روايات

رواية عشق الجمال الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نور زيزو

رواية عشق الجمال الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم نور زيزو

رواية عشق الجمال الجزء الثامن والعشرون

رواية عشق الجمال البارت الثامن والعشرون

رواية عشق الجمال الحلقة الثامنة والعشرون

وصل إلى المستشفي حيث والدته وكان على وشك الأنهيار من خبر فقدها، رأي “جميلة” تجلس بجوار جثمان والدتها تبكي بأنهيار من وفأة أمها و”حسام” بجوارها يربت على كتفها بلطف بوجه حزين، أخذ “جمال” نفس عميق بخوف وقد فقد والدته كليًا وكأن القدر لم يكتف بخسارته لزوجته وابنته فأخذ والدته حتى يظل وحيدًا بلا أحد، ساعده “عاشور” فى أنهاء كل الأجراءات اللازمة للدفنة، وصل “شريف” ووقف جواره وهتف قائلًا:-
-البقاء لله
-ونعمة بالله
قالها “جمال” بهدوء، وعينيه تحدق بالأرض حزينًا والأوجاع قد تمكنت منه وتفتت فى جسده وقلبه الآن..
مرت “مسك” من أمام الرواق ورأت الجميع فى الخارج ومن بينهم “جمال” فنظرت بيأس ثم أكملت سيرًا للأسفل لتُصدم بوجود “مريم” أمامها فمسكتها من ذراعها بقوة بخوف ثم قالت:-
-أنتِ أيه اللى جابك هنا؟ مش قولتلك متجيش
تنهدت “مريم” بحزن مُرتجفة خوفًا على محبوبها ثم قالت بلطف:-
-مقدرش أعرف أن جمال فى محنة ومكنش جنبه يا مسك، حولت والله من ساعة ما قولتلي الخبر وأنا بحاول أمنع نفسي لحد ما لاقيتني هنا، مش قادرة أسيبه فى وقت زى دا يا مسك
تنهدت “مسك” بحيرة من أمر هذه الفتاة ثم قالت:-
-ماشي يا مريم ، روحيله
تركت “مكة” معها ثم أنطلقت وحدها إلى الداخل بخطوات بطيئة وهادئة بسبب حملها، فزعت “حنان” حين رأتها ونظرت إلى “جميلة” لتراها هى الأخري وهى تقترب منهم مُرتدية بنطلون أسود وقميص نسائي طويل أسود فضفاض وبطنها منتفخة من الحمل مما صُدمها ولا أحد يعرف شيء عن حملها سواه، وقفت أمامه فى هدوء ليغمض عينيه محاولًا كبح مشاعره الآن وحزنه بعد أن عرف أنها هنا من رائحتها، رفع نظره إليها تحت ألأنظار الجميع فرأي وجهها شاحبًا وحزينًا والدموع تتلألأ فى جفنها، كم أشتاق لهذا الوجه المُنهك من التعب وضمها إليه لكنه ظل ساكنًا ووقف أمامها ببرود ثم وضع يديه فى جيوبه وقال بجدة:-
-أيه اللى جابك يا مريم؟ أرجعي مكان ما جيتي
أبتلعت لعابها بلطف ثم قالت:-
-البقاء لله يا جمال
صرخ بوجهها بغضب سافر من هروبها وقد عادت له الآن ولا تعرف شيء عما يعانيه دونها:-
-مش عايز تعازيكي يا مريم، مش عايز منك حاجة أمشي
تساقطت دموعها من صراخه بخوف من تعنيفه لها، ظلت تنظر إلي وجهه الحزين ولحيته التى كبرت مع همومه، محبوبها الذي ذبل من فراقها وهجرها إليه، أقتربت خطوة منه ولمست يده بلطف تعانقه فأنتفض قلبه وقشعر جسده من لمستها التى اشتاق لها طيلة هذه الأشهر فقالت:-
-جمال أنا ….
سحب يده من قبضتها بقوة غاضبًا وكأنه لم يتحمل أو يقبل خبر وفأة والدته وجاءته “مريم” حتى يفرغ بها حزنها وتكون الملجأ الذي يلقي به حزنه، تحدث بقوة:-
-متلمسنيش، أمشي يا مريم ، خدها يا شريف وصلها ولا بلاش لأحسن تعرف هى مستخبية فين؟ وقفلها تاكسي
مسكت كم قميصه بأناملها الصغير ثم قالت بهدوء ونبرة دافئة:-
-خلينا معاك الليلة دى وبعدين همشي
أقترب خطوة منها بحزن وهو يتذكر كيف صارع قلبه الفراق ومرضه، لم يشفي جرحه لكنه أعتاد على هذا الوجع كرفيق لقلبه فتحدث بحزن وخيم فى نبرته قائلًا:-
-أنا اتعودت على الوجع وعلى الوحدة، 6شهور عايش من غيرك بعاني لحد ما أتعودت ومبقاش وجودك هيفرق يا مريم
ألتف لكي يذهب إلى غرفة والدته تاركها خلفه فشعرت بحرج من وجودها هنا، أستدارت لكي ترحل ليوقفها صوت “جميلة” الباكية يناديها، ألتفت إليها لتقول بهدوء:-
-أنتِ حامل يا مريم؟ أزاى مشيتي وسبيته، أنا كنت محتاجة ليكي ففترة زى دى، كنت بعتبرك أختي يا مريم، كنت محتاجة وجودك معايا ففترة تعب ماما وحتى فى وفأتها، أنتِ ليه اتخليتي عننا يا مريم؟
كانت تتحدث بأنهيار تام ودموعها لم تجف على وجنتيها مما أسكت “مريم” كليًا أمامها حتى أنهت “جميلة” حديثها فقالت بخفوت:-
-ربنا يصبركم يا جميلة ويجعل مثواها الجنة.. عن أذنك؟
أنطلقت فى طريقها حزينة لا تعرف أهى من قسي عليها أم هى من هدمت حياتها بيدها حين رحلت وتركت زوجتها و”جميلة” التى بمثابة أخت لها، هى من أخطأت عندما هربت ولم تتحمل غضب زوجها وقلقه على أمه المريضة أم هو الذي قسي فى لحظة صدمة بسماعه لمرض والدته، خرجت من المستشفي ورأت “مسك” تنتظرها فى السيارة مع “مكة” لتصعد معها صامتة ومن وجهه الحزين علمت “مسك” أن زوجها لم يرحب بها فأنطلقت عائدة بها إلى الفيوم من جديد……….
___________________________________
وصلت “غزل” إلى المكتب الخاص بـ “تيام” وقابلت موظف الاستقبال فقالت بغضب مكبوح بداخلها:-
-فين جابر؟
-فى مكتبه
قالها الموظف لتنطلق إلى المكتب كالعاصفة وفتحت الباب بقوة لتراه جالسًا على المكتب مُنهكًا فى عمله ومع فتح الباب رفع رأسه ليرى زوجته أمامه وغاضبة فرأت فسأل بهدوء:-
-غزل، رجعتي أمتي؟
وقف من مكانه وتقدم نحوه ببسمة خافتة مُشتاقًا إليها بعد أن ظلت أيام كثيرة فى الجيش ولم يرى وجهها، ضربته على كتفه بغضب قائلًا:-
-والله مش مهم أمتى المهم أنى رجعت عشان أشوف خيانتك ليا؟
أتسعت عيني “جابر” بصدمة ألجمته من كلماتها ولم يفهم ما تقصده نهائيًا وعن أى خيانة تتحدث فقال بأندهاش:-
-خيانة أيه؟
-أيوة أنا مش كلمتك يوم الإثنين وكنت ويت وبعدها قولتلي شغل ويوم الأربعاء كلمت مسك صدفة قالتلي أنها بتتعشي مع تيام فى عشاء عمل وأنت كنت موجود والرجل كان جاي ببنته اللى سبحان الله كانت معجبة بيكي
أجابها “جابر” بصدمة من كلماتها قائلة:-
-محصلش
فتحت “غزل” هاتفها لتظهر له صورة للفتاة أثناء العشاء وتبسم بسعادة فى وجه “جابر” ثم قالت:-
-محصلش ها؟
أتسعت عينيه على مصراعيها من الصورة وقد فهم أن من فعل هذه الجريمة هى أختها “مسك” وكيف لها أن تصوره دون أذن له، أبتلع لعابه بلطف ثم نظر فى وجه زوجته الغيورة وقال:-
-يا غزل يا حبيبتي أنا مفيش بسمة واحدة بتشوفها عيني وقلبي غير بسمتك أنتِ
تبسمت “غزل” بلطف على كلماته فطوقها “جابر” إليه بحنان وتبسم بخبث على هذه الفتاة ثم قال:-
-بعدين دى مطلقة وبتدور على ابن الحلال أدعيلها يا حبيبتي
ضربته “غزل” بقوة على صدره بأغتياظ من كلماته وقالت بحدة:-
-والله وأنت بقي ابن الحلال مش كدة
قهقه ضاحكًا أمامها مما زاد من غضب هذه الزوجة ونيران الغيرة تفتت قلبها وكيف لأمراة تطمع بزوجها بهذه البساطة وكأنه متاح للجميع وهو فى حقيقة الأمر ملكًا لها وحدها، أقترب “جابر” منها بلطف ثم قال بنبرة دافئة وعينيه تتلألأ ببريق العشق الذي يضرب قلبه للتو:-
-بالله عليكي أنتِ واحشاني وبقالي أيام مبشوفكيش يا غزولة
-مش باين
قالتها بتذمر شديد وأستدارت تعطيه ظهرها ، عاقدة ذراعيها أمام صدرها فتبسم وعانقها من الخلف بسعادة وأشتياق ثم أغمض عينيه يستنشق عبيرها ويشعر بدفء جسدها، تسارعت ضربات قلبه من الشوق إليها والآن محبوبته بين ذراعيه همس فى أذنها من الخلف:-
-بحبك
تبسمت “غزل” بسعادة وألتفت بين ذراعيه لتبادله العناق بحب وتلف ذراعيها حول عنقه بسعادة مُشتاقة بجنون له وهذا العناق الذي يشبه إعادتها للحياة معه ………
____________________________
مر أسبوعًا على وفأة والدته وأصبح القصر فى حالة هادئة من الحزن حتى “جميلة” أصبحت مُنطفئة وهادئة، “مريم” محبوبته لم تفارق عقله للحظة، لحظة رؤيتها وحملها ودموعها كل شيء بها يعذبه من الفراق والوجع!، تمني لو طلبت أن تظل معه للأبد لأبقاها لكنها طلبت أن تظل ليلة كأنها ستحي قلبه ليلة وتقتله من جديد برحيلها، ترك الأوراق المنثورة على المكتب وحسم أمره بالذهاب إليه مُتسائلًا لمتي سيظل بعيدًا عن محبوبته والشوق الذي ينهكه من الداخل؟
لم يقو على مقاومة قلبه وإشتياقه لها فأخذ “عاشور” وحده بسيارته إلى الفيوم، كيف له أن يعرف مكانها ويظل ساكنًا؟ قلبه مفطورًا من فقدها خلال هذه الأشهر، حولي سبعة أشهر ولا يعرف عنها شيء، لا يعلم كيف عاش دونها كل هذا الوقت؟ حتى قلبه مرض بسبب فقدها من الإشتياق والخوف معًا، وصل للفيـوم مع “عاشور” وأوقف سيارته بالخارج وظل ينظر من النافذة على فتاته التي بلغت الـأربعة سنوات وهى نائمة هناك على العشب الأخضر وحدها، ظل هكذا حبيس سيارته لفترة طويلة لم يقو على الذهاب إليها وضمها إلى صدره ولا يقبل قلبه بالرحيل قبل أن يري “مريم” محبوبته التى سرقت قلبه وروحه وهربت منه، راقبه “عاشور” فى المرآة الأمامية ويشفق على حال قلبه وعقله، منذ رحيل زوجته وهو تبدل حاله ربما عاد لـ “جمال” قبل أن يعشق “مريم” صارمًا وطيلة الوقت غاضبًا، تقدم بجسده للأمام خطوة بلهفة حين رأها تخرج من المنزل وبسمتها الخافتة تنير وجهه الشاحب وتحدق بطفلتها كأنها تطمئن عليها، ظل يراقب عن كثب من سيارته، تسير فى الحديقة وتحمل هاتفها فى يدها ناظرة به بينما ابنته “مكة” نائمة على العشب الأخضر وتلون فى كتابها، وجه “مريم” شاحبًا وأنفها منتفخة بسبب حملها وبطنها التى تحيطها بيدها الأخري، شعرها الأسود الجميل يتطاير مع نسمات الهواء مُرتدية فستانًا أصفر اللون بحمالة وفضفاض، شاردة فى هاتفها ولا تشعر بشيء حولها حتى لم تنتبه لسيارته الواقفة أمام بوابة المزرعة، تمتم بخفوت:-
-خلينا نمشي يا عاشور
أنطلق “عاشور” قائدًا السيارة للرحيل بعيدٍ، تنهدت “مريم” بصعوبة وجلست على المقعد مُتشبثة ببطنها التى أشتدت من الألم وظلت هادئة تحاول تنظيم أنفاسها بلطف لكن لم يتوقف أطفالها عن ركل بطنها، بل زاد الألم سوءًا فنادت طفلتها الصغيرة قائلة:-
-مكة… تعالى خلينا ندخل
أخذت طفلتها معها ودلفت للمنزل لكنها صرخت بألم أكثر مما أفزع طفلتها وتشبثت بيدها خائفة ثم سألت:-
-مامى أنتِ كويسة؟؟
عضت شفتيها من الألم وجلست على الأريكة وتمتمت بوجع وصوت مبحوح:-
-بالله عليكم ما تخرجوش دلوقت مش وقتكم ااااااه، مكة هاتي التليفون من على الترابيزااااه ااااه
هرعت طفلتها للطاولة لتحضر الهاتف، فصرخت “مريم” بالم وسقطت عن الأريكة من الوجع ، احتضنت “مكة” وجه والدتها المُتألمة بين ذراعيها بذعر، رأت “مريم” ذعر طفلتها وشعرت بنفضة جسدها فتبسمت رغم صراخها القوي وقالت:-
-متخافيش يا مكة أنا كويسة…. اممممم
لم تملك خيارًا سوى الأتصال بزوجها بخوف من أن تفقد أطفالها من جديد..
رن هاتفه برقم مجهول من هاتفها الجديد وكان “عاشور” يقود سيارته بسرعة جنونية نحو بوابة الفيوم، استقبل الأتصال بملل قائلًا:-
-الو
أنتفض فزعًا حين سمع صراخها بقوة تناديه:-
-جماااال اااااه أنا……
-مريم!!
قالها بفزع ويده تربت على كتف “عاشور” ليدير السيارة بذعر، اتاه الجواب من ابنته الخائفة وتبكي من الألم الذي تراه فى والدتها:-
-بابي تعالى بسرعة أنا خائفة ومامى تعبانة أوى ارجوك
اخذ نفس عميق ثم قال:-
-أهدئي يا مكة أنا جاي يا حبيبتي.. أهدي بابي مش هسيبكم….
وصل للمنزل بسرعة جنونية ولم يمر أكثر من ربع ساعة على اتصالهم لكنه صُدم عندما رأى زوجته فاقدة للوعي والدماء لوثت ملابسها بينما “مكة”جالسة جوارها تحتضن رأسها بخوف بعد أن أصبحت والدتها جسد بلا روح جوارها، اقترب نحوها بهلع يناديها قائلًا:-
-مريم…. مريم أنا جيت يا حبيبتي، مريم ردي عليا….
وضع يده على عنقها بلطف ليجمد جسده محله عندما وجدها بلا نبض وقد توقف قلبها عن النبض تمامًا، أرتعب بذعر وتناسي خصامه وغضبه من هروبها ولم يشعر بشيء سوى أنتفاضة قلبه خوفًا عليها، حملها على ذراعيه دون أن ينتظر الإسعاف ومسك “عاشور” يد “مكة” وأنطلقوا فى السيارة إلى أقرب مستشفي، كان يضم رأسها بين ذراعيه برجفة أصابته من هيئتها وقلبه يتمنى أن تشفي زوجته وتعود إليه سالمة حتى لو كان الثمن فقد طفله من جديد، وصل إلى المستشفي القريبة من المزرعة وبعد أن جاء طبيب النسا تعرف على “مريم” فأمر بأخذها على العمليات أولًا ووقف أمام باب غرفة العمليات قبل أن يدخل ونظر إلى وجه “جمال” بأسي ثم قال:-
-حضرتك جوزها؟
أومأ “جمال” له بنعم فتحدث الطبيب بحزن قائلًا:-
-مدام مريم ولادتها هتكون صعبة جدًا وأحب أوضح لحضرتك أنها متابعة معنا وأنا من البداية أصرت على نزول الأطفال لكنها أتمسكت بيهم رغم أني وضحت ليها أن حياتها هتكون فى خطر أثناء الولادة
أتسعت عيني “جمال” على مصراعيها وهذا الطبيب يخبره أن زوجته تجازف بحياتها الآن وربما تفقد روحها كليًا، تحدث “جمال” بذعر:-
-أعمل كل حاجة عشان تنقذ مريم مش مهم أى حاجة تانية ولا حتى الطفل
جاءت الممرضة إلى الطبيب بملف “مريم” ثم قالت بهدوء:-
-أنا أسف بس حسب رغبة المريضة والإقرار الى مضيت عليه من أسبوع أن الأولوية للأطفال
صُدم “جمال” مما يسمع وخيار زوجته، وخبر أنها تحمل توأمًا فى أحشائها لم يكن سعيدًا له بقدر خوفه من فقد زوجته، دلف الطبيب إلى غرفة العمليات دون أن يترك المجال للنقاش حول ما سيفعله، مر الوقت كالخنجر الموجود على عنق “جمال” ينحره ببطيء خائفًا من أن يخرج الطبيب يخبره بما سيقتله للتو، قاطع خوفه أقترب “مكة” التى تشبثت بأصابعه بخوف وعينيها تبكي بذعر على والدتها ثم قالت ببراءة باكية:-
-هى مامي هتجيب أخواتي دلوقت؟
جلس “جمال” على ركبتيه أمامه وتبسم رغم وجعه فى وجه طفلته ثم قال:-
-اه يا حبيبتي،أدعيلها يا مكة قولي يارب
تبسمت “مكة” بلطف وقالت بصوت مبحوح:-
-أنا خايفة؟
ضمها “جمال” بقوة وهو الآن خوفه أضعاف مُضاعفة على “مريم”، دمعت عينيه من هذا الشعور المرعب الذي يشعر به فوقف من مكانه وتنهد بهدوء ثم قال:-
-خد مكة للأوضة يا عاشور
أخذ “عاشور” الطفلة إلى الغرفة المخصصة إلى “مريم” حتى لا تنتظر هنا فى قلق وخوف وهو لا يعرف أى منهما سيفقد الأطفال أم الحبيبة…..
جلس ينتظر فى أحر من الجمر وعقله يأخذه إلى ذكرياته معها فتبسم مع دموعه حين تذكر براءتها وكم مرة طلبت الطلاق بسبب ولادتها لـ “مكة” بسذاجة
(فـــــلاش بـــــاك)
صُدم “جمال” مما رآه عندما ولج للغرفة، زوجته تبكي بأنهيار وطريقة هيستيرية على الأرض جوار الفراش وهكذا طفلته التى تملك من العمر سنة ونصف لم تتوقف عن البكاء للحظة، سأل بقلق وهو يرمي بيده سترته علي المقعد المجاور:-
-فى أيه؟
لم تجيب عليه فجلس جوارها على ركبتيه وأخذ وجهها فى يديه ورفع نظرها إليه بسبابته، خائفًا مما حدث وأفزع زوجته الجميلة هكذا وقال بخوف:-
-حصل أيه يا حبيبتي فهميني؟!
تمتمت “مريم” بنبرة خافتة وسط بكاءها قائلة:-
-عاملاه تعيط يا جمال، بتعيط وأنا تعبت منها ومش عارفة أعملها أيه ولا فاهمة هي بتعيط ليه ولا عايزة أيه؟… أقولك يلا طلقني أنا تعبت من الجواز ومسؤولياته والخلفة، أنا كان مالي ومال الهم دا …
قهقه “جمال” ضاحكًا على زوجته الطفلة وكأنها بعمر ابنتها، فقط لأن أبنتها تبكي تطلب الطلاق منه، بعثر غرتها بأنامله وقال بعفوية:-
-والله أنك مجنونة يا مريم، مش كفاية أنك قاعدة تعيطي على عياط بنتك وخضتني عليكم لا كمان عايزة تطلقي وهتقولي للناس أطلقتي ليه لأن بنتك بتعيط
رمقته بحيرة من أمرها وهى جاهلة تمامًا فى رعاية الأطفال ولا تملك أحد يساعدها فى ذلك، تبسم “جمال” عليها ثم حمل طفلته يضمها إليه فهدأت قليلًا ثم غفوت فى نومها لتتذمر “مريم” من فعل ابنتها وقالت:-
-يعنى أنا بقيت البعبع دلوقت؟
وضع طفلته فى الفراش ثم أقترب من “مريم” يأخذها بين ذراعيه بلطف وقال بحُب:-
-هو فى بعبع بالجمال والحلاوة دى، هو أنتِ حلوة زيادة النهاردة ولا أنا اللى بحبك من جديد
ضحكت “مريم” بسعادة على كلماته وجففت دموعها بأناملها ثم قالت متمردة:-
-أنا حلوة على طول ويكن فى علمك إذا جبلتك ولاد تاني أنا مش هربيهم هسيبهم لك أنت تربيهم بقي أنا تعبت من التربية دى
فاق من شروده فى ذكرياتها مُتمتمًا بخوف:-
-بالله عليكي يا مريم ما تسيبهم ليا
ذرفت دمعة من عينيه فمسحها بخوف ثم فتح باب غرفة العمليات وخرجت الممرضة بسرير صغير بداخله أطفاله التوأم بنت وولد رزق بهما الآن فأنتفض بخوف قائلًا:-
-طمنيني مريم عاملة أيه؟
نظرت الممرضة له بوجه حزن ولا تملك جوابًا له أو ربما خائفة من نقل الجواب الذي تعرفه لهذا الرجل، تمتمت بهدوء:-
-الدكتور خارج ممكن تسأله
جاءت السيدة العجوزة التى أصبحت جارة “مريم” فى هذا المكان بعد أن علمت من الأهالي أنها ذهبت للمستشفي ودهشت من وجود “جمال” فى المستشفي فقالت بخفوت:-
-كويس أنك هنا، كنت هسافر مخصوص عشانك وأنا مش حمل سفر
لم يفهم كلماتها فأعطته ورقة مطوية ثم قالت:-
-مريم سابتهالك معايا
أخذ الورقة فى صمت ثم خرج الطبيب قبل أن يفتحها وأخبره بما أوقف قلبه من محله ولم يتحملها عقله فسقط جسده على المقعد من هول الصدمة التى ألجمته وجمدت جسده محله………….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشق الجمال)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى