روايات

رواية شبكة العنكبوت الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الجزء السادس والثلاثون

رواية شبكة العنكبوت البارت السادس والثلاثون

رواية شبكة العنكبوت
رواية شبكة العنكبوت

رواية شبكة العنكبوت الحلقة السادسة والثلاثون

                                ( اللعب مع الوحش )

»مايسة«:

– أنا ساكتة من الصبح وعايزة أعرف انتوا بتفكروا إزاي، يا أخوانا ده طــارق الزيداني، عارفين يعني إيه؟ عمومــا أنا عندي بنت عايزة أربيها، وأبوها اتجنن رسمي ومبقاش فاضل لها غيري ، أنا برة الموضوع ده وماشية.

– وأنــا مقلتش أمشي ليه يوم موضوعك؟ احنا اتفقنا إننا مع بعض نبقى مع بعض.

هتفت »مايسة«:

– يا »نادية«، » طارق « ده راجل خطر ، مش سهل.

»ريم«:

– ممكن تصبروا للآخر ، وانتي يا »مايســة« ممكن تستني لما تعرفي دورك الأول وبعدين تقرري تشتركي والا لأ.

»نادية«:

– هي خلاص خدت مصلحتها ونسيت إننا وقفنا جنبها.

»مايسة«:

– يا ستي مش مصلحتي و مصلحتك ، إفهميني بأة شوية.

»ريم« صائحة:

– قلت اتنيلوا بأة واخرســوا، انتي يا »نادية«، تعرفي تجيبلنا أرقام تليفونات الولد ده ومكانه فين ؟

»نادية«:

– آه عندى رقمه خدته من موبايل »طارق« فى مرة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

– طب حلو جدا جميل، يبقى احنا فى الحالة دي نعمل كده مع الولد، صحيح احنا ليه بنسمى الواد ده ولد ليه مش أي حاجة تانية؟

– لأن هو ولد صغير ، ده هو عمره ما يزيدش عن تلاتة وعشرين سنة وشكله أصغر من سنه.

– امممم تلاتة وعشرين سنة؟! ربنا يكون فى عون مامته وربنا يعفى عن ولادنا.

– بصي الولد شكله طبيعي، معرفش بيعمل كدة ليه، يمكن علشان الفلوس .

– عموما مش هنقعد نقيمه أخلاقيا دلوقتي، احنا عايزين فلوســنا وخلاص ، وبكده الموضوع هيبعد عنــك كأن حد بينتقم من الولد مش من »طارق« .

– ماشي خلاص ، أهو تليفون الولد ، قصدي »عمرو« شوفوا بقا هننفذ إمتى .

– أنا مــن رأيي إن احنا لما ننفذ يبقى وقــت تكونى انتى فى البيت مع جــوزك وتحاولي تكونى جنبه في نفس المكان، لأن أنا متوقعة إن »عمــرو« أول حاجة هيعملها انه هيبعت الفيديو لـ«طارق«، أو يكلمه فى التليفون يقوله إن فيه مصيبة حصلــت، ده طبعا لو مش هيعرف يتصرف لوحده، احنا عايزين نعــرف رد فعله عامل إزاي، أي حاجة هتسمعيها هتفيدنا .

– ماشي ، ولو انى متأكده مش هيبـين لي ردود أفعاله أوى، واكيد هيسيبنى ويقوم علشان ما أسمعش ، بس ماشى أحاول .

– لو ســابك وقام ولا غار فى ستين داهية انتى لازم برضه تتسحبى كده و تعرفي هو بيعمل ايه، تســمعيه وهو بيتكلم وتحاولي توصيل لأيمعلومة، إعملي نفســك قلقانه وشــكله اتخض قدامك المهم انك تعرفي ردود أفعاله .

– أوك ماشى تمام، هو بكره الصبح مش هينزل علشــان فيه عندنا واحد صاحبنا ومراته معزومين عالفطار .

– حد يعزم حد عالفطار، ايه البخل ده ،هييجوا الساعة كام يعنى بخل إيه يا هبلة، الفطار سيمون فيميه وكافيار وسربينكل واين وشامبني، وفواجر بالشامبنيون، وشريمب كوكتيل وبلاوي زرقا هههه، هييجوا على حدارش الصبح.

صاحت »أسماء«:

– إيه الحاجات دي يا أبلة؟ مضادات حيوية؟

»نادية« ضاحكة:

– إخرسي بأة يا »أسماء«.

»ريم« مبتسمة :

– تمام يبقى أكيد انتى هتكونى معاه على الساعه حداشر ونص، ده الوقت اللي هنبعت فيه الرسالة ونكلم الولد نطلب منه الفلوس ، تمام ؟

– ماشي ، بس أنا عايزة أفهمكــم حاجة ، الراجل ده إيده طايلة، أي مكاملة لازم تكون قصيرة جدا علشــان المراقبة ، ببساطة ممكن يحط تليفون الولد تحت المراقبة أول ما يستنجد بيه.

»نورا«:

– لازم نفكر في كل تفصيلة بهدوء.

»نادية«:

– صح، لازم نكون دقيقين جدا المرة دي.

»أسماء«:

– طيب عندي فكرة جت فى دماغى عن مكان التسليم.

»نادية«:

– قولي ، هو انتى صحيح مبيجيش من وراكى أفكار عدلة بس قولي .

– أسماء :

ليه بس يا أبلة «نادية« ســدة النفس دي، طب والله فكرة جميلة وهتشوفي، شوفوا بأة أنا كنت بشتغل زمان أيام الدبلوم فى سينما بحجز تذاكر، ســينما جنبنا ناحية بولاق درجة عــاشرة ومش بيدخلها غير الغلابة ، الســينما دي في ضهرها زقاق صغير كده، أيام ما كنت بشتغل هناك كنت مصاحبة واحد من اللي بيقعدوا الناس فى أماكنهم ، المهم كان دايما صاحب السينما يلهف البقشيش ويدينا حاجات بسيطة، فاتفقت أنا وهو إن بعد مــا يقعد الناس فى أماكنهم والشــباك يفضى عندي، أقوم أنا على اني هأمشي جري وأخرج الزقاق من الباب الوراني ، كان ياخد اللي فيه النصيب من البقشــيش ويخش الحمام الرجالي ويرميه من الشباك في كيس بلاستيك ، وأنا أكون تحت مستنية الفلوس لحد ما اتكشفنا وطردونا احنا الاتنين .

قالت »نادية« متعجبة :

– أيوا ماشى احنا إيه علاقتنا بالموضوع ده دلوقتى ؟

»ريم« :

– استنى بس يا «نادية« شكلها هاتقول حاجة كويسة.

استطردت »أسماء«:

– احنا نقوله يروح الســينما دي ويحجز تذكــرة صالة ويخش

ويحضر الفيلم، وهو جوة نكلمه فى نــص الفيلم نقوله روح الحمام، و مكالمة تانية لما يدخل الحمام نقوله يرمي الشنطة من الشباك.

»ريم«:

– ممكن انتى و«نورا« تلبســوا نقاب وتروحوا تتفرجوا على الفيلم عادي وتراقبوه، هيدخلوكوا بالنقاب؟.

»أسماء«:

– آه عادي، والحمام بتاع الستات فى وش الحمام بتاع الرجالة، فأول ما تكلموه عشان يقوم تكلمونا احنا قبله ، واحدة فينا تقوم كأنها رايحة الحمام عدل والتانية تراقبه عشان تشــوف اذا حد مشى وراه، عشان ممكــن يخرج هو من الحمام واللي مراقبه يخش يشــوف مين بياخد الحاجة أو يلحق يكلم حد.

»نورا«:

– فعلا لازم نتأكد إن محدش يخش الحمام وراه، ولازم نتأكد إن اللي هيلقط الحاجة يلقطها فى ثانية علشان محدش يلحق يجيبه، و«عمرو« ما يعرفش أنه هيرمي الحاجة من الشباك الا بعد ما يدخل الحمام .

»ريم«:

– فكرة حلوة عنصر المفاجأة فيها كويس، بس انتى عارفة المنطقة اللي ورا دي يا »أسماء«، انتى لازم توريهاني لأن انتى هتبقى جوة.

»أسماء«:

– انتى اللى هتستني بره يعنى ؟

– ايوة هاستنى بره وتبقوا انتوا معايا على التليفون، حاولوا تعطلوا أي حد هيدخل وراه وأنا هاخد الشنطة بسرعة وأمشي .

– نعطله إزاي؟

– واحدة فيكم هتدخل الحمام وتفضل جوة لحد »عمرو« ما يخرج والتانية تعمل نفسها منتظرة برة، أول »عمرو« ما يخرج لو حد هيدخل تعطله بأنها تقوله معلش محتاجة أدخل والســت اللي جوة اتأخرت،هيرفض طبعا بحجة أنه حمام رجالي بس هيتعطل في الشــوية دول دقيقة، أنا محتاجة الدقيقة دي مش أكتر علشان أختفي.

»نادية«:

– وأنا ؟

– قلــت لك دورك المهم انك تفضلي قاعدة جنبه فى البيت، ده لو قعد علشان تسمعى أى حاجة هيقولها .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

– أنا اكتشــفت حاجة جديدة بتتعمل عن طريق الاي بود وتخليني أســمع كل المكالمات بتاعته لو هو قاعد جنبى في نفس المكان ، وأنا فعلا ابتديت أسمع مكالماته لما فتحت الخاصية دي، دلوقتي طول ما هو قاعد جنبى أنا حاطة الاي بود فى ودانى وبسمع هو بيقول إيه .

– يا أروبة ده انتى لازم تعلميهالي دي.

– لازم يكون انتى وهو عندكم أيفون علشــان تشــغليها، عموما هنشــوف ياريت مينزلش علشان نبقى مراقبين الموقف كويس، عموما لو نزل ممكن نسمعه فى العربية .

– في حاجــة تانية، طبعا إحنا كنا عاملين حســابنا إن »طارق« ده فرصة عمرنا واننا هاناخد منه انشالله مليون دولار ، بس أنا شايفة ان المبلغ ده هيبقى ورطة لينا، شيلة تقيلة علينا، اولا لو الشنطة هترتمي من شباك يبقى احنا محتاجين شــنطه خفيفه متبقاش تقيلة عشان ينفع يشيلها ويقدر يخش بيها السينما، ثانيا لما يرميها متنزلش تتقطع حتت بسبب تقلها.

»أسماء«:

– أيوا بس الشباك فى الدور الأرضي ، مش دور عالي

اســمعى يا »أسماء« اللي أنا بقوله عشان الموضوع يمشى كويس، احنا يا جماعة مش عايزين نطمع .

»نادية«:

– يعنى قصدك إيه ؟

»ريم«:

– قصدى احنا ربنا ســترها معانا فى المرات اللي فاتت وبصراحة أنا خايفة مــن الراجل ده فخلينا نطلب حاجــة معقولة متين ألف دولار مثلا ، مية ليكى يا «نادية« ومية لينا ، وده مبلغ مش بطال على اللي احنا عملناه وخلونا بقا نركز ان كل واحدة فينا تبتدى تشــق حياتها خلال سنة نكون كلنا اشـتـرينا عمرنا بالفلوس اللي عملناها، أنا عمالة أفكر وشايفة ان ده أسلم حل .

»نورا«:

– صراحة أنا مع »ريم«، المبلغ ده معقول جدا، بلاش نطمع.

»أسماء«:

– خلاص فضل ونعمة، أنا موافقة .

»مايسة«:

– أنا مش معاكم ، وماليش دور، المبلغ هيتوزع على تلاتة.

»ريم«:

– ليه مالكيش دور، انتي هتســتني بالعربية، أخد الفلوس ونجري فورا، »أســماء« و«نورا« مش هينفع يخرجوا بسرعة وأنا هأحتاج حد معايا.

»مايسة«:

– بلاش أنا يا »ريم«، مش هأقدر.

»ريم«:

– انتي هتقفي في الشارع بالعربية تستنيني، أجي تجري بالعربية فورا، الموضوع محتاجك وما ينفعش من غيرك.

»نادية«:

– »مايسة«، هتخسريني فيها أنا باقولك.

»مايسة«:

– يا جماعة والله أنا نفسيتي زي الزفت.

»نادية«:

– معلش، تعالي على نفسك، احنا كلنا وقفنا جنبك.

»نورا«:

– احنا مع بعض يا »مايســة«، ودي آخر مرة، صدقيني أنا كمان نفسي نخلص من القلق ده ونبطل.

»مايسة«:

– خلاص أمري لله، أهي آخر مرة، بعد كدة محدش يقولي كلمة في أي موضوع.

»نادية«:

– خلاص إحنا خلصنا الليلة، »طارق« الأخير ، بالنســبة للمبلغ كان أملي يكون أكبر طبعا لكن مقدرة مخاوفكم ، لو انتوا موافقين على كده خلاص نعمل الحل الأسلم.

أنا شــايفة ان هو ده الحل الأسلم ، مش عايزين نستفزه بصورة كبيرة ، عايزين الدنيا تمشي كويس .

»نادية«:

– تمام خلاص اتفقنا طيب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

»ريم«:

– نخلص الخطة ، المكالمة دي هتبقى بكــره الصبح زي ما اتفقنا، المتين ألف دولار يكونوا جاهزين معاه على الساعة تسعة بالليل، مكان التسليم السينما، هنســيب له تذكرة صالة في الشباك باسمه، هيدخل ومش عارف هيسيب الشــنطة فين ، هنكلمه تاني مكالمة نقوله يدخل الحمام بالشــنطة، آخر مكاملة وهو جوة الحمام لما تبلغوني أنه لوحده جوة، هأكلمه يرميها من الشــباك وبالتالي هنضمن محدش فى المنطقة اللي ورا الســينما، حتى لو معاه حد مراقبه مش هيتصور إنه هيرميها من الشباك، هو ممكن يتخيل اننا هنقوله يسيبها فى الحمام وحد يدخل بعده ياخدها ، بالإضافة طبعا ان هيكون فيه احتمال عندهم يفكروا إن الشخص اللي بيعمل كده بيشتغل فى السينما أو حد متأجر جوة السينما عشــان ياخدها أيًا كان ، أعتقد احنا كده هيبقى عندنا أكتر من عنصر مفاجأة بالنســبة له، وأنا هاكون مستنية تحت الشباك أول ما تترمي الشنطة تعطلوا اي حد هيدخل بعده لمدة دقيقة على ما أختفي.

– أعتقد الكلام ده كلام كويس.

– خلاص يبقى هنبتدى ننفذ على كدة.

– أهــم حاجة انك انتى كمان تتــدارى فى نقاب، وهتقفى فى مكان تحاولي إن محدش يوصلك فيه لو حد مراقبه ولا حاجة، أول ما تحسي ان الدنيا أمان تاخدى الشنطة وتمشى.

»أسماء«:

– يا جماعة متخافوش، أصلا تحت الشباك ده في مخزن بابه داخل لجوة وبعده بشوية المدخل الورانى بتاع السينما، بس ده دايما مقفول، ممكن تدارى فى مدخل المخزن ، وأول ما الشنطة تقع تداريها فى النقاب وتمشى فى ثوانى .

»ريم«:

– ربنا يستر.

»نادية«:

– خلاص هبقى معاكم على التليفون هاكلمكم لو فيه حاجة حصلت.

»ريم«:

– وانتوا قاعدين فى الســينما، التليفون مش عايزينه يرن، هتحطوا الســماعات فى ودانكم تحت النقاب عشــان أي اتصالات بينا متبقاش متشافة لو حد مراقبه مياخدش باله إن انتوا بتتكلموا فى التليفون تماما.

»أسماء«:

– تمام .

لم تنم أي منهن فى تلك الليلة، كن جميعا متوترات، كان هناك بعض الخوف بسبب سطوة ونفوذ »طارق«، كما أن«نادية« قد صورته على أنه شخص لديه انفصام كامل فى الشخصية ويعيش في المجتمع بوجه وفى حياته بوجه آخر، العملية ذاتها قائمة على استغلال الجزء الذى يحاول بشــدة أن يخفيه عن الناس، كن يعلمن أن هذا بمثابة وضع رؤوسهن بين أنياب الأسد ولكن كانت مغامرة تستحق من وجهة نظرهن .

ذهبت »ريم« صباحا إلى الوكــر الخاص بهن حتى تتحدث بحرية إلى هذا الشــاب لإتمام الأمر في هدوء، وجــدت »نورا« بانتظارها حيث شاركتها القلق طوال الليل، أما «نادية« فقد كان حالها مثلهن وأكثر، فى تمام الســاعة الحادية عشرة والنصف صباحا أمسكت »ريم« بالهاتف وطلبت »عمرو«، رن الهاتف كثيرا ولم يجبه أحد، فاتصلت مرة أخرى وإذا بصوت نائم تماما يجيب الاتصال :

– آلو مين ؟

»ريم« بصوت معدل إلكترونيًّا كما المعتاد :

– إنت عمرو ؟

– أيوا أنا عمرو مين معايا ؟

– واضح انك انت لسه نايم، بس أنا عايز أقولك حاجة، إنت وصاحبك متصورين والفيديو هيتبعتلك حالا.

– صاحبي مين وانت مين وفيديو إيه ؟ انت مين عالصبح؟

– ما تستعجلش، هتشــوفه حالا ، متين ألف دولار وتقابلني بالليل في سينما ست الحسن في بولاق ، حفلة تسعة ، تذكرتك هتلاقيها باسمك عالشباك ، لو بلغت مش هيحصلك طيب ، ســاعتها يا حلو الدنيا كلها هتتفرج عليك انت ورجل الأعمال الجميل اللي انت مصاحبه.

– إيــه الهبل اللي انت بتقوله ده فيديو إيه وزفت إيه، إنت متعرفش إنت بتلعب مع مين ؟

– الساعة تسعة، سينما ست الحسن في بولاق ، إوعي تتأخر، لو بلغت البوليس يبقى اعتبر الفيديو اترفع عالنت.

 

 

 

 

 

 

 

أغلقت »ريم« الهاتف وأرســلت الفيديو إلى »عمرو« الذي اعتدل فى سريره منزعجًا ومتوترا وهو يشاهد المحتوى ، كان »عمرو« شابا طيبا لكــن يعاني من إدمان الكوكايين ، حينمــا تعرف على »طارق« لمح في عينيه نظرات ذات مغزى يفهمه جيدا ، لكنه اختار أن يتجاهل إحساسه ، كان يريد أن يتقرب من »طــارق« وينتهز الفرصة ليكون صديقا له ، ولذلك حينما دعاه »طارق« بعد فترة للســفر معــه إلى باريس وافق

على الفور ، بدأ الأمر بتليمحات التقطهــا »عمرو« وأسرع إلى الترحيب بهــا ، كان من الممكن أن يدعي عدم فهم هذه الدعوات ويمضي إلى حال ســبيله ، لكنه قرر أن يســتغل الفرصة ، ومن وقتها وهو يعيش تحت رغبة »طارق«، كان قد مل من هــذه العلاقة هو الآخر ويريد أن يعود لحياتــه ، لكن كيف يفعل ذلك قبل أن يدخر ما يكفيه ليهرب ، بعد فترة من علاقته مع »طارق« أدرك أنه شخص لا يمكن الفكاك منه بسهولة ، الحل الوحيد هو الاختفاء حينما تتاح له الفرصة التي تسمح له بالعودة إلى الحياة مرة أخرى.

في نفس التوقيت كانت «نادية« ترحب بضيوف زوجها وتقدم لهم ما لذ وطاب ولكن لا تستطيع أن ترفع عينيها عن هاتف زوجها، كانت تجلس بجواره وتنظر إلى وجوه ضيوفها بينما عقلها منشــغل بمكالمة »عمرو«، متي؟ ماذا سيحدث؟ هل يتحول شكه إليها بأي صورة؟ جاءه تليفون بالفعل استغرق وقتا لكن كان من المكتب وتوقعت ان »عمرو« لا يســتطيع الوصول إليه أو أنه سيتصل فور انتهاء هذه المكالمه ولكن انتهت المكالمة ، وانتهى الإفطار ورحــل الضيوف ، بل وخرج »طارق« إلى العمل لشــأن لا يقبل التأجيل ، ولم يتحدث إليه »عمرو« حتى تلك اللحظة ، قامت مسرعة فور خروجه إلى جهاز اللاب توب لتســتمع إلى مكالماته فى الســيارة، كما اتصلت بـ«ريــم« لتخبرها بأن الأمر مريب فـ«عمرو« لم يتصل حتى الآن كما كان المتوقع ، هل سيغامر »عمرو« ويجازف ويخفى الأمر عنه ويدفع من ماله الخاص؟ أم هل سيخبره ؟ ولكن لماذا كل هذا الوقت ؟!

بينما تراقب »نادية« »طارق« بالسيارة وقبل وصوله إلى الشركة ، جاءتــه مكاملة من »عمرو« أخيرا ولكن فــور أن فتح الخط من جانب »طارق« انقطع الاتصال ، في هذه اللحظــة كان »طارق« قد وصل إلى وجهته وغادر السيارة قبل أن تسمع «نادية« أي شيء .

أصبح الأمر شديد الصعوبة لأن الأحداث أصبحت مبهمة ومعلوماتهن ضئيلة للغاية ، كيف لهن أن يعرفن ردود أفعال »طارق« بعد أن يخبره »عمــرو« بما حدث ، ماذا يدور في رأس الاثنين ؟ ظلت «نادية« فى المنزل يأكلها التوتر والقلق لدرجة أنها ناقشت »ريم« فى أمر إلغاء هذه العملية برمتها ، فهن لا يعلمن كيف ستســير الخطة في ظل هذا النقص الشديد في المعلومات ، ولكــن »ريم« عارضتها وأخبرتها أنهن فى كل الأحوال لن يخسرن شيئًا إذا ما انتظرن قليلا لربما يظهر ما يطمئنهن قليلا.

انضمت »أســماء« إلى »نورا« و»ريم« وجلســت ثلاثتهن يضربن أخماسًا في أسداس ، أما »مايسة« فقد قررت أن تأتي على الموعد مساءً ، في ذات الوقــت كانت »نادية« فى منزلها لم تغادره منذ الصباح منتظرة أن يأتى زوجها فى أى لحظة، أو أن تصل إلى أي معلومة مفيدة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى