روايات

رواية طغيان الفصل الثاني 2 بقلم ملك إبراهيم

رواية طغيان الفصل الثاني 2 بقلم ملك إبراهيم

رواية طغيان الجزء الثاني

رواية طغيان البارت الثاني

رواية طغيان الحلقة الثانية

انت عملت في البنيه ايه يا عواد؟!

وقف عواد ينظر إلى زوجته ببرود غير مبالي بما تعرضت له من قسوة على يديه، تحدث الي والدته ببرود:

رواية – هكون عملت ايه يعني !!، خدت حقي بشرع ربنا، بس هي اللي بت ضعيفه ومستحملتش راجل زيي.

نظرت اليه والدته بصدمة، صرخت به قائلة: راجل زيك ايه البنيه بتموت، اجري بسرعه نادي الدكتورة بتاع الصحة.

زفر عواد بضيق، ثم اتجه إلى الاسفل لياتي بالطبيبه التي تعمل بالوحدة الصحية بالقرية، قبل ان يخرج عواد من المنزل استمع الي صوت صراخ والدته قائلة بفزع

– العروسة ماتت ..

فاق من ذكرياته بعد ان خرجت “ورد” زوجته الثانية من المرحاض، نظرت اتجاهه راته متمدد فوق الفراش وبيده احدى السجائر المشتعلة والدخان يملئ الغرفة.

شعرت بالاختناق من رائحة السجائر الكريهة ثم بدأت في السعال بقوة.

نظر اليها بعد ان استمع الي صوت سعالها وهي تضع يدها فوق صدرها وتشعر بالاختناق.

قام بأطفاء السجارة وهو يتحدث إليها ببرود: تعالي جمبي هنا يا ست العرايس

نظرت إليه بخوف، تجمدت مكانها للحظات، لا تريد ان تغفى بجواره، ماذا تفعل الآن؟ لا يمكنها ان تخبره انها تريد النوم بعيدا عنه

زفر عواد بضيق قائلاً بنفاذ صبر: – فيكي ايه يا بت.. ما تقربي هنا جمبي!

أومأت برأسها بالايجاب وهي تقترب منه بخطوات ثقيله جسدها يرتجف بشدة وتشعر بالخوف الشديد من الاقتراب منه.

مد يديه وجذبها اليه بعنف، اجلسها فوق الفراش بجواره ثم جذبها اليه اكثر وجعلها تتمدد بجواره وداخل حضنه.

ارتجف جسدها بين يديه وهي تكتم انفاسها، لا تريد شم رائحة عطره، تشعر بالاشمئزاز منه ارادت ان تبتعد عنه، لكنها لا تستطيع دفعه او الابتعاد عنه بعد ما فعله بها اصبحت تخاف منه كثيرا.

اقترب منها، اراد ان يقبلها رغما عنها، لم تشعر بنفسها الا وهي تقوم بدفعه بعيدا عنها روا رافضة ان يقترب مرة أخرى.

نظر إليها بغضب وازداد جنونه بعد ان دفعته بعيدًا عنها، اقترب منها وجذبها من شعرها وهو يتحدث إليها بتحذير:

تاني مرة تبعديني عنك هقتلك يا ورد

نظرت اليه بذعر قائلة:

– لو سمحت كفاية كده وابعد عني بقى

كاد ان يقتلع خصلات شعرها بين يديه وهو يتحدث إليها بقسوة

– مفيش واحده تقول لجوزها ابعد عني، هو الجواز كده يا ست البنات

نظرت إليه بخوف وهي تهمس بصوت منخفض

لو كنت اعرف ان الجواز كده مكنتش اتجوزت ابدا

جذبها اليه بالقوة امتنعت وابتعدت عنه ووقفت من فوق الفراش قائلة له بقوة:

– ابعد عني بدل ما اقتلك واقتل نفسي، كفايه اللي انت عملته فيا انا بكرهك وبكره النفس اللي بتتنفسه

تفاجئ من حديثها اليه بهذه القوة، نظرات عينيها كانت تعلن له كم هي تبغض النظر اليه يعلم انها ستكتشف عجزه قريبا وتعلم سبب ما فعله بها عندما تنضج اكثر وتكتشف انها مازالت عذراء وهو من عجز عن اتمام زوجهما بسبب ضعفه وعجزه، لن يتحمل ان يعلم احد من اهله انه عاجزا وليس رجلاً طبيعيًا ، ابتعد عنها وضربها بقسوة كي يفرغ غضبه بها، كتمت فمها وهي تتلقي الضربات رواية المتتالية بقسوة وعنف، وقف يلتقط انفاسه بتعب، ابتعد عنها واخذ جلبابه وارتداه وخرج من الغرفة.

زحفت بجسدها ارضا ، فقدت القدرة علي الحركة بعد ان تسبب لها ضربه المبرح في العديد من

الكدمات المنتشرة بجميع انحاء جسدها، تكومت بأحدى زوايا الغرفة تبكي بانهيار، تلعن بداخلها “عمها” الذي اتى بها الي هذا الجحيم كي لا تطالبه بحقها في ميراث والدها بعد اتمامها السن القانوني، اخذها من منزل خالتها بالقوة وبين ليلة وضحاها وجدت نفسها بهذا المنزل، ترتدي ثوب الزفاف بعد ان عقد عمها قرانها دون الاخذ بموافقتها، لتجد نفسها متزوجة من رجلاً انتزعت الرحمة من قلبه، لا تعلم كيف ستعيش مع هذا القاسي الذي يتعامل معها بدون رحمه، لا تفهم شئ ولا تعلم لماذا يتعامل معها بهذا العنف، هل هذا هو الزواج كما اخبرها !! ، لو كانت تعلم ان ما يفعله معها هو الزواج، لكانت اقسمت ان تعيش عمرها باكمله دون ان تتزوج. رواية

خرج عواد من المنزل واخذ سيارته وانطلق بها بأقصى سرعة، استمع شقيقه سليم وهو بداخل غرفته الي صوت احتكاك اطار سيارة

شقيقه بالارض ذهب الي النافذه يبحث عن سيارة شقيقه ولم يجدها، وقف يفكر بقلق “أين ذهب شقيقه بهذا الوقت المتأخر من الليل وترك عروسته بمفردها”.

الكار في الصباح ..

قبل بزوغ الفجر.

استيقظ الحاج مرزوق لكي يتوضئ ويذهب الي المسجد لـ يؤدى صلاة الفجر.

لم يغفى سليم طوال الليل، وقف بشرفة غرفته ينتظر عودت شقيقه لكي يطمئن عليه.

غفت ورد وهي متكومة باحدى زوايا الغرفة تضم جسدها المرتجف بخوف.

جاء الي الدوار احد الخفر يهتف باسم العمدة ويتحدث بذعر:

– يا حضرة العمدة .. استر يا رب.. يا حضرة

العمدة

خفق قلب سليم بقلق وخرج من غرفته يركض إلى الاسفل كي يرى ماذا حدث، اقترب الحاج مرزوق من الخفير وتحدث اليه بصرامة: ايه اللي جرى يا واد انت؟!.. عامل دوشه وش الفجر ليه؟!!

رواية وقف الخفير امامه يبتلع ريقه بخوف، قائلا بتردد

مصيبة يا جناب العمدة

تحدث اليه سليم بصرامة: – ما تتكلم علي طول نشفت دمنا

تحدث الخفير بخوف – سي عواد بيه بان

نظر اليه سليم بقلق قائلاً:

– ماله عواد؟!

تحدث الخفير بفزع وقف قدام القطر اللي بيعدي علي البلد هنا والقطر….

رواية لم يستطع اخبارهم بما حدث، بكى بنواح وتوقف عن اتمام الحديث، تحدث الحاج مرزوق بغضب ايه يا واد انت اللي بتقوله ده! سيدك عواد

نايم في حضن عروسته فوق

تحدث سليم بصدمة:

لا يا ابويا.. عواد مش نايم في الدار، عواد خرج من بدري

جحظت عين والده بصدمة، توقف عقله عن التفكير، بلل سليم ريقه وتحدث الي الخفير بترقب

اتكلم ايه اللي حصل لعواد؟

وقفت الحاجة رابحة والدة عواد وسليم اعلى الدرج، كانت تريد الترجل إلى الاسفل لكي تقوم بأعداد وجبة الإفطار بعد انتهاء صلاة الفجر.

تحدث الخفير بحزن

– سيدي عواد بيه، وقف قدام القطر اللي بيعدي على البلد والناس شافوه والقطر بيدوس عليه البقيه في حياتكم

صرخت الحاجة رابحه بصدمة، صدح صوت

صراخها عاليا بالدوار، نظر سليم الي والدته

وعقله رافض استيعاب أن شقيقه قام بالانتحار

كما اخبرهم الخفير الان ترنح الحاج مرزوق

في وقفته وفقد توازنه، قام سليم بمساندة

والده.

استيقظت ورد علي صوت الصراخ يملئ المنزل، نظرت حولها بفزع وتكومت بمكانها غير قادرة على الحركة.

انخلع قلب الحاجة رابحة بفزع على ابنها تمنت ان تذهب إلى غرفته وتجده نائما بحضن عروسته وتتأكد ان ما قاله ذاك الخفير ما هو اللي مزحة ثقيلة منه وسوف تعاقبه اشد العقاب عليها ركضت الي غرفة ابنها كي تتأكد

انه بخير عقلها رافض إدارك انه لم يكن

بالمنزل.

انتفض جسد ورد بعد ان اقتحمت حماتها الغرفه واقتربت منها وهي متكومة بأحدى الزوايا، بحثت حماتها بعينيها عن ابنها بداخل الغرفة، ركضت الي المرحاض الملحق بالغرفة وفتحته، لم تجد اثر لوجود ابنها، نظرت الي ورد وعينيها تشع شرار قائلة لها بصراخ: – عواد فين؟! ابني فين يا وش الفقر ؟

نظرت اليها ورد بخوف، ارتجف جسدها قائلة رواية لها:

– معرفش هو خرج من بدري ومنمش هنا

جحظت عين الحاجة رابحة بصدمة، عقلها رافض الاستيعاب، هل ما قاله الخفير حقيقيًا!

الصاعقة، صرخت بقوة، قامت بتمزيق ثيابها وهي تنادي ابنها بجنون.

نظرت اليها ورد بفزع، اغمضت عينيها وهي تضع يديها فوق اذنيها كي لا تستمع الي صوت صراخها، تتمنى لو تأتي غيمة سوداء تأخذها من هذا الواقع الاليم، لكن ليس لأمانيها مكانًا بهذا المنزل.

وقف سليم بالأسفل في حالة من الذهول، والده بين يديه لا يستطع التقاط انفاسه ووالدته بالاعلي لم تتوقف عن الصراخ، ركضوا جميع الخفر إلى داخل الدوار، وقفوا امام سليم ينتظرون اوامره صرخ بهم سليم مطالبا ان يأتوا بالطبيب لوالده، نظر اليه والده وتحدث اليه بصوت خافت من شدة التعب. روح شوف اخوك الاول يا سليم

انهمرت الدموع علي وجه والده لاول مرة في حياته، في هذه اللحظه وبعد ان رأى سليم دموع والده، استوعب ان شقيقه الكبير قد فارق الحياة حقا.

في المساء.

ارتفع صوت الشيخ عبر المكبرات الصوتيه بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم.

وقف سليم بجانب والده يستقبل العزاء في شقيقه بعد ان قاموا بدفن جثمانه في مقابر رواية

العائلة.

لم يستطع الحاج مرزوق الوقوف على قدميه جلس يستند علي عكازه ويستقبل العزاء بصمت، لا يعلم احد بالنار المشتعلة بداخله بعد فقدان ابنه الكبير.

بداخل الدوار. جلست الحاجة “رابحه” والدة عواد وسليم، ترتدي الاسود وتبكي وتنوح وحولها نساء العائلة والقريه.

جلست ورد علي الجانب الآخر ترتدي ثوب اسود وبجوارها زوجة عمها ونساء عائلتها كانت تنظر حولها بصدمة، ليلة امس كانت ترتدي الابيض وصوت الزغاريد يملئ الدوار، واليوم ترتدي الاسود وصوت الصراخ والنواح يحاط بها.

لم تسلم من الهمزات والغمزات بين نساء القرية، الجميع يتطلعون اليها بنظرات خبيثه يتساءلون عن السبب الحقيقي خلف انتحار زوجها ليلة زفافهما.

وقفت الحاجة رابحه والدة عواد واقتربت من ورد وقامت بجذبها من ثيابها بعنف قائلة:

تعالي هنا يا بومه يا وش الفقر، عملتي ايه في ابني خلتيه يموت نفسه

وقفت زوجة عم ورد وحاولت تخليصها من يد حماتها، تجمع حولهم نساء عائلة الشهاوي وتشاجروا مع نساء عائلة البسيوني يتهمون ورد انها من تسببت في موت ابنهم.

ارتفعت الاصوات بين نساء العائلتين، يتبادلون السب والاهانة، ثم تطورت المشاجرة بينهم من مشادة كلاميه الي مشاجرة باليد. رواية

ركض احد الخفر الي الصوان واقترب من سليم وتحدث اليه بصوت منخفض

الحق يا سليم بيه، الحريم بتوع عيلة الشهاوي ماسكين في الحريم بتوع عيلة البسيوني وعاملين خناقه كبيرة في الدوار

نظر سليم حوله بغضب، يعلم ان والدته لن تترك زوجة شقيقه وشأنها، ذهب مع الخفير الي الدوار، ارتفع صوته يتحمحم قبل ان يتجه الي داخل الدوار، توقفوا النساء ووضعت كلاً منهما وشاحها علي رأسها باحترام، دخل سليم وهو يغض بصره قدر الامكان عن النظر اليهم ارتفع صوته عاليا بصرامة

ايه اللي بيحصل هنا ده !!… اللي عايزة تقعد تعزي تقعد بأدبها واللي عايزة تولعها نار بين العيلتين تتفضل تمشي من هنا وسعيها مشكور

توقفوا جميعا عن الهمس بعد استماعهم الي صوته الصارم، اقتربت منه والدته وتحدثت اليه بانهيار:

وش الفقر دي ترجع دار عمها، متقعدش في دارنا تاني بعد اللي عملته في اخوك يا سليم هي السبب، هي اللي قتلت اخوك وحرقت قلبي عليه

لم يهتم سليم ان ينظر اتجاه زوجة شقيقه، فهو لم يراها من قبل ولا يريد رؤيتها.

كانت ورد جالسه تبكي وتخفض وجهها ونساء عائلتها يقفون حولها، لم ترفع وجهها كي تراه، كانت تستمع الي صوته الصارم وهي تبكي وتتمنى ان تترك هذا المنزل وهذا البلد وتعود الي منزل خالتها مرة أخرى. رواية

تحدث سليم الي والدته بتأكيد – كل اللي حضرتك عايزاه هيحصل يا امي وبعد العزا هترجع بيت اهلها

اغمضت ورد عينيها وهي تستمع الي حديثه شعرت بالذل والاهانه بما يكفي بهذا المنزل اصبحت تبغض كل من بهذا المنزل ولا تريد رؤية احد من هذه العائلة.

شعرت “بدرية” زوجة عم ورد بالاهانه بعد ما تعرضوا له بهذا المنزل، ارتفع صوتها قائلة ردا على حديثه:

رواية ارتفع صوت والدة سليم بغضب يبقى يا خير ما عملتوا .. خدوها وغورو من دارنا جبتولنا الفقر

واحنا مش هنستنا لبعد العزا هناخد بنتنا ونمشي دلوقت، وكفايه اوي قلة القيمة اللي شوفناها في داركم

كادت ان تحدث مشاجرة مرة أخرى بين نساء العائلتين، ارتفع صوت سليم مطالبًا أن يأخذوا

ابنتهم ويذهبوا غضبت زوجة عم ورد بشدة بعد طردهم من منزل عائلة الشهاوي امام نساء القرية، توعدت لهم واخذت ورد من يدها وهي تخفض وجهها وتخفي وجهها اسفل وشاح اسود، سارت بجوار سليم ولم ترفع وجهها كي تراه، وهو لم يهتم لرؤيتها، اخذتها زوجة عمها وذهبوا من الدوار وذهبوا خلفهم نساء عائلة البسيوني.

حاول سليم تهدأت والداته بعد ذهاب نساء عائلة البسيوني، ثم تركهم وعاد الي الصوان مرة أخرى ليستقبل العزاء.

ذهبت ورد مع زوجة عمها بخطوات مسرعه لا تصدق انها ستخرج من هذا الجحيم. استنشقت الهواء بعمق عقب خروجها من ذاك المنزل الملعون بالنسبة لها، قضت بداخله اسوء ليلة بحياتها.

علم عم ورد بما حدث مع نساء عائلته بدوار العمدة ومن اخبره بما حدث قال له ان سليم الشهاوي قام بطرد ابنة اخيه وزوجته ونساء عائلة البسيوني من دوار العمدة.

وقف عمران البسيوني عم ورد وترك العزاء واقترب من سليم يتحدث اليه بغضب:

– مش حريم عيلة البسيوني اللي ينطردو من بيوتكم يا ابن الشهاوي، اللي انت عملته ده هتدفع تمنه انت وعيلتك غالي أوي..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طغيان)

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!