روايات

رواية طوق نجاتي الفصل السادس 6 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية طوق نجاتي الفصل السادس 6 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية طوق نجاتي الجزء السادس

رواية طوق نجاتي البارت السادس

رواية طوق نجاتي الحلقة السادسة

استيقظ “ريان” من نومه على صوت اندفاع والدته المرتفع:
– يارب تصحى وتشوف شغلك.
أفتح عينه الناعستين ونهض بنشاط طفل لشغله الذي كان يحلم به، أقتربت والدته منه وهو يدخل المرحاض:
– ياريت بقى تسيبك من الشله الزباله اللي بتسهر معاهم كل يوم لوش الصبح، ولا اقولك انساااهم خالص.
رمقها قبل أن يغلق الباب الخشبي وقال:
– سهر ايه بقى أنا بقيت رجل أعمال كبير، مش فاضي اكيد للزباله دول.
ابتسمت بفرحه وهي تعرض عليه طلبها:
– ياريت تقرب من تولاي دي بنت رقيقه اووي.
أفتح الباب الفاصل التي لا تحترم أمه خصوصيتة بوجه مستفسر:
– قولتي مين اللي رقيق؟!
أجابته بثقه:
– تولاي.
أعطاها ظهره بلامبالة وهو ينشف وجهه:
– اه تمام.
– تمام ايه؟!
ترك المنشفة على كتفها وأبلغها بمشاكسة:
– هقرب، بس لما اقرب بقى متقوليش
تصدق أنك قليل الادب.
عضت المنشفة الذي وضعها عليها للتو بعصبية مفرطة من تفكيره، وأوضحت من بين أسنانها:
– اقصد تبقوا أصحاب.
أبعدها من أمامه يخرج ملابسه الرياضيه واجابها بحزم حتى ينهي النقاش:
– ماما دي لو اخر مخلوقه استحالة… دي لسانها مترين قدامها وأنا واحد دماغي مماشيها بالمسكن.
– لا الف سلامة.
قالتها بغيظ من غلظته، فأجابها ببرود لوح ثلج:
– الله يسلمك، تأمري بحاجة تاني؟
– لا وانت ماشاء الله عليك بتسمع وتنفذ، غور يا ريان من وشي.
– كلامك اوامر يا غاليه هغور في اقل من ثانية سلام.
رفعت يدها لأعلى ناظره للسقف داعيه الله أن يهدي ويصلح حاله.
أمن على دعائها وهو يقبل رأسها، وذهب مع “زين” الذي كان ينتظره خارج الفيلا وتوجها سويا إلى شقة صغيرة عبارة عن غرفتين وصاله، ومطبخ وحمام وقال “زين” بعد الانتهاء من رأيتها:
– ايه رأيك الشقه دي تكون الشركة؟!
رد سريعا بحماس:
– حلو جدا كمساحة ومكان.
– يعني نعتمد؟
– على الله يا صاحبي.
ذهبا على الفور بنشاط لعمل اليفط واوراق الدعاية وكانت “رنا” ثلاثتهما تساعدهم بفرحة من قلبها.
★*****★
انهت “هند” محاضرتها لملمت اغراضها والتفت تبصر “سيف” فابتسم لها وهو يغلق حقيبته واقتربت منها وخرجا سويا للخارج فقالت له:
– معاك اهو لحد ما تزهق مني.
– عمري ما ازهق منك ابدا.
مسك كف يدها واشتد عليه بأشتياق:
– سيف بتعمل ايه؟
– وحشتيني.
– وانت كمان.
– ياختاااااااااي.
قالتها “هند” بأحراج وسحب يدها بخضه وقلق، تعجب “سيف” فرمقها بأستغراب وجدها تنظر لشاب ينزل من سيارة بخوف وهي تقضم أظافرها، فقالت عندما اقترب منهما:
– ازيك يا عمر.
لم يرد ونظر على “سيف” بعيون حاده وهو يقبض كف يده بقوه، تحمحمت “هند” بارتباك وعلى ثغرها ابتسامه مرغمة:
– ده سيف.
لم يبادر “عمر” بالحديث فنظرت داخل عينه وجدت عينه تعكس الغضب والحنق المتصاعد داخله، فقالت للطرف الأخر:
– ده عمر يا سيف جوز اختي.
تشدق “عمر” من بين أسنانه في ضيق واضح:
حلو التعريف ده، عمر جوز اختها….
ثم سألها بحده:
– هو بقا سيف ايه؟! يطلع ايه سيف ده!!
انتقع وجه” هند” بماء الكسوف، فرفع “سيف” يده يعرف على ذاته بجرأة:
– أنا سيف صديقها في الجامعة ومعجب بيها وبحبها.
ابتسم بمجاملة وقال بحزم وهو يستحوذ على غضبه:
– يلا يا هند.
قال جملته واعطاهما ظهره لينهي اي جدل او نقاش، فقالت سريعا لسيف:
– هبقى اكلمك لما اروح.
سحبها “عمر” من يدها عليه وسألها:
– خدي هنا… عمر ده جوز صافي؟
– اه.
اتك على اسنانه وقال بهدوء مخادع عكس ما داخله:
– تمام…. قوليله يمشي وأنا هوصلك السكن.
– سكن ايه! أنا ساكنه مع عمر.
– نعم؟!!
– سيف نتكلم بعدين.
– بعدين مين..؟ انتى مش هتروحي معاه بقولك.
فتح “عمر” باب السيارة ثم جلس على مقعده وقال بصوت حازم قوي:
– هنـــــــــد.
ركضت سريعا من أمام “سيف”، فأمسك خصلات شعره بقوه وهو يقبض كف يده بغضب.
دخلت السيارة بهدوء وجلست منكمشه.
★******★
مر الوقت على “ريان” وأصدقائه فقال بتعب:
– كفاية كده أنا فصلت وجعان.
اجابة زين وهو يمسك بطنه التي أصدرت صوت حين سماعها كلمة طعام:
– وأنا كمان.
وأكمل وهو يترك كل شيء من يده:
– يلا نروح مطعم.. كلمي اصحابك يا رينو ناكل مع بعض واقولكم على المفاجأة.
– اوك هروح اغير واجيب واحده اتعرفت عليها النهارده معايا وأنا جاية باي.
أوقفها “ريان” بمزاح:
– لو فرفوشة وقمر هاتيها غير كده اوعي.
– لااااا مش من النوع اللي يعجبك بنت شكلها ملتزم بس ميمنعش أنها لذيذة.
– المهم لذيذة متشغليش بالك بقى بالنوع، أنا بعرف اتعامل مع كله.
– سلام يا متمكن.
– سلام.
القى عليها السلام وأمسكه “زين” من قميصه الرياضي:
– يابني مش بتستر في مكان ابدا.
– ياعم وسع دي رنا صاحبنا التالت.
ضحكا سويا وتوجها على المطعم طلب “ريان” طعام ولم ينتظر أحد.
– ما كنت تصبر ناكل مع الناس
– تؤ مش بحب حد يبصلي في اكلي.
– قول أنك مفجوع ومش صابر.
– حصل.
★*****★
وصلا “عمر” اسفل منزله اصطف سيارته، ونظر لها بحنان صادق:
– هند أنتى عارفه انتى اختي… الوضع اللي شوفته ده غلط.
– سوري يا عمر والله أول مره يمسك ايدي.. وصافي كانت تعرف سيف.
– وأنا مش عندي اي مشكلة في أنك تحبي بس اهم شيء تخلي بالك من نفسك واحد، من دراستك اتنين.
– يعني مش زعلان مني؟
هز رأسه بنفي وقال:
– انتى كبيره وكلها كام شهر تبقى دكتوره وليكى مركزك، وتقدري تفرقي بين الصح والغلط، صح؟
ابتسمت وهزت رأسها وشكرته على ثقته، فقال بحماس وهما ينزلا من السيارة:
– هعملك النهارده مكرونة مبكبكه هتحلمي بيها عمرك كله.
– واو جوعتني اووي.
وصلا المنزل وكل منهم دخل غرفته ليبدل ثيابه امسكت الهاتف واتصلت على “سيف” عدت مرات لم يجيبها، استغفرت ربها وبعتت له رساله صوتيه:
– سيف مش عايزاك تكون مضايق لما تسمع الفويس تبقى تكلمني اوضحلك اللي حصل.
اغلقت الهاتف وابدلت ثيابها وخرجت تساعد عمر الذي بدأ في الطعام.
★*******★
شعر “ريان” بعدما أنهى طعامه بهبوط قام من على مقعده وبدأ يلم متعلقاته وهو يقول:
– أنا هسيبك ونتقابل بكره.
– ايه شغل العيال ده؟ قلت جعان وأكلت لوحدك عدتها، هتمشي كمان؟
– عايز مني ايه؟
– ما تستنى الناس اللي جاية.
رفع رأسه بتأفف وسأله:
– معاهم نور ؟
– مسألتش بس أكيد.
– يبقى أنا همشي مش طالبه تلزيق خالص.
– بطل رخامة خلينا نحتفل مع بعض.
– والله البت دي بتجبلي هبوط.
ثم أكمل “ريان” بتحذير:
– اوعى تتهور وتعرض عليها تشتغل، دي لو اخر بنت ومافيش غيرها قولها الشركة قفلت قبل ما تفتح، أنا اشغل الجن الاحمر واشوفه كل يوم ولا اصتبح عليها.
ضحك زين على تعبيراته وقال:
– فل يا جن.
تركه بدون أن يرد عليه فقال زين:
– خد هنا ياض.
– هششش تصبح على خير خليك انت يا هارون مع البنات.
أجابه وهو يلوح له بيده، فهتف زين بتأكيد:
– طب اعمل حسابك الصبح على ١١ الصبح هنتقابل.
– أن شاء الله.
★*****★
وصلوا الفتيات ومعهما “تولاي” التي كانت تتمسك بيد شنطتها بأحراج وقف “زين” يصافحهم بكل احترام وعرفته “رنا” على “تولاي” مد يده صافحها، ثم جلسوا وطلبوا الطعام فهمست كنور” بصوت هامس” رنا” :
– مش قولتي ريان موجود؟
مطت” رناك شفتيها وقالت:
– اه شكله ماشي، استنى اسأل زين… يا زومي هو فين…
وضعت “نور” يدها على فم صديقتها تخرصها، تعجب “زين” وزوى ما بين حاجبيه من حركة “نور” لخطيبته، فأكملت “نور” بوجه متصنع المزاح:
– فين الأكل احنا جوعنا؟
نظر “زين” لخطيبته مستفهمًا منها عن ما كانت ستقوله فبعدت يد “نور” التي مازالت موضوعه على فمها وأكدت حديثها:
– اه بالظبط فين الأكل؟
تعجب “زين” وقال:
– هو لحق يدخل المطبخ يقول الأردر!؟
قال جملته وهو يرمقهما بريبه، ثم قال بجدية:
– طبعا انتوا عارفين أنا فتحت شركة سياحة… بتشمل جميع رحلات السفاري، وجميع رحلات البحر.
بارك له الجميع رد عليهم بكل ذوق وأقترح عليهن:
– المفاجاه بقى، محتاج تلاث بنات من بكره معانا في الشركة يشتغلوا سيلز.
“رنا” ردت بفرحه:
– بجد أنا وانت هنشتغل مع بعض وهنكون في وش بعض طول اليوم.
– امم بجد… مين تاني؟
ردت “نور” بضيق:
– هو لازم من بكره؟
– اه للاسف لازم من بكره.
الكل اعتذر فقال موجهًا قوله لـ”تولاي” :
– انتى بتشتغلي ايه؟
– كنت بشتغل في diving
– طيب حلو، ودلوقتي؟
– لا حاليا مش بشتغل.
– طيب ايه رأيك تشتغلي معانا سليز؟
“رنا” مسكت يدها:
– وافقي وافقي بالله عليكى، احنا هنكون تيم جامد ومتفاهم وهنبدع.
– اوكي موافقه.
– طيب بكره نتقابل الساعة ١١ ونبدأ الشغل على طول بأذن الله.
“رنا” وضعت يدها على كتف “تولاي” وقالت بحماس:
– بأذن الله.
وبعد دقائق وصل الطعام و”زين” “ورنا” قاما سويا جلسا على طاولة بمفردهم.
★******★
انهى “عمر” الطعام وجلسا يأكلون:
– اخبار البحث بتاعك ايه؟
– الحمدلله يعتبر خلصت باقي جزء بسيط.
– ربنا يقويكى شدي حيلك.
أن شاء الله، عمر كنت عايزه اقولك حاجة.
– قولي يا هند.
كان بؤبؤ عينها يتحرك بسرعة، تحاول ترتب جملتها، حتى أن بث الطمأنينة والأمان في قلبها:
– هند قولي على طول انتى محتاجة ايه؟
– اصل…. كنت عايزه اشوف سكن.
هبط كلامها الذي شجعها أن تقوله عليه كالمطرقة فقال:
– هو أنا قصرت معاكي في حاجة؟
– لا والله ابدا، ده أنا بحسد نفسي أنك في حياتي.
وضع كف يده على خدها بحنان:
– يبقى كلام في الموضوع ده منتهي، لان مش هبقى مطمن عليكى غير هنا، انتى أمانه معايا يا هند.
انهى جملته بتنهيدة وجع وجوف، فزوى فم “هند” بابتسامة إراحة قلبه، ثم قامت متوجه لغرفتها كانت تنتظر اتصال “سيف” لكن تأخر عليها ظلت تفكر كثيرا أن تتصل هي به حتى أن أمسكت هاتفها واتصلت لكن لم يجيبها، القت الهاتف وغضبت بشدة.
★*******★
فتحت “تولاي” عينها على صوت تكبيرات الأذان، قامت دخلت دورة المياة بأعين مغلقه فتحت صنبور المياه اتوضأت، لكنها فتحت بندقيتها عندما غسلت وجهها بالمياه ابتسمت لهذا العاده التي لم تفقدها كما فقدت ذكرتها، خرجت فرشت سجادة الصلاة وصلت بقلب شغوف حتى أنهت صلاتها فتحت نافذتها استنشقت الهواء النقي ونظرت للسماء فكان بدأ الليل ينسحب احتراما لأشعة الشمس الذهبية التي شقت كبد السماء وأحتلت مكانها بقوه حتى تحل كل ما أفسد في الليل كالمرءه العجوز الحكيمة التي تحل كل اخطاء الناس بحكمة ومنطق.
أغلقت “تولاي” نافذتها ولبست ثيابها وحجابها ونزلت تركض بجوار الفيلا بنشاط.
★*******★
أنهت “تولاي” جولتها مع صديقتها “رنا” التي قابلتها وهي تركض وتعجبت فهذا اليوم ينقصه شيء لكن ما هو….؟! انفضت من رأسها التفكير ورفعت المياه على فمها حتى تروي عطشها وعينيها توجهت بتلقائية على الفيلا الذي يقطن بها “ريان” انزلت قارورة المياه وقالت وهي تبتسم:
– يااااا هي غلسته اللي نقصاني، أحمدك يارب أني مصطبحتش بوش الكائن غريب الأطوار.
وبعد ثواني تعجبت أن عربيتة بالداخل فبالتأكيد لم يسهر البارحة بالخارج كعادتة… ضربة رأسها بقوة تعاقبها على فيما تفكر وفي من؟! اخفضت بصرها وتوجهت دخل فيلتها غيرت ثيابها واستلقت على الفراش حتى موعد المقابلة.
★*****★
استيقظ “ريان” من نومه لأول مرة من سنين بدون أن امه تفتح النافذه وتعطي بعض الدروس في القيم والذوق الرفيع والأخلاق الحميدة، وقف بطوله يرجع ظهره للخلف يتمطع وقبل أن يرجع بجسده للأمام سمع صوت ارتطام جسد بقوه على الأرض، هلع من شدة الصوت ركض سريعا لأسفل وجد والدته واقعة على الأرض تتألم، تتنفس الصعداء وزداد عدد ضربات قلبه بخوف ولهفه ومال عليها حملها بين يده ووضعها على الأريكة وبصرها برعب وضعت كف يدها على وجهه تطمئنه:
– أنا كويسة متقلقش.
أغمض عينه بعدما قبل يدها وجلس القرفصاء أسفل قدمها ممسك بيدها بقوه قائلا:
– حبيبتى حصل ايه؟
ابتسمت بحب للهفته عليها:
– كنت عايزه اعملك فطار قبل ما تروح الشغل.
عض شفته وعينه بها ابتسامة مشاكسه:
– ما انتى كل يوم بتصحيني وقرفه اهلى، حبكة النهارده تعملي نفسك بارلينا في حارة البجع……
قال كلامه بمزاح وصوت عالي ثم أكمل بصوت حنون:
– ياريتك كنتى جيتى قلقتى منامي زي كل يوم ولا كان حصلك كده.
– ماشي يا رخم وسع احضرلك فطار.
– يا خبر لا يمكن لازم القمر يرتاح النهارده تعويض للي حصل والفطار بنفسي هحضره ليكى.
– كده هوقع نفسي كل يوم.
– بعد الشر عليكى من غير ما تقعي اقعدي مكانك وأمري وأنا أنفذ.
– حبيبي يا ريان ربنا ميحرمني من حنانك ابدا.
– ولا يحرمني من دعواتك اللي بتغسلني من جوه.
قال جملته وقام قبل رأسها ودخل المطبخ حضر الفطار.
ادمعت عين “إيمان” وقالت بسرها:
– منك لله دمرتي أبني.
أكتفت بالحسباله على شيء مجهول.
وأتصل “ريان” على اخته حتى تأتي تجلس مع والدته، لكنها لم تجيبه، اتصل على زوجها، فحينما رأى “ماهر” اسم المتصل قال:
– لا مش انت واختك عليا.
– فيه ايه يا جدع، ده احنا مدينك النسمه بتاعتنا.
– ما دي النسمه الزعبيب عندكم ازاي؟
– اعترض بقا!
– هو أنا اقدر، انت عايز ايه؟
– تقدر تجبلي عائشة في قد ايه؟
– ده أنا اجبهالك بصاروخ … بص خليها كمان عندكم النسمه سنه.
ضحك “ريان” من قلبه:
– ليه بس ده كله، ده حتى العيال هنا.
– أنا هجبلكم بنتكم زي ما اخدتها واحده وهاخد عيالي.
لا كتر خيرك، هاتها بس لحد ما ارجع، اصل ماما وقعت ومش عايزها تيجى على نفسها في البيت ومع العيال، وأول ما هرجع هرجعهالك بنفسي على طول.
– لا فيك الخير يا ابو نسب.
ابلغه جملته واغلق الهاتف وقال لزوجتة:
– عائشه قومي البسي بسرعة عشان اوصلك لطنط.
قامت بنعاس قالت:
– لا مش هروح النهارده.
ثم اكملت بعدما تفحصته يرتدي قميص ابيض يجسم جسده الرياضي، ازراره مفتوحه وبنطال كلاسيك رمادي:
– اوووه ايه الجمدان ده، خد قرب اقولك حاجة.
ابتعد عنها سريعا يغلق ازار قميصه وقال:
طنط وقعت وريان عايزك تقعدي معاها بتاع عشرين سنه.
وقفت على الفراش واضعه يدها بخصرها:
– وانت وافقت.
– طبعا دي مهما كان أمك.
– وانت؟!
– لا خدي راحتك امك اهم.
قالها وهو يلبس حذاءه، قفزت قفزت على كتفه
– انت بتخني؟
– ده سؤال ولا تأكيد عشان اعرف ارد؟
ربعت يدها قائله بتأكيد:
– لا ثقه.
رمق ذاته بالمرأة واخبرها:
– أنا بعد اللي بتعملي فيا لا اصلح ليكى ولا غيرك، اخلصي عشان اوصلك.
نزلت من على كتفه بسعادة:
– ايوه كده اروح وأنا مرتاحة.
– روحي يا عائشة.
كان يرفع يده يدعى عليها لكن أول ما لمحته انزل يده سريعا وهي تسأله:
– اروح فين؟
رمقته بعين كالصقر فرد عليها بخوف متصنع:
– لمامتك اللي وقعه وتعبانه.
★*******★
وصلت “تولاي” و”رنا” شركة السياحة استقبلهما “زين” وكاد أن يصيبه الجنون من صديقه الذي لم يأتي بموعده حتى بأول يوم عمل وقال بأعتذار:
– بعتذر شريكى بس يجي ونتكلم في الشغل.
“تولاي” ابتسمت وهي تهز رأسها:
تعجبت “رنا” من تأخيره:
– غريبة ده حتى مواعيده مظبوطه دايما.
– مش عارف اتأخر ليه وكمان بتصل بيه مش بيرد.
ردت “تولاي” بتبرير لمن لا تعلم هوايته حتى الأن:
– أكيد في حاجة عطلته، ومش سامع الفون ولا عمله سايلنت.
– أكيد.
قالتها “رنا” حتى تهدء من ثوران خطيبها المشتعل.
★****★
انهى “ريان” الفطار وقام بغسل الأطباق، فقالت والدته:
– طيب سبهم والله ما هعمله أنزل انت بس عشان شغلك.
وضع “ريان” كف يده على صدره بأسلوب مسرحي:
– عايزاني أنزل وفي معلقه في الحوض يا خبر عايزه عائشة تيجى تزفني لا يمكن.
ضحكت على أسلوبه المشاكس:
– هو في حد حنتوف غيرك دي عائشة لو فضلوا ميت سنه ولا هتكلف نفسها تبص في المطبخ.
– دي مش حنتفه مش بعرف أعمل حاجة واسيب ورايا حاجة مش نضيفه ويا ست الكل ادينى خلصت…
مسح يده بالمنشفه واقترب منها قبل يديها ورأسها وطلب منها:
– ادعيلي كتير النهارده.
– بدعيلك من قلبي ربنا يصلح ليك الحال ويوفق ليك ولاد الحال في كل خطوة.
– كده أنا انزل بضمير مرتاح.
انهى جملتة بعدما سمع صوت سيارة “ماهر”:
– الوحش وصل يلا اهرب أنا.
دخلت عائشة تركض خلف ابنها الذي وجددته يجلس بالحديقة:
– فيه ايه، استهدى بالله، وسيبي الواد.
– والله ابدا لازم اضربه.
– وحدي الله يابنتى هو لحق يعملك ايه؟
قالتها “إيمان” بتعب، فردت بأصرار:
– هضربه يعنى هضربه.
فقال “ريان” حتى ينهي كل هذا:
– هترتاحى يعني؟
– هرتاح بعد ما اضربه.
وضعت “إيمان” يدها على رأسها:
– هي دي اللي جايبها تونسني.
بصرت عائشة والدتها:
– مش عجباكي أنا…. اه يا مسكينه يانا ولا لقيه خير في عيال ولا جوز ولا ام ولا أ…
اوقفها “ريان” ولم يجعلها تكمل:
– ايه هنغلط؟
رفعت حاجبها وهي تتمعن هيئته:
– لا انت غير.. بس قولي لابس ومتشيك ليه على الصبح.
– أول يوم شغل النهارده.
طب متخدني اتسرمح معاك أنا نفسيتى زيرو نفسي اتمرقع في اي حته ان شالله على الرصيف يا ولا.
– وسعي كده شوفي عيالك وامك.
– اهو عملت معاه محاولة يارب طلع فعلا ماليش خير حتى في اخويا.
– فكك منها دي هرموناتها طفحه عليها.
َ
قالها ابنها الصغير الذي يتخبأ خلف مقعد خشبي بعيد، توجهت عليه بسرعة جندي قوى مقاتل:
– بتقول ايه يا واد انت؟
– اهرب يا بمبو أمك بتاكل عيال.
– عجبك اللي عملته فيا.
قالتها “إيمان” التي تكاد أن تنجلط، فقال:
– معلش بقى يا امي هدعيلك ربنا يصبرك على ما بليتك بيه.
ثم توجه على مكتبة، نزل من سيارته، ودخل الشقه التي بها الشركة كانت “تولاي” و”رنا” يعطوه ظهرهما و”زين” لمحه عند وضع قدمه داخل المنزل، القى “ريان” تحيه:
– مساء الخير.
لفت” رنا” رأسها وهي ترد عليه، وقام “زين” سائلا عن سبب تأخيره، ملوح له بيده، لم يجيبه كان يريد التأكد من شكه وأقترب منهم أكثر وتأكد من التي تجلس تعطي ظهرها قائلا بقلة ذوق وهو يقلع نظارته الشمسية:
– ايه يا بنتى هو انتى كل ما اروح مكان ورايا ورايا فيه، انتى بتعملي ايه هنا؟!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طوق نجاتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى