روايات

رواية شظايا أنثى الفصل السابع عشر 17 بقلم بتول علي

رواية شظايا أنثى الفصل السابع عشر 17 بقلم بتول علي

رواية شظايا أنثى الجزء السابع عشر

رواية شظايا أنثى البارت السابع عشر

رواية شظايا أنثى
رواية شظايا أنثى

رواية شظايا أنثى الحلقة السابعة عشر

 

ارتسمت ابتسامة واسعة على ثغر مريم وهي تهتف بفرحة غير مصدقة أنه يوجد دليل يثبت براءتها وهذا الدليل ستصل إليه بسهولة مثلما سمعت:

-“بجد يا شريف أنا مش مصدقة أني أخيرا هخلص من

 المصــ…..ـيبة دي، قولي بسرعة إزاي هقدر أثبت براءتي؟”

جلس شريف أمامها وهو يشعر بالسعادة لأنه رأى شمس فرحتها التي أشرقت بعدما غابت لعدة سنوات:

-“اقعدي الأول يا مريم واهدي عشان أقدر أفهمك الحكاية كلها من أولها لأخرها”.

امتثلت مريم لطلبه وانتظرت منه أن يخبرها بالتفاصيل وهذا بالفعل ما قام به شريف فقد قص عليها كل شيء يتعلق بالتسجيل الذي يدين بهاء ويثبت براءتها وأنه واثق تمام الثقة أن مليكة لديها نسخة من هذا التسجيل.

تحدثت مريم بنبرة يسيطر عليها الغيظ فهي لا تكره في حياتها شيء أكثر من الخيانة وهذا بالضبط ما فعلته مليكة مع رانيا:

 

 

-“أنا عمري ما شوفت واحدة في قـ…ـذارة مليكة، دي رانيا كانت بتعتبرها في مقام أختها وكانت على طول بتقولي أن مليكة أقرب واحدة ليها وأنها بتثق فيها ثقة عمياء”.

أخذت إحسان تهدأ مريم المنفعلة ثم نظرت إلى شريف وهي تسأله بجدية:

-“وأنت ناوي على إيه دلوقتي يا شريف؟ أكيد فيه حاجة معينة بتفكر فيها”.

أومأ شريف وتحدث وهو ينظر إلى شاشة هاتفه الذي يعاني من مشكلة منذ عدة ساعات وهي انعدام التغطية وهذا الأمر يمنعه من الاتصال بأنور وإطلاعه على المستجدات الجديدة:

-“أنا ومريم هنروح دلوقتي على بيت مليكة وهنهددها بالتسجيل اللي معانا وهنتعامل معاها بمبدأ سلم واستلم، يعني تديني دليل براءة مريم وأنا مش هفضحها قدام أهلها”.

نهضت مريم بعدما سمعت حديثه وقالت:

-“تمام أنا هدخل أغير هدومي وهروح معاك عشان أشوف العقــ ـربة دي واللي هاكـ..ـلها بأسناني بعد ما ناخد منها اللي إحنا عايزينه”.

دلفت مريم إلى غرفتها حتى تبدل ملابسها وانتظرها شريف لبعض الوقت قبل أن تخرج وهي تضع النقاب على وجهها حتى لا يتعرف عليها أحد من أبناء المنطقة.

غادر كل من مريم وشريف منزل إحسان واستقلا سيارة أجرة حتى يذهبان إلى شقة مليكة التي تبتعد كثيرا عن المنطقة التي تقطن بها مريم في هذه الفترة.

استغرقت المسافة ما يقرب من خمس وثلاثين دقيقة قبل أن تتوقف سيارة الأجرة أمام البناية التي تقع بها شقة مليكة.

 

 

توجه شريف وتبعته مريم نحو البناية ودلفا إلى المصعد وعندما وصلا إلى وجهتهما ضرب شريف جرس باب الشقة وانتظر بضع ثوانٍ قبل أن تفتح له مليكة التي تفاجأت بمجيئه إلى بيتها برفقة فتاة لا يظهر منها سوى عينيها بسبب النقاب الذي تضعه.

رمقتهما مليكة بضيق لأنهما قاما بإزعاجها في هذا الوقت المتأخر وتحدثت بفظاظة:

-“خير يا أستاذ شريف، إيه سبب الزيارة المفاجأة دي في وقت متأخر زي ده ومين الأستاذة اللي واقفة جنبك؟!”

استكملت مليكة حديثها وهي ترفع حاجبيها وتنظر إلى مريم بازدراء بسبب ملابسها:

-“على حسب علمي يا أستاذ شريف أنت مش متجوز وأكيد مش هتاخد الخدامة بتاعتك في كل حتة أنت رايحها”.

رفعت مريم النقاب بعدما ملأ الغيظ قلبها بسبب الطريقة المتعالية التي تتحدث بها مليكة:

-“أنا مريم يا حبيبتي مش خدامة ولا حاجة وأظن أن الأصول بتقول أن لما يجيلك ضيف تقوليله اتفضل مش توقفي تحققي معاه على عتبة الباب”.

عقدت مليكة ذراعيها وهي تهتف ببرود:

 

 

-“وأظن برضه أن الأصول بتقول أن في أوقات مناسبة للزيارة وأوقات مش مناسبة وأنتم بسم الله ما شاء الله عليكم جايين على بيتي في وقت متأخر وأزعجتوني”.

تدخل شريف في الحديث قائلا بحزم قبل أن يسوء الوضع ويتأزم ويصل إلى مرحلة يصعب السيطرة عليها:

-“هما كلمتين بس اللي عايزين نقولهم يا مليكة وهنمشي على طول ومن مصلحتك أنك تتكلمي معانا باحترام وتسمعي كويس اللي هنقوله وتفكري بعقلك لأنك لو معملتيش كده هتكوني أول واحدة هتتأذي”.

شعرت مليكة بالريبة من كلمات شريف وأفسحت لهما الطريق حتى يدخلان إلى الشقة ويتحدثان بما يريدان قوله وقد شعرت في قرارة نفسها أن ما ستسمعه منهما لن يروق لها على الإطلاق:

-“اتفضلوا اقعدوا وقولوا أنتم عايزين إيه لأني تعبانة جدا وعايزة أنام عشان ورايا شغل كتير بكرة الصبح ولازم أصحى بدري”.

وضع شريف الهاتف على المنضدة وقام بتشغيل التسجيل الذي جعل عيني مليكة تتسعان بشدة وهي ترمقه بصدمة ممزوجة باستغراب كبير فهي لا تفهم لماذا تعقبها شريف حتى يعلم عنها أمور أخفتها عن الجميع وما السبب الذي يجعله يبتسم بشماتة وهو يجعلها تستمع إلى تسجيل حديثها مع أيهم؟!

-“أنا مش فاهمة أنت عايز مني إيه بالظبط يا أستاذ شريف؟!”

ألقت مليكة هذا السؤال وهي تشعر بالخوف من معرفة شقيقها بأمر عودتها إلى أيهم وازدادت حيرتها وخوفها بعدما أجابها شريف بهدوء شديد مستمتعا بملامح الرهبة التي ارتسمت على وجهها:

-“عايز أعمل معاكِ اتفاق يا مليكة وهو سلم واستلم، يعني تجيبي التسجيل اللي معاكِ وقصاد كده همسح التسجيل اللي معايا”.

 

 

ضيقت مليكة ما بين حاجبيها وصاحت بغضب وهي تحاول تكذيب حدسها الذي يخبرها أن شريف ومريم قد علما بالأمر الذي لا يعلم أحد به سواها وهو وجود نسخة من تسجيل بهاء بحوزتها:

-“إيه الكلام الفارغ اللي بتقوله ده يا أستاذ شريف؟! أنا مش فاهمة أنت تقصد إيه بكلامك ولا عارفة أنت عايزني أسلمك إيه بالظبط”.

تدخلت مريم في الحديث وهي تمسك ذراع مليكة بقسـ..ـوة وتنهرها بحدة:

-“بقولك إيه يا بنت أنتِ اتعدلي كده وبطلي استعباط، إحنا عايزين منك التسجيل اللي بهاء بيعترف فيه أنه دبرلي القضية وقصاد كده هنمسح التسجيل اللي بيثبت أنك رجعتِ لطليقك وكل واحد هيروح لحاله لكن هتفضلي تستهبلي وتعملي فيها من بنها فأحب أقولك يا حلوة أن رقم معاذ أخوكِ معانا ولو خرجنا من شقتك من غير ما ناخد اللي عايزينه فأول حاجة هنعملها هي أننا هنبعت التسجيل بتاعك لمعاذ وابقي شوفي بقى اللي هيحصلك ساعتها”.

قاطع شريف حديث مريم قائلا:

-”أظن الصورة بقيت واضحة قدامك يا مليكة، أنتِ قدامك خيارين ملهمش تالت وأظن أنك واحدة ذكية وعارفة مصلحتك كويس وعشان كده هتتعاوني معانا وتبطلي استعباط”.

لم يكن أمام مليكة أي مجال للتظاهر بعدم الفهم لأن كل شيء بات واضحا وإذا لم تنفذ طلب شريف فلن يتردد قبل فضح أمرها أمام معاذ.

نهضت مليكة وتوجهت إلى غرفتها وعادت منها بعد بضع دقائق وهي تحمل فلاشة صغيرة ووضعتها أمام شريف ثم هتفت بحزم:

-“اتفضل خد اللي أنت عايزه وهات التسجيل بتاعي”.

ضحك شريف بسخرية قبل أن يردف:

-“هو أنتِ مفكراني عبيــ…ـط يا مليكة؟! أنا مش همشي من هنا ولا هديكِ حاجة قبل ما أتأكد أن الفلاشة دي عليها فعلا التسجيل اللي أنا عايزه”.

زفرت مليكة بحنق قبل أن تحضر الحاسوب الخاص بها وتضع به الفلاشة ثم قامت بتشغيلها ليتأكد شريف أنها تحتوي بالفعل على التسجيل الذي يريده.

-“أظن أنت دلوقتي مبقاش عندك شك أن أنا وفيت بالجزء اللي يخصني من الاتفاق والدور دلوقتي عليك عشان تنفذ وعدك”.

تحدثت مليكة بتلك الكلمات وهي تقوم بإغلاق الحاسوب فابتسم شريف ثم قام بحذف التسجيل أمام عينيها قائلا بجدية:

-“تمام يا مليكة، التسجيل أنا مسحته قدامك وكده نبقى خالصين”.

هتفت مليكة بشك فهي تشعر بعدم الارتياح فليس هناك شيء يضمن لها التزام شريف بوعده:

-“وأنا إيه اللي يضمنلي أن مفيش نسخ تانية من التسجيل؟”

أجابها شريف بهدوء وهو ينهض برفقة مريم:

-“الضمان هو أن أنا مليش أي مصلحة في أذيتك وكل الحكاية هي أني كنت عايز أخد التسجيل منك عشان أثبت براءة مريم”.

نظرت مريم إلى مليكة بكـ…ـراهية ثم صفـ…ـعتها بقوة على وجهها وهي تتحدث:

-“دي عشان أنتِ واحدة واطية ومفكرتيش وأنتِ بتبيعي ضميرك في صاحبتك اللي بتعتبرك زي أختها وأحب أطمنك يا ملكة الخسة والندالة أن إحنا مش زيك وهنوفي بوعدنا ليكِ طالما أخدنا منك اللي إحنا عايزينه”.

أرادت مليكة أن ترد الصفـ…ـعة لمريم ولكنها تراجعت خوفا من شريف فهي ليست واثقة من مسألة عدم امتلاكه لنسخة أخرى من التسجيل الخاص بها.

استقل شريف برفقة مريم سيارة أجرة ونظر بضيق إلى هاتفه الذي لا يوجد به تغطية منذ ساعات طويلة فهو يريد أن يتحدث مع أنور حتى يخبره أنه حصل على التسجيل الذي يثبت براءة مريم.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

توالت اللكـ…ــمات على وجه مدحت الذي تعالى صراخه وحاول أن يقاوم الشخص الذي يضـ…ـربه ولكنه لم يتمكن من ذلك وفي هذه الأثناء استيقظت رانيا وحضر الطبيب برفقة بعض الممرضين الذين حاولوا السيطرة على الوضع.

تحدث يوسف وهو الطبيب المسؤول عن حالة رانيا:

-“أرجوك اهدى يا أستاذ أنور ومتوديش نفسك في داهية عشان واحد زي ده”.

صاح أنور بغضب وهو يقبض على عنـ…ـق مدحت:

-“أهدى إزاي بس يا دكتور يوسف والحيوان ده كان عايز يقتل الأستاذة رانيا ولو أنا اتأخرت دقيقة واحدة كان زمانه خنقها بالمخدة”.

حضر رجال الأمن بعدما استدعاهم يوسف وأمسكوا بمدحت وقاموا بتفتيشه وعرفوا اسمه بعدما اطلعوا على بطاقة هويته ثم اتصلوا بالشرطة التي حضرت بعد وقت قصير وألقت القبض عليه.

نظرت رانيا إلى أنور وهي تسأله باستغراب:

-“أنت بتعمل إيه هنا يا أنور؟!”

جلس أنور أمامها وهو يجيب:

-“دكتور يوسف اتصل بيا لما أنتِ فوقتي لأن هو كل ما يتصل على شريف بيسمع الرد الألي وهو بيقول الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح”.

-“هو أنت تعرف شريف؟!”

سألته رأنيا متعجبه ليجيبها وهو يومأ برأسه:

-“أيوة أنا وشريف أصدقاء من وقت طويل ولما حصلت معاكِ الحادثة هو وقتها وكلني عشان أمسك القضية لحد ما أنتِ تقومي بالسلامة وعشان كده الدكتور اتصل بيا ولما أنا جيت عشان أشوفك لقيت اللي اسمه مدحت ده كان هيخنـ….ــقك بالمخدة”.

بدأ أنور يخبرها بكل ما حدث أثناء فترة غيبوبتها وأن مليكة قد خانتها وأفشت سرها لبهاء وأنه يعتقد أنها تمتلك نسخة من التسجيل.

تنهدت رانيا بأسى فهي لم تتوقع أبدا أن تتعرض للخيانة من مليكة ورددت بألم:

-“أنا مش مصدقة أنها طلعت منحطة للدرجة دي، حقيقي أنا عمري ما تخيلت أنها تعمل معايا كده”.

رمقها أنور بنظرات حزينة بعدما تذكر الفترة التي خطب بها مليكة فقد جعلته يكرهها ويقرر ألا يتزوج مهما حدث فالتجربة المريرة التي مر بها لم تكن هينة على الإطلاق:

-“أنتِ إزاي مستغربة يا رانيا من اللي مليكة عملته معاكِ وأنتِ كنتِ عارفة أننا كنا مخطوبين وأني سيبتها بسبب طمعها وأنانيتها؟!”

قامت رانيا بتغيير مجرى الحديث فهي لا تريد أن تتحدث عن صديقتها الخائنة حتى لا تزيد من حجم المرارة التي تشعر بها في قلبها:

-“شكرا ليك يا أنور لأنك أنقذت حياتي”.

سكتت رانيا قليلا ثم استكملت حديثها بعدما تذكرت أمرا مهما يتوجب عليها أن تبوح به:

-”على فكرة فيه حاجة مهمة افتكرتها ولازم أقولك عليها يا أنور وهي أن أنا شوفت مدحت يوم الحادثة وهو أصلا في اليوم ده كان سايق شاحنة كبيرة وأنا لمحت وشه في انعكاس مراية عربيتي”.

تحدث أنور بما استنتجه عقله بعد بضع ثوانٍ من التفكير:

-“ده معناه أن مدحت هو نفسه الشخص اللي اتسبب في حادثتك ولو اتضغط عليه أثناء التحقيقات هيعترف بالكلام ده وكمان هيقول مين اللي مسلطه يعمل كده واللي أكيد هيطلع بهاء لأن مفيش أي حد تاني له مصلحة في أذيتك”.

تمتمت رانيا بتوعد بعدما أقسمت أنها لن تدع ما حدث معها يمر مرور الكرام:

-“ماشي يا بهاء، أنا هخليك تدفع تمن كل اللي عملته فيا وأنا أساسا معايا نسخة من التسجيل يعني حتى لو الموبايل اتحرق مع العربية وكل اللي عليه راح بس لسة دليل إدانتك موجود وأنا مش ههدى غير لما أحبسك وأخلص الناس من قــ…ـرفك”.

ابتسم أنور قائلا بحماس لأنه سيتمكن من مساعدة شريف في محنته:

-“طالما معاكِ نسخة من التسجيل ومدحت اتقبض عليه وهو بيحاول يقتلك يبقى خلاص بهاء انتهى وخصوصا أن فيه أدلة تانية ضده وهو تحليل الدم اللي اتعمل لمريم وشريف وأقواله اللي تعارضت مع تحريات المباحث”.

-“الحمد لله أنك قدرت تستغل الثغرات دي كلها عشان تطلع مريم بكفالة لأن وضعها كان صعب أوي في الحبس”.

قالتها رانيا ثم طلبت منه أن يتصل بشقيقتها حتى تخبرها بالمكان الذي وضعت به التسجيل لأنه يجب أن يتم تسليمه إلى النيابة في أقرب وقت ممكن قبل أن يعلم بهاء بأمر إلقاء القبض على مدحت.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

ابتسمت إحسان بسعادة بعدما أخبرها شريف بنجاح خطته وأخبرته أنه يجب عليه أن يسلم دليل براءة مريم إلى النيابة في الصباح ولكن عارضها شريف بقوله:

-“لا أنا مش هستنى للصبح، أنا هروح دلوقتي وهسلم التسجيل لأن مش هيهدالي بال ولا هعرف أنام وأرتاح غير لما أخلص من بهاء”.

ربتت إحسان على كتفه وحاولت إقناعه بالعدول عما في رأسه:

-“أنا مقدرة اللي أنت حاسس بيه يا حبيبي بس لازم تستنى للصبح وبعدين لازم تكلم أنور وتقوله أن التسجيل بقى معاك”.

اقتنع شريف بحديث خالته ولكنه شعر بالحنق بسبب عدم وجود تغطية في هاتفه فطلب من إحسان أن تجلب له هاتفها ثم سجل به رقم أنور واتصل به ليخبره بكل المستجدات ولكن انفرجت شفتيه بعدما أخبره الأخير بكل ما حدث داخل المستشفى في الساعة الماضية.

▪▪▪▪▪▪▪▪▪

انتظرت هدى بعدما هدأت الأوضاع في المستشفى ثم استأذنت من المشرف عليها حتى تغادر وأخبرته أن والدتها مريضة للغاية وأنه يجب عليها أن تذهب إلى منزلها لأنه لا يوجد أي أحد يعتني بأمها المريضة.

سمح لها المشرف بالمغادرة بعدما أخبرته بمرض والدتها فقد شعر بالشفقة على تلك السيدة المسنة التي لا حول لها ولا قوة.

خرجت هدى من المستشفى وسارت بسرعة وعندما اطمأنت أنها أصبحت بعيدة ومن المستحيل أن يسمعها أحد ممن يعملون معها أمسكت هاتفها واتصلت ببهاء الذي أجاب على الفور وهو غاضب لأن مدحت لا يرد على اتصالاته:

-“أيوة يا هدى عايزة إيه دلوقتي؟ أنا قولتلك وطمنتك أن هبعتلك فلوسك كلها زي ما وعدتك فياريت تقفلي دلوقتي لأني مشغول ومش فاضي خالص”.

كاد بهاء ينهي المكالمة ولكنه تراجع بعدما سمع هدى وهي تقول:

-”استنى بس يا بهاء بيه أنا مش متصلة بيك عشان أسألك على الفلوس، أنا اتصلت عشان أقولك على المصــ…ـيبة اللي حصلت من شوية”.

دب الرعب في أوصال بهاء بعدما سمع كلمة مصـ…ـيبة وهتف بتلعثم وهو يشعر أن ما سيسمعه سيكون كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى:

-“انطقي بسرعة مصـ…ـيبة إيه اللي بتتكلمي عنها؟”

وبالفعل تأكد بهاء من صحة ظنه بعدما أجابته هدى وأخبرته بالأمر الذي لم يكن يتمنى أن يسمعه:

-“مدحت اتقبض عليه وهو بيحاول يقتـ….ـل مدام رانيا وممكن يعترف في القسم بعد ما يحققوا معاه أن أنت اللي حرضته عشان يعمل كده”.

سقط الهاتف من يد بهاء وهو يردد بصدمة تملكت منه بسبب هول الكارثة التي حطت فوق رأسه:

-“يا نهار أزرق، أنا لو ملحقتش أتصرف ساعتها هروح في ستين داهية لأن مدحت أكيد مش هيفضل ساكت لفترة طويلة”.

أخذ بهاء يفكر كيف سيتخلص من تلك الورطة إلى أن توصل أخيرا إلى الفكرة التي سوف تنقذه من هذه المصـ…ـيبة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شظايا أنثى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى