روايات

رواية عشق الجمال الفصل الثاني عشر 12 بقلم نور زيزو

رواية عشق الجمال الفصل الثاني عشر 12 بقلم نور زيزو

رواية عشق الجمال الجزء الثاني عشر

رواية عشق الجمال البارت الثاني عشر

رواية عشق الجمال الحلقة الثانية عشر

لم يتمالك أعصابه بعد رحيلها، وقف “جمال” فى بهو القصر مُستشاطًا غضبًا كالبركان الناري من رحيلها وحدها حتى ابنتها تركتها هنا وحيدة، قلبه لا يستوعب فكرة هجرها له وعقله يكاد يجن جنونه من الخوف والقلق عليها لبقائها وحيدة فى هذا العالم الخارجي المُخيف، وقف أمامه “شريف” و”عاشور” و”حسام” فتحدث “عاشور” بهدوء شديد مُحاولًا تنجب غضب هذا الرجل خصيصًا أن الكارثة تخص محبوبته:-
-الفكرة أن مدام مريم أستغلت غياب حسام عن القصر وخرجت لوحدها
رفع يده فى وجوههم وقال بانفعال سافر ومرعب:-
-الفكرة الوحيدة أن أنتوا مالكوش لازمة وقصرته فى شغلكم
كاد “حسام” أن يتحدث قائلًا:-
-يا جمال بيه….
رمقه بنظرة مُرعبة جعلته يبتلع كلماته قبل أن يلفظ بها فصرخ “جمال” به قائلًا:-
-أخرس خالص من الأساس العيب عليك أنت، أنا كلفتك بحماية مريم وأنها متغبش عن نظرك للحظة واحدة… تقدر تقولي هى فين دلوقت؟! ، للأسف أنت قصرت يا حسام وأنا مش همرر اللى حصل دا على خير أبدًا
أخذ خطوة نحوه بغضب وتابع حديثه بتهديد صريح وعينيه ترمقه مباشرة:-
-حتى لو كنت جوز أختى، لأانها مريم يا حسام
ألتف غاضبًا من هؤلاء الحمقي الذين أفقدوا زوجته بأهمالهم وقال:-
-غورى من وشي قبل ما أفقد أعصابي عليكم أكتر، أنتوا وجودكم زى عدمه
غادر القصر وحده بدون سائقه حتى، كانت “فريدة” تراقب مع الخدم غضبه وخبر أختفاء”مريم” ورغم سعادتها لكن صدمتها من غضب “جمال” وخوف عليها أرعبوها حقًا ولم ترى قدر هذا الحب من قبل، لم ترى رجلًا يعشق بهذا القدر ويكاد يفقد عقله من أجل زوجته ….
__________________________________
أستعدت “غزل” جيدًا لكي تذهب إلى الملاهي الليلي الخاص ب”حازم” الذي وزرثه عن والدته “سارة”، أرتدي فستان أزرق اللون طويل وبحمالة واسدلت شعرها على الجانبين بحرية ثم غادرت شقتها، ترجلت للأسفل وأخذت سيارتها مُنطلقة لهذا المكان، دلفت إلى الملاهي وجلست على أحد الطاولات وطلبت مشروبًا لها ثم جلست تراقب “حازم” الذي يجلس على طاولة خاصة فى زاوية وحدها ومعه فتاة أخري تسكب له المشروب، أنتبه “حازم” لنظراتها إليه، تحاشت “غزل” النظر إليه بينما ذهب هو إليها مُعجبًا بهذا الوجه الجميل، تحدث بنبرة خافتة وبسمة مُشرقة:-
-ممكن أعزم نفسي على حاجة معاكي
رفعت “غزل” نظرها إلي “حازم” وكادت أن ترفض وجوده حتى رأت “تقي” تنزل من الأسفل فقالت ببسمة خبيثة:-
-أكيد
جلس “حازم” ببسمة مُعجبًا بهذه الفتاةوقال بلطف:-
-أنا أسمي حازم والجميل..
كانت عينيها لا تفارق “تقي” التى تقترب من طاولتها بعد أن رأت “حازم” هناك وقالت بلطف:-
-غزل
-وااو
أعجب بأسمها كثيرًا وقبل أن يتحدث أكثر أتاه صوت “تقي” تقول:-
-حازم، أتاخرت عليك يا حبيبي
رفعت “غزل” نظرها نحو “تقي” لتراها ترمقها بغيرة شديدة فتبسمت “غزل” على هذه الفتاة التى تعمدت أن تناديه بـ “حبيبي” حتى تنقل رسالة إلى “غزل” أن هذا الرجل ملكها، كز “حازم” على أسنانه من كلمتها بينما نظر إلى وجه “غزل” فسابقته “غزل” بالحديث عندما وقفت من مكانها:-
-طيب عن أذنك
وقف مُسرعًا معها وقال:-
-على فين؟
تبسمت “غزل” وقالت:-
-عندي ميعاد، نتقابل مرة تانية
أتجهت للخارج بعد أن تركت نظرة أربكت “تقي” من مكانها، خرجت من باب الملاهي لتُصدم عندما وجدت “جابر” يقف أمام سيارتها فقالت بهدوء:-
-أنت بتراقبني بقي؟
نظر للمكان من الخارج بأشمئزاز من وجودها بهذا المكان وقال بسخرية:-
-أنتِ اللى يعرفك لازم يراقبك عشان يأمن نفسه ويلحق المصيبة قبل ما تحصل، خصوصًا لو وصلت معاكي أنك تدخلى مكان زى دا
أقتربت “غزل” منه خطوة أكثر بثقة ورفعت نظرها به بتحدٍ ثم قالت:-
-دا أقل حاجة عندي ولو حكم الأمر أعمل أكتر من دخولي لمكان زى دا هعمل، فنصيحة تجنبني يا جبورة قبل ما المصيبة تحصل
مسك ذراعها بقوة غيظًا من حديثها وجذبها نحوه من غضبه فأرتطم جسدها الصغير بصدره بينما هو يتحدث بقوة مُخيف قائلًا:-
-أوعى تنسي أنك تحت حمايتى أنا وطول ما أنا هنا مستحيل أسمح لك تعملي حاجة متعجبنيش
صُدمت من قسوته فدفعته بعيدًا عنها بغضب وقالت:-
-مين أنت عشان تسمح أو لا، ولعلمك لازم تشكر ربك أن اللى قصادك غزل مش مسك لأني مش هضربك لأنك لمستني أو هددتني
مرت من جواره وصعدت بسيارتها ثم أنطلقت غاضبة منه، ظل خلفها بسيارته وهو تنظر فى المرآة على سيارته التى تتبعها فقالت:-
-سايب أشغاله وجاي يراقبني
___________________________
“شركة الجمال جى أند أم للإلكترونيات”
دلف “شريف” إلى المكتب ورآه نائمًا على الأريكة فى صمت فقال بهدوء:-
-مش هتروح يا مستر جمال
هز رأسه بلا وقال بنبرة واهنة ومُنهكًا من البحث عنها:-
-لا، مش قادر أدخل القصر ولا أقعد فيه ومريم مش هناك، أول مرة أحس أن قصري مرعب ومخيف يا شريف، وبوجود أمي وهى السبب فى اللى حصل صعب، أنا لو خايف من رد فعلي يا شريف حاسس أنى هخسر أمى للأبد بسبب اللى عملته مع مريم، خليني هنا احسن للكل
تأفف “شريف” من حالته التى وصل إليها بفضل زوجته المتهورة فقال بجدية غاضبًا:-
-مدام مريم تعمدت تخرج من القصر فى غياب حسام وبسبب معرفة بقدرة جين أخترت طرق للهرب من غير كاميرات مراقبة ، عذرًا فى اللى هقوله بس هى سيبتك ومشيت بمزاجها ورغبتها بدور عليها ليه؟ عشان الحب … طب وهى مكنتش بتحب، أنا من رأى متتخلش عن كبريائك وكرامتك عشان حد سابك
أعتدل “جمال” فى جلسته، بل وقف من مكانه وسار إلى المكتب وهو يتحدث بهدوء شديد قائلًا:-
-كبرياء، كرامة.. أنهي كبرياء وكرامة يا شريف ومريم بعيد عنى وعن قلبي، أنا أزاى أطمن وهى بعيد عن عيني، أنا كنت سيبها فى قصري مع جين وقلبي كان خايف عليها ما بالك وهى لوحدها فى الدنيا دى
قالها “جمال” بقلق يمزق قلبه بسبب أختفائها وعجزه عن معرفة مكانها، إلى أين ذهبت محبوبته وحيدة فى هذا العالم المُخيف؟، رحلت وتركت ابنتها الرضيعة وحدها هنا مع زوجها المفتون بعشقها، قلبه لا يقوى على تحمل فراقها والهجر يدمر كيانه ويفقده صوابه، رمقه “شريف” بحيرة من أمره، هجرته طالبة بالأنفصال عنه بينما هو لا يكف عن البكاء وجعًا وشوقًا إليها، بحث عنها فى كل أركان الأرض وبكل زاوية بها ولم يعثر عليها، لا يُصدق أن “جين” عاجزًا عن إيجاد زوجته..
خرج “شريف” من المكتب حائرًا فى قلب هذا الرجل الصلب كالحديد لكنه ضعيفًا ولأول مرة لأجل “مريم”، نظر “جمال” إلى الهاتف خصيصًا على صورتها وأوشكت عينيه على البكاء من شوقه ممزوج بالغضب من فعلتها، لماذا ذهبت ولم تنتظر عودته ليرد لها حقها من والدته؟، لماذا ذهبت عنه؟ كيف رحلت عنه وهى تخبره بعشقها؟ كيف لها أن تحيا بدونه؟، قال بخفوت عاجزًا:-
-فينك يا مريم؟ سرقتي قلبي وروحي وروحتي فين…
قلبه الممزق لم يقل حاله عن حالها، كانت جالسة “مريم” على الأريكة فى الشرفة تنظر للقمر فى السماء ودموعها تنهمر دون توقف، يؤلمها قلبها من الوجع، الشعور بالظلم والذل والإهانة قتله عقلها وتفكيرها لكن الهرب من “جمال” لم يكن نجاتها، بل كان موتها فكيف لها أن تحيا دونه؟، خُلقت “مريم” من ضلعه لتحبه وتحيا بهذا العشق فقط وبدونه ستهلك، خرجت “مسك” من باب الشرفة بكوب من مشروب شاى البابونج لأجل الأرق، مدت يدها بلطف وقالت:-
-معقول يا مريم لسه بتعيطي، إذا كان روحك فيك قد كدة ليه سبتيه طيب؟
نظرت “مريم” إليها بضعف ووجه شاحب باكية بحزن شديد ثم قالت بلهجة واهنة:-
-حاسة روحي هتطلع منى، أنفاسي بتقطع فى صدري وقلبي مش قادر يدق، شعوري اللى جوايا بقتلني يا مسك، جمال عمري كله وحياتي وعائلتي وكل اللى ليا تخيلي تبعدي عن جوزك وعائلتك، البنت لما بتسيب بيت جوزها بتروح لأهلها ما بالك بحالى أنا سايبة جوزى وأهلي يا مسك، أنا شبه الميت اللى فاتح عينه بس
نظرت “مسك” إليها بتعجب من قدر الحب الذي تراه فى عينيها ووصفها لحالها، لم يكن بل عشق لم تكفي الكلمات وصف أو التعبير عن جزءًا ولو قليل عنه، أخذت يدها فى راحتي يديها بلطف ونظرت لعينيها ثم قالت:-
-ارجعيله يا مريم، تروح الدنيا ويولع العالم كله مقابل رجعوك لحضنه وتحت عينيه، إذا كان كل العشق دا بينكم حرام يقتله الفراق والهروب من المشكلة، أرجعي لجمال وردي روحك ليكي ولقلبك…
قوست شفتيها بحزن قاتل يمزقها ثم قالت:-
-وظلمه ليا وقسوته، أنا عمر جمال ما قسي عليا يمكن عشان كدة قسوته وجعاني
-مريم أنتِ مسألتيش عن بنتك أنتِ اللى وجعك فراق جمال، أرجعيله
-مكة حتة من جمال، معتقدش أن ممكن أحبها أكتر منه ودا اللى تعبني مفيش أم بتحب حد أكتر من ضناها لكن أنا، أنا عاشقة جمال وبس
قالتها بأنهيار تام وبكاء يزداد أكثر وأكثر، ضمتها “مسك” إليها بعفوية وبدأت تربت على ظهرها بحنان حتى أتاها صوت “تيام” من الداخل يقول:-
-مسك
أبتعدت عن “مريم” وذهبت إليه فى الداخل فقال بضيق ونبرة خافتة:-
-لسه هنا؟ مسك أنا قبل ما أخرج قولتلك مشيها
نظرت “مسك” بحرج نحو الشرفة خوفًا من أن تسمعه “مريم” قم أخذته من يده ودلفت إلى غرفة نومهما وقالت بحذر:-
-معقول اللى بتقوله دا يا تيام ، البنت لجئت لينا وأنت عايز تتخلي عنها
تحدث “تيام” بضيق أكثر من هذا الأمر وقال غاضبًا:-
-أتخلي عنها!!، هى مين بالنسبة ليا عشان أتخلي عنها يا مسك، وبعدين أنتِ عارفة كويس هى مرات مين، مريم مش بنت عادية، ولو جمال شم خبر أنها هنا الله يستر علينا، وكلامي مش هكرره كتير يا مسك، الصبح تمشيها
تأففت “مسك” من حديثه وقسوة زوجها ثم قالت بضيق:-
-البنت مالهاش حد تروح له يا تيام، أمشيها من هنا وتروح فين؟ معقول هسيبها فى الشارع، الله يخليك فكر شوية
صرخ “تيام” بنبرة قاسية وقوية:-
-ترجع لجوزها وبعدين دا مريم الأعلامية المشهورة مية ألف واحد هيتعرف عليها ووقتها متلوميش غير نفسك، عشان كدة تمشيها يا مسك من هنا وألا أنا اللى هتصل بجمال وهقوله يجى يأخده مراته من بيتى
رمقته “مسك” بحزن وخيبة أمل من زوجها وهذا الموقف الذي وضعها به أمام صديقتها، كيف لها أن تخبرها بأن ترحل؟…
_______________________________
“قصـــر جمــــال المصـــري”
ظلت “جميلة” تنظر إلي “حسام” وهو نائمًا بالفراش والخصام طال بينهما، صعدت إلى الفراش فى صمت وأعطته ظهرها بحزن وخيم، أتاها صوته يقول:-
-أنا بكرة هأخد يوسف معايا يشوف أخته، ممكن تيجي معايا عشان تتأكدي بنفسك أن مفيش حاجة من اللى فى خيالك
ألتفت “جميلة” إليه بدهشة من طلبه وقالت بجدية صارمة:-
-ومين قالك أني هسمح لك تأخد أبني؟
تنهد بهدوء شديد ثم قال بلطف:-
-لأنه أبني أنا كمان يا جميلة، وليا حق فيا زيك…لعلمك أنا لما حبيتك وأخترتك، أخترت جمال روحك وقلبك يا جميلة ورحمتك كنت عارف أن البنت دى مش جميلة بالأسم بس لا وكمان روحها جميلة مستحيل تقبل أن تفرق أب عن ولاده، أخترتك لأنك متعلمة وفاهمة ان مش عشان بشوف بنتي يبقي هرجع لأمها لا أنا كل اللى يخصني فى العائلة دى كلها بنتي كايا وبس
نظرت “جميلة” للسقف مُطولًا ثم تحدثت بنبرة هادئة تقول:-
-أنا اللى وجعني وزعلني أنك بتعمل كدة من ورايا، لو فعلًا كنت واثق أنك أخترتني لأني مدركة ومتفهمة لحالتك كنت قولتلي مخبتش عليا، لكن أنك تخبي دا اللى حسسنى أن في حاجة غلط بتحصل من ورايا
دُهشت عندما قبل “حسام” رأسها بلطف على سهو دون أى مقدمات فحدقت بعينيه لتراه ينظر إليها بسعادة وقال:-
-أنا أسف، حقك عليا يمكن خاني التصرف لكن أقسم لك أن مفيش حاجة من اللى فى دماغك حصلت، أنا مبحبش ولا هحب غيرك وعيني مبتشوفش ست على وجه على الأرض غيرك يا جميلتي
تطلعت به بأشتياق وتسارعت نبضات قلبها، كم أشتاقت لهذا الزوج الأحمق، لو كان جاء لها بلطف من قبل لغفرت له بعد دقيقة واحدة من غضبها، تبسمت بلطف لتتراقص دقات قلبه العاشق بسبب بسمتها، فطالما تبسمت إذن غفرت كل شيء…..
_____________________________
خرج “جمال” من المصعد مع “شريف” الذي يتحدث عن الأجتماع وقال:-
-الأجتماع دا مهم جدًا، خلي بالك أنهم هيحاولوا ينزلوا السعر .. مستر جمال حضرتك سامعنى
كان شاردًا فى “مريم” وذكرياتها معه حتى أرتفعت نبرة “شريف” فى الحديث ليفوق من شروده على صوت “شريف” ووجه العابس من أهمال “جمال” للعمل، فقال:-
-خلاص يا شريف
خرج من باب الشركة وبجواره “شريف” ففتح “صادق” باب السيارة الخلفي من أجله وقبل أن يصعد صُدم بما رآه وظل يتطلع بالجهة الأخري من الطريق ولا يصدق أنه يراها هنا، تقف أمامه “مريم” وتحدق به بوجه شاحب وضعيفة مهزومة كأنها كانت تحرب فى المعركة وقد هُزمت للتو، ترك سيارته وذهب نحوها فعبر الطريق دون أن ينتظر الإشارة حتى وصل للجهة الأخري حيث “مريم” زوجته ومحبوبة قلبه …
وللحكـــــــايــة بقيـــــة ………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق الجمال)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!