روايات

رواية سنين ومرت الفصل الأول 1 بقلم ولاء عمر

رواية سنين ومرت الفصل الأول 1 بقلم ولاء عمر

رواية سنين ومرت الجزء الأول

رواية سنين ومرت البارت الأول

سنين ومرت
سنين ومرت

رواية سنين ومرت الحلقة الأولى

– أنا بحبه.
– وهو؟ بيحب واحدة تاني وخاطبها ورايدها، إيه عايزة تفرضي نفسك؟؟
من طبعي إني مندفعة، واحدة غاوية الحياة، عايزة تحب وتتحب وتعيش قصة حب شبه المسلسلات والروايات، بس حبي لعمار وصل معايا إني شكلي هتهور.
– يا ورد إفهميني، دا مش بإيدي.
– براحتك أنا عليا نصحتك.
مشيت وسابتني واقفة في الشارع، سندت على الحيطة اللي ورايا وأنا جوايا حزن كبير، ليه أحب حد مبيحبنيش؟
حد مش واخد باله مني؟
أنا ليه هفرض نفسي، مجرد بنت نفسها تخطف من الدنيا حبة فرح على شوية ضحك، تأخد ليها شوية راحة، على قعدة مع كتاب بحبه وشخص مرتحاله.
– أنتِ مفكرة إنك كدا البنت الواو اللي مفيش منها؟.
قال جملته بإنفعال، بعدها خبط جامد على الترابيزة اللي كانوا قاعدين عليها، المكان مكانش فيه غير كام شخص يمكن تلاتة أنا من ضمنهم.
ردت عليه البنت بزعيق:- وأنت مين ؟ عايز تعمل لنفسك سيط على حسابي، أنا بنت الحسب والنسب، أنت روحت ولا جيت مين؟! مجرد واحد عادي معملش إنجاز في حياته.
بص ليها هو ساعتها بخزي، حسيت وقتها إن الدنيا ضاقت بيه، سحبت البنت شنطتها ومشيت ولا رف ليها جفن بعد كلامها، إزاي الواحد بعد ما يكسر بخاطر اللي قدامه يقدر يمشي بالثبات دا؟، دا أنا كنت بشوف لمعة عينيه لما بيلمحها.
خسرته، خسرت حد أمنيتي وقتها كانت إني أواسيه وأقدر أقف جنبه، أقف وأقوله إنها لو بتحبه بجد مش هتعمل كدا، إنها متستاهلوش، إنها خسرت شخص يتاقل بالدهب.
مش عايزه أبان متطفلة، ولا حِشرية، بحاول أمسك نفسي قدر الإمكان إني ما أروحش اجيبها من شعرها، ولا أنزل على رأسها بالشنطة اللي هي شايفة نفسها بيها .
سحبت نفسي ومشيت مش عايزه أبقى متطفلة، طلعت جري أروح على البيت، فردت جسمي على السرير وأنا بفكر، طيب دلوقتي أنا أفرح إنه سابها ولا أزعل لزعله؟ ولا أخلي عندي دم وأفتكر إني كنت قدامه من بدري ومفكرش فيا أصلاً.
– وبس يا ستي هو دلوقتي بعد ما إتخانق معاهم محجوز في المستشفى.
– يعني إيه تقول كلام محصلش يا ماما؟ يعني عادي عندها تقول على واحد كان هيبقى جوزها كلام محصلش علشان تخلع منه؟ كل دا علشان عينها راحت لواحد غني ؟؟ توصل بيها إنها تخلي أهلها يعملوا كدا و يبلطجوا عليه ؟
مسكت حبة بطاطس تقشرها وهي مركزة فيها:- نعمل إيه بقى؟ الفلوس تعمل أكتر من كدا.
دماغي عملت إيرور وانا بحاول أستوعب:- يا ماما ماهي الفلوس هتبني بيت من طوب، بس مش هتبني محبة ودفا وأمان، هتشتري بيها لبس وحاجات ماركات، بس اكيد مش هتشتري بيها حنية.
– المهم أنا داخله ألبس علشان ماشيه على المستشفى، شوفي لو هتروحي لنرجس علشان متبقاش لوحدها.
غريبة الناس اللي بتفكر في كدا،ناسيين إنها دنيا، جاية من الدنو والقِلة، بيدورا على ملذات الدنيا ومفكرين إنها متمثلة في الفلوس واللعب بيها، بس هي متمثلة في حياة هادية مع حد بنحبه بيسعى علشان يرسم إبتسامة على وشك، حد عارف قيمتك، حد بيتمنى إنك زي ما ربنا جعلنا نصيب بعض في الدنيا نبقى نصيب بعض مدى الحياة ونتقابل في الجنة.
– إهدي يا نرجس، أنا جاية لك.
– مش عارفه يا ريما، عايزه أروح له وماما مش راضية، قالت خليني أقعد في البيت أجهز الأكل.
حاولت أهديها:- طيب أنا هلبس الإسدال وأجي لك واعمل أنا، المهم تهدي.
لبست الإسدال وروحت على عند نرجس، اللي بيربطني بيها إنها صديقة الطفولة والأزمات وإتربينا مع بعض، ميهونش عليا اسيبها لوحدها.
– خلاص ما تعيطيش، وبعدين الحمد لله إنه كويس دلوقتي .
– آه لو أمسك البنت دي وانحل ليها شعرها.
– إهدي، ويلا نجهز الأكل قبل ما بيجو.
بدأت أجهز أنا الأكل علشان هي كانت خايفة، جهزته وكان فاضل بس يستوي، اخدتها وطلعنا على الصالة، بدأنا نظبط الدنيا لأن في المواقف اللي زي دي أهل المنطقة والقرايب بيكونوا مع الشخص المريض وفيهم اللي بييجي بعد ما يرجع، خلصنا وقعدنا مفيش دقايق وكانوا وصلوا.
جريت نرجس عليه وحضنته وهي بتعيط :- أنا خوفت عليك أوي.
طبطب عليها براحه وهو التعب باين عليه:- إهدي أنا الحمدلله بخير.
– طيب اجيبها من شعرها؟
– متفتحيش سيرتها تاني يا نرجس لو سمحتي، هي صفحة واتقطعت، وطالما اتقطعت يبقى نشيل أثرها كله.
سندته ودخلت معاه اوضته، وقفت أنا في المطبخ بغرف الأكل و دماغي في التفكير فيه، كان شكله باين عليه التعب والزعل، معرفش أنا متماسكة إزاي؟ بس مش هدعي ليه غير بإن ربنا يريح له قلبه، بعد الدعوة اتمنيت أكون أنا السبب في كدا.
أنا مش عايزه أبقى أنانية وفي نفس الوقت مش عايزه أبقى استبن، مش عايزة أكون بديل، دخلت ليهم الأكل وأنا بفكر وبتريق على نفسي اللي هو استبن إيه يا فنانة دا مش شايفك أصلا!
– تسلم ايدك يا ريما، حقيقي يعني يا بخت اللي من بخته.
– تسلم يا عمي.
دخلت خبطت على نرجس وسألت على عمار، وبعدها مشيت، موضوع إنك تحب حد مش واخد باله منك دا مؤذي، إحنا كنا صحاب وإحنا صغيرين، كان صديق طفولتي المضحكة بتاعة المصايب.
– ورد، سابها.
ربعت إيديها وبصت ليا :- وبعدين ؟
– ولا قبلين، صعبان عليا.
طبطبت عليا وهي بتقولي:- نصيبه، ملناش دعوة يا ريما، ولو ربنا كاتب لك إنه يكون نصيبك هيكون نصيبك، بس متقليش من قيمة نفسك وتظرهي في مسمى أصلي بهوِن عليه.
عينيا دمعت:- بس أنا نفسي فعلاً أعمل كدا.
– بس ، ههدىء علشان مش ناقصة ، لو ظهرتي دلوقتي أنتِ عارفة الواحد لما بيخسر حد بيبقى محتاج إيه ؟
– حد يهون عليه.
– وبعدين ؟
– إيه ؟
– وبعدين هيحس إنه بدأ يحبك.
– ما دا المطلوب.
كملت كلامها وهي بتحاول تتجاهل كلامي:- بس هو مش هيكون ساعتها حبك، أنتِ هتكوني مجرد بديل، لا أكتر ولا أقل، أنا عارفة إن كلامي مزعلك، بس أنا علشان صاحبتك وبحبك بنصحك، مينفعش الاقيكي بترمي نفسك في النار وأقعد أسقف لك.
مش عارفه من غيرها كنت هعمل إيه؟ ومن غير كلامها اللي بيطبطب على قلبي، حتى لو الكلام مزعلني بس بأدرك بعدين إنها فعلاً غاوية مصلحتي.
عدىٰ شهر وأنا مازلت شبه اللي ماشي في دايرة كل ما اعدي نقطة البداية وخلاص داخلة على النهاية تطلع هي نفسها نقطة البداية.
مسكت الفرشة وقعدت بفكر هرسم إيه، ضحكت لما جات في بالي ذكرى من طفولتي، افتكرت لما شجعني وأنا صغيرة أكمل رسم.
– تعرفي إن نفسي لما أكبر أبقى دكتور.
– تعرف إن نفسي أبقى رسامة وارسم شكلك وأنت لابس البالطو، أكيد هتبقى دكتور شاطر.
أبتسم ليا وكملنا مشي بعدما جبت الكراسة اللي هرسم فيها، فوقت من الذكرى دي مبتسمة، مازلت محتفظة بالكراسة دي، دي مليانة ذكرايات طفولتي، فيها صور لفراشات شكلهم جميل، وشخصيات كرتونية بحبها، وأهمهم صورة لبالطو أبيض ومعاه سماعة، افتكرت لما وريتهم ليه وأنا صغيرة بعد ما رسمتهم علشانه.
عن فرحته بيهم ونظرة الفخر اللي كانوا مرسومين على وشه في الوقت دا.
سنين ومرت، زي الثواني
في حبك أنت
وإن كنت أقدر
أحب تاني
هحبك أنت.”
بصيت من الشباك على جارتنا الست الكبيرة تيتا فريال وهي قاعدة في البلكونة بتاعتها بتسقي الزرع بتاعها و الراديو طالع منه صوت كوكب الشرق، لفت ليا وهي بتقولي بإبتسامة دافية وجميلة شبهها .
– قاعدة بترسميه برضوا يا ريما..
– وإن مرسمتهوش بأقلامي وفرشي يا فيري فـ قلبي وعقلي راسمينه.
قعدت على كرسيها ومسكت كوباية الشاي بالنعناع بتاعها وهي بتقولي:- قلبي حاسس إن فرحتك قربت، حاسة إن قلبك هيرتاح من التوهة اللي هو فيها إن شاء الله.
– تفتكري ممكن يحبني؟
– وليه ميكونش بيحبك أصلاً ومش مدرك؟

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سنين ومرت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى