روايات

رواية على ذمة عاشق الفصل الثلاثون 30 بقلم ياسمينا أحمد

رواية على ذمة عاشق الفصل الثلاثون 30 بقلم ياسمينا أحمد

رواية على ذمة عاشق الجزء الثلاثون

رواية على ذمة عاشق البارت الثلاثون

رواية على ذمة عاشق الحلقة الثلاثون

فى ايطاليا ،،،،
خرجت فرحة الي مع زين الى شوارع ايطاليا ، كان بصرة زائغا بينها وبين الشارع يعرف تماما كم هي مجروحة وكم من الصعب
عليها تلاقي هذة الصدمة ولكنه حتمي ان يبتعد عنه على الاقل فى هذة الفترة ،،،
لم يجد كلاما ليجتذب به حديثها او حتى مشاكساتها ،فأصبحت كالوح الجليد باردة وخالية من اي تعبير
كما انها لاول مرة ترتدي بلوزة بيضاء رقيقة وبنطال جينز وتركت شعرها عاري يتطاير مع النسمات
هتف بنبرة غامضة :
– المفروض ،انك ساعديني الفترة اللي فاتت ،، ولازم اكفائك
لم تتبدل قسماتها ولم تحيد وجهها عن الارض وهتفت بهدوء:
– مش عايزة حاجة ودت لو تقول له ان مكفائتها هو
الامساك بيدها الخالية وعدم افلاتها ابدا او تركها الي الضياع
ولكنه هتف مرة اخري بجدية :
– حتى لو مش عايزة ،دا واجب عليا
اغمضت عينها لتحضن آلامها التى بدت بوادرها على وجهها
وزفرت بهدوء ،بينما اوقفها زين
وبدون اي كلمات اخرج من جيب سترته السوداء ،سلسلة على ما يبدو انه للرجال ذو حبلا مبروما فضي وبه رصاصة ،وحصان ،فراشة ووزعت نظرها بين السلسلة وبينه ولم يتفوه فمها
بكلمة سوي فقط علامات الدهشة
اغتصب زين ابتسامة على وجهه وحاول تهدئة الوضع وهتف بهدوء :
– السلسلة دي بتاعتى انا قررت اديهالك انتى لاني واثق انك اكتر حد هيحافظ عليها
امسك يدها برفق ووضعها في يدها وفرق محتويتها وامسك اسفل يدها
وبإصبعه راح يشرح ببطء
– طول عمر الرصاصة والحصان فيها بس الفراشة دى بقي جديدة عليهم
نظرت الية بحزن اذ كانت يده تلامسها وهى ترتجف ،ابتلع ريقه وهتف
من جديد :
– الرصاصة هي السرعة في الاختراق ،،،،دي زيك ولم يعقب
واسترسل ودا الحصان ،،،، وفاؤه وسرعته وقوته ،،،سكت
فإسترست هي بنبرة عادية :
– ودا زيك ،مش كدا
حدق الي عينيها وهتف نافيا :
– لا ، مينفعش انتى لو حطيى الرصاصة مع الحصان الرصاصة هتغلب الحصان عشان كدا انا مش في السلسلة دي
اتسعت عيناه فجأة وتبدلت قسماته وجذبها الي احضانه واشهر مسدسة وركض بها
وهو يهتف :
– اجري يافرحة حتى لو هتسبقينى اجرى
انطلقت رصاصات مصوبة نحوهم فى استهداف وركضا معا دون وجه محددة
******************************************************
في فيلا مازن شهدي ،،،
صراخ خليل شهدي بغضب على ولده مازن بإنفعال :
– بقا حتة بت زى دي مش عارف تميل راسها ،تفضحك بالشكل دا علي النت ، واسترسل بنبرة تهكميه ،،،
– اومال عاملي فتك وموقعاتي البنات فين كل دا اهي سكعتك قلم متين في وسط الجامعه
نفخ مازن بضيق وهدر :
– يابابا بقالك ساعة بتبكت فيا اعملك اية يعني دماغها ناشفه
هتف خليل بسخرية :
– تعمل ايه ؟! اعمل اي حاجة غير انك تحتاج فلوس ،ياغبي قولتك عايزين نكسب المناقصة من عاصم ولازم
حياتوا تقلب عشان مايركزش في شغله ابنه واللي كان جايبله المشاكل اتجوز والتاني مسافر امريكا وما بيجيش مافيش غير البت دي ومش عارف تميل دماغها
حرك مازن يدة علي رأسة بضيق وهتف:
– بص يابابا ،اقسم بالله ما انا سايبها عشان القلم دا ،مش بس عشان شغلك
فسبنى اتكتك لها واطلع الجانب الشرير بتاعي واقسم بالله
لاهشردهالك هي واخوها وابوها ،،وهتشوف
اشاح بيدة بعدم اهتمام :
– لما نشوف انت ابن ابوك ولا لا
حك مازن صدغه بشرود
– هتشوف هدفعها التمن غالي اوي
– ****************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،،،
استنشقت رودي الهواءً بإستمتاع وزفرت براحة وهي تهتف :
_ شفتي بقا يا ستي الجو جميل في الجنينه ازاي ،مش الكاتمة اللي جوة
كانت تحادث حنين التي الي جوارها تسبح في عالم اخر وتشرد فى تفاصيل حياتها الغير منظمة
نعم شعرت بألم حيال اياد لقد كان هو ايضا ضحية خيانة بشكل اخر هو ايضا يتالم ولكنه فعليا استطاع ان يحب
ويهبهاا هي تحديدا الامان ودت لو تستطيع البوح بكل ما يؤرقها ويؤلمها بدون خوف ودت لو تلقي رأسها
على كتفة وتشتكي وتصرخ وتختبئ من العالم فى احضانه او حتي لتواسيه ولكن اصبح بينهم جليد بسبب الخوف من المواجهه
ودفن كلا الطرفين ما يحزنه ويمضي قدما يحمل بداخله ورما خبيثا من الاخر سينتشر ويقضي على كلايهما معا وسيبقوا ضحية الي ذلك الصمت الموحش بينهم
*************************************************************
في شركة عاصم الاسيوطي
كان الوضع سيئ للغاية بعد انتشار خبر مخجل على لسان لينا للسعدى عن اياد والجو متوتر للغاية
صرخ عاصم باهتياج الي رفيق اياد (عماد) وعنفه قائلا :
– هو انا مش هرتاح من مصايبه ابد انا تعبت خلاص اللى بنيتوا في سنين هيضيعوا هوهيخلينا نعلن افلاسنا قريب واحنا بنلم فضايحه
هتف عماد بحذر ليهدئة :
– اهدئ يا عاصم بية ،اياد مالوش ذنب احنا عارفين انها مش لاقية طريقة ترجعله بيها
اهتاج عاصم اكثر وصرخ عاليا :
– ازاى مالوش ذنب ، مش ضربها بالقلم في وسط اصحابها مش لامم الزبالة وحطهم في بيتى
مش سابني فى عز زنقتي وقفل على نفسه ،ابني للى مفروض سندي مدي فرصة لاعدائي يهاجموني بيه
كاد يتحدث عماد ،،ولكن قاطعة عاصم بغضب :
– واتاخر ليه راح فين تاني هاتوا قبل ما يجب مصيبة گمان
اجابة فى سرعة :
– كلمته والله وجاي حالا
ادار وجهه وهو يخرج من المكتب :
– خلية يلم الموضوع هو المرادي يورينى هينفي عنه الموضوع دا ازاي
صفق الباب من ورائه تاركا عماد يلطم كفيه ببعض في حيرة
وهو يهدر :
– ياحظك القليل يا اياد ،ياترى هتتصرف ازاى
********************************************************
في ايطاليا ،،،،
ركض فرحة وزين معا ليختبئوا في ازقة الشوارع ليختفوا من مطاردة الرجال اليهم لم تسأل فرحة عن هويتهم في لم تنسي ذلك الرجل الذي تحرش بها في صالة اللورد
فعرفت انها المنشودة ولكن يد زين القابضة على يدها تبث فيها الامان وان اندلعت حروب الارض عليهم فهي لا تنعم بجواره الا
بالسلام ،،تقدما معا ركضا في وسط الازقة والاماكن الملتوية لتقاطع سيارات سوداء عالية الشوارع بخلاف الاخرين
وتطلق النيران دون اي تفاهم
التقطت عينا زين احداهما وعرفهم على الفور انهم جماعة اخرى من المافيا يريدون الميكروفيلم
واصبح زين وفرحة بين المطرقة والسندان قاب قوسين او ادني من الهلاك فقد حوصروا بين قبضة المافيا من لا يرحموا
***********************************************************
في فيلا الاسيوطي؛؛؛؛
لوحت رودي بيدها في وجه حنين وهتفت :
– هيي ،روحتي فين
انتبهت اليها واجابتها بشرودت :
– هاااا
– هاااا اية انتي مش معايا خالص ،، ثم التفت بوجهها الي صوت السيارة القادمة من بوابة الفيلا
عندها صاحت :
– اية دا دي عربية يويو
انتبهت معها حنين وبدأت نبضات قلبها فى التسارع ، حينما رأته ينزل من السيارة لم يلتفت في بداية الامر وكان يظهر عليه
الشرود اغلق الباب وتوقف قليلا يزفر انفاسه بهدوء بتلك الوسامة التى لم تفارقة حتى وهو حزين
لوحت لة رودي من بعيد ونادته بإسمة
– يويو ،تعالي
سرعان ما تبدلت قسماته وابتسم ،هو ايضا عاد مشتاق يشتاق الي حبيبته الذي يشعر جوارها بالطمائنينه
والسكينه حتى وان المته فهي مازلت ( عيون قلبه )
تحرك نحوهم ولم يخفي ابتسامته وبدأ فى الاقتراب ومع كل
خطوة يخطوها كان نبض حنين يتسارع الي حد الوقوف
لم تدرى ما الذي يجب عليها فعله او حتي تسمع الي ما يمليها
عليها قلبها في الركض نحو احضانه
هتفت رودي بإبتسامه :
– حمد لله علي السلامة يا يويو
– الله يسلمك

كان يعلق نظرة بحنين التي هي ايضا لم تستطيع ان تحيد نظرها بعيد ا عنه انتبهت رودي اليهم فهدرت مما زحة وهي تنهض :
– طيب اقوم انا بقي احسن ما ابقي عزول
امسك اياد كتفها ليوقفها قائلا :
– لا خليكي انا هطلع اخد شاور واخرج بابا عايزني خليكوا مع بعض
وضعت رودى يدها في جنبيها وهدرت بلوم :
– طيب وفين الصور بتاعتي انا بقا
ابتسم اياد ودس يده الي جيبة وقدم اليها هاتفه
التقطته هي فى حماس :
– واو هتفرج ،ثم نظرت الى حنين ،،،تتفرجى معايا ولا هتطلعي معاه
زاغ بصر حنين بينها وبين اياد فهتف اياد بحزن :
– لا خليكم مع بعض
تركهم اياد وغادر فلم تستطع حنين ان تمسك بقلبها الذي قفز ورحل معه
امسكت رودى ذراعيها وقالت :
– تعالي بقا افرجك على المتعة اللي بتنسي اياد الدنيا وما فيها
جلسا معا وفتحت رودي الهاتف ودخلت الي المعرض ا لصور وبدأت في البحث عن الفديوهات والصور الحديثة والتي
التقطتها اياد بهاتفه المجهز والمضاد للمياه من تحت اعماق البحار
فتحت اول فيديو بدي على وجه حنين الحماس لرؤية عوالم اخري وجزء جديدامن شخصية اياد كانت المياة الصافية
والاسماك البحرية المتنوعة بأشكالها والوانها الجذابة
شيئا خلاب للغاية وممتع جذبهم كالسحر وساد الصمت امام معجزات الله سبحانه وتعالي التى لم ترى مثيله قط
ظلت رودي تسترسل مشهد تلو الاخر وفيديو تلو الاخر الي ان وصلت الصور الخاصة بإياد وكان من بينهم صور كثيرة للحنين
وهي نائمة عقدت رودى حاجبيها بدهشة وهتفت :
– مفيش ولا واحدة وانتى صاحية ،اخويا بيسهر بيصورك بس والا اية
كانت حنين في اندهاشة لما يفعل ذلك لما يتجافي عن مضجعه كي يسهر الي جوارها ليتأملها على ما يبدو انه عاشق ولهان حقيقي
*************************************************************
في الصعيد ،،،
غيمة من الاكتئاب هبطت على منزل عزام القناوي
هتف عثمان ابن عمه فى وسط الجمع الذكوري فى قاعة الجلوس
– ادارى يا واد عمي ،الراجل دا شراني ما احناش كديه (قدوا)
كان عزام يستمع الية وهو يسند مرفقيه الي ركبتيه ويدفن رأسة في كفيه ولم يجب
هدر عمه امين :
– مرضيش بالصلح ولا بالتعويض
استرسل ابراهيم ابن عمة الاخر :
– ودي حاجة تجلج
خبط وهدان كفية ببعض وصاح بتوتر :
– ربنا يجيب العواجب سليمة ، والتف الي عزام متسائلا
– ساكت لي يا عزام
رفع عزام وجة للاعلى ببطء وحدق بوجوهم جميعا وكأنه غير مستوعب ما سوف يقوله
وهتف بجمود وبنبرة جافة تماما :
– جهزوا نفسيكوا ،هنروح نخطب بت الشرشري
اتسعت اعينهم وفغرو افواههم فى دهشة بينما اعتدل وهدان واسند ظهرة الي الخلف بأريحية وهو يلقي نظرات اعجاب وتفاخر على ولده
*******************************************************
تحرك اياد نحو طاولة رودى وحنين فى الحديقة
وهتف من بعيد :
– ها خلصتوا فرجه
اعتدلت حنين ولازلت على وجهها علامات الدهشة باقيه
اجابته رودى وهى تقدم الية هاتفة :
– اة خلصنا بس دى صور قليلة
التقتطة اياد وابتسم :
– انتى ما بتشبعيش على فكرة
وقفت الى جوارة وسندت بيدها على كتفه وهي تقول :
– ابدا يا يويو انا بحب مغامراتك جدا
نظر اليه بطرف عينه وهتف بغرور :
– انا عارف انك بتموتى فيا يا رودي
وكزته في صدرة ممازحة :
– لا خلى الموت دا لحد تانى ونظرت الى حنين
وانطلقت الى الداخل لتترك مساحة الي اعينهم التي تشتبك ببعض في عشق التحدث الي بعضهم ،،
وقف اياد امام حنين التى تحيرت اين تنظر من فرط خجلها وكانه ليس زوجها ،،جلس اياد الي الكرسي المقابل لها وهتف بهدوء :
– حنين ،،،انا ،،،فكرت كويس في كل حاجة حصلت ما بنا من يوم ما قبلتك في المطبعة لحد دلوقت ،،وقررت قرار لازم تعرفية كويس
اولته اهتمامها ورفعت وجهها ببطء نحوه
فإسترسل وهو يعلق نظرة بها :
– قرارى هو اني عمرى ما هرميكي ،عمري ما هسيبك ولو اخر يوم في عمريانا ليكي انتى وبس وانتي هتفضلي (((عيون قلبى )) وعشقي الوحيد

التمعت عيناها في عينيه الرمادية والتى بدت لها سماءا صافية لتحلق بها كطيرا ينعم جديدا بالحرية
التقطت يدها وهمس بهدوء :
– انا عايزك تكملى معايا حياتي نعيش سواء ونشيب سواء ونموت سواء راضيه يا حنين
كانت كلماته كفيلة بأن تعقد كل كلمات اللغة على لسانها فهو دائما وعندما يحدثها بذلك الطريقة تشعر بأنها مهما فعلت او هدرت لم توسعة حبا او حتى تجبة بنفس الكفائه
همت لتجيب : ،،،،،،
فوضع يده على فاها لبمنعها برقة وسحر من التحدث
وهتف بهدوء :
– مش عايز اسمع ردك دلوقت ،،عايز اسمع بعد ما تفكرى كويس بس يكون في علمك من وقت ما هتوفقي
مفيش تراجع عنه او حتى تفكري في اني هرميكي انا عمري ما هكون سبب جرحك وعمري ما هقبل ابعد عنك
كادت عيناها تترقرق بالدموع وكان كل دقة بقلبها اعلنت حبه ودقت لتصرخ عاليا بحبه
بينما ظل اياد يحدجها بنظرات عشق مطوله حتي علي صوت هاتفة
فإستفاق من شروده وهتف بقلق :
– يووو انا نسيت بابا ،، ونهض في سرعة انا هامشي دلوقت ونرجع نتكلم بالليل سلام يا حبي
ولوح لها بإبتسامه وبادلته اياها ببسمة عذبة رقيقة ولوحت اليه بشرود فقط تريد شخصا” يختارك …يعرف عيوبك و
يختارك .. يعرف ماضيك و يختارك … تزعجه و يختارك .. تغضبه و يختارك .. شخص يختارك كل يوم كأنما خلت الارض الا منك !!!
من داخل الفيلا
كانت رودى متجهزة بملابس رياضية وترتب اغرضها وهي تنزل عن الدرج في سرعة
اوقفتها فريال متسائلة بحنو :
– رودي حببتى ،انتى خارجة ولا اية
اجابتها في سرعة :
– اة باعتنلى من الكلية ،مش عارفة عايزين امضي ورق نقلي ومش فاهمة حاجة ورايحة افهم
قضبت فريال وجهها وتسئلت بقلق :
– الله من امتى دا ،ولية
قبلتها رودى على وجنتها وهتفت بغنج :
– امم مش عارفة ،بيقولوا بخصوص اجازة نص السنة الي جاية عشان سفرى امريكا وكدا
بادلتها فريال القبلة بإثنتين وهي تهتف بحنو :
– حبيبة قلب عين روح ماما تيجي بالسلامة
التفت لتخرج فسألتها فريال بنبرة محتقنه :
– اومال فين اللي اسمها ،حنين
اجابتها رودي بدهشة من تساؤلها :
– في الجنينه ليه في حاجة ؟!
اجابت بلا اكتراث :
– لا عايزاها هاخدها انا كمان وانزل
– ok ماما باي
– باي ياروح مامي
*******************************************************
في ايطاليا ،،،
ظل زين يركض هو وفرحة حتي توقفنا فى منزل فارغ تحت الانشاء ووقفت الطرق بهم واصبحوا محاصرين من شتي الجهات توقف زين وبحث عن مخرج من تلك الماذق
وظل يدور حول المكان في محاولة للايجاد فكرة وتابعته فرحة بحزن شديد الي ان انتبها لها واقترب منها وامسك يداها نظرات
فرحة اليه بقلق اذ كانت اول مرة يلتقط يدها وتكون بهذة البرودة دوما كانت دافئة وزعت نظرها بين يدة الباردة وعينية القلقة بشيئا من التوتر
كانت انفاسة متلاحقة ويبدوا علية الاضراب هدر بتوتروسرعه :
– فرحة ،فرحة
قدامنا اقل من ٢٠ دقيقة ويلحقونا،،انا عايز اقولك سامحيني سامحيني اني جبتك لحد هنا واني روحت بيكي صالة اللورد ،،،،ابتلع ريقة والتمعت عيناه وهو ينظر الي عيناها الساكنه تتأملة في صمت ،،،
واسترسل بحزن
– انا مدرب على اعلي مستويات الالم الا الم قلبي من ناحيتك ،،،مش عايز اشوفك ببتاذي بسببي مش قادر اتخيل دا انتي همي الوحيد دلوقت ،،،
استمعت الي حديثه الملتهب والذي اتضح فية مدي تورط قلبه بحبها ولكنه مازل يتعند بعينيه سحبت يدها واطبقتهم فوق يده
وهتفت بنبرة متحشرجة :
– انت شجاع ،وشجاع جدا كمان وقادر على مواجهة كل دول وقادر تخرجنا من هنا بدون خدش واحد
استمع الي حديثها الهادي المشجع واستسلم الي دفئ يدها ووهتف مقاطعا:
– انا خايف عليكي انتي
سحبت يدها من يده واسترسلت هي بنبرة غامضة :
– هات مسدس ليا
حرك راسة نافيا وهدر بضيق :
– مش حل يا فرحة ،،انتي مش متدربة على كدا واخر مرة مـ……..
قاطعته بضيق :
– الموضوع مش محتاج تدريب محتاج دافع ،وانا دلوقتي جوايا نار ،،نار تحرق مدينة بأكمالها ،،،هات المسدس
وحدق في عيناها بجدية وسحب احدي سلاحيه وقدمه لها
قلبته بين يدايها وبدون اي تفكير تقدمت الي الخارج
ليصيح عاليا :
– تعالي يامجنونه رايحة فين يا فرحة يا فرحة ،،رايحة فين
لم تستمع لة وبدت كأنها تقدم على عملية انتحاريه
*************************************************************
في شركة عاصم الاسيوطي ؛؛؛؛
دخل اياد الي الشركة وتهامس الجميع فور وصولة
اعترته دهشة ولكنه لم يبالي وانطلق نحو مكتب والده
لم تكف الالسنة عن ذكر اسمه والتهامس بينما هو تعجب من
ذلك الهمس وايضا النظرات التفحصية من العاملين والعاملات
ووصل الي مكتب والده وطرق الباب في ادب ودخل دون انتظار
تعجب قليلا من فراغ المكتب الا من صديقة عماد الذي يجلس علي احدى الكراسي بشرود
اغلق الباب وتسائل :
– في اية ،انتو ا مالكوا كلكم كدا لي مش طبعيين في اية
انتبه عماد الي صوت صديقه الذي انتشله من شرودة ونهض
في سرعة وهو يهدر بضيق :
– مصيبه
رفع حاجبية اياد وهتف بدهشة :
– مصيبة اية
اجابة صديقة وعلى وجة ضيقا لا متناهي ،واتجه نحو الاب الموضوع على المكتب وهو يهتف بإستنكار :
_ا نت مش متابع ولا اية
تحرك ورائه ليري ما هو مهم الي هذة الدرجة وهدر متسائلا :
– لا ،،،،اية اللى حصل بس انت عارف لما بروح اغطس مش بفتح تلفيوني خالص
فتح عماد الصفحة الاليكترونية الخاصة بالاخبار ووجة الية الجهاز ليضمن رؤيته الكاملة لذلك الخبر المخزي والتصريح المشين على لسان لينا السعدي
واتسعت عيناها اثر ذلك الخبر الصادم والغير متوقع ،،،،وما ان اكمل بحث بيده عن باقى التفاصيل بينما صديقة تابع بوادر
الغضب على وجه والتى بدت كأنها على وشك الانفجار وما ان انتهي حتى دفع الجهاز بعنف وصرخ وهو ييلكم المكتب الخشبي بغضب :
– السافلة ،،،
حرك يده على شعره وانتصبت خيانتها امام عينة من جديد سنوات وهو يحاول تجاوز تلك المحنه والان اتت لتؤكد على
حقارتها وتتنيها فى الافكار
هتف عماد بجدية :
– انت لازم تتصرف بسرعة ،ابوك قالب الدنيا ومستحلف حلفانات السنين
نفخ اياد بغضب وهدر بنبرة محتقنه :
– تقول الى تقوله خلاص كرهتها بس توصل للحقارة دى
لوح صديقة عماد وهو يبتسم بعض الشئ :
– لا وابوك بيقولك انفي ،الخبر
اتسعت عيناة فى ضيق وبدى شرسا وهو يهدر بغيظ :
– انفي ازاى واحدة سافلة وبتقول اني عندي عجز جنسي انفي ازاى اطلع اغتصبها علي الهواء يعني وبعدين السافلة
دى انا سايبها واحنا مخطوبين عرفت منين
نفخ عماد فى ضيق :
– انا عارف ،عمالة تخطرف وتقول انك اعترفتلها وكانت موافقة علي كدا هي بتعامل على اساس العيار اللي ما يصبش يدوش
حك رأسة بغضب حتى نثر شعرة على جبته وهدر بضيق :
– اووووف ، انا بكرهها بكره كدبها وصوتها واسمها ومش عارف ازاى في يوم كنت بحبها
تحرك عماد في الغرفة بقلق وهتف :
– المهم دلوقتى تتصرف لحسن ابوك هيقلب عليك انت ما شفتوش كان عامل ازاى قبل ما تيجي ،،،
تأفف اياد وبحنق شديد اجابة :
– يعنى انا هعمله اية ؟! ماهو شايف اهو حاجة اخر قلة ادب يترد عليها بإية دي
ضغط عماد على راسة لشعورة بالصداع من كثرة التفكير
– شوف انا هتصل بيها واحدد لك مقابلة معاها وتتصرف معاها
التفت الية بغضب عارم وصاحبة بنوبة انفعال :
– انت اتجننت بقولك مش بطيق صوتها تقولى اقابلها ،دى هي بتعمل كدا عشان اقبلها
اقترب عماد منه وامسك منكبيه وهتف بجدية لعله يقنعه :
– اتصرف ، سمعتك لو ما اتلمتش فى اسرع وقت يبقي اتفضحت رسمي
********************************************************
في ايطاليا
كانت السماء تمطر رصاصا بينما وقفت فرحة لا تبالي بأى شئ سوء النار المتأججة بداخلها
كل ما تراه في عينية حبا ولكنه ينكره ويتنصل منه ويواجهها ببرود ظلت تطلق النار بعشوائية وقوفها بين عشرات الرجال بشجاعة جعلهم يتخبطون كما ان زين انضم الي جانبها
وبدأت الحرب على الجميع من قبلهم هي بجحيمها الداخلى وهو بخوفة عليها شكله فريقا صعبا الي جانب اعتمادهم على عنصر المفاجأة هزمهم فى سرعة
واختطفها زين في سرعة من وسط الدماء ورحل معانحو النقطة (ب) والتى كانت في الصحراء قد شارفت الشمس على الغروب وسري التعب فى جسدهما مالت فرحة الي الارض لتضع يدها اسفل رأسها فقد شعرت برعشة قليلة فى اوصالها اثر
ذلك اليوم الشاق جمع زين بعض الاحطاب المتناثرة وبطريقة بدائية للغاية اشعل النيران ليبعد الحشرات والحيونات عنهم
جثي زين الي جوارها وجذبها لتنام على قدمه وكانت مستسلمة وضعت يدها اسفل وجنتيها وحدقت للفراغ
لمعت النيران في عينها وهتفت بتعب :
– وهيحصل اية بعد كدا
زفر بتعب وسكت قليلا قبل ان يعود بذاكرته للوراء ويتذكر
تركها وذهب يبحث عن احطاب فى الصحراء الواسعه وفتح هاتفة وشرع في التقاط شبكة
ليحادث صديقه ياسين والذى استجاب في سرعة :
– ايوة يا زين ،عملت ايه
احتقن صوته وهتف بتألم :
– هاجمونا وخلصنا منهم باعجوبه
تسائل بقلق :
– هي كانت معاك
حرك زين رأسة وهتف بحزن شديد وهو يبتلع ريقه :
– احنا دلوقت في نقطة (ب) ابعت حد ياخدها ، رجعها لاهلها على طول
هى هناك هتبقا في امان اكتر
– خلاص يا زين اول ما تيجى مصر هنرجعها لاهلها
الما شديد الم قلبة ولكنه من الضروري ابعادها حتي لا تقع في من لا يرحمها ليته حر غير مقيد بواجبه نحو وطنه كي يهرب بها الى اخر العالم فكان قرارة المؤالم هو الصائب
هتف برجاء شديد
– وحياة عيالك يا طيار تتاكد ان ما هيمسها مكروه ..امانه فى رقبتك من صاحبك حطها تحت عينك لحد ما تطمن عليها
استشعر الصدق والمحبه فى صوت صديقه قال متأثرا :
– حاضر يا زين اللى انت عايزه هعمله ، رئيس المخابرات بتاعنا كلم مدير الامن فى الصعيد وهنسلمها لاهلها ما تقلقش وانا بنفسي هستناها هنا فى مصر
زفر زين بإرتياح قليلا وطمئن نفسة انها ستكون بخير وسط اهلها :
– شكرا يا صاحبى عشمى فى محله
عاد من شروده وهو في حيرة من امره كيف سيكون وداعهم اهو احضان ودموع ام جافا باردا مجرد عناق ايدي وقلوبا تنزف
هتفت وهى تحدق نحو ضوء النار :
– تعرف دي اجمل ليلة قضتها في حياتي اول مرة يكون الجو هادي بشكل دا واكون فى صحراء فاضية
ومخيفة بس مش خايفة ،مش خايفة عشان جنبك ، هيحصل اية لو حبتني هو الحب جه عليا وخلص
صمت قليلا قبل ان تهتف باخر شيئ علق في حنجرتها حيال قصة حبهم التى ينكرها زين
انت كذبت عليا قولتلي اني زى اختك مع اني شايفه عشق فى عينك مالوش حدود انكر زى ما انت عايز وانا بحلفلك انك هتندم في يوم من الايام على انكارك دا
اغمض زين عيناها وحبس انفاسة وهدر وهو يخفى المه بجمود :
– مفيش حب يا فرحة دا بيتهيألك انتى شايفه الظروف اللى احنا فيها انا لو ماركزتش في شغلى هضيع بلد بأكملها فأرجوكي بلاش تعلقي نفسك بأوهام انا دلوقتى كل همي
اني ارجعك لاهلك عشان اطمن انك في امان لو اللي شوفتيهم دول قبلتيهم تاني
سكت قليلا ،،،حتى انة يرفض التفكير فى الامر وحرك يدهعلى شعرة ليهدئ من توتره واسترسل بألم …
– مش عارف مصيرك هيبقي اية
لم تبالي بأي شيئ سوى انكاره المستمر لحبه وشعرت بالغضب حياله برغم سكونها التام على قدمه
اخمد توتره ونفض عن رأسه اي تفكير يغضبه وهتف مجددابراحة :
– بس خلاص ،احنا فى امان اول ما الطيارة هتيجى الفجر هتوديكى الصعيد وانا كدا هبقا مطمن عليكي اكتر
اتسعت عيناها وانتفضت من قدمه ونظرت الي عينيه بحزن وجحيم معا وصرخت به :
– انت هتسبني جايبنى لحد هنا عشان تسبني ،،انفجرت في البكاء واسترسلت هتمشيني خلاص ،قدرت تعمل كدا ازاى
لم يجيبها وحاول الحفاظ على مشاعره لتهتف مجددا وهى توكزة في صدرة بكلتا يدايها بعنف وغضب
– قدرت تعمل كدا ازاى ،ازاى رد عليا
جذبها الى احضانه فما استطاع رؤية انهيارها بهذا الشكل
ظلت توكزة وتبكي
بينما هتف هو بهدوء وهو يحرك يدة على شعرها بنعومه :
– بس ،بس ، اهدي اقسم بالله يا فرحة لو في حل تانى لعملته عشانك ،انا هنا في مهمة رسمية مينفعش ما تكملش ،وما ينفعش تقعدي هنا انتى مطاردة ولو فضلتى
معايا اخرتك هتبقى في فاترينت شيكاغوا ويستحيل حد يخرجك من هناك ، مقدرش انا اشوفك بتضيعي قدام عيني ،يا ،،،،،،بنت بلدى
رفعت وجهها نحوه وابتعدت عنه ضمت ركبتيها الي صدرها واحتضنت نفسها وهي تتشدق ببكاء مرير بصمت ،لقد اهانت نفسها كثيرا وهي تطالبة بالحب
***********************************************************
على الجانب الاخر
خرجت فريال مع حنين الى احدي بيوت التزين التي اعتادهم فريال ،دخلت بها واجلستها الي الكرسي الخاص بتصفيف الشعر وهي تهتف بتعالي واستحقار :
– اقعدي هنا ،وما اسمعش صوتك
مالت الي احدي العاملات وهمست في اوذنها :
– عايزاكي تغيري لون شعرها للون تاني
قضبت العاملة وجهها بإستفسار :
– اي لون حضرتك
نظرت اليها بحماس وهتفت :
_ اللون اللي يليق عليا
تعجبت العاملة وتسائلت :
– نعم حضرتك تقصدي اية مين فيكوا اللى هتصبغ
ابتسمت فريال بشر وضافت الي حديثها فكرتها الشريرة :
– اصل انا عايزة اغير لون شعري بلون اسود انتى عارفة ان شعري اصفر مدرج على طول
وحركت شعرها بعشوائية واسترسلت ،،فعايزة اجرب عليها اللون لو عاجبني هصبغ انا كمان
نظرت اليها العاملة بدهشة واجابت :
– حاضر يا فندم ،اللى تشوفيه
وتوجهت نحوها وهي تتمتم بخفوت
– لا حول ولا قوة الا بالله الست عايزة تعملها فار تجارب
ابتسمت الى حنين التى بادلتها الابتسام ببراءة لاتعرف ايا من نواياها
هتفت بذوق شديد :
– اتفضلي حضرتك اقلعي الحجاب
عقدت حاجبيها وتسائلت :
– ليه

تقدمت فريال وهتفت مقاطعة بتعالي :
– هااا ما تسأليش والتفتت للعاملة وحدثتها بنبرة اه
– يلا شوفي شغلك

في منزل فتح الله ،،،
تجهزت عواطف بزينة مبالغا فيها وارتدت عباءة سوداء ضيقة وحجابا ملونا
ووقفت فى المرآة تلتف حول نفسها للتأكد من اتمام كل شي ظننا منها انها اصبحت اشيك السيدات فى العالم
ليصدح صوت فتح الله عاليا :
– خلصتي يا ام ابراهيم
اجابته وهى تعدل حجابها والقت نظرة اخيرة على مظهرها الجميل فى نظرها :
– حاضر خلصت اهو
دلف الية وهو يتسائل بضيق :
-اية كل دا بتلبسي
حركت كتفيها بعدم اكتراث وهدرت بإنفعال بسيط :
– يوة مش لازم نتانتك عشان نشرف قريبتك دي
قضب وجهه وهتف وهو يستدير :
– ما تخلصي بقي يا عواطف بقالك ساعتين بتلبسي
نادته فى سرعة :
– استني ، شوف بس كدا حلوة ولا
لم يلتفت الية وهدر بضيق :
– يا ستي حلوة دانتى قشطيني من وراء الزيارة دي
اشي عباية وطرحة وشنطة و مكياج ،طبعا حلوة
خرجت الية بعدما ابتسمت ابتسامة اعجاب الي نفسها
********************************************************
في الصعيد .،،،
اتسعت عين صابحة عندما اخبرها وهدان بقرار عزام النهائي حيالة ابنة الشرشيري
وهدرت دون استيعاب :
– انت بتجول ايه ،،،ولدي انا يتجوز المدعوكة دي ،،انتوا اتجنيتوا ولا اية
صاح وهدان بنبرة تحذرية مشددة :
– صابحة خلي بالك من كلامك واعجلي )اعقلي)
استرسلت بإنفعال :
– كلام اية ،،اللي اخلى بالي منه انتوا خليتوا فيا عجل ،وهو انا ابني جاعد للساقطة واللقطة من الاول جعت الشباب
جدامك وجولت حد يلم لحم بت عمكم فتح الله رفع يده وجال انا وبعديها هربت اللي تنجطم رجبتها تاجي دي
يخبطها بالعربية وتنكسر تجولوا تجوزهاله
مالها بت اختي سناء مالها جلتلكوا من الاول جوزهالوا وانت وابنك جلتوا لع جات على اللي ينقطع خبرها دي ورضيتوا
دلوجتى جيتوا على الناقصة تجوزوهاله ينخفي خبرها انشاء الله
زمجر وهدان بغضب :
– صابحة ،الزمى حدوك وما تعديعاش الا ابتديتى تخرفي
قاطعته واشهرت اصبعها بوجهه غير هابعه بالعواقب :
– ما عيتجوز خرج بيوت ابني زينة الشباب والبلد كلتها وان هو رضي انا بت الحاج سعفان ما عدخلش بيتى بت
الشرشيرى والبلد كلتها عارفة انة طلع من الفقر للغني من غير سبب حبة يجولوا حرامي وحبة يجولوا وارث
وحبة يجولوا اثار وحبة سلاح وانا بجول كل دول ، انا جولت كلمتى الاولي والاخيرة بيتى ما عدخلش فية واحدة
تنطحنى وتحط رأسها براسي وتعمل مجامها من مجامي وكمان تاخد ولدى اللي محلتيش غيره لو بت اختى مش عاجباكوا يبجا يختار غيرها لكن الجوازة دى ما عتمش الا على جثتى
تركتة وغادرت الغرفة ليضرب هو كفا بكف على زوجته التى تعانى من الغطرسة والكبر والتعالي
******************************************************
فتحت حنين عينها بصدمة غير مستوعبة ما حدث للتو كانت مفاجأة صادمة وصاحت بإهتياج :
– اية دا انتى عملتي اية فى شعري ،اية القرف دا
اوقفتها فريال بشماته:
– انا اللي طلبت كدا ،تقدرى تعترضي
اتسعت عين حنين وشعرت بسخونه اذا ارادت الصراخ في وجهها بأنها الان اقوي من ذى قبل بسبب عشق اياد لها ودت
لو انها تقول لها انها ليست دمية ولكنها على الاقل او لاول مرة ترفض امرا بداخلها وتخرج عن طور الاستسلام جذبت حجابها وعدلته بطريقة عشوائية
و خرجت مسرعة من البيوتى لتلحق بها فريال وهي تناديها بضيق :
– بت انتى تعالي هنا يا حنين ،انتى يا حنين
عادت لمنزلها لم تكف عن البكاء انزوت في حجرتها لقد افسدت فرحتها العارمة بتمسك اياد بها ولكنها نفضت الحزن عنها كي
تخبره في المساء انها ستبقي لاخر العمر معه وستتحمل العالم بأسره لأجله دخلت الي الحمام وغسلت وجهها وازالت اثار البكاء عنها
وارتدت منامة بيضاء ذات نقوش وردية رائعة ولوت فمها وهي تخفي حزنها الدفين بلون شعرها المزعج
وارتدت عليه حجابا ابيضا صغير ،،،،وتهيأت لاستقبال زوجها

وقف فتح الله امام فيلا الاسيوطي وهو ينظر الي ذلك الصرح بإنبهار وغمغم بحقد :
– الله الله ياست حنين ،اية العز دا كله

كانت عواطف تشتبك في يدة وبدت كالمسحورة اثر رؤية مكانا كهذا عن قرب وهتف بشرود :
– هو عز بعقل ،دي حاجة تاخد العقل

انتبة لهم رجال الامن فأشار احداهم للاخر ليبعدهم
فتحرك ناحيتهم الحارس ، وهدر بصوت عال :
– انتوا تايهين ولا اية يلا ياراجل خد الست اللي معاك وامشوا من هنا
لم يتحرك فتح الله وهتف بغرور واهي :
– انت مش عارف انا مين
دفعه الحارس بيدة بغير اهتمام :
– كون زي ما تكون و يلا ابعد من هنا ،،
كاد فتح الله ان يسقط فزمجر عاليا :
– انت بتزقنى ، انا هخليهم يطردوك من هنا ويلا افتح السكة وقولهم جوا فتح الله القناوي برة
ضحك الرجل فى تهكم واضح وهدر بسخرية :
– يا شيخ ،داخل الجنينه هنا ولا تطلع اية عشان تتكلم كدا ولا حتى تدخل
تدخل احدى الحارس الاخر الذي استمع للحوار بشكل جيد فى البداية
ورفع صوته مناديا :
– انتوا مش عارفين انتوا فين ولا ايه انت يارجل انت خد اللى وياك وامشي من هنا بلاش شوشرة عشان مصلحتك
لوحت عواطف بيدها وهى تصدح بصوت جهور :
– هو احنا جاين نشحت منكم ولا نشحت منكم ،احنا جاين لبتنا هنا
ليؤمن فتح الله على كلامها :
– ايوة حنين مرات اياد بية ،بتي اللى مربيها في بيتي

نظر الحارسان فى وجه بعضهما لبعض وصمت تماما ليدخل احدهم ويمسك الهاتف الخارجي للفيلا ليبلغ من هم فى الداخل وهو يحدجهم بنظرات ضيقه
****************************************************************
في الصعيد ،،،
اقتحمت صابحة غرفة والدها عزام دون اذن بشرر متطاير من عينيها وجحيم مستعر
حدق بها بغضب ، وهتف بضيق :
– جري اية يامه داخلة اوضتي من غير احم ولا دستور لي
لم تكترث وهدرت بعنف شديد وهى تلوح بيدها بحركات متشنجة :
– اسمع يا ابن باطني ،جواز من بت الشرشيري ما عيحصلش ،واد صابحة بت الشيخ سعفان ما عيتجوز خرج بيت ولا
معيوبة اما كانت زينة البنتة يبجا تبور احسن يا عزام
نفخ عزام بغضب وجحظت عينية بشرر وهو يهدر بصوت عالي غاضب محتد :
– عزام وهدان القناوي ما عيبورش ياما وما اتخلجتش الحرمه اللي تمشي كلامة علية حتى لو كانت امه ،،،،
نظرت عمق عينة بتحدي وصرخت بوجهه :
– ما عتجوزهاش يا واد بطني ولو اتجوزتها هخنجها بيدي وصلبت يدها فى وجه
تركها وغادر اذا شعر انها سوف تخرجه عن طوره اذا استمر بمحادثتها
فمن زرع حصد وكان عزام حصاد زراعته فية الكبرياء والحقد والتعالي واول من تعال علي هي وتستحق فلا تنتظر تفاحة من زرع بصل
صرخت عاليا اذا جال في بالها انه لا احد يستمع لها ليتجمع نساء الدار حولها في قلق
****************************************************************
في ايطاليا ،،،،
جلست فرحة بعيدا عن زين بمساحة كافية وقد جفت دموعها وخلفت ورائها اثارا في وجنتيها وقلبها نظرت اليه وقد اصطنع النوم وهو يفترش الارض ويلتحف السماء،،ظلت تحدق لة بتألم وكأنها تحفر ذكراها الاليمة فوق قلبها
نادها وهو مغمض العينين بهدوء :
– فرحة ،نامي قدامك يوم طويل بكرة
اشاحت وجهها بعيدا عنه ،بينما هو زفر انفاسه المختنقة
استمرت فرحة صامدة تحتض ركبتيها في تلك الليلة الطويلة التى لا تمر،،مالت رأسها الي كتفها وكأنها تواسي حالها لتفكر فيما ينتظرها
هناك حاولت جذب انتباها للاشياء السعيدة فقط ،الا وهو رؤية امها وحنين اشتاقت الي شريكتها في الحياة صديقتها واختها اشتاقت لتبوح بما يؤلمها لها فدوما هى من تواسيها بعقلها وحكمتها
رفعت وجهها الي السماء لتحدق بالقمر الذي هو الان اقرب من زين الذي الي جوارها
بينما هو استمر في اصطناع النوم وهو يحدث حاله ويتخيل اشياء لم تحدث ابدا الا فى مخيلته :
– عايزة اية يا فرحة ؟! اقولك بحبك ، طيب بحبك يا فرحة مش بس بحبك دانا اموت لو اتخدشتي بسببى انا ضعيف بيكي
وقوي بيكي انتى نصي التاني وعشقي الاول واذا كان على الحب قلبى فاتحلك درعاته وبيقولك تعالي في حضني ،،،،بس وبعدين
هتحبي مين زين ….زين اللي حياته مش ملكه زين اللي كل يوم بإسم شكل وبهوية شكل زين اللي عاشقك ولا زين الظابط اللي
روحه على كف عفريت وكل يوم من بلد لبلد هتحبينى ازاى وانا
مش هقعد وياكي وممكن اوي ابقي في حضنك واتاخد منك في ثانية
هتقدري على شغلي،،انتى بكل جنانك وحبك وشقاوتك هتستحملي حد وتفضليى تحبيه وهو مش بيروح بيته
اصلا بيتى المهجور هتعيشي فيه ازاي ،ربنا وحده اللي يعلم قلبي حبك قدا اية بس انا مش اناني لو اقلك بحبك يبقي بشيلك حمل منتيش قده يبقي هطفي النور اللي فى عنيكي ببعدي والوردة اللي قدامي
مقدرش اشوفها بتدبل دا كان عهد على نفسي من زمان
اني محبش لاني متخلقتش للحب ،،،واعرفي اني مش هحب غيرك مهما عشت او مت مش عايزك تبقي كبش فدا او حتى نقطة ضعف نقطة الضعف في شغلي بتتأذي بلا رحمة ومهما بعدنا ولو مالناش نصيب في بعض ومهما بعدنا فإنتي حببتي وعلى ذمة عشقي
وبحبك كلمة صعب عليا وعليكي بس بالرغم صعوبتها هي مش حلوة الا معاكي يا فرحتي
اطبق جيدا اسنانه حتي لا يهدر اي مما قالة الي نفسة لها ،،،
فتسوء حالتها اثار ان يحتفظ بها الي نفسه
************************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،،
صاحت فريال بوجة الخادم الذي ابلغها بقدوم رجل وامرة لمقابلة حنين
– راجل مين وست مين اللي عايزين يدخوا هنا ،انا مدخلش بيتى الاشكال دي روح اطردهم بره
التفت لينفذ اومراها ولكنها اوفقتة بصرامة وهى تقذف هاتفها الي الطاولة :
– استنى انا هطردهم بنفسي
خرجت اليهم مسرعة ومن ورائهم الحراسة
لتفحصهم بكبرياء بينما نظرت اليها عواطف بإعجاب ومالت لاذن زوجها لتهمس :
– شفت لاسبة اية ، وانتى بكتني على الالفين جنية بتواع الطقم ،،وشكل اللي في رقبتها دا الماظ
وكزها فتح الله بضيق بمرفقه وهتف الي فريال بإبتسامة مزيفة :
– ازيك يا ست ام اياد ،انا جوز خالة حنين مرات اياد ابنك
اتسعت عيناها وهي تلتفت بوجها للجانبين فى نفي :
– مش ممكن ،لا اطردهم بره
هنا شهقت عواطف بصوت عال وهي ترفع اصباعها الي حاجبها وهدرت بغضب :
_ نعــم ،،انتي بتقولي اية ياولية انتي احنا لينا هنا زيك احنا جاين نزور بتنا وضننانا
اندفعت بغضب فريال وزمجرت :
– وولية يا حيوانة يا بيئة ،اطردوهم برة
بينما صاح فتح الله بصوت عال :
– انتي بتزعقي للفمولي (كناية عن العائلة) بتاعتي
لا حاسبي داحنا نسيح فيها دم دي
صرخت فريال في رجال الامن :
– طلعوهم برة برة
شرع رجال الامن فى تنفيذ الامر وبدؤا فى دفع عواطف وفتح الله
ولم تسكت عواطف بل ظلت تطلق سبابا لاذعا ليهدر فتح الله بتوعد وضيق :
– اوعا انت وهو كدا ،ماشي في داهية كلكم ، وقابلى الصعيد كله بكرة هيبقي على الباب هنا وابقوا صدوا دانا فتح الله
كان اياد يسير بسيارتة نحو الممر المؤدي الي المدخل الخاص بالفيلا فقضب وجه مستنكرا تلك الجلبة وخلع عنه نظارتة ليتاكد من الصوت الذي مر على مسامعه من قبل
اتسعت عيناة عندما شاهد رجال الامن يدفعون فتح الله من البوابة وترجل عن سيارتة فى آلية واتجه نحو الجمع وهو يتنادى
– بس بس ،اسكت انت وهو ،في اية ؟
التف فتح الله وايضا فريال التى كانت على وشك المغادرة
ليصرخ فتح لله بإياد لائما :
– هي دى المقابلة للنسب يا اياد باشا ،تاخدوا لحمنا وترموا عضمه ،خلاص الله يرحم المعرفة
هدر اياد بإمتعاض :
– اهدي ياعم فتح الله ،بس وقولي في اية
ليزداد غضبا :
– لا فيى ولا مافيش ،اعمام حنين عايزينكوا في الصعيد يا ترجعها يا تستقبلهم في بيتك وياريت المقابلة ما تكونش زي دي لاحسن ساعتها الدم هيبقي للركب
صرخت فريال باهتياج :
_ لا اياد اوعي تدخلهم ،على جثتى حد من دول يدخل بيتي
لوى فمة اياد بضيق وحاول تهدئة الوضع :
– اهدي بس ياماما وادخلي جوة دلوقت
شرعت بالدموع وهى تجهر :
_انا بقولك اهو والله اكلم باباك حالا يبعت للامن ويشيلهم من هنا
لم يكترث كثيرا لها الا عواطف التى هتفت بسخط :
– امن ،امن يا امن ،كنا مجرمين ولا مجرمين ،خيرا تعمل شرا تلقي ولية حرباية
نظر اياد اليها بنظرات مستنكرة وهتف :
– جرى اية يا ست انتي احترمي نفسك
لتشهق عواطف وجهزت نفسها للبدء فى وصلة من الردح البلدي
ليقاطعها في ذلك فتح الله :
– بس يلا بينا بلغنا الرسالة ،وعملنا اللي علينا يصطفلوا سواء
ومن غير سلام وجذبها من يدها وهي تغمغم بكلمات غير مفهومه
ليربت اياد يداها على فخذة قائلا بشفقة :
– والله يا حنين ليكي حق تتعقدي من الرجالة ،اذا كنت انا راجل وما استحملتوش عشر دقايق
******************************************************
في الجامعة الامريكية ،،،،
جلست رودي امام مكتب شئون الطلبة وتسائلت :
– يا افندم ما انا كل سنة بنقل وبسافر امريكا في الويك اند وما حدش طلب امضاتي ليه المرة دي
عقد ذلك العامل يدة امامه على المكتب وهتف بهدوء :
– حضرتك تقدري تقري ورق نقلك بنفسك ودا اجراء روتيني عادي للطلاب ذوات الجنسية الامريكية
اومأت برأسة وطلبت احضار الاوراق :
– تمام اتفضل هات الورق وهمضية
هنا علا صوت هاتفها للمرة العاشرة نظرت الي شاشته وكانت محادثة جماعية بينها وبين اصدقاؤها
نفخت بضيق وهي تضغط زر الرفض :
– يووو استنوا شوية يا بنات
قدم اليها العامل عددت اوراق وتفحصتها بشكل سريع ،،،اشار لها العامل بلامضاء
– امضي هنا ،،
امسكت القلم ومضت كل الاوراق في سرعة ووضعت القلم فوق
الملف ودفعته نحوه وهي تهدر :
– حاجة تانية
ليتفحص امضائها ويجيبها دون ان يرفع وجه لها :
– لا كدا تمام
……………………
عدلت حقيبتها وخرجت من المكتب الي الرواق ،،وصدح هاتفها مرة اخري ،فإلتقطته
لتجيب بضيق :
– في اية يا بنات ، ما فيش حاجة اسمها صبر
صرخنا بوجهها :
– انتي فين
اجابت بتعجب :
– في الكلية
اجابتها تمار :
– روحي يا رودي بسرعة الكلية كلها هتقابلك تسألك عن اياد
ابتسمت في سخرية غير مبالية :
– واية الجديد يعني ،ما الكلية كلها بتسئل عنه
استمعت لصديقاتها الذين يتهامسون :
– شكلها لسة ما تعرفش حاجة
عقدت حاجبيها وتسائلت بقلق :
– في اية يا بنات
لتجيبها احداهن بصوت غاضب :
– البيئة ،لينا فضحة اخوكي علي الفيس بوك وفي الصحافة
والاعلام ومنزلة له صور كتير على الميل بتاعها وكتبة كلام وحش جدا
فغره فاها واسرعت في الحركة
لتجيب بإيجاز :
– طيب انا هدخل اشوف
********************************************
في الصعيد ،،،،
جلست زينات و هنية بجوار صابحة التى امسكت رأسها واخذت تأن على فراش ولدها
– اة يا دماغي ،ضغطي عالي هو ما فيش غير والدى اللي تحدف علية المصايب دا انا رضيت بيه وكبرته وخليته زينة الشباب
البلد كلتها بتحكي عنه تاجي بت الشرشيري وتاخدوا مني ،،دي عين وصابته
لتؤمن هنية على حديثها :
– ايوة عين وصابتكم يا ختي معلش
كانت زينات تربت على كتفها في صمت وتعلم جيدا انها لحظات وستذكر ابنتها بسؤء وتوبخها
لم تسترسل فى الافكار حتي هدرت بتعنف :
– من الاول جابولي بت الفلاح تبجا سلفتي
رفعت زينات حاجبيها وحركت وجهها بإعتراض في صمت
لم تنتهي صابحة عند هذة النقطة بل زادت :
– جلوا جمتي وساوا الفجير بالغني والواطي بالعالي بعديها اسكتروا ولدي وجابولوا عروسة البندر جرستنا وسط الخلايج يا ميلة بختك ياولدى حظك في البنتة المعيوبين
نهضت زينات ولم تهدر حرفا واحدا مضت حتي لا تفقد اتزانها امامها شعرت بالوحدة اذا اصبحت بدون مأوى او سند سوي جحر الافاعي ومضطرة للبقاء برغم معانتها
****************************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،،
دخل اياد غرفتة في تعب فقد عان نفسيا وجسمنيا اليوم الم مضاعفا بسبب تلك العينه
خلع سترته في هدوء ومن ثم الكرفت وشرع في فك ازرار قميصه العلوية ليتحرر من ضغط اليوم
كانت حنين تقف بجوار الشرفة وهى تحاول تجميع ما سوف تقول له او ترتب كلماتها ،،ضيق اياد عينه واستند الي حافة الفراش ومن ثم تمدد بأريحيه ونظم انفاسة ليطرد كل الشحن السلبية
التي مر بها اليوم وناداها وهو يقدم يده لها :
– حنين ممكن تيجي
استجابت لة وتحركت نحوه ببطء وتمطعت الي جواره ليجذبها هو بين احضانه وهو يزفر بهدوء
مالت الي صدرة وتوسطته
سكت قليلا وخلت الغرفة الا من انفاسهم حتى شرع اياد بالتحدث
قائلا :
– فكرتي يا حنين
ابتلعت ريقها وحاولت السيطرة على خفقان قلبها وهي بأحضانه :
– ااانا ،،
اجفل عينيه وهدر مقاطعا :
– مفيش حاجة اسمها هسيبك او ابعد عنك انسي اللى فات وابدئى معايا بسواغمض عينه ليترك لها الخيار
كلماته الرقيقة احتياجها الشديد للامان الذي في احضان معانته القديمة وتقديم قلبه على طبق الفضة شيئا لا يمكن انكاره جعلها
تطمئن لة وتهتف بثقة :
– اياد انا ماليش حد في الدنيا الا انت ،انت اهلي وناسي وكل اللى ليا
تبدلت نبرتها للحزن وهى تذكر ماضيها وهتفت بصعوبة :
– انت امي وابويا و اخويا وكل حاجة في حياتي قبضت في قميصة ،،،واسترسلت،،،،،،،،،،،،،،،،،ما تتخلاش عني لاني ،،،،بحبك
رفع رأسة قليلا ونظر اليها فى غير استيعاب ونهض بها وهى فى احضانه
وحدق جيدا بوجهها المتورد خجلا وهدر متسائلا :
– قولتى اية ؟!
سكتت وطأطات رأسها فى خجل بينما هو اطبق اصابعه برقة الي ذقنها ورفعة اليها
– لا حرام عليكي قوليها تاني دانا بستناها من زمان
ابتسمت وهى تنظر الى عينية وكانه مسحورة وهتفت بلا تردد :
– بــحـــبــك
ابتسمت عينا اياد بسعادة وجذبها الي احضانه واطبق ذراعيه عليها في شوق بينما هي شعرت بجبالا من الهم ازيحت عنها وهتفت بداخلها مرار وتكرار :
– لن يخذلني ،لن يخذلني
ابعدها عن احضانه بصعوبة ليتأمل وجهها ولكنه قضب وجه عندما ازيح عنها حجابها بعض الشئ
ومد يدة وسحب ما تبقي منه عن شعرها ليظهر له كاملا
اتسعت عينية وتسائلا بدهشة :
– مين اللي عمل كدا

ازدادت ارتباكا فهي لا تعرف العواقب التي ستجنيها ان هتفت بإسم والدتة او ماذا سيكون ردة فعل اياد
فهي جربت غضبه من قبل فهتفت بتوتر شديد :
– اا نا
اعاد السؤال بصيغة امرة وضيقة :
– سئالتك مين اللي عمل كدا يا حنين ؟! ما تكذبيش
اجابته وهى تطاطأ راسها :
– انا كان نفســ،،،،،،،
قاطعها متسائلا بحدة :
– رودي اللي عملت كدا
رفعت راسها في سرعة وحركت رأسها في نفي :
– لا لا
انتفض من اعلى الفراش وهو يهدر :
– تبقا ماما وماما بتاعة القمصان مش كدا
تركها وغادر في سرعة واتجها نحو الاسفل
********************************************************************
في ايطاليا ؛؛؛
نهض زين من مكانه وهو ينفض عنه الرمال التى علقت به واتجه بإتجاة فرحة الشاردة،،،،،،،،وقف بجوارها ومد يده لها ليساعدها في النهوض ،نظرت نحو ببىرود واستندت على يداها
ووقفت بين يدايه بشموخ زائف ازاح عن وجهها خصلات شعرها الهاربة وحدق بها جيدا وهو يعرف تماما ان صورتها قد طبعت على قلبة
كانت تنظر هي الى اعينه التى تتجول فى وجهها في صمت
دس يده الى جيبة واخرج السلسلة واشار لها بيديه بمعنى ان يلبسها
اياها فحركت رأسها بالموافقة التفت من ورائها ووضعة اعلى صدرها وزحف به في ببطء حتى وصل الي عنقها واغلق القفل الخاص به
وكأنما اغلق قلبة على حبها وماتت جميع النساء في عينه من بعدها
كانت تشعر بصدره الملتصق في ظهرها وانفاسه التى تعلو وتهبط
ودقات قلبة الغير منتظمه اشياء اخبرتها مدى عشقة دون الحاجة الي تحريك لسانه بها،،،ابتعد قليلا حتى لا يفقد السيطرة وخلع عنه
الجاكت الخاص به والبسها اياه فى رقة بالغة كما انه جذب الايس كاب الذي يخص الجاكت ورفعه الي رأسها وابتسم ابتسامه عذبة
وهو ييخفي شعرها الي داخلة :
– عارف انك محجبة وما نسيتش دا بس خلاص تقدرى تعيشى
حياتك بحرية من دلوقت { لمعت عيناه بتلك الدمعه خانتها هي وسقطت من عينايها ))) لتستمع الي صوت المروحية القادم من
الاعلى وتنظر فى السماء لتجدها تقترب عاودت النظر اليه وهى تتوسل له الاف التوسلات بعينايها الباكية
ولكنه ارتسم الجمود واغتصب ابتسامة حزينه على وجهه وهو يحدق بها هبطت الطائرة وفى نفس اللحظه جذبها فى سرعة الى احضانه وكأنه يودعها اطبق جيدا احضانه عليها حتى يملاء قلبه بعبيرها ،،،،
ثم دفعها عنه بصعوبة وتحرك بها نحو الطائرة بينما هي كانت في حالة مرهقة ولم تحملها قدمها
وظلت تجاهد الا تسقط اسندها فى احضانه وسار بها كانت تأبي الحراك وظلت تنظر الية برجاء ولكنه اخرس مشاعره وتسارع لينهي الوداع سريعا الي ان وصل الي سلم الطائرة ورفعها اليه وكأنه يخلع
عنه قلبه امسكت بيده كرجاء اخير بأن لا يتركها ليوزع هو نظره بين عينيها ويدها ،،،ولم يتردد في ذلك ابتلع غصته بألم وسحب بيده بهدوء وترك اصابعها الخالية لبرودة الهواء علقت بصرها ببصره ارتفعت الطائرة بعض الشئ
هدرت فرحة بدموع القهر وكل الالم تعتصرها :
– مــش ،مــسامــحاك
حلقت الطائرة بعيدا وتابعت صورتة على الارض وهي تتقلص شيئأ فشيئا حتى اختفت في وسط السحب وبقي في مخيلتها ذكري خالدة
*****************************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،،
دخلت رودي في سرعة الي والدتها التى تحتسي النسكافية الي جانب الشرفة الزجاجة التي فى الرسبشن
واندفعت نحوها بوجه شاحب تنادي امها بتوتر :
– مامي شوفتى اللي حصل
قضبت فريال وجهها وحدقت اليها بتعجب :
– اية اللي حصل
همت لتجلس وهى تخرج هاتفها ولكن اقتحم اياد المكان بوجه غاضب وبصوت محتد :
– رودي لو سمحتى اطلعي فوق انا عايز ماما
حدقت الية رودي بقلق وهتفت :
– انا كمان عايزها في موضوع مهم
هتفت فريال بتعجب :
– خير ياولاد مالكوا انتوا الاتنين عايزني ليه
ازداد عنفا وصاح بها بصوت غاضب :
– قولت اطلعي دلوقت
نظرت اية رودي وبدي على وجهها الحزن ،ولملمت اغراضها وتركتهم
ليصرخ اياد بأمه غير عابئا بأي شي :
– حنين تخصني انا محدش يحقله يمد ايدوا عليها ولا ياخد قرار نيابة عنها
كانت رودي في منتصف السلم واستمعت الي الحوار المحتد وقررت تغير وجهتها نحو غرفة حنين لتفهم سبب غضب اخيها
اجابته فريال بعدم اكتراث وبنبرة تهكميه :
– اها جريت اشتكتلك بدل ما تحمد ربنا اني بنضفها
استرسل اياد بنفس الغضب والصراخ :
– ماما ،،، مالكيش دعوة بحنين والا هاخدها وهمشي وماحدش هيعرفي طريق تاني
دخلت رودي غرفة حنين وقبل ان تسألها رأت شعرها المسترسل على ظهرها فعرفت سبب الغضب الذي يتصبب بالاسفل على رأس امه
هرولت حنين الي احضان رودي وانفجرت في البكاء وهي تهتف ببكاء مرير :
– والله ما قولتله هو اللي شاف شعرى وعرف لوحده
ربت رودي على ظهرها في حيرة ثم دفعتها قليلا وهتفت بتافف :
– يوم مش كول خالص ياحنين مصايب نازلة من الصبح من غير سبب
حدقت حنين الي عينيها وسألتها في اهتمام :
– حصل اية ؟!
اجابت وهي تلوي فمها بسخط :
– لينا السعدي ،،،، مشنعه على اياد انه عاجز جنسيا
رفعت حنين يدها الى فمها لتستوعب ما سمعته اذنيها
********************************************************************
في الصعيد ؛؛؛؛
دخل وهدان وامين الاخوين بناءا على طلب مدير الامن المستعجل وضبطهم واحضارهم فورا
هتف وهدان بنبرة عادية :
– سلام عليكم يا سعادة الباشا
نهض مدير الامن ليصافحة وهو يهتف بهدوء :
– وعليكم السلام يا حاج وهدان ،اتفضلو اقعدوا
تشربوا حاجة
ليربت الاثنان على صدرهم بشكر :
– الف شكر يا سعادة الباشا
ساد الصمت للحظات بينا ثلاثيتهم
بينما فتح وهدان الحديث :
– يا سعادة الباشا احنا حاولنا نحل الموضوع ودي مع الشرشيري بس هو عصلج وما رضيش واتنازل من نفسة عن الجضيه واحن،،،،
قاطعة مدير الامن بإبتسامة مزيفة :
– لا انا بعتلكم عشان موضوع تاني خالص
نظر وهدان الي اخية امين فى تعجب وسئل امين في تعجب :
– موضوع اية
اعتدل مدير الامن ليحادثم بجدية تامة :
– بخصوص فرح فتح الله القناوي ،،بنت اخوك
تركهم للحظات ليستوعبوا الحديث جيدا واسترسل :
– انا مراعي خصوصيتكم خصوصا انكوا ما بلغتوش عن اختفائها لكن هي اتخطفت من مجرم دولي ومُطَرب نفسي والامر جة
بالصدفة الباحته لان ولاد عمها كانوا بيضربوها وهي خافت ودخلت العربية وبعدين طلبت ينزلها لكن هو رفض احنا بقي بطريقتنا قبضنا عليه وهي كانت معاه وطلبت ترجع عندكم
اتسعت عين وهدان في غير استيعاب اذا كان الامر ليس سهلا
ليتسائل امين :
– واشمعنا احنا وليه مش ابوها
اجابة :
– ابوها احنا بعتنا اخبارية وهتجيبه الصعيد الليلة عشان تسلمها يبقي قدمكوا كللكم
كان وهدان يسبح في صدمته وترك المجال لاخية ان يهدر المزيد من الاسئلة :
– طيب هي فين ؟!
– انشاء الله ، بالليل هجبها انا وعدد من ظباط الدخلية بس مش هوصيكوا مش عايزين اي اذية للبنت هي كانت مجبرة ودا شي ملهاش ذنب فيه
حرك وهدان رأسة وهتف :
– ربنا يسهل
*****************************************************************
في ايطاليا ،،،،،
وقف في وسط الفراغ ليس الذي على امتداد عينه بل الفراغ الداخلي شعورا حزين وكأن قلبة انتزع منه شعوا انه خاوي من الداخل
لم تحمله قدماه بعد الوقوف طويلا صامدا وانهار على ركبتيه يصرخ الاف الصرخات الموجعه لقد كانت روحه التى تدفعه للحياة ولاول مرة يسمح لنفسة بذلك الانهيار المؤلم
*******************************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،،
احتد الحوار بين فريال واياد الي ان وصلا الي نقطة محددة
هتفت فريال بسخرية :
– طالما كبرت يا اياد وبقيت تعرف تزعق عشان واحدة زي دي،فانا ببلغك ان بباك الصبح قالى ابلغك تطلقها
لم يكترث اياد لكلامها لانه لم يفعلها واستمر في نوبة غضبة وهدر :
– ما حدش لي في لو الدنيا كلها وقفت بينى وبينها مش هايهمنى غير هي حنين على ذمتى واللي يضايقها بيضايقنى انا عشـ………
– ولــــــــد
صرخ به عاصم
تناديه فريال بسخط :
– تعال ياعاصم شوف ابنك ، انا اعصابي تعبت بيزعقلي انا عشان حتة بنت لا راحت ولا جت كان ممكن ارميها برة بيتي من غير ما يقدر يتكلم جاي دلوقت بيزعقلي عشانها
صرخ اياد بعنف :
– لا خلاص انا ماشي وسيبهالكوا طالما البيت اللي قاعد فيه ما بيصونش مراتي
اقترب عاصم عددت خطوات ومنعه عن التقدم نحو الدرج
وهدر بضيق وغضب :
– زودتها يا اياد ،،، بيت مين اللي تسيبوا وتمشي انت مش مكفيك علينا فضايح لحد كدا ،يا اخى اتكسف على دمك دي فضيحة لينا السعدى ما بردتش طيب استنى علينا نحل مصيبة مصيبه
تدخلت فريال بتساؤل :
– في اية اللي حصل تانى يا عاصم
التف عاصم الي زوجته التى انتقلت الي ورائه وهدر بببرود مسطنع :
_ هو انتى لسة ما عرفتيش دي الصحف النهاردة والسوشيال ميديا منورة بصور ابنك بتقول انه عاجز حضرتك ادى اخرة اختيارات ابنك يا مدام وقرارته اللي من دماغة
لطمت فريال كفيها في بطء وهى تهدر بصدمة :
– يا مصبتى ،يا مصبتى ،اتفضحنا خلاص اورى وشي ازاى لاعضاء النادي
التف عاصم الى اياد وهو يوبخة :
– يلا ورينا شطارتك وانفي التهمة
اتسعت عين اياد وهتف بسخرية تامه :
– اعملكوا اية يعني ،، واحدة قليلة الادب ومالهاش رد عندي
استرسل عاصم في مزيد من التوبيخ في ذلك الجو المتوتر :
– والبت اللى فوق دي تطلق ،،،حالا وترجع لاهلها
هنا لمعت عين اياد بتحدا وهدر في حدة :
– مش هيحــــصل ابدااااا مش هسيب حنين الا بموتي
جحظت عين عاصم وكاد ان يصفعه على جرؤته :
– انت بتحداني يا اياد
تدخلت فريال ووقفت بينهم وهى على وشك الانهيار :
– البت دى عملت فيك اية يا حبيبى قولي ،طلقها يا اياد حرام عليك اللي بتعملوا فينا دا
ازداد تعند اذا ان قلبه هو المتمسك بها وصاح بتعند شديد :
– مش هطلقها
كانت حنين تستمع الي الحوار كاملا وهى في حالة صعبة للغاية
ازدادت المشاجرة بين اياد وابيه حتى هدر عاصم بغضب :
– قولتلك طلقها
احتد اياد وبدي اكثر شراسة وهو يهدر بصوت عال :
– مش هطالقها
– خلاص هتلنا بيبي ،،،قالها بغضب جعل اياد يستنكر وكذلك فريال اتسعت عينها فى دهشة
وظلت توزع نظرها بينهم وهى تهدر بهدوء :
– بتهزورا مش كدا
استرسل عاصم ليبرر ما قالوا :
– افضل طريقة على اتهام لينا هو طفل وبأسرع وقت
ضغط اياد على رأسة بيديه ليحجم من الام رأسه التي كادت ان تنفجر وهتف بصدمة :
– انتوا مش ممكن ،لسة بتدخلوا في حياتي ،محدش لية دخل بحياتي الشخصيه بشكل دا دى حاجة تخصني انا وحنين وبس واي حد تاني هيفكر يدخل في حياتنا هيكون انا اللي هقف فى وشه ،،،،وركض الي اعلي في سرعة
********************************************************************
في الصعيد ؛؛؛؛
جلس وهدان وامين وسط عائلتهم وكانت زينات تحضن كفيها ببعض وهى تهتف :
– يارب لك الحمد والشكر
بينما لوت صابحة فمها للجانبين :
– ودي متجيش الا دلوجت صبرني يارب
هتف عثمان لعمه :
– وعمي فتح الله جاي
اجابة وهدان :
– ايوه جاي ، زمانه على وصول بيجلوا شيعولوا
هتف ابراهيم :
– الساعة سبعة ومفيش جديد
صاح امين بتأفف :
– يوه ما احنا جاعدين في انتظارهم اها
كان عزام يجلس في وسط الجميع صامت ونهض بغموض شديد واتجه نحو الاعلي
ليندهش الجميع من حالتة ونادي عليه ابية بنبرة قلقة :
– مش هتجابل الناس معانا يا والدى

لم يلتفت وتقدم نحو السلم وهو يهدر بغموض مشابه لحالة :
– اما يجوا هتلاجونى وسطيكم
على الجانب الاخر
هبطت المروحية على ارض ثابتة لم تكن فرحة تشعر بأي شئ لا خوف ولا فزع ولا تألم فشعور ال لا شئ يؤلم اشد الالم لم تتحرك قيد انملة او حتى تنتبه للوقوف اصبحت اشبة بالمومياء
انتظرها عدد من الظباط من بينهم ياسين (الطيار) وهو لقبه وليس مهنته ) وعندما طال وقوفهم بدون جديد علق ياسين نظره بالطائرة ولكنه لم يحدث جديد حرك اكتافه بتعجب واخرج يده من جيبه وتحرك نحو الطائرة صعد السلم الخاص بها
وامال راسة ودلف الي الداخل وهو يبحث عن المرأة التي ابدلت حالة زين وافقدته صوابة قضب حاجبية فى دهشة من استكانتها وبقاؤها رغم وقوف الطائرة بضعة دقائق
ثم تفهم الحمالة سريعا وابتسم وهو يهتف :
– هي حمد لله على السلامة ،عجبتك الطيارة ولا اية
رفعت رأسها بإتجاه الصوت ولم تدرك الامر تماما فقد كانت مشوشه ضيقت عيناها لتستوعب من اين اتى ذلك الخارق الذي قدم من السحاب
وهتفت بدهشة :
– انت مين ،وازاى وصلت لهنا
تعجب من اسئلتها ولكنه اجاب :
– انا طيار ،ومجتش انتى اللى وصلتى عندنا صباح الخير مالك شكلك اول مرة تركبى طيارة
فغرت فاها وهي تهتف :
– هااا وصلنا
اتسعت عيناه على حالتها الرثاء واشفق عليها ،ولكنة تجاهل الامر واجابها :
– ممكن تنزلى عشان في ناس مستنيانا
********************************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،،
دخل اياد غرفتة وهو في ذروة غضبه وما ان رائته رودى حتى هرولت الى الخارج في سرعة
رفع حاجبيه بتألم على حالتها واتجه نحو حنين وجذبها الى احضانه وهو يهدر بتعب:
– يستحيل ابعد عنك يا حنين مهما عملوا انا لاقيت روحي فيكي ،لمي هدومك ويلا بينا من هنا
اعتدلت فى احضانة ونظرت الى عينيه بشئ من القلق وهتفت :
– لا اياد دا مش حل كدا الامور هتعقد اكتر وهيكرهوني انا
قضب حاجبيه بتساؤل :
– عندك حل تاني انا يستحيل اسمح لمراتي حد يهنها انتى مش رخيصة عندى يا حنين
ابتعدت عنه قليلا واتجهت نحو الفراش لتجلس علية وهى تهتف بتردد :
– انا هبعد فترة مؤقتة لما الامور تهدي بينك وبينهم وبعدين ارجع تاني ،،
تقدم نحوها وهو يهدر بضيق :
– نعم هتروحي فين ،،،
*************************************************************
الصعيـــد ،،،
وقف عزام فى شرفة حجرته متصلبا جامد التعبير صامت تماما ولكن بداخلة ضجيج
يرتب مشاعرة المتضاربة بين اللهفة والانتقام والغضب ،،
ليتابع عربات الامن المركزى القادمة بإتجاة منزل القناوي وترجل منها بعض القيادات المعروفة ومدير الامن
نزلت فرحة بالام تفوق ألمها الجسدى وقلبا بصميمه محفور عليه اسم زين
دخلت مع تلك الحاشية الي الجمع الذى كان فى انتظارها حدقت بوجوه الموجودين لتحاول التعرف عليهم فما عرفت منهم سوي ابيها وامها التى فتحت ذراعيها شوقا وركضت نحوها
تحدث مدير الامن بإيجاز :
– تمام يا حاج وهدان بنتكوا عندكم خلوا بالكوا عليها ومش عايز اسمع عنها اى مشاكل
اجابة وهدان بإمتنان :
– انشاء الله يا سعادة الباشا ،شاكرين افضالك
صافحة مدير الامن ودار على عقبية مودعا
لينادية وهدان :
– واه ما عتجعتوش تاخدوا واجبكم
ابتسم ابتسامة صغيرة واجابة بتحفظ :
– لا يا راجل يا طيب احنا كنا بنأدى واجبنا
على نفس الجانب كانت فرحة تنحب فى احضان امها بلا دموع فقد هدرت الملاين منها طوال الطريق حتى جفت مقلتيها وما تبقي سوي نيران قلبها المستعرة
خرج مدير الامن واغلق الباب عليهم حتى اندفع نحوها فتح اللة
بغضب ،وجذبها من احضان امها عنوة ولطمها بعنف وهو يهتف :
– يا بت الناجصة روحتي فين وجاية بالبوليس
تتشبثت زينات في يد ابنتها
وصاحت بإهتياج :
– ملكش صالح بينا يا فتح اللة مش سبتنا فى مصبتنا واتجوزت روح لمراتك وسبنا
اشتعلت عين فتح الله بإنفعال زائد :
– مش قبل ما اربي بت الناقصة دي وبدأ بالتهاوى بلكمات فى اماكن متفرقة على جسد فرحة الضعيف وبدأت بالصراخ
عندئذ نزل عزام الدرج بخطوات واثقة وهادئة وهو يهدر بتحذير عالي أسكت الجميع :
– ما حدش يمد يده عليها،،،،
رفعت فرحة نظرها اليه كما فعل الجميع ولكنها احست بأمان نسبى سرعان ما تلاشي عندما استرسل قائلا
وهو يتقدم نحوهم :
– مّراتي ومن حجي انا بس اللي اربيها
انتفضت اثر كلماتة واصابتها قشعريرة وحدقت بة مليا ودت لو بإمكانها الصراخ بإسم زين وانه لن ترضي سواه ابدا مهما كان وان وصل الامر الى الموت
اطلقت صابحة صرخة عالية عوضا عنها وهتفت بضيق :
– يالــــهوي ،يا مُـــرك يا صابحة
لم يبالي بها عزام والتف الي فرحة وحدجها بنظرات ضيقة دون ان يحيد نظرة عنها
وصاح في ابن عمة بصوت غاضب :
– ابراهيم جيب المأذون عشان يكتب الكتاب دلوجت ،،،،كان لا يفكر سوي في امتلاكها الوقتى حتى يضمن بقاؤها على كل حال
ارتعش جسدها وكادت ان تسقط ارضا من فرط الرعب
بينما لطمت زينات وجهها فهي تعرف النوايا التي تخبأ لابنتها ؛؛؛
وكان الموقف اكبر من استيعاب الجميع فتسارع وهدان ليهتف :
– يا ولدي اصبر لما نعمل فرح احنا مش عاملين حسابنا وبعدين لساتك ما خلصتش موضوع بت الشرشيرى واحدة واحدة علينا يا ولدى الله يرضي عنيك
لم يبالي بأي شئ سوى برغبة ان يحقق غايته الان فهدر بصوت محتد
– جولت الماذون يجي دلوك يعني دلوك
لطم وهدان كفيه ببعض وهتف معترضا :
– هي لعبة يا ولدي دا جواز ما عينفعش يصحوا الخلايج يلاجوك اتجوزت
كانت بعينيه قتامة وظلمة وغموض لا يدركه احد وهتف بإصرار عجيب :
– نكتب الكتاب دلوك والفرح يبجا زى ما انتوا عايزين
،عندها هتف زينات بنبرة متحشرجه :
– ااا حاج وهدان انت لسة عن رائيك في ال،،،،قولت عليه
اشار بيدة للاعلي وهدر بضيق :
– خدي بتك واطلعي علي فوج دلوجت يا زينات
كانت فرحة لاتعي ايا مما يدور
فإنكمشت الي احضان امها ومالت برأسها على كتفها من فرط الفزع كل شي اليوم كان مؤلم وفوق الخيال
بينما نظرت زينات الي فتح الله وهدرت بجمود :
– حاضر بس انا ليا عندك طلب يا حاج وهدان ، طلقني من اخوك
اتسعت اعيونهم فى دهشة ونظرت نحوها فرحة بتعجب بينما زمجر فتح اللة وهو يحاول الوصول اليها ومنعه اخويه بان اعتقل يداية
– بتقولي اية يا ناقصة
هتفت بتعالا وصمود غير مسبوق :
– ايوة انا الناقصة ، الغبية اللى رضيت طوال السنين دى تعيش مع واحد زيك مش شايف الا نفسه الناقصة دي جابتلك فرحة النقص مش عندي عندك انت انت اللى ما رضتش بحالك روح لمراتك وشوف حياتك انا انهاردة رجعتلى حياتي اللي استحملتك عشانها امشي وسبينا زى ما اتعودنا منك على كدا امشــي يلا ،،،
كانت كلمات الغريبة على مسامع فرحة كما ان وقوف امها بهذا التحدي السافر جعلها فى حيرة
نطق فتح الله غير هابعا بأي شي :
– ماشي يا زينات . انتــي طالق بالتلاته
شهق الجميع من الصدمة بينما ،زفرت زينات فى ارتياح واحتضنت ابنتها وصعدت بها للاعلى
ليوكزة اخية وهدان بغل ويهدر :
– انت ايه يا خي ، جنسك اية مفيش في جلبك رحمة بدل ما تهديها طلجتها
لم يبالي بأحد وخرج وهو يهتف بتأفف :
– فى داهية ،انا سايبهالكوا وسايبلكوا البت انشالله تدبحوها انا اتبريت منها خلاص ومش راجع هنا تانى ولو فى عزاها
– ***********************************************************
في فيلا الاسيوطي ،،
جلس عاصم بجوار فريال وهو يرخي براسة الى الوراء بتعب
نفخ في ضيق وهتف بشرود :
– اااخ الولد دا هيموتني خلاص مش عارف اتعامل معاه ازاى معاذ اخوه محستش بمعاناه معاه زي اللي عشتها وياه هتجنن منه
مسحت فريال عبراتها وتنهدت فى حزن :
– ابني يا عاصم عايز يمشي ويسبنى ،،،بليز ياعاصم ما تخليهوش يمشي ارجوك
اعتدل وفرك جبهته بتالم :
– قولتله طلقها ما رضيش طيب انفي الاشاعة عنك بطفل ،،مش راضي عايز اية ليه مش راضي
يريحنى طول عمره سادد نفسي وبيجى في اوقات حرجة ويتحداني ،،ثم حدق بقلق الي فريال
– مصيبة الايكون الولد كدا زى ما قالت لينا ،،،انا سمعت من الحراسة اللى كانت معاه فى الساحل انه كان في هناك اوضين مستخدمين يعني ابنك ممكن يكون ،،،،،،،،،
في غرفة رودي ،،،
دقت بأصابعها على فمها في توتر وغدت غرفتها ذهابا وايابا
لتحدثت نفسها :
– انا ماليش دعوة بكل دا انا هروح اقضي اجازة نص السنة عند معاذ وهروح اكلمة دلوقت يكلمهم قفزت الي فراشها وفتحت الحاسوب الخاص بها لتبدء فيما نوت
في غرفة اياد ؛؛؛
استقرا معا على الفراش كان يطبق يدايه على حنين وكانها ستفر منه الي عالم اخر اراد ان يحيها في اضلعه كي يضمن
انها بخير دائما بينما هي سكنت تماما لشعورها براحة تامة داخل احضانه
هتف بنبرة متحشرجة :
– هتروحي الصعيد لوحدك
اغمضت عينيها لتزيح الالم الذي غزا قلبها فجاة من ذكر ذلك الاسم الذي تبغضة وتبغض ذكراه
واجابته بهدوء :
– ايوة دا انسب حل اروح اطمن على فرحة وخالتى زينات واقابل عمامي مادام مصرين يشفونى للدرجة دى
– طب وانا ،،،قالها بتودد
رفعت رأسها عن صدرة وابتسمت لة :
– انت هتفضل هنا تحل كل حاجة ونرجع نعيش تاني طبيعين من غير مشاكل
التف لها ونظر اليها بعشق تام وهتف فى رقة :
– هاجيلك الصعيد ونعيش احلي قصة حب وافرجلك

الخاتمة
هاجيلك الصعيد ونعيش احلي قصة حب وافرجلك الصعيد كله قد اية اياد بيحب حنين
ابتسمت لة ابتسامة واثقة وتوردت وجنتيها قبل اتهتف :
– انا اصلا بعيش احلي قصة حب معاك
ابعدها قليلا وامسك منكبيها وهدر بجدية تامة :
– بس ناقصك حاجة واحدة يا حنين عشان ما اتعبش معاكي بعدين
تسائلت بعينيها واسترسل هو
– تبقي قوية ،وقوية جدا ،ما تسمحيش لحد يتحكم فيكي او يملي شروطه عليكي
انتى حرم اياد عاصم الاسيوطي ،،، ،،،استقوي بيا
شعرت بالاختناق اثر ذكر اسمة الثلاثي بهذة القوة وزفرت فى محاولة فاشلة لاخفاء حزنها من هذا النفوذ الطاغي
فعقد اياد حاجبية متسائلا :
– مالك يا حنين
لاول مرة حنين تكشف عن مكنون صدرها الية وهتفت بضيق :
– اصلي بخاف قوي من نطق اسمك بشكل دا
حرك راسة بتفهم وهتف في تودد :
_ خلاص يا حنين مش هقوله تاني ،،،وهغيره عشانك
انفرجت اسريرها كطفلة صغيرة وحركت رأسها بالايجاب
بادلها الابتسام واسترسل بلطف وحنو :
– خلي بالك على نفسك هناك وهكلمك كل يوم لا كل ساعة
لانك هتوحشينى اوى لا انتى وحشانى اصلا دلوقت وحاجة
كمان مهمه مش عايزك تبقي ضعيفة قصاد بباكي ولا اهلك هناك عايزك تفتكري دايما انى ساندك وضهرك وقوتك ماحدش يقدر يمسك بسوء طول ما فيا نفس و اوعى تنسي انك
((( علي ذمة عاشق )))
……………………………
انتهي الجزء الاول
والي اللقاء في الجزء الثاني
علي ذمة عاشق (شهد الحب)
تاليف / سنيوريتا ياسمينا احمد

تمت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية على ذمة عاشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى