روايات

رواية شيخ قلبي الجزء الثاني الفصل الأول 1 بقلم سارة سمير

رواية شيخ قلبي الفصل الأول 1 بقلم سارة سمير

رواية شيخ قلبي الجزء الأول

رواية شيخ قلبي البارت الأول

رواية شيخ قلبي
رواية شيخ قلبي

رواية شيخ قلبي الحلقة الأولى

 

عاصم: سارة في ظرف أسبوع تكوني في مصر وإلا هاجي اخدك غصب.

قال عاصم هذه العبارة غير الهاتف انتفخ اوداجه من اخته، لقد طفح الكيل سنتين ينتظر عودتها إلي مصر، وهي كُل مرة يطلب منها العودة تحجج بحجة غير الآخرة، تحجج بمرض خالتها مرة ومرة آخرى بدراستها التي استكمالتها بالسعودية وإلخ…

سارة بنبرة حزينة: عاصم أنا مش عاوزة ارجع مصر دلوقتي، بالله عليك تسبيني هنا أنا مرتاحة هنا أكتر.

مسح على وجهه يحاول كبح غضبه، تنهد بحزن وهو ينظر على الكرسي المخصص لها على طاولة الطعام:

عاصم : وأنا راحتي مش من ضمن اهتمامتك، أنا مش مرتاح ولا مبسوط وأنتِ في بلد وأنا في بلد تانية.

هبطت دموعها شوقًا لاخيها، هي تشتاق إليه لحد السماء، لكن إذا عادت لمصر ستفتح جروح عانت كثيرًا كي تداويها.

سارة: تعالى هنا سيب شغلك وهخلي”عمان” يشوفلك شغل هنا و….

بترت باقي حديثها عندما صاح عاصم بها.

عاصم: أنا مش هسيب شغلي اللي بحبه وبلدي يا سارة، أنتِ اتغيرتي اوي يا سارة معتيش سارة اللي اعرفها ومربيها على ايدي! قدامك إسبوع وتكوني قدامي فاهمة.

انهى حديثه واغلق الهاتف دون سماع ردها على حديثه، ترك الطعام واتجه إلي غرفتها، فتح الباب ونظر لابنه”زين” المستلقي على الفراش بثبات، فهو اتخذ الغرفة له بعد رحيلها ويقول لهم دائمًا.

_ أنا بحب اقعد فيها لانها فيها ريحة عمتو وبتؤنس الفراغ اللي سابتها في قلبي .

خطى لداخل جلس على الفراش، جالت انظاره على جميع الجهات ينظر على الحوائط، يتذكر ذكرياتهم سويًا يشتاق إليه، غلط كثيرًا عندما وافق على سفرها، نظر لابنه مرة آخرها واستلقى بجانبه، لعل النوم في فراشها يقلل من شوقه لها.

“”””””””””””””””””””””””””””””””

واقفة أمام المبنى الضخم تنظر له بتوتر وخوف تسأل نفسها، هل ستقبل بالعمل بيه؟ وجدت إعلان بالجريدة بالاسبوع الماضي بأنهم يحتاجون موظفين حسابات، كان جالس أبيها بجانبها في الوقت التي كانت تقرأ بيه الإعلان، حسها على التقدم بهذه الوظيفة، تخرج برة أركان شقتهم وتختلط بالناس وتكتسب خبرة في الحياة، وبعد فترة من المجادلة بالرفص، قُبلت نصحية ابيها وتقدم بطلب توظيف، عدلت من وضع النقاب على رأسها وسمت الله وهي تدخل أول خطواتها داخل المبنى.

أميرة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

موظف الإستقبال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أميرة : أنا مقدمة على وظيفة هنا ممكن لو سمحت تعرفني مكان الانترفيو بعد إذنك.

هز الموظف رأسه وهو يشير على مكان المصاعد الكهربائية المخصصة لنساء فقط.

موظف الإستقبال: بصي الاسانسيرات اللي هناك دي، اركبي اي واحد منهم واطلعي الدور الخامس تالت مكتب على إيدك اليمين.

شكرته وذهبت مكان ما آشار على المصاعد، تعجبت كثيرًا من ملابس النساء فكان لبسهم محتشم وحجابهم طويل بعض الشيء، تعجبت أكثر عندما واقفت أمام المصاعد، وسقط انظارها على اليافة المعدنية المخطوط عليه”لنساء فقط”

دلفت لداخل المصعد ودقائق وكانت واقفة أمام المكتب، دقت على الباب المفتوح، فجاءها الرد بالسماح بالدخول، قبضت على يد حقيبتها اليدوية تحاول أن تستمد منها القوة والثبات، فهي طبعها خجلة، حاولت أن تكون نبرتها ثابتة وهي تتحدث مع الشخص المنكب على الأوراق أمامه على سطح المكتب.

أميرة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رد الرجل عليها السلام دون أن يبعد أنظاره على الأوراق.

أميرة : أنا جاية بخصوص الوظايف الشاغرة في الشركة، اللي الشركة منزلة إعلانها في الجرايد.

السكرتير… تمام ثواني.

رفع سماعة الهاتف الأراضى وقام بالاتصال على شخص ما ، بعدما نهى الإتصال واقف برتابة.

السكرتير: اتفضلي يا أستاذة معايًا.

هزت رأسها بموافقة وذهبت خلفها، واقف أمام غرفة داخلية لمكتب، دق الباب وفتحه على الفور، نظر للاسفل وهو يهتف :

السكرتير: اتفضلي أستاذ “سراج” منتظر حضرتك جوه.

اضطربت وهي تدلف خطت خطوتين داخل الغرفة، استدرات لسكرتير لكي تخبره بترك الباب مفتوح، لكن وجدت رحل والباب مفتوحًا، تنفست براحة وهي تستدير مرة آخرة واقفت أمام المكتب وهي تنظر أرضًا فحمحمت بتوتر:

أميرة: احممم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سراج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اتفضلي استريحي.

هزت رأسها بموافقة وجلست وهي تفرك يدها،

لاحظ سراج توترها الواضح، وحركة يدها:

سراج: ملهوش داعي التوتر دا أحنا مش في امتحان الثانوية العامة عشان تكوني متوترة كده!

تحركت ملقتيها يمينًا ويسارًا وهتفت بصدمة:

أميرة: هاا.

ابتسم سراج بخفة: لا دا أنتِ حالتك حالة، أنا هطلب ليك لميون يهديكِ.

رفع سماعة الهاتف الأراضى، طلب من السكرتير كأس من عصير الليمون.

سراج: نبدأ ولا لما يجي اللميون وتشربيه تكوني هديتي شوية.

أميرة: اللي حضرتك تشوفه!

اذادت ابتسامته وهو يحك رأسه : كسفتني! خلاص خليها لما تشربي اللميون.

 أميرة بنفي : أنا آسفة مقصدش واللهِ إني اكسفك!

سراج: عادي، هاتي السي في بتاعك أقرأه لحد اللميون ما يجي.

هزت رأسها وهي تفتح حقيبتها وتخرج منه ملف، مدت يدها لقه وهو القتطه منه، دقائق عدت واتي الساعي بالعصير وضعه أمامها وأستاذن بالانصراف.

سراج: تقدرياتك حلوة، بس نقصك خبرة مش مهم إن شاء مع الشغل معانا تكتسبيها.

أميرة: معنى كلامك إني اتقبلت في الوظيفة؟!

سراج: طبعًا، مُبارك عليك.

ابتسمت بفرحة خلف نقابها: شكرًا لحضرتك جدًا، وبإذن الله أكون عند حسن ظنك.

سراج: هتبدأي شغلك من بكره، وأنتِ خارجة خلى السكرتير يديكِ ورقة بمواعيد الشغل.

واقف والفرحة تترقص على محياها:

أميرة: طب استأذن أنا ومتشكرة مرة تانية.

سراج : العفو.

“””””””””””””””””””””””””

يقولون من ينام ليلًا يكون هما المطمأنين الخالين من الهموم والتفكير وقلبوهم خالية من الأوجاع.

واقفت والدته آلة الخياطة عندما رأت مصباح غرفته مشتعل، تنهدت بحزن على حال ولدها، الحزن عشش بقلبه، كُل ليلة تسمعه يتضرع إلي ربه يطلب منه أن يريح قلبه وينول مراده، تركت مقعدها وخطت تجاه غرفته، فتحت الغرفة ودلفت وجدته جالس على سجادة الصلاة ويسبح على على حبات المسبحة، ابتسمت إبتسامة بهاتة وجلست بجانبه، ربتت على كتفه بحنان، أما هو أدرك لتو بأنها بجانبه:

يحيى :أمي! أنتِ هنا من بدري؟

هزت رأسها نافية وهي مازالت تبتسم:

والدته: لا يا حبيبي أنا لسه داخله دلوقتي، سهران ليه لحد دلوقتي؟

يحيى : بصلي قيام الليل وقُلت اسبح شوية قبل ما أنام، بس أنتِ إيه اللي مسهرك لحد دلوقتي، مش السهر غلط عليكِ و..

قطاعته وهي تربت على ساقيها:

والدته …. تعالى نام على رجليا، وملكش دعوة بسهري أنت مفكر طول ما النوم مش بيزور عينك هعرف أنام، غلطان الام مش بتعرف تنام غير وعيالها نايمين خالين الخاطر ومرتاحين البال.

اراح رأسه على ساقيها بوهن ثم مسك كف يدها يطبع قبلة عليها وهو يقول وقلبه يعتصر ألمًا:

يحيى … ادعلي بالله عليكِ يا امي أنا تعبان قوي.

مسحت على شعره والدموع اغروقت عيناها:

والدته: بدعيلك يا حتة من قلبي، هو أنا ورايا غير الدعاء ليك أنت واختك، ربنا يريح قلبكم وينولكم كُل خير ليكم ويبعد عنكم كُل شر.

يحيى : آمين يارب.

ظلت طِيلة الليل تتحدث معه تارةً وتدعو له وأخته تارةً إلي أن سمعو آذان الفجر فقام يحيى ليذهب لمسجد يادي صلاة الفجر به، بعد الصلاة لمح والد أميرة يخرج من المسجد، هحاول اللحاق به لأنك كان غادر المسجد مسرعًا، تنهد بحزن هو يعلم جيدًا بأنه يحاول عدم الالتقاء به باتًّا.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شيخ قلبي)  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى