روايات

رواية غرورها جن جنوني الفصل الثامن 8 بقلم ابتسام محمود

رواية غرورها جن جنوني الفصل الثامن 8 بقلم ابتسام محمود

رواية غرورها جن جنوني البارت الثامن

رواية غرورها جن جنوني الجزء الثامن

رواية غرورها جن جنوني
رواية غرورها جن جنوني

رواية غرورها جن جنوني الحلقة الثامنة

كان “مستقبل” يضغط على ضروسه بقوة تظهر على فكه من الخارج، تقدم في منتصفهم يقول بهدوء عكس ثورته الداخلية:
– صلوا على النبي يا جدعان احنا في الشارع.
ثم نظر لأخيه بتوعد على ما قاله لخطيبته، قائلًا بتهكم:
– بتكلم البنات ليه كده؟
– بنات! هما فين البنات دول؟
أجاب “وجود” باستهزاء على منظرهم، فـ”كارما” ترتدي حجابًا يغطي شعرها بالكامل و”تيشيرت” واسعًا وبنطالًا قطنيًّا وحذاء رياضيًّا، أما “زينة” ترتدي مثلها زيًّا رياضيًّا لكن بدون حجاب، فترفع شعرها للأعلى مثل ذيل الحصان. فرد عليه أخوه وهو يصطك على أسنانه فقد اعتراه الغضب، ولا يريد أن يرفع صوته على أخيه أمامهن، فردد من بين أسنانه:
– اهدى يا شق كده وروق بالك، ولو ليك حق عندها أنا بنفسي هجيبهولك، فريح أعصابك وخد خطيبتك وادخل البيت.
كانت نظراته ثاقبة حادة مثل الصقر، هز رأسه لليمين ولليسار وهو يرفع حاجبه، وأخذ خطيبته ودلفا معًا للداخل وهي تضع رأسها على كتفه تبكي بحرقة؛ كالتي رأت كابوسًا في منامها.
وقفت الفتاتان وقد أصابهما الذهول والدهشة، كيف أقنعته أنها هي المجني عليها وليست الجاني، فهتفت “كارما” بصوت مرتفع حاد:
– لا اسم الله على الأنثى اللي معاك، اللي كل وشها أحمر أخضر أصفر، زي إشارة المرور، جرب كده طس في وشها شوية ميه وهتشوف جعفر في كامل جعفريته قدامك.
– ممكن خلاص يا كارما.
قالها “مستقبل” وهو يمسك ذراعها يديرها نحوه حتى تكف عن الثرثرة، فتخفض صوتها احترامًا له وتتفوه بهدوء لكن داخلها غيظ:
– شوف البت اللي كانت بتبهدلنا اتحولت زي التعبان، روحى يا بعيدة إن شاء الله تعبان الأناكوندا يلف على رقبتك يفصلها عن جسمك.
لم يرد على كلام “كارما”؛ بل أزداد قلقه على “زينة” التي تقف متحجرة، عبراتها تنحدر من مقلتيها بقوة شلال بدون أن يخرج لها صوت أو نفس، وصدرها يعلو ويهبط بسرعة تجعلها غير قادرة على أخذ أنفاسها، لطم وجنتها بيده بخفة قائلًا:
– زينة أنتي كويسة؟
شعر بانخفاض حرارة جسدها الذي أصبح كالثلج وقد بدأ يهزها حتى تجيب عليه، وقعت على الأرض مغشيًا عليها، صرخت “كارما” باسمها فانحنى يرفعها من على الأرض بين يديه ودخل بها إلى بيتها، ولكن لم يجد أحدًا موجودًا إلا جدتها، فنهضت بذعر عندما وجدتها بهذا الوضع وأمسكت بيدها ناظرة لهما حتى يقص عليها أحدهم ما حدث وجعلها كالعصفورة المصوب عليها طلقة، عندما وضعها على الأريكة أمسك بيد جدتها وطمأنها بقوله:
– ما تقلقيش يا آنه هي بس تعبت من الشمس، ثواني وهتكون كويسة.
لم تصدقه، قلبها ينهشه الخوف والقلق عليها فهي أقرب شخص لها؛ لأنها أتت بعد عذاب، غير أن صحتها ضعيفة وأقل شيء يتعبها ويسبب إرهاقها.
فأجلستها “كارما” بهدوء وقالت:
– والله يا آنه زينة كويسة، مستقبل هيفوقها وتطمنك بنفسها.
فكان هو يحاول إفاقتها بكل الطرق، حتى سعلت بقوة وهي تطلق زفيرًا، ثم أخذت أنفاسها التي ما زالت تصعب عليها دخل الهواء إلى رئتيها، قامت جدتها تحاوطها بين يدها التي انكمشت مع مرور الزمن وتربت عليها بحنان، شهقات “زينة” بدأت تظهر، كان داخلها فيضان نهر قضى على كل شيء داخلها.
مال “مستقبل” على أذنها يحدثها حتى تريح قلب جدتها بقول:
– اهدي علشان آنه بتعيط وهي أصلًا تعبانة، والزعل وحش عليها.
رفعت رأسها من على صدر جدتها بخفة تمسح دموعها، وأردفت:
– آنه أنا كويسة بليز بطلي عياط.
– طب احكيلي وريحي قلبي.
– أبدًا الشمس بره مولعة، والهانم كانت فاكرة نفسها طرزان وتقدر تتحداها.
قالها “مستقبل” بمزاح حتى يغير الحديث، لكنه يقصد أن يوجه رسالة معينة لـ”زينة”، فأكملت “كارما” قائلة:
– وأنا أقولها يا بنتي تعالي نبعد عن الشمس ونطلع لما القمر هو اللي يجيلك بنفسه ويتمنى ترمي عليه نظرة، لكن لا حياة لمن تنادي مصممة إنها تقدر على حرارة الشمس ومش بس كده، دي عايزة تشوف ألوان الطيف.
ابتسمت لهما “زينة” فاهمة قصدهما، ودخلت حضن جدتها تقول:
– كنت بفتكر الشمس بتنور ليا مخصوص، طلعت هي بتطلع علشان تحرقني وتجرحني بسخونيتها، وتنور طريق ناس تانية بنورها الساطع، وتفتكري يا كاري إن ممكن حد يسيب الشمس ويروح لقمر صغير بيستمد نوره من الشمس.
تحمحم “مستقبل” فجعلتهم يصمتون تمامًا عن كلامهما السخيف، فهي في هذا القول عندها حق؛ من يترك رجلًا في هيبة وشخصية أخيه وينظر لشاب صغير يقلد من حوله حتى يتعلم، كيف يصبح رجلًا ويلفت نظرها؟ فقالت “كارما”:
– طيب تعالي نطلع أوضتك علشان ترتاحي.
نهضت معها، وقف “مستقبل” مستأذنًا جدتهما بالانصراف، أذنت له بالانصراف وجلست تشاهد التلفاز وحدها بقلب منفطر.
★★★★★
على الجانب الآخر منذ قليل، جلست “كاميليا” تجهش في البكاء، وتقول بحزن مصطنع:
– أنا كنت رايحة أجيب هدية ليك من البيت وارجع، كنت عايزة أعمل ليك سربرايز، لقيت دول بيزعقوا ليا وزينة ضربتني بالقلم على وشي، وكارما كانت هتكسر دراعي زي ما شوفتهم، البنات دول أهانوني وبهدلوني جامد يا وجود.
– أنا ليا تصرف تاني مع البنتين دول.
قالها بضيق وهو يعطيها ظهره، فكانت هي ترسم ابتسامة نصر على ثغرها، وحين التفت إليها تحولت ملامحها لحزن وغضب.
– يا فتاح يا عليم، والله اللي بيحصل دا كتير، هي مالها المحن دي؟!
هكذا قالتها “توتا” التي قذفت بحقيبتها التي كانت تحملها على ظهرها، ثم استلقت بجسدها بجانب أخيها ورفعت رأسها نحو أذنه تبلغه بصوت منخفض حديثها، فرد عليها بحدة:
– مش ناقصاكي يا توتا.
– مالك شايط وعمال تهب في أي حد يقف قصادك.
قالها “مستقبل”، حين رأى “توتا” ترفع يدها باستسلام حتى يهدأ فحالته تبدو على ما لا يرام، فهو كان عازم على عتاب ولوم أخيه بشدة، لكن تماسك أعصابه عندما وجد خطيبته ما زالت جالسة.
كاد أن يتفوه “وجود” بغضب يظهر في عينه، لكن توأمه قاطعه بحدة وعصبية يفوقه، قائلًا:
– كلامنا بعدين يا أخويا، ولا أنت كمان نسيت اللي اتريبنا عليه.
تذكر كلام أبيه عندما كانوا أطفالًا يتشاجران في المنتزه، قال لهما:
– مصارين البطن بتتخانق، ومش عيب الإخوات تتخانق.. العيب إنكم تفرجوا حد غريب عليكم ويشمت فيكم ويعرف حاجة عنكم، هيقولها واحد فيكم زلت لسان للتاني، وساعتها هيعرف يوقع ما بينكم بسهولة، وعمركم ما هتعرفوا ترجعوا إخوات اللي مهما يحصل بينهم بينسوا؛ لأن الضربة بتوجع في وقتها وبس، وكلامكم اتقال وراح مع الهوا، ومفيش ودن سمعت اللي بينكم علشان يتمسك عليكم، ويفضل كل فترة يقول فاكر لما أخوك هانك وقالك كذا.
التزم الصمت “وجود”، وعاد من شروده على يد أخيه يقول:
– يالا الأكل جاهز يا شق عمري.
فكان مقصده يأكلا الطعام أحسن من أن يأكلا بعضهما.
– وماما كمان وصلت بالسلامة.
قالتها “توتا” حتى تجذب انتباه “كاميليا” التي تركز على حديث أخويها بشدة، دخلت “نايا” بابتسامة مشرقة تنير وجهها، تحضنهم ثلاثتهم بحب وحنان، ثم توجهت “لكاميليا” التي يرتسم على وجهها الحقد والغيظ صافحتها بابتسامة مجاملة، قائلة:
– يلا يا شباب أنا من الصبح في الشغل وما دخلش بطني لقمة.
اقتربوا منها ثلاثتهم بسعادة، وكل واحد منهم يدخل فمها شيئًا من الطعام الذي يفترش على السفرة، فقالت “كاميليا” وهي ترجع شعرها للخلف:
– والله يا أنط حضرتك تاعبة نفسك في شغل ولا ليه أي لزوم تتعبي فيه نفسك.
نظرت نحوها بتركيز، ثم ابتسمت وهي تسألها:
– بناء على إيه حددتي أن شغلي ملهوش لزوم؟
– لو حسبتيها هتلاقي نفسك بتقبضي ملاليم بالنسبة لمصاريفك الشهرية.

كانت تقف جانبها “توتا” وخلفها “مستقبل” وبجورها على اليسار “وجود”، أشارت لهم أن يجلسوا وقالت بهدوء وهي تنظر لـ”كاميليا”:
– أولًا أنا الحمد لله مش بصرف كتير، لأن المبذرين إخوان الشياطين، ثانيًا شغلي مكسبي المعنوي فيه أفضل من المادي، ثالثًا والأهم عمري ما في يوم اشتكيت ولا تعبت منه، بعتبره هو ملجأي بعد مهيمن وعيالي، عودي نفسك دايمًا شغلك ليه دعم قوي في حياتك، وما يتحسبش بالفلوس علشان فعلًا لو وصلتي للمرحلة دي، هتحسي نفسك ملكتي الدنيا بما فيها، وهتبدعي وتنجزي فيه، وأنتي ما شاء الله شغلك كله برمجة واختراع برامج جديدة، فياريت تركزي فيه من غير ما تفكري في المكسب.
– آها أنا دلوقتي عرفت وجود ورث دماغه الناشفة دي من مين.
مسكت يد ابنها وألقت عليه قبلة وتقول بتفاخر:
– والله فرحتيني إن ابني يبقى وارث مني حاجة.
– تصدقي يا أنط يتعرض عليه مبلغ كبير قصاد إنه يتنازل عن برنامج لسه عامله لشركة غير الشركة اللي اتفق معاها الأول ويرفض.
كان سيتحدث بعصبية، فضغطت أمه على يده وقالت بتباهٍ وشموخ:
– لأن أنا ربيت راجل يعرف يقدر كلمته لو السيف على رقبته.
– مش معقول يا أنط نفس الكلام اللي قاله ليا الصبح، دا غير جو الأمانة والعهد اللي بينه وبينهم.
– ما أنتي واحدة عديمة الضمير، ولا تعرفي يعني إيه أمانة.
قالها “مستقبل” وهو ينهض بداخله، لأنه لم يتحمل الجلوس مع فتاة لا تعرف في حياتها غير المظاهر والمال، فأمسكت “نايا” يده مسرعة بحنان وترجٍ:
– حبيبي كمل أكلك.
– شبعت.
قالها من بين أسنانه بغيظ، ثم تركهم ورحل إلى غرفته، فأردف “وجود” بنبرة حادة:
– على ما أظن اتناقشت معاكي الصبح في الموضوع واتقفل.
– لا مفكرة ماما هتقدر تغير رأيك وتزغلل عينك، بعد إذنكم شبعت أنا كمان.
قالتها “توتا” وهي تستعد على النهوض، حتى لا تفقد صوابها أكثر مع هذه البلهاء، تضايقت “نايا” من أسلوبها وعلى فقدان شهية أبنائها، فعلى الرغم من ذلك ابتسمت بتصنع مرددة:
– كلي يا “كاميليا” وبلاش تفتحي في مواضيع آخرها حيطة سد.
صمت ثلاثتهم وأكملوا طعامهم بدون فتح أي نقاش جديد.
★★★★★
فكانت “زينة” جالسة على مقعدها تحضن نفسها، و”كارما” تترجاها حتى تشرب ماء لتبل ريقها، فكان الحزن والأسى تملكا من وجهها الصغير، والمرارة في حلقها، غير قادرة على فتح فيْها، فتذكرها ما بدر منه يجعلها تشعر أنها تحمل فوق رأسها جبلًا من الهموم والأحزان.
– يا حبيبتي اهدي زمان خالتو وعمو شادي على وصول.
– ليه بيعمل فيا كده؟ كل دا عشانها! هو دايمًا كان قريب مني وبيحبني لدرجة كان بيقولي قطتي الصغيرة، من ساعة ما خطب حتى الكلمة دي حرمني منها، ليه وجع قلبي للدرجة دي، أنا بكرهه بكرهه بكرهه.
قالت آخر كلمة بانهيار؛ فقلبها بعدما كان ينبض أصبح يضرب دقات كالطلقات النارية، مع كل دقة تجعلها من الألم تضع يدها بقوة عليه حتى تخف من عقابه لها على من أدخلته إليها بدون حسن الاختيار، رأسها أصبحت كمصنع كبير والكل يعمل داخلها باجتهاد، فتصيبها بالصداع الهالك، أصبح كل شيء داخلها مجرد حطام مركب صغير داخل محيط لا يوجد له أي قطع غيار حتى يخرج بها إلى بر الأمان، فحطامها تتبعثر في أرجاء المحيط بلا جدوى، هل في يوم سوف تقدر أن تنجو حتى بأقل جزء منها، أم ستظل هكذا ضعيفة لا تحاول العوم بمفردها وستستسلم للغرق.
دخلت “كاميليا” إلى فيلاتها، ثم صعد “وجود” إلى غرفته، وجد “مستقبل” يذهب في الغرفة ذهابًا وإيابًا كساعة البندول والضيق يعتلي وجهه بوضوح، فقال “وجود” بحدة:
– كويس إنك موجود في أوضتي؛ لأن كنت هروحلك، بص علشان ينتهى الحوار دا يا تجيب حق كاميليا يا أنا بنفسي أروح أبهدلهم.
وضع يده على وجهه يمسحه بقوة، ثم أبلغه وهو يضع يده على خصره واليد الثانية يلوح بها أمام عينه:
– شكلك نسيت إن كارما خطيبتي وتهمني أكتر ما تهمك خطيبتك؛ كارما هي النفس ليا، مش دبلة في صباعي اليمين وخلاص، لو مش باقي عليك كنت اتخانقت وزعقت زي ما عملت أنت بالظبط في الشارع، لكن أنا هشتريك أنت عن أي شخص للنهاية، خطيبتك كذابة وعشان تتأكد اسمع مني اللي حصل…
يقاطعه بحدة ويقول بصوت عنيف:
– مش عايز اسمع؛ لأن أنا شوفت بعيني وسمعت بودني، مش ودَني زيك ورحت رميت ودني لشوية حريم.
قاطع “مستقبل” عن الحديث صوت رنين هاتفه بنغمة “كارما” التي خصصها لها، فرد على الفور ووصله صوت “كارما” المستنجدة به قبل أن يتفوه:
– الحقني يا مستقبل زينة أغمى عليها تاني، وبتنزف من مناخيرها.
– دقيقة وهكون عندك.
رد عليها “مستقبل” بقلق، وبعد أن أغلق هاتفه نظر لأخيه قائلًا:
– تمام يا أخويا صدقها وصدق نفسك وبلاش تعرف إيه سبب رد الفعل اللي وصل كارما لكده. أنا خلصت كلامي، هروح أشوف البت الغلبانة اللي روحها بتطلع بالبطيء.
قبل أن يضع قدمه على أعتاب الغرفة، أمسك وجود ذراعه بقلق وحيرة:
– هي زينة مالها؟
حرر يده من قبضة يده، ورفع يده للسماء يقول:
– ادعي ربك ياخدها؛ لأنها بنت حساسة وعندها مشاعر واللي زيها حرام يعيش في دنيتنا.
أنهى كلامه وانصرف مهرولًا، جلس “وجود” على مقعده يرجع رأسه للخلف، ويضع يده عليها بإعياء، قلبه ينتفض من مكانه، لا يعلم سبب هذا الشعور، فهل هو يتعاطف معها برغم ما فعلته في خطيبته؟ انتفض وكل ما يدور داخل رأسه من جمل وعبارات تزيد في انفجار رأسه.
★★★★★
قبل أن يصل فيلاتها، وجدها يحملها أبيها وعلى وجهه الخوف على ابنته الوحيدة، وكانت “فريدة” عندما رأتها في هذه الحالة فقدت الكلام والمشي ووقعت على الأرض تصرخ، عندما اقترب “مستقبل” أخبره شادي بنبره بها خوف وقلق:
– ادخل هَدي فريدة، وبعد كده هاتها ورايا المستشفى.
أومأ له برأسه، وكان قليل الحيلة غير قادر على التفكير أو التركيز، فمنظر “زينة” وهي تقطر الدماء من أنفها، يجعل أي أحد يصاب بالإغماء، لم يتحرك إلا بعدما وضع “شادي” يده على كتفه، وأدخل ابنته داخل العربة، قائلًا:
– مستقبل اتحرك.
ركض حتى لا يصيبه بالشلل المؤقت مرة ثانية، حين وجد الجميع في انهيار حاد؛ جاهد في مسك يد “فريدة” التي تضرب بها نفسها بدون وعي، أخذها داخل حضنه ممسدًا على شعرها بهدوء وظل يقرأ لها بعض الآيات القرآنيه التي يحفظها، حتى سكنت وتركت جسمها المتشنج يأخذ راحته في الاسترخاء، فأمسك يدها وأجلسها على المقعد وقال:
– زينة صدقيني كويسة، وهي متعودة على الإغماء بسبب ضعف مناعتها وقلة الحديد عندها، فاهدي وادعي ليها ربنا يقومها بالسلامة زي كل مرة.
– بنتي غير كل مرة، دا مش إغماء أنيميا ولا ضعف مناعة، بنتي حاصلها انهيار عصبي خلى جواها إعصار دمرها، أنا اعرف بنتي كويس.
كانت “كارما” واقفة تبكي بقهر وحزن على حال خالتها وبنت خالتها، قام “مستقبل” من على ركبته مقتربًا منها ممسكًا يدها يكلمها بعيدًا عنهن:
– ممكن العيون اللي دبلت دي تبطل عياط، وتعالي هدِّي آنه اللي بتصبركم وهي عايزة اللي يصبرها.
نظرت بعينين دامعتين وهمست بحروف مرتبكة:
أنا خايفة أووي على زينة، دي كانت منهارة وبتقولي حاسة بمرارة في حلقي، الدم بيغلي جوه جسمي، لحد ما دم نزل منها وأغمى عليها.
ذعر أصابه فجأة وجحظت عيناه حين سمع ما تفوهت به، وضع يده على فمها:
– هشششششش، بلاش تقولي الكلام دا لطنط فريدة.
★*******★

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرورها جن جنوني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى