روايات

رواية أنا وزوجاتي الفصل التاسع 9 بقلم دعاء عبدالحميد

رواية أنا وزوجاتي الفصل التاسع 9 بقلم دعاء عبدالحميد

رواية أنا وزوجاتي الجزء التاسع

رواية أنا وزوجاتي البارت التاسع

رواية أنا وزوجاتي الحلقة التاسعة

“أنا وزوجاتي”
الحلقة التاسعة (خمر حلال)
___________
يا ابن آدم خلقتُ الأشياءَ من أجلِك
وخلقتُكَ من أجلي.
___________
وضعت حفصة يدها على صدرها باندهاش وهي تردد:
-شغل نسـوان؟ احنا بنعمل شغل نسـوان؟
بينما انقضت عليها ملك وهي تقول:
-احنا بقا هنوريكِ شغل النسـوان على أصول.
جرت منهما آسية للخارج وهي تصيح:
-يا مـــــؤنس، يا تيـــــتا إلحقـــــــوني.
ظلت تجري هنا وهناك وهي تحاول أن لا تقع في أيديهما، فلو حدث ذلك لقلنا عليها في ذمة الله، ظلت كل منهما تقذفها بكل ما يقع تحت يدها، أما الجدة خرجت ورأت ما يحدث فلطمت وجهها بجهل وهي تصيح:
-يا مصيبتي يا مصيبتي، العيال هيمـوّتوا بعض أنا لازم أقول لمؤنس يجي يلحقهم.
جرت الجدة نحو الهاتف وقامت بالاتصال بمؤنس تخبره بما يحدث وبعد قليل أتاها صوته فقالت مقاطعة:
-مؤنس أنت لازم تيجي حالا..حريمك مسكوا في بعض وبقت خناقة للركب، والبت ملك قطعت شعر العروسة تستحمى بيه، يا لهوي يا لهوي فتحوا كرشها وأعضاءها كل حتة بقت في ناحية.
خرجت شهقة من الجدة وهي تقول:
-إلحقني يا مؤنس الطحال اتنطر تحت رجلي.
كاد يغلق الهاتف فنادت عليه مرة أخرى بسرعة وهي تقول:
-مؤنس لو اتأخرت هاخد الكبدة أشوحها.
أغلقت الهاتف وذهبت بسرعة إلى المطبخ وجلبت حبات السوداني وجلست تشاهد ما يحدث وهي تستمع للموسيقى المفضلة لديها وعلى وجهها ابتسامة عريضة، شجعتهم بحماس ليزدادوا في الشجار أكثر أكثر وكأنها مبارة كرة قدم:
-يلا يا عيال وروني قوتكم، مين هيغلب؟ البت ملك دي الغل باين عليها أوي أكتر يا ملك أكتر.
صاحت بحماس عندما نفدت آسية منهما وجرت:
-هيييه شاطرة يا بت عرفتي تفلتي منهم، بس على مين فكرك هيسيبوكي؟ روحيلها يا حفصة من ورا السفرة بسرعة.
صاحت آسية بغضب وهي تقول:
-يا تيتا أنتِ معايا ولا معاهم بدل ما تيجي تساعديني؟
ردت عليها الجدة بلا مبالاة:
-ما أنا طلبت البوليس متقلقيش.
وقفت آسية بذعر وكادت تبكي وهي تقول:
-البوليس؟ بوليس لأ، أنا معملتش حاجة.
جاوبتها الجدة وهي تلوي فمها بسخرية:
-إيه يا بت اتصرعتي كدا ليه؟ كلمت حفيدي وهو زمانه جاي، هو مش جوزك ظابط بردو؟
هدأت آسية قليلا فأمسكت بها حفصة من الخلف وساعدتها ملك، بينما تصنعت الجدة أنها تطلق صفيرا وهي تقول:
-أحسن حاجة في الخناقة إنها بتبين أحلى حاجة فيكم، وأنا هنا قصدي على الهدوم اللي عمالة تترفع دي.
قامت الجدة ترقص بحماس رقصات عشوائية وكأن اليوم حفل زفافها، بينما هتفت حفصة بغضب:
-بت أنتِ تطلبي الطلاق وتلمي هدومك وتمشي من هنا وإلا أنتِ مش عارفة ممكن نعمل فيكِ إيه؟
تحدثت ملك بخبث:
-أنا هعرفها.
ثم مالت عليها من الخلف وقامت بِعَضِّها، مما جعلت آسية تصرخ بأعلى صوتها بينما فتحت الجدة عيونها بانبهار من تفكير ملك التي بحثت عن أسمن جزء بآسية وعضّتها به، ثم قالت بحسد:
-يا بختك.
وصل مؤنس واندهش مما رآه فصرخ بهم أن يتوقفن ولكن لا حياة لمن تنادي، دخل المطبخ بسرعة يبحث عن أي شيء فلم يجد غير ملعقة كبيرة خاصة بتقليب الطعام فأمسكها بغضب وخرج، قابلته الجدة بحماس وهي تقول:
-إيه دا هتشوح الكبدة؟
رد عليها مؤنس بحنق:
-آه بس كبدتك أنتِ.
أمسكت الجدة معدتها وجرت من أمامه بخوف، بينما ذهب هو ببطء نحوهن وعيونه يملؤها الشر والتوعد، خافت كل منهن وعادت للخلف وهي تبتلع ريقها، حاولت آسية أن تدافع عن حالها وهي تقول بتوتر:
-أنا معمـ…
قاطعها بقوله:
-شششش مسمعش نفس حد فيكم، بقا أنا أطلع الشغل تعملوا كدا، أومال لو سافرت يومين هتعملوا إيه؟ هيتصلوا بيا يقولولي مراتاتك قـتلوا بعض؟
كادت حفصة أن تتحدث فأشار لها أن تصمت وهو يقول:
-تختاروا أسخن المعلقة دي وألسعكم بيها ولا تروحوا بالذوق تدوا وشكم للحيطة دي وترفعوا إيدكم لفوق؟
تحدثت ملك بخوف:
-والله يا مؤنس همـا الـ….
صرخ بهم قائلا:
-ها قررتوا إيه؟
صمتت كل منهمن وذهبت بهدوء نحو الحائط ورفعت يديها إلى أعلى، وقفن هكذا حوالي أربعة دقائق ولكن كان الأمر مؤلم للغاية بالنسبة لآسية التي لم تتحمّل وظلت تبكي بدون صوت، خرجت منها شهقة صغيرة وهي تحاول كتمها بينما نادى عليهن مؤنس بقوله:
-تعالوا.
ذهبن إليه وكل منهن تضع وجهها في الأرض خوفا منه، فقال بصرامة:
-اللي حصل النهاردة دا ميتكررش تاني، وحسكوا عينكوا أعرف إن حد اتخانق مع التاني في غيابي، أنتوا سامعين؟
قالت حفصة بدموع:
-آخر مرة.
نظر لملك فقالت هي الأخرى:
-آخر مرة مش هعمل كدا تاني.
نظر لآسية فأومأت برأسها دون أن تتحدث، فوجّه حديثه لملك وحفصة:
-اعتذروا منها يلا.
كادت ملك أن تعترض فنظر لها بغضب فاعتذرت من آسية قائلة:
-احنا آسفين.
وفعلت مثلها حفصة قبل أن يأمرهن جميعا:
-كل واحدة على أوضتها مش عايز أشوف خلقة واحدة فيكم.
ذهبن من أمامه فالتفت لجدته التي انكمشت على نفسها وهي تقول بخوف:
-إيه؟ إيه بتبصلي كدا ليه؟
-أنتِ مش عارفة تسلّكي ما بينهم، قاعدة تاكلي سوداني ومشغلة أغاني وبتتفرجي عليهم؟
-وأنا مالي يا أخويا هو أنت تروح تتجوز وتجيبهملي يوجعوا دماغي أنا؟
أومأ لها بوعيد قبل أن يصعد إلى الأعلى، دخل غرفة آسية التي جلست على الفراش ودفنت وجهها به تبكي بقوة، اقترب منها بحزن وجلس بجوارها يعتذر:
-حقك عليا أنا يا آسية، متزعليش عشان خاطري.
رفعت وجهها له بأعين حمراء من كثرة البكاء وهي تقول باستنكار:
-مزعلش؟ مزعلش على إيه ولا إيه؟ على العلقة اللي خدتها دلوقت ولا على جوازك ليا وأنت متجوز، ولا على البهدلة اللي بقيت فيها، أنا مستاهلش كدا، والله ما أستاهل كدا.
بكت مرة أخرى فاقترب منها وأمسك كفها يقبّله بحنو واعتذار وقال:
-والله أنا آسف، أنا عارف إني أذيتك بس صدقيني اللي حصل دا مش هيتكرر تاني.
ردت باعتراض:
-أنا لا يمكن أقعد في البيت دا يوم واحد بعد النهاردة، أنا عايزة أطلق ودا آخر كلام عندي.
سألها بهدوء:
-طب ولما أطلقك هتروحي فين؟
زاد بكاءها وهي تقول:
-أي حتة وخلاص.
سألها بحزن:
-وتسيبيني؟ أنا مقدرش أعيش من غيرك.
التفتت للجهة الأخرى وردت عليه بلا مبالاة:
-ما أنت عندك اتنين غيري.
أمسك وجهها وجعلها تنظر إليه وهمس بصدق:
-آسية أنا بحبك.
نظرت له بصدمة لا تصدق ما سمعت، فهذه هي أول مرة تسمع فيها تلك الكلمة، فأكمل همسه:
-والله العظيم بحبك يا آسية، ومستعد أعمل أي حاجة عشانك إلا أنك تبعدي عني، وصدقيني مع الوقت هتتعودي عليهم ويتعودا عليكِ.
صاحت باعتراض:
-لاااء، أنا لا يمكن أقعد معاهم في بيت واحد أبدا، أنت مش عارف عملوا فيا إيه دي اللي اسمها ملك دي عضتني.
ضحك مؤنس بصوت عال وهو يقول:
-يخربيتك يا ملك طول عمرك غلّاوية، بس فين العضة دي؟
خجلت آسية وهي تبعد وجهها عنه وتقول بتوتر:
-أهي عضة وخلاص لازم تعرف يعني.
ضيق بين حاجبيه وقال بتصميم:
-إزاي يعني عضة وخلاص بقولك وريهالي.
رمشت آسية عدة مرات وهي تقول بإحراج:
-مينفعش تشوفها.
استغرب من حديثها، كيف لا يحق له رؤيتها، هو يريد الاطمئنان عليها، ثواني وقد استوعب الأمر فضحك بشدة حتى آلمته بطنه من كثرة الضحك، وقال بعدما هدأ قليلا ولكن ما زال يضحك:
-إيه دا هي عضتك فين؟ البت ملك طلعت مش سهلة.
اغتاظت من ضحكه وقامت من على الفراش بغضب وهمّت لتذهب من أمامه ولكنه أمسكها وهو ما زال يضحك ثم قال:
-استني بس رايحة فين.
قالت بغضب:
-أي داهية، مش أنت بتضحك عليا؟
قام قبالتها وقال بهدوء:
-والله أبدا، ويا ستي عايزك تستحملي يومين بس كدا وهشوفلك شقة لوحدك بعيد عنهم.
ابتسمت بحماس وقالت:
-بجد.
أوما بهدوء وقال:
-بجد، بس فضّي الشنط دي دلوقت وخدي شاور من البهدلة اللي عملوها فيكِ ومتطلعيش من الأوضة، خليكِ بعيد عنهم.
-هتحبس يعني؟
-خلاص لو عايزة تطلعي اطلعي بس متعملوش مشاكل، ومش عايزك ضعيفة، هما جامدين وأنا عايزك تباني جامدة زيهم وتفرسيهم وأنا محذرهم أن حد يقرّب منك، ها هتعرفي تفرسيهم؟
ابتسمت بخبث وقالت:
-أعرف أوي
___________
في المساء خرج من المرحاض والماء يتساقط من شعره، وقف أمام المرآة وجفف شعره ثم قام بتصفيفه، وبعد ذلك أمسك زجاجة العطر الخاصة به ورشّ منها في أماكن متفرقة على ملابسه، سمع طرقات على الباب فأذن للطارق بالدخول، دخل موسى وأخبره قائلا:
-مشاري تحت وصالح جاي يسلم عليك ويقعدوا معاك شوية.
ابتسم مؤنس بتفاجئ وقال:
-صالح تحت؟ وحشني والله الواد دا، خلاص أنا جاي معاك أهو.
ذهب مؤنس بصحبة أخيه وتوجّه إلى الأسفل ثم دخل إلى غرفة الضيافة وقام بالترحيب بأصدقاءه:
-أهلا باللي واحشني.
عانقه صالح باشتياق وقال:
-أنت كمان والله ليك وحشة.
اتجه مؤنس نحو مشاري وسلم عليه هو الآخر وجلس الأربعة في جو مليء بالبهجة والسرور، نظر مؤنس لصالح وسأله:
-ها يا صاحبي طمني عليك.
تنهد صالح بحزن:
-اهي الدنيا ملطشة معايا، شوية هنا وشوية هنا ومش راسي على بر.
سأله مشاري باستغراب:
-إزاي يعني؟
قام موسى وقاطعهم قائلا:
-بصوا استنوا متحكوش حاجة أنا هروح أجيب حاجة نشربها عشان نقعد ونتساهر على رواقة.
استوقفه مشاري قائلا:
-لو في خمـرة هات يا موسى عشان ننسى الحزن اللي احنا فيه دا.
اندهش مؤنس وصاح فيه قائلا:
-خمـرة إيه يا مشاري من امتا واحنا بنشرب؟
تحدث موسى وقال:
-استنى بس يا مؤنس في خمـرة عندنا هروح أجيب.
قال ذلك ثم تركه وذهب أما مؤنس ضرب بكفيه وهو يقول بدهشة:
-خمـرة عندنا في البيت؟ الواد دا انحرف في غيابي ولا إيه؟
بعد قليل أتى موسى وهو يحمل أربعة كؤوس كل منها مليئة بمشروب أصفر ومعه زجاجة بها نفس المشروب، جلس وأعطى كل صديق كأس وهو يهتف:
-يلا في صحتكم.
تهكم مشاري وهو يأخذ كأسه:
-عصير تفاح؟ ليه شايفنا نغة؟
ابتسم مؤنس بقلة حيلة على تفكير أخيه، بينما موسى سأل صالح بحماس:
-يلا بقا احكيلنا حزين ليه؟
رد عليه صالح بضحك ساخر:
-ومالي حَاسَّك مبسوط كدا ليه؟
تكلم مشاري وقال:
-سيبك منه، قولي الدنيا ملطشة معاك ليه؟
-أهو أديني عمال أنتش من كل شغلانة اللي أقدر عليه، مرة سبّاك ومرة مساعد حلاق ومرة نجار ومرة حداد ومرة جرسون وغيره وغيره، وفي كل شغلانة مبعمّرش.
ضيق مؤنس بين حاجبيه وسأله:
-ليه كدا؟
جاوبه صالح قائلا:
-مش بفهم في الشغل دا ولا بعرف أسلك فيه، بس أديني بعافر.
سأله موسى هو الآخر بقوله:
-طب والبت اللي كنت بتحبها دي عملت معاها إيه؟
-حاولت أسيبها كذا مرة بسبب ظروفي بس هي مصممة تتمسك بيا وأديها كلّمت أبوها وهروح أطلبها منه بكرة.
صاح مشاري بفرحة:
-الله أكبر، اوعى بقا وهيبقى عندنا فرح.
دخلت الجدة وهي تتساءل:
-مين بيجيب في سيرتي؟
هتف مشاري بقوله:
-أهلا بفروحة تعالي اقعدي يا جدة تعالي.
نظرت الجدة للكؤوس وتساءلت:
-أنتو بتشربوا إيه؟ هي مش دي الخمرة بتاعتي؟
ضحك مؤنس وهو يميل على أخيه ويهمس:
-أوه! إلبس يعم، يعني العصير بتاع ستك وأنت رايح تجيبه؟ ملقتش حاجة تانية؟
تبادل معه موسى الهمس وقال:
-أعمل إيه يعني ما مشاري كان عايز خمـرة وستك بتشرب دي على أساس أنها خمـرة فملقتش حل غير دا.
-خلاص استعد للي هيجرى.
خالفت الجدة توقعاتهم بقولها:
-طب أنا هروح أجيب كاس وأجي أشرب معاكم، بس والله لو سكرت وحد منكم جه جنبي مش هعمل أي حاجة عشان أنا أصلا بحب كدا.
ذهبت وتركتهم يضحكون بشدة على حديثها وشاركهم صالح الضحك وهو يقول:
‏-صب يعم صب خلينا ننسى.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنا وزوجاتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى