روايات

رواية عشق الملاك الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم علياء بطرس

رواية عشق الملاك الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم علياء بطرس

رواية عشق الملاك الجزء الثاني والعشرون

رواية عشق الملاك البارت الثاني والعشرون

رواية عشق الملاك الحلقة الثانية والعشرون

استيقظ ادهم على صراخ ملاك
وهي تضع يدها على بطنها
قال بصوت خائف
“مالك يا حبيبتى حاسة بإيه “

هتفت ملاك بصوت متقطع بسبب الالم
“بطني …. بطني …. بتوجعني “

حملها ادهم وخرج من الغرفة مسرعاً
صرخ بغضب للحرس الواقفين دون حركة
“حد يتحرك يا بجم منك ليه ويفتح باب
العربية “

هرع احد الحراس بخطوات مسرعة
خوفاً من غضب رئيسه
وضع ادهم ملاك في الكرسي الخلفي واسند رأسها على ساقيه ،، تعالت انفاسه عندما شعر
بعدم حركتها وسكونها بين يديه
صرخ بالسائق بغضب
“زود السرعة اكتر من كده مراتي
هتروح مني “

بعد عدة دقائق مرت على ادهم عالساعات الطويلة وصل ادهم للمستشفى الخاص به

حملها بين ذراعيه ودخل للداخل بسرعة
صرخ بالموجودين ليهرع اليه الاطباء بخوف
وضعها بلطف على احد الاسرة الموجودة

اقتربت منها احد الطبيبات وفحصتها تحت نظرات ادهم الخائفة

قالت الطبيبة للممرضات
“جهزولي غرفة العمليات بسرعة “

وقبل ان تخرج اعترض طريقها ادهم
“هي حالتها ايه “

“دي حالة اجهاض ولازم تعمل عملية تنظيف
فوراً عشان ميحصلش مشاكل فالرحم “

صدم ادهم من كلمات الطبيبة
فزوجته كانت تحمل قطعه منه داخل احشائها
ولكنهم فقداها قبل ان يعلمو بوجودها

بعد قرابة الساعة
خرجت الطبيبة من غرفة العمليات ،، اسرع
ادهم اليها متسائلاً بخوف
“هي عاملة ايه دلوقتي والبيبي اكويس “

أجابته الطبيبة بخبث مبطن
“بيبي ايه الي بتتكلم عنه حضرتك البيبي
وصل ميت ،، وطالما انتو عاوزين البيبي
ليه مراتك واخدة حبوب للاجهاض “

ضيق ادهم حاجبه باستغراب
“حبوب اجهاض ازاي مش فاهم “

اكملت الطبيبة بخبث اكبر
“واضح انك متعرفش ان مراتك كانت واخدة
حبوب عشان تنزل البيبي ،، شكلها مش عاوزة
تخلف منك ،، على العموم هي اشوية
وهتفوق وهننقلها اوضة عادية تقدر
تسألها براحتك ،، عن اذنك “

ذهبت الطبيبة من امامه وما ان وصلت
لاحد الزوايا البعيدة عن الانظار
جذبت هاتفها واتصلت بداليا

“ازيك يا داليا هانم ،، كل الي طلبتيه
حصل وقولت لادهم بيه الي فهمتهوني
بالضبط ،، بس في حاجة “

سألتها داليا بخوف
“بس ايه ادهم عرف حاجة “

اجابتها الدكتورة بسرعة
“لأ الموضوع مش كده ،، اصل البيبي موصلش
ميت انا نزلته زي ما طلبتي مني ”

اتسعت ابتسامة داليا على نجاح خطتها
ثم هتفت بشكر
“شكراً ليكي يا دكتورة ،، وبكره الصبح
250 جنيه هبقو فحسابك فالبنك “

“شكرا ً بس انا لحد هنا معرفكيش ولا انتي
تعرفيني ”
ثم اغلقت الهاتف وفرت مسرعة قبل ان
يراها احد وهي تتحدث بخفوت ويشك في امرها

اما ادهم ففور ذهاب الطبيبة جلس على اقرب
كرسي بنهيار وكأن قدماه لا تحملانه
اصبحت الافكار تعصف بعقله
فكل ما يفكر به انها اجهضت نفسها
ولاتريد ان تنجب منه ،، بدأت الافكار لديه
بالترابط ،، فهي من يومين كانت حالتها سيئة
فكيف تحسنت هكذا بين ليلة وضحاها ،، الرسائل
التي ارسلتها لجاسر فهو تاكد من هذا الشى من
شركة الاتصالات ولكنه كذب نفسه وصدقها ،،

ذكره للأطفال
وانه يريد ان ينجب واعتراضها على الفكرة بحجة
الدراسة ،، كل تلك الامور اصبحت واضحة من وجهة
نظره ،، حدث نفسه بغضب

“يعني هيا كانت مش طايقة نفسها من كام
يوم عشان الوسخ الي بتكلمه من ورايا مبردش
عليها ،، ولما شافت انه مش هيرد رجعت لوضعها
الطبيعي وقالت اضحك على العبيط الي عندي
بكلمتين ،، ولما لقت نفسها حامل وهتتربط بيا
طول عمرها قالت انزله ومحدش هيعرف ،،
ورحمة امي لخليكي تشوفي النجوم
فعز الظهر ،، وحياة كل لحظة خدعتيني بيها
لكون مطلعها على جتتك بلا ازرق “

دلف لغرفتها ،، تقدم نحوها بخطوات متريثة
ونظراته لا تبشر بخير ،، نظر لوجهها الشاحب
الذي لميخفي جمالها ،، استهزء نن نفسه
عندما فكر بها الامر فهذا الوجه البرئ خدعه
ومثل ببراعة دور الضحية ،، ابتعد عنها
عندما صدرت منها همهمة خافتة،، تدل
على زوال المخدر وانها بدأت تستعيد
وعيها من جديد

رمشت ملاك عدة مرات قبل ان تستوعب
انها في غرفة اشبه بغرف المشافي
جالت بعيناها المكان بضعف ،، وجدت
ادهم يقف بجانب الشباك يثني يديه
امام صدره وينظر اليها بنظرات غامضة
لم تستطيع تفسريها ،، سألته بوهن
“ادهم ،، ايه الي حصل انا جيت
هنا ازاي “

اجابها مستهزئاً
“هه ،، ابداً كان في حاجة مش مهمة عندك
وخلاص راحت لحالها “

تطلعت إليه بتعجب بسبب
طريقته المستهزئة بها
همت ان تعيد عليه السؤال ،، لكن
قاطعها دلوف الطبيبة التي اجرت
اليها عملية الاجهاض
سألتها ملاك بقلق

“دكتورة هو ايه الي حصل ،، انا كل
الي فكراه اني حسيت بمغص جامد
ووجع فظهري وبعديها مش فاكرة حاجة “

اجابتها الطبيبة بخبث قاصدة اثارة
غضب ادهم
“ده طبيعي من حبوب الاجهاض الي حضرتك
اخديتها ،، بس واضح انك فاهمة بتعملي ايه
اكويس اوي لأن الجنين لسا مكملش شهر عشان
كده الموضوع جه بسيط ومحصلش
مضاعفات ”
ازدادت حيرة ملاك بسبب كلام
الطبيبة
“حبوب اجهاض ايه وجنين ايه
الي بتتكلمي عنه انا مش فاهمة حاجة “

همت الطبيبة انا تشرح لها بتفصيل
اكثر ،، ولكن قاطعها ادهم بحزم
“عنك انتي يا دكتورة انا هفهمها بطريقتي
اصلها بعيد عنك ساعات مخها بيبقى تخين
حبتين “

هزت الطبيبة رأسها بتفهم وقبل ان
تغادر الغرفة ،، اوقفها ادهم متسائلاً
“نقدر نخرج من المستشفى النهاردة “

“والله لو هتلاقي الرعاية الكويسة
والاهتمام اللازم ممكن تخرج بس
لازم تمضي ان الخروج على مسؤليتك
الشخصية “

هز ادهم رأسه بتفهم ثم تبع الطبيبة
للخارج لينهي اجراءات الخروج

ظلت ملاك تفكر فيما قالته الطبيبة
فهل كانت تقصد انها كانت حامل
واجهضت نفسها ،، لكنها عندما عادت بذاكرتها
للوراء تذكرت انها لم تتناول اي ادوية
او اقراص ،، بقيت في تلك الدوامة تحاول
ان تجد حل لهذا اللغز لكنها فشلت
افاقت على ادهم الذي فتح الباب
بقوة افزعتها ،، هتف بحدة
“يلا على البيت ولا عاوزة نفضل
هنا لبكرة “

تعجبت ملاك من اسلوبه الجاف معها
شعرت بالم يحتل اسفل بطنها عندما
وقفت على قدميها ،، جعلها تأن بخفوت

غلب ادهم قلبه عندما رآها تتألم فهما فعلت
ستبقى حبيبته التي عشقها ،، تقدم نحوها
حاملها بين ذراعيه متجاهلاً اعتراضها
ونظرات الجميع اليه ،، فتح له الحرس
الباب الخلفي للسيارة
اجلسها بهدوء حتى لا يؤلمها
ثم جلس بجانبها ،، بعد
قرابة النصف ساعة اصطفت
سيارته امام باب القصر نزل ادهم ثم مد
يده لها لتستند عليه ،، سارت بجانبه بضعف
كان واضح على خطواتها

تعجبت عندما وجدت جميع الخدم مصطفين
بجانب بعضهم ،، جذبها ادهم من خصرها
مقربها اليه ،، ثم هتف بجمود
“انا والست ملاك هنسافر فترة
عشان نفسية ملاك تتحسن ،، وانا
ادتكم اجازة مفتوحة لغاية ما نرجع
والمرتب هيبقى شغال زي ما هو ،، بس هتفضل
الحجة سعاد ومعها وحدة بس عشان
لو حصل حاجة “

قالت نسرين بسرعة
“انا هفضل معاها يا بيه “

هز ادهم رأسه تفهم ،، ثم جذب
ملاك التي اصبحت لاتفهم تصرفاته فتارة
يستهزء بها وتارة يحدثها بجمود
والان يريد ان يسافر معها او هكذا ما كانت
تظن ،، دفعها ادهم بحدة لداخل احد الغرف
المجاورة لغرفتهم ،، تطلعت اليه ملاك بتعجب

“هو ايه الي بيحصل ،، انا عاوزة افهم
الدكتورة كانت تقصد ايه بكلامها ده
وانتا بتعاملني كده ليه ،، وليه عاوزنا
نسافر ”
انخرط ادهم بنوبة ضحك جنونية جعلت عيناه
تدمع من فرط الضحك ،، ثم توقف عن الضحك
فجأة وتقدم منها ثم امسكها من ذراعها
بقوة جعلتها تصرخ بالم
هتف من بين أسنانه
“عاوزة تفهمي وماله افهمك بس بطريقتي “

ترك يدها ثم صفعها بقوة جعلتها تسقط ارضاً
ثم جثى ركبتيه وامسكها من شعرها بقوة
حتى شعرت انه سيقتلع من جذوره
هتف بغضب حارق
“اول حاجة خنتيني مع الكلب الي اسمه
جاسر ولما شوفتيه مش معبرك عاملتيني
معاملة كأني بشحت منك ،، وتاني حاجة
قتلتي ابني قبل ما اعرف بوجوده
بقى انا اقولك الصبح نفسي اخلف
منك وانتي بالليل تسقطي نفسك
ليه انا عملتك ايه ،، ده انا حبيتك
اكتر من نفسي وكنت مستعد
اديكي عمري كله ،، بس انا هعرف
اربيكي من اول وجديد “

كانت ملاك تذرف الدموع ،، وتهز رأسها
بالنفي ترفض كل تلك الاتهامات ،، هتفت
بصوت ضعيف
“والله ما عملت كده صدقني ،، تقدر تشوف
الكاميرات ،، وهتعرف اني معملتش كل الي
بتقول عليه “

رفعها ادهم لتقف وهو ممسكاً بخصلات شعرها
وقال
“هو انا هستناكي لما تقوليلي ما انا شوفتها
وشوفتك وانتي بتنكري حملك قدام الحجة سعاد
عشان لما تسقطي نفسك محدش ياخد باله “

حاولت ملاك ان تفسر له ولكنه ابى ان يستمع
اليها ،، اتجه لباب الغرفة وقبل ان يخرج
هتف بوعيد
“انا هسيبك تستريحي يومين ،، عشان
تقدري على الي هعمله فيكي “

قال جملته وخرج مغلقاً الباب بالمفتاح جلست
ملاك على الارض تضم قدميها لصدرها بضعف
ارتفع نحيبها بشدةعندما تحسست خدها
الذي تخدر بسبب صفعة ادهم ،، لم تتخيل
فيوم انه سيقوم بضربها هكذا ولكن الم خدها
لم يقارن بالمها من شك ادهم بها ،، مسحت دموعها
عندما تذكرت كلام ادهم فماذا كان يقصد
بانها خانته مع جاسر ،، بقيت تفكر حتى
غفت مكانها بسبب شدة التعب الذي تعرضت اليه

***********************

في بيت جد ملاك

كانت الحاجة فوزية تنتظر انهاء الحاج حسن مكالمته
مع ادهم ،، الذي اتصل به بشكل مفاجئ
سألته بفضول فور ان وضع الهاتف جانباً
“ها يا حج طمني ،، ملاك كويسة “

هز الحاج حسن رأسه بالإيجاب هاتفاً
“اطمني يا حجة ملاك بخير ،، بس
ادهم بيتصل عشان يبلغني انهم
مسافرين فترة ،، عشان لو اتصلنا بيهم
ومحدش رد منقلقش “

ابتسمت الحاجة فوزية بسعادة
“ربنا يهنيهم ويسعدهم واشوف عيالهم “

*********************

عودة لقصر ادهم

كانت نسرين تتصل بداليا لتطلعها على
اخر المستجدات هتفت بلهفة
“ايوة يا ست هانم ،، كنت عاوزة اقولك
ان الست ملاك رجعت البيت ،، وادهم بيه
إدى الخدم أجازة مفضلش غيري والست
سعاد ،، وقال انه هياخد الست ملاك
ويسافرو عشان نفسية الست ملاك تتحسن ”
شدت داليا خصلات شعرها بعنف فخطتها
ذهبت ادراج الرياح ،، انبهت لحديث نسرين
التي اكملت
“بس اول ما طلعو فوق ،، سمعنا صوت
الست ملاك بتصرخ “

اتسعت ابتسامة داليا بسعادة فكانت تظن انها
خسرت ولكن يبدو انها ربحت الان ،، فأدهم
سيخلي القصر من الخدم حتى لا أحد يرى
ماذا سيفعل بها
هتفت بهدوء
“اسمعي الي اقولهولك ،، عاوزة كل حاجة
بتحصل فالقصر تبقى عندي اول باول
التافهة قبل المهمة انتي فاهمة ولا لأ “

قالت نسرين بطاعة
“حاضر يا ست هانم ،، بس متنسيش
حلاوتي ” ثم اغلقت الهاتف بوجه
داليا عندما استمعت لصوت اقدام تقترب
من باب الحمام ،، لطمت خدها بعويل فظنت في
بادئ الامر انها كشفت ولكنها زفرت راحة
عندما عرفت انها الحاجة سعاد

بعد قرابة الساعتين استيقظت ملاك من نومها
فوجدت نفسها نائمة على الارض انهمرت دموعها
عندما تذكرت ما حدث معها ،، وما فعله الادهم بها

انتبهت لصوت الباب الذي يفتح من الخارج
انكمشت على نفسها بخوف ،، فظنت انه ادهم
قد عاد ليضربها مجدداً ولكنها هدأت فور رؤيتها
للحاجة سعاد تدلف وتحمل بيدها صينية
موضوع عليها طعام ،، نهضت ملاك من
جلستها على الارض وجلست على حافة
السرير ،، وضعت السيدة سعاد الطعام على
المنضدة الملاصقة للسرير
“مالك يا بنتي ايه الي حصل بينكم “

وضعت ملاك رأسها على صدرها واخذت تنحب
بشدة ،، ربتت السيدة سعاد على ظهرها
بحنان بالغ حتى هدأت
” ادهم يا دادة بيتهمني اني اخدت حبوب
سقطت نفسي وانا والله ما عملت كده ،،
انا اصلاً مكونتش أعرف اني حامل
وكمان بقولي اني خنته ،، وضربني
يا دادة ”
قالت الاخيرة بانكسار
هتفت السيدة سعاد بمواساة
“اهدي يا بنتي ،، كل حاجة هتتحل هو لما
يهدى ويفكر بعقل ،، هيعرف غلطه وهيجي لحد
عندك ويعتذرلك “

مسحت ملاك دموعها بظهر يدها بسعادة
“بجد يا دادة يعني ادهم ضربني وقال الكلام
ده عشان كان متعصب بس “

“ايوة يا بنتي هو اصلاً هيلاقي واحدة
تحبه قدك فين ،، يلا عاوزة طبق الشوربة
ده يخلص انا عملهولك مخصوص “

احتضنت ملاك تلك السيدة الحنونة التي
تعوضها عن جدتها
“بس كنت عاوزاكي تجبيلي لبس عشان
اغير هدومي “

“حاضر يا بنتي انتي كلي وانا هجيبلك
هدوم من اوضتك ”
هزت ملاك رأسها بالايجاب متمنية ان
يتحقق حديث السيدة سعاد ويتراجع ادهم عن
حديثه الذي قاله

************************
بعد مرور يومين
كانت ملاك تقف قبالة الشباك تنتظر قدوم ادهم
لها فهي منذ ان جلبها لهذه الغرفة وحديثه معها
وصفعه لها لم تراه اطلاقاً ،، استمعت لصوت الباب
يفتح ،، ظنت في بداية الامر انها السيدة سعاد
جلبت لها الطعام كعادتها ولكن وصلت لانفها
رائحته التي تخفظها عن ظهر قلب ،، التفتت
بلهفة اليه وتطلعت اليه باشتياق فبالرغم من
كل ما فعله معها الا انها ما زالت تعشقه حد
الجنون كانت تود ان تهرع اليه وتعانقه ولكن لن
تفعل هذا حتى يعتذر عما بدر منه ،، تقدم منها
حتى اصبح لا يفصل بينهم سوى خطوة ،،
نظر اليها هو الاخر بلهفة شديدة كان كل ليلة
يتسحب الى غرفتها ويقبلها بهدوء ثم ينسحب من
المكان كان يفعل هذا حتى يرضي قلبه الثائر
شوقاً اليها ،، تامل تقاسيم وجهها الفاتن الذي
اذابه عشقاً ،، ازاح بنظره عنها عندما شعر انه سيضعف

هتف بجمود
“من دلوقتي الوضع هيختلف “

تطلعت اليه ملاك بتعجب
“هيختلف ازاي “

أولاها ظهره حتى يرى ملامحها التي
تنهكه ضعفاً
“حصليني تحت وانتي تعرفي ”
وقبل ان يتحرك خارجاً من الغرفة ،، امسكت
ملاك يده تمنعه من الخروج ،، استدارت
لتقف امامه وهتفت بهدوء وعيناها مسلطة
على عيناه
“ادهم انا معملتش حاجة صدقني ،، انا لما قولت
للدادة اني متأكدة ان مفيش حمل مش عشان
عاوزة انزله لأ ،، عشان مكنتش متوقعة صدقني
وم……… ”
قطع حديثها عندما رفع يده امام وجهها
وهتف بغموض
” يعني انتي عاوزة تخلفي مني “

هزت ملاك رأسها بالايجاب ،، وقبل ان
تتحدث دفعها ادهم بقوة لتقع على السرير
نظرت ملاك الى ادهم بتعجب من فعلته
ولكنها صدمت عندما وجدته يخلع قميصه
ويرميه ارضاً اقترب منها وجذبها نوحه
بعنف ،، هزت ملاك رأسها برفض تام
لتلك الفكرة وقالت بضعف
“أدهم متعملش كده ،، عشان خاطري
ااااه ”
صرخت بها عندما جذبها من خصلات شعرها
بعنف
“وانتي عملتي كده ليه ها ردي عليا
روحتي تبعتي رسايل للوسخ الي
تعرفيه وانا مفرقتش معاكي ،، فكرتي
فمنظري لما كان بقولي بكل بجاحة ان
مراتي بتحبه هو وبتتسلى بيا انا
مفكرتيش فيا ليه وانتي بتقتلي ابني
عشان ميبقاش في رابط بيني وبينك
بس انا هخلف منك وغصب عنك “

قال جملتها وانقض عليها يمزق
ملابسها بهمجية ،، كانت ملاك تصرخ بالم
مضاعف فالم جسدها من افعاله بها والم قلبها
من معاملته الدنيئة لها كأنها فتاة ليل عاهرة
وليست زوجته

انكمشت ملاك على نفسها بعد ان ابتعد عنها لاول
مرة يقترب منها بالاجبار ولم يكتفي بمرة واحدة
بل اخذها عدة مرات متتالية ،،
جذبت الغطاء تغطي به جسدها الذي تصبغ باللون البنفسجي بسبب همجيته وعنفه معها ،، كانت
تنحب بشدة على ما آلت اليه علاقتهم في
هذين الومين ،،
“ايه هفضلي قاعدة كده في السرير
لحد امتى ،، إلا بقى لو عاوزة كمان مرة ”
هتف بها ادهم باستهزاء مغلف بجمود

نهضت ملاك بفزع تحاول لملمة الغطاء على نفسها
وكانت ستتجه للغرفة المجاورة لجلب ملابس لها
فملابسها مزقها هو منذ قليل ،، ولكن امسكها
ادهم من ذراعها دافعاً بها للخلف ،، ثم اخرج من
الخزانة طقم ملابس يشبه طقم ملابس الخدم
القاه فوجهها ثم جلس على السرير يدخن بشراهة

نظرت ملاك للملابس بتعجب كبير فماذا ستفعل
بهذه الملابس

هتف ادهم بغلظة
“انتي من دلوقتي خدامة البيت ده محدش
هيشتغل هنا غيرك ،، يعني هتنضفي وتطبخي
وتغسلي وتعملي كل حاجة …..
ثم اكمل بنبرة مهينة لها
“ولما اعوزك الاقيكي في السرير “

ادمعت عيناها بصدمة ،، لا تصدق ما تسمعه
وكأن عقلها لا يستوعب ما يقوله ،، افاقت على
نفسها عندما وجدته يقف امامها مباشرة
هاتفاً بحدة
“ودلوقتي حضريلي الحمام “

هزت ملاك رأسها بأسى ،، امسكت بالغطاء الملفوف
حول جسدها جيداً حتى لا يقع امامه ،، دلفت
للحمام وابدلت ملابسها وجهزت له الحمام كما
يحب ،، كانت دموعها لا تتوقف وكأنها لا تستطيع
التحكم بها ،، خرجت فوجدت الغرفة خالية
سوى من رائحته التي تملئ المكان ،، مسحت
دموعها وحدثت نفسها بدعم
“اجمدي يا ملاك متبقيش ضعيفة ،، خليه
يعمل الي هو عاوزه ،، اكيد هيجي يوم
ويندم على كل ده لما بعرف اني معملتش
حاجة “

لملمت شعرها على شكل كعكة منمقة كما
تفعل الخادمات في هذا القصر ،، ثم رتبت
الغرفة ونزلت للاسفل ،، وجدته يقف قبالة
الدرج ينتظر نزولها ،، وبجانبه السيدة
سعاد والخدامة نسرين
تحدث ادهم بغلظة

“زي ما قولت كل شغل البيت ملاك الي
هتشتغله ،، وانتو هتكونو موجدين عشان
لو حصل اي حاجة بس ،، مفهوم “

هزت السيدة سعاد رأسها بحزن على تلك المسكينة
اما نسرين فهزت رأسها بشماتة ،،
وجه كلامه لملاك الواقفة بشرود

“وانتي عاوزك تعملي اكل يكفي بتاع 30 شخص
عندي عزومة ،، وعاوز كل انواع الاكل يعني
سمك ومكرونة وفراخ ولحمة وكل حاجة
مش عاوز حد يشتهي حاجة وتكون مش موجودة
وعاوز كل انواع السلطات والعصائر
وكمان عاوز حلويات بكل انواعها ،،
وعلى الله اعرف ان فيه حد فكر انه يساعدك
هيكون حسابه معايا عسير ”
قال جملته الاخيرة وهو يرمق السيدة سعاد
ونسرين بنظرات تحذيرية مخيفة

اتجهت ملاك للمطبخ لتبدأ بتحضير الاصناف
المطلوبة منها ارتدت المريلة الخاصة بالمطبخ
وانغمست في العمل بسرعة فليس لديها وقت
كافي
كان ادهم في مكتبه الموجود في القصر
يتابع عمله فهو اخبر الجميع انه سافر مع
ملاك لتتحسن نفسيتها ،، زفر بضيق
عندما كانت صورة ملاك وجه ملاك الباكي
تظهر امامه

“ايه مش عارف اركز ليه ،، انا مغلطتش معاها
فحاجة هي الي راحت تبعت رسايل وسخة
للواطي الي اسمه جاسر ،، وقتلت ابني
قبل حتى معرف فوجوده انا كل الي عملته
والي لسا هعمله ميجيش نقطة فبحر الي
حاسه ،، انا جوايا نار قايدة “

اخذ نفساً طويلاً واخرجه ببطء محاولاً
تنظيم عقله المشتت ،، امسك هاتفه ليجري
اتصالاً باحد ولكن قلبه وعقله خاناه قبل
اصابعه التي ضغطت على الكاميرا
ليشاهدها وهي تعمل بتعب ،، رآها وهي تهرع
بين الموقد وبين الفرن كانت تحرك هذا الطعام
وتقلب الاخر ،، اغمض عيناه بحزن على حالها
وبغضب من نفسه فكيف جعلها ان تفعل هذا
ولكنه تذكر فعلتها ،، وقبل ان يغلق الهاتف
وجدها تمسك يدها بالم ،، القى الهاتف واسرع
باتجاه المطبخ ،، وجدها تضع يدها تحت الماء
الباردة ،، امسك يدها بلطف ثم هتف بحدة
عندما رأى عمق الحرق
” ايه الي عمل فإيدك كده “

اجابته بخفوت
“مفيش حاجة،،دي حاجة بسيطة دلوقتي
هحط مرهم هتبقى اكويسة “

“انا سألت ايه الي عمل كده يا ريت
تجاوبي على قد السؤال “

رمشت ملاك عدة مرات لتمنع دموعها من
النزول
“من الزيت السخن ادلق على ايدي “

ترك ادهم يدها وخرج ،، نظرت ملاك لاثره
نهرت نفسها بشدة على تفكريها
“ايه فكراه حن وندم وعاوز يطمن عليكي
ده اكيد دخل المطبخ عشان يشوف وصلت
لحد فين فالشغل …..”
قطع تفكريها عندما وجدت ادهم يدلف للمطبخ
يحمل بيده صندوق الاسعافات الأولية
جذبها لتجلس على الكرسي ،، دهن لها
مكان الحرق ثم لف عليه الشاش الطبي
كان يود ان يقبل يدها ،، ولكنه خرج مسرعاً
مسحت ملاك دموعها ،، ثم عادت لتكمل
ما كانت تفعله

***********************

في فيلا داليا
تطلعت فريدة بتعجب لسعادة داليا
فكانت تلتهم الحلوى بشراهة غير
معتادة عليها
سألتها فريدة بفضول شديد
“ايه الي مخليكي طايرة من الفرحة
كده قوليلي عشان افرح معاكي “

هتفت داليا بسعادة غامرة
“اصله حصل اكتر من الي كنت متخيلاه
ادهم مخلي ملاك خدامة فالبيت ،، لأ وكمان
مخليها تلبس لبس الخدم “

قالت فريدة بتعجب
“انتي متأكدة ،، مين قالك الكلام ده “

“الخدامة قالتلي من شوية وقالتلي كمان انه
مانع اي حد يساعدها فشغل البيت ،، ومش بس
كده قالتلي انها سمعت صوت ملاك بتصرخ
بس ما تعرفش ايه الي حصل مش متخيلة
انا مبسوطة ازاي خلاص فاضل تكة
وكل حاجة بينهم تنتهي ”
***********************

عودة لقصر ادهم
انهت ملاك اعداد الطعام الذي طلب منها
ووضعته بشكل مرتب على طاولة السفرة
الكبيرة الخاصة بالضيوف ،، عادت لترتب
المطبخ بعد الفوضى التي حصلت به بسبب
كثرة الطهي وكثرة الاواني المتسخة المتكدسة

بعد قرابة الساعتين انتهت ملاك من التنظيف
جلست على الكرسي بتعب ،، مدت يديها
لتدلك ساقيها الذي تشنجا بسبب الوقوف
لفترة طويلة كانت تشعر بالجوع الشديد
ولكنها فضلت الذهاب للنوم فكل ما تحتاجه
الان هو الراحة ،، وقفت بتعب واضح متجهة
للاعلى ،، لكنها توقفت على صوت ادهم
“رايحة فين “

“طالعة الاوضة تعبانة وعاوزة انام “

ضحك ادهم بسخرية
“هو انتي صدقتي انك ست البيت ده بجد
انتي هنا خدامة ،، واوضتك هي اوضة
الخدم “

صدمت ملاك من كلامه لكنها لم تعقب
استدارت لتتجه لغرفة الخدم لكنه اوقفها
بصوت امر
“استني ،،لمي الاكل الي جوى ده وارميه
فالزبالة “

هتفت بصدمة
“طيب والضيوف “

قهقه ادهم بخفة
“هو انتي متعرفيش انه مفيش عزومة
وانتي عملتي الاكل ده على الفاضي “

جحظت ملاك عيناها وفغرت فمها فهل
جعلها تطهو اصناف الطعام الكثيرة
التي انهكتها بشدة ،، ليرميها فالقمامة

هتفت بصدمة
” يعني انتا خلتني اعمل الاكل ده كله
عشان ارميه فالزباله “

هز ادهم رأسه بالإيجاب
قبل ان يمر بجانبها رامقها بنظرات
مستحقرة

دلفت ملاك غرفة احد الخدم
فكانت عبارة عن غرفة صغيرة ،، يوجد
بها سرير متوسط الحجم وخزانة صغيرة
وحمام صغير ملتحق بها ،، اخذت ملاك حمام
دافئ يزيل عنها التعب الذي تشعر به
خرجت وهي تلف منشفة حول جسدها
النحيل ،، فتحت الخزانة فابتسمت بحب
للسيدة سعاد التي لم تغفل ان تحضر لها
ملابس مريحة ترتديها

ارتدت ملاك ملابسها ودثرت نفسها بالغطاء
الرقيق ،، ضمت قدميها الى صدرها بوضعية
الجنين ،، وضعت يديها على فمها لتمنع خروج
شهقات بكائها المرير ،، فكل ما حصل لها في اليومين
الاخرين فوق طاقتها واحتمالها ،،مسحت دموعها وحدثت نفسها
وكأنها تلومها على ما حدث لها
“انا استاهل كل الي يجرالي عشان سكتاله
يعمل كل ده فيا ،، انا لازم اخرج من هنا
هو لما شافني معترضتش على حاجة
ساق فيها على الاخر ،، انا هخرج من هنا
ومش هرجع هنا تاني “

وقفت قبالة خزانة الملابس بحيرة
“يا ربي انا هلبس ايه دلوقتي ،، اكيد
مش هخرج فالشارع فالبجامة ….
مش مهم انا اول ما اخرج من هنا
هتصل بجدو يجيلي “

ارتدت حذاءها المنزلي وخرجت بهدوء من الغرفة
وقفت على مقربة عند باب القصر الخارجي
وقفت بحيرة عندما شاهدت عدد الحراس
الذين يملئون حديقة القصر
“يا لهوي انا هخرج ازاي من التيران دول “

تحركت بهدوء متخفية خلف الشجيرات
الصغيرة المنشرة امام القصر ،، اتجهت
لخلف القصر

وقفت ملاك تنظر لسور القصر العالي الذي
ستقفز من عليه ،، ناجت ربها برجاء
“يا رب ساعدني انط السور ده ،، انا مش
عاوزة اتظلم اكتر من كده ،، يارب
انتا اعلم اني معملتش حاجة ،، ساعدني
يارب ،، يارب “

تلفتت حولها لتجد اي شئ يساعدها لتصل
لاعلى السور ،، انتبهت لعدد من الحجارة
الكبيرة التي تستخدم للبناء ،، بدأت بتحريك
الحجارة واحدة تلو الاخرى زفرت براحة
عندما انتهت بعد مدة ليست قليلة
بسبب ثقل الحجارة

وما ان وضعت قدميها على الحجارة
شعرت بيد تقبض على قدمها
التفتت ملاك لترى من ،، فغرت فمها
وجحظت عيناها عندما رأت………

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق الملاك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!