روايات

رواية عشق الجمال الفصل الثالث عشر 13 بقلم نور زيزو

رواية عشق الجمال الفصل الثالث عشر 13 بقلم نور زيزو

رواية عشق الجمال الجزء الثالث عشر

رواية عشق الجمال البارت الثالث عشر

رواية عشق الجمال الحلقة الثالثة عشر

وصل إلى الجهة الأخري من الطريق لكنه صُدم عندما تلاشت “مريم” من امامه ولم يجد لها أثر حوله، ظل يبحث فى كل مكان عن “مريم” ويدور حول نفسه لكنه لم يجد أثر لها كليًا فتنهد بغضب سافر من فعلته وهو الآن يراها مجرد هلوسة فى رأسه وعينيه، كان “شريف” واقفًا محله أمام السيارة يحدق به مُتعجبًا لركوضه هكذا ومنتظر أن يعرف سبب الركض أو إلى أين يذهب لكن “جمال” لا يصدر رد فعله فى الألتفاف حول نفسه حائرًا في شيئًا ما …
______________________________
ظل “مسك” ترمقها بحيرة وقلق من قرار “مريم” المفاجئ ورغبتها بالرحيل من هنا فقالت بقلق:-
-أنتِ سمعتي تيام امبارح صح؟
تبسمت “مريم” بأنكسار وهزيمة ثم قالت:-
-ولو مسمعتش الموضوع مش هيختلف كتير، أنا وجه معروف ومستحيل أفضل محبوسة هنا ولو خرجت ألف حد هيتعرف عليه وقبل كل الناس هيكون جين، أنا متأكدة أن جمال دلوقت مخلي جين يخترق النظام كله وكل كاميرات المراقبة عشان يلاقينى، وزى ما تيام قال أنا مش أى واحدة عادية
أقتربت “مسك” منها خطوة وأخذت يدها فى يديها بلطف ثم قالت:-
-أنتِ مشكلتك يا مريم أنى مش مرات أى حد ودا جمال المصري
ضحكت “مريم” بسخرية من حالها وقوة زوجها المرعبة لدي الجميع ثم قالت بتلقائية:-
-عارف، أنه جمال المصري مجرد ذكر أسمه كفيل أن يرعب شنبات، وعارف أن دا قدري ماليش مهرب منه أنا قدري جمال
مسحت “مسك” على وجهها بلطف ثم قالت بقلق:-
-طب قوليلي هتروحي فين؟
مطت “مريم” شفتيها بحزن وخبية أمل ثم قالت بنبرة دافئة مُشتاقة رغم اوجاعها:-
-هو أنا ليا مكان غيره، جمال… هروح لجمال قدري وحبيبي
ربتت “مسك” على ظهرها بلطف ثم قالت بعفوية:-
-أستني يا مريم طيب أوصلك
هزت “مريم” رأسها بالنفي رافضة طلبها وعينيها العسلتين تلمعان ببريق الشوق رغم دموعها التى تتلألأ فى جفونها ثم قالت بتوتر:-
-لا معلش خليكي، أنا لازم أروح له لوحدي، أنا مش عارفة رد فعله لما يشوفني
رمقتها “مسك” بقلق وحيرة من كلمتها لتقول بنبرة خافتة ممزوجة بالقلق:-
-ليه؟ هو ممكن يعاقبك؟!
تبسمت “مريم” على ذكرياتها معه وأخطاءها الكثير ومع ذلك لم تتذكر أنه عاقبها يومًا على شيء فقالت:-
-مستحيل، جمال رغم قسوته عليا الفترة دى لكن عمره ما عاقبني يا مسك، جمال فى حاجة فى دماغه ودا اللى مخوفني يا مسك، أنه مخبي عليا اللى بيحصل معاه، مش بيحكي ليا مشاكله عشان أشيل معاه
تبسمت “مسك” على هذا العشق القائم بينهما وقلوبهما التى لم تري لها مثيل، فعشقها هى و”تيام” مختلف كليًا، كأن كل عاشقان عشقًا خاصًا ومميزًا لهما لن يتكرر أبدًا مع غيرهما…
________________________________
كان “حسام” واقفًا فى أحد الحدائق أمام بوابتها الرئيسية، منتظر قدوم طليقته مع طفلته وفى سيارته كانت تجلس “جميلة”، نظرت فى ساعة يدها وحان وقت رحيلها للسفر وتأخرت طليقته على القدوم فترجلت من السيارة وطلبت سيارة خاصة لأجلها، أقتربت من “حسام” بلطف وقالت:-
-أنا أتاخرت ولازم أمشي
مسك يدها براحة يده بلطف وحدق بعينيها بحُب ودفء ثم قال بنبرة خافتة :-
-خليكي شوية يا جميلة
تبسمت “جميلة” إليه بلطف وأقتربت خطوة أخرى منه ورفعت يدها الأخرى إلى وجنته بدلال وحُب ثم قالت بإعجاب:-
-مينفعش الطيارة تتأخر عن ميعاد الإقلاع، وعمومًا يا حبيبي أنا قولتلك أنى واثقة فيك وفى حبك وكل ضيقتي كانت لأنك خبيت عليا مش أكتر
تبسم إليها بحب من ثقتها وعودة علاقتهما إلى طريق العشق من جديد وقد تلاشي الخلاف بينهما كليًا، أقتربت “جميلة” منه بسعادة وقبلت وجنته بحب للوداع ثم قالت:-
-هبقي أكلمك
ظل يحدق بها بإعجابًا وقبلتها جعلت ضربات قلبه تتسارع بجنون لأجلها وما يزيدها جمالًا فى نظره زى عملها الرسمي الذي يعطيها وقارًا ومكانة مرقوقة فور النظر إليها، ظل مُتشابكًا الأيادي معًا ولم يترك لها مجالًا للرحيل فضحكت لعفوية إليه وقالت بحب:-
-حسام خلي أمشي
حدق بها بحُب ويديه تداعب أصابعها بدلال عشقًا وعينيها الخضراء تتلألأ تحت أشعة الشمس تسحره بجمالها الخلاب فقال بدفء ونبرة خافتة تكاد تسمعها وحدها:-
-هتوحشينى، معقول كل شوية تسيبنى بالليالي لوحدي وقلبي مجنون من شوقي ليكي، رغم كل دا لكن كل مرة بتسيبني وتسافري ببقي مجنون من حُبي وشوقي ليكي مبيقلش لحظة يا جمليتى
تبسمت “جميلة” إليه وقالت بحب شديد:-
-love you
لم يرفع نظره عن عينيها الجميلتين مسحورًا بهما ولم يبالي لأي شيء أخري حتى بوق سيارة الأجرة التى طلبتها وبدأ يتذمر السائق من الأنتظار ويضغط على البوق لها فقال بهيام مُتيمًا بهذه الفتاة:-
-me too
أتاهم صوت طليقته من الخلف تقول:-
-سورى أتاخرت
ألتف “حسام” إليها وبينما “جميلة” نظرت إليها بغرور وتكبر سافر، ركضت طفلته إليه فحملها “حسام” بعفوية وسعادة وألتف إلى “جميلة” بسعادة أب تغمره ليقدم طفلته إليها قائلًا:-
-كايا… جميلة
ضحكت “جميلة” بعفوية إلى هذه الطفلة التى سعدت بوجودها وتبسمت فى وجهها عكس والدتها المتغطرسة التى حدقت فى “جميلة” بوجه عابس ملأ بالكره، تبسمت “جميلة” بلا مبالاة وقالت:-
-أنا همشي عشان أتاخرت يا حبيبي
قبل “حسام” رأسها بحب مُتعمدًا أمام طليقته كي ينقل لها رسالة أنه لا يكترث سوى بها ووحدها من يهمه أمرها ثم قال بحب:-
-خلي بالك من نفسك وأول ما توصلني كلمينى
-حاضر يا حبيبي
قالتها “جميلة” بسعادة وبسمة مُشرقة وتراقص قلبها من الفرحة العارمة التى أصابتها للتو من فعلته أمام طليقته وتحولت لطفلة أمامه، ترك طليقته واقفة مُندهشة من هذا الحب الذي يعيش به “حسام” وشعرت للحظة أنها خسرته حقًا بتهورها، أتجه إلي السيارة ليفتح لها الباب ثم وضع حقيبة سفرها فى السيارة ونظر إليها من النافذة وقال بهمس إليها:-
-هتوحشيني، تكلمينى على طول ومتتجاهليش أتصالاتي نهائيًا …
تابعت “جميلة” بسعادة جملته المتكررة فى كل سفرية لها بحماس معه:-
-ولو أى راجل كلمك ممنوع تبتسم حتى ابتسام ولو زود هاتي من حنجرته وأطلعي على القسم…. حبيبي والله كل الطاقم عارفين أنى متجوزة وبعشق جوزى
قرص وجنتها بحب فغاردت مع السائق تارك “حسام” هناك الذي رأته فى المرآة يأخذ الأطفال فى سيارته ويغادر دون أن يعري أهتمام لهذه المرأة فغمرتها سعادة لا توصف….
___________________________
وصلت سيارة “جمال” إلى الشركة مساءًا بعد أن أنهي عمله بالخارج ففتح “صادق” له الباب لكي يترجل من السيارة لكنه صُدم عندما رآها تجلس على حافة النافورة الرخامية الموجودة أمام الشركة وتتكئ بذراعيها على الحافة الرخامية وتنظر للأرض بملل بعد أن تعبت من الأنتظار، وتمدد قدميها للأمام بأسترخاء، شعرها البني مُسدولًا على الجانبين من أنحناء رأسها للأسفل يحيط بوجهها العابس الشاحب، ترتدي تي شيرت أبيض اللون بكم وبنطلون جينز وحذاء رياضي أبيض اللون، حاول أن يتجاهل وجودها خوفًا من أن تكون هلوسة من جديد لكن أستوقفه صوت “شريف” يقول:-
-مريم
رفعت نظرها على صوت “شريف” فحدقت بوجه “جمال” كثيرًا فى صمت ولم تقف حتى من مكانها، رمقها بنظرة عتاب ثم دلف للشركة فنظرت إلى الأسفل بخذلان خائفة من رد فعله وغضبه وطاقتها قد أنتهت من الجلوس هنا فى البرد مُنذ الصباح، دُهشت عندما شعرت بشيء ثقل على ظهرها وظله أمامه، رفعت رأسها للأعلى لترى وجه حبيبها أمامها يقف صامتًا بتعابير وجه حادة غاضبًا منها بل مُستشاطًا قلقًا وغضب ودوامة المشاعر التى بداخله تقتله، يضع البالطو الخاص به على ظهرها بخوف من أن يصيبها هذا البرد القارس بمرض أو نزلة برد، وقفت “مريم” أمامه بهدوء ليعدل لها البالطو بأحكام دون أن ينظر إلى وجهه فقالت “مريم” بهدوء:-
-جمال
أغمض عينيه بأحكام مُحاولًا السيطرة على غضبه منها ثم تنهد بهدوء وفتح نظره إلى عينيها وبدأ بالتحدث بأنفعال شديد قائلًا:-
-ليه؟ وكنتي فين؟ قلبك جابك تسيبني وتسيبي مكة وتمشي وروحتي فين؟ عندك فكرة أنا كنت عامل أزاى من الخوف والقلق عليكي، أه عارف أن امى غلطت ووجعتك بزيادة بس كان لازم تستنيني يا مريم ووقتها لو مجبتلكيش حقك حتى من أمى كنت أمشي، روحتى ترمي وجعك فين بعيد عن حضني، لاقيت أمانك في غير حضني… جاوبني متسكتيش لأن عملتك مش هتتغفر بسهولة يا مريم
كانت تستمع إليه وأنفعاله عليها يزيد من خوفها وحزنها فجهشت باكية بطفولية ثم قالت بعبوس:-
-أنا مش خاينة يا جمال، أنا عاشقة وماليش غيرك وفى بعدك بموت يبقي أزاى أموت
حدق بها بحدة صارمة وكأنها لم تفهم أى شيء مما يفعله ولا تعرف زوجها فى كل مرة كانت تطلب العقاب كأن يضمها ويقبلها فكيف له أن يراها خائنة وهى تصدق أوهام عقلها فقال بحدة:-
-مين قال أنك خاينة يا مريم، كل مرة كنت بضمك وبخبيكي جوايا معقول لو مصدق أنك خاينة هضمك لقلبي… جاوبني قبل ما أفقد أعصابي وعقلي عليكي
جففت دموعها بأناملها الصغيرة الباردة ثم قالت بحيرة من أمرها:-
-أنا موجوعة يا جمال منك، من قسوتك اللى بتموتني، بس حتى بُعدك قاتلني مخليني مش قادر أتنفس ومخنوقة كأني جثة فارقتها الروح وفى قربك قسوتك قاتلني، قولي يا جمال أعمل أيه، أختار بُعدك وأموت فيه ولا أختار قربك وأتوجع فيه ، أنا لازم أعمل أيه أتوجع منك ولا من بُعدك؟ أنا لازم أعمل أيه؟
لم يُجيب عليها بل تمزق قلبه لرؤية دموعها المنهمرة كليًا أمامه ورجفت جسدها المُرتعش من البكاء، وكالمعتاد يغلبه العشق أمامها فلم يفعل شيء سوى فتح ذراعيه وأخذ خطوة نحوها ثم ضمها إليه بأحكام ليخفيها بين ذراعيه عن أنظار الجميع، هدأت من روعتها وبكاءها وتشبثت به كليًا حين أغلقت أناملها على سترة بدلته بينما هو طوقها بذراعيه الأثنين ويشُم رائحتها مُستمعًا بصوت أنفاسها حتى تخمد نيران قلقه وغضبه منها، تبسم “شريف” بعفوية حين رآهما هكذا ودلف إلى الشركة وهكذا “عاشور” ورجال الحرس الذين ترجلوا من سيارة الحراسة التى تتابعه، أخذها إلى مكتبه فى الأعلي وأجلسها على الأريكة بين ذراعيه مُلتصقًا بها وطلب من “أصالة” الطعام لأجل محبوبته الجميلة، رفع خصلات شعرها خلف أذنها بدلال فحدقت “مريم” بوجهه عن قربه وبسمته الخافتة فقالت “مريم” بهدوء:-
-جمال، قولي اللى مخبي عليا، أنت عارف اللى عمل فيا كدة؟
هز رأسه بلا بهدوء شديد فقالت “مريم” بخبث تشك بهدوئه:-
-لا!! معقول تعمل اللى بتعمله فيا من غير ما تعرف، عقلي بيقولي أنك عارفه وكمان فى القصر أنت بتتخانق معايا جوا القصر وقصاد الكل كأنك بتتعمد دا لكن مجرد ما ندخل أوضتنا بتتحول، جمال أنا مش عبيطة ولا ساذجة
أنقر بسبابته على جبينها بعفوية ثم قال بمرح:-
-ولما أنتِ مش عبيطة وفاهمة كل حاجة كان لزومه أيه اللى عملتيه، أنا بس أعرف كنتِ فين الثلاث ليالي دول، قوليلي أستخبيتي منى فين عشان أهدم المكان دا عشان ميكونش ليكي غيرى ومتهربيش تاني
تبسمت “مريم” بخباثة دون أن تخبره إلي أين ذهبت ثم قالت بمكر:-
-أكيد مش هقولك عشان لو زعلتني تاني أهرب منك
عض شفته السفلي بغيظ من كلمتها، صُدمت “مريم” عندما جذبها من خصرها بقوة إليه لتلتصق به أكثر ونظر بعينيها العسليتين بغضب شديد ثم قال بتهديد:-
-جربي تعمليها تاني يا مريم وهتشوفي أنا هعمل أيه؟
رفعت يدها إلى وجهها تلمس لحيته بحب وشوق يفتت قلبها المفتون به ثم قالت:-
-هتعمل أيه؟
نظر “جمال” إليها وقلبه يخفق بجنون إليها لا يعلم أهذا العشق الكامن بداخله كالجنة قوة أم ضعف لطالما غلبه العشق أمامها، تحدث بتمتمة مُتجاهلًا سؤالها بسؤال أكثر دفئًا ونعومة:-
-قوليلي يا مريم بالله عليكي أنتِ وقعتي على قلبي منين؟ من وقت ما نزلت زى الحورية على قلبي وأنا مسحورًا بيك، مفيش حاجة ولا حد قدر يغلبني ولا يمشي كلمته عليا ألا أنتِ، دايما مغلوب أمري قصادك، أنا أزاى وأمتى عشقتك العشق دا كله حتى الحب له حدود لكن أنتِ يا مريم مهما جريت فى عشقك وعليت ولا مرة وصلت لنهايته، فين حدودك يا مريم؟ قوليلي عشقك جاني منين؟ كنت غضبان وهتجنن من عمايلك لكن مجرد ما شوفتك قصادي راح كل الغضب والنار اللى جوايا أنطفت بس دقات عشقك اللى صوتها صرخ جوايا
تبسمت “مريم” إليه بسعادة كانت بأنتظار رد فعله على هروبها منه لكن أن يصف عشقها بهذا الحديث ويخبرها بأنتصارها دومًا عليه وهزيمته أمامها كفيلة بأن يجعل هذه الفتاة كفراشة حلقت فى سمائه وحدها بحرية فقالت:-
-وأنا مش همشي تاني، مستحيل تتخيلي حالي فى بعدك يا جمال، أنا أنفاسي كانت بتقطع فيا مش قادرة تخرج، قلبي كان بينزف من وجعي وواحشاني، جمال أنا كنت بنت أختارتك عن أبويا
-كنت!! ولسه يا مريم أنتِ بنتى اللى انا مخلفتها، بنتي اللى شلت مسئوليها وحياتها على كتفي، أنتِ الحسنة الوحيدة اللى عملها حمزة لما جاباك على قصري عشان تنوري دنيتي وتبقي كل عالمي، أنتِ سرقتي قلبي وعقلي من أول نظرة يا مريم حتى كبريائي وغروري غلبهم عشقك
قالها بحُب دافئ ويديه تداعب وجنتها الدافئة من حرارة عشقها المُلتهب بداخلها من كلماته ودقات قلبها الجنونية إليه، قبل جبينها بدفء ثم نظر إليها عن قرب وقال:-
-مريم لو كان للعشق أسم تاني هيكون أسمك، متهربيش منى تاني
أومأت إليه بنعم بسعادة تغمرها فتبسم إليها بعفوية ثم قال بجدية:-
-نرجع لموضوعنا بقي، أنا مش هروحك على القصر
نظرت إليه بأندهاش من كلماته وقالت بأستغراب:-
-ليه؟
أخذ يدها فى يديه بحنان ثم قال بخفوت:-
-لأن فى خاين فى القصر يا مريم، أنا مش عارف هو مين أكيد بس الأكيد أنه فى القصر ودا سبب قسوتي عليكي، اللى فهمته من فعلته والفخ اللى عمله ليكي وقتل أيلا أنه عايز يدمر علاقتنا والسبب أيه معرفش، بس الأستفادة الوحيدة من أن يتعمل ليكي فخ زى دا هو تدمير علاقتنا، خلي الكل فاهم أنك لسه هربانة منى أو حتى أنشر خبر أنى طلقتك، أنا عايز اقفشه بس وبعدها أوعدك ترجع حياتنا زى ما كانت وأحسن
أومأت إليه بنعم ثم قالت:-
-ماشي أنا واثقة فيك بس هروح فين؟
تبسم بعفوية إليها ثم قال بلطف:-
-أيه يا مريم أنت متجوزى جمال المصري مش بس قصر لا أنا أشتري لك كمبوند بحاله
هزت رأسها بنعم إليه فتبسم بعفوية إليها ….
____________________________________
أستعدت “غزل” صباحًا للعودة إلى الجيش حيث موق كتيبتها وعملها، خرجت من مبني العمارة مُرتدي زيها الرسمي للجيش ووجد “جابر” واقفًا أمام مبنى سكنها، تنهدت بهدوء ثم قالت بجدية:-
-هو حضرتك سبت إدارة الفندق ومسكت وظيفة الحراسة الشخصية؟
رمقها “جابر” من الرأس لأخمص القدم بهدوء ثم قال بجدية صارمة:-
-معناها أنك راجعة الجيش، دا أسلم حل ليكي فعلًا عشان تبطلي جنون
أخذت خطوة نحوه بأختناق سافر ثم رفعت رأسها قليلًا إليه وقالت:-
-جنوني واحد زيك مستحيل يفهمه أو يعرفه وعلى الأقل جنوني أفضل من غرورك وغطرستك اللى تقريبًا هى السبب فى أن مفيش واحدة قبلتك فى حياتها رغم سنك
تبسم “جابر” بغرور سافر يزيد من أستفزازها بعد أن سمع كلماتها وأخذ خطوة أخيرة تفصل بينهما نحوها ووضع يديه الأثنين فى جيب بنطلونه بنرجسية ثم قال:-
-اللى يشوفك بتتكلمي عن علاقاتي يقول أن عندك أحفاد
رمقها من ال{أس لأخمص القدم بأشمئزاز ثم قال مُتابعًا كيدها أكثر:-
-مع أن اللى يشوفك يقول أنك مدخلتيش فى علاقة قبل كدة
لم تتحمل غلاظته أكثر فرفعت يدها لكي تصفعه على وجهها بعد أن شعرت بأهانة أنوثتها أمامه فرمقها بعيني ثاقبة مُنتظر أن تتجرأ على صفعه حقًا فكزت على أسنانها وهى تغلق قبضتها بأحكام أمام وجهه ليقول بحدة صارمة كالسكين الحاد:-
-إذا كان الكلام بيوجعك فلازم تخلي بالك من كلامك لأن الكل بيتوجع زيك بالظبط، أركبي عشان أوصلك
دفعته بكتفها فى ذراعه ومرت من أمامه لكي تصعد فى سيارتها رافضة الصعود معه، أوقفها حين طرق بيده على النافذو، فتحت النافذة بغضب سافر فأنحني قليلًا ثم مد يده إليها ببطاقة عمله و قال:-
-إذا قررتي تعملي أى مصيبة أبقي أتصلي بيا يمكن أتنازل وأتكرم وأساعدك
أشارت إليه بسبابتها بأن يقترب فتنحنح قليلًا وأقترب من النافذة لتمسك رابطة عنقه بقوة وتجذبه إليها ثم قالت بسخرية:-
-إذا أحتجت مساعدة من حد مستحيل يكون أنت وأفتكر يا جابر لما تتكلم معايا تتكلم بأدب لأني أه مش مسك مش بستعمل أيدي لكن أنا اللى علمت مسك يعنى وقت لما يخلص صبري عليكي …..
قاطعها بسخرية من تهديدها الواضح كأنها تخبره بان المرة القادمة ستصفعه حقًا، قال:-
-بس أنا كمان مش تيام يعنى مش هسكت، جربي ووقتها خلينا نشوف مين اللى هيتهزم فى القتال دا
تركت رابطة عنقه بقوة وأنطلقت بسيارتها غاضبة منه بل تستشيط غيظًا من تحجره، لم يوقف غضبها ونيرانها سوي صوت رسالة وصلت للتو على هاتفها وكانت رسالة صوتية من “مسك” فتحتها لكى تسمع أختها تقول:-
-غزل أعتقد أنك دلوقتي فى طريقك للجيش، خلي بالك من نفسك وكُلي كويس لأن جابر قال أنك خسيتي وباين عليكي التعب، معقول يا غزل تهملي صحتك أستغربت من جابر أوى لما قال أن غزل أختى اللى مبتبطلش أكل بقيت تكتفي بوجبة واحدة فى اليوم، أوعديني تخلي بالك من نفسك وكفاية خناق ومشاكل يا غزل، أمبارح جي لتيام شكوى من واحد قال أنك خبطتي عربيته من فترة بس متقلقيش جابر حلها وسكته لأنه كان مُصر أنه يوصل الشكوي للقسم بس جابر منعه بالعافية لأن المفروض وضعك حسس، معقول جابر يكون خايف على وضعك أكتر منك يا غزل، كفاية تهور وأخر حاجة أنا فى ضهرك دايمًا ولو حد ضايقك بلاش تضربيه أنتِ تعالي ليا وأنا هضربه متقلقيش.. بحبك
لم تفهم “غزل” موقفه، يعاملها بقسوة وحدة بل كل مرة يتركها غاضبة وتشتعل نيرانها غيظًا منه فى حين أنه يهتم لأمرها وحياتها وحتى مشاكلها، لم يخبرها بأنه يصلح ما أفسدته خلسًا، تبسم بلطف مُتناسية غضبها منه ثم نظرت إلى البطاقة الخاصة به وكتبت رقمه مُترددة بالأتصال به لكن بنهاية المطاف ضغطت على زر الأتصال، تبسمت “غزل” بعفوية وهى توقف السيارة وتترجل منها حتى سمعت صوته يقول:-
-ألو
-دا أنا، قولتلي أتصل إذا حل مشكلة، عربيتي عطلت ليكون أنت اللى عطلتها
قالتها بخباثة وبسمة تنير وجهها، قليلًا وكان “جابر” واقفًا أمامها فرأها تجلس على الأرض بجوار إطار السيارة وتمدد قدميها للأمام، أندهش من وضعيتها فأقترب منها بدهشة وجثا على ركبتيه ليكون بمستواها وقال:-
-قاعدة كدة ليه، مستنتيش جوا ليه؟
رفعت نظرها إليه بهدوء وقالت بهدوء ونبرة خافتة على عكس المعتاد:-
-كنت متأكدة أنك مش جاي
وقف بهدوء مُتعجبًا من لهجتها مُتساءلًا عن أنفعالها وصراخها الدائم إلى أين ذهبوا، مد يده إليها بجدية ثم قال:-
-أنا طالما قولت كلمة ييبقي هعملها
نظرت إلي يديه وقالت:-
-دا مسموح ليا؟
نظر إلي يده وهى تسأله إذا كان مسموح لها بالتشبث به فأومأ إليها بنعم ليجذبها بلطف حتى وقفت ويديهما مُتشابكة معًا، حدق بعينيها بصمت وهكذا هى الأخري صامتة رغم عينيها المبتسمة عوضًا عن شفتيها فقال بهدوء:-
-شايف لامعة فى عينيكي غريب لتكوني عاملة مقلب
ترك يدها بقوة وصعد للسيارة وضغط على زر التشغيل ليُدهش عندما وجد السيارة تعمل ولم تتعطل بل كذبت عليه فتأفف بأختناق من فعلتها، طوال الطريق وهو يكاد يجن جنونه من القلق عليها وهى وحدها تجلس فى الشارع وسيارتها مُتعطلة وهى تكب عليه، أغلق باب السيارة بقوة حتى أنتفض جسد “غزل” من صوت الباب وقوته فقال بغلاظة حادة:-
-بتلعبي!!
-قولتلك متوقعتش أنك تيجي كان لازم أنتقم منك لأنك عصبتني
قالتها بضيق شديد مُصطنع تكذب عليه أنها فعلت ذلك وهى على يقين بانه سيأتي لها وعقدت هذا الرهان مع عقلها بأنه سيأتي ركضًا إليها، تحاشي النظر إليها قبل أن يفقد أعصابه عليها وقال:-
-أنتِ مصيبة
قالها بتذمر وسار نحو سيارته لتوقفه “غزل” حين مسكته من سترته من الخلف باناملها وقالت بحرج من فعلته:-
-طيب خلاص غلطت
لم يلتف إليها بل أغمض عينيه بهدوء يهدأ من روعته ويخمد نيران قلقه عليها فقال بأختناق:-
-غلطت!! فعلاً خلاص.. انا ورايا شغل أهم من تفاهاتك تعرفي دا
تركت سترته بغضب من كلماته وهو ينعتها بالتفاهة ويقلل من شأنها أمام عمله فقالت بغضب:-
-تفاهاتي!!
ألتفت إلى سيارتها كي تغادر فأغمض “جابر” عينيه بضيق من قسوته وكلمته التى جرحت كبريائها، ألتف إليها ليراها تنطلق بسيارتها بعيدًا وبعثر شعره الأسود ومؤخرة رأسه بيده بضيق من تصرفه وظلت عينيه تراقبها حتى أختفت سيارتها من أمامه وعاد بسيارته ……
______________________________
“قصـــر جمـــال المصــــري”
وصل “جمال” إلي القصر وأستقبلت “حنان” على الباب وفور رؤيته لـ “فريدة” تلعب هناك قال بجدية وصوت مُرتفع حتى يصل إليها:-
-جهزى شنطة مكة وغيري لها هدومها
أنتبهت “فريدة” لكلمته وتابعت أستراق السمع إليه مع “حنان” التى قالت بأندهاش:-
-شنطتها ليه؟
-عشان طلقت مريم وأتفقنا أنها تأخد مكة، أنا مش عايز منها حاجة
قالها بقسوة ووجه غاضب بأختناق، وقفت “فريدة” بأندهاش مما سمعته فعل حقًا أنهي زواجه وانفصل عن “مريم” وسيعطيها ابنتها أيضًا، دلف “جمال” إلى غرفة المكتب وترك “حنان” فى صدمتها لا تستوعب أن “جمال” أنفصل عن “مريم” وهى أول من شهدت على هذا العشق القائم بينهما ولم تتوقع لوهلة واحدة أن ينتهي هذا العشق، أخذت “مكة” من “فريدة” وأعطتها إلى “نانسي” لتفعل ما أمر به بينما تبسمت “فريدة” وركضت إلى غرفتها تطلق العنان لسعادتها وبدلت ملابسها بفرحة عارمة وصففت شعرها أمام المرأة ثم ذهبت إلى المطبخ تجهز العشاء وبعد أن أنتهت دخلت إلى المكتب بلطف ثم قالت:-
-جمال بيه
ألتف “جمال” إليها ودُهش من هيئتها وتبديل ملابسها فتبسم عقله بخبث فهو أعتقد أن الفأر لن يخرج من جحره ألا بعد أن يطمئن ويتكأد من الخبر لكنه لم يكن فأر بل كانت حية فى منزله وقد نزعت جلدها لتظهر حقيقتها السامة، والآن قد أمسك بها بين قبضته فتمتم فى عقله قائلًا:-
-مسكته يا مريم…..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق الجمال)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى