روايات

رواية شبكة العنكبوت الفصل الحادي عشر 11 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الفصل الحادي عشر 11 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الجزء الحادي عشر

رواية شبكة العنكبوت البارت الحادي عشر

رواية شبكة العنكبوت
رواية شبكة العنكبوت

رواية شبكة العنكبوت الحلقة الحادية عشر

استطردت »نادية« :

– كان غريب معايا جدًا من أول يوم في البيت، أقصد جســديا، كنت فاكرة أنه ما هيصدق يتقفل علينا باب واحد، لكن لقيته أول يوم بيقولي انه مرهق من الفرح وعايز ينام ، تاني يوم لما حصل المراد مكنتش حاسة بلهفة ولا شوق ولا رغبة اصلا منه تجاهي ، بعدها كان بيتحاشي يقعد معايــا ودايما يقعد لوحده في المكتب أو الجنينة ، وأول ما يجيلنا ضيف في البيت يتبدل تماما ، يدلعني ويحضني ويبوسني ، حسيت إنه مجنون،

عنده انفصام ، عيشني في حالة ملخبطة مش فاهمة هو عايز إيه .

 

 

 

 

سألتها »ريم«:

– طب وفهمتي سبب المعاملة دي ؟

فهمت بعدين ، لكن وقتها كنت مســتغربة أنه بيبني بينا حيطان

وحواجز ، مكنش بيحاول يفتح معايا أى كلام و لما كنت أتكلم معاه كان يرد ردود مقتضبة ، طول الوقت بره البيت ، وطبعا كزوج وزوجة أداؤه و رغبته فيا قليلة جدا .

– عاجز جنسيًّا؟

– كنت فاكرة ســاعتها إن دي هي المشكلة ، وأن الحكاية دي مأثرة على نفسيته ، العلاقة الزوجية مش موجودة تقريبا وده أكيد يجرح أي راجل ، وبررت تصرفاته بأنه بيبني حوالين نفســه أسوار عاليه علشان خايف أني أعايره مثلا أو أفتح الموضوع وأجرحه ، احترمت مشــاعره وقررت اني أحاول أبعد عن الموضوع ده تماما ، بقيت أنام قبل ما ييجي علشان ما يتحرجش ولقيت راحة نفسية منه لما حس انه مش في اختبار يومــي وقررت أن الحياة مش بتدينا كل حاجــة ، هأعيش وأقبل باللي الحياة إدتهولي وكان كتير ، قلت لنفسي كل مشــكلة ولها حل وفي علاج للحالات دي ويمكن مع الوقت يتحسن.

 

 

 

 

 

أسرعت « اسماء » تقول مازحة :

– في حالات إيدك منها والأرض هههههه.

ضحك الجميع على خفة دم « أسماء » فيما أكملت

 « نادية » :

كنت كل ما أحاول إني أقربه منى بأى شــكل مش بيديني ريق حلو ، مهما كنت أهتم بشكلي وجمالي مفيش مردود ، صنم بجم عايشة مع واحد مش هنا أصلا ، ومرة بعد ســنين قررت أفتح معاه موضوع الخلفة و اقترحت إننا نروح لدكتور ، وعينكم ما تشوف غير النور ، شتايم وقلة أدب ، وإنتي فاكرة نفســك متجوزة موظف في بنك ، انتي متجوزة طارق الزيداني ، عينيه كانت بتطلع شرار ودي كانت المرة الوحيدة اللي ثار عليا فيها ثورة عارمة لأني قفلت الموضوع تماما من بعدها ، عرفت أن المنطقة دي خط أحمر.

 

 

 

 

قاطعتها « مايسة » مبتسمة :

– لأ لحظة معلش ، ماله اللي شغال في بنك؟ بيستعروا منهم دلوقتي هههه.

أجابتها « نادية » ضاحكة :

– لا يا بنتي قصده إنهم كتير ، إنما هو طارق الزيداني واحد في البلد.

استرعي أنتباه مايسة الأسم و سألت بإهتمام :

– طارق الزيداني بتاع مصانع زيدكو الشرق للمجتمعات العمرانية؟

– إنتي تعرفيه؟

– حد مــا يعرفوش؟ عندنا بس شــايل 300 مليون جنيه ، وعنده حســابات في كل البنوك ، حتى خالد جوزي مــرة قالي إنه أكبر عميل عندهم.

 

 

 

 

 

– أهو ده جوزي بقا ، اللي الستات حاسديني عليه.

هتفت « أسماء » :

– 300 مليون جنيه؟ هو في حد عنده كدة؟ دول كام مليون يعني؟

ضحكت مايسة كثيرا على سذاجة أسماء و مازحتها قائلة :

– « اسماء » ممكن تخرسي؟

– طــب ماشي ، هو يعنى مكنش عايز عيــال ولا بيكرهك، ولا إيه ، حيرتيني؟

أجابت « نادية » :

– بالظبط ، المسألة مكنتش واضحة ، أنا وقتها كنت بسأل نفسي هو اتجوزنى ليه؟ طبعا هو اشــرط عليا أسيب شغلي عشان أنا مرات مليونير ، ومينفعش اشتغل عند حد أقل منه ، سألته هأعمل إيه في وقت فراغى، قالي هأفتحلك بزنس ، قلت له أنا مهندسة كمبيوتر ممكن أفتح حاجة ليها علاقة بمجالي؟ قــالي لأ افتحي حاجة حريمي ، وصمم اني أفتح مشروع بعيد عن مجالي معرفش ليه ، وفعلا فتحلي أتيليه كبير في

 

 

 

 

 

الزمالك وواحد تاني في المهندسين ، وابتدى يسفرنى عشان أشتري آخر صيحات الأزياء العالمية ، وطبعا كنت بشتري أغلى حاجات ، وزبايني هما أصحابه من علية القوم ، دوري كان أســافر أجيب الشغل وأرجع ، أما في مصر يا دوبك بأشرف من بعيد عالبزنس ، أنا هانم مينفعش أنزل ابيع في محلات حتى لو الشنطة بخمسين ألف جنيه.

صدمت أسماء من ثمن الحقيبة و سألت في تعجب و استنكار :

– هو أصلا في شنطة بخمسين ألف جنيه؟ ما تهونيها علينا هههههه.

– كفاية فشر ، ليه جلد بني آدمين؟

وقعن جميعا على ظهورهن من الضحك و بصعوبة وسط ضحكاتها قالت نادية:

– والنبي حد يخرس البت دي ههههه كل شــوية تطلعني من مود الكآبــة وأنا حبيته الصراحة ، والرجوع للمود ده صعب ههههه ، عموما اخرسي تاني يا «اسماء » وقفنا فين ؟ طيرتي الكلمتين من دماغي يا نيلة.

 

 

 

 

– الشنطة أم خمسين ألف ، هو كدة الكداب نساي ههههه.

– أه افتكرت، ابتديت اتعرف شــوية بشوية على العالم ده، وسفرى ابتدى يزيد مع عدم ممانعة منه ، بالعكس أحسن فترات بيننا واللي موده كان بيبقي هايل فيها لما كنت بسافر ، وكنت أنا بهرب بالسفر والفسح من العلاقة المتوترة بينا طــول الوقت ، لحد ما في يوم اتصدمت صدمة عمرى.

                                            ……

تمن سنين عايشة محرومة وفاكراه عاجز وراضية بنصيبي، مكنتش أعرف السبب اللي بيخليه سعيد جدا كل ما بسافر ويشجعنى على السفر لفترات طويلة ، لحد ما في يوم كنت في باريس وطيارتى بسبب الأحوال الجوية اتلغــت ، كلمته في التليفون قالي مفيش مشــكله ارجعى على الاوتيل واقعدى يومين تلاتة زيــادة ، لكن شركة الطيران كلمتنى تانى يوم الصبح وقالولي انى ممكن أســافر على رحلة طالعة في نفس اليوم ، كنت مشغولة جدا بسبب ضيق الوقت وعايزة ألحق ألملم حاجتي بسرعة ونسيت أكلمه وقولت أكلمه من المطار لكن تليفوني فصل شحن والدنيا ادربكــت ووصلت يا دوبك على ميعاد الطيارة ، لما نزلت مطار القاهرة أخذت ليموزين للبيت وقلت أعمله مفاجأة ، وكانت مفاجأة ليا أنا.

 

 

 

 

 

نورا:

– متقوليش لقيتي العاجز في البيت مع واحدة؟

– لا وانتى الصادقة مع واحد.

صاح الجميع في صوت واحد :

– نعــم!

– أيوة زي ما بقولكم كده .

سألت « أسماء » :

– ما يمكن واحد صاحبه ليه مخك يروح شمال ؟

– واحد صاحبه في سريري بيعمل إيه انتي التانية؟

– صح ، طب وبعدين كملي ….

– كنت في حالة انهيار تام وابتديت أزعق وهو عمال يقولي اســكتى.. اسكتى ويكتم صوتي ، واللي معاه قام يلم نفسه ويلبس هدومه وطيران من البيت ، كان شــاب صغير ميزدش عن عشرين سنة ، بعدها قعدت مكانى على الأرض لأن رجليا مكنتش شايلاني .

 

 

 

 

 

« ريم » :

– دي مصيبة تانية دي ، وعملتى إيه بعدها ؟

– بعد ما الولد مشي جه شــدني من على الأرض وقعدني قدامه ، ولقيتــه بيقولي ده عادى على فكره أنا بحب كده وفيه ناس كتير زيي ، لولا شغلي والتزاماتي هنا كنت مشيت من زمان ورحت مكان أعيش فيه براحتي، لكن أنا مسجون هنا ومضطر أخبي.

حسيته مكسور برغم إنه بيحاول يتماسك قدامي ، قولتله انت حر بس لما أنت كــده اتجوزتنى ليه ، خصوصًا وإنت عارف الوضع هيبقي شــكله إيه ، فقالي افهمينــي أنا راجل في الســوق ولازم أكون متجوز ومينفعش تطلع عليا اشاعات تأثر على وضعى في السوق ، عارفة أن ده يتعرف عني ممكن يجرالي إيه؟ كان لازم أمشي حسب مسطرة المجتمع والعرف والدين والتقاليد وإلا أترجم بالطوب.

 

 

 

 

 

قلت له فعشان وضعك تبوظلي حياتى، رد عليا باستفزاز وسخرية وقالي : بوظت حياتك؟ انتى أصــلا كنتى تحلمى بحياة زي دي؟ انتى ناقصك إيه ؟

رديت عليــه وأنا مش مصدقة أنه مش شــايف احتياجاتي تماما

وقلت له: ناقصنى أنت ، ناقصنى زوج وراجل يكون بيحبنى، ناقصنى شــخص طبيعى ، قالي : وهو أنا مش طبيعى؟ من غير ما أفكر قلت له: لأ مش طبيعي.

ضربني بالقلم و غير لهجته تمامًا ، من المســكنة والكسرة للقوة والبجاحة والافترا ، قالي أنا كنت فاكر لما أتجــوزك هتملي عيني بس إنتي باردة ومعندكيش حاجه تديها ، ودلوقتي حالا قرري تخرجي من حياتي وترجعي مطرح ما كنتــي ولا تفضلي وردة في عروة الجاكيت بمنتهى الصراحة وبدون لف ولا دوران، فكري كويس علشان لو قلتي طلاق ، هأطلقك وتخرجي زي ما دخلتي ، ولو سمعتك بتجيبي سيرتي في يوم ردة فعلي مش هتعجبك وانتي عارفــة أنا مين كويس ، نهايتك هتبقى مصحة مجانين تقولي فيها للصبح اللي يعجبك ، وأوعي تفكري أني باخاف أو بأقلق، أنا بأخوف بس.

 

 

 

 

 

»ريم« :

– يا ماما، ده مرعب وقولتيله إيه؟

– لو كنت قلت حاجة مكنتش هابقى معاكم هنا باحكيلكم ، فضلت وردة في عروة الجاكيت للأسف ، عارفة انكم هتحكموا عليا اني مريضة وطماعة وشخصية غريبة ، لكم حق ، أنا نفسي باقول كدة لروحي ، لكن تفتكروا بعد ما دقت طعم الفنادق الســبع نجوم والطيارات الخاصة والقصور وزرت أجمل أماكن الدنيا وعشت الحياة دي سهل أرجع تانى لشــقة أمى في مصر الجديدة ؟ مقدرتش طبعا خصوصا بعد ما ضيع من عمرى تمن سنين ، قررت اكمل واعمل فلوس من وراه لحد ما اقدر اضمن عيشة كويسة وأهج وأسيبه.

أعتدلت مايسة في جلســتها و انتبهت إلى ان فمها كان مفتوحا على مصراعيه فقالت :

 

 

 

 

 

– أنا مذهولة من اللي بسمعه ، ولا الأفلام ، ده شكله ما يبانش خالص.

– حياتي فعلا فيلم ومش عارفة امتى كلمة النهاية هتتكتب ،

ألتفتت نادية إلى مايســة و أشــارت اليها بيدها محذرة في خوف :

« مايسة » :

إوعي تجيبي سيرة في البنك ، كلمة توصله نروح في داهية،

صدقيني له عيون في كل حتة.

 

 

 

 

 

بدون تردد أجابت مايسة مؤكدة أستحالة أن تلفظ بحرف:

– لا طبعًا إطمني أنا باخاف من خيالي وبأمشش في حالي ، عمومًا من الواضح إن احنا كلنا أخدنا مقالب كبيرة جدا في حياتنا ، وللأسف أسأنا الاختيار.

ردت نادية على مايسة بهزة من رأسها تأكيدًا لكلامها ثم لتشجعها على الفضفضة سألتها :

– طب إحنا عرفنا

أســأنا الاختيار في إيه ، قولي لنا إنتى بقا أسأتى الاختيار في إيه؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى