روايات

رواية عشبة خضراء الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani

رواية عشبة خضراء الفصل الثالث 3 بقلم Lehcen Tetouani

رواية عشبة خضراء الجزء الثالث

رواية عشبة خضراء البارت الثالث

عشبة خضراء
عشبة خضراء

رواية عشبة خضراء الحلقة الثالثة

…… فكرت عشبة خضراء في الطريقة التي ستدخل بها القصر فهي تعرف خبث بنات عمها ولا شك أنهن دسسن أعوانا يراقبون الداخل والخارج ثم تذكرت أن أباها السلطان يحب التفاح فنزلت إلى السوق وأخذت تتجول وتنظر إلى دكاكين الباعة المليئة بالبضائع وأعجبتها هذه الحركة والضجيج
وقالت: كم أحب الحياة وسط الناس كل همهم توفير عيشهم وتربية صغارهم وليس مثل أهل القصر الذين يقضون وقتهم في حياكة الدسائس كانت منشغلة في أفكارها لما سمعت أحد الباعة ينادي على التفاح
كان عجوزا أمامه عربة فيها سلال تفاح أحمر فتوقفت أمامه فهذا هو النوع الذي يحبه أبوها احسن التطواني لكن كيف السبيل إلى أخذ سلة فليس معها مليم واحد وفجأة شاهدت ولدا فقيرا رث الملابس يقترب من العربة ويطلب تفاحة لأمه المريضة
لكن البائع كان بخيلا وطرده دون رحمة
فجلس الولد في ركن يبكي تألمت عشبة خضراء لبكائه وقررت تلقين البائع درسا لن ينساه فقالت للولد سأسرق تفاحة و أهرب بها ولما يجري البائع خلفي خذ سلة مليئة ثم انتظرني في ركن بعيد وسآتي إليك ونقتسم التفاح
فمسح الولد دموعه ثم أخبرها أن إسمه حسن وهو يعيش مع أمه وليس لهم مال و ستفرح بهذا الطعام
كما هو متوقع جرى الرجل وراء عشبة خضراء وهو يسب ويلعن لكنه سقط وإتسخ وجهه بالطين فشمت حسن فيه وأخذ السلة ثم توارى في أحد الأزقة وبعد قليل جاءته البنت، وإقتسما التفاح ثم سألته إن كان يعرف طريق القصر
فأومأ لها بالإيجاب كان الولد يأكل تفاحة وبينما هو يمشي شعر بأن رائحة التفاح بدأت تفوح كالمسك وتعجب لذك ثم قال لها: أنت عشبة خضراء أليس كذلك ؟
أجابته نعم وليبق الأمر سرا بيننا
ولما وصلا القصر طلبت منه أن ينتظرها ثم إقتربت من أحد الحراس وقالت له أنا فلاحة ولقد قطفت لمولاك السلطان هذه الثمار من بستاني فادخلها إليه ثمّ نظرت إليه بعيونها الزرقاء بدلال
فأجابها :سأفعل ذلك من أجل عيونك وربما كافأني سيدي على هذه الهدية الجميلة lehcen Tetouani
قالت عشبة خضراء في نفسها : لما يرى أبي هذه التفاحات الفواحة سيعرف أني من أرسلها إليه ويخرج للقائي
في ذلك الوقت خرجت بنات العم الثّلاثة إلى شرفة القصر فرأين بنتا واقفة قرب الباب فقالت إحداهن : ماذا تفعل هذه المتشردة هنا وكيف سمح لها الحراس بالإقتراب ؟
لكن الطقس في ذلك اليوم كان حارا فخلعت الأميرة العباءة عن رأسها وتطاير شعرها الذهبي فصاحت البنات في وقت واحد إنها عشبة خضراء وأمرن عبيدهن أن يقبضوا عليها ويرموها في قبو القصر
كان حسن جالسا من الجهة المقابلة للقصر وفجأة رأى العبيد يتسللون وراء عشبة خضراء فقال لها: أهربي فجريا وسط الأزقة وحين كاد العبيد يلحقون بهما أمسك حسن يدها وأدخلها أحد البيوت وأغلق الباب ورآهم من الشق يتوقفون وينظرون حولهم بحيرة ثمّ قسموا أنفسهم إلى مجموعتين وسارت كل واحدة في ناحية
سمعت عشبة خضراء أنينا خافتا ولما إلتفتت رأت امرأة طريحة الفراش وقد علا وجهها الشحوب وقالت بصوت خافت :حسن هل هذا أنت ؟
فجرى إليها ،وقبل رأسها وقال لها :نعم يا أمي و الفتاة التي معي هي الأميرة ثم أخرج لها تفاحة وقال لها كلي يا أمي
قالت المرأة لعشبة خضراء: إقتربي يا إبنتي لكي أراك فعانقتها الفتاة وقبلتها وفجأة جرت من عينها دمعة كبيرة كأنها لؤلؤة سقطت في حلق المرأة المريضة ثم قالت: لها يحق لك أن تفتخري بإبنك فهو شهم وذو فطنة وعقل أجابتها : نعم ،له صفات أبيه ولقد كان رجلا رائعا
سألتها عشبة خضراء وأين هو الآن يا خالة ؟
تنهدت المرأة ثم أجابتها بنبرة حزينة :إنه في سجن القصر فلقد كان طبيبا حسن السمعة لكن إتهموه بالدجل والشعوذة وحالنا الآن على ما ترين من الفقر والجوع وعذرا يا إبنتي ليس لي شيئ أقدّمه لك
لم يمض وقت طويل حتى نهضت أم حسن من الفراش وقالت: هذا غريب فلقد إنهى الصداع وخفت الحمى إذهب يا ولد إلى جارتنا واستلف منها شيئا من الدقيق والبصل والطماطم وسأطبخ شيئا نأكله
لمّا رجع حسن وجد أمه قد أشعلت الفرن وغسلت القدر والصحون وفرح لما رآها بأتم عافية فمنذ مدة لم يذق الطعام لشدة مرضها وعرف أن شفاءها هو الله و تلك البنت وهي السبب تجلب الخير لكل مكان تذهب إليه ولم يكن يصدق ذلك حتى رآه بنفسه

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عشبة خضراء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى