روايات

رواية صفعات القدر الحاني الفصل السابع عشر 17 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الفصل السابع عشر 17 بقلم عائشة حسين

رواية صفعات القدر الحاني الجزء السابع عشر

رواية صفعات القدر الحاني البارت السابع عشر

رواية صفعات القدر الحاني الحلقة السابعة عشر

هاجمه القلق بشراسه فالليل اسدل سائرة ،والظلام ساد الفضاء فارضا سطوته ،..وسيف لم يعد حتى الآن… .ليس من عادته أن يتأخر هكذا… .فهو يحرص دائما على الحضور مبكراً . رفع ياسين هاتفه لايدري للمره الكم ،وككل مره لايتلقى رداً سوا ناقوس خطر يدوي داخله قبل الهاتف ..
اغلق المكتبة وغادر يتفقد الشقه فربما عاد منهكاً ونام… .بخطوات متثاقلة يفترش طريقها الخوف دخل ياسين باحثاً عن أخيه ،… دقائق والتمعت عيناه بالخيبة ،ارتعشت كل خلية في جسده ،وعقارب الساعه ربطت على الخوف داخله وملأت كيانه بالتوجس المرير… .
جلس بقلة حيلة على الآريكة يدفن وجهه بين كفيه المرتعشة ،… .لتلوح بعقله فكرة فيسارع بتنفيذها…
رفع هاتفة واتصل بأقرب شخص ممكن أن يساعده ويستطيع البوح له (علي الراوي )… فعلاقتة بأدهم مشوشة منذ أن تزوج أدهم دون علمهم ،ضاربا بحزنهم عرض الحائط ،وامتثالة لزواج إيمان من عمرو رغم معرفتة بالتوتر السائد بينهم ،… ..وعدم احترامة وتوقيره للمشاحنات… .وإن كان ياسين يبالغ في ردة فعله تجاه ادهم وإيمان… لكن سحقاً لعشم تكنه لمن لايستحق…
جاءة صوت علي الناعس
-ايوه
أجابه ياسين بلهفه امتزجت برعبه
-علي ..الحقني ياعلي ..
ظهرت علامات الزعر في نبرات علي الذي سارع بالافاقة
-ياسين في ايه… .؟
كتم ياسين نشيجه الحزين وسارع بالحديث
-سيف ياعلي من وقت ماطلع مرجعش وتليفونه مغلق وأنا مش عارف أعمل ايه… ؟
هتف علي يهدأه،ويبث الأطمئنان داخله
-اهدأ هو سيف عيل تلاقيه بس الشغل
اجابه ياسين بحقيقة تصرخ بعقله
-الفجر هيأذن ياعلي وده عمره ماعملها .
نقل ياسين عدوى القلق لعلي الذي سارع بقوله
-خلاص أنا هلبس واشوف حد يجيبني واجيلك متقلقش…
همس ياسين بضعف نتج عن بوادر انهياره
-طيب متتأخرش عليا .
اغلق علي الهاتف وسارع لتبديل ملابسه مغمغماً بقلق
-استر يارب……
القى ياسين الهاتف وتمدد على الآريكة ،علي الرواي مهندس زراعي تعرف عليه اثناء ذهابه لكلية الزراعه عدة مرات…
نشأت بينهم علاقة صداقة قوية ،تعرف علي علي والدتهم التي احبته واعتبرته مثلهم فعلي وحيد ليس لديه الا خاله… .
دوامة من النوم لفحته وهو يستعيد ذكرى علاقته بعلي الراوي او كما يلقبه (علي ياويكا)
************
صدع بأذنه أذان… .فتح عينيه بتثاقل شديد ،رمش يستوعب أين هو لكن الظلام المحيط بالمكان حال دون معرفته… .حاول النهوض… لكن قيد غليظ منعه من ذلك ،حرك يده ليكتشف ان يديه وقدميه مقيدتين على كرسي… .
صوت فتح الباب اجفله عن متابعة وجود مخرج وحل لمعضلته… .
الاضاءة المفاجآة جعلته يغمض عينيه متحسساً ،ليعاود فتحهماً من جديد متأملا الغرفة التي ضجت بالرجال…
صوت ثخين صدع بالغرفه
-ياأهلا بيك… .
عقد سيف حاجبيه مستفهماً وهو يتملص من قيوده
-أنتو مين… ..؟
رد الرجل بصوت مهيب وهو يقترب منه بتحفز شديد
-قدرك… .
********************
اعلنت هنا رفضها بقوة ،هي لاترى نفسها الا معه ،لايقربها غيره وإن خسرته فهي تحتاج لأعوام ليندمل جرحها او ينعم عليها الله بالنسيان… .
جلس يوسف بغطرسة شديدة يضع ساقاً فوق الأخرى… .متحدثاً بجفاف
-لسه معرفتش الرد
اجابه والد عمرو بهدوء وهو يتلاعب بمسبحته
-والله ياابني… الجواز قسمة ونصيب… ..وهنا لسه خارجه من تجربه…
قست ملامح يوسف ليهتف بلهيب
-افهم من كده انها رفضت … ؟
اجابه والد هنا مشفقاً
-مش بالمعنى ده ..لكن هي تعبانه ومش بتفكر فالموضوع ده إلا بعد ماتخلص دراستها .
اومأ يوسف براسه وهو ينحني بجزعه هامساً بفحيح
-براحتها خالص… ..بس ممكن اتكلم معاها…
شعر والدهنا بالحيرة من طلب يوسف ،وصمت لبرهه طويلة جعلت يوسف يهتف وهو يضيق عينيه بمكر
-أنا مش هلاقي أفضل من هنا… ..ويشرفني جدا نسبكم… بس مبدئيا حضرتك وووالدتها عندكم مانع… ؟
اجابه والد هنا بتلعثم وضيق من الحاح يوسف
-لا طبعا أنت متتعيبش ياابني… بس
قاطعه يوسف بنبرة جليديه
-خلاص لو على إقناع هتا فأنا متكفل بيه ،وكمان لو علي مدرستها فأنا مستعد لما نتجوز اسفرها تكمل بره… ..ولو في سبب تاني احب اعرفه منها هي .
تململ والد هنا في جلسته ،اصرار يوسف ضايقة للغاية فهو نفسه لايفضل لفتاته الارتباط حاليا… لكن يوسف يضيق عليه الخناق ويتحدث بثقة مبالغ بها… .نفض والد هنا افكاره ونهض مستسلما
-هنادي هنا وربنا يقدم الي فيه الخير .
هو واثق من رفض ابنته لذلك سيتيح.… .ليوسف تلك الفرصة دون تردد… .فثورتها بعدما عرفت بمطلبه وانهيارها يدل على أن فتاته لن تزعن وتوافق مهما حدث .
دخل عليها وجلس قائلا بهدوء
-هنا يوسف عايز يتكلم معاكي .
انتفضت هاتفه بغضب ونفور يحيط كلماتها
-بابا أنت مش بلغته رفضي… .؟
اجابها والدتها بفتور وهو يرقها بتوسل
-ايوه ياهنا بس هو عايز يتكلم معاكي .
صرحت بها هنا وهي تلوح معترضه
-لا يابابا وانا مش عايزه… .
التقط والدها نفساً طويلا ليردف بتوسل
-معلش يابنتي هو مُصر جدا ،فعلشان خاطري كلميه وبلغيه رفضك
تأففت هنا بغضب وزمجرت ضاربه قدميها رفضاً وتعنت ..ليعاود والدها قائلا برجاء حاني
-معلش ياهنا يابنتي اطلعي كلميه دلوقت علشان متحرجيناش .
زفرت بضيق وعيونها تلتمع بدموع القهر… .هندمت من ملابسها واشارت قائلة بحزم
– اتفضل يابابا… ..
وصلت هنا لمكان تواجد يوسف تنتزع اقدامها انتزاعاً فتلك المقابلة ثقيلة عليها…
التمعت عينا يوسف برغبة وهو يراها تدلف للداخل بتثاقل وشى برفضها ،القت عليه تحيه عابره دون أن ترفع نظراتها إليه ،التوئ فم يوسف بشبح ابتسامة ماكره ،فليس هناك أجمل من إخضاع تلك المتنمره… .
طلب يوسف ببرود توشح بكبريائه
-ممكن فنجان قهوة… .
تطلعت هنا لوالدها بإستنجاد ألا يتركها… لكنه مضطر لذلك… استأذن قائلا بقلق
-حاضر ياابني ..
غادر تاركاً هنا تكابد مخاوفها ترتعش زعراً ،نغصه بقلبها تنبئها بحدث سئ…
اقترب يوسف منها يتفحصها بنظرة عابثة تملأ جوانبها الخبث ،ليردف بتحفظ
-ازيك يانونه
رمقته هنا بنظرة زاجره ،ورفض يلوح بمقلتيها ليبتسم يوسف بتهكم متابعاً
-عرفت أنك رفضتي طلبي… .
اجابته بحده وهي تحرك ساقها بتوتر
-ايوه يااستاذ يوسف… ورأيي مش هغيره…
اجابها بعيون شرسه
-والسببب… ؟
تابعت هنا وهي ترفع رأسها بثقة وذزاعيها معقودتان
-السبب يخصني… .ثانيا أنا مبفكرش في ارتباط تاني .
مال يوسف عليها بجزعه حتى بات قاب قوسين أو ادنى من وجهه مما أثار نفورها ورعبها
-لما ترفضيني يبقا كمان يخصني…
نهضت نافرة قائلة بسخرية مقيته
-لو سمحت أنا معنديش كلام أقوله . ..وقراري نهائي .
فرد يوسف ظهره وفتح ذراعيه قائلا بنبرة مُقره
-بس أنا كلامي مخلصش… .ومحطتش قرار ..
اتسعت عيناها بصدمة ،مردفه برفض
-نعم… ..
ازدات ملامحه قتامه ،ونهض بتحفز جذبها لتجلس وحينما حولت هنا الاستنجاد والصراخ انحنى هامساً بفحيح… مما جعلها تنكمش مرتجفة
-زي ماسمعتي… .أنا مقولتش قراري وقراري هو أنك هتوافقي .
اجابته متشبثة بقوة واهية وعيونها تنصب على باب الحجرة علها تجد من ينقذها ،ليقترب منها يوسف حتى كاد يلامسها بجراءة…
-لا… ..هو بالعافيه
اجابها يوسف وهو يلتقط نفسا طويلا ويزفره ببطء قائلا
-ايوه بالظبط كده… ..عايزه تعرفي ليه… ؟
صمتت مترقبة ليجيبها بفحيح شيطاني
-علشان أن مش أنا الي اخسر… وأنتِ ياهنا كلفتيني كتير…
اشاحت بمقت محاوله دفعه ليعاود الهمس
-ماهو أنا مصرفش فلوسي على حبيب القلب واخطط وارتب وبعدين تقولي مفيش
هزت رأسها محاولة لفهم حديثة ..وتفسيرا أوضح… لبتسم قائلا وهو يبتعد عنها
-حبيب القلب معملش حاجه ،دا كله من تدبيري…
رمشت بقوة تستوعب ماتفوه به ،عقلها يصارع تلك الهجمات المؤلمه… .ليسترسل يوسف بثبات
وكمان اخوكي عمرو ماضي علي نفسه شيكات ،اقدر بغمضة عين احبسه ،… .بالشيكات دي
همست بإرتعاش وهي تهز رأسها
-لا ..لا أنت كداب .
اجابها يوسف وهو يشعل سيجاره
-لا مش كداب… ولو رفضتي ياهنا مش هسيب حبيب القلب بتاعك الا وهو عالمشنقه ،ومعاه عمرو علشان يونسه
انهمرت دموعها حسرة ،من تلك الحقائق… وهي تهمس بتشتت
-أنت شيطان … .
اجابها يوسف بتأكيد
-بالضبط كده… .ياقطة ..
حاولت النهوض وقد افلتت من بينا شفتيها صرخة .ليخرصها يوسف قائلا
-حاولي بس تتكلمي وساعتها حادث قضاء وقدر زي الي حصل لوالدك وكل شئ ينتهي .
شهقت بقوة ،افكارها تنهال كمطارق من تلك التراهات التي تفوه بها ،القى ما في جعبته القذرة… .
دخول والدها جعلها تتسمر مكانها ،ليهتف يوسف وهو يستقبله
-متشكر اوي… .تعبتك
نقل الاب نظراته بين فتاته الي تلبستها حاله غريبه وبين يوسف المنتشي بسعادة .
نهض يوسف مغادراً ،أما هنا فركضت لحجرتها ،تتحتمي بها… وحينما وصلت لملاذهات اطلقت لدموعها العنان ..ولآناتها البراح…. هتفت بغصه مستنجده
-سيييييييف… .
لكن الذنب كان يتوقها مجيبا بالنيران على إستنجادها الضعيف… ضربت بكفيها الفراش ،حاله من الجنون تلبستها ،وتوارد المشاهد والصور بعقلها ينحرها… .ظلمتة وابتعدت لتقع بغبائها فريسة لشيطان ماكر ..احكم خيوطه حولها …..كتمت صرخاتها بين طيات وسادتها… الذنب المختلط بظلمها يصفعها دون رحمة
*************
جلست تحت الشجرة الملعونة كما اسمتها سلفا تحتضن ساقيها ممسكة بصور لفتاتيها .تسكب دموعها عليهم سكباً ،انهيار أعقبة ضربة قوية لموضع قلبها… .لا أم ولا أب ولا سند… .وحيدة ضعيفة ،كسيرة…
همست وقد اختنقت انفاسها بغصة بكاء
-فينكم… ..وحشتوني أووي… .ياترى هتسامحوني… .ضيعتكم زي ماأنا ضعت .
يقولون قلب الأم وحده من يشعر بولدها وهي رغم قسوة الفقد ومراراته حِدثُ بداخلها يخبرها أنهم بخير ،تكاد تشم عطرهم في نسمات الهواء ،تطلعت للسماء مناجية بقلب مكلوم وروح يعتملها الألم… .لكن صورتهم تحتل كل فراغ تهيئ لها السحب المتجمعه بضحكاتهم… فتبتسم رغماً عنها… مستغفره ،داعية، راجية ،متوسلة
وفي مكان آخر كان يقف هو بفتاتيها هامساً
-احنا اتفقنا هنشوفها من بعيد وبعدين هنعملهالها مفاجآة .
اومأت الفتاتين بموافقة… ليرمق هو الجالسة بنظرة متآلمة ويغادر بعدها…
**************
صوت جلبه وصياح بنبئ بقلب مفطور ،ليحسم الأمر ألأخر ويخرج متسائلا بصوت اجش مرعب
-في ايه… ..؟
ليسارع العم راضي بهتاف مستجير وهو ياملص من ذراعي الرجل
-حرام عليكم ياناس عايز أشوفها واطمن عليها ،أنت قلبك كبير ياحاج وعندك ولاد ودي أعز الولد خليني أشوفها .
ضرب الرجل بكفه الشاغره كفه المحتضنه العصا الخشبيه قائلا بملل
-وبعدين… .
اندفع العم راضي يحاول تقبيل كف الرجل قائلا بإنكسار ودموع
-بالله عليك ياحاج ..خليني اشوفها دي مظلومة ياناس…
نفض الرجل يده قائلا بغضب
-استغفر الله… ..ثم اشار له حاسماً الجدل
-ادخل شوفها… .وامرنا لله .
هلل الرجل فرحاً واندفع للباب بحماس داعياً
-ربنا يباركلك… .
فُتح الباب واندفع راضي بقوة ناحية الحجرة ،ليجدها متكومة بأحد اركانها ،وجهها شاحب شحوب الأموات وعينيها تهتز بخوف… صاح الجد وهو يحاوطها بذراعة
-نرمين…
احاطت بكلتا يديها باكية مرتجفه
-جدو…
سالت دموع الجد تملأ اخايد عمره المحفوره على وجهه… .
هتفت نرمين من بين نشيجها وضعفها
-أنا مظلومة ياجدو مليش ذنب .
ربت الجد بحنان وهمس يوحي بقلة حيلته وعجزه
-ربنا كبير يابنتي… .ثم صاح وهو يرفع رأسه ناحية السماء بإستنجاد
-أحنا غلابه يارب… .ملناش غيرك
دفنت نرمين رأسها داخل صدر جدها تبكي حالها هامسة
-هيموتوني ياجدو… .أنا ايه ذنبي ..؟
هدأها الجد قائلا بنبرة تقطر أمل وحسن ظن بالله
-يغير حال من بعد حال يابنتي… .ربنا مع المظلوم…
وفى الخارج زمجر أحدهم قائلا بغضب
-دخلته ليه ياخوي… .
اجابه الرجل المهيب الشامخ كجبل وهو يجلس
-خلي فقلبك شوية رحمة يا بكر ،
صاح بكر هادراً بحرقة
-جبتلنا العار… .ياخوي حطت راسنا فالوحل .
اجابه الأخ وهو يرمقة بنظرات حادة متوشحه بالاسف
-عارنا سبناه من زمان يابكر ورميناه ،دلوقت بقت عارنا وعارنا كان فين لما أخوك مات وهملها لحالها مع جدها العاجز…
ارتبك بكر وقد شعر بصدق كلام أخوه وجدية الحوار لكنه تعنت بقسوة وغرور
-دا هتفضحنا… ..
اجابه الأخ وهو يطرق بعصاه غير راضياً
-ذنبنا ونشيلوه كلنا يابكر ..
هتف بكر بعدم فهم وهو يقترب من أخوه
-تقصد أيه…… ؟
اجابه الأخ وهو ينظر للفراغ أمامه وكأنه يحيك ماسيفعل
-بعدين هتفهم يابكر… .ثم رفع سبابته محذراً بعنف
-اياك اعرف انك دخلت ضربتها تاني… .لو مش عامل حساب ليا يابكر اعمل حساب لعضم التربه .
اشاح بكر مزمجراً ،فحديث اخوه الكبير لم يلقى صدى وقبول لديه فهو لو طالها لقتلها…
وفي الحجره الآخرى همست رباب وهي تكفكف دموعها
-سيف هنا… ..
اجابها جدها وهو يتفقد حجرة خوفاً من أن يسمعه أحد
–سمعتهم بيقولو جبناه ..
ضربت نرمين راسه منوحه
-مظلوم ياجدو… مش هو… .حرام يموت… .
ربت الجد قائلا بهمس وقد لمعت عينناه بفكره ربما تكون ثاقبة
-مفيش غير حل واحد .
**************
جلس علي بجانب ياسين يهتف بحنان
-اهدأ ياياسين… .مش كده
احاط ياسين رأسه بكفيه قائلا بمرارة
-اناخايف أووي ياعلي…
لم يكمل ياسين جملته ليصدع الهاتف برنين ،جعل عينيه تلمع ببريق أمل… امسك الهاتف بسرعة تحت نظرات علي المترقبه القلقة ليجيب بتلعثم
-الوووووو
جائه صوت جهاد الحاد
-ياسين مش كده… ؟
اجابها ياسين وهو يتطلع لعلي بشك
-ايوه انا…
زفرت جهاد بإرتياح قائلة
-ياسين لازم أشوفك ضروري موضوع يخص سيف…
نهض ياسين منتفضاً… وهو يهتف بترقب
-هو بخير… طيب هو فين…
اجابته جهاد بنبرة متقطعه
-إن شاء الله… هيكون بخير
هتف ياسين بجزع حينما وصله معنى حديثها المقتضب
-تقصدي أيه إنه هيكون بخير… ؟
اخذت جهاد نفساً عميق لتردف بهدوء وشجاعه
-مش هينفع الكلام فالتليفون… لازم نتقابل
اشار له علي أن يقبل ،فرد بتردد
-طيب فين… ؟
أملته جهاد العنوان والموعد المحدد وبعدها أغلقت… ليأتيها صوت زياد
-جهاد أنتِ عارفه أنتِ مدخله نفسك فأيه .
اجابته جهاد ببساطه وهي تلملم اوراقها
-عارفه يا زياد بس لازم اتحرك… حياة اتنين فخطر بسبب ذنب ملهمش يد فيه .
حاول زياد أن يثنيها لكنه استسلم قائلا
-خلي بالك من نفسك ياجهاد ولازم تكوني دارسه كل خطوة كويس ..
اجابته جهاد بهمس وهي تغتصب ابتسامة قلقه
-متخفش ربنا مع الحق بس خلي بالك من كريم .
احتضنها زياد بقوة قائلا
-خليني اجي معاكي ..
ابتعدت رافضه بقوة
-لا ..خليك هنا مع كريم… .وكمان زي ماقولتلك اخو سيف هيكون معايا…
هم زياد بالاعتراض لكنها سارعت قائلة وهي ترى خيوط اعتراضه تتدلى من مقلتيه
-زياد… دا واجبي… .وكمان مينفعش اسيب حد محتاجلي ..ولا ايه ..؟
ختمت قولها بإبتسامة ليهديها زياد نظرة مؤازرة… فتغادر داعية الله التوفيق والسداد ..
وبعد وقت اجتمع علي وجهاد وياسين… .
صرخ ياسين بغضب
-ايه مخطوف ليه ..هي سايبه ..؟
اجابته جهاد بهدوء وهي تشفق عليه
-اهدأ ياياسين… لازم نفكر في حل .
اجلسه علي وانتبه لجهاد قائلا
-متعرفيش اسم العيلة دي ومكانها يااستاذه .
صمتت جهاد متحيرة ،لتهتف بعدها بخيبه
– للاسف لا… .
ساد الصمت المصحوب بدموع ياسين العاجزه ،لتهتف جهاد وقد لمعت عيناها
-البنت اسمها نرمين ابراهيم الوكيل
ضيق علي عينيه مكرراً الاسم ،ليضرب الطاوله قائلا
-أنا اعرف ضابط من العيلة دي وهو ممكن يساعدنا .
هتف ياسين بفرحة
-بجد ياعلي…
اجابه علي وهو يداعب خصلاته
-متقلقش ياياسين… كل شئ هيتحل… .
همست جهاد بلوعه
-يارب… .لتهتف بعدها بعمليه
-طيب ازاي وهتقابله فين .
اخرج علي هاتفه وضغط عدة ارقام فيما كان ياسين وجهاد يراقبنه بوجل وإنصات
هتف علي بإبتسامة حينما جائه صوت الآخر
-باشا… .واحشني .
نهض علي مبتعداً ليكمل حديثة تحت انظارهم… المتلهفه…
وبعد دقائق وقف علي أمامهم قائلا… .
-الباشا مستنينا فمكتبه يلا بينا .
نهضو على عجاله من أمرهم ،متوسمين في حل ونجاة…
****************
هتف الطبيب بأسف وهو يملي عليه نتائج التحاليل الاخيره
-للاسف ..الوضع اصبح خطر واهمالك فصحتك تسبب فإن المرض انتشر والوضع اصبح خطر… لازم جراحة عاجله ….وإلا
هتف بإبتسامة وهو يتناول الاوراق من يد الطبيب …وكأن الأمر لا يعنيه
-فاضلي أد أيه يادكتور .
حملق فيه الطبيب بذهول ،مجيباً بتلعثم مختنق
-الأعمار بيد الله… بس
فاجئه بسؤال وهو ينهض غير مبالي بماسمع للتو
-تضمنلي بعد العمليه اعيش .
اجابه الطبيب بقوة ساخراً
-لا طبعا…
ليهديه الآخر ابتسامه عريضه قائلا بثبات
-خلاص… طالما أنه اعيش احتمال ،مش أكيد فمفيش داعي للعمليه والتعب… انا راضي ومنتظر… .قضاء ربنا .
خرج من عند الطبيب ،لا يستطيع إلا أن يهمس بحمد
-الحمدلله… حتى يبلغ الحمد منتهاه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صفعات القدر الحاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى