روايات

رواية عشقت خيانتها الفصل الثالث عشر 13 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الفصل الثالث عشر 13 بقلم قوت القلوب

رواية عشقت خيانتها الجزء الثالث عشر

رواية عشقت خيانتها البارت الثالث عشر

عشقت خيانتها
عشقت خيانتها

رواية عشقت خيانتها الحلقة الثالثة عشر

بنفس محطمه واهيه جلست “نسمه” برفقه صديقاتها بالكافيتيريا تنتظر الوقت المناسب لتطلب منهم مساندتها يوم الخميس بحفل خطبتها المزعوم ، لم تعد تتحمل رؤيته مره أخرى وعليها منذ هذه اللحظه ألا تخطو الجامعه مره أخرى سوى بحضور الإختبارات فقط فستطوى صفحه “عمر” تماماً وتحاول التأقلم مع تلك الحياه المقيته الجديده التى ستعيش بها ….
مع تجاذبهن لأطراف الحديث نظرت “أحلام” نحو “نسمه” للحظات قليله ملاحظه صمتها وشرودها لتتسائل بإهتمام …
_ مالك يا “نسمه” ….؟؟ وشك أصفر كده ليه …..؟؟؟
وضعت “دنيا” ذراعها فوق كتف “نسمه” قائله …
_ أنتى لسه تعبانه ….؟؟
بسكون غريب أجابتهم “نسمه” بوجهها الشاحب بدون إبداء أى مشاعر أو إهتمام يذكر …
_ عادى … أنا جايه بس عشان أعزمكم على خطوبتى يوم الخميس الجاى … عايزاكم تبقوا معايا ….
ربما تفاجئت “دنيا” من ذلك الخبر الغريب لكنها أردفت بحالميه …
_ خطوبتك ….!! …. على مين ؟؟ “عمر” …!!!
إستكملت “نسمه” ردها بجمود عجيب …
_ لأ … “عمر” خلاص .. إنتهى من حياتى ..
إعتدلت “دنيا” ناظره نحو “نسمه” بغير تصديق …
_ أنتى بتقولى إيه ….؟؟ إيه إللى حصل …؟؟
لم تكن “دنيا” وحدها هى المهتمه بمعرفه ما حدث بل أنصتت كلاً من “أحلام” و”سحر” بإهتمام بالغ لسرد “نسمه” لما حدث مع “عمر” …
كانت تعيد ما حدث بينهما بالأمس مرة أخرى لتشعر بأن كل حرف تتفوه به وكأنها تشعر به مرة أخرى للمره الثانيه ، فكان سردها لما حدث مؤلم للغايه …
إنهمرت دموعها بلا توقف بصمت واهن لتشعر بالدوار يتملك منها فهى لم تتناول شئ منذ الأمس …
إغتاظت “سحر” بشده من تصرف “عمر” بخسه ونذاله معها لتهتف بضيق …
_ إهدى حبيبتى .. متزعليش نفسك … ده ميستاهلكيش ….
زفرت “أحلام” بضيق معقبه على حديث “نسمه” …
_ أهو إللى أنا كنت خايفه منه حصل …. بس أنتى وافقتى ليه على الجوازة دى بس ….؟؟
أمسكت “نسمه” برأسها الذى أخذ يدور بقوة …
_ كل حاجه فى الدنيا خلاص مبقاش ليها طعم ولا أى لازمه … وهو زى غيره مش فارقه ..
_ أنتى بتعاقبيه ولا بتعاقبى نفسك بس…
_ مش عقاب … بس خلاص معدتش حاسه بأى حاجه حلوة فى حياتى … فمش فارقه زى ما….
ولم تنهى “نسمه” جملتها لتهوى على الأرض غائبه تماماً عن الوعى …
إلتف الطلاب حول زميلتهم يحاولون إفاقتها حين وقف أحدهم يبعد الآخرين عنها ، وأخرى تلوح لها بكتاب لتعطيها بعض الهواء المنعش لها …
أمسكت “دنيا” بحقيبتها الممتلئه بأدوات التجميل خاصتها و أخرجت زجاجه عطر نفاذ لتجثو إلى جوار “نسمه” الساجيه أرضاً تحاول إفاقتها فأخذت تساعدها بإستنشاق هذا العطر …
بعد عده دقائق …
أفاقت “نسمه” بوهن مستنده إلى “أحلام” التى حاولت رفعها إلى الأعلى لتحيط بها “سحر” من الجانب الآخر ليتجهوا جميعاً لمنزل “نسمه” المتعبه فلن يتركوها بهذا الوضع مطلقاً …
على بعد خطوات منهن جلس “وائل” يتابع “نسمه” ووجهها الشاحب وبكائها الفاطر للقلوب حتى سقوطها أرضاً مغشياً عليها ، كم تعجب من أن تلك هى الفتاه التى لفتت أنظاره يوماً بإبتسامتها التى تزين وجهها دائماً ولم ير حزنها قط ….
____________________________________
شقه حسن …
ساعدت الفتيات “نسمه” بالوصول إلى البيت وصعدوا معها إلى الأعلى ليطمئنوا عليها أولاً قبل تركها وعودتهم إلى منازلهم مباشرة …
دلفت الفتيات بغرفه “نسمه” لتلقى بجسدها خائرة القوى فوق الفراش طالبه منهم تركها لتستريح ، فلم يجدن بُد من الذهاب مستأذنين بالإنصراف …
كان كل ذلك على مرأى من “حنان” لكنها كانت كالعاده غير مهتمه إطلاقاً بما حدث فتركتها بمفردها فى غرفتها حتى حل المساء …
___________________________________
فى المساء ….
مر “وائل” بـ “عمر” دون أن يبلغه مسبقاً أنه سيأتى لزيارته فوقف ببابه يطرقه ليرى تفاجئ “عمر” من قدومه إليه بتلك الساعه المتأخرة …
_ “وائل” … !!!!! … تعالى … إدخل …..
_ إيه يا أبنى أنت حابس نفسك ولا إيه ….؟؟؟
_ لا أبداً عادى …
_ مجتش ليه الكليه النهارده ….؟؟؟
_ ما أنا قلت لك مش جاى …
جلس “وائل” بغرفه المعيشه بأريحيه شديده وهو يمد ذراعه فوق ظهر الأريكه …
_ إللى أنت بتعمله ده مش حل …
أغمض “عمر” عيناه بتملل واضح ليفتحهما ببطء وهو يردف بنبره يائسه …
_ أنا لا عايز أحل … ولا أربط … أهم يومين يعدوا و جدى ييجى وخلاص …
_ طب تعالى نخرج نتمشى شويه …
_ لأ ماليش نفس … لو عايز تخرج أنت براحتك عادى ..
_ أنا بس مش عايزك تحبس نفسك كده ..
_متقلقش عليا مش حتجنن يعنى …..
نظر “عمر” تجاه “وائل” يريد أن يسأله عنها لكنه تردد بذلك ليتفوه ببعض الكلمات المبعثره دون ترتيب …
_ اااا … “وائل” .. هو … يعنى ….!!!!!
_ مالك بتتلجلج ليه كده ….؟؟
حسم “عمر” أمره بالنهايه بألا يسأل عنها وعليه التحلى بالقوة لنسيانها …
_ مفيش كنت بس عايز أسأل .. عملتوا إيه النهارده فى الكليه ….؟؟
إستطاع “وائل” بفراسه ماكره فهم ما يرمى إليه “عمر” وأنه يريد أن يسأل عنها ….
_ عملنا إيه النهارده؟!! … ولا بتسال عليها …؟؟؟
لم يستطع “عمر” منع لهفته حين أطرق “وائل” لسيرتها أمامه …
_ هى جت ….؟؟
_ جت … بس … كانت تعبانه أوى يا “عمر” .. أنا عمرى ما شفتها كده … لدرجه أنها أغمى عليها والدفعه كلها كانت بتفوقها …
نهض “عمر” من مقعده وقد زاغت عيناه بتخوف ليهتف بتلهف واضح …
_ إيه .. أغمى عليها !!!!! … ليه ؟!! … وهى عامله إيه … ؟؟
_البنات روحوها .. بس عايز نصيحتى بالوضع إللى أنا شايفه ده و إللى أنت عامله فى نفسك ده والحبسه إللى أنت فيها … أنت كده مش حتنساها … متسألش عنها تانى … عشان تقدر تنساها …
جلس “عمر” مرة أخرى بحزن عميق …
_ تفتكر حقدر ….!!!
أجابه “وائل” بلامبالاه وفتور تام …
_ أنت لسه فى أول حياتك وكل حاجه بتبقى كبيره وتصغر بعد كده … أنت بس محتاج شويه وقت … وزى ما قلتلك .. تبعد عنها ومتسالش عليها ….
_ححاول …
هو بالفعل يتمنى نسيانها لكن ذلك صعب ، صعب للغايه ، فكلما حاول إشغال عقله عنها دق قلبه لها وإشتاق إليها ولرؤيتها ، لم يستطع منع طيف إبتسامتها الرقيقه من أن تتبعه أينما كان وكأنها مرض عضال لن يستطيع التخلص منه بسهوله ….
____________________________________
مرت تلك الأيام الثقيله للغايه بهمومها الكبيرة فوق قلوبهم حتى حل يوم الخميس ….
بيت حسن …
حضرت الفتيات مبكراً ليساندوا صديقتهم بهذا الوقت الصعب عليها ، فحتى لو وافقت على تلك الخطبه إلا أنهن يعلمون جيداً أنها لا تطيقه ولا يسكن بقلبها سوى “عمر” …
إرتدت “نسمه” فستان أسود طويل ذو ياقه عاليه ويعلوة جاكيت قصير أبيض اللون ذو أكمام طويله ، لم تجد سوى اللون الأسود معبراً عنها بتلك الليله …
وضعت لها “دنيا” القليل من مساحيق التجميل لخبرتها العاليه بهذا الشأن الذى تعشقه كلياً ، فاليوم أرادت إخراج روح خبيرة التجميل من شده عشقها لهذا المجال …
بدت “نسمه” ساحرة للغايه فقد إستطاعت “دنيا” إبراز لون عينيها العسليتين بوضوح ، لكن مع جمالها المبهر إلا أنها تعيسه للغايه محطمه الفؤاد فاليوم سترتبط بإنسان لا تعرفه ، حتى أنها لا تدرك ملامحه جيداً فلم تره إلا مره واحده ولم تتمعن به ، لكنها تدرك تماماً أنها لا تحبه فقلبها يدق لشخص آخر لا يستحق هذا الحب لم تكن تدرك مدى حبها له إلا بعد جرحه له بصميم قلبها ….
جلست بحجرتها مع صديقاتها تتصنع الإبتسام كعادتها فقد أصبحت بارعه فى إرتداء هذا القناع لكن من يتمعن فى عيونها بالطبع يدرك تماماً تلك النظرات التى يملؤها الألم والحزن …
جلست بصمت تنتظر وصول العريس وكأنها تنتظر جنازتها اليوم …
إلتفت صديقاتها حولها مدركين ما بداخلها بخلاف تلك الابتسامه الواهيه المتكلفه فوق محياها ، يدركون تماماً أنها حزينه للغايه وليست سعيده على الإطلاق كما يراها البعض …
أخذن يتبادلن النظرات بتحسر فليس بيدهم شئ يقومون به سوى مساندتها اليوم وبقاءهم إلى جوارها …
علت الأصوات المهلله بالخارج وسماع أصولت التبريكات والتهاني إعلاناً بوصول العريس المنتظر …
سحبت “نسمه” نفساً عميقاً تمنع به تلك الدموع التى وقفت بجفنيها من الهطول فعليها التحلى بالقوة والمضى قدماً فقد سبق السيف العزل ولم يعد هناك رجعه بقرارها …
نظرت نحو صورة والديها المعلقه بالغرفه تتمنى لو أن يخرجوا منها لإنقاذها مما فعلته بنفسها ومن حياتها الكئيبه للغايه ، كانت كمن تستنجد بهم ليخلصوها من كل المآسى التى تشعر بها …
نهضت “نسمه” من فوق فراشها الذى كانت تجلس عليه لتحاوطها صديقاتها لتتحرك ببطء تجاه غرفه الصالون حيث يتواجد العريس جالساً بإنتظارها …
فور خروجها علت أصوات الإحتفال بمجئ العروس ، إنبهر الجميع من جمالها الهادئ ، ليتقدم “محمود” نحو “نسمه” مقابلاً إياها بإبتسامته العريضه قائلاً …
_ مبروك يا عروسه … ما شاء الله زى القمر …
هزت نسمه رأسها فى صمت ثم جلست على المقعد المجاور له ، نظرات “حنان” و “حسن” المتبادلة تعلن إنتصار قاما به وعلت وجوههم إبتسامه فرحه لوصولهم لمبتغاهم بخطبه “نسمه” لهذا الثرى الذى سوف يغدق عليهما بالنقود والهدايا لهذه الزيجه …
وقفت الفتيات إلى جوار “نسمه” يحاولن الإبتسام ليشعروها ولو بلحظه من السعاده والفرحه بصديقتهم ، لكن أين الفرحه من قلبها المكسور ….
بعد قليل من الوقت تعالت الزغاريد لخروج “حنان” بصينيه أنيقه مزينه بصورة ملفته للغايه ووضع عليها قطع من المشغولات الذهبيه الثمينه كشبكه للعروس ….
إتسعت عيون الجميع ما بين منبهر وحاقد بغير تصديق لتلك الكميه الهائله من المصوغات و المجوهرات باهظه الثمن و التى سوف يقدمها العريس للعروس اليوم …
مالت “أحلام” على أذن “نسمه” تهمس بإنبهار شديد غير مصدقه لما تراه بأعينها …
_ واو .. كل دى شبكه !!!!! … ده أنتى حظك من السما يا “نسمه” … يا أختى أنسى بلا حب بلا وجع قلب … دى الشبكه تنسيكى الدنيا بحالها …
رفعت “نسمه” وجهها تجاه صديقتها تتمنى لو كانت تستطيع الشعور بما تهمس به “أحلام” حقاً ، لكنها لم تكترث يوماً للمال ، فكل ما كانت تتمناه هو قلب محب ، همست “نسمه” بإنكسار حزين …
_ أنتى شايفه كده !!!!! … ولا كنوز الدنيا كلها تعوضنى عن كسرة قلبى يا “أحلام” ….
زمت “أحلام” شفتيها وهى تطالع “سحر” و”دنيا” بقله حيله فلن تستطيع تغيير نظرة “نسمه” للأمور بتقبل ما هى مقدمه عليه ، ليلتزمن جميعاً الصمت متصنعات الإبتسام لخطبه “نسمه” …
بسعاده تامه ألبس “محمود” و”حنان’ تلك المصوغات لـ “نسمه” إحتفالاً بخطبتهما حتى انتهى تلك الدقائق القابضه للأنفاس ليردف “محمود” وسط إبتسامه لم تختفى عن ثغره …
_ مبروك يا “نسمه” …
_ شكراً …
_ إيه مفيش مبروك …؟؟
_ مبروك …
_ عارفه أنا أكتر واحد محظوظ فى الدنيا كلها عشان قمر زيك يكون من نصيبى ….
نكست “نسمه” وجهها إلى الأسفل متصنعه الخجل ، لكنها أرادت الهروب بأى إتجاه آخر بعيداً عنه ، فهى تعلم حقاً أنها إذا رفعت عيناها نحوه فسيدرك تماماً مدى حزنها وتعاستها …
كم تمنت تلك اللحظه التى ظلت تحلم بها كثيراً لكن ليس هو المقصود ، بل كانت تتمنى وجودها إلى جواره هو فقط ، لم تظن أنها ستزف يوماً لسواه …
إمتلئت عيناها بالدموع التى غشت مقلتيها بتعاسه فقد شعرت بأنها قيدت بأغلال سميكه وليس بمصوغات مبهره كما يراها الجميع ، تمنت لو أنها تستطيع الهرب والفرار من كل شئ خاصه من هذا الشخص الذى يجلس إلى جوارها …
مر الوقت بصعوبه حتى طلب العريس الإنصراف مستئذناً من الجميع ليتبعه بقيه المدعوين بعد مباركتهم لها بزواج سعيد لتبقى جالسه لبعض الوقت بمقعدها حتى إقتربت الفتيات منها يتلفتون تجاه بعضهن البعض بحيره ، لا يدركون ما عليهن فعله أيباركون لها مثلما بارك لها الجميع أم يواسونها على حزنها وإنكسار قلبها ليسلمن عليها بحراره وينصرفن بهدوء لتنتهى تلك الليله أخيراً …
دلفت بعد ذلك إلى غرفتها لتبدل ملابسها بآليه دون أى مظهر من مظاهر السعاده التى كان من المفترض أن تشعر بها كل فتاه بليلتها الخاصه ، جلست بطرف فراشها وهى ترفع كفها ناظره لهذا المحبس الذهبى الذى خنق إصبعها معلناً إرتباطها بشخص غريب ليزيد من إنقباض قلبها …
تراجعت إلى الخلف قليلاً لتتكور على نفسها ممسكه أرجلها بذراعيها تاركه العنان لتلك الدموع الحبيسه للانطلاق ….
____________________________________
المطار …
تأكد “عمر” من موعد الطائرة وهو ينظر بساعته أثناء وقوفه بصاله الإنتظار متلهفاً لتلك الطائرة القادمه من لندن والتى منتظر لقاء جده الغالى بعد غياب طويل للعلاج …
بعد حوالى نصف ساعه بدأ الركاب بالخروج من صاله الوصول ، لينتبه “عمر” نحوهم متفحصاً تلك الوجوه باحثاً عن مصدر الطمأنينه الخاصه به ، بعد فترة وجيزة وقعت عيناه عليه وهو يراه يتحرك بواسطه أحد المقاعد المتحركه فمع كبر سنه لم يعد يستطيع التحرك بصورة جيده و أضطر لإستخدام هذا المقعد المتحرك حتى لا يجهد القلب فى الحركه ، حاوط “صالح” إثنان من المرافقين مرتدين الحلل السوداء قد إصطحبهم برفقته طوال فترة علاجه …
اقترب منه “عمر” على الفور بخطوات مستعجله يرحب بعودته سالماً إليه …
_ جدى … حمد الله على السلامه ….
_ “عمر” … تعالى حبيبى … أخبارك إيه يا غالى يا إبن الغالى …!!!
_ ماشى الحال … المهم صحتك أنت …؟؟
_ بخير يا أبنى طول ما أنت بخير ….
_ “مدحت” جه بالعربيه بره يلا بينا نطلع ….
أمسك “عمر” بمقبض المقعد المتحرك ليدفع جده إلى خارج المطار ..
تقدم نحو سياره جده السوداء ذات الماركه العاليه قادمه خصيصاً إليه من المنيا لتقله …
إستقبله “مدحت” ذراع “صالح” الأيمن ومدير شركاته بغيابه مصافحاً الجد بحراره يتحمد الله على وصوله بصحه ومعافاه بعد علاجه …
أهدل “صالح” قدميه من فوق المسند الحديدى أرضاً فور وصوله بالقرب من السياره ليدلف بعدها إليها ببطء وتروى جالساً بالمقعد الخلفى مشيراً إلى “عمر” ليجلس إلى جواره ….
تحرك “مدحت” بالسيارة متخذاً طريق الخروج من المطار حينما تسائل الجد ..
_ أنت ناوى تيجى معايا المنيا ولا حتقعد هنا عشان الجامعه …؟؟
إرتسمت إبتسامة باهته على ثغر “عمر” مجيباً إياه …
_ لا يا جدى أنا جاى معاك …
_ على بركه الله … يلا يا “مدحت” أطلع على الطريق …
سافر “عمر” بصحبه جده إلى بيتهم بالمنيا متمنياً أن يكون هذا البعد كافياً للنسيان …
____________________________________
أسبوع مر ثقيل الوقت على كلاً من “عمر” و”نسمه” فقد ظن “عمر” بوجوده مع جده فى البيت الكبير بالمنيا أنه سوف ينسى أو على الأقل يتناسى ما حدث مع “نسمه” …
لكن ذلك لم يزيده إلا حزناً وتعاسه على فقدانه أغلى حب بحياته ، لكن ما فعله كان أفضل له وقد إستطاع كسب نفسه من غدرها وكذبها ….
____________________________________
نسمه ..
لم تخطوا خطوة واحده خارج البيت منذ يوم خطوبتها ، فقد آثرت عدم الذهاب إلى الجامعه ، حتى توقفت عن الذهاب لعملها بمكتبه العم “متولى” ….
بعد ما حدث بينها وبين “عمر” وقرار خطبتها الخاطئ كلياً فقدت حقيقه متعه الحياه ، أصبحت تقضى الوقت بآليه شديده وما عليها سوى أن تأكل وتشرب وتساعد زوجه أخيها دون حتى مناقشتها بأى شئ مطلقاً سواء هى أو أخيها “حسن” فقد شعرت بأن طاقتها قد نفذت وأنتهى كل شئ …
___________________________________
الجامعه …
أخذت “دنيا” تعبث بالخاتم الذهبى الذى ترتديه بإصبعها بتملل وهى تتنهد بضيق ، فقد كانت تظن أن تلك القصه الحالمه الرومانسيه يجب أن تنتهى نهايه أفضل من ذلك ، فـ “نسمه” كانت تحب “عمر” حقاً من صميم قلبها ، حتى هو كان يظهر دوماً عشقاً وإهتماماً بها ، فماذا حدث … لم تغير “عمر” إلى هذا الحد ..؟!! قطعت شرودها بتساؤل …
_ هى “نسمه” حتفضل حابسه نفسها فى البيت كده ومش حتيجى خالص ولا إيه …. ؟؟؟
أجابتها “سحر” بعمليه فائقه فيجب على “نسمه” أن تفيق مما حدث ولا تضيع دراستها فهى أهم شئ بالحياه …
_ والله ما عارفه … ده إحنا حتى عندنا إمتحان أعمال السنه يوم الأحد الجاى وهى متعرفش …
تفكرت “أحلام” لوهله لتعقب على حديثهم …
_ طب نروح لها البيت نقولها ولا إيه …؟؟
_ المفروض نروح والله … نقولها على الإمتحان ونطمن عليها برضه …
_ خلاص بعد ما نخلص المحاضرة نبقى نعدى عليها …
____________________________________
وائل ….
بعد غياب “عمر” إقتصر “وائل” جلسته على بعض الأصدقاء ولم يحاول التحدث لأى من الفتيات خاصه “دنيا” التى قد أثارت إنتباهه بشده بالفترة الأخيرة …
أخرج هاتفه محاولاً الإتصال بـ “عمر” ليطمئن على أحواله بالمنيا بعد قضاءه هناك أسبوعاً كاملاً ….
_ إيه يا “عمر” الغيبه دى ….؟
_ عادى .. هو فيه حاجه مهمه يعنى….؟؟
_ عندنا إمتحانات يوم الأحد الجاى حتيجى ولا إيه ….؟؟
_ الأحد !!!!! … يعنى كمان ثلاث أيام … حاجى والأمر لله …
_ أنا مش عاجبنى حالك يا “عمر” …!!!!
_ متقلقش عليا .. عموماً أنا حاجى بكرة القاهرة و أجى على الإمتحان يوم الأحد مش ححضر السبت تمام ..
_ تمام … لما توصل بكرة كلمينى أجيلك نقضى اليوم سوا …
_ إن شاء الله … سلام ..
مع السلامه ..
____________________________________
بعد إنتهاء المحاضرة إتخذت الفتيات طريقها لبيت “نسمه” الذى أصبح معلوم بالنسبه إليهم أخيراً ….
قابلتهم “حنان” ببرود شديد وقد إرتسمت على ملامحها علامات ضيق بالغ فور رؤيتهم ….
إبتسمت “أحلام” بخفه وهى تسأل “حنان” عن “نسمه” ….
_ مساء الخير … “نسمه” موجوده …؟!!
أجابتهم “حنان” بوجه ممتعض من وجودهم …
_ مممم … أى خدمه …؟؟
_ إحنا أصحابها فى الكليه … و كنا عايزين نطمن عليها …
_طيب …
ثم نادت حنان لـ “نسمه” صارخه بإستهزاء …
_ يا “نسمه” …كلمى … ضيوف !!!!!!!
تعجبت “نسمه” من ندائها فمن هذا الذى يريد رؤيتها ، نظرت من خلف “حنان” بوجه شاحب وإبتسامه باهته نحو صديقاتها …
_ تعالوا اتفضلوا ..
تطلعت الفتيات ببعضهن البعض وسط نظرات “حنان” الناريه نحوهم ليدلفوا إلى الداخل مع شعور متعاظم بداخلهم أنهم غير مرحب بهم على الإطلاق …
ضاقت “دنيا” حاجبيها بإشفاق على حال صديقتها الرقيقه ..
_ مالك حبيبتى … ؟؟
_ مفيش حاجه .. ما أنا كويسه أهو …!!!!
نهرتها “سحر” بقوة فعليها أن تواجه الحياه بتحدى وقوة فالضعيف بهذا الزمن يتلقى كل الصفعات وعليها التحلى بالقوة ….
_ مينفعش إللى أنتى عاملاه ده .. أنتى إخترتى … يبقى تنسى وتكملى …
_ بحاول…!!!!
أنهت “أحلام” حديثهم بعجاله فعليهم الإنصراف فوراً فهى لا تشعر بالراحه بسبب زوجه أخيها تلك …
_ المهم عشان إحنا عايزين نمشى … فيه إمتحان يوم الأحد مهم لازم تيجى وتحضرى بقى …
_ مش عايزه آجى …
_ أنتى حتضيعى السنه ولا إيه ؟؟!!! … بصى لنفسك ومستقبلك بقى .. إللى حصل ده مش آخر الدنيا يعنى ..
_ححاول طيب …
_ ماشى .. إحنا حنمشى دلوقتى مرات أخوكى شكلها عايزة تقتلنا … باى ..
أنهين تلك الزيارة السريعه لعدم شعورهم بالراحه لتتجه كل منهن إلى بيتها وينقضى يوم آخر ….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشقت خيانتها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى