روايات

 رواية عش العراب الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سعاد محمد سلامة

 رواية عش العراب الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية عش العراب الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية عش العراب الحلقة السابعة والعشرون


السابعه والعشرون
ــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأ الوقت يمضى
بعد مرور شهرين تقريباً
بعد منتصف الليل
بشقة هند
النوم جافى عيون هند
نيران الحقد تشتعل بقلبها، هى مهمشه فى حياة قماح لا وجود لها، حتى إن كان قماح يبيت أحياناً معها بالشقه فهو يبقى بالغرفه الأخرى بعيد عنها، لكن رغم يقينها أن قماح بأى لحظه قد يُنهى زواجهُ الصورى منها لكن لامانع من محاوله حتى لو فاشله لن تخسر أكثر مما خسرت سابقًا والآن عليها ركن كرامتها جانبًا.
فتحت باب غرفة قماح، رأتهُ غارق بالنوم ، كما تريد تلاعب الشيطان برأسها هذه فرصتها، ربما تنال وقت لطيف مع قماح الليله ربما هذه الليله تتبدل معاملتهُ معها
وتأخذ حياتهم شكلها الطبيعى كزوج وزوجه…لمعت عينيها برغبه وهى تنظر الى قماح النائم شبه عارى فقط بسروال على خصره،لم تلمع عينيها فقط،بل زاد خفقان قلبها،هى عاشقه له وهذا ما جعلها تتحمل تهميشه لها الفتره الماضيه كل ما تريدهُ بالحياه أن تعيش بقُربه،لا يهمها إن كان قلبهُ وعقله مع أخرى تستحوز عليه بهجرها له،وبذالك الصغير الذى أنجبته تجعله يلهث خلفها.
إقتربت من الفراش وصعدت عليه،وضعت يديها على ظهر قماح النائم على بطنه،تسير بها صعودًا وهبوطً بحركات تتفننها، فى زواجهما السابق كان لها أثر على قماح،وكان يسقط ببراثنها أو ربما كان يستجيب بإرادتهُ.
بينما قماح شعر بيديها التى تسير على ظهره للحظات غرق بذالك الحلم الذى يراودهُ أن سلسبيل آتت إليه وهى من تُمسد بيديها على ظهره
إستدار نائمًا على ظهره ومازال مُغمض العينين لا يريد فتحهما ويعلم ان كل ما يشعر به ليس سوى حلم ،إستسلم لحظات لذالك الحلم الذى يتمناه،قُبلات هند المشتاقه
شعر بيديها تسير على صدرهُ بتودد وحميميه،بين الغفوه والصحوه يتحدث عقله،تلك لمسات وقُبلات حقيقيه،لكن عقله على يقين أنها ليست لمسات ولا قُبلات سلسبيل…
بدأ يعود للواقع ويترك ذالك الحلم وفتح عيناه،كما توقع
تفاجئ بنصف جسد هند فوق جسده،تتود له بحميميه تعتقد أنه بدأ يتجاوب معها،لكن فجأه
أمسك بإحدى يديها،وإبتعد براسهُ عن شفاها هامسًا:
هند.
همست هند بآنين مُشتاق:قماح أنا بحبك خلينا نرجع زى قبل ما نطلق…أنا متأكده إنك بتحبنى سلسبيل وهم إنت عايش فيه،هى بتتلاعب بمشاعرك،عشان تجرى وراها.
ربما ما كان عليها ذكر سلسبيل، لكن أخطأت كالعاده حين تذكر سلسبيل بالوقت الخطأ،نفر قماح منها وأبعدها عنه للخلف،ونهض من على الفراش.
شعرت هند بحسره كبيره فى قلبها وإزداد غلولها،من سلسبيل،وتدمعت عينيها تحاول أن تنال رضاء قماح… نزلت من على الفراش وأقتربت من مكان قماح، حاولت حضنه.
قائله بتوسل:قماح أنا بحبك،حبيتك من أول مره شوفتك فيها عند بابا فى الشونه بتاعته،وبعدها فرحت لما النصيب جمعنا،وكنت بموت بعد ما طلقتنى كان عندى دايماً أمل أنك هترجعنى،وربنا حققلى أملى،قماح أنت رجعتنى لعصمتك عشان بتحبنى،سلسبيل عمرها ما هتحبك دى بتستلذ بهجرها لها،بتحاول دايماً تسيطر على عقلك،لكن قلبك عارف مين حبيبه،حبيبة قلبك هى أنا يا قماح بدليل إنك رجعتنى تانى لذمتك،أنا متأكده لو سلسبيل مكنتش حامل منك يمكن كنت طلقتها،قماح أنا معنديش مانع سلسبيل تفضل على ذمتك عشان إبنك،أنا لما أستسلمت لطلاقنا،وقتها علشان كنت بتعالج عشان أخلف،بس الدكتور قالى إن علاجى صعب،بس مفيش حاجه مستحيله العلم كل ثانيه بيتقدم،وحتى لو مخلفتش عندك إبنك من سلسبيل.
تعجب قماح من هُراء هند،أجل هُراء،أى حب يحبه لها،حبيبة قلبه الوحيده هى سلسبيل من يشعر بنبضات قلبه وهى جواره أخطأ بحقها كثيراً أصبح يعلم ذالك،حين أقترب منها خسرها بغطرستة وغباؤه،أجل غباؤه،أين كان عقله حين كان يتعمد أذيتها سواء بالفعل أو القول بدل أن يحتويها كان يُجافيها، ليجنى الهجر بعد ذالك أمامه وبعيده عنه بإرادتها لولا ذالك الطفل الذى مازال يجمعهما لكانت أنهت كل ما يربطها به ولم يكن ليمنعها فرد من العائله.
عاد قماح للخلف خطوه بعيد عن هند قائلاً:هند بلاش تعيشى نفسك فى وهم أنتى متأكده أنه مش صحيح،أنا فعلاً بحب سلسبيل من قبل ما أتجوز المره الاولانيه حاولت أدفن حبها وأعيش مع غيرها مقدرتش،هند صدقيني أنا غلطت فى حقها من البدايه رجوعنا كان غلط منى فى لحظة غضب كان تسرع منى ،هند أنا مش عاوز أزود فى جرحك إنتى كمان،بعترف إنى غلطت فى حقك لما رجعتك لذمتى تاني،هند اللى رابطنى بـ سلسبيل مش إبننا ولا إنها بنت عمى،أنا بحب سلسبيل هى كمان ومن زمان، أنا غلطت فى حقها كتير،هند إحنا لازم ننفصل ودلوقتي.
صدمه بل صاعقه فى قلبها قتلتها،عقلها لا يستوعب،قماح أكد حبهُ
لـ سلسبيل مرتين بهذا الحديث،سالت دموع هند لو تذللت الآن لقماح لن يمنعه ذالك من التراجع عن الطلاق بل قد يُصر عليه أكثر.
تحدثت بدموع خادعه ورسمت الأستصعاب بجداره:بس إنت لو طلقتنى هروح فين بابا غضبان عليا من يوم ما رجعتنى لذمتك تانى،هاجمنى إزاى إن أعمل كده من وراه،حتى لما كان مريض وكنت بزوره كان بيرفض يقابلنى وماما ونائل حاولوا يحننوا قلبه عليا بس إنت عارف قسوته،حتى رفض إنى أرجع أشتغل معاه فى الشونه من تانى،حتى رصيدى فى البنك سحبه بالتوكيل اللى ما بيننا،أرجوك يا قماح بلاش تطلقني قبل ما أقدر أدبر حالى،أكيد مترضاش أنى أعيش فى الأوتيلات الرخيصه.
فكر قماح وسقط فى خداع هند،هو بالنهايه مُخطئ فى تلك الزيجه مثلها وأخطأ فى حق هند ولديه مسؤليه إتجاهها الآن،حديثها بالفعل صحيح…
تنهد قماح قائلاً:
تمام يا هند متقلقيش،اكيد ميرضنيش إنك تعيشى فى الأوتيلات،هحاول أتكلم مع باباكى وأقنعه بموضوع طلاقنا،ولو فضل معاند أوعدك أأمنلكِ شقه فى مكان كويس تعيشى فيها،وشغل يناسبك.
تنهدت هند بدموع ليست خادعه،بل دموع حسره،ما بها سلسبيل حتى يُحبها قماح كل هذا الحب،لماذا لم يبادلها يومً نصف هذا الحب،لكن غريب هو الحب لا قوانين له.
أمائت هند برأسها ولم تستطيع الوقوف على ساقيها،ذهبت الى الفراش وجلست عليه تستشعر خيبة أملها فى قضاء ليله تنعم بها بين حضن قماح.
قماح الواقف أمامها لم يهتم لضعفها بل زاد من من جحيم قلبها حين قال:أنا النوم راح من عينى، وكان عندى شوية ملفات عالابتوب بتاعى عاوزه مراجعه،والابتوب فوق فى شقة سلسبيل.تصبحى على خير.
قال قماح هذا وأخذ قميص له يرتديه فوق البنطال وتركها تجلس على الفراش بركان حقد يشتعل بقلبها،قماح لم يصعد لشقة سلسبيل من أجل العمل بل من أجلها هى،سلسبيل هى العائق بينها وبين قماح لو إختفت قماح سيبقى لها،هكذا صور لها عقلها اليآِس.
بينما بشقة سلسبيل قبل قليل
إستيقظت سلسبيل على صوت بكاء صغيرها النائم جوارها
فتحت عينيها قائله بنعاس:قولى أنت بتنام زى البشر الطبعين ليه،أنا يادوب لسه هنعس.
إزداد الصغير فى البكاء.
نهضت سلسبيل جالسه على الفراش وجذبت الصغير وحملته قائله:ناصر بيه يدلع براحته ويزعج زى ما هو عاوز،طبعاً مش دلوع الحجه هدايه.
هدأ الصغير قليلاً.
تبسمت له بحنان قائله:إسم الحجه هدايه هو طلسم السكوت بتاعك،عالعموم ترضع وزى الشاطر كده تنام تانى،وتسيبنى أنا كمان أنام والله أنا بشتغل ولازم أكون فايقه،عشان لو غلطت فى الحسابات جدك ناصر والنبوى ممكن يخصموا من مرتبى ويسحبوا العرببه من تحت إيدى،وأتبهدل فى المواصلات.
تبسمت لصغيرها الذى إلتقم صدرها
بينما قماح صعد الى الشقه، تعجب حين سمع صوت سلسبيل، ذهب الى الغرفه،كان الباب مفتوح
دخل مباشرةً،تبسم وهو يرى سلسبيل تتحدث مع الصغير دخل يقول:
واضح إن ناصر غاوى سهر.
تبسمت سلسبيل له قائله:لأ غاوى تعب ليا مع ماما وجدتى طول اليوم مش بيتعبهم،لكن معايا مش بس غاوى سهر،لأ كمان عاوزنى أشيله وهو نايم ،بس ده كله بسبب دلع جدتى له طول ما هو معاها شيلاه على رجلها حتى وهو نايم ،إنما لو سابته ينام عالسرير هيتعود،ماما بتقولى كده.
تبسم قماح وأقترب من الفراش وجلس لجوارها،ينظر الى ذالك المشاغب الصغير،الذى شبع يبدوا أنه للتو إستيقظ ويريد اللعب غير عابئ بتعب غيره.
مد قماح يديه يأخذه من سلسبيل قبل وجنتيه قائلاً:
إحنا بعد نص الليل مش ناوى تتعطف وتتلطف وتنام.
يبدوا أن الصغير لا يعجبه حديث قماح ويُصر على اللعب،قام بهبش وجه قماح بيديه الصغيره،تركت أظافره الرقيقه أثر ربما لا يُرى بالعين لكن ترك مكانه آلم طفيف.
تبسم قماح ويمسك يدي الصغير يتمعن فى أظافرهُ قائلاً:دى ضوافر ولا مخالب.
ببسمه ردت سلسبيل:دى ضوافر ناعمه بس زى المخالب بتسيب مكانها ألم.
ظل قماح وسلسبيل لوقت يمرحان مع ذالك الصغير،الى أن تثائب هو وأراد النوم،وضعاه بينهم على الفراش فى المنتصف وغفيا جوارهُ… نسيا الإثنان خلافتهما قليلاً مستمتعان بلحظات عائليه.
……ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشرون يوم
بمنزل سميحه
جلس محمد مع نظيم يستشيره ببعض أمور زفافه هو وسميحه التى دخلت عليهما بصنية صغيره وضعتها على طاوله بالغرفه قائله:
لا أنا مش عاوزه الحنه تبقى فى قاعه كبيره،أنا عاوزاها هنا عالسطوح زى بقية بنات البلد،القاعه بتبقى كده تكتيفه وتدخل ناس منعرفهاش هنا الحنه وسط حبايبنا واهلنا.
تبسم نظيم بتوافق قائلاً:فعلا كنت لسه هقول كده،الحنه هنا فى البيت تبقى عالضيق لحبايبنا،إنما الزفاف هو اللى يبقى فى القاعه زى ما قولت.
فكر محمد قائلاً:تمام أنا بس كنت بقترح القاعه عشان تساع المعازيم اللى هتيجى للحنه.
ردت سميحه:معازيم مين أنتى ناوى تعزم بنى سويف كلها عالحنه ولا أيه،إحنا نعزم أهلنا وحبايبنا القريبين مننا،والباقى يجوا القاعه يتعشوا فى بوفيه الزفاف.
ضحك محمد ونظيم الأثنان معاً
بينما نظرت لهم سميحه بتهكم قائله:هو أنتم مفكرين المعازيم بيروحوا القاعات دى عشان يتفرجوا عالعرايس والعرسان لأ عشان البوفيه.
ضحك محمد قائلاً:ما علينا خلينا نتكلم عن كتب الكتاب،أنا اتفقت مع المأذون نكتب الكتاب ليلة الحنه… وده كان سبب لأقتراح الحنه فى القاعه، بس طالما سميحه عاوزه كده هى حره.
رد نظيم: البيت مش ضيق أطمن نكتب الكتاب هنا فى الشقه،والحنه والمعازيم عالسطح زى ما سميحه عاوزه.
تبسم محمد وقال:تمام،نتكلم فى الشبكه والمهر والمؤخر وقايمة العفش.
رد نظيم:بص يا محمد،أنا يوم ما طلبت أيد سميحه وسألت عنك،عرفت إنك إبن ناس لهم سمعه طيبه وافقت عشان كده مش عشان غنى،المهر والمؤخر وقايمة العفش مش هما اللى هيجبروك تحترم أختى وتعاملها بما يرضى الله،إنما الشبكه مقدرش أتكلم فيها دى تقدير منك ليها وأهى عندك،أتفق معاها،وأن كان عليا هقولك شبكة الخطوبه تكفى وتوفى.
نظر محمد لـ سميحه رأى بعينيها أقتناع بحديث نظيم،حتى أنها أمائت رأسها بموافقه على قول نظيم.
تبسم محمد قائلاً:تمام الحنه وكتب الكتاب زى ما حددت مع المأذون بعد أسبوع من النهارده.
……ـــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
كانت حنه مميزه بطابع شعبى بسيط فوق سطح منزل سميحه.
كانت النساء فوق سطح المنزل تغنى الاغانى الشعبيه والرقص البسيط،
كانت هند وزهرت تشعران بالضجر وتنظران بالدونيه لتلك المظاهر التى من نظرهم بيئه،بينما
كانت هدى وسلسبيل تجلسان تشعران بفرح،ربما هذه أول مره يشاهدان تلك المظاهر البسيطه،رغم أن زواج سلسبيل كان يشبه تلك الحنه،لكن لم تكن تشعر بفرحه فى قلبها وقتها،لكن اليوم بداخل قلبها فرحه وإزدادت وهى ترى جلوس جدتها وعلى ساقيها تضع صغيرها تمسك يديه تجعله يُصفق،وهو منسجم وسعيد وعيناه تراقب ما حوله ينفض جسدهُ بسعاده كأنه يشاركهم ويفهم ما يحدث.
بينما هدى شعرت بالعطش فجأه نظرت حولها لا يوجد مياه،الموجود بعض أكواب الشربات وهى تريد مياه…
همست لـ سلسبيل:
أنا عطشانه قوى.
نظرت سلسبيل حولها هى الاخرى وردت عليها:
مفيش مايه هنا خديلك كوباية شربات تروى عطشك.
ردت هدى:لأ أنا عاوزه مايه،مش شربات هنزل لتحت اشرب وأرجع بسرعه.
تبسمت سلسبيل وهى تومئ برأسها لها،
نزلت هدى الى أسفل،وقفت أمام باب الشقه رغم أنه مفتوح لكن خجلت من الدخول ووقفت متردده،حتى أنها طرقت على الباب قبل أن تحسم أمرها وتدخل الى الشقه،وقفت بالردهه،تنظر حولها بأى إتجاه هو المطبخ كى تذهب إليه وتستقى المياه.
فى ذالك الوقت خرج نظيم من إحدى الغرف بيده الهاتف يرن،حين رأى هدى شعر بسعاده فى قلبه فهى منذ إمتحانات نهايه العام لم يراها،أغلق رنين الهاتف وذهب الى مكان وقوفها قائلاً:أهلاً يا هدايه أعتقد دى أول مره تشرفى بيتنا البسيط المتواضع.
ردت هدى:فعلاً أول مره.
إبتسم نظيم قائلاً:بس الحنه فوق عالسطح مش هنا.
ردت هدى:عارفه أنا كنت معاهم بس حسيت بعطش ومفيش غير شربات،وأنا عاوزه مايه قولت أنزل أشرب واطلع تانى بس أنا مش عارفه فين المطبخ.
إبتسم نظيم قائلاً:ثوانى هجيب ليك مايه من المطبخ.
وقفت هدى تنتظر عودة نظيم،بعد لحظات بزجاجة مياه،واعطاها لها قائلاً:
على فكره مايه معدنيه.
نظرت له هدى قائله:وأنا كنت سألتك معدنيه ولا لأ،عادى المهم أن الإزازه مايتها نضيفه.. أنا هاخد الازازه وأطلع بيها للحنه من تانى.
كادت هدى ان تغادر،لكن بسرعه أمسك نظيم يدها قائلاً:
هدايه ممكن دقيقه لو سمحتي.
تضايقت هدى ونفضت يده عن يدها، وكادت تتهجم عليه لولا أنه أعتذر منها قائلاً بذوق: آسف بس كنت عاوزه اسالك فتحتى الملف.
تقبلت هدى آسفه وكانت تناست ذالك الملف قائله بسؤال:ملف أيه؟
رد نظيم:الملف اللى كان علابتوب بتاع أختك.
ردت هدى بتذكُر:آه تصدق أنا كنت نسيته إتشغلت فى ولادة سلسبيل وبعدها جت فترة إمتحاناتى وبعدها قولت أفصل شويه،بس أكيد هرجع أحاول فتحه ولو معرفتش هفيرس الجهاز.
تبسم نظيم قائلاً:لو أحتاجتى مساعدتك انا جاهز فى أى وقت…ردت هدى ببسمتها قائله:تمام لو حاجه وقفت قدامي هطلب مساعدتك.
قالت هدى هذا وغادرت،بينما تنهد نظيم بشوق ولم يرى ناصر الذى رأى وقوف هدى مع نظيم وإمساكه ليدها،وتبسم حين نفضت هدى يدهُ عنها،كذالك لاحظ بسمة هدى لـ نظيم بنهاية حديثها معه،لولا أن لديه خلفيه بأخلاق نظيم ربما كان له رد فعل آخر معه، وهو لديه ثقه كبيره فى هدى،يعلم انها لا تسمح بأى تجاوز فى التعامل معها.
مرت ليلة الحنه بهدوء وسعاده رغم بساطتها
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى اليوم التالى
بـ دار العراب
عصرًا
دخلت فتحيه الى غرفة هدايه مبتسمه تقول:أنا رتبت
هدوم سميحه فى الدولاب،وكمان حطيت لهم العشا فى المطبخ.
تبسمت هدايه قائله:ربنا يهدى سرهم ويفرح قلوبهم ببعض
تبسمت فتحيه وقالت لـ هدايه:سميحه والله مش عشان بتى،بقول إكده،هى بس مهفوفه شويه فى عقلها وأنتى كبيرة الدار توعيها.
تبسمت هدايه قائله:سميحه زينة البنته واطمنى يا فتحيه هى دخلت جلبى من يوم ما دخلت دارك عشان أخطبها
لـ محمد،وهى بجت كونها بكون حفيداتى،ونفس المعزه كمان
تبسمت فتحيه قائله:ده العشم من الحجه هدايه،مفتاح الشجه أهو.
ردت هدايه قائله:خليه معاكى،وإبجى إديه لـ سميحه أنتى مش هاتجى مع بنك من الجاعه لأهنه تانى،خلاص إبجى أديه لها،ده مفتاح شجتها وهى حره فيه.
تبسمت فتحه تهمس لنفسها:والله ما أعرف سميحه بتى عملت طيب ميتى عشان توقع فى ست زى هدايه،طيبه وحنينه،لو أخرة غيرها ربما كانت حسستها بالدونيه حين قالت لها أنها وضعت الطعام البسيط التى آتت به من منزلها للعروس،كانت قالت لها أن المنزل ملئ بالخيرات،لكن هدايه لم تُعقب على الأمر،حتى لا تُشعر فتحيه أنها اقل مستوى منهم…
حقًا كما يقولون فى النسب يُلغى المقام أصبح الأثنان بمقام بعضهما،لا هذا عالى ولا هذا دانى،العشره الطيبه هى أعلى مقامً.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
نزلت سلسبيل بذالك الصغير ودخلت الى غرفة هدايه
تبسمت هدايه تفتح ذراعيها قائله بمداعبه:
حبيب جلبى،إتوحشتك من الصبح جاعد فوق مع سلسبيل.
تبسمت سلسبيل قائله:كنا أنا وهدى بنجهز عشان الزفاف،حتى هدى سبقتنى مع بابا وراحت للقاعه،وأنا هروح بعربيتى،وهسيب ناصر مع حضرتك،يارب ميغلبكيش
حملت هدايه الصغير وقبلت خدهُ قائله:لاه أطمنى على ناصر إمعاى ده هيسلينى أنا ست كبيره وماليش فى القاعات بتاع الأفراح دى،ظهرى ميتحملش أجعد المده دى كلها،من غير ما أفرده عالسرير،وناصر هادى.
نظرت سلسبيل نحو ناصر وتبسمت بتهكم قائله:ناصر هادى،قصدك ناصر تانى غير اللى معاكى ده،ده بيسهرنى معاه لنص الليل وينام ساعه وعاوز يصحى يكمل سهر.
ضحكت هدايه وهى تقبل الصغير قائله:هو فى أهدى من ناصر،تلاقيكى إنتى اللى عاوزه تسهرى وبتتحججى
بـ ناصر.
ضحك قماح الذى دخل الى الغرفه قائلاً:فعلاً كلام سلسبيل صحيح يا جدتى،ناصر شقى وكمان ضوافره محتاجه قص بيخربش،ببشد شعر سلسبيل.
ضحكت هدايه قائله:أنتم هطلعوا للواد سُمعه مش زينه ولا أيه،ناصر ده ملاك إصغير.
ضحكت سلسبيل قائله:الوقت خلاص زمان محمد خد عروسته للقاعه،أنا أتأخرت بسبب ناصر.
تبسمت هدايه قائله:طالما قماح لسه هنا بلاش تاخدى عربيتك وروحى إمعاه بعربيته.
ردت سلسبيل:بس يمكن قماح هياخد حد تانى معاه،هروح بعربيتى.
رد قماح:لأ محدش هيبقى معايا،وبقول كفايه كده خلينا نروح سوا القاعه.
كانت سلسبيل ستعترض،لكن قالت هدايه:فعلاً الكل مشى من بدرى،يلا روحى مع قماح وأطمنى على ناصر متحمليش همهُ.
وافقت سلسبيل حديث هدايه قائله:انا مش بحمل هم ناصر هو ببحبك أكتر منى.
تبسمت هدايه قائله:وناصر الصغير له معزه تانيه غير الكل عندى،كفايه إنه بيحمل دم العراب من الجهتين،وبلاها حديت كتير،يلا طريج السلامه.
سارت سلسبيل جوار قماح وتركوا هدايه تنظر فى أثرهما تدعى لهما بنيل السعاده والهناء مع بعضهما،كما يستحقان.
…..
بعد قليل
بقاعة الزفاف
كانت سميحه متألقه بردائها الأبيض تُشبه تلك احوريات التى تُذكر فى حواديت الخيال،كذالك محمد أحد الأمراء
أشار بيدهُ نحو سلسبيل، التى صعدت الى منصة العُرس أعطته تلك العلبه المخمليه وعادت تجلس مكانها.
بينما أخذ محمد تلك العلبه وقام بفتحها وإخراج ما بها من محتويات قيمه
نظرت سميحه الى تلك المحتويات ثم نظرت الى محمد نظرة عدم رضا.
قام محمد بتلبيس سميحه طقم من الذهب الأبيض المرصع ببعض فصوص الألماس هامسًا فى أذنها:ده هديه العريس للعروثه،يا ثموحتى،خلاص بقيتى مراتى.
همست له سميحه قائله بتهكم: مراتك،مراتك وجايبلى هديه فالصوا،وبتلبسهالى قدام المعازيم كمان طب إنكسف.
إنصعق محمد قائلاً: إنكسغ، وفالصوا
ده دهب أبيض وفيه بعض فصوص الالماظ.
تهكمت سميحه قائله:وماله الدهب الأصفر كان إشتكالك،وايه ده
عقد وإنسيال وخاتم،وحلق حتى ملبستوش بسبب الحجاب،مالها الغوايش والسلاسل،حتى كنت أمشى أسمع صوت رنهم فى بعض كده لم أهز أيدى وصدرى.
رسم محمد بسمة مكر قائلاً:طب ما تسيبك من الطقم الفالصوا ده و تقومى نهز شويه عالمسرح نفك الفرح ده أنا حاسس إنى رجليا وقفت من القاعده هنا.
ردت سميحه:ومين سمعك بس أنا مش بعرف أهز،قوم هز إنت،أنى مش بحب چلع البنته الماسخ ده.
إنصعق محمد قائلاً:هى جدتى جت لهنا القاعه ولا أيه،ولا روح الحجه هدايه لبستك.
نظرت له سميحه بسخط قائله:لاه بس مش بيجولوا من رقص نقص.
همس محمد لنفسه قائلاً: لأ انا اللى لو جادلتك الليله هينقص عمري.
ثم نظر لها وقال: فعلاً يا روحى أنا هصقف، بس يا ترى التصقيف مش مش نقص برضوا.
ردت سميحه:لاه عاد صقف أنا هصقف أنا كمان بس عارف لو لمحتك بتبص للغازيه هخلع عنيك.
رد محمد:حبيبتى أحنا فى قاعه محترمه مين اللى قالك إن فى غازيه هنا فى القاعه.
نظرت سميحه لـ محمد قائله:حتى الغازيه إستخسرتها فيا،زى ما قالتلى إستر الأغنيه بُخله،جايبلى دهب فالصوا ومفيش غازيه كمان.
نهض محمد قائلاً:ومفيش عريس كمان خليكى قاعده لوحدك فى الكوشه وأنا هرقص لوحدى.
نظرت له سميحه قائله:ناقص.
بالقاعه
كان قماح يجلس بالمقابل لـ سلسبيل
كان يشعر بالغيره وهو يرى ذالك الغبى نائل الذى لا يعلم من الذى دعاه،لحضور الزفاف،إستغل نهوض سلسبيل حين ذهبت لمحمد ثم عادت وذهب للجلوس بمقعد خالى جوارها،يحاول تجاذب الحديث معها،لكن هى لا تُعطيه إهتمام… مع ذالك يشعر بالضيق منه، ود خلع عيناه
حاول التحكم فى نفسه لكن فلت الأمر، منه غصبًا
نهض من مكانه وذهب الى خلف سلسبيل وإنحنى عليها هامسًا: قومى معايا نطلع عالمسرح نبارك لـ محمد وسميحه.
ردت سلسبيل: لسه الفرح فى نصه، وأنا لسه جايه من عنده على المسرح.
رد قماح: قومى معايا يا سلسبيل.
ردت سلسبيل:لو عاوز تباركله روح لوحدك أو خد هند معاك.
مسك قماح عضد سلسبيل قائلاً:قومى معايا يا سلسبيل وبلاش إعتراض،ولا عاجبك زفت نائل.
نهضت سلسبيل مع قماح رغم غيظها من طريقة حديثه.
لكن جذبها قماح من يدها ولم يذهبا الى منصة العرس كما قال…لها،بل تفاجئت به يسحبها الى السير معه الى خارج القاعه…ويذهب الى الإستقبال الخاص بذالك الفندق الملحقه به قاعة العُرس
وقبل أن تسأل وجدته يأخد كارت ذكى خاص بفتح غرفه بالفندق.
تعجبت سلسبيل وهى تسير جوار قماخ الى أن ذهبوا الى مصعد كهربائى بالفندق،نفضت يد قماح قائله:إنت واخدنى ورايح فين،الفرح لسه مخلصش،خلينا نرجع للقاعه من تانى.
رد قماح:سلسبيل بلاش فضايح وأمشى معايا،ولا عاجبك نظرات نائل وكنتى بتضحكى على أيه قاله ليكى.
ردت سلسبيل:أوعى لكلامك،نظرات نائل مالها نظرات عاديه،وانا ببتسم إحنا فى فرح مش عزا…ولا هو الضحك حُرم.
صمت قماح بتوعد.
بينما قالت سلسبيل:خلينا نرجع للقاعه تانى.
صمت قماح،الى أن توقف المصعد،جذب سلسبيل من يدها قائلاً:إحنا مش هنرجع للقاعه تانى.
قال قماح هذا وجذب سلسبيل للسير معه الى أن وضع ذالك الكارت الذى بمكانه المخصص بباب أحد الغرف،وفتحه قائلاً:إدخلى يا سلسبيل.
وقفت سلسبيل بعناد ولم تدخل.
جذبها قماح بقوه ودخلا الى الغرفه،ثم أغلق خلفه الباب.
إستدارت سلسبيل تقول بحده:
قولى جبتنا هنا ليه،ليه سيبنا قاعة الفرح.
لم يرد قماح،مما عصب سلسبيل،التى قالت:
تمام طالما مش عارف ترد يبقي خلينا نرجع للقاعه
قالت سلسبيل هذا وحاولت التوجه ناحيه باب الغرفه،لكن قماح جذبها بقوه لتلتحم بصدره،شعر بنبضات قلبها العاليه،وشفاها التى كادت تتحدث لولا أن قام بالتقامها
بين شفتيه يُقبلها بعشق جارف
تفاجئت سلسبيل من تلك القبلات فى البدايه،لكن
قماح جعلها تمتثل له لبعض الوقت، تشعر بشوق وتوق هى الأخرة لتلك القبلات، لكن جاء الى خيالها فجأه رؤيه هند تمسك سكين عليها قطرات دماء
أغمضت سلسبيل عينيها وشعرت برجفه فى قلبها،
لكن نفضت عن رأسها و سُرعان
ما فاقت سلسبيل من سطوة تلك القُبلات قائله بلهاث:
إبعد عنى يا قماح، كفايه.
لم تقول هذا فقط، بل قامت بدفعه بيديها كى ينهض عنها.
أما هو مسلوب المشاعر كل ما يريده الآن هى… هى فقط يريد أن يتنفس أنفاسهُا مختلطه مع أنفاسه.
لكن سلسبيل دفعته بقوه
رفع رأسه ونظر لـ سلسبيل ، التى تحيد بنظرها عنه
لا تريد أن تتلاقى عينيها مع عيناه، تعلم أنها ستضعف وقتها وتُسلم له.
رفع قماح جسده عن سلسبيل… نهضت مُسرعه تُلملم ليس فقط ثيابها،بل تُلملم شتات نفسها.
تحدثت بجمود أجادته: مالوش لازمه نفضل فى الأوتيل خلينا نرجع لـ دار العراب.
رد قماح ببرود: مش هنمشى من هنا قبل ما نتكلم مع بعض يا سلسبيل.
تهكمت سلسبيل قائله: نتكلم فى أيه، ومن أمتى كان بينا كلام، كل اللى كان بينا أومرك اللى كان لازم تتنفذ حتى من قبل ما أبقى مراتك
أنا سمعتك وإنت بتقول لـ بابا بلاش سلسبيل تدخل كلية الفنون الجميله فى أسوان، أسوان بعيده عننا وأكيد هتسكن هناك وهتبقى بعيده عن عنيك وممكن حد يحاول يلفت نظرها لما يعرف هى بنت مين…
قولى أنا بنت مين يا قماح، بنت العراب.. إسم العراب مشفعليش عندك وعاملتنى أسوء معامله من أول ليله إتجوزتنى فيها طول الوقت كنت بتجنبك رغم إنى حاسه بنظراتك ليا اللى كانت بتحسسنى إنى واقفه عريانه قدامك،ساعات كان بيدخل لقلبى الفرحه لما بتبتسم ليا بالغلط،حتى دراستى إنت اللى إختارتها،رغم إنك عارف إنى مش بحب المحاسبه ولا الأرقام بس كنت متوقع إنى أفشل فى الجامعه،بس خيبت ظنك،حتى لما كنت بتتجوز واحده وراء التانيه كنت بقول أحسن ده الأفضل وكنت بتمنى لك السعاده،حتى لما حصل وأتجوزتنى،كنت بتستخسر ترد عليا كلمة صباح الخير،كنت بتحمل وأقول أكيد مع الوقت حياتنا هتتعدل ونبقى زى أى أتنين متجوزين مش هقول بينهم حب وكلام فارغ زى ما ده إعتقادك عن الجواز،كنت بتمنى بس بينا تفاهم حتى لما كنت بطلب الطلاق كان نفسى تضمنى فى حضنك وتعتذر عن قسوتك،كان نفسى تقولى أيه اللى واجعك،وبتحاول تخفيه خلف قسوتك دى، لكن إزاى قماح العراب يسيب العنجهيه لمين ،وبدل ما تعتذر عن غلطك فيا،وتحكمك الزايد والشك إنى باخد مانع حمل من وراك ..و لاآخرة المتمه داخل عليا بضره قدام العيله كلها،حسيت أنا أتوجعت قد أيه…كفايه يا قماح إن كنت ساكته فده عشان إبنى بس أنا مش عاوزاه يطلع معقد زيك،بسبب إنفصالنا اللى كان هيبقى محتوم مع الوقت… قولت كده كده أنا جربت نصيبى، وإبنى يستحق أدوس على قلبى علشانه
وأبقى زوجه وهميه لك قدام الناس .
كانت سلسبيل تتحدث تسيل دموعها دون إراده منها .
ذُهل قماح من تلك الدموع التى سالت من عين سلسبيل لأول مره تذرفها أمامهُ.
……. ــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى