رواية سر الأشخاص الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani

رواية سر الأشخاص الجزء الخامس

رواية سر الأشخاص البارت الخامس

رواية سر الأشخاص الحلقة الخامسة

……. إندهش جلال من سخرية سفيان عندما قال له أن علاجك هو الحل هو ان اخذك الى الطبيب نريمان وفورا فهي من ستجد علاج لحالتك هذه
قال جلال : ومن هذه الطبيبة ؟
قال سفيان : هذه طبيبة نفسانية فتحت مصحة لعلاح الأمراض العصبية والنفسية في شارعنا انصحك بزيارتها حتى تصغي الى حديثك جيدا وتعطيك دواء اللازم
فانا أعلن إستسلامي أمامك فقد فشلت في أن اقنعك فربما لو ذهبت اليها ستجد لك حل لهلوساتك وخرافاتك
لم يعجب جلال الكلام الذي قاله سفيان فرد عليه قائلا: هل وصل الأمر بي إلى أن أذهب إلى طبيب نفسي هل تراني الى هذا الحد اصبحت مجنون وأهلوس ؟
فأجابه سفيان على الفور :وماذا تسمي الكلام الذي تنطق به ؟أليس هو قمة الجنون كيف لعاقل ان يتوهم بان هناك اشخاص في الخفاء يأتون لإنقاذه من السفاح في منتصف الليل ويبعدونه عن حادث المرور كاد ان يقع فيه واكثر من ذلك يحضرون اليه سيارة اجرة الى عند قدميه ويدفعون عنه ثمن الإيجار
ما الذي أصابك يا صديقي طول عمري وانا أعرفك شخصاً ناضج و يوزع العقل على الناس فكيف تتحول بين ليلة وضحاها إلى شخص يؤمن بقصص الخيال والأوهام
أتعلم اني أصبحت خائف عليك من هذا التفكير واخشى ان يدفع بك فعلا الى ان تصدق اوهامك تلك وتبني حياتك عليها واعذرني على وقاحتي ولكن فعلا انا ارى الأمر بانه يجب ان تذهب إلى الطبيبة نريمان وتشرح لها الأمر
سكت جلال وراح يفكر في كلام صديقه سفيان وراح يتخيل نفسه وهو يلبس عباءة زرقاء ويتجول بين مجانين في مستشفى الامراض العقلية وراح يتخيل نفسه ايضا وهو يركب على عصا مكنسة ويجري بيها في وسط المستشفى
ثم جلس الى جانب صديقه سفيان وتنهد بعمق وقال : اعتقد انه معك حق فأعصابي متعبة هذه الايام وسأحاول ان اصغي إلى كلامك وأعتبر ان الامر مجرد صدفة
فرح سفيان لما سمع هذا الكلام وقال : هذا هو جلال الذي أعرفه ابعد عن نفسك تلك الاوهام ولا تفكر بها وصدقني بان ذلك الامر لا يمكن أن يحصل مع انسان عادي مثلنا
حاول ان تتخلص من الافكار السوداء التي تدور في ذهنك
فأجابه جلال لحسن التطواني بصوت خافت إن شاء الله سأحول ذلك
إقترب منه سفيان وقال وهو مبتسم : استغرب كيف انك غيرت تفكيرك بمجرد ان سمعت عن الطبيبة النفسانية نريمان هل يخيفك موضوع جلسات النفسية الى هذا الحد وتخشى ان تظهر في النهاية على انك شخص مجنون ؟
ضحك جلال قليلا وقال : اتصدق لو قلت لك انني قد تخيلت نفسي بذلك المنظر ولكن شيء الذي غير تفكيري ليس تلك طبيبة ولكن سأحول ان اسمع نصحيتك واتجاوب معها حتى اعرف اذا كانت توقعك صحيح ام لا .
نهض سفيان من مكانه وقال : ثق كل الثقة بأنه صحيح وستثبت لك الايام صحة أقوالي على العموم إقترب موعد العشاء وأنا سأذهب نلتقي في وقت اخر ليلة سعيدة
خرج سفيان وبقي جلال جالس لوحده في منزل يفكر في ما قاله صديقه وان كان قد اقنعه بعض الشيء ولكن راى انه لا مناص من الاستجابة لإقواله حتى يتاكد بنفسه
وبعد صلاة العشاء ذهب الى المطبخ وأعد وجبة عشاء خفيفة وتناولها وخرج وبينما هو في طريقه الى غرفة النوم سمع طرق على الباب فإعتقد بان سفيان lehcen Tetouani قد عاد ثانية ليسهر معه وما ان فتح إذا به يتفاجأ بوجود ثلاث رجال أشخاص عمالقة يقفون على عتبة الباب
تراجع جلال الى وراء وهو مرعوب ومفزوع من ذلك المنظر الذي شاهده أمامه وظل يحلق عينيه في الرجال العمالقة الثلاثة الذين كانوا يقفون عند الباب وهم يرتدون معاطف سوداء طويلة تغطي ركابهم ويضعون لثام يتمد من عنقهم الى منتصف وجههم ولا يظهر منه الا أعينهم
فأحس بنوبة خوف شديدة جعلته يترجف من كل مكان في جسده ولا يعرف ما يقول او يتكلم فقد ظهر له البرهان الثابت الذي يأكد بالفعل ان أولئك الاشخاص الثلاثة كانوا يمشون من خلفه موجودين وليس وهم أو خيال
وان الرجل السفاح الذي رأهم لم يكن يهذي وحتى ضابط التحقيق كان صادق في كلامه تمنى في تلك اللحظة لوكان معه صديقه سفيان حتى يرى بنفسه هذا المنظر ويتأكد له صدق ما يقول
فدخل الرجال الثلاثة مباشرة الى المنزل بقامتهم طويلة وأغلقوا باب بقوة جعلت صوت إرتطمه يرتج لها قلب جلال الى درجة كاد يتوقف من الهلع فبدا يتراجع بخطواته الى الخلف اكثر والرجال الثلاثة قادمين نحوه حتى إرتطم ظهره بالاريكة المسندة في وسط المنزل فتوقف عندها