روايات

رواية على ذمة عاشق الفصل العاشر 10 بقلم ياسمينا أحمد

رواية على ذمة عاشق الفصل العاشر 10 بقلم ياسمينا أحمد

رواية على ذمة عاشق الجزء العاشر

رواية على ذمة عاشق البارت العاشر

رواية على ذمة عاشق الحلقة العاشرة

مضي يومان وحنين تختبئ بغرفتها لا تعرف لما تشعر أنه يراقبها عطره الآخاذ يعلق بأنفها طوال الليل وفي الصباح يختفي تجد اشياء جميلة يهديها إليها معلقا إياها على باب غرفتها
أما هو يقضى المساء بجوار فراشها يتأملها بشغف ويحكي إليها معانته مع والده وخطيبته وكل ما مر به كانت بالنسبة له شاطئ مريح يجبره على نبذ ما فى قلبه من ألم ليعود هادئ مطمئنا شاكرا وفى الصباح ينام طويلا حتى لا يزعجها
*********************************
فتحت فرحة عيناها ببطء وثقل …شيئ غريب بداخلها ..خوف أم طمئنينة لا تدرى …قاومت رغبتها فى النوم وحركت رأسها لتستفيق..وتذكر اخر ما حدث لها
كان سقوط من مكان مرتفع…نهضت من مكانها برعب ..
دارت بمقلتيها فى المكان…ثم تذكرت ما حدث نفضت الغطاء عن جسدها لتفحصه إن كان به أذى كانت سليمة ولا يوجد بها خدش سوى انها ترتدى قميص أسود عارى الأكتاف
لطمت وجهها بعنف …وراحت تبحث عن ملابسها فى الارجاء
وهتفت بنبرة مذعوره..:
– يامصبتك السودة يا فرحة يا فضحتك يا فرحة…
لم تجد سوى غطاء رأسها طرحته على اكتافها وخرجت من الغرفة بتوجس
لم تصدر صوتا وتعمدت الهدوء فى خطواتها وتسللت للخارج سمعت صوت قادم من المطبخ تحركت نحوه بحذر .
ظهر لها ذلك المجهول الذى انفذها أمس موليا لها ظهره منشغلا بالطبخ وضعت يدها على صدرها وتنهدت بإرتياح
هتف زين دون ان يلتفت نحوها :
– كل دا نوم انا افتكرتك موتى …
أمالت رأسها فى تعجب لتتأكد من أنه يحادثها فإنه لم يلتفت لها وهى لم تصدر صوتا كيف عرف أنها خلفه على بعد مترات ؟
صاح..بصوت عالى من بين ضجيج البوتاجاز…………وامال رأسة للوراء
_ جعانه ؟
تسائلت هى بضيق :
– انا فين ؟
دار زين بجسده كاملا وعقد ذراعيه امام صدره..وقال بجديه :
– سيناء
تشنجت قسماتها وهى تهتف :
– نعم !…ازاى وامتة ؟
حرك كتفيه غير مباليا :
– مش كنتى عايزة تهربى !
هدرت بضيق ولا وعلا وجهها علامات الحيرة :
– اهرب مش اسافر إزاى أصلا جيت هنا وإزاى عشت بعد ما وقعنا من ع الجبل ؟…
كان يستمع اليها بإهتمام ….وينتظر المذيد من الاسئلة
عاودت النظر إلى هيئتها وازدات صدمتها وتشنج وجهها كانت قد تناست امر ملابسها لما وقع على مسامعها للتو :
– مين اللى لبسنى كدا
دار بجسدة كاملا نحو البتوجاز ليدير المقبض ويطفأه واجابها بلا مبالاة
– انا !
لم تستوعب كلامه ولم تصدقه او لم تشأ تصديقه :
– انت ..ازاى .؟!
علا وجه بشبح ابتسامه وهو يقطع ما بيده :
– زى ما انتى شايفه
تصاعد الغضب بداخلها وزمجرت بغضب وهى تهرول نحوه
– يا سافل …يا قليل الادب ..ياحيوان
وهجمت عليه بكلتا يديها وراحت تلكمه فى ظهره بغل
أكمل هو ما بيده غير مهتم واسترسل ما يفعل..ببرود متناهى ….
زاد غضبها من عدم تأثره فمسكت المعالق الخشب واستدارت تبحث عن شيئا أكثر غلظة لتفرغ من شحنة غضبها وبمجرد ما استدارت التف هو اليها وباغتها بحركة سريعه وجذبها نحوه من خلفها وقيد حركتها وهمس ماكرا :
– انتى طلعتى شرسه جداا …..واقترب أكثر من أذنيها بشفاه وهمس .وانتى نايمه احلى .
– جحظت عنيها من تجرؤه وبسرعه أمالت رأسها نحو يده وقطمتها بغل
صاح هو متألم
– اااااااه……يابنت العضاضه
ازاح يده عنها وامسك يده بتألم …فإبتعدت عنه …وغطت كتفها العارى بإحكام
حرك يدة متألما
– ااااخ…انتى طلعتى مش سهله ..
– روحنى ..هتفت بها بحده
– فى تعجب ..اروحك فين ؟
– عايزة امشى ..من هنا ..رجعنى مكان ما جبتنى
خرج زين من المطبخ بخطوات هادئه وجلس الى احدى الكراسي ووضعه ساق على ساق وهتف بتفاخر
– انتى مش قولتيلى هربنى ودينى اى حته ..وما ترجعنيش ليهم تانى واللى انتى عايزاه اتنفذ اهو عايزة ايه تانى ؟
تالمت وتذكرت مشكلتها الاساسية فى فوضى ما حدث
جلست على إحدى الكراسي باستسلام وحزن…
– ما انا ما قولتلكش جبنى من الصعيد لسيناء
هتف هو بضيق وهو ينظر اليها بطرف عينه
– انتى حكايتك ايه بالظبط ؟!
لم تجبة وسكتت عن عمد
ضيق عينيه الحادتين وهدر
– ما تردى
حركت رأسها بتعب ….
– انا مش عايزة اتكلم فى حاجه دلوقت
اعتدل فى جلسته بخفة وبحدة شديدةجعلتها تنتفض
– مفيش حاجه أسمها مش عايزه اتكلم دلوقت اللى اقوله يتسمع واياكى تكذبى فى حرف أنا جبتك معايا هنا لانك اتشافتى معايا وعشان اضمن انك عايشة ورفع اصبعه محذرا….وحسك عينك اى حاجه شوفتيها ينطق بيها لسانك هيكون اخر يوم فى عمرك واللى أقوله يتنفذ بالحرف دلوقتى انطقى اسمك ايه بالكامل
كانت تنظر إليه برهبة شديدة إذا من يقف امامها ليس بشخص عادى إنه ذئب شرس ورجل قتل محترف
تعلثمت فى البدايه …ولكن لا مفر ستجيب فهي من وضعت نفسها فى ذلك المأذق..
– اااااااااسمى فرحه فتح الله القناوى .
عاد لوضعه وجلس على الكرسى بحريه
– منين ؟
– من الوراق..واصلنا من الصعيد
رفع ساقيه على الطاولة وضع احداهما على الاخرى ..
– مين اللى كانوا بيضربوكى على الطريق دول ؟
حركت ررأسها بتوتر : …
– قولتلك .دول ولاد عمى .وبينهم واحد المفروض خطيبى
زين حرك رأسه بحيرة ..
– ولما هما ولاد عمك وخطيبك ايه خلاكى تسبيهم وتركبى مع واحد ما تعرفيهوش العربيه.. .
ارتبكت فرحه اكثر وراحت تزيح خصلات شعرها المتهدله خلف اذنيها بتوتر..
– عشان ما كنتش عايزة اتجوز
زين تفحصها بجرأه إشقعر لها بدنها وضغط على الكلمات وهو ينطقها
– وما كنتيش عايزة تتجوزى ليه ؟
أجابت بضيق
– عشان محدش خد رأيى ..كانت جوازه غصب
– تفحصها هو بعنايه ثم اخرج هاتفه الخاص بهدوء ..وضغط أرقامه سريعا ..وانتظر الاجابة بوجه يصعب تفسيره وتحدث بنبرة امره
– ايوة يا عمار عايزك تسألى عن واحدة اسمها فرحة
فتح الله القناوى ساكنه فى الوراق عايز تاريخ حياتها من اول ما اتولدت لحد دلوقت واغلق الخط ..
وهب واقفا من مكانه ..والتقط قميصه المسجى على الاريكة بإهمال ..ورفعه اليه ليرتديهوتحدث بجفاف :
– عندك اكل فى التلاجه ،والبيت امان ،خدى راحتك لحد ما أتاكد من اللى قولتيه ولو طلع كذب ودينى
ما هيطلع عليكى صبح ،اغلق آخر زر فى قميصه وهتف محذرا ؛
– وما انصحكيش تخرجى
كانت تستمع اليه بخوف ولكن لاخيار لها انها علقت مع مجرم فرغ فاه وهى تهذى :
– ااايه،انا هفضل هنا
عدل هو من ياقته وهدف وهو غير مهتم
– انتى مش عايزة ترجعى وانا كمان مش هسمحلك ترجعى بعد اللى شوفتيه
لم تسمع سوى صوت الباب الذى انغلق بقوة ..باب سجنها الجديد
هتفت هى برعب وهى تلطم وجنتيها:
– يا وقعتك السودة يا فرحة،يا مصبتك السودة،ياغبائك يا فرحه ،انا اللى جبته لنفسى
**************************
فى الصعيد
كانت زينات ترقد بلا حراك فى الفراش ..اذ آتى إليها الطبيب
التف حوالها نساء العائلة بين مشفق وشامت دون الطبيب على الروشة
بينما هتفت هنية وهى تضع طرف حجابها على فمها :
_ مالها يا دكتور
لم يحد نظرة عنما يكتب واجاب وهو يقطب جبينه :
_ هى تحت ضغط عصبى ونفسى ،ترتاح بس وما حدش يضغط عليها وهى هتبقا كويسه ،
ناولها اخيرا الروشته وهتف بإبتسامة مزيفه الف سلامه
_التقطت منه الروشته وهى تحدثه :
_متشكرين يا دكتور
************************
وفى غرفة اخرى
احتد الحوار واصبح الصوت عاليا
اذ تحدث وهدان بلهجة معاتبة الى اخية
– هنعمل ايه فى العار اللى لحقنا دا يا فتح الله
خبط كفيه ببعض بضيق :
– أعملكم ايه ،البت وطفشت .
لوح وهدان بيده وهو يقول :
– خلاص نبلغ الحكومه
اعتدل امين وصاح بغضب
– كنك اتجنيت ونتفضح
– احنا نقلب عليها مصر كلتها (كلها) واما تاجى لاهى بتك ولا ليك عليها كلمة احنا هنربوها
هدر فتح الله منفعلا :
– اعملوا اللى تعملوه
كان عزام صامت تماما طوال كل هذة المشاحنات وبداخلة نيران وانتقام ووعيد لتلك العروس الهاربة التى وضعت تحت قدمها شرف عائلة كاملة دون مبالاة
و التى أتت مع امه من سنوات لتفتنه وهو شابا صغيرا وتتركه على لوعته فهو لم ينساها طوال السنوات الماضيه تعلق بها من وقتها إلى الآن وكان يراها فى احلامه دوما كنجم يتدلل وعندما سنحت الفرصة له اغتنمها بلا تفكير اثناءعرض عمه الأكبر على أبناء عمومتها الزوج من إبنة عمهم المهاجر بناء على رغبته هتف هو على الفور بأنه مستعد للزواج منها وحسن تأديبها لأنها آتيه من بيئة مختلفة،كانت قاب قوسين او ادني من قبضته وفجأ ةاختفت داخل سيارة ذلك الغريب واحتمت به عوضا عنه
كان وعيدها منه لا تستوعبه ولن تعلم به فقد كانت طفلة صغيرة حينما أتت مع أمها من سنوات لتحضر عزاء خالتها امينة ولم تدرك اى مشاعر ولم تلاحظ حتى ذلك المتيم بها
***********************************************************************
فى سيناء
قد ملت من الهدوء المميت فى المكان وكل ما يشغل بالها الأن هو أين اختفت ملابسها ،تحركت فى الشقة وحاولت استكشاف المكان بحثت جيدا وفتشت في كل الأرجاء ولم تجد شيئا اخير دخلت المطبخ وسال لعابها نحو الرائحة الذكية التى تأتى من الطعام الذى أعده زين ترددت كثيرا قبل أن تمد يدها إليه ولكن فى النهاية استجابت الي نداء معدتها وتناولت من ذلك المقلاه حساء عجيب ولكنه راق لها فبدأت بالتهامه بتلذذ
فى الساحل
لم تبدل حنين إسدالها لمدة ثلاة ايام اليوم قررت أن تغسله على يديها وأن ترتدي أى شئ حتى الصباح فقد اطمئنت من ناحيته انه لم يعد يزعجها كالسابق وترك لها مساحة خاصة ،ولم تكن تدرى انه يأتى اليها سرا ويجلس الي جوارها لمنتصف الليل
غسلت اسدالها و ملئت الباينو بالمياة الباردة واستعتد لتنعم بالراحة ،،،
دار ما مضي من حياتها نصب عينيها اغمضت عينيها وهربت منها دمعة شاردة لم تجد مخرجا من تلك الحفرة التى زج بها زوج خالتها بلا شفقه ومن قبل أبيها واه من جرح أبيها العميق ويل من الما ستعانيه مجددا ،،ااالاف الاهات مزقت قلبها سوف تجعلها تقاوم بشدة من استمال قلبها نحوه فما عانته من قبل ليس بالامر السهل .
انهت حمامها وجففت جسدها بالفوطه جيدا وبحثت فى خزانتها عن شئ مناسب لذوقها
لترتديه فلم تجد سوى هوت شورت من خامة الجينز وبدى
ارتدتهم بضجر وهى تهتف بتذمر :
– هو فاكرنى ايه ؟ ايه الزبالة دى استغفر الله العظيم مش عارفة الحاجات دى بيدفعوا فيها فلوس ازاى
مشطت شعرها اخيرا واندثرت تحت غطاؤها الرقيق واستسلمت نومها العميق
****************************””*”********
كان اياد يراقب غرفتها من الجنينه الخاصة كان منتظر بفارغ الصبر ان تطفئ النور كي
يستمتع الى جوارها ، انتظر قليلا كي يضمن غرقها فى النوم ،ثم ابتسم بسعادة وهو يلاحق عقارب ساعته بعينيه دقت الثانية عشر واتجه الى الداخل بخطوات سريعه لقد اشتاق اليها حقا ،صعد الدرج قفزا ووقف بجوار غرفتها برهة لينظم انفاسه نقر بخفة نقرات متتاليه وتنصت جيدا ليتأكد من خلودها الى النوم ،لكنه سمع صوتا هامسا اوجسه اقترب اكثر من الباب ليسمع بوضوح ولكن لم يفهم شيئا طرق الباب مرة اخري بصوت اعلى ولكن لم يجد استجابه دب القلق الى اوصاله
وفتح الباب بلا تردد
كانت حنين فى زويه الغرفه اقترب اكثر منها ولكن كانت تبدو فى سبات عميق ولكن كان وجهها متشنج ودموعها تسيل بغزاره يبدو عليها القهر
شعر اياد بالضيق لرؤيتها فى تلك الحالة
نادها بصوت متحشرج وقلق :
– حنين
– لم تجبه بل ازددات تشنجنا وراحت تصرخ
– حرام عليك عملت فيا كدا ليه
ازدادقلق اياد عليها وتمزق قلبة لرؤيتها فى مثل هذة الحالة الصعبه اقترب منها بسرعه ،بدء يهزها بقوة كي تفيق ولكن كانت مستسلمة لذلك الكابوس الذى يزورها منذ الطفولة كلما وجاهت شيئا مقلقا ،، اقترب منها اكثر وجلس الى جوارها بطرف السرير ورفع جسدها بين ذرعيه احتضنها هو بقوة وراح يناديها فى اذنها :
_حنين ، فوقى ، فوقى حنين سمعانى
اخيرا استجابت حنين وشهقت كالغريق
– هااااااا
معه ردت اليه روحه التى كانت على وشك الخروج
– مسح هو برقة بالغه على شعرها ليهدها وهتف فى يتسائل:
– مالك يا حنين …
– ابتعدت عنه ومالت بجسدها اللى امام واسندت رأسها الى كفيها بتعب وتلاحقت انفاسها
نادها مكررا
– مالك يا حنين
– هتفت بألم :
– مجرد كابوس
تشنجت قسماته اذا شعر انها تخفى عنه الكثير وهتف بضيق:
– كدابه ، فى حاجة اكبر من انه كابوس
– فتحت عينها ولم تجيب آثرت الصمت ودفنت جرحها الغائر داخلها
– بيتهيألك
– اشاح وجه بعيدا وزفر فى ضيق وعاود النظر اليها هاتفا بحدة
– لا كدابه ..وما بيتهيأليش ..وانتى عارفه …ان الكدب حرام وبتكدبى وكمان على جوزك …دا اكبر حرام …قسما بالله لو ما قولتى انتى حرة يا حنين
رفعت وجها نحوه اجابت بعند :
– ما يخصكش وما يهمكش تعرف ،انا هنا عشان اقضى يومينى وامشى ،ودا اللى يهمك .
نهض اياد من جوارها واتجه نحو الباب وشعرت حنين انها لاتعنى له شيئا الان ولامت نفسها على شعورها تجاه ولو بقدر بسيط ،توقف اياد عند الباب واغلقه عليهما بقوة وسحب الكرسي وهتف ببرود:
– وادى قاعدة .،ويا تقوالى الحقيقه يا حنين ،يا نفذ اتفاقنا فورا مش بتقولى انى جايبك نقضى يومين انا سيبك بمزاجى يا حنين ،افهمى دى كويس انتى دلوقتى مراتى قدام الدنيا كلها مش هعرف اثبتلك انك مراتى جوة بيتى ،فإنجزى وخلصى وقوليلى احسنلك .
نزلت دموعها من فرط ضعفها وشعرت بمرارة الأيام التى ترعرعت عليه منذ نعومة اظافرها فى فمها ، وقالت بصوت حزين
– عايز تعرف ايه .؟..
بإصرار:
– كل حاجه ليه فرحه قالتلى انك مش عايزة تتجوزى حد غنى ،وليه زعلتى لما عرفتى انى اياد الاسيوطى ؟وليه بتجلك كوبيس بالهستريا دى؟واهلك فين امك ابوكى ؟ليه عايشه مع خالتك؟
سكتت قليلا لتستوعب كل الاجابات التى سوف تؤلمها الان
وتجسد امامها ماضيها كانه نصب عينيها واعتدل اياد وضيق عينية بإهتمام اذا بدأ عليها اثاره قبل ان تحكيه
– امى متوفيه ، والسبب مقهورة ،والدى كان عين اعيان الصعيد راجل واصل وكلمته مسموعه ،وامى كانت بسيطه وعلى قد حالها شافها والدى اعجب بيها وتقالها بالدهب زى ما بيقوله ،اهلها كانو فرحانين ،لانها هتجوز عبد الرحيم بيه ، عاشت وياه فى قصرة خدام وعز ودهب وكل اللي تطلبه تلاقيه لحد ماجيت انا ،وشوفت كل اللى حوالينا بيعملوا امى على انها بنك متحرك ،سواء اهلها او غيرهم متجاهلين سعادتها ..امى كانت بتحب ابويا بس ابويا كان كل يوم مع واحدة شكل وبيرجع نص ليل ،كانت امى بتموت من جواها ومع ذلك عايشه تدى تدى كل اللى حواليها انا واهلها وكل محتاج ،فى يوم من الايام جه ابويا ومش اى جيه دا جاى معاه واحدة
وتجسدت الصورة نصب عينيها كامله
دخل عبد الرحيم محتضنا امراة غريبه تهمس له فى اذنه وتقهقه عاليا ،تعجبت امينه مما راته ونزلت الدرج فى سرعه وهى تتسائل:
– مين دى يا حاج
اجاب هو وهو يربت على كتف المدعوه بسعادة
– دى مراتى يا وليه
– ضربت امينه على صدرها وصرخت
– يا مصبتى ..اتجوزت عليا يا حاج
– الله انتى هتعالى صوتك يا وليه ولا ايه ..انكتمى وروحى حضريلى الحمام
ريت على صدرها بكفيها وهتشدق قائله:
– يامصبتى يا مصبتى وهونت عليك ،حرام عليك يا شيخ
جحظت عينيه الاخر وهو يصدح بصرامه :
– حرمت عليكى عشتك ياوليه ،انتى هتولولى فى وشى يا بوز الفقر ،
سمعت ضحكه مجلجلة من المدعوه التى تقف بين احضانه
– هيهيهيهيهيهيهبهي..ما خلاص يا عبدوا بقا يلا احنا وهى سبها تنصدم براحتها
استجاب سريعا وهتف بنعومه غير معهوده:
– عندك حق..
ثم اشهر اصباعه فى وجه امينه محذرا
– خلى بالك ياوليه انتى ..الست دى سنيورة الدار ما تعملش ايتوها حاجه الخدامين يشلوها شيل من ع الارض
هتفت تلك الئيمه بدلال ماجن :
– لا ياعبدوا انا عايزة دى اللى تخدمنى ..واشارت بطرف بنانها نحو امينه
لم يعترض عبد الرحيم واجابه بالقبول وهو يمسح بأطراف اصابعه اسفل ذقنها:
– ومالوو كلامك اوامر يا جمر
عندها بكت امينه بقلب يتمزق لقد احبته من كل قلبها وصبرت عليه طوال الايام الخاليه لكى يهتدى ويعود الى منزله ويحنوا على ابنته عشقته تللك الساذجه واستسلمت له ولم تدرى الى اى منحدر سيلقى بها
كانت حنين تتابع المشهد من بين أخشاب السلم العالى وهى تبكى ايضا على بكاء امها
هتفت امينه لتطفئ نيران قلبها وتعزيه بكلمات لعلها تهدئه او تعيده الى رشده :
– _منك لله يا شيخ روح فنيت شبابى عليك ..حسبى الله ونعم الوكيل فيك ..
عند اذن رفع عبد المجيد يده عاليا فى الهواء وهوى بقوة على وجنتيها فهوت الى الارض برزت عيناه بشر :
– انتى بتحسبنى عليا يا سو والله لاربيكى .
– نزلت حنين الدرج في سرعه لتحمى امها بيديها الضعيفه المرتعشه ….لكنه لم يتوقف وازداد عنفا
وراح يلكمها فى اجزاء متفرقه من جسدها وهو يهدر بإنفعال:
– شباب مين اللى فانيته ما كلو كان بحسابه ..ليكى ولاهلك .ياعالم عررر
رفعت امينه وجهها نحوه وهى تنزف وتبكى
– والله لاشتكيك لخالك يا عب رحيم
كانت تعلم انه ليس له سلطان تعلم مدى سلطته ونفوذة ولكن كانت محاولة بائسة لردع ذلك الوحش الكاسر عنها
ركلها بقدمه بكل غل
– بجوالك ايه ،انا اتخنقت منيكى ومن راطك الفاضى ،روحى وانتى طالق بالتلاته …
كانت الكلمة كانها كطلق الرصاص حقا نطق حروفها فزع حقيقى فزع من مستقبل فزع من المجهول انتابتها الصدمة وتوقفت عن البكاء تماما
هتفت بسخرية من معه
– هههههههههههه ..مبروك ياختى ..الفرحه بقت فرحتين
دس عبد الرحيم يده الى جيب جلبابه واخرج اوراق مالية كثيرة وقذفها بإهمال بوجهها وهدر بحدة وانفعال:
– خدى دول وبتك وماشى من اهنه،مدتك خلصت ..
فارقى
لم تتحرك امينه من فرطت صدمتها والامها وظلت تهتز بصورة فجائية ،لم يبالى بألمها او بحالتها السيئة سحبها من ذراعها وهو يسحلها الى خارج المنزل بعنف بالغ
امسكت حنين فى جلبابه وهى تهتف بدموع ورجاء:
– اااباه ..اباااه ..حرام عليك يا ابوى .حرام عليك يا .ابوى .حرام عليك يا ابوى ..
لم يشعر بها والدها ولم يسمعها وزجها الى خارج البوابه هنا وقفت حنين بوجه ليهتم او ليسمعها تبكى
– اباه حرام عليك امي
هدر وجه غاضب
– حرمت عليكى عشتك غورى معها
ودفعها الى امها التى كانت مسجية على الارض بلا حراك
واغلق الباب بوجههما وتركهم فى الخارج يقاسون صدمة مؤلمه
توقف قلب امينة فى تلك اللحظة اثر ارتفاع مفاجئ فى ضغط الدم
وظلت حنين تهتف ببكاء مرير :
_امَــه ،امَـــه
وظلت تحركها بعنف حتى ادركت انها وافتها المنيه
*************************************
فى مكان مظلم منعزل
وقف زين مع شخص مجهول …
زفر زين بارتياح :
– هاااا
هتف الاخر مؤكدا :
– فعلا هربانه واهلها قالبين الدنيا عليه ومن الواضح انهم هيقتلوها
زم شفتيه
– اممم …طيب
رفع ذلك المجهول يده نحوه متسائلا
_ايه الأتي طيب ، هتعمل ايه في المصيبه دي ؟
حرك زين رأسه بضيق:
– تؤ،هعمل ايه ، قوالي انت ؟
حك رأسه الاخر وهتف متحيرا :
– مش عارف
حرك يده بلا مبالاة :
– خلاص خليها ،اهى قاعدة لحد ما نخلص
باغته ياسين بغضب
– البت دى شافت كتير ،اقتلها واخلص منها كدا كدا اهلها هيقتلوها لو شافوها .
حدق زين للفراغ،واضلمت عينيه وهو يهتف :
– ما هى هتموت ، بس مش دلوقت
……………………………………………………………………………………!!!!

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على ذمة عاشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى