روايات

رواية طوق نجاتي الفصل الخامس 5 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية طوق نجاتي الفصل الخامس 5 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية طوق نجاتي الجزء الخامس

رواية طوق نجاتي البارت الخامس

رواية طوق نجاتي الحلقة الخامسة

الفصل الخامس
رواية طوق نجاتي
بقلم الكاتبة ابتسام محمود الصيري
ممكن لايك قبل ما تقرأ، ومتابعة عشان يوصلك كل جديد😎👈👉
الأول جرجرتك، من خيبتك خدرتك
وبقيت تعرف تكدب، وبتلعب على جارتك
وبقيت تلعب بوكر وبتشرب چون ووكر
وبتشرب چون ووكر، وبتشرب چون ووكر
الشيطان قال للعبد
ما تنفض وتهلس، ما تهرتل وتفيس
لو عايز تتنمرد، طب مانت كدا كويس
من خيبتك
يابا يابا يابا، يابا يابا يابا
يابا يابا يابا، يابا يابا يابا
وهذا كان صوت مكبر الأغاني من منزل “عائشة” التي كانت ترقص ولا كأنها الراقصة “صوفينار” بعباءة سوداء ملتصقة بجسدها، فأظهرت منحياتها بحرفيه فنان ابدع، وزاد من زينتها ما بها تطريز لامع مضئ، مع فاتحه من جانبي ساقها تصل حتى خصرها فأظهرت لون بشرتها الخمري اللامع.
وحين دخل زوجها من باب الشقة؛ وقف لثواني بذهول يرمقها بتعجب حتى أدرك ما يحدث، وحينما تأكد من أنها زوجتة وقف يصفق ويرقص على أعتاب الباب ثم دخل وأغلق الباب خلفه، أقتربت منه “عائشة” بحركات صبيانية واضعه بخصره وشاح ثم ربطته جيدا وهي تهتف بصوت عالٍ كالمعلمين:
– ايوه بقااا يا ابو محسن أعسسسسل.
بدأ قلبه لا يطمئن وقال وهو مازال يرقص بقلق:
– إلا فهميني ايه الجو الشعبي اللي ضرب في الشقة ده؟!
ردت بهنج وميوعه مفرطة كالغوازي:
– هيهيهيهيهيهي عملالك مفاجأة يا سبعي، وكله من كتاب كيف تكوني انثى، والواجب ده من فصل الأنوثة الطاغية.
وقف “ماهر” يرقص وهو يعوج فمه يسارا ويمينا، ثم أمسك العباية الشعبية السوداء التي ترتديها:
– وايه ده؟
– أسود لامع اهو زي ما الكتاب ما قال.
لطم على وجهه وهو مازال يرقص، ثم أمسك العباءة التى ترتديها وأشار على قدمها:
– وايه اللي في رجلك ده، اوووعي تقولي برضو من صفحة الأنوثة؟
– عجبتك صح؟ اصل قالت اوعى تكوني حافيه قدام حبيبك.
رد على سألها بسؤال:
– فتروحي تلبسي كوتشي يا عائشة؟ كوتش يا عائشة!!!!
– متنكرش عجبتك يا دكتارة يا عسسسسل؟
– عجبتني بس، ده انت ابهرتني يا مدحت.
وقفت رافعه حاجبها الأيمن بتعجب وهي تضع يدها على خصرها وتهز قدمها:
– مين مدحت ده؟!
– ده صاحبي، اصل انتى عامله جو مدحت صاحبي يفشل يعمله.
كأن حديثة حفزها بتكميل الواجب، أمسكت سيجارة وضعتها بين شفتيها ثم أشعلتها وهي تأخذ منها نفس ثم قربتها من فمه وهي تخرج الدخان الذي تعبأ داخل صدرها، تناولها منها وهو يدعي الله أن ينتهى اليوم بدون أن يجلط من تطبقها الأنوثة الطاغية بالعكس، وقال بابتسامة صفراء:
– أكيد جبتى حركة الصياع دي من صفحة الأنوثة الزفت.
اومأت رأسها وهي تتمايل، أغلق المسجل وقال بحزم:
– يلا ننام ونطفي الشموع، للدنيا تولع وتولع فينا.
– أنا اللي هولعها يا دكتارة.
قالت جملتها وهي تقفز أعلى طاولة السفرة ومدة قدمها للأمام لتهز خصرها بهنج فوقعت بالأرض صرخت بوجع، أقترب منها بثق عليها وقال بمزاح وفرحة ب آنا واحد:
– يا بت اللذينه حلوه الحركة دي أكيد أكيد من غير ما تقولي من صفحة الطاغية يا طاغية.
القى حديثة وذهب لغرفة النوم بدون أن يطمئن عليها وقفت على الفور تركض خلفه وهي تعرج، وقالت بألم:
– انت هتعمل ايه؟!
أجابها ببرود:
– هنام.
– ده العيال مش هنا.
– بركة.
دوت ضحكتها بالغرفة وهي تسأله:
– عجبتك؟
هز رأسه نفى ما فهمته وأبلغها بتوضيح:
– بركة عشان مايشفوش ضغينتك.
انكمشت ملامحها بغضب:
– هو معجبكش؟!
– اسألي صفحة الأنوثة يا ضاغية.
انهى جملتة وسحب الغطاء على جسده بالكامل.
لم تتوقع رد فعله فذهبت مسرعة تمسك الكتاب كما قال لها وقرأت بصوت مسموع:
– اهو البسي اسود لامع، وشغلي موسيقى، ارقصي بأغراء
أنزلت حمالة العباية وقالت وهي تمسك ذقنها:
– نسيت أنزلها.
ثم أكملت:
– والبسي خلخال.
اخ اكيد اكيد… نسياني الحاجات البسيطة دي بوظت الليلة
ثم قالت:
– والبسي حذاء.
نظرة لقدمها وقالت:
-ما كمله اهو زي ما الكتاب ما قال جاتك نيلة ولا تفهم حاجة في الأنوثة يا منيل والله ما هسيبك، ثم قلبت الصفحة على الصفحة التالية على صفحة كيف تمتعين زوجك بالعلاقة الزوجية.
قرأتها سريعا ثم قفذت على الفراش بجواره ووضعت يدها عليه بهوجائية جعلته ينتفض من لمستها الغير متوقعة اتسعت حدقته وهو يرمقها بتعجب وهو يمسك الغطاء بحرس يأمن نفسه من حركاتها:
– ايه اللي عملتي ده؟!
أجابته بنبرة عاليه:
– هبهرك ده بقى من صفحة كيف تمتعين زوجك.
– اوعي تقولي أن الواجب هتعملي دلوقتي.
– آمال ده أنا واحده مجتهدة بذاكر وبعمل الواجب على طول.
ثم سحبت الغطاء عليهما وظلت أصواتهما هي التى تقود المسيرة.
★****★
وصل “عمر” إلى مطعم به أنوار هادئة مريحة للعين ويصدح صوت عزف الناي، أمامه بحر متوجه عليه أنوار، أغمضت “هند” عينيها لجمال المنظر وأخذت نفسنا عميقا وهي تجلس، فعاد “عمر” سأله نفس السؤال التى هربت منه وهما في السيارة، بطريقة مباشرة:
– حصل ايه في الجامعة مضايقك اوي كده.
– واحده صاحبتى كانت بتقولي وجودك مع عمر في بيت واحد غلط.
ارجع ظهره على مقعده وربع يده وسألها بملامح هادئه:
– ها وبعدين؟
– بس.
رفع حاجبه مستغربا من ردها وسألها:
– بس ايه؟ انتى رديتى عليها ب إيه؟!
– قلت انت أخويا.
– طيب ايه اللي مزعلك ما انتى رديتى عليها، ولا مش مقتنعة؟
– ازاي تقول كده يا عمر انت اللي مربيني.
– ممكن متشغليش بالك بالناس عشان الناس مش بتبطل كلام، ركزي في مذكرتك وبس واي كلام سلبي ارمي ورا ضهرك، ممكن؟
هزت رأسها بالموافقة وابتسمت، فقال بحنان:
– هتاكلي ايه؟
– اي حاجة على ذوقك.
– كده جيتى في ملعبي، تاكلي سمك وجمبري؟
ابتسمت وهي تهز رأسها بالموافقة:
– اكيد.
طلب من النادل كل طلباته وانتظروا حتى أتى الطعام على المائدة، نظرت “هند” الطعام وعينها ادمعت تذكرت أختها التى كانت تفصص لها السمك، رفع “عمر” يده مسح دمعه سقطت من مقلتيها:
– بتعيطى ليه دلوقتي؟!
– صافي هي اللي كانت بتقشر ليا السمك.
– اقشرلك أنا ولا تزعلي نفسك.
أمسك سمكه وأخلاها من الشوك وظل يطعمها حتى جعلها تبتسم، وقالت بفرحة من أنه لم يتخلى عنها بعد وفات اختها:
– شكرا يا عمر.
– شكرا دي تتقال للغريب انتى بنتى يا هند مش اختي.
ابتسما لبعضهما وظلوا يتحدثون حتى انتهى اليوم وذهبوا الى منزلهما بداخلها مفتاح أمل جديد لمواجهة هذه الحياة.
★*****★
على الساعه الثانية عشر
استيقظ ريان من نومه على صوت صراخ بنت أخته “ريم” تململ في فراشه بكسل وعندما أزداد صراخها، قام بعجل يمسح وجهه و انحدر إلى أسفل وجد أمه تصلي و”ريم” تصيح وأخيها “يونس” يقول لها بعنف:
– أحسن.
أقترب منهما وانحنى بجذعه الأعلى يقترب من مستواهما حتى ينهي هذا الشجار، وسأل بحزم:
– في ايه؟
وضعت “ريم” كف يدها الصغير على خدها وبصرته بعينيها الحمرتين كالدم تبلغه بضعف:
– يونس ضربني.
حول بصره له معطي فرصة يبرر ما فعله بأختة الصغيرة:
– ضربتها ليه؟!
لم يحرك كيونس” عينه من على التلفاز وهو يجيبه بلامبالة:
– عماله تصرخ تصرخ من غير سبب قمت مديها عشان تصرخ على حق.
– تصدق أنك عيل بمبو بجد.
غمز له” يونس” بابتسامة واسعة:
– شوفت عندي حق.
رد عليه وهو يرفع يده في الهواء مصفق على يد” يونس” :
– لا عجبتني.
– نعم.
قالتها “ريم” وهي تضع يدها على خصرها بزمجره، فرد عليها “ريان” بخوف مصتنع:
– ايه هرموناتك هتطلع عليا أنا كمان، اقصد اقوله عيب، اتفضل يا يونس أعتذر لأختك الصغيرة.
وقفت “ريم” بملامح محتجه بمقابلتهما تبلغهما بإعتراض:
– يعتذر لمين؟ بابا قالي اللي يضربك اضربي.
– طيب وليه الصويت من الصبح ما كنتى ضربتي وخلصتينا من صداعك.
سمعته “إيمان” التى أنهت صلاتها للتو من فم “ريان” وهو يقولها ل “ريم” التي تستعد أن تنقد على أخيها الذي يرمقها بشزر ولامبالة، فقالت بقلة حيلة:
– ده رد يتقال لعيال.
أنهت جملتها وانتظرت تسمع رد فعل ابنها العاقل، تحرك بضع خطوات حتى أن وقف أمامها، يضم حاجبيه ثم هاج بها صارخًا بمزاح:
– سبحان الله البنت هرموناتها طفحه علينا على طول والمهم ترجع تعيط بعد ما تطلع اسوء ما فينا.
رمقته “إيمان” بحده لفظاظة كلماتة أمام الأطفال، رسم ابتسامه على محياه وهو يضمها وقال:
– يا شيخه وحدي الله وهاتي بوسة وبطلي محايدة للبنات.
لانت عضلات وجهها رويداً رويداً وتمتمت:
– لا اله الا الله.
– محمد رسول الله، هو فيه زيك يا قمر انت بالعقل ده.
– يارب صبرني.
– يارب.
امن على دعائها وحمل ابن أخته وصعد إلى غرفته وضعه على الأريكة قائل له بهمس وهو يتوجه لباب غرفته ليتأكد لم يسمعه أحد:
– واد يا بمبو يا صاحبي عايزك تدلع تيتا على ما أجي مش عايزها تحس ابدا بغيابي.
– عيوووني يسطا، صيع براحتك وأنا هداري عليك.
اندلع على وجه “ريان” ملامح الصدمة ثم استطرد قائلا:
– انت طفل انت، في طفل يقول لخاله صيع؟!
رد بثقة وهو يعقد ذراعيه الصغيرين:
– آمال نازل الساعة ١٢ ونص بليل ومش عايز الملاك البريء اللي تحت يحس، يبقى رايح فين؟ تعمل شوبنج مثلا وخايف عليها تنجلط من المبلغ اللي هيتصرف؟!
– لا تصدق اقنعتني، أنا فعلا رايح اصيع ابعد بقى من قدامي.
رد عليه “ريان” بعد أن فاق من رده الذي جعله يتصلب عدة ثواني، ثم ترجل من أمامه متعجبا على هذا الدماغ الطفولية، دخل المرحاض استحم ثم نزل ركب سيارته وهو يتصل بصديقة “زين”:
– زيييينهم حبيبي.
– حبيبي يا ريان، صوتك مصهلل على الأخر، خير طمني.
– ماما وافقت نفتح الشركة.
قام” زين” من مجلسه على الفور بسعادة غامرة:
– ايوه بقى هي دي الأخبار ولا بلاش.
أبلغه “ريان” بحماس:
– تعالى بقى نحتفل.
سأل زين بفضول:
– فييين يا ريس؟
– في نفس الديسكو.
وافق دون تردد وهو يستعد:
– ربعاية وهكون عندك.
★****★
وصلا “عمر” وهند المنزل فتح الباب وأنار الضوء:
– هتنامي ولا هتذاكري؟
أجابته بصوت ناعس رقيق:
– هراجع حاجة في السريع وهنام على طول.
– عايزك من الاوائل زي كل سنه.
اومأت رأسها بأبتسامة وتوجهت إلى غرفتها.
بعد ثواني دخل لها بكوب من الحليب وقبل رأسها وأبلغها:
– متتأخريش عشان تعرفي تصحى الصبح.
– حاضر يا عمر.
– تصبحى على كل حاجة حلوه.
ابتسمت بسعادة ورضا وهي تجيبه:
– وحضرتك من أهل الجنة.
★*****★
استيقظت “تولاي” عندما سمعت صوت أذان الفجر، قالت دعاء بعدما انهى الشيخ الاذان، قامت توضئت وصلت فرضها وجلست بالحديقة تتطلع انشقاق الصبح من كبد الظلام، و وكانت تصفى لصوت زقزقة العصافير و ألحانها وهي تتحرك بكل طاقة وحماس بين فروع الشجر، وتمتمت وهي تغمض عينها برضا وراحة:
– سبحان الخالق العظيم.
أقتربت منها “يسرا”:
– يا صباح الفل.
ردت “تولاي” بكل الطاقة التي داخلها:
– يسعد صباحك يا قمر انت، يلا نجري شوية؟
– لا أنا جريت من بدري لو حبه تجري شوية روحي بس اوعي تبعدي.
قبلتها “تولاي” بعد أن حضنتها بقوه ثم قالت:
– متقلقيش.
انهت كلامها وخرجت من الباب الحديدي وضعه يدها بجيب سترتها وبدأت تمشي شاردة في السماء فبدأ النهار يشق عتمة الليل حتى أحتل السماء كلها بنوره الساطع.
لكن قطع تركيزها المتطفل الذي كان يتحرك بسيارته ويضغط على آلات التنبيه بجوارها، تأفت وهي ترمقه شزرا، فقال بمشاكسة:
– أيه يا قمر ما تيجى.
اخرجت أنفاسها بأشتياط وقالت من بين أسنانها:
– واحد سافل.
ضحك وهو يوقف العربة وقعد على نافذة السيارة وهو يقول بمزاح:
– والله ابدا، انتى ظلماني.
لم تعطى رد وبدأت تمشي حتى لا تفقد أعصابها.
نزل من سيارته وتقدم نحوها بإصرار:
– أنا ريان، وانتى أسمك يا عم الكشر…
وقبل أن يكمل اخر كلمة لفت بجسدها له بملامح غاضبة ورفعت إصبعها السبابة وظلت تقترب منه بتحذير:
– أنا بحذرك لو ملمتش نفسك وقصرت من اللي بتعمله هندمك.
كان “ريان” يرجع للخلف وهي تقترب عليه حتى أن لمح بطرف عينه حجر فرفع قدمه قليلا دون أن ينظر لأسفل وأكمل رجوع، وبينما كانت تقترب منه “تولاي” وهي تهدده تعثرت بالحجر ومالت بجسدها بالكامل للأمام على “ريان”، فبسرعة البرق فتح ذراعه حاوط خصرها حتى ينقذها، تنحنحت بإحراج وهي تبتعد عنه، فقال وهو يغمز لها:
– ما كنتى تكملي.
– نعم يا خويا.
قالتها بصوت حاد قوي، فرد بتوضيح:
– ايه يا فرع بولاق وحدي الله، أقصد تهديد، كنتى بصراحة جامدة، يلا نرجع تاني ولا كأن حاجة حصلت.
بدء الغضب يتشعب داخل عقلها، فعقدت ذراعيها وقالت وهي تهز برأسها:
– امشي
– امشي امشي.
اومأت برأسها بتأكيد، فأبلغها بغرور:
– أنا همشي بس بعد أول مطب هيقبلك هتقولي يارتني.
– بقولك امشي.
– ايه انتى رديو خلاص سمعت وماشي.
قالها “ريان” وتحرك يركب سيارته وأمسك بزجاجة مياه فتحها ورشها عليها وأكمل:
– اوعي تفهميني صح، عملت كده عشان تكمل العداوه.
وضحك بأعلى طبقات صوته وتحرك وهو يضغط على آلات التنبيه كمن يمشي بزفاف.
ظلت “تولاي” واقفه مبحلقه عينيها حتى أن دخل فيلته واختفى تماما من أمامها سبته بأعلى طبقات صوتها بغيظ، وبدأت تمشي من جديد حتى أن شعرت بصداع سندت جسدها على أحد الجدران بالشارع واخفضت رأسها قليلا سندتها على كف يدها وتمتمت بضيق:
– منك لله يا ريان.
أقتربت منها مجموعة من الفتيات كانوا يركضون، وقالت واحده:
– انتى تعبانة تحبي نساعدك؟
رفعت “تولاي” رأسها وبصرتهم بعينين ناعستين ونبرة هادئه:
– ميرسي أنا كويسة.
قالت البنت:
– أنا كل يوم بشوفك بتجري لوحدك، ايه رأيك تجري معانا ونبقى أصحاب؟
ابتسمت “تولاي” بسعادة فهي تحب الناس والأصدقاء وكانت تشعر حقا بالوحده فوافقت على الفور وهي تعرفهم على نفسها:
– طبعا يشرفني، أنا تولاي.
بدلتها الفتاة نفس الابتسامه الصافية وهي تصافحها:
– الشرف لينا، أنا رنا وممكن تقوليلي رينو.
وقالت أخره:
– وأنا نور.
وباقي الفريق عرفها على نفسه وقالت “نور” بحماس:
– احنا عاملين جروب بنتفق فيه كل اسبوع على برنامج احيانا بنلعب ركت واحيانا سباق عجل واحيانا بنجري تحبي تشتركي معانا؟
– ياريت، انتوا فين من زمان.
ضحكت “رنا” وفتحت ذراعيها لها:
– شكلك كنتى قربتي تجيبي جاز من الوحده.
عانقتها “تولاي” وقالت بصوت مدعية البكاء:
– فوق ماتتصوري.
وظلت تجوب معاهم الشوارع حتى أن أعلن هاتف “رنا” عن مكالمة وقفت تأخذ أنفاسها اللهثه وهي تخرج هاتفها من جيب بنطالها، وانفرج فاها عندما لمحت أسم خطيبها في الصباح الباكر:
– زومي أخبارك ايه؟
– الحمدلله.
– تتحسد لسه صاحي؟
– عندي مفاجاه ليكى.
– حلوه؟
– هتفرحك.
– قول بسرعة.
– هفتح شركة السياحة.
– اخييييرا.
– لقد هرمنا، انتى فين؟
– بجري مع البنات.
– طيب اعملي حسابك بليل تجيبي أصحابك ونسهر مع بعض، عشان في مفاجأة تاني.
– كده المفاجأة كترت يا زومي.
– تعالوا مش هتندموا.
– معاك يا برنس عمري ما بندم.
أغلقت “رنا” معه وقالت بصوت حماسي:
– بنااااات زين اخيرا هيفتح الشركة اللي بيحلم بيها.
باركوا لها جميع الفتيات حتى “تولاي”:
– ربنا يسعدكم يا رنا انتى طيبة اووي وتستهلي كل خير….
– روح قلبي انتى وشك حلو عليا.
– يارب دايما، يلا بقى هستأذن أنا يا بنات ونتقابل بكره.
ابلغتها “رنا” بترجي وهي تضيق عينيها:
– هنتقابل بليل كلنا نسهر مع بعض، واوعي تقولي لا.
– للاسف مش بعرف اروح اي مكان بعيد لوحدي.
– هعدي عليكى اخدك.. وبكده مافيش اي حجه تاني.
– اوكي مش هزعلك، يلا باي.
كانت تتحرك وهي تلوح لهم بيدها وهم أيضا أشاروا لها بابتسامة، تركتهم وهي سعيدة جدا بمعرفة هؤلاء الفتيات اللواتي يشبهونها كثيراً في المرح، وحينما وصلت الفيلا دخلت تركض وتغني بملامح سعيدة وقصت لوالديها كل شيء.
★******★
قامت “هند” من على الفراش بكسل وتوجهت على المطبخ وضعت على المقود كوبين من القهوة ودخلت المرحاض ونسيت القهوة التى اشعلت عليها النار وقامت بأخذ دش دافئ، وبعد دقائق تذكرت القهوة ارتدت ملابسها على عجل، وخرجت تركض على المطبخ، مما ادى إلى اصتدامها بصدر “عمر” الذي كان خارجًا للتو من المطبخ في نفس التوقت، تأوهت من قوة الصدمه وأبتعدت قليلا بخجل، فسألها بتعجب؟
– مالك يا هند هو حد بيجري وراكي؟!
أخبرته بسرعة وهي تنظر نحو المقود:
– ابعد ابعد القهوة هتفور.
ضحك “عمر” على حركتها الطفولية ورد بمشاكسة:
– لسه فاكره؟ أنا لحقتها من ربع ساعة في اخر وقت.
اغمضت عينيها بضيق من نفسها ومطت شفتها قائله بتمني:
– انت كل يوم اللي بتعمل الفطار، كان نفسي اعملك حاجة.
رفع “عمر” ذراعة ووضعه على كتفها:
– متشغليش بالك بحاجة في البيت كله، ركزي بس في دراستك.
– ماهو حرام تبقى المسؤولية كلها عليك لوحدك، نفسي أساعدك في اي حاجة، أنا حاسه أني تقيله عليك.
تجاهل ما قالته:
– هعتبر نفسي مسمعتش اي كلام ويلا بسرعة عشان منتأخرش.
جلست على المقعد وتمنت أن “سيف” يشبه في شخصية الحنونه.
انهت الطعام ونهضت تجهز متعلقاتها ثم توجهت معه إلى الجامعة، وعندما دخلت لمحت “سيف” راكضًا نحوها بلهفه تتطاير من مقلاه تسارعت نبضات قلبها للتو، وظلت تتراقص وتتطاير مثل الفراشات في السماء، وكل خطوه تخطوها تتعالى اكثر واكثر، صافحها بحب رادفًا:
– هنود اتأخرتي ليه كده؟ مستنيكي من بدري.
– سيف وحشتني اوي، أخبارك اية، طنط عامله ايه دلوقتي، طمني عليها؟
ارتسمت على محياها الحزن ثم قال برضا:
– الحمدلله عملت العملية، وأول ما حالتها ما اتحسنت رجعنا.
رمقته بحزن وقالت بضيق:
– لو وحشتك زي ما بتقول؛ مكنتش بترد على تليفونك ليه؟
– على عيني حببتي، انتى عارفه كنت مع ماما، وانشغلت طول الوقت معاها.
– هي ماما تمنعك تكلمنى أو تطمن عليا؟
– أكيد لا بس انتى عارفه اني كنت لوحدي معاها، ووقتي كله كان ليها، ومرعوب اني افقدها وكنت بعد الأيام عشان نرجع واملي عيني منك.
العبوس تجلى على وجهها حين اردفت بتأثر:
– انت عرفت أن اختي ماتت؟
قرب يداه من كفها الموضوع على المائدة، ورد بحزن شديد:
– اه كنت لسه هعزيكى، البقاء لله، بس شوقي ولهفتي نسيت حالي، انتي متتخيليش يا عمري كنت هتجنن ازاي وانا بعيد عنك، ومش عارف اوصلك واكون جنبك في موقف زي ده، وانا في مكان بعيد، وروحي حزينة ومش قادر اقرب منها.
– انا كنت محتجاك اوي جمبي الفترة دي يا سيف، فوق ما تتصور.
كاد أن يرد، لولا انها ارادت ان تهرب من الحديث في هذا الموضوع الذي يقلب عليها اوجاعها واحزانها، فنظرت لساعة يدها وقالت:
– المحاضره هتبدأ، يالا بينا.
– هند عايزه اتكلم معاكي شوية ملحقتش اشبع منك.
– لما تخلص نتكلم.
امسك يدها متشيثًا بها ليعطيعها جرعة من الأمان والاحتواء الذي تفتقده الآن، وتوجها نحو المدرج وابلغها:
– اعملي حسابك بعد المحاضرة مش هسيبك.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طوق نجاتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى