روايات

رواية صدفة أم قدر الفصل الثالث 3 بقلم سمية عبدالسلام

رواية صدفة أم قدر الفصل الثالث 3 بقلم سمية عبدالسلام

رواية صدفة أم قدر الجزء الثالث

رواية صدفة أم قدر البارت الثالث

رواية صدفة أم قدر الحلقة الثالثة

*الحقوووووني*
ترك سليم ما بيده وركض الى الغرفه اما احمد كان يحاول الوقوف وهو يقول *استنى يا سليم بلف اخر صباع محشي وجاي اهو*
دخل الاثنين للغرفه كان ادهم يقف في منتصفها وبحثوا بأعينهم عن مراد الذي كان يجلس فوق خزانة الملابس (الدولاب).
سليم *انت بتعمل ايه عندك*
احمد *انت طلعت ازاي يا مراد*
مراد من فوق الخزانه *بص لـ ادهم وانت تعرف طلعت ازاي*
نظر الاثنين الى الذي يقف والغضب يزداد رويدا رويدا مع عضلات جسده التي من راها هكذا لقال انه سيدخل حلبة مصارعة الان،
فـ هو اكثر شيء يكره ان يأتي احد ويوقظه من نومه.
ادهم بغضب *انزل يالا ان منزلتش مش هيحصل كويس*
مراد بسخريه *ال يعني لو نزلت هيحصل كويس*
ادهم متسائلا بغضب *مين اللي قالك تصحيني يا حيو”ان وانت عارف اني ما بصحاش دلوقتي*
مراد بسرعه *سليم هو اللي قاللي*
سليم بنفس السرعه *انا قلتلك تصحيه يا ابن الكدابة*
استغل مراد انشغاله بالحديث مع سليم و نزل من فوق الخزانة وكاد يهرب ولكن امسك به من رقبته، ورفعه بيد واحده على الحائط.
مراد وهو يحاول الكلام *انتوا لسه هتتفرجوا انا بمو”ت يا اولاد الكل”ب*
سليم *يعني بتمو”ت ولسانك طويل*
ركض احمد نحوه وحاول ان يخلصه من يد النمر.
ادهم وهو يجلس على الفراش *انا سبتك المره دي*
واكمل محذرً *عالله تكررها تاني يا مراد*
مراد وهو يحاول التنفس *كتر خيرك مش عارف اوضي افضالك دي فين بجد*
ادهم *يلا عشان ننزل نصلي الجمعه*
وقال بتذكر *بس انت كنت عايز ايه يا مراد*
مراد *وربنا ما فاكر ومش عايز افتكر*
::::::::::::::::::::::::::::::::::
ذهب الجميع لاداء صلاة الجمعة،فـ كان امام المسجد يخطب في الناس والجميع يصغي اليه،
كان يوضع رأسه بين ساقيه لكن رفعها سليم عندما سمع الخطيب يقول *انت مش زعلان ولا مكتئب ولاتعبان نفسياً ،انت بس مفتقد ربنا في حياتك ،عود لربك*
ابتسم ادهم عندما رأي شبح ابتسامة على وجه سليم فـ هو اكثر شخص يعلم ما مر به ،لكنه لم يلجأ إلى الذي بيده الامر،وانجرف مع الشهوات واصبح يكلم العديد من الفتيات دون الخجل من معصية الخالق.
:::::::::::::::::::::::::::::::::
كان الجميع يتناول طعام الغداء بعد انتهاءهم من الصلاه مسح سليم يديه ونهض للوقوف.
فقال ابراهيم *سليم كنت عايزك تروح تجيب العربيه من عند الاسطى اسماعيل*
سليم *حاضر*
واشار بيده نحو الاعلى *بس هطلع اغير هدومي*
وبالفعل صعد لتبديل ملابسه.
عايدة ببعض الخجل *بعد اذنك يابا الحاج كنت بس…*
زكريا المنشاوي ببصرامة *جلتلك جبل (قبل) سابج ان الست سعاد واحدة منينا ولما تعوزي توديلها حاجة متتستأذنيش*
عايدة و هي تقبل يد زكريا *ربنا ما يحرمني منك يا حاج*
زكريا بابتسامه *انتوا بناتي، صحيح ربنا مارزقنيش ببنات بس خلفت رجاله عوضوني عن البنات بيكم*
ريهام بابتسامه *ربنا يطولنا في عمرك يابا الحاج*
زكريا *ندى*
ندى *نعم يا جدي*
زكريا *بعد ما تخلصي وكل اعمليلي قهوه وخلي فارس يجيبهالي في الجاعة*
انتبه له فارس الذي كان شارد ولا ياكل.
ندى *حاضر يا جدي*
ثم ذهب وتركهم.
عايدة *احمد*
احمد بعدما انتهى من تناول الطعام *ايوة يامرات عمي*
عايدة *هتاخذ الاكل ده توديه لستك سعاد*
“سعاد ام ريهام ونجلاء وعايدة”
احمد *حاضر*
مراد بحتقان *طبعا لازم تقول حاضر عشان تشوف حبيبة القلب*
احمد بأستفزاز *وانت مالك ايه ضايقك في كده*
ضحك مراد بسخريةثم اكمل في تناول طعامه.
احمد *انا هطلع اقول لسليم نمشي سوا كده كده اسماعيل الميكانيكي في نفس الحاره*
ابراهيم وهو يقف *لا خليك انا طالع وهقوله*
اشار احمد راسه بمعنى حسنا ثم احضرت ندى القهوه واعطتها لفارس الذي يفكر ماذا يريد منه زكريا المنشاوي.
ادهم منادياً *ندى*
ندى واحمرت خدودها فقط لمجرد نطقه لاسمها *نعم يا ادهم*
ادهم بجدية *لو مش هتعبك ممكن تعملي قهوة ليا انا واحمد وهاتيها برا*
ندى وهي تتحاشى النظر اليه *حاضر ،دقيقة وتكون جاهزة*
::::::::::::::::::::::::::::::::::
اردف احمد متسائلا *اممم عايزني في ايه*
ادهم *تجيبلي سكرتيره جديده*
احمد بعدما اخفض كوب القهوه من على فمه *ليه انت ناوي تمشي اسامه*
ادهم بثبات *لا السكرتيره دي مش ليا دي لسليم*
احمد وقد اتسعت عيناه من الصدمة *سليم!! هو قالك انه هيجي الشغل*
ادهم بثقة *لأ مقالش بس هييجي*
احمد بتمني *ربع ثقتك اللي بتتكلم بيها*
ادهم *المهم تعمل اعلان او تجيبها بطريقتك الخاصه مش مهم ،المهم ان يكون عندي السكرتيرة وياريت تكون بنت محترمة انت عارف سليم*
احمد و هو يلوي شفتيه *هو سليم بيعتق حد*
ابتسم ادهم وقال *عندك حق*
و اردف بجديه *انا عايزها تكون عندي على يوم الحد*
احمد بخبث *بس كده من عيوني انا عندي اغلى من سليم*
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
*ادخل يا فارس*
قالها زكريا المنشاوي بهيبته الطاغية.
وضع الصينيه التي بها القهوه امامه وقال *اتفضل ياجدي*
زكريا *خلاص رمضان داخل علينا والفرح جرب لسه ناقصك حاجه*
فارس وهو لا يعرف ماذا يقول له *اصل الحقيقه… يعني يا جدي انا مش هعمل الفرح بعد العيد اجلته شويه*
زكريا بتسائل *ليه ياولدي لو محتاچ فلوس تحت امرك انت عارف ان ابوك كان غالي عندي قد ايه، ده كفايه انه ضحى بعمره عشاني*
فارس *عارف يا جدي*
زكريا *امال ليه عايز تأجل الفرح*
فارس وهو يحاول ان يقول اي شيء *عشان… بس يعني نكون خادنا على بعض اكتر*
ابتسم زكريا وقال *وانا مش هضغط عليك عشان تجول ليه مع اني متوجد (متأكد) ان ده مش السبب الحقيقي بس عايزك تعرف ان لما تحتاج حاجه ما تتكسفش تطلب مني انت زي ادهم وسليم واحمد ومراد*
فارس وهو ينهض ويقبل يد زكريا *عارف يا جدي وربنا يباركلنا في عمرك*
::::::::::::::::::::::::::::::
كان سليم قد ارتدى ملابسه وفتح الباب ليخرج فـ وجد ابراهيم يقف في وجهه *خير يا بابا عايز حاجه*
ابراهيم وهو يشعر بالاسف حيال ابنه *عامل ايه يا سليم*
سليم متعجباً من سؤال والده *الحمد لله كويس يا بابا*
واكمل حديثه *بعد اذنك هروح المشوار اللي قلتلي عليه*
تحرك بعض الخطوات لكن اوقفه صوت ابراهيم عندما قال *انت راضي باللي وصلتله يا سليم*
عادَ سليم لوالده وحاول جاهداً رسم ابتسامه على وجهه قال *ليه بتقول كده يا بابا*
ابراهيم وهو يشعر بالحزن *عشان مش عاجبني حالك*
سليم ببتسامة مصطنعة *وماله حالي ،مـ انا كويس اهو*
اكمل ابراهيم حديثه بحنان *احنا اهلك وبنحبك ياسليم و…*
قاطعه صوت سليم الذي تجمعت بعيناه بعض الدموع *ما فيش حد بيحب حد كله بيحب نفسه ما فيش حاجه اسمها حب اصلا*
ابتسم ابراهيم وقال *الحب موجود في كل وقت بس محتاج ناس تعرف معناه ناس مخلصه لبعض لكن في ناس مخلصه لمزاجها ونفسها بس يبقى مش ذنب الحب*
ارتمى سليم في حضن والده واردف ابراهيم وهو يشدد من احتضانه *لسه بتحبها*
سليم بنبره مؤلمه *لسه موجوع منها*
اخرجه من حضنه وقال *يبقى تنساها وتشوف نفسك وحياتك، حياتك اللي هتضيع من ايدك وترجع الشغل مع ابن عمك وتبقوا ايد واحده*
*انا مش قادر اصدق ان كان ممكن اتجوزها*
ابراهيم بابتسامه جميله *اقولك سر اتجوز.. بس لما تلاقي نفسك مطمن مش مبسوط*
سليم بمرح *ايه يا عم الكلام الكبير ده شكل الحاجه واخده بالها منك على الاخر*
ابراهيم وهو يمثل الجديه *احترم نفسك*
واسترسل في حديثه بعدما تذكر شيء وتجمعت الدموع بعيناه *عمك هو اللي قالي الجملة دي*
تعجب سليم لما رأي الحزن على وجه ابيه عند ذكر عمه مصطفى .
ابراهيم وقد لاحظ نظرات سليم له *احمد مستنيك تحت عشان هتمشوا سوا*
سليم وهو يشعر ان هناك شيء خفي لا يعلمه *ماشي*
:::::::::::::::::::::::::::::::::
*عمرررر*
قالتها ندى بصوتها العالي وهي تقتحم الغرفه.
عمر بعصبيه *في ايه يا بنت المسروعه*
ندى وهي تدعي الحزن *حق عليا اني لقيتك اكلت لقمه وجريت على فوق ، قلت اعملك سندوتشات تسليك وانت بتذاكر*
عمر بابتسامه *تسلميلي يا ندوشه، اهو اتسلى لحد ما ميعاد الدرس يجي وامشي الواحد زهق من الثانويه وجاب اخره*
ندى *وايه ال رماك على المر*
اخذ قطمة من الساندوتش واجاب *ما اعرفش والله عيل ابن كل”ب زقني وجري*
ندى *دمك يلطش*
عمر بجديه *ندى ممكن اسالك سؤال*
ندى بملل *اتفضل اسأل*
عمر بتفكير *بتاع طب بيشيل بالطو و بتاع هندسه بيشيل مسطره انتي بقى بتشيلي ايه*
اجابته ببرود *بشيل مواد*
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تتجول في المنزل منادية على امها لكن لم ياتي رد حتى رأت هبة تقرا في المصحف
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
*قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه احداً*
أغلقت مصحفها بعد انتهائها من قرأة سورة الكهف فمن يقرأها يوم الجمعة تكون له نور ما بين الحمعتين.
اتجهت الى هبة وجلست بجوارها وقالت متسائله *هبة شفتي ماما*
هبه *قالت انها رايحه مشوار ومش هتتاخر كنت محتاجه حاجه اعملهالك*
اسراء ومعالم الحزن على وجهها *كنت عايزه اصالحها*
ابتسمت لها وقالت *لما تيجي روح اتكلمي معاها*
اغتاظت اسراء من هدوء بنت خالتها وقالت بعصبيه *انتي ليه محسساني انك ملاك ما بتغلطيش*
هبه بهدوء *ومين قال اني ما بغلطش احنا بشر وكلنا بنغلط ما فيش حد معصوم من الغلط*
اسراء *امال ليه بتلوموني على حاجه مش بايدي فيها ايه لما حبيت انس وهو كمان حبني وقال انه لما يتخرج هنتجوز قدام الناس كلها وكله هيعرف*
هبة * محدش بيحاسبك على انك حبيتك انس ،بس البنت المحترمة هيا ال تحافظ على نفسها مترخصش نفسها قدامه وتترمي تحت رجليه*
اسراء وعيونها تورمت من كثرة البكاء *انتي بتقولي كده عشان محبتيش قبل كده ،انا بحبه ياهبة وكنت مستعدة اعمل اي حاجة عشان احافظ على حبي ده*
هبة *انتي بتضحكي على نفسك يا اسراء ،لانك عارفة ومتأكدة كويس انك غلط من البداية غلط لما فتحتي قلبك لحد مش حلالك*
اسراء بعصبية *كنتي عيزاني اعمل ايه ياهبة*
هبة *تحافظي على نفسك وعلى قلبك قبلها ،تحافظي عليه لحد ما ييجي ابن الحلال ال يستاهلك ويستاهل قلبك،اغلى حاجة البنت بتملكها يااسراء هو ال بين ضلوعك ده*
كانت تشير بأصبع يده على قلبها.
اسراء *كان غصب عني لما حبيته*
هبة *يبقا كان لازم تخلي الحب ده بينك وبين نفسك وتدعي ربنا انه لو خير ليك يجعله من نصيبك ولو شر بيعده عنك ،البنت يا اسراء غالية وتستاهل كل غالي،البنت هي ال الشب يسعى عشان يوصلها مش العكس*
اسراء وهي تتذكر حياتها السابقة *عايشة في الصعيد طول عمري محبوسة ابويا مبيحبش خلفة البنات وكانت معملته جافة محدش كان بيقلي كلمة حلو ولا يجبر بخاطري حتى ،كنت محبوسة وحاسة بخنقة ،بس فرحت اوي اننا هنيجي ونعيش هنا ،وهعيش سني وكل الحاجات ال اتحرمت منها ،كنت عايزة حب عايزة اهتمام ،عايزة احس اني مرغوب فيا*
هبة *يبقى كنتي تستني لما تعشيها في الحلال*
اسراء بعصبية *متبطلي تكدبي على نفسك بقا ،الحياة مش وردي كده زي ما انتي شيفاها ،فوقي احنا في زمن محدش بيحب حد كله بيفكر في نفسه ،وايه كمية البرود ال عندك دي ياشيخة*
ابتسمت هبة بكسرة وهي تتذكر كل ما مرت به فأردفت قائلة *ده مش برود ،ده صبر ،صبر من ربنا على كل حاجة وحشة مريت بيها*
بدأت الدموع تتساقط من عينيها فمسحتها وقالت *عارفة يعني ايه تفضلي تحلمي طول عمرك انك تبقي دكتورة ،بس تدخلي تمريض بعد الاعدادي،عشان ظروفك متسمحش انك تدخلي ثانوي*
*ماما عايزه ادخل ثانوي زي اصحابي*
* صحابك ايه يا هبه ثانوي مصاريف واحنا مش قدها*
* يا ماما تعبت في المدرسه كل شويه امتحانات امتحانات انا زهقت*
*احمدي ربنا غيرك يتمنى يدخل تمريض ويبقى زيك*
*ياماما عايز اجيب لبس زي اصحابي*
* لما تشتغلي ابقى هاتي اللي انت عايزاه احنا مش قاعدين على بنك*
نظرت لأبنة خالتها وقالت باستهزاء *واديني دخلت تمريض واشتغلت وبجيب كل اللي عايزاه بس هم مابقوش موجودين يعني الحياه بتديكي حاجه نفسك فيها وبتاخذ منك اغلى حاجه انتي بتملكيها*
قالت اسراء *بس على الاقل كان بيتقدم لك عرسان كويسين انما انا محدش كان بيجي واللي يجي ما كانش قد كده مش متعلم ولا تفكيره زي تفكيري انا لما لقيت انس حبني فرحت، انتي عارفه يعني ايه محدش كان بيعبرني و تلاقي الشب اللي بنات الجامعة كلها هتموت عليه يحبني ويختارني انا*
هبة ببرود وملل *حتى دي وكل العرسان كانوا بيجوا عشان الوظيفه عشان المرتب وبس*
* حضرتك حافظ القران*
* وده يفرق معاكي في حاجه*
* اه انا نفسي بزوج صالح ياخذ بأيدي للجنه*
*انتي هتعملي نفسك شيخة وتتشرطي كمان انا سبت اللي بحبها عشان امي قالتلي انك في تمريض يعني هتقبضلي على الجاهز*
ابتسم اسراء وقالت *تعرفي اني كنت بحسدك على حياتك دي ياهبة*
اتجهت لغرفتها وقالت *لان كل واحد بيشوف الصوره من الزاويه بتاعته بس ماحدش بيحاول يشوف الصورة كاملة*
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
كان يتحدث في الهاتف غير مبالي للذي يشتغل غضبًا بجواره.
* اسف والله يا شوشو خلاص هبقى اكلمك وظبط ميعاد تاني مع بعض يلا سلام*
احمد بغيظ *يا اخي اتقي الله احنا لسه مصليين الجمعه*
سليم وهو يضع يديه على كتفه *مالك بس يا ابو حميد*
احمد *مالي يا اخويا المهم هروح عند ستك و انت تعال هناك*
سليم بسرعة *لأ انا هقف تحت العماره وارن عليك تنزلي انت عارف ستك بتحبني قوي*
قال جملته الاخيرة بسخرية.
احمد *انا ما اعرفش دا انت لو قت”لها قت”يل مش هتكرهك كده، بس هنقول ايه قبول بقى*
:::::::::::::::::::::::::::::::::
*اتكلمي يا حاجه فاطمه*
نظرت فاطمه للشبين الذين يجلسون بجوار زكريا المنشاوي ابتسم زكريا وشعر انها لا تود التحدث امامهم حتى اخبرها *دول احفادي ده ادهم وده مراد يعني تقدري تتكلمي براحتك*
تنهدت وقالت *انا جيتلك لما عرفت انك كبير الحاره…*
قاطعها زكريا *الكبير ربنا يا حاجه فاطمه*
فاطمه وهي تابع حديثها *ونعم بالله يا حاج ،انا كنت واقعة في مشكلة وماحدش هيساعدني غيرك*
زكريا وهو منتبه لها وادهم الذي بكامل تركيزه معهم اما مراد كان يفكر في قضيه ما .
فاطمه *بنتي يا حاجه زكريا*
زكريا متسائلاً *مالها بنتك*
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
طرق احمد على باب المنزل ولم ينتبه للتي تنزل الدرج،فتحت له سيده في اواخر الخمسينات.
احمد ببتسامة *ازيك يا ستي*
سعاد *ازيك يا واد وازي امك*
احمد وهو يحاول ان يكون هادئ *الحمد لله كويسين بتسلم عليك*
سعاد *ولما هي كويسه ما جتش معاك ليه*
احمد *تشوفك ايه يا ستي ده كانت لسه عندك امبارح ،ده جدي ياما اتحايل عليك عشان تيجي تعيشي معانا ما رضيتيش*
سعاد *طبعا انت عاوزني اسيب بيت جوزي*
احمد وهو يدخل ويغلق الباب خلفه *جبتلك شويه اكل يستاهلوا بقك*
سعاد وهي تجلس على الاريكه *هات اما نشوف بس البت نجلاء هي اللي واخده نفسي في الطبيخ*
احمد *مع انكوا عايشين في نفس العماره بس انت رافضه تعيشي في شقتها عشان متسبيش بيت جوزك وهي رافضه تسيب شقتها عشان بيت جوزها وتقعدوا مع بعض*
سعاد وهي تأكل من المحشي *ده اللي باقيلي من ريحة المرحوم*
توقفت عن تناول الطعام فجاه وقالت *بس النهارده الجمعه انتوا طبختوا امبارح والنهارده*
احمد *جدي هو اللي قال*
سعاد وهي مبتسمة *جدك ده ما فيش زيه بيفكرني بالمرحوم*
احمد بخبث *بيفكرك بالمرحوم ولا عايزاه مكان المرحوم*
سعلت سعاد بقوه فركض احمد اليها بقلق فرأها تشير لطاولة المجاوره لهم وعليها بعض الادويه.
احمد *ماله البرشام مش فاهم يا ستي*
سعاد *هقول ايه غبي زي امك هات البرشام ده*
احمد *هتعملي بيه ايه يا ستي*
سعاد *هعمل بيه قرص عجة يا روح ستك*
اخذ احمد شريط الدواء ولكن هناك الكثير منها *ده برشام بالضغط*
سعاد *انا ما عنديش الضغط*
اخذ شريط اخر وقال *ده بتاع السكر*
سعاد *انا ما عنديش السكر*
واخذ الثالث والاخير *وده بتاع الصداع*
سعاد *انا معنديش صداع*
احمد بعصبية مكتومة *امال عندك ايه*
سعاد ببرود* ماعنديش حاجة*
احمد بصدمه *ده انتي من شويه كنت عامله..*
سعاد وهي تعتدل في جلستها وتاخذ من الطبق وتاكل كأن شيئا لم يكن *عامله ايه ما انا حلوه وزي الفل اهو تاخذ صباع محشي يا احمد*
نظره احمد للاصبع طويلا ومد يده لكي يأخذه لكن يد سعاد كانت اسرع ووضعته في فمها قائلة بتذمر *يعني جايبلي شويه الاكل وعينك فيهم يا طفس*
احمد وهو يتمتم *دلوقت عرفت ليه سليم مش بيحب يجي هنا*
:::::::::::::::::::::::::::
*السلام عليكم*
اخرج راسه من السياره وقال *وعليكم السلام* واكمل بفرحة *اهلا يابشمهندس سليم*
سليم بابتسامه *ازيك يا اسطى اسماعيل*
اسماعيل بترحاب *الله يسلمك اتفضل اقعد هنا على كرسي وحالا العربيه هتكون خلصت*
جلس سليم على المقعد واخذ يرتشف من كوب القهوه بعدما احضرها له صبي الاسطى اسماعيل ثم انتبه لتلك الفتاه التي يبدو على ملامحها الغضب ولكن فسر هذا الغضب عندما رأى شاب خلفها ويزعجها بحديثه.
* مش ناويه تردي يا بطه بلدي*
لم يجد رد ولكنه استمر بكلامه *طب هو القمر منين*
التفت له سلمى وقالت بشمئزاز *من المجموعه الشمسيه يا روح امك*
الشب *وليه الغلط طيب، اقولك هاتي رقم تليفونك*
سلمى *مش بدي رقمي لحد غريب*
الشب *طب هاتي رقم الواتس*
سلمى وهي تنفر بضيق من هذا الغباء *على اساس ان الوتس برقم بطاقه التموين بتاعة امك*
تهجمت ملامح الشب وقال بنبرة غضب *لأ ده انتي قليله الادب بقى وعايزه اللي يربيك*
رفع يديه كي يضربه على وجهها ،شعرت سلمى بالخوف ولكن يد سليم كانت اسرع منه وقال بحدة *تربي مين يازبا”لة*
أجاب الشب بتلعثم عندما رأي سليم فـ هو يفوقه عشرات المرات في الحج *يعني يرضيك تغلط في امي واسكتلها*
سليم وهو يقذف بيد الشب بعيد وقال بثبات *ااه يرضيني ،طالما امك معرفتش تربيك*
شعر الشاب بالاهانه وقال بصياح *هو انت تبعها دا انا هطلع…*
لم يعطيه سليم فرصة لاكمال ماكان سيقوله واعطاه لكمة قوية على وجهه اسقطته ارضاً.
سليم ببرود *تقريبا كنت هتقول حاجه*
نهض الشاب سريعا ولكن ركض اسرع من امام سليم.
التفت سليم الى سلمى التي كانت تشاهد ما يحدث لكن شرعت هي بالحديث عندما قالت *شكرا لحضرتك*
لكن تفاجأت من حديث سليم عندما قال *واد معندوش نظر وما بيعرفش يعاكس ده عاره علينا والله*
سلمى *افندم*
سليم بابتسامه *هو ينفع يعني يقول عليك بطه بلدي ده يصح برده*
سلمى ببراءه *لا ما يصحش*
سليم ابتسامه جذابه *ده انتي صاروخ*
توسعت اعين سلمى من الصدم وقالت بغضب *انا صاروخ يا قليل الادب يا بيئه يا… ديشا*
ثم فرت هاربة بعد كلمتها الاخيره.
سليم بتفكير *ديشا؟!!* *شتيمه جديده دي ولا ايه*
* انا ديشا*
نظر سليم خلفه وجد ولد في سن عمر *انت ديشا*
ديشا بعصبيه *اه انا ديشا ليك شوق في حاجه*
سليم وهو يتحدث لنفسه *وربنا هو نفسه زي اللي عندي في البيت، ده شكل عمر في منه نسخ كتير*
قطع شروده ديشا وهو يقول *ما اشوفكش واقف مع البت دي تاني انت فاهم*
سليم ببرود *لا مش فاهم هتعمل ايه يعني يا سي ديشا*
قالها بنبرة سخرية.
ديشا *شكلك جديد في المنطقة وانا عاذرك،انا يشا زعيم المنطقة هنا وكله بيعملي حساب*
سليم *وانا اللهو الخفي*
ديشا بعصبية *انت هتستظرف*
سليم *العب بعيد يالا*
ديشا بعصبية مكتومة مكرراً حديث سليم *العب بعيد ،ويالا، لأ تمام اوي*
:::::::::::::::::::::::::::::::
رن احمد الجرس لتفتح له معشوقته الصغيرة كما يسميها فأردف ببتسامة *مساء الزبادي مشتقلي ولا عادي*
ابتسمت علا واحمرت وجنتيها فحمحمت قليلاً *احم… اتفضل يا احمد*
*مين ياعلا*
كانت نجلاء التي خرجت من المطبخ لترى من الطارق.
احمد *ده انا ياخالتي*
نجلاء ببتسامة *اقعد ياحمد واقف ليه*
جلس احمد على الاريكه وقالت علا *هعملك حاجه تشربها*
نجلاء *لا خليك انتي مع خطيبك وانا هعمله*
ثم ذهبت و تركتهم
جلست علا على بعد مسافه جيده نظر احمد للحقيبه بجواره فقال متسائلا *هي اختك وجوزها جم من السعوديه*
ظهرت علامات الحزن على وجهها وقالت *لا ورده بس اللي نزلت امبارح بالليل*
ضيق احمد ما فوق عينيه وقال *وجوزها سابها تنزل لوحدها*
علا *وردة اتطلقت يا احمد*
شعر بالاسف حيال ابنة خالته فهي طيبه القلب فلما تطلقت اذاً *باذن الله ربنا هيعوضها بالاحسن منه*
علا *يا رب يا احمد*
وقالت ببتسامة *عارف ليه انا قلبي اختارك*
ابتسم وقال *ليه*
علا بصدمة *وكمان مش عارف ليلتك نكد يا احمد*
احمد بخفوت *ابو قرك يامراد الكل”ب*
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
نزل سليم من سيارة والده،يستند على باب السيارةو يضغط على الهاتف لكي يتصل ويخبر احمد انه اسفل العماره حتى سمع احد وهو يقول،
* نهار ابوك اسوح انت جيت ورا البت لحد هنا*
نظر سليم الذي يتحدث ومسح وجهه بغضب وقال *ياض انت بتطلعلي منين*
ديشا *وانت واقف كده ليه*
سليم وهو يضع الهاتف على اذنه *بتشمس*
ديشا *اممم* واكمل محذراً *انت فاكر نفسك ابن الجيران وهتقولها افتحي شباكك انا جيت انا واقف تحت البيت*
سليم وهو يحاول استفزازه *لا فاكر نفسي حسن شاكوش*
صعد ديشا الدرج وهو يشتغل غيظاً في حين ان سليم اخبر احمد انه يقف اسفل العمارة.
مرى خمس دقائق وهبط احمد الدرج والتفت سليم لسيارة كي يركب لكن سقط عليه دلواً من الماء المتسخ ذات الرئحة الكريهة،كبت احمد ضحكاته ونظر لاعلى لم يجد احد.
سليم بغضب *يا ابن ال…* *وربنا لاربيك وانت شبه الخنفس كده*
احمد *مين ده يا سليم*
سليم بعصبية *عيل ابن ستين كل…*
احمد *موجود في انهي شقة طيب*
سليم وهو ينظر ل ملابسه المبتلة *معرفش بس مش هسيبه*
احمد بعدم تصديق *يعني هتخبط على العمارة كلها ،خلاص حصل خير*
سليم *طيب كانو دلقو ميه نضيفة شوية*
احمد بسخرية *معلش المرة الجاية هقلهم يدلقو عليك مية ورد*
:::::::::::::::::::::::::::
يقود السيارة بسرعة شديدة وأقسم بداخله ان رأه مرة اخرى سوف يلقنه درساً لن ينساه.
احمد بخوف *هدي السرعة ياسليم ،لحسن نعمل حادثة ونمو”ت*
سليم وهو يذيذ من سرعة السيارة *لما نمو*ت ابقى اتكلم*
احمد *هتكلم ازاي يابن المبرشمة*
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اجتمع اربعتهم في شقه ادهم فقال سليم بفضول *خير يا ادهم جمعتنا ليه*
ادهم *مهم..*
قاطعه مراد قائلا *احمد هات لنا اي حاجه نتسلى فيها وادهم بيتكلم*
احمد وهو يرمي بكامل جسده على الاريكة *عندك التلاجه هات اللي انت عايزه*
والفعل ذهب مراد لاحضار شيء من البراد لـ يأكله لكنه نسى احضار شيء واحد وهو البراد،
توسعت اعين سليم عندما رأي ما يحمله مراد فتقريبا احضر كل شيء وجده.
احمد بسخرية *كان في نص ليمونه في الثلاجه اوعى تكون نسيتها*
مراد *لا ازاي جبتها طبعا ،عشان تعصرها على نفسك طول القعدة*
سليم *كمل يا ادهم سيبك من العيال دي*
ادهم بهدوء وابتسامة مكر على وجهه *عندنا مهمة جديده*
سليم بفرحة *ايوه بقى الواحد وحشه الشقاوه دي من زمان*
…لسه الحكاية مخلصتش…
مين البنت ال كان بيتكلم عليها سليم وعملت ايه معاه ؟
ادهم ممكن يكون بيحب ندى ولا ممكن تحصل صدفة تغير الاحداث؟
ياترى القدر ممكن يجمع سلمى بسليم تاني ؟وهيعمل ايه في ديشا لو شافه؟
وايه هيا المهمة الجديدة ال بيتكلم عليها ادهم؟

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي :اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صدفة أم قدر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى