتاوهت بأسمه وكم كانت شهية
رقيقة وهي تحاول ابعاده عنها لاخذ انفاسها….
فكان متلهف لها جداً لا يشبع مهما نال…. فالأول مرة يغوص بهذا العالم معها جرب الكثير من المحرمات
ولكلا منهم لذة تختلف عن الأخرى لكن الغوص في علاقة حميمية متكاملة لم يفعل إلا معها هي فكيف يمنع نفسه عنها ويحرم جسده من لذة الغوص في هذا الجسد الناعم الغض الأبيض كبياض قشطة الصباح……… والمذاق كالشهد الحلو…..
وبرغم ان كثرة السكريات تؤدي للمخاطر الصحية
إلا انه لا يبالي وياكل بنهم حتى يشبع منها ويكتفي وهذا مستحيل…..
كيف يشبع من حبيبة قلبه…… كيف يكتفي أحمد
من زوجته ؟!…..
بعد مدة…….
ثبتت حبيبة الدبوس في الحجاب ثم نظرت الى نفسها في المرآة برضا تام…. فكانت ترتدي فستان جينز انيق محتشم وتلف حجاب جميل يلائمه
وقد ارتدت معه حذاء رياضي…وعند الانتهاء
رفعت عينيها عليه عند الباب فكان يجري اتصال
بصديقه(كرم….) وعندما انتهى نظرة إليه ورفعت
ذراعيها في الهواء بحركة استعراضية……
“ها اي رأيك………”
“زي القمر طبعاً………تعالي…..”
مد لها يده فتقدمت منه بإبتسامة جميلة…..وعندما
وقفت امامه رأته يدخل خصلة من شعرها داخل الحجاب….”لفي كده يابطتي…….”قالها بحنان
فابتسمت وهي تولي ظهرها له….فوجدته يعقد
رباط الفستان حول خصرها بشكلاً صحيح
على شكل فيونكه صغيرة…….
تنهدت بلوعة الحب ولم تمنع نفسها من
قول….
“بحبك اوي يأحمد……”
خفق قلبه بسرعة فبلع ريقه بتأثر……لا يشعر بدقات قلبه إلا بوجودها يشعر انه حي حينما تكون قريبة
منه حينما تنظر لعيناه ويكن في قمة السعادة
حينما تفصح عن مشاعرها له بصوتها الجميل
المفعم بالحب……..
مسك يدها وادارها عدت مرات حتى يرى ثوبها بشكلاً أوضح…..فضحكت وهي تدور مع يده
كقمر ينير عتمة الكون…….وهي كانت له نور
أنار فؤاده بالحب……..
ضحكت أكثر عندما توقف لتجده يعانقها من
الخلف والتفت ذراعيه تحيط جسدها
في عناق بالغ من العشق…….
فكانت صغيرة قصيرة بنسبة له تشعره أحياناً
بأنها طفلته أكثر من حبيبة وزوجة له…….طبع
قبلة على خدها واخبرها بصوتٍ أجش …….
“انتي عارفه انتي اي بنسبالي يابيبه….انتي
صاحبتي وحبيبتي وأخيراً بنتي…….”
لمعة عينيها بدموع وهي تحيط يداه بيداها هامسة
بصدق………
“وانت أحلى حاجة حصلت ليا…….ومن فضل ربنا عليا انك بقيت جوزي……..”
خفقه أخرى من قلبه أشد خطورة عن السابقة
…فالأول مرة يراها تنشد بمنتهى البساطه عن الصلة المستجدة بينهما…..ليسوا أصدقاء كسابق ولا حتى في حكم المخطوبين انهما زوجين…….ولواقع الكلمة آثر واقعي أجمل شيءٍ واقعي سيحيا به راضياً سعيداً هو انهما زوجين……..
“ولازم تاخد في عين الاعتبار…..اني محبش أبداً جوزي عينه تروح يمين او شمال…..طول مانا موجوده معاها…….”
اندهش من اسلوبها المنقلب فمن أمرأه رومانسية
رقيقة إلا انثى شرسة تعطي تعليمات صارمة
وتحذيرات مبطنه…….فقال بتسلية
صبيانيه….
“ولو انتي مش موجوده عادي……..”
استدارت إليه قائلة بخطورة….. “ياسلام………”
ضحك وهو يحيط ذراعيها بيداه….
“بهزر ياصغنن…..وبعدين انا أقدر ابص برا برضو….تيجي إزاي….”
نظرت اليه بتردد تستشف تعبيرات
وجهه بعد ان قالت
“حتى لو عرفت انا تحت عند حمامات السباحة في بنات لبسه ميوهات……..”
اطلق أحمد صفيرة تعجب واعجاب واردف… “اوووووووبا……اموت أنا………”
انكمشت ملامحها بحنق ولكزته في صدره….
“مفيش فايدة فيك………”
ضحك مجدداً وهو يهز راسه باستياء منها….
“يابت انتي هبله…… ميوهات اي اللي هتغريني…
وبعدين احنا خارجين من الفندق كله…..”
عند تلك النقطة نظرت اليه باستفسار….
“إيه رايحين فين…….”
“كرم عزمنا على الغدى برا وهنقضي اليوم معاه
هو ونور……”اجابها بهدوء وهو يبتعد قليلاً ناظراً الى نفسه في المرآة فكان يرتدي طاقم شبابي انيق من
بنطال جينز وقميص رجالي انيق بارز جسده الصلب
القوي والرجولة الطاغية الجذابة التي يتمتع بها……..
قالت حبيبة بابتهاج وهي تضحك……
“بجد….الله……دي هتبقا خروجه تجننن…..”
قال ببرود…… “عشان نور فيها صح……..”
اكدت وهي تقترب منه قائلة بتسلط انثوي…..
“أكيد طبعا امال عشانك ولا عشان صاحبك انا لسه فاكرة القرف اللي كنتوا بتاكلوا في المسمط فالو سمحت بقا انا ونور اللي هنختار المكان اللي هناكل
فيه عشان انا مش واثقه فيكم……..”
استدار اليها قائلاً بوقاحة……
“اهم حاجة تختاروا حاجة ترم العضم عشان
الواحد بيشقى أوي………”
رد فعلها كان عاجزاً فقد دبت بقدميها بعجز
وصاحت بدهشة منه….
“وقح……. وقح……”
اشار أحمد على نفسه ببراءة…….
“انا ياحبيبة اخص عليكي دا انا مفيش في
ادبي واخلاقي…….”
همهمت ساخراً دون النظر اليه….
“مممم………انت هتقولي……..”
“طب يلا بينا لحسان اتاخرنا وكرم زهق بقاله نص ساعة مستنينا تحت………”أشار لها على باب الخروج وهو يسبقها بخطوات هادئة……..فلحقت به وتأبطت
مرفقه بيدها الصغيرة……….
………………………………………………………………
كانت تقف في ردهة الفندق بكامل اناقتها مرتديه
(جمبسوت)كحلي اللون باكمام واسعة بنصف كم…وعلى الخصر حزام من القماش مربوط على شكل فيونكة بسيطه….ترتدي عليه حذاء رياضي
وتضع بعد الزينة الرقيقة التي تلائم وضح النهار
وقد مشطت شعرها في ضفيرتين فرنسيتين طويلتين جانبيتين زينة اياهم بدبابيس شعر على شكل فراشات صغيرة بالوان طفولية مختلفة كانت الضفيرتين يتارجحا خلف ظهرها ببراءة وجمال يخطف الانظار…….
جزت على اسنانها بغيرة وزفرة بغيظٍ وهي تراقبه غارق في الحديث مع معجباته الجميلات يكاد يختفي وسط دائرة النساء المحيطه به……يمضي
اعجاب لهذه ويلتقط صورة مع أخرى يضحك لتلك
ويبتسم شاكراً لاخرى……..وعلى هذا الحال منذ ان
ان دخل من ردهة الفندق……….
تمتمت نور بكلمات حانقه وهي تضع
(المصاصة)في فمها و عند اذن اكتملت صورتها الطفولية مع ملابسها وضفيرتها الجميلة
والمصاصة الحمراء بفمها……..
من جلب لها المصاصة غيرة….فعندما اخذها من امام باب الفيلا تفاجئ واصابه الذهول من تسريحاتها الغريبة اليوم فهي في العادة لا تمشط شعرها بهذا الشكل إلا في البيت…….واليوم قررت ان تخرج معاه
بهذا الشكل……مزاجيه نور وعلى حسب مزاجها
تسير ولا تبالي…..
ولكن بطبع خطيبها المزعج لم يفوت فرصة لاستفزازها بكونها طفلة صغيرة وقد تم خداعه
والخ الخ الخ………..وعندما انتهى أحضر لها كيس
كبير من الحلوى كنوع من الاستفزاز الصبياني
ولكنه لا يعرف ان هذا كرم كبير منه وليس
وسيلة استفزاز ؟!…..
ظلت تمتص بالمصاصة بحنق وهي تتمتم
بغيرة…
“فاضل ياخدها في حضنه…….”
قالتها وهي تراه يودع معجباته بسلام اليد….ثم عندما ابتعد عنهن اقترب منها وهي يبتسم فرؤيتها
بهذا الشكل الطفولي الغاضب شيءٍ شهي يثير مشاعره ورغباته نحوها أكثر……..
“لسه بدري ياستاذ كرم…..خليك معاهم شويه كمان…….”
نظر اليها فوجد وجهها يشع احمرار وغيرة
فقال بنبرة ماكرة…….
“كان نفسي والله بس هما اللي مستعجلين….”
لم تعقب بل القت عليه نظرة باردة واشاحت براسها بعيداً عنه…….سحب المصاصة من فمها ووضعها
بفمه سريعاً………
قالت بحنق……. “هات المصاصه ياكرم…….”
اخرجها من فمه وهو يعقب بوقاحة…
“خلتيها عسل يانور………”
عقدت ذراعيها امام صدرها قائله…..
“على فكره دي بتاعتي…ومينفعش تاكل مكاني….”
رفع حاجبه قائلاً وهو يخرج المصاصة من
فمه…..
“ينفع طبعاً……. اوعي تكوني قرفانه مني……”
“لا طبعاً انا مبقرفش منك……..”
اخذت منه المصاصة سريعاً ووضعتها في فمها كاثبات لحديثها……ثم ابعدت عيناها بعيداً عنه….فوقف كرم جوارها ومسك يدها قابضاً
عليها بحب هامساً على حين غرة جوار اذانها……
“عايزه الصراحة يانوري…..من حلاوتك عايز أكلك
أكل….. كل حاجة فيكي النهاردة من جمالها
بتستفزني……. ”
خفق قلبها بقوة ونظرت اليه بعدم
تصديق…..
“والله ولي قعدت تستفزني وضايقني بكلامك
لما شوفتني…..”
رد وهو يشيح عيناه عنها بعذاب…..
“عشان مش طايل……….”
انعقد حاجبيها سائلة…… “مش فاهمه قصدك………”
رد دون النظر إليها…. “لم نكتب الكتاب هقولك……”
سالته بتردد….. “كلمت بابا……..”
مط شفتيه قائلاً بتهكم…..
“كلمته !!….. دا انا كل يوم بزن عليه….بس متقلقيش……بدأ يلين…….”
“بجد ياكرم……..”ظهرت اللهفة الحلوة في صوتها فعاد كرم الى عينيها السوداء المتلألأة بالشقاوة
الفطرية والجاذبية الانثوية…..فتنهد ملتاع بحبها قائلاً بتوله……..
“بجد يانوري…….ربنا يقرب البعيد…..ويجعلك من نصيبي…… ”
أسبلت جفنيها وجذبت ضفريتيها امامها وبدات
تعبث بهم باصابعها وهي تساله بتردد……
“هما البنات دول كانوا بيقولولك إيه….عشان
كده كنت بتضحك……..”
رد عليها بسؤال خشن…..
“مقربتيش ليه مني عشان تعرفي…….”
دون النظر إليه قالت بحنق خفي……
“محبتش اضايقك بوجودي…..خصوصاً انك مندتش عليا……….”
ارتفع حاجبه بتعجب قائلاً…….
“تضايقني ازاي بوجوك انتي خطبتي…..ولازم تكوني جمبي من غير ما أقولك حتى…….”
قالت ببراءة وهي تنظر إليه….
“حتى لو مضايقه منك………”
اوما كرم بصوتٍ محتد قليلاً…..
“حتى لو ضربين بعض يانور…….خليكي قريبه
مني…سامعه….. ”
اومات نور برأسها بصمت دون تعليق فانتبه
كرم لمن ياتي عليهما…
“أحمد وحبيبة جم اهم………أخيراً……..”
صاح كرم بطريقة مسرحية وهو يفتح
ذراعيه لصديقه….
“حنطني جمبك ياعريس……..إااي ياعم……”
ضحك أحمد وهو يعانق صديقه وكذلك فعلت نور
مع حبيبة وهي تهمس لها بسعادة…..
“اي العروسة القمر دي……”
“انتي اللي طالعه زي قمر………اي الحلاوة دي….”
تلامست حبيبة الجمبسوت بيدها ومن ثم
الضفيرتين……..وقالت بجذل….
“شكلك صُغنن خالص يانور….انتي قلعتي الكعب
العالي أخيراً…..”..نظرة للحذاء بقدميها فوجدته
حذاء رياضي…
ابتعدت نور عنها وقالت بحنق…….
“جرالكم اي ياجماعه غيرت شويه في استايل لبسي……عادي يعني……….”
قرصت حبيبة وجنة نور وقالت
لها بمحبة…. “في الحالتين قمر……….”
ابتسمت نور قائلة بسعادة……
“حبيبتي اللي رفعه من معنوياتي…..مش زي ناس…”
القت على كرم نظرة جانبية فقال كرم
ببرود…..
“تتهنوا ببعض اسبقونا ياحلوين على برا……”
تقدما الفتيات معاً وهو وصديقه كانا
خلفهن…. “اي سبع ولا ضبع……”
ملىء أحمد صدره بالهواء حتى تضخم ثم رفع
رأسه للأعلى بزهوٍ واجاب صديقه……..
“أسد يابني عيب عليك…… عقبالك…….”
تاوه كرم قائلاً بسأم……
“آآه يابو احميد امتى….. ابوها معصلج اوي ومش عايزني حتى اكتب عليها عشان ابقى براحتي معاها……..”
نصحه أحمد قائلا بثبات…….
“بالطريقه بس خليك وراه……. الزن على الودان خليك وراه بس……..”
اوما كرم براسه قائلاً بتأكيد……
“بعمل كده والله…. ها قولي تحب تتغدى إيه وفين….
اختار وانا عزمك……..”
تنهد أحمد بنبرة تمني يفوح منها الأسى….
“انا والله يابني كان نفسي اختار… وكانت نفسي هفاني على طاجن كوارع ولحمة راس وطبق بمبار متحمر بالسمنه البلدي…… بس…..”
قال كرم بمحبة وهو يربت على كتف
صديقه…….
“بس إيه متشلش هم الفلوس انا عزمك وهوديك حته مسمط انما إيه……..”
هز أحمد راسه معقباً بسخرية……
“المشكله مش في الفلوس ياكرم…. المشكله في الاتنين اللي قدمنا دول……”
نظر كرم على نور وحبيبة اللتينِ يسيروا امامهم
عن بعد خطوات بسيطه……. “ملهم دول…..”
عقب أحمد بكآبة……
“حبيبة هي ونور اللي هيختارولنا المطعم…..”
وضع كرم يده على بطنه قائلا بقرف…..
“إااااايه !!…. ياوجع البطن…. تراهن على كام ان
احنا هنروح مطعم صيني وناكل سوشي……..”
ردد أحمد بشفتي مقلوبه بتقزز…..
“سمك ني الله يقرفك……. لا حبيبة مش هتعمل
كده فيا هي عرفه اني مبحبش السمك أصلا……..”
قال كرم باستياء…..
“نور هتعملها دي مفيش خروجه خرجناها غير و اكلتني حاجات غريبة……..”
أردف احمد بحنق……
“انت هتقفلني ليه….دا اكل الفندق ارحم ياعم…”
ضحك كرم قائلاً ببساطه……
“ياعم ضحي زي مانا ما بضحي……فين ايام الملوخيه بالارانب…… وحشني أكل امي والله…..”
ساله أحمد عابساً……
“امال لما تتجوزها بقا هتعمل إيه……”
هتف كرم بنفاذ صبر……
“ياعم اتجوزها بس وانا اللي هطبخلها…..”
ضحك أحمد قائلاً بشفقة عليه…..
“يااااه لدرجادي…… دا انت حالتك بقت صعبة…….”
…………………………………………………………….
استقلّ كرم مقعد القيادة بداخل سيارته وكذلك جلست نور جواره….اما احمد وحبيبة فجلسا معاً
في المقعد الخلفي………
اخرجت نور من كيسة الحلوى التي احضرها كرم
لها عدت اشياء كبسكويت وشيبسي وشوكلاته
واعطاتهما لحبيبة قائلة……
“خدي اتسلي في دول انتي وأحمد…….”
ثم فتحت نور قطعه من الشوكلاته وقسمتها بينها وبين كرم ودون مقدمات وضعتها في فمه قائلة بإبتسامة جميلة عبر المرآة……
“ها ياحبيبة قررتي هنروح فين…….ولا أحمد
اختار خلاص المكان….. ”
قالت حبيبة بجدية حازمة……
“لا طبعاً انا اللي هختار المكان….المطعم اللي هنروحه قريب من هنا…..اطلع ياكرم وانا هوصفلك المكان……..”
نظر كرم لأحمد في المرآة الامامية مشيراً
بعيناه بارتياع…
“اقولك على حاجة انا مش متفائل……..”
ردد أحمد ساخراً…… “ولا انا……..”
انتفخت اوداج حبيبة بالغيظ منهم فقالت
بصلف…….
“معناه اي كلامكم ده….طب والله لوديكم مطعم تحلفوا بيه العمر كله………على فكرة المطعم
ياكرم في شارع……***… عارفه… ”
اوما كرم وهو يبدا بالانطلاق بالسيارة…..
“عرفه على الطريق…..هو في ناس بتشكر في
المطعم ده بس انا مجربتوش…….”
انشدت حبيبة بهدوء….
“انا جربته تحفه والاكل جميل والمكان نضيف جداً……….”
نظر لها احمد بحاجب معقود……
“وانتي تعرفي الأماكن دي منين بقا…….”
نظرة إليه بدهشة……. “اي السؤال ده……”
سالها أحمد بصوتٍ خافض وعيناه قوية
النظرات….
“ردي من غير من ملوعه ياحبيبة……..”
قالت بصوتٍ خافض رقيق……
“أبداً والله مش بلاوع انا كنت بروح المطعم ده في فترة الجامعة انا وشذى وهنا كنوع من الترفيه
يعني بتاع أول الشهر…….بلاش البصه دي ياحمد
غيرتك بتخوفني…… ”
رد بصوتٍ رخيم…. “المفروض تفرحك…….”
عقبت بهمساً يلائم رقتها…….
“بس بصتك بترعبني…..لما بتقلب بتبقا صعب أوي….”
سحبها لاحضانه دون حديث ثم ضمها لصدره فابتسمت متنهدة لتجده يقول هامساً بحب…
“بحبك يابيبه…….وبغير عليكي أوي…. ”
عانقت يده بيدها بتفهم وحب فوجدته يرفع يده الممسكه بها ويميل عليها بشفتيه طابع قبلة على
ظهر كفها…
تدخل كرم مدعي الحنق….
“اي ياعم روميو انت وست چوليت…….معاكم
بنادمين من لحم ودم……..”
لم يتحرك أحمد من مكانه بل قال بالا مبالاة
وحبيبة ترتاح على صدره النابض بقوة
في قربها…….
“ماتبص قدامك يابني وسبني اعيش اللحظة
مع المدام……..”
ابتسمت حبيبة واغمضت عينيها بخجل
تختبئ في احضانه…….
نظر كرم لنور وهمس لها بحرارة……
“عقبال ما عيش اللحظة مع المدام بتاعتي…..”
احمرة وجنتي نور بخجل وهي تضع قطعه من الشوكلاته بفمها فتذوب على لسانها بنعومة كما يذوب قلبها مع كلماته…….
وصلا للمطعم وكان مكان فخم أنيق يقدم اصناف أكل مصري بشكلاً عصري ونظيف…….
اتخذا الشباب مقاعدهم وجلس كلا منهما جوار حبيبته وبدأ في تبادل الاحاديث والضحك…
والمشاكسات في بعضهما حتى وصل الطعام
والذي أبهر الشباب سواء بشكل الشهي او طعمه
الذيذ….. فكل مالذا وطاب من أكلأت مصريه
شهية وضعت امامهم على الطاولة المستديرة…..
فكان كرم كريماً جداً في هذه العزيمة فليست فقط احتفالاً بزواج أحمد وحبيبة بل كذلك لانتهاء مسلسله الجديد والذي عندما انتهى منه تعاقد مع منتج آخر في فيلم جديد سيشارك فيه ببطولة ثانية ولكنها مؤثرة فكما ذكر المخرج الذي أخرج له المسلسل التي تعرض الان حلقاته بان كرم وجهه وشكله
يجذب الانظار والاداء التمثيلي له أكثر من رائع وهذا ما أتفق عليه الجميع اثناء تصويرة للمسلسل…….
فربما كان الفيلم باب جديد للشهرة والنجاح وحافز له
على الاستمرارية والابتكار في هذا المجال الواسع…..
إرجع كرم ظهره للخلف ووضع يده على فمه قائلاً
باعجاب…….
“انا حاسس اني كلت خروف…….هو انا كنت جعان اوي كده……..”
نظرت نور له بحنان قائلة بحب…
“بالف هنا ياحبيبي……..”
اعطى لها كرم إبتسامة دافئة عميقة المعاني
افتنت قلبها به فبادلته بحياء…….
رفع احمد كوب الشاي وارتشف منه القليل قائلاً
بزهو………
“الباركة في حبيبة طلعت ناصحه وفاهمه دماغي…”
غمز لها في الخفاء فابتسمت وهي ترتشف من كوب
العصير وتهز رأسها بخجل …..
وظلوا فترة مابين الهمسات والنظرات المتبادلة…….
حتى صدحت موسيقى ناعمة بقلب المكان معبرة
وشاعرية بشكلاً رائع……ثم تليها صوت مغني راقي من زمن ولى مع أصحابه……
(شكل تاني حبك انت شكل تاني
حب غالي حب ناره مدوباني
حتى لما بتنسى مره
وتعاتبني بكلمة مُرة
العتاب المر برضه له حلاوة
شكل تاني حبك انت
خوفوني من هواك قبل ما احبك خوفوني
قلت هو ده اللي ناره مخوفاني
هو ده اللي قلبه يبقى شكل تاني
السنين فاتت وأنا مش داري بيها
من حنانك والهنا اللي بيجري فيها
والساعات وياك بتجري في ثواني
كل ثانية ليها دقة شكل تاني…)
تعانقت عيون الأحبة في أطار حاني وتفاعلت المشاعر والقلوب مع كل جملة وظلت السهرة
طويلة في أماكن عديده والاجواء بين الاربعة
مفعمه بالحب والراحة والالفه…. وبطبع أحاديث الاصدقاء الشيقة لن تكفي ساعات الليل الطويلة….
………………………………………………………………
القى نفسه على الفراش متنهداً وهو لا يصدق ان
بعد هذا اليوم الطويل المرهق وصل لجناح الفندق
أخيراً…….
فقد وصل منذ ساعة بدل ملابسه واخد دش بارد ثم
ارتدى بنطال قطني مريح فقط…..وظل عاري الصدر
رفع عيناه على حبيبة التي خرجت من الحمام للتو
ترتدي منامة وردية من الحرير سروالها قصير كشف عن ساقيها البيضاء النحيلة وكذلك الجزء العلوي
كاشف عن كامل ذراعيها وكتفيها وجزء بسيط من نهديها الصغيرين……..
بلع ريقه وهو يتبادل معها النظرات عبر المرآة فكانت
ترطب ذراعيها بكريم معطر فعقب أحمد سريعاً
ببراءة..
“متكتريش من الحاجات دي يابيبه…..”
نظرة له بدهشة متسائلة…. “ليه ريحتها وحشه……”
رد بوقاحة دون تردد…….
“لا بس يعني……..بتعلق وبيبقا طعمها مش حلو…”
أحمر وجهها وهي تغلق العلبة وتتابع تدليك
يدها وذراعيها برفق دون تعقيب على الامر…….
بل قالت…….
“الخروجه كانت حلوه أوي معاهم………”
اوما أحمد برأسه مؤكداً……
“آه كان يوم حلو…..ان شاء الله نقرر العزومه
ليهم في شقتنا ……..”
قالت حبيبة بحماسية……
“اكيد هنعمل كده……..وشذى وهنا وخطيبها ناويه كمان اعزمهم معاهم……….”
أومأ أحمد براسه مجدداً وهو ينظر لها
باللهفة قائلاً…..
“زي ماتحبي يابطتي…… المهم تعالي جمبي وحشاني…….”
ازدادت خفقات قلبها وهي تستدير اليه وتقترب منه قائلة بدهشة رقيقة…….
“وحشتك !!… وحشتك إزاي ياحمد…. هو انا سبتك النهاردة لحظة……..”
“انتي وحشاني علطول حتى وانتي معايا……” سحبها من ذراعيها واجلسها في احضانه……
فتحسست وجنته معقبة
بنعومة….
“اي الرومانسيه دي كلها…….”
إرجع خصلة من شعرها البني الناعم للخلف
قائلاً……
“اللي يحب واحده زيك لازم يكون رومانسي….”
سالته حبيبة بتنهيدة ناعمة……. “بتحبني اوي…….”
بدأ يميل عليها ويطبع القبلات السطحية على وجنتيها وشفتيها…..
“كتير….. كتير اوي….. كتير خالص………”
همست حبيبة بخجل…… “أحمد طفي النور…….”
غاص في عنقها رافضاً…..
“فكي بقا يابيبه……وركزي معايا….”
“أحمد…..”همست بها بلوعة من شدة
مشاعرها معه……
رفع أحمد راسه إليها ونظر لعينيها قائلاً
بحرارة…….
“ياروح أحمد وقلب احمد وعيون أحمد……حني
على أحمد يابطتي وتجاوبي شويه معايا…….”
هربت من عيناه وبدأت تلامس وشم ذراعه
باصابعها المرتجفة وهي تهمس بتردد…….
“اكتر من كده ياحمد……”
اوما لها وعيناه تطالب بالكثير….
فقالت حبيبة بخجل……” أزاي يعني…… ”
“هقولك…….”بعد تلك الكلمة لا تعرف ماذا حدث
لهما فكان الفراش عبارة عن حلبة مصارعة
بينهما…….. مشاعر جامحة و رغبات ثائرة
باجساد متطالبه بالاكثر وقلوب في حالة فوضى
تشاركها لذة عارمة بها راحه غريبة وسعادة
لا توصف بكلمات بينهما……
………………………………………………………………
دخلت الغرفة وهي تتحدث في الهاتف
بتعجل…..
“اكيد ياية……. بس متتأخريش زي كل مرة…….”
كان عز الدين يجلس على أحد المقعد يعبث في هاتفه وحينما ابصرها تدخل من باب الغرفة حتى
ترك مابيده وظل يتابع حركاتها……
حركات يداها وهي تتحدث صوتها الهادئ شعرها المتأرجح خلف ظهرها الطاقم الرياضي الأنيق
التي ترتديه…….اهتزاز مفاتنها وهي تسير امامه
ذهاباً وايابا ببطء وتركيزها كله مصوب نحو
المكالمة التي تجريها مع أخته……..
“بقالك ساعتين بتلبسي……… لا ياية اوعي متجبهومش دا انا وحشتني اوي تمارا وشقاوتها
ورقة تالين…..قوليلي الخبطه معلمه في
راسها أوي….”
صمتت حنين قليلاً ثم تأوهت بتأثر قائلة….
“ياحبيبتي ياتولي…….. طمطم دي عايزة تتاكل
لما اشوفها بس……..”
ضحكت حنين…. ضحكة لها تأثير قوي على قلب
عاشق يراقبها بصمت……. فتابعت بجذل…..
“مفيش حد قادر عليها مفتريه……. بس انا بشوفها مياله اكتر لخالد…….. عكس تالين بحسها مايله ليكي أكتر……..”
توسعت الابتسامة الفاتنه على وجه حنين وهي
تميل على الأرض لتاخذ زر صغير رأته واقعاً
ارضاً…..
وبتركيز شديد نظر عز الدين الى تمايلها فزفر بنفاذ صبر وهو يحسم الأمر وينهض من مكانه مقترب
منها بمشاكسه……
“علي اللي مظلوم بينهم والله……..هااا… “شهقت حنين بصدمة حينما شعرت بذراع عز الدين القوية
تحيط خصرها من الخلف فهمست وهي تبعد الهاتف
عن اذانها بحنق……
” عز……… بتعمل إيه…….. ”
رد وهو يتكا على خصرها بوقاحة…….
“انتي اللي بتعملي إيه هنا….وبعدين دخله الاوضه ليه مش احنا زعلانين………”
ردت بتبرم دون النظر إليه…..
“شكلك ناسي اني بنام في الاوضة دي…….”
اوما برأسه قائلاً ببرود…..
“بس ده مش وقت نوم…….”
ردت بتردد….. “عادي جيت اغير هدومي……..”
عادت الى الهاتف قائلة سريعاً….
“ماشي ياية هستناكي انتي و الكتاكيت الصغيرين بوسيلي علي لحد ما اشوفه…….”
رفع عز الدين حاجب مكفهراً قائلاً بغيرة وهو
يديرها إليه…
“هو اي اللي بوسيلي علي لحد ما أشوفه….. انتي هبله……..”
كبحت ابتسامتها العوبه وهي تقول
بجدية….
“اي فيها يعني……… دا انا اللي مربياه…….”
ردت بتهكم خشن….
“مربيه مين !!………ربي عيالك وسكتي….”
انعقد حاجبيها وقالت
بغيظٍ…..
“انتي بتكلمني كده لي ياعز…….”
ابتعد عنها خطوتين قائلاً بوجوم……
“اسألي نفسك عملتي اي اول امبارح……..”
تنفست بعصبية بالغة وهي تضع يداها في خصرها قائلة بتشنج………كم لو ان الامر حقيقياً…….
“عملت إيه يعني…….كنت عايزني اتصرف إزاي وانا شايفاك بتجوز السته عليا لا وإيه بتحب فيها
قدامي وبوستها….. بوستها ياعز….. ”
زم عز الدين شفتيه بزهوٍ وقال بتبجح وهو ينظر
لها بمكر…..
“بجد بوستها ؟!…عشان تعرفي جوزك بيتشاقى
حتى في الأحلام…… ”
فغرت حنين شفتيها وهي تنظر إليه
بصدمة…….
“انت فخور بنفسك…. بقولك اتجوزت عليا السته…”
رفع سبابته وهو يقول بمزاح خفي….
“حسبي على كلامك دا في الحلم مش في الحقيقه……”
هزت كتفيها بشك…..
“ما ممكن تكون دي إشارة…….”
هز راسه باستياء……
“مفيش فايده فيكي…….هتفضلي نكد…. ”
دبت على الأرض بقدميها وقد اوشكت على
البكاء كالاطفال وهي تقول…….
“انا نكد ياعز……… انا نكد……طيب… ”
تافف بتعب فهو يعاني مع تقلباتها المزاجية
بسبب الحمل منذ فترة …..
اقترب عز الدين منها قائلاً برفق
“بلاش عياط ياحنين……. عشان خاطري……”
سالته حنين بعيون تترقرق بهم
الدموع…..
“عز هو انا بجد نكد……… وعيوطه……”
هز راسه سريعاً بنفي……. “لأ…….”
انفجرت حنين في البكاء سريعاً فربت على
كتفها واعطاها منديل ورقياً ثم سالها ذاهلاً
“بتعيطي ليه دلوقتي…….”
مسحت دموعها وانفها الأحمر قائلة بنبرة
باكية…. “عشان انت كداب………”
زفر عز الدين وهو يضرب على ساقيه بنفاذ صبر
قائلاً بملل……
“كده كتير عليا……انا بقالي اربع شهور على الوضع
ده من ساعة ما عرفت انك حامل……”
مطت شفتيها ونظرة إليه قائلة بنشيج…..
“زهقت….. زهقت مني…… مش بقولك الحلم ده
كان إشارة……..”
نظر اليها عز الدين بعيناه العسلية الضاريه
وهتف بحدة وتوعد……..
“والله العظيم ياحنين لو مبطلتيش فقرة النكد بتاعت كل يوم دي لهربطك في السرير لتاني
يوم…..”
اتسعت عينيها وقالت بصدمة…..
“هتربطني في السرير ازاي يعني…..”
صاح بخشونة وهو يشير اليها ان تقترب
بصرامة….
“زي الناس تعالي في حضني بطلي نكد…….”
اتجهت اليه خاضعه وندست في احضانه فتأوه
عز الدين بتعب قائلاً بهمساً…….
“آآه منك ياعيوني…….. هتفضلي معذباني كده
لحد إمتى…….”
رفعت حنين راسها إليه وقالت بوجهاً احمر
حزين….. “انا آسفه…….انا مش عارفه مالي بس
بقالي فترة مخنوقه ومش طايقك…..”
رد وهو يعانق عينيها بنظرات الحانية….
“واضح ان الحمل جاي على دماغي انا……”
قالت بحنق انثوي….. “مش انت اللي عايز………”
رفع حاجبه وتشدق ذاهلاً…..
“على اساس اني غاصب عليكي يعني…..”
نظرت اليه وهزت راسها بنفي وهي تتأمله
بوله…
“لا طبعا انا عايزه اجيب ولاد كتير منك…..وكلهم
يبقوا شبهك…..”
لوى شفتيه ساخراً……..
“واضح انك بتحبيني اوي…..حبك باين ياحنين….”
انحنى حاجبيها معتذرة بخجل منه……
“غصب عني ياعز الفترة دي رخمه اوي……..مش عارفه مالي…….انا اسفه……”
ردد اعتذراها بوجوم…….
“آسفة !!…. تيجي إزاي وانتي بعداني عنك
يومين بحالهم…….”
نظرة اليه باستفسار فبادلها النظرة عندما تحركت حدقتيه على شفتيها الحمراء آثار البكاء وانفعالها المبالغ………..حاولت حنين التملص من بين ذراعيه قائلة بتلوي……
“عز………آية وخالد وعيالهم زمنهم جايين في السكه
انت عارف انهم معزومين عندنا النهاردة ولازم……”
“هششش…….”قالها بأمر وهو يلتقط شفتيها بقوة وجوع ضاري فتأوهت محاولة السيطرة على أعصاب
ساقيها التي ارتخت بضعف من شدة هجومه وقوته
الجسمانيه امام جسدها الهش…….
أحاط خصرها بقوة وعزفت شفتيه أكثر على ثغرها السخي قبلات ساحقة قوية مفعمه بالحب والشوق الذي لا ينضب أبداً نحوها….كانت تحاول المقاومة لثواني فقط ثم بدأت تضيع بين احضانه دون رجعه تاركه لقلبها حرية الغرق في هواها للمرة التي فشلت عدها…
غرزت اصابعها في شعره الاشقر الناعم وتركت العنان
لقلبها ومشاعرها معه لتجده يخلصها من ملابسها واحده تلو الاخرى بمنتهى المهارة ثم اعتقل خصرها بذراع واحده رافعها عن الأرض متجه بها للفراش
مشاركها حرارة مشاعره واشتياقه القوي لها…..
فأنا ابتعدت عنه ساعة تتضارب أفكاره… وان غابت عنه يوم ينقصه شيءٍ مهم….. وان هاجرته ليلاً
متعمدة يكن الأمر فوق تحمله…… كيف تسللت اليه
بهذا الشكل وباتت شيءٍ أكبر من تجاهله لدقائق
حتى؟!… متى أصبحت ببساطتها وهشاشة
روحها ان تكن لعز الدين الخولي أكسير الحياة…..كيف فعلتها ونجحت بها بامتياز ؟!
حتى هي الى الآن لا تعرف سبب انجذابه القوي وتعلقه وعشقه لها……ولكن الأمر الموثق بينهما ان القلوب لها حسبات تختلف عن المنطق والعقل…..
وربما كان بها شيءٍ يبحث عنه في أجمل الجميلات
وعندما وجده بها أصبحت الملاذ لحياته…….
………………………………………………………………

ترجلت آية من السيارة وهي تحمل تالين الصغيرة
بين ذراعيها فكانت الطفلة صاحبة العيون العسلية
والشعر الاشقر تلك الصغيرة الرقيقة الهادئة في بعض
الأحيان تتألق بإبتسامة جميلة وهي تلعب في شعر
امها بمنتهى الطافة…..
نظرت آية الى تالين من أسفل النظارة الشمسية عند
تلك الكدمة الزرقاء الصغيرة التي تحتل جانب الغرة
مطت آية شفتيها بأسى محدثه صغيرتها بلطف…
“توتي لسه بتوجعك……”
اومات الصغيرة وهي تتمتم بـ
“ما… ما…..”
فضمتها آية لاحضانها قائلة بحنان…..
“حقك عليا ياروح ماما………”
ثم حانت منها نظرة على ابنتها التوأم المماثل لها
لكن تختلف بعيونها البنية البراقة وشعرها البندقي
الفاتح……….فكان يحملها خالد ويقترب من آية عند
باب الفيلا وخلفه علي الصغير والذي تأنق كوالديه
وشقيقتيه بملابس كاجول اكثر من رائعه ولم ينسى
الاهتمام بتصفيف شعره بمثبت الشعر………
صرخت تمارا وهي تمد يدها نحو امها محاولة ضرب
تالين للمرة المليون كلما راتها مع أحد أفراد العائلة
وكان الصغيرة ليس لها اية حق في تدليل مثلها…
برقة آية بعسليتاها لابنتها قائلة بحزم…..
“بس ياتمارا……مش كل ما تشوفيها تضربيها…..”
صرخت الصغيرة في وجه امها وبدأت تجادلها بلغة
الأطفال وبطبع لم يفهم أحد منها شيءٍ لكن التلويح بيداها وتحدث بكل هذه العصبية يدل على ان الأمر
فاق تحملها…..وهي تعاني معاهم……يالها من
مسكينة ؟!…..
فغرت آية شفتيها ورفعت حاجبيها بحنق قائلة
بدفاع عن تالين التي تشاهد جدال اختها
بصمت……
“انتي ضرباها وكمان زعلانه…..وبعدين مش انتي اللي عايزه تنزلي مع بابي خليكي بقا معاه……”
ضحك خالد وهو يضم تمارا الغاضبة لاحضانه
قائلاً برفق وحنان الأب……
“تعالي ياقلب بابا في حضني كلهم عليكي انا عارف…….”
ارتحت الصغيرة على كتف ابيها وقد اكتفت
من الجدال مع امها….فلاحت الصدمة على وجه
آية وهي تنظر إليه بغيظٍ وقبل ان تعقب على
الأمر تدخل علي ينظر الى ابيه ببرود…..
“خالد اللي مبوظها……..وطيحه في الكل……”
أخرسه خالد قائلاً بتوبيخ….
“أخرس ياعلي اختك لسه صغيرة……”
زفر علي وهو يعبر عن غضبه منها…..
“صغيرة إزاي بس…..دي لما زعقتلها عشان خبطت تالين ضربتني بالقلم ورزعت الايباد بتاعي في الأرض……..”
رد خالد بالامبالاة……
“فداها هجبلك غيره……..”
لمعة عينا علي بطمع و انتهز الفرصة قائلاً
بمكر……
“جديد……..والماركة اللي اطلبها كتعويض عن
القلم اللي خدته منها……. ”
اوما خالد بالموافقة…..
“ماشي جديد والماركة تشاور عليها خلاص…..”
اتسعت ابتسامة علي برضا تام وقال
بتملق….
“طبعاً يابابي انا كده تمام…..هات بقا اختي
حبيبتي اشيلها عنك……..”
أعطاه خالد تمارا التي جذبته من شعره عندما وصلت إليه…………فصاح علي بغضب وهو يجذب قبضتها الصغيرة بعيداً عنه…….
“إلا شعري………..إلا شعري يابارده…….”
“علي……..”نادته آية بتحذير وفي اللحظة التالية انفتح الباب الكبير وظهرت حنين اليهما مرحبة بهم
بحفاوة……..
“آية اتفضوا…..اهلا ياخالد…….تولي وطمطم….اي الحلاوة دي…….اي الفساتين الحلوة دي…. ”
قبلة تمارا ثم تالين وقد انتهبت للكدمة المزينة
جبهة تالين فعلقت على الأمر بشفقة……
“ياحبيبتي ياتولي……اي اللي في قورتك ده…
طمطم علمت عليكي تاني….اخلاثي ياناس
على الغلبان ده……”
حملتها حنين وبدأت تدللها وتعانقها وتوزع القبلات عليها وكانت الصغيرة مندمجه معها جداً تضحك
ببراءة تشع لطف وهي تلامس وجه حنين
بمحبة……..
جز علي على اسنانه وهو يلقي أخته (تمارا) أرضا
حتى تحبو وتنطلق في المكان كما تفعل في
منزلهم……..
فاتجهت الصغيرة على السلالم وتسلقت إياها بشجاعه ومهارة صاعده الى الأعلى حيثُ غرفة
آدم كما تعودت منذ ان بدأت تقف على
قدميها……
رحبت حنين بخالد بتحفظ ثم اشارت لهما بدخول للصالون وعندما تقدما سحبت ذراع علي وقالت
بشقاوة تتدلل عليه هو فقط…..
“داخل اخر واحد فيهم وبرضو مش راضي تسلم عليا………”
ابتسم علي وهو يمسك يدها يشدها كي تميل
قليلاً عليه…….
“حقك عليا ياحنون كنت شايل تمارا وقرفاني
….وبعدين احنا فيها هاتي بوسه وكده اكون
سلمت عليكي……”ضحكت حنين وهي تميل
عليه بحنان فطبع علي قبلة صغيرة على
وجنتها……..
“عــلـي…”ارتعد جسد الصغير واتسعت عيناه عندما ابصر عز الدين امامه فسريعاً وقف خلف حنين
وادعى الخوف قائلاً ببراءة…….
“هي اللي طلبت ياخالو………”
كانت ملامح عز الدين تنذر بالشر…..
“هي اللي طلبت !!……..هو احنا قولنا إيه……..”
قال علي بشقاوة خفيه……
“قولنا حنون خط أحمر……..”
كبحت حنين ضحكتها أسفل يدها وهي تراقب حديثهم الجاد فكانوا يتحدوا بعض بالنظرات
القوية…….
جز عز الدين على أسنانه مردداً
بنفاذ صبر…
“طنط حنين…….. اسمها إيه طنط حنين……”
أومأ علي بأحترام وهو يردد معه وكانه تلميذ
يتم إختبار ذكاؤه…
“طنط حنون…..طنط حنون…….حلو كده…….”
برم عز الدين شفتيه متمتماً
بحنق….”طالع لابوك………فين أمك.. ”
أشار علي على غرفة الصالون….
“آية وخالد جوا………”
عقب عز الدين متعجباً……
“آية وخالد جوا………. آية وخالد !!….. انت
معداش عليك ساعة تربية…….”
ردد علي بخفوت…. “الحال من بعدو ياخالوو………”
اتسعت عينا حنين بصدمة والتي سمعت ماقاله
فهتف ذاهلة…..”علي…..”
نظر لها علي بالامبالاة…….فعقد عز الدين حاجباه واستفسر بملامح تنذر بالشر……
“قال اي ياحنين…….”
هزت حنين راسها بنفي وهي تشير لعلي
بالابتعاد من هنا…….
“ولا حاجة……. ادخل ياعلي ماما بتنادي عليك…”
القى نظرة مستفزة على خاله واتجه الى باب الصالون قائلاً…. “جايلك يايويا……..”
تقدمت حنين من عز الدين وهي مندهشة من
غيرته المبالغ بها من صغير بعمر الثامنة !!…
“جرالك اي ياعز….. هتعمل عقلك بعقل عيل صغير..
وبعدين غيران من علي….. حد يغير من علي…..”
“انا…..” رد باقتضاب وهو يسألها باهتمام…..
“فين آدم……..”
قالت حنين بهدوء وهي تصعد أول درجات
السلم…..
“فوق في اوضته بيلعب……. هطلع انادي عليه… أدخل انت عشان ميفضلوش قعدين لوحدهم…”
صعدت حنين للأعلى ودخل عز الدين غرفة الصالون
وسلم على شقيقته بحرارة وأخذها في احضانه لفترة
طويلة استفزت علي وخالد الذي لم يتحمل الوضع وقال بغيرة هوجاء……
“هي مكنتش مسفرة على فكرة…..دا انتوا كنتوا
لسه مع بعض من يومين……..”
ابتسم عز الدين ببرود وهو يخرج اخته من
احضانه برفق ثم أحاط كتفيها بذراعه قائلاً باستفزاز….
“اختي وبتوحشني…..عندك مانع……”
قالت آية بمحبة وهي تتحسس وجنة اخيها….
“وانت كمان بتوحشني ياحبيبي…..دا انا هاين
عليا اجيلك كل يوم وقعد معاك….”
عقب عز الدين عابساً……
“واي اللي منعك……. اوعي يكون هو اللي منعك…”
نظر لخالد بحدة…..
فتمتم خالد متاففاً بنفاذ صبر……
“لا إله إلا الله…….”
رد عليه عز الدين ببرود…..
“محمد رسول الله…………”
تدخلت آية بينهم قائلة بصوتها الاذاعي
الرقيق….
“ياجماعه اهدوا…..خالد مش ممانع ياعز….. انا بس شغلي ولاولاد وخدين كل وقتي ما بصدق اخد الإجازة عشان أرتاح شويه…….”
ربت عز الدين على كتف اخته بحنان……
“ربنا يقويكي ياحبيبتي…….ومنين ما تحبي تيجي
البيت مفتوح…….” ثم نظر لخالد وقال بتهديد
صريح…..
“ويبقا حد يمنعك عني…..البيت ده بيتك زي
ماهو بيتي ومفتوح ليكي في اي وقت…… ”
مالت آية على اخيها وقالت برجاء وهي تراقب
غضب زوجها و ابنها المتصاعد………
“عشان خاطري ياعز بلاش كلامك ده خالد
وعلي بيزعلوا……..”
نظر عز الدين لخالد فوجده يكبح غضبه عنه بصعوبة
وهذا ظاهر على وجهه الأحمر وعيناه الخضراء المشتعله وكان النسخة المتطابقة له…علي الذي
ينظر إليه بنفس الحنق والغيظ……..
فشعر عز الدين بالارتياح الغريب بمجرد ان استفزّه هو وابنه…..فالاب خطف منه شقيقته الجميلة
والابن يغازل زوجته امام عيناه دوماً…..
“خالوو بيهزر ياعلي……مش كده ياعز…….”قالتها
آية وهي تنظر الى اخيها برجاء……والذي رد
ببساطه قائلاً لابن أخته بحزم………
“لا مبهزرش……..بكرة نشوفوا هيعمل إيه مع
اخواته البنات………”
جز علي على اسنانه قائلاً بتحدي…..
“أول حاجة هعملها مش هخلي ابنك يلعب مع تمارا……..”
نظر خالد حوله وكان أول من لاحظ اختفئ
الصغيرة الشقية فسال ابنه….
“تمارا……… هي فين تمارا صحيح ياعلي…….”
قالت آية بهدوء….. “أكيد طلعت لادم فوق…….”
عندما عاد الجميع للجلوس حمل عز الدين تالين
وبدا يداعبها سائلا اياها برفق…..
“وانتي ياتوتي……قاعده كده ليه…..مين اللي
عورك كده…….”
عقبت آية بحزن وهي تنظر الى الكدمة الزرقاء بحسرة…… “المفتريه تمارا…….خبطتها باللعبه
اللي في اديها…… ”
بالاعلى صعدت حنين لغرفة ابنها فوجدته يجادل أحداً بداخل قائلاً بحزم وأمر مستبد كوالده….
“اسمعي الكلام ياطمطم…… هتاخدي انتي
سبايدرمان…..وانا باتمان………ماشي…”
فتحت حنين الباب قليلاً فوجدت تمارا تجلس جوار آدم على الفراش تلعب بأحد الدمى البلاستيكية والتي مجسمه على شكل أبطال خارقين…..
إبتسمت حنين وهي ترى تمارا منسجمه باللعب
مع آدم بل وأحياناً آدم يغير تعابير وجهه بشكلاً
مضحك حتى تضحك معه… فتكركر الصغيرة بقوة
وهي تقفز عليه ليقع على الفراش وهي فوقه
تجذبه من شعره الاشقر الغزير كما تفعل مع
اخيها علي…….
فتحت حنين الباب ودخلت اليهما قائلة
بمشاكسة لابنها…..
“وبعدين ياستاذ دي تاني مرة اجبها من
اوضتك……”
ضحك آدم بخجل وهو يبعد الصغيرة عنه
قائلاً ببراءة…….
“هي اللي بتطلع يامامي مش انا اللي بناديها……”
انضمت حنين اليهما على الفراش واستلقت على ظهرها في عرض السرير كما ينام آدم ثم رفعت
تمارا بين ذراعيها قائلة بغيرة الأم……
“مالك ومال ابني ياطمطم……سايبه أهلك وطلعه اوضته ليه……ها……”
ضحكت تمارا وهي تنظر الى آدم محاولة الوصول اليه حتى تلعب معه وبطبع لم يكن العب بنسبة لها
إلا ضرب واقتلاع خصلات الشعر من جذورها…
وأحياناً العض بالسنتان الصغيرتان الحادتان
حديثتا الظهور لديها…….
سألها آدم وهو يلاعب تمارا بتعابير وجهاً
مضحكه….
“هو النونه الجاي هيبقا حلو كده زيها……”
ردت حنين بابتسامة دافئة متلهفة لهذا
اليوم….
“أكيد ياحبيبي……وهتكون بنت باذن الله عيزاك تاخد بالك منها……وتحبها زي ما بتحب تمارا وتالين…”
اوما آدم بانصياع سائلاً بالهفة….
“اكيد يامامي……..هي هتيجي امتى…..”
قالت حنين وهي تنظر اليه بمحبة الأم…..
“قريب….. يلا بينا بقا عشان ننزل نقعد مع عمتو آية
وانكل خالد…….علي كمان مستنيك تحت وتالين.. ”
قفز آدم من مكانه مستعد للخروج برفقة والدته وتمارا التي تحملها أمه بين ذراعيها…..
وبعد قليل تشارك الجميع وجبة الغداء كما تشاركا الامسية العائلية الرائعة مابين الاحاديث العامة والمشاكسات الغليظة التي لا تمحو أبداً حب
العائلة وترابطها المتين……
…………………………………………………………….
يقف عند اخر درجات السلم بحلة أنيق سوداء منهدم الشكل وقد حلق لحيته فبات أكثر جاذبية مع بشرته
السمراء الرجولية وشعره المجعد الفوضوي المفلفل
بجمالا يلفت الأنظار…….
توهجت عيناه البنية المشتعله بالفطرة حينما ابصرها تهبط من على السلالم بحرص متأبطه ذراع اخيها
الأكبر كانت جميلة اليوم بشكلاً عجز عن وصفه….
قد اتقنت في انتقاء ثوب عقد قرانهما…. فكان ثوب
أبيض سادة حريري رقيق طويل يتدلى ذيله من الخلف برقة باكمام شفافه رقيقه وعند المعصم مطرزة بورود بيضاء من الدانتيل……. كان ترفع
شعرها الأسود الناعم في تسريحة انيقة وتزينه بمشابك الشعر الؤلؤية البراقة كان يتدلى لاخر ظهرها……….وقد وضعت كذلك زينة العروس
الناعمة التي زادتها عدت أعوام فوق عمرها…. لا يعرف كيف لكن هذه الالوان كانت مختلفه وجميلة
عليها لكن مختلفة……. ككل شيءٍ بها، فاليوم مختلف
وحتى ما سيحدث الآن سياخذ منحنى مختلف في علاقتهما…..فكم حلم بهذا اليوم ولم يتوقع قط ان يكن أجمل من المتوقع بمراحل……….
رفعت نور عينيها السوداوين عليه وكانا بريق الحب يشع منهم….. جعلا كرم يبتسم لها وعيناه تناديها
ان تقترب اكثر فقد تعب من الانتظار والصبر
لسنوات…..
وصلت إليه وعند آخر درج السلم سلمها اخيها إليه
حتى يذهبا على الطاولة الممتدة ليتم عقد القرآن
فالماذون ينتظر هناك…..
مسك كرم يداها الإثنين ونظر لعينيها يتأملها عن قرب وهي فعلت المثل ولكنها عقبت بتسرع كعادتها…….
“هو احنا بجد ياكرم هنكتب الكتاب…. انا حسى
ان هيغمى عليا من الفرحة……..”
ضحك كرم دون صوت واوما براسه قائلاً…..
“لا ابوس ايدك امسكي نفسك لحد مانكتب الكتاب انا ماصدقت ابوكي رضي عني ووافق….”
توهجت فرحتها في عينيها وقالت بعدم تصديق
من شدة الفرحة…….
“انا كمان مش مصدقه انه وافق……… النهاردة
أجمل يوم في عمري……”
تنهد كرم هامساً بحب وهو يتكأ على يداها
بحنان…….
“مش لوحدك انا حاسس اني بتولد من جديد…..”
سحبت نور يدها ووضعتها على جبهتها وهي تشعر
بعدما اتزان قدميها على الأرض……
“لا مش مصدقه انا دايخه… انا دايخه اوي ياكرم
اسندني….”
مسك معصمها بقوة هاتفاً باللهفة…
“نور….. انتي كويسه…….. نور………”
نظرت اليه بدهشة قائلة بعدم
تصديق ……
“هو احنا بجد هنكتب الكتاب……..”
رد كرم بتردد وقلق عليها…….
“على حسب ممكن يتأجل لو اغمى عليكي فعلاً…”
“لا ياغمى عليا إيه انا…… تمام…….انا كويسه أوي….”
اعتدلت في وقفتها سريعاً وهي تحاول التماسك
قدر المستطاع امامه وامام الجميع……..
أخرج كرم زفرة حارة وهو ينظر اليه بشوق…..
“انا اللي مش كويس والله……..”
نظرة اليه بلهفة سائلة ببراءة….
“سلامتك عندك إيه……..”
هز راسه بنفي وهو ينظر للطاولة خلفهما…..
“ولا حاجة……. يلا بينا لحسان الناس قعده مستنيانا……..”
عند الطاولة المستطيله بقلب فيلا توفيق الشامي
جلس الجميع لحضور عقد القرآن…..
قد حضر بعض اقارب العروس المقربين جداً والأصدقاء….. وكذلك حضر والدي كرم
واصدقاؤه المقربين من ضمنهم أحمد الذي لم يرد
ترك صديقه في هذا اليوم المميز وقد اصطحب
معه زوجته حبيبة التي تجلس بجواره متأنقه بثوب سهره رائع مع حجابها الرقيق….كانت جواره ملتزمه
بالصمت وعلى شفتيها ابتسامة سعيدة لأجل العرسان…….كما تمت دعوة شذى لحضور عقد
القرآن معهم……..
والتي أتت الآن متأخرة وحينما ابصرت الجميع يجلسوا عند الطاولة الكبيرة اتجهت ووقفت جوار شخصاً ما وقالت دون النظر إليه……..
“كتبوا ولا لسه………”
“لسه مستنيينك جايه متأخر يعني………”
قالها بهدوء وهو ينظر إليها فقد كانت جميلة
ومختلفه عن آخر مرة رآها فيها ترتدي ثوب سهره
من اللون الهافان الأنيق وحجاب حريري ملائم
له وزينة وجهها متقنه رائعة بسيطه مع ابتسامتها الهادئة……كانت جميلة على نحو خاص في
عيناه…..
ابتسمت شذى وهي ترفع عينيها عليه وقالت
وهي تلوي شفتيها بتهكم كعادتها معه……
“انت محددتش الوقت اللي هيكتبوا فيه قولتلي تعالي الساعة عشرة وخلاص…….”ثم نظرت الى
كرم ونور جوار بعضهما وقالت بابتهاج….
“ليقين اوي على بعض……شكلهم حلو…..”
رد هامساً وهو ينظر إليهما كذلك متابع اجراءة
كتب الكتاب بعيناه…….
“عقبالك……..”
لوت شذى شفتيها قائلة بمقت….
“بعد الشر…. انا عبيطه أتجوز…. واحد عشان اخدمه……”
ارتفع حاجباه معاً وهو ينظر اليها بتسليه….. “تخدميه !!……”
اومات براسها وقالت بهمساً له…..
“أيوا هو الراجل بيتجوز ليه…….”
اخذ نفساً عميقاً وبدا في التوضيح…. “عشان…..
لم تعطي له الفرصه بل قالت سريعاً
ببرود….
“عشان يلاقي واحده زي امه تخدمه
وتاكله وتهشتكه……..” هزت كتفيها متابعه…..
“وتقوله ياكتكوتي كوتي كوتي…. ”
رفع حاجباه اكثر من الازم وفغر شفتيه
قائلاً بصدمة….
“كوتي كوتي !!………”
اومات براسها بثقة انثويه …
“أيوا……… امال انت مفكر إيه……..”
سالها وعيناه تشع تسلية غريبة
نحوها…
“طب والست بقا بتجوز ليه……”
اجابت شذى بدهاء وبنبرة خافضة……
“عشان عندها حرمان عاطفي مفكره انها لم تتجوز هتقضيها سفر وخروجات وتجري هي وهو في الشارع تحت المطر…….ويضربوا بعض بالمخدات ولم يحبوا ياكلوا يدخلوا المطبخ يطبخوا سوا ويرش على بعض دقيق….. واخر أليوم يتفرجوا على فيلم رومانسي وهما حضنين بعض…… يعني عدم الواقعيه
هنا بيخلي الست بعد الجواز تتصدم صدمة
عمرها…. ”
هز كتفه ورد عليها ببساطه…..
“ولي تتصدم انا معنديش مشكله خالص اعمل كده مع الست اللي هتجوزها……..”
نظرة له شذى وقالت باندهاش….
“يوسف انت مصدق نفسك…….عندك استعداد تجري معايا في الشارع تحت المطر……”
رد يوسف بابتسامة هادئة….
“ممكن بالعربية عشان منبردش انا وانتي….”
رفعت حاجب شرير وازداد التحدي بينهما
فقالت….
“يسلام وعندك استعداد تطبخ…… ونرش دقيق
على بعض……..”
زم شفتيه برفض واجابها بعقلانيه….
“ولي نرش دقيق ونبوظ الدنيا حولينا…..
مانطبخ بالعقل….محبكش هزار في المطبخ
يعني…. ”
هزت شذى راسها مستنكرة الأمر…
“انت بتعرف تطبخ أصلا……”
هز راسه وقال برزانه…
“ممكن تعلميني……. انا بستوعب بسرعة……”
صمتت ولم ترد فمال عليها هامساً
بعبث….
“ومعنديش مشكله خالص اتفرج على فيلم وانا حضنك……..”
توسعت عينيها واحمر وجهها قائلة بصدمة
وخجل وارتباك في ان واحد……
“تحضني !!…. انا مالي انا….. احنا بنقول مثلاً
مثلاً……انت خدت الكلام جد ليه……”
تحداها بعيناه قائلاً…..
“بس انتي مقولتيش مثلاً…….”
هزت شذى كتفيها وقالت بارتباك….
“من غير ما اقول معروفه انه مثلاً…….”
ضحك يوسف وهز راسه بجزع …. مر ثلاثة اشهر على معرفته بها……..وقد تم التواصل بينهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد ان تعرف عليها في زفاف أحمد وحبيبة…… بدا التعارف بينهما اكثر
عبر الرسائل وتبادل الأحاديث بينهما….. حتى أصبح
يومياً يحدثها وكانه أدمن هذا التواصل البسيط بينهما
فكانت شذى شابة جميلة شقية…. مقعده أحيانا…
مرحة جداً لا يتوقف عن الضحك معها….روحها الشقية الحلوة تطغي على كل شيء حولها ليجد نفسه ببساطه ينجذب اليها ولا يتوقف عن الحديث معها والمشاكسة والتلاعب بالكلمات حتى يربكها….فهي عند الارتباك تكون اهدى وأجمل……..
وكان لأول مرة يجد نفسه مرتاح مع انثى بهذا الشكل… كان دوماً متحفظ مع الكثيرات ممن
يدخلنا حياته ويغادرنا سريعاً ومن ضمنهن
( حبيبة) لكن (شذى) يرى نفسه معها اكثر رآحه وعلى طبيعته وكانه يعرفها منذ زمن بعيد يتحدث ويمرح ويمزح ويضحك دون توقف وكانه يختبر حلاوة الحياة والسعادة لأول مرة مع أنثى
كشذى……..
تعالت الزغاريد وهبطت التهنئة على كرم ونور مع
كل من حولهما…….
عانقتها حبيبة بقوة قائلة بسعادة….
“الف مبروك يانور……..عقبال الفرح…….”
ردت نور بإبتسامة واسعة….
“الله يبارك فيكي ياحبيبة……..”
سلمت شذى كذلك على نور قائلة
بمحبة…
“الف مبروك ياقلبي……. الدريس يجنن…..”
تدخلت حبيبة وهي تلامس شعر
نور….
“هو حلو عشان هي اللي لبساه…..”
اومات شذى وهي تسحب ذراع صديقتها
قائلة…..
“صح….. قوليلي اي أخبارك مع حمادة…. مفيش حاجه جايه في السكه……”
هزت حبيبة راسها بنفي… “لا لسه……”
لكزتها شذى قائلة بخبث…..
“بكره يحصل…….. عشيلك يومين…….”
ابتسمت حبيبة وهي تسألها بهمس بعدما رأت
نور منشغله مع اصدقائها……..
“انتي اي حكايتك مع يوسف……هو انتوا لسه بتكلموا…….”
اومات شذى بإختصار قائلة……
“ايوا يعني عادي بنتكلم صحاب….مفيش حاجه بينا…..”
ضحكت حبيبة فجأه بقوة لدرجة انها وضعت يدها على فمها تخفي ضحكتها….فعقدة شذى حاجبيها
سريعاً متسائلة بتعجب…..
“بتضحكي على اي ياحبيبة……. انا قولت نكته….”
هزت حبيبة رأسها وحاولت السيطرة على
نفسها قائلة……..
“لا مقولتيش نكته…..انا بس افتكرت حاجة ضحكتيني…….بس انتي متأكده انكم صحاب…. ”
هزت شذى كتفيها بفتور….. “ايو عادي……”
قالت حبيبة بشرود وعيناها تتألق بلمعة
الحب…….
“انا كمان كنت بقول كده…….بس لما بقيت بنام
في حضنه كل يوم اتاكدت ان احنا عمرنا ما كنا صحاب…….”
ثم نظرة ناحية يوسف فوجدته يتحدث
مع أحمد وحينما اتت عينا يوسف عليها سريعاً تركها وصوب اهتمامه كله نحو شذى فشعرت حبيبة بالارتياح وهي تترك صديقتها وتتجه الى زوجها
الذي أستقبلها بذراع ممتدة طوق خصرها النحيل
به وعندما أصبحت بالقرب منه………مالى عليها هامساً بملل يشع شوق حار للانفراد بها
قليلاً….
“تحبي نمشي……..ولا السهرة مطوله…. ”
ردت حبيبة بصوتٍ رقيق…..
“لا انا شايفه اننا نمشي….هي السهرة طويله بنسبة للعرسان….. احنا عندنا شغل بدري يابشمهندس… ”
ثم نظرة حبيبة نحو نور وكرم الذي بدا في تهنئة
زوجته أخيراً طابع قبلة على جبهتها ثم اخذها بين
احضانه وضمها بقوة وهو يدور بها وسط الصيحات والتصفيق الحار المشجع من الاصدقاء والاحبه….
………………………………………………………………
كيف لها ان تصدق ان بعد كل هذه السنوات ومراحل الحب التي مرت بها معه……أصبح زوجها……..كرم
أصبح زوجها……
رفعت نور عينيها السوداء المشعه بسعادة إليه….
فوجدته ينظر إليها نظرة غريبة……قاتمة تجتاح
مشاعر عديدة لا تفقها منها شيء لكن الوصف
الدقيق بنسبة لها…..انه جائع ويراها وجبة
جيدة ودسمه ستوفي بالغرض…..
“ليه البص دي ياكرم…….”
سألته بتردد فنظر كرم من حولهما فقد سمح والديها لهم بالجلوس في غرفة الصالون قليلاً…….
نهض كرم من مكانه وأقترب منها على الاريكة…
بلعت نور ريقها بتوجس وسالته بارتباك……
“انت كويس ياكرم……..”
هز كرم راسه سريعاً بنفي……فكانت أسرع منه
بالقرب فقد مدت يدها بحنان تلامس وجنته
هامسه ببراءة….
“مالك انت دايخ انت كمان…………الفرحة بدوخ….انا كمان حسى نفسي دماغي بتلف…..من الفرحه…انا مبسوطه أوي ياكرم……..مبسوطه… ”
مسك يدها الموضوعه على وجنته وقربها من
شفتيه وطبع قبلة طويله بطيئة عليها قائلاً
باشتياق……
“وانا كمان يانوري….مش مصدق انك بقيتي مراتي……..فرحان اوي ياحبيبتي….. ”
خفق قلبها بجنون وسألته
باللهفة….
“بتحبني ياكرم………”
مد يده ولامس وجنتها الناعمة مؤكداً
بقلب مدله بحبها….. “بعشقك ياقلب كرم……..”
اغمضت عينيها بضعف وهي تشعر بانفاسه الساخنة الممزوجة برائحته المميزة تقترب منها تلفح
صفحة وجهها بقوة بلعت ريقها بتوتر حينما
وجدته يلامس مؤخرة عنقها بيده الخشنة ثم
شعرت بشفتيه الدافئه تلامس بشرتها الناعمة
قد طبع قبلة رقيقه على وجنتها تليها قبلة أشد احتياج وقوة والثلاثة أشد لهفة وعاطفه
والرابعة قد ضربت بثلاث قبل عرض الحائط
فقد كانت الرابعة في ثغرها الناعم وقد التحم
بشفتيها اللينه بقوة جعلته يفقد ثوابه وهو
يضمها بين ذراعيه أكثر شاعر بجسدها الغض
الناعم يلين معه كم يريد مستجيب مرحب بها
اكثر مما ظن……
دلل شفتيها بالقبلات الحارة التي فشل في عدها…..
يداه تسير على جسدها بحرية وكانه يكتشفها لأول
مرة بشكلاً آخر غير المعتاد عليه……….
سمع كرم صوت ياتي من خارج غرفة الصالون
فضرب جرس الانذار داخله وابتعد عنها بصعوبة ناظراً عند الباب فلم يجد أحد تنهد بارتياح وهو
ينظر إليها…..
ليجدها عينيها متوسعه بعدم تصديق وجهها أحمر من شدة الخجل والصدمة مما حدث اما شفتيها فكانت منتفخة وحمراء اثار هجومه عليها…..
وحول فمها ملطخ بالحمرة…..شعرها مشعث قليلاً
من يداه العابثه……..حتى ثوبها الأبيض لم يسلم من يداه وكان شكله غير طبيعي بالمرة يبدو انهُ حاول
اختراقه ولم ينجح !!………
أخرج كرم المنديل من جيبه ونهض من مكانه وتلك المرة جثى على ركبتيه أرضا أمامها……ثم بدأ في المسح حول شفتيها قائلاً باعتذار حاني……
“انا آسف يانور…..انا مكانش قصدي اخوفك يعني……بس مقدرتش……انا….”
توقف عن الحديث عندما وجدها تلقي نفسها في احضانه بصمت مبهم…….اشعره بالقلق وشعر
بقلبه يقع أرضا لذا ضمها اكثر وهو يسألها
بتوتر………
“انتي كويسه…..خوفتي مني صح…..انا مكنتش اقصد……انا اسف مش هتكرر تاني…..نور… انتي كويسه……. ”
همست نور بضياع في احضانه التي تجربها
لأول مرة معه……
“كرم اوعدني انك هتبوسني كده لما نتجوز…….”
“ياشيخه خضتيني……….”اخرجها من احضانه سريعاً ناظراً اليها لبرهة بذهول ثم لم يلبث إلا واتسعت
ابتسامته تدريجياً لها عندما تأمل خجلها وترددها
بعد هذا التصريح المتسرع منها ….فمد يده
ولامس وجنتها الناعم ثم شفتيها المنتفخه
قليلاً وقال بعدها بعبث……..
“نتجوز بس وليكي عليا أبوسك كده كل دقيقه…….لحد ماتزهقي مني…. ”
هزت راسها بنفي…… “مستحيل ازهق منك……..”
ضحك كرم قائلاً بعيون تشع
عشقاً….
“تعرفي اي أكتر حاجة بحبها فيكي……”
سالته بصوتٍ متلهف…… “اي ياكرم……..”
رد ضاحكا بسخرية…. “انك هبلة ياروح كرم……..”
فتحت نور فمها بصدمة وحزن فوجدته سريعاً يمسكها من مؤخرة عنقها وجذبها اليه بهمجية
لذيذة مغلق شفتيها الشهية بفمه العابث بقبلة
أشد واكثر حرارة من كل ماسبق……..
…………………………………………………………….
فتح الباب بالمفتاح ودلف الى داخل الشقة فوجد المكان هادئ ونور خافت فقط ياتي من غرفة الجلوس الخاصه بهم……..
دخل بخطوات هادئه متأمل أرجاء الغرفة فوجد شاشة التلفاز منيرة عتمة الغرفة تذيع فيلم
كرتوني
وجد ابنته نائمه على الركنه تريح راسها على ساق أمها….. ام زوجته فقد غفت وهي جالسة من شدة التعب والم الحمل التي ازدادت اوجاعه عليها في شهرها الأخير……….
شعر بمن يحتك في ساقه وصوت مواءها الصغير ياتي من اسفل قدمه يشد انتباه…….. نظر ابراهيم
لها بصمت فنظرت إليه القطة ببراءة تشع لطف
وألفه نحوه….
فانحنى قليلاً يداعب رأسها الصغير..ثم مد كف
يده لها فوضعت كفها في يده مردده السلام كم
علمها !………فابتسم إبراهيم لها معقباً…..
“اشمعنا انتي اللي قعده مستنياني……منمتيش
زيهم ليه……..”
“إبراهيم…….”
حركت سمر رأسها بتعب وهي تهمس دون فتح عينيها فقد استيقظت على صوته ورائحته
الرجوليه المميزة………..
استقام واقفاً واقترب منها……جالساً جوارها وهو يقول بعتاب……..
“اي ياشبح نمت وسبتني………دا انا لسه قافل
معاكي مبقليش نص ساعة………”
ردت مبتسمة بحب…….
“النوم غلبني…….”ثم نظرت لابنتها النائمه على ساقها………”دي مكه كمان نامت……”
نظرة إليه وقالت بتنهيدة
تعب…….
“هدخلها اوضتها وقوم اسخنلك الاكل……..”
نظر ابراهيم لبطنها المنتفخه بسبب الحمل
فقال بحنان…….
“خليكي مكانك……انا هدخلها…….وهسخن
وناكل سوا……….”
حاولت سمر النهوض قائلة….
“بلاش تتعب نفسك انا كويسه…….”
رد عليها برفق وهو يحمل مكه على
كتفه……
“فين التعب دا الاكل على التسخين…..خليكي مكانك…….شويه وجاي…….”خرج من الغرفة
متجه لغرفة الاطفال لوضع الصغيرة على
الفراش….
شعرت سمر بركلات صغيرة في بطنها من
الجانبين فهمست متالمة وهي تضع يدها
على بطنها المنتفخه…….
“بطلوا فرك ياولاد إبراهيم….. ااه ياولاد ال….. ”
اوقفها إبراهيم سريعاً قائلاً بتحذير زائف….
“ياولاد الايه…….امسك لسانك ياشبح لحسان
تزعل مني…………”
قالت متذمرة بتعب…….
“ولادك مفتريين……..دول بيلعبوا مصارعه جوا….”
رد إبراهيم بمزاح……
“ومالوا سبيوهم يلعبوا سوا…. انتي عايزه تكتفيهم….”
رفعت سمر حاجبها مزمجرة بغيظ…..
“اكتفهم…….. لا عندك حق….. أولع انا من الوجع عادي…..”
أفصح إبراهيم بتملق…….
“مش عادي خالص دا بالالوان…..هو احنا لينا بركه
غيرك يام مكه…….”مد يده وتحسس ساقها من أعلى قماش البنطال……. ابعدت سمر يده وقالت بدلال….
“الكلام ده مش هياكل معايا……. سكت العيال
دي…….”
انعقد حاجبي إبراهيم وهو يضحك بدهشة…قائلاً
“اسكتهم…..ليكي عليا لما ينزلوا هعلقهم على باب
الشقه على اللي عملوا فيكي …….”
“هات ايدك كده………”قالتها سمر وهي تضع يده على
بطنها فشعر إبراهيم بركلة قوية من الجهة اليمنى تليها ركلة ثانية من قدم أخرى من الجهة اليسرى تضرب كفه……
“العيال بيلعبوا كراتيه جوا……”عقب بها إبراهيم وهو يرفع حاجباه ضاحكاً ضحكة مختلفة ضحكة تشع أبوه وشوق للتوم الصغير…….
شاركته سمر الضحكة وهي تهز راسها
باستياء….
“طالعين مفتريين لابوهم…….”
“بذمتك ياسمر انا مفتري…. دا انا طيب اوي…..”
مالى عليها وطبع قبلة حارة سطحية على شفتيها…..
فابتسمت سمر وهي تتعلق بعنقه معقبة
بعتاب….
“طيب خالص بصراحة…. بذات لما بتقلب…بتبقا….”
قاطعها إبراهيم مبرراً نوبة غضبه…..
“اديكي قولتي لما بقلب…. مين بقا اللي بيخليني اقلب….. مش انتي……”
قالت بدلال وهي تحاول اقناعه مرة
أخرى….
“انا اخص عليك…. فيها اي يعني لما انزل الشغل كده…….”
ابعد ذراعيها عنه قائلاً بخشونة وحزم…..
“فيها انك عايزاني اقفلك الكوافير بتاعك ده بالضبه والمفتاح………”
تاففت بانزعاج….. “هو لوي دراع يابن راضي………”
“حاجة زي كده……… وقفلي على سيرة الشغل دي
وركزي في اللي انتي فيه مش شايفه بطنك….”
خرج من الغرفة متجه للمطبخ……
برمت سمر شفتيها وهي تنظر لبطنها المنتفخه
بشكلاً مبالغ فيه بسبب حملها في توأم وتعب الناتج
عنه طول فترة حملها المضنية…..لم يكن حملها بمكه بهذه الصعوبة بل كانت أخف في الحركة…..وتعب
أقل بكثير من ما تشعر به الآن……
بعد قليل وضع امامها صنية العشاء وبدات تاكل معه بصمت وهو كذلك…….
فقرر فتح موضوع معها وهو يمد يده لها قطعة
من الدجاج……..
“صحيح خالك هيكتب الكتاب امته……..”
ردت وهي تمضغ الطعام ببطء….
“أجل كل حاجة لحد ما اقوم بسلامه…….”
“يعني اتفقوا سوا………”
اومات سمر براسها بصلف……
“اتفقوا طبعاً…….هما دول اللي هينفعوا مع بعض…انا ليه نظرة برضو في الحاجات دي……..”
نظر إبراهيم اليها بتسليه قائلاً بمناكفه……
“جدعه عقبال متدوريلي على عروسة حلوه كده….”
رفعت حاجبها بخطر قائلة….
“عايز تجوز تاني يابن راضي……..”
كبح ابتسامة لعوبه وهو يراوغها بخبث……
“وفيها اي ياشبح……اتجوز تاني وتالت ورابع….هو مش الشرع محلل اربعه برضو………..”
قالت سمر بتشنج هائل…..
“انا بالاربعه……..وبلاش تستفزني يابراهيم…….”
ابتسم بعبث قائلاً بمرواغه…..
“الله هو الحق بيزعل…….يابنتي دا حلال شرعاً…”
همست اسمه بصعوبة وقد احمر وجهها
فجأه… “ابراهيم…….”
ابتسم وهو يصرح بعيون تشع عشقاً……
“خلاص بهزر مانتي عارفه إنك عندي بستات
الدنيا كلها…….”
قالت مجدداً بصعوبة……. “ابراهيم……..”
تلاشت ابتسامته وهو يقول بقلة
صبر…..
“ماقولنا خلاص ياسمر بهزر………”
نادته مجدداً بعيون تترقرق بهم الدموع….
“ابراهيم……”
نفذ صبره فترك المعلقة بغضب ناظراً اليها
بضيق…
“جرالك إيه انتي علقتي بهزر متمسكيش
في الكلام……….”
“ابراهيم اااااااااه………”صرخت تلك المرة وهي تضع يدها على بطنها……
انتفض إبراهيم واقفاً واقترب منها
بقلق….
“في إيه………. في إيه مالك…….”
صاحت سمر وهي تبكي من شدة الألم……
“انا بولد………. انا بولد ااااه الحقني……..”
تشتت فجأه وهو يسالها بضياع…..
“دلوقتي……طب……..طب اعمل إيه……….”
بلعت ريقها بصعوبة وهي تخبره بتعب……
“ناديلي امي وأمك……ونزل دور العربية…..اااه
مش قادرة………”
منعها من الحركة قائلاً بتعجل….
“خليكي مكانك……انا هنزل انديهم……”
تاوهت بعتب وهي تدفن وجهها في ذراع
الاريكة…..
“بسرعة الله يخليك….. مش قادره…….”
هبط سريعاً على السلالم ووقف امام شقة والدته طرق على باب بقوة…..ففتحت امه الباب وعندما
ابصرته شاحب الوجه ظاهر عليه التوتر والقلق
سالته برهبه……
“في اي يابراهيم مالك………”
اخبرها بصوتٍ مبحوح…….
“سمر بتولد ياما……..اطلعي ليها ساعديها على
مانزل أعرف لامها……….”
ربتت نوال على كتفه قائلة برفق…..
“روق واهدى…….شكل الطلق لسه في أوله…….”
انعقد حاجبيه بحيرة…..
“يعني إيه…..مش هنروح المستشفى….. دي
تعبانه أوي………”
قالت امه بهدوء……
“هنروح طبعا بس براحه…… لحد مالطلق يشتغل….”
هز راسه بنفي والخوف عليها ينهش في
قلبه ويفتك احشاؤه…..فاخبر أمه قبل ان
يرحل……..
“انا مليش دعوة بالكلام ده…. انا هروح بيها المستشفى وهناك هما اللي يحددو هتولد
دلوقتي ولا بعدين…..انا مش هسبها كده…انا
هروح اعرف أمها….. اطلعي ليها ياحاجه
متسبهاش عشان خاطري …. ”
اومات امه براسها بتفهم قائلة بمحبة……
“من غير ماتقول ياحبيبي دي بنتي……..على مهلك انت بس وطمن هتقوم بسلامه ان شاءلله……….”
بعد ان رحل سمعت نوال صراخ سمر من الأعلى فرفعت يداها تدعي بقلق…….
“قومها بالسلامه يارب هي واللي في بطنها…..
واجعلها ساعة سهله عليها…….”
سحبت سريعاً وشاحها ومفاتيح الشقة وصعدت للأعلى…ففتحت لها سمر الباب وهي تنحني بتعب واضعه يدها على ظهرها شاعره بانقباضات أسفل بطنها تاتي بسيطه أحياناً و تزداد حدة مع مرور الوقت………..قالت سمر بتعب…….
“مش قادره ياماما………. انا بموت……..”
سندتها نوال ودخلت بها الى غرفة النوم قائلة
برفق………
“وحدي الله ياحبيبتي ومتقوليش كده…. وبعدين انتي أول مرة تولدي ياسمر مانتي عارفه ان ساعة ولادتك مش دلوقتي…… لسه الطلق في أوله…..”
اتكات سمر على شفتيها بتعب وهي تكبح صراخها وقد أحمر وجهها وأصبح بلون الدماء…..وقالت بصعوبة……..
“عارفه….عارفه بس مش قادره……انا تعبانه
اوي….. ااااه……”
تحسست نوال ظهرها بحنان قائلة…..
“اهدي ياحبيبتي تعالي بس اغيرلك هدومك دي وطلعي شنطة الولاده اللي هناخدها معانا……
حضرتيها صح………”
هزت سمر راسها بقوة والوجع يتصاعد بشكلاً
لا يحتمل…….
“كل حاجة موجوده في الدولاب عندك…….بس انا
مش قادره اعمل حاجه هتيلي اي حاجة احطها عليا انا مش قادره اتحرك……..حسى اني مشلوله…. ”
شعرت نوال بتوتر والخوف عليها….فقالت بنبرة حانية……….
“بعد الشر عليكي…..خلاص هدورلك على اي عباية تحطيها عليكي اهدي واصبري بس وادعي…. ادعي ربنا يجعلها ساعة سهله عليكي…….”
دخلت في تلك الاوقات والدتها والتي اخذتها في احضانها بفزع قائلة……..
“اي ياحبيبتي………تعبانه اوي…..متاكده
انه طلق الولاده…….. ”
اومات سمر براسها وهي تلقي نفسها في احضان
أمها باكية من شدة الألم……فربتت زينب على
كتفها قائلة بخوف شديد…..
“بس بس خير ان شاء الله…..اهدي ومتخفيش…. ابراهيم تحت بالعربية….يلا عشان ننزله…..”ساعدتها والدتها في ارتدى العباءة……وحملت حماتها الحقيبة
الخاصة بالولادة………..
ثم فتحت امها الباب وهي تسندها فوجدت ابراهيم أمامهم عند الباب عندما ابصر زوجته….اخذها في احضانه قائلاً……..
“لسه تعبانه اوي……”
اومات سمر براسها وهي تتكأ على شفتها السفلى بقوة تكبح صراخها…………فهمس برفق وهو
يمسح وجهها من قطرات العرق………
“العربية تحت والمستشفى قريبه مش بعيدة…..انا لسه مكلم الدكتورة وهي في المستشفى مستنيانا…
يلا ياحبيبتي…….”
ارتفع جسدها عن الأرض لتجد نفسها محمله على ذراعيه القوية فاغمضت عينيها بتعب وهي تشعر
به يهبط درجات السلم وهي في احضانه……..
وهمس ابراهيم لها وهي بين ذراعيه………
“استحملي واجمدي عشان خاطري ياسمر….انا
ومكه ملناش في الدنيا غيرك…….”
ضرب جرس الإنذار في اذان سمر فقالت بلهفة الأم….. “مكه……..مكه في شقه لوحدها يابراهيم……”
رد عليها بهدوء حاني…..
“رحمه زمنها جايه…..خمس دقايق وهتبقا عندها…
متخفيش المهم انتي……..”
همست بشفاة جافة……
“انا هبقا كويسه……..هبقا كويسه ياحبيبي……”
اغمضت عينيها وهو تشعر بالانقباضات تزداد
قوة……والوجع فوق تحمل اي بشر……
بعد مدة وفي المشفى….صوت صراخها كان يملئ غرفة العمليات كانت تتألم وتحاول دفع الأجنه للخارج….شاعره وكأن سكينًا حادة قد تم إدخالها
في عنق رحمها……..تزداد الانقباضات تدريجياً
بحدة أشبه بموجات تأتي وتنحسر…..وتتصبب
معها عرقاً من شدة التعب والارهاق وكأنها
تمارس رياضة حادة لا يتحملها الجسد لكنه
يقاوم ويحاول حتى ينجوا الصغار وهي معهم…..
من خارج غرفة العمليات كان يقف على غير هدى
شاعر بانه يقف على جمار ملتهبة……قلبه يخفق
بهلع وقلق…..والوجع يداهم امعائه من شدة الخوف
والتوتر…….يود الدخول إليها وضمها لاحضانه
حتى يرتاح ويزول البأس عنهما……
كانت والدته وامها جالساً خلفه على أحد المقاعد ينتظرا بصمت وقلوبهن تدعي بلا توقف…..
ضرب ابراهيم على الحائط بقبضته عدت مرات وهو يسمع صراخها يتصاعد بقوة ونداها بأسمه يمزق قلبه………..
حتى زال البأس تدريجياً بعد سماع أول صوت للصغير تليه صوت صغير آخر فبات صوت بكاء لاثنين يصرخان بشدة وقد اختفى صوتها هي…
فوقع قلبه وهو يتسمر مكانه كتمثال بلا روح حتى فتح الباب وخرجت الممرضة تحمل طفلاً والدكتورة تحمل الآخر……….
اتجهت والدته وامها وحملاه عنهما بفرح اما هو فسال عنها بلهفة وقلق……
“سمر…..سمر كويسه يادكتورة……طمنيني…..”
ردت الطبيبة مبتسمة……
“زي الفل…… و هتتنقل اوضة تانيه حالاً…….”
همست زينب بحمد…….
“الحمدلله……الف مبروك يابني يتربوا في عزكم….”
قالت نوال بحنان…..
“الف مبروك ياحبيبي حمدلله على سلامتها…..”
ابتسمت الطبيبة قائلة……
“الف مبروك يابراهيم ولدين زي القمر……حلوين زي مامتهم……….”
رد إبراهيم بتحفز……
“الله يبارك فيكي ……..تعبناكي معانا…….”
ردت الطبيبة بابتسامة جميلة…..
“تعب إيه دا شغلي….وبعدين فين مكه…. وحشتني الشقيه……هي فين صحيح……”كانت تبحث بعيناها عن الصغيرة الشقية التي نزلت الدنيا على يداها
سابقاً….
ردت نوال ضاحكة…….
“اهي في البيت نايمه ولا على بالها حاجة……”
ضحكت الطبيبة وقالت قبل ان تغادر…..
“حبيبتي….خليها تنام براحتها….بكرة الحلوين دول يصحوها من احلاها نومه…….”
بعد قليل قد تم نقل سمر في غرفة أخرى وظل إبراهيم جوارها حتى استيقظت من النوم بعد ان عاشت خمس ساعات عصيبه لا تعرف كيف انتهى الأمر…….. لكن رحمة الله فوق كل شيء……
عندما بدات ترمش بعينيها عدت مرات شعرت به يتحسس جبهتها برفق……هامساً جوار اذنها
بحب…..
“حمدالله على سلامتك ياحبيبتي….. خضتني عليكي…..”
ابتسمت وهي تفتح عينيها بتعب
سائلة……
“التوأم بخير يابراهيم……..”
رد وهو يمسك يدها ويقبلها….
“بخير الحمدلله اطمني……. المهم انتي…….”
“انا كويسه ياحبيبي……الحمدلله…….”ثم تلونت نظرتها وابتسامتها بالفرح وسالته بصوتٍ عذب
حلو كحلاوة حبهما لبعضهما……..
“ناوي تسميهم إيه………”
حاول ترك الأمر لها قائلاً برفق……
“انتي نفسك تسميهم إيه…..انا سميت مكه
المرة اللي فاتت….”
قطبت حاجبيها وعبس وجهها قائلة
بغيرة….
“وهتسمي دول كمان…….اشمعنا مكه يعني……”
سألها مبتسماً وهو يفكر بعمق….
“يعني مفيش اسامي في دماغك…….”
اجابته بهدوء……
“مفيش في دماغي غير اسم واحد بس…….”
“قوليه……”نظر لها منتظراً……
فقالت مقترحة…..
“يعني ممكن مروان………… اي رأيك…….”
استحسن الأسم وهو يردده مضيفاً…….
“حلو نسمي مروان وياسين……..يبقى مروان ابراهيم راضي……..وياسين ابراهيم راضي……..اي رايك اسامي متلحنه….. “غمز لها بشقاوة…….
فضحكت سمر…….وحينها اشرق وجه إبراهيم
بالحياة
فمالى عليها وطبع قبلة على راسها ثم وجنتيها الاثنين ثم الأخيرة كانت على شفتيها الحلوة……
قائلاً بعدها بنبرة شغوفه……
“وحشتني ضحكتك وصوتك……. كنت هموت من القلق عليكي…….”ثم اخرج تنهيدة ثقيلة مضيفاً….
“تعبت قلبي معاك ياشبح……”
ظهر التأثر العاطفي على وجهها فقالت
بعاطفة جياشة…….
“سلامت قلبك ياحبيبي…….. ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبداً…..انا بحبك اوي ياهيما……”
طبع قبلة شغوفه على شفتيها مجدداً
قائلاً بتوله ….
“وانا بموت فيكي ياسمر……دا انتي النص
الحلو يابت…….”سحبها لاحضانه….فابتسمت
بسعادة وراحة وهي ترتاح على صدره النابض
بحبها…………. تحيا بين يداه كوردة تترعرع
وتتفتح في جذور أرضها…..وهو أرضها وحياتها
هوايتها وكل عالمها هو (ابراهيم راضي) الحب
الأول والابدي ، ومدام في صدرها نفساً يتردد
سيظل هو الحياة وما بعدها…..
……………………………………………………………..
(كانت حلقة خاصة من 🦋غمرة عشقك….)
اتمنى تكون عجبتكم هستنا رايكم وحقيقي

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غمرة عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى