روايات

رواية وجوه الحب الفصل الخامس 5 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الفصل الخامس 5 بقلم نور بشير

رواية وجوه الحب الجزء الخامس

رواية وجوه الحب البارت الخامس

رواية وجوه الحب الحلقة الخامسة

( ٥ ) – أمـل حـيـاتـي –
تسللت من بينهم خلسه دون أن يشعر بها أحدًا؛ مستغله إنهيار ” مُـراد ” بين أيدي والده وإنهماك تلك الـ ” سـهـام ” في البكاء وأسرعت نحو سيارتها المتهالكة منطلقه بها إلى الخارج وهي تشعل كشافاتها حتى ترىٰ بوضوح في سواد الليل الحالك وبمجرد ما أن خرجت بسيارتها من بوابة القصر العتيقة حتى أصبحت تنظر هنا وهناك في قلق وكأنها تبحث عن شيئًا ما؛ إلى أن وصلت إلى آخر الطريق فوجدت مبتغاها.
ها هي غارقة بدمائها في وسط مستنقع من الأوراق والزجاجات الفارغة والقمامة؛ حيث أمر زوجها حراسه برميها بالقرب من سلة القمامة بالخارج وبالفعل فعل الحراس ما أمرهم به سيدهم. فترجلت من سيارتها وأسرعت إليها ومن ثم جث على ركبتيها هاتفه بها بهلع وقلق واضح.
– مدام أصـالـة أنتي كويسة..؟!
ففتحت ” أصـالـة ” عيناها وسرعان ما عادت لغلقهم وكأنها تسمعها وهي بين الوعي واللاوعي؛ فزفرت الأخيرة بإرتياح ومن ثم همست لها بجدية.
– متقلقيش يا مدام أنا معاكي وهنقلك للمستشفي حالًا..
” أصـالـة ” بنبرة خافته مُجهده.
– إبـ….نـي..
” شـهـيـرة ” وهي تهم بجذبها حتى تدخلها بسيارتها.
– متقلقيش هيكون بخير..
أرجوكي يا مدام ساعديني عشان أطلعك العربية..
ولكن ما من رد. فها هي سابحه بعالم آخر وكأنها قد وجدت الوقت المناسب لتُعلن فيه إستسلامها وعدم رغبتها في البقاء أكثر من ذلك؛ فتحاملت ” شـهـيـرة ” على حالها فهي الآخرىٰ تحمل بإحشائها جنين تخشىٰ كثيرًا خسارته؛ فحاولت جذبها برفق إلى سيارتها عن طريق مساندتها ولكن الأخيرة كانت مترخيه وعضلاتها فيها من الليونه ما يكفي لجعل الأخيرة تتفركش أكثر من مرة؛ خصوصًا بأن وزنها ضعيف للغاية وقوتها تكاد تكون معدومه؛ فحاولت مرارًا وتكرارًا إلى أن نجحت أخيرًا في إدخالها إلى سيارتها من الخلف؛ ومن ثم ركضت إلى عجلة القيادة وأنتلقت بها صوب المشفىٰ سريعًا.
وبعد مرور ما يقرب من ١/٣ ساعة كانت قد وصلت بها إلى مشفىٰ القصر العيني العام؛ فترجلت من سيارتها وهتفت في رجال الأمن بصريخ وهلع متجهها إلى باب السيارة من الخلف.
– حد ينده دكتور بسرعة معاااياااا واحدة بتموت هناااا..
فهرول الجميع إليها حاملين لها أعلىٰ الفراش المتنقل ومن ثم توجهوا بها إلى غرفة العمليات؛ وتلك الـ ” شـهـيـرة ” بالخارج تزرع الرواق ذهابًا وإيابًا في قلق بادي عليها بوضوح؛ وإستمر الأطباء بالداخل لما يقرب من ساعة ونصف متواصله إلى أن خرج الطبيب فأسرعت إليه ناطقه بقلق ولهفة.
– طمني يا دكتور من فضلك..
هي عاملة إيه دلوقتي..؟!
الطبيب بعملية.
– حاليًا أقدر أقول أن وضعها أستقر وكويس أوي أنها جت في الوقت المناسب..
بس في شوية كدمات وجروح عميقة في مناطق متفرقه من الجسم وده هياخد وقت شوية عبال ما يخف..
” شـهـيـرة ” بقلق مستفهمه أكثر عن حالتها.
– طب والجنين..؟!
الطبيب بأسف.
– للأسف الأم نزفت كتير وفقدنا الجنين..
” شـهـيـرة ” وهي تضرب بكفها على فمها بصدمة.
– يعني البيبي مات يا دكتور..؟!
الطبيب بعملية.
– للأسف هي جاتلنا خالصة وكويس أننا قدرنا ننقذها..
ثم أضاف برسمية.
– أنا أسف بس مضطر أبلغ الشرطة لأن من الواضح أنها تعرضت لعنف منزلي ولازم نضمن حقها..
” شـهـيـرة ” بتفهم.
– أكيد أنا متفهمه ده جدًا يا دكتور بس أنا من رائي أننا نعمل تقرير دلوقتي نثبت بيه حالتها ولما تفوق هي اللي تقرر حبه تبلغ ولا لأ..
الطبيب بإصرار.
– بس ده حقها يا فندم لأن حياتها كان ممكن تضيع وفي حياة روح راحت بالفعل..
” شـهـيـرة ” بترجي.
– أرجوك يا دكتور سيبها هي اللي تقرر من فضلك..
حضرتك متعرفش إيه اللي حصل ولا إيه اللي إتعرضت له وأنا واثقة أنها هي هتقرر الصح وهتعمله..
الطبيب برسمية.
– ولو أن ده منافي لأخلاقيات مهنتي يا مدام بس أنا مضطر أسيب مدام أصـالـة هي اللي تقرر..
” شـهـيـرة ” بتقدير وإمتنان.
– شكرًا جدًا لتفهم حضرتك..
الطبيب برسمية وهو يهم بالإنصراف.
– تحت أمرك يا مدام ده واجبي..
” شـهـيـرة ” وهي تنظر في أثره بقلق.
– يارب أسترها وهات العواقب سليمة يارب..
وفي صباح اليوم التالي بداخل غرفة ” أصـالـة ” الماكثه بها بالمشفىٰ حيث بدءت بالتململ في نومتها وهي بين الوعي واللاوعي؛ ولكنها نجحت في إستعادة وعيها أخيرًا ثم فتحت أعينها بعد بربشات عديدة وأول ما وقعت عيناها عليه؛ هو ذلك الطبيب البشوش بمعطفه الأبيض الطبي التي تتذكر معالمه جيدًا من ليلة أمس؛ ثم تابعت وهي تهمس بنبرة منهكة، باكيه، يشوبها الإعياء وهي تتحسس أحشائها بيدي مرتعشة.
– إبني..!
إبني يا دكتور..؟!
الطبيب بإبتسامة بشوشة.
– حمداللّٰه على سلامتك يا مدام أصـالـة..
” أصـالـة ” بنبرة باكية وهي ترفع رأسها بصعوبة لتواجه الطبيب مُعيده سؤالها والقلق ينهش صدرها نهشًا.
– إبني كويس..؟!
الطبيب ببشاشه.
– متقلقيش يا مدام البيبي لسه موجود وله نصيب يجي الدُنيا رغم كل اللي حصله..
ثم أضاف بنبرة هادئة.
– متقلقيش أنا فهمت المدام اللي جابتك أن حضرتك فقدتي الجنين زيّ ما حضرتك طلبتي لما فوقتي إمبارح قبل ما نبدء العملية..
” أصـالـة ” وهي تتحسس بروز بطنها بإبتسامة وعبراتها تهطل دون وعي من سعادتها لسماع ذلك الخبر.
– الحمدللّٰه..
الحمدللّٰه يارب أنك حفظت على إبني..
يارب أنت عارف أنه أمل حياتي وسنيني الجاية فإحفظه ليا وقر عيني بيه يااااارب..
الطبيب بإبتسامه لفرحتها.
– حمداللّٰه على سلامتكم يا مدام.
ثم أضاف بهدوء.
– إمبارح المدام اللي كانت معاكي طلبت مني مبلغش عن الحادثة اللي حصلت معاكي وقال أثبت اللي حصل في تقرير طبي ملابسات الحالة وأن حضرتك اللي هتقرري نبلغ ولا لأ..
فهل حضرتك حبه أرسل التقرير للمباحث ونقدم بلاغ تجاه شخص معين ولا ليكي رأي تاني..؟!
” أصـالـة ” وهي تنظر إلى اللاشئ بعدما فرت دمعة هاربة من عيناها اليمنىٰ بألم عندما تذكرت ما حدث لها بالأمس على يدي محبوبها.
– أنا مش بتهم أي حد في اللي حصلي يا دكتور..
الطبيب بشك.
– مدام أصـالـة لو حضرتك خايفة تقولي الحقيقة فأنا معاكي والمباحث مش هتسيب حضرتك..
” أصـالـة ” وهي تنظر إلى اللاشئ بإنكسار.
– صدقني يا دكتور الموضوع كله قضاء وقدر..
أنا طالبه بس من حضرتك تثبت حالتي في التقرير مش أكتر من كده..
الطبيب وهو يبدو عليه عدم الإقتناع.
– تمام يا مدام اللي يريحك..
حمداللّٰه عالسلامه مرة تانية..
عودة إلى الوقت الحاضر – End Flash Back .
فاقت من شرودها على صوت صغيرها مرددًا بحنان.
– حمداللّٰه عالسلامه يا صـولا نورتي بلدك وبيتك الجديد..
” أصـالـة ” وهي تبتسم له بإنكسار.
– بلدي منوره بأهلها وبيتي هينور بوجودك فيه يا حبيبي..
” نـوح ” بمزاح ودعابة.
– أنا بقول أرجع إيـطـالـيـا تاني عشان شكلي ماليش مكان هنا..؟!
” أصـالـة ” بفكاهه.
– وهو أنت لحقت يا راجل أنت..
ولا أنت بتلكك بقاااا وعايز ترجع تاني إيـطـالـيـا ولناس إيـطـالـيـا وأحنا مش واخدين بالنا..! لفظت بها وهي تغمز له بعيناها اليُسرىٰ بمرح.
” نـوح ” بمرح وهو يستند برأسه على شرفة السيارة.
– وهو في زيّ إيـطـالـيـا وجمال إيـطـالـيـا وهوا إيـطـالـيـا آاااااه..! أنهىٰ حديثه بتنهيده حارة مما أثار ضحك الجميع؛ فقهقهوا عاليًا في صخب.
” سـلـيـم ” بمرح بدوره.
– آلااااه..
شكلك وقعت ولا إيه يا نوحي نوحي..
” نـوح ” وهو يُندب حظه.
– وقعت إيه بس يا إبني هو أنا بتاع الكلام ده..
ده أنا أخدتها زحلقه طوالي..
” سـلـيـم ” بحماس.
– وووه وهو أنا آخر من يعلم في البيت ده ولا إيه..؟!
” نـوح ” بإبتسامة كشفت عن أسنانه ناصعة البياض.
– إذا كان أنا نفسي مش بعلم أنت هتعلم..
ثم أضاف بعدما مسم شفتيه بتمزج.
– مسم؛ أنا داخل قصَّة حب عنيفة مع أول طبق مكرونة بالمسقعة عملته الأسبوع اللي فات إنما إيه هيفرقع الدُنيا..
” سـلـيـم ” بتنكيت.
– واللّٰه أنا خايف أنا اللي أفرقع منكم..
وعلى سيرة الفرقعة ووصولنا مصر بالسلامه عايز أقول نكته.
الجميع بإهتمام.
– أتفضل..
” سـلـيـم ” على نفس نبرته السابقة.
– بيقولك مرة واحد غبي بيلعب بالقنبلة وبيحدفها من إيده اليمين لإيده الشمال، فجىٰ واحد تاني بيقوله خلي بالك لتنفجر فيك..
فرد عليه وقاله متخافش يا عم أنا معايا واحدة تانية.
فنظرت له ” أصـالـة ” نظرة منصدمه؛ تحاول إلا تضحك على نكته المساخة إلا أنها لم تستطع كبح ضحكاتها وأنفجرت ضاحكة فلحق بها الجميع مقهقهين على ضحكتها؛ فكانت ضحكات صادقة، تخرج من القلب لأول مرة منذ سنوات؛ وتمنت ” أصـالـة ” في حينها بأن يستمر الوضع على هذا الحال بين الضحك والمرح وأن يبعد عنهم المولىٰ عز وجل فواجع أقدارهم على أن تستطيع بوجود صغيرها إلى جوارها محوُ سنوات شقائها قبل غربتها بدون والده؛ متأمله في أن يُعجل اللّٰه بنصيبهم من السعادة؛ فهي قد إستكفت من الآلام ما يكفي إلى نهاية عمرها.
وبمرور لحظات قليلة وصل بهم السائق إلى بوابة الڤيلا خاصتهم والتي هي مصممه على أحدث طراز معماري بشكل عصري يناسب سُكانها جيدًا ويُليق بيهم. وما أن خطت ” أصـالـة ” بقدميها داخل المنزل حتى هتفت بإعجاب شديد.
– مش معقول البيت يجنن..!
” سـلـيـم ” بحب وهو يقبل يدي والدته بحنان.
– كل حاجة فيه زي ما طلبتي بالظبط..
ثم أضاف وهو يُعرفها على تلك المرأة الأربعينية السمينة بعض الشئ لما يقرب وزنها من ١٣٠ كيلو جرام تقريبًا والتي تظهر بشاشتها بوضوح على معالم وجهها.
– أحب أقدملك عـزيـزة..؟!
أحسن مديرة منزل ممكن تتعاملي معاها؛ وده مش كلامي أنا بس..
ده كلام زيـاد صاحبي لأنها كانت بتدير بيت خالته قبل ما تسافر وهو كمان اللي رشحهالي..
” أصـالـة ” بودَّد وهي تقترب منها محتضنه لها بحب وألفة وكأنها تعرفها منذ زمن.
– سماهم على وجههم مش محتاجة كلام..؟!
” عـزيـزة ” بتقدير.
– أن شاء اللّٰه يخليكي يا ست أصـالـة وأنا واللّٰه حبيتك جدًا من كلام سي سـلـيـم عنك..
” أصـالـة ” بمرح.
– ست أصـالـة إيه وسي سـلـيـم مين..؟!
ثم أضافت بمحبة.
– أنا أسمي أصـالـة وممكن تناديني بـِـ صـولا زي ما سـلـيـم ونـوح ما بينادولي..
” نـوح ” بإعجاب وهو يُجيب أصـالـة وبالوقت نفسه عيناه مصوبتان على تلك الـ ” عـزيـزة ” فعلى ما يبدو أنها أصبحت حقًا عزيزة ومنذ أول وهلة.
– يا نعم..
” سـلـيـم ” بخفوت وهو يهمس إلى ” نـوح ” دون أن يستمع إليه أحد.
– ألعب..
دي شكلها غمزت يا نوحي نوحي..! فوكزه ” نـوح ” بخفه موبخًا له بنفس نبرته.
– أخرس أنت دلوقتي مش دورك..! فرفع ” سـلـيـم ” كفه مغلقًا به فمه حتى لا تصدر منه أي كلمة لحين إنتهاء تلك اللقطة.
” أصـالـة ” وهي تنظر إلى” نـوح ” بعدم تصديق فهي ترىٰ بداخل أعينه ولأول مرة نظرة لم تشاهدها بهم من قبل وتابعت حديثها قائلة.
– أحب أعرفك يا نـوح دي عـزيـزة وهتبقا مسؤلة عن البيت هنا..
ثم تابعت وهي تنظر إلى ” عـزيـزة ” بودَّد ممسكه بيد ” نـوح ” بفخر.
– أحب أعرفك يا زوزو بأعظم وأحسن راجل ممكن تقابليه في حياتك..
نـوح الـحـنـونـي مدير أعمالي وصديقي الصدوق..
” نـوح ” وهو يترك يد ” أصـالـة ” متجهًا إلى تلك الـ ” عـزيـزة ” مصافحًا لها بإبتسامة بلهاء.
– أهلًا أهلًا أهلًا ست عـزيـزة..!
ثم تابع وهو يضغط على يديها بحماس وعيناه كادت أن تُخرج قلوبًا من بؤرتها دليلًا على إعجابه وسعادته بها معرفًا بنفسه لها بمرح ولاتزال إبتسامته البلهاء مرسومه بوضوح على محياه.
– نـوح الـحـنـونـي؛ شيفروليه ١٥٠٠ سي سي؛ أرض النوبة، معايا الحزام لأخضر في الكارتية؛ تليفوني فاتورة ومعايا باقة نت لسه مجددها؛ وإحتمال أركب راوتر هوائي آخر الشهر عشان الإرسال ضعيف..؛ ضعيف أوووووي..
” سـلـيـم ” بمرح.
– ما تقولها الرقم القومي بالمرة وباسورد الفيسبوك..
فقهقه الجميع في صخب و ” عـزيـزة ” خجله للغاية تريد أن تسحب يديها من بين كفوفه لكنه ممسكًا بها بإحكام. فأقتربت منهم ” أصـالـة ” ساحبه يد ” عـزيـزة ” وهي تردد بنبرة حاولت جعلها إلى حدًا ما جادة.
– أنا بقول تعرف نـوح على أوضته يا سـلـيـم وتقولهم يطلعوا الشنط عبال ما أتفرج أنا وعـزيـزة عالبيت ونحضر الغدا مع بعض..
” سـلـيـم ” وهو يتمالك ضحكته بصعوبه بالغة.
– حاضر..
ثم أضاف وهو يمسك بيد ” نـوح ” الذي غير قادر على إماطه عيناه عن ” عـزيـزة ” ساحبًا إياه صاعدًا به إلى الأعلىٰ مردفًا في دعابه.
– يلاااااا بينااااا نطلع وبلااااااش فضايح..
أحنا أجانب هنااااا يا عم ومش عايزين مشاكل..
وبالفعل صعدوا معًا ليُعرفه على غرفته؛ وأنطلقت ” أصـالـة ” بعدما تماسكت ضحكاتها بصعوبة برفقه ” عـزيـزة ” لتشاهد معها منزلها وتتعرف عليه وبدءت بينهم صداقة جيدة. فـ ” أصـالـة ” إمرأة إجتماعية، حبابه، تدخل إلى القلب سريعًا وكذلك ” عـزيـزة ” فمن يرها يعتقد بأنها فتاة بعمر الخمس وثلاثون عامًا رغم سمانة جسدها إلا أن روحها وخفتها تطغىٰ على ثُقل جسدها وضخماتها. فنشأت بينهم كيمياء مميزة في الحال.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وجوه الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى