روايات

رواية سحر الزاجوا الفصل الأول 1 بقلم محمد ابراهيم عبد العظيم

رواية سحر الزاجوا الفصل الأول 1 بقلم محمد ابراهيم عبد العظيم

رواية سحر الزاجوا الجزء الأول

رواية سحر الزاجوا البارت الأول

رواية سحر الزاجوا الحلقة الأولى

مكنتش أتوقع ابداً إن ممكن يكون في بشر من نسل إبليس .. بنفس أفكاره الشيطانية !! .
أنا بكتب اللى حصلى وانا خايفه .. خايفه منه .. عمرى مسامح نفسي على اللى عملته هناك .. بس برجع وأقول أنا مكنتش أعرف الحقيقة كاملة وقتها .
أسمي زاجوا .. ماتستغربوش من أسمى .. لما كنت صغيره سألت بابا ليه سميتنى الإسم دا .. قالى جدك الله يرحمه وصانى أسميكى الأسم دا.
ودلوقتى كبرت وبقا عندى 32 سنه .. وحيده .. ساكنه حالياً ف محافظة البحيره .
أبويا كان دايما يقولى وأنا صغيره :
_عارفه يا زاجوا .. أنتى عندك عرق أمريكى .. جدك الله يرحمه .. كان عايش ف امريكا فتره مش طويله .. لما كان شاب ف أواخر العشرينات .. أتجوز وخلف بنت .. بعدها حصلت مشاكل بينه وبين مراته فارجع مصر .. ماقدرش ياخد بنته معاه .. بعدها أستقر ف مصر فتره طويله وأتجوز ستك .. وجابنى وبعدها ربنا مارزقوش بطفل تانى .. وبعد مانا جيت بكام سنه رجع تانى أمريكا .. لحد ما توفاه الله هناك .
أبويا كان شخص طيب أوى .. كان يوم يشتغل وعشرة لأ .. كان شغال مبلط بسيط على قد حاله .
حياتنا بالكاد كانت ماشيه بالعافيه والحمدلله ..
لحد ف يوم جيه لبابا جواب .. الجواب مكتوب بالإنجليزى .. الجواب كان مكتوب فيه إنه لازم يسافر على امريكا علشان ياخد ورث أبوه اللي هو جدي .. واللى كانت بتكلمه كانت أخت بابا من مرات جدى الأمريكانيه اللي ياما بابا كان بيحكيلي عنها .
فرحت جداً .. قولت أخيراً طاقة القدر أتفتحتلنا .. ورث جالنا من السما هيغنينا عن الحياه الضنك اللى إحنا عايشينها دى ..
الغريب إن بابا بدأ يتوتر لما عرف باللى مكتوب .. شايفاه بدأ يسرح كدا كأنه بيفتكر حاجه مش عارفه .. حتى كلامه ليا بقا قليل .. يا دوب بس بلمحه بيبُصلى بنظرات شفقه !!
كأنه عايز يقولى حاجه بس مُتردد أو بمعنى تانى .. خاايف !
بعد كام شهر سافر بابا .. وأتفق معايا إن بمُجرد وصوله لأمريكا هيبعتلى فلوس أقدر أعيش بيهم الكام يوم اللى من بعدهم هيجبنى عنده ..
وبالفعل بابا سافر .. وحصل اللي مكنتش متوقعاه ، أبويا أتقطعت أخباره .. عدى يوم .. 5 .. 10 .. شهر .. لا حس ولا خبر .. عشت أصعب فتره ف حياتى .. وبقيت وحيده وبقيت عايشة الفترة دي قلقانه على بابا .
وطبعاً نظرة مُجتمعنا للبنت اللى بتعيش لواحدها كفيله إنهم يطلعها مش كويسه و يتقال عنها كلام مش بطال ..
نزلت دورت على شُغل يكون مُناسب أقدر أكفي بيه مصاريفي .. ولقيت فعلاً شُغلانه كويسه ف محل ملابس حريمي جمب بيتى علطول ..
وبدأت أحاول أوفق بين شغلى وبين دراستى بالإتفاق مع صاحبة المحل .. وبقت الأيام تعدي هوا و كل يوم بيزيد جوايا اليأس لما مابلاقيش سؤال من أبويا ..
لحد ما ف يوم كُنت نايمه .. كُنت جاية من الشغل تعبانه جداً .. لما نمت بدأت أشوف مشاهد متفرقه عن بعض .. هو مش كابوس بقدر ما هو ممكن يتقال عليه زى خواطر .. أو من أثر التعب مش عارفه الحقيقه .
مشهد أو صورة شوفت فيها مركب صُغير بيمشي بهدووء فى عز البحر الهادي بالليل .. والمركب فاضي ! ..
مشهد تاني مختلف شوفت فيه أكياس دم عددهم حوالى 7 متعلقيين على مكان زي كهف ..
مشهد تالت شايفه فيه أرض واسعه جداً .. ظلام موحش .. أصوات صرخات ف كُل مكان .. أيادي بتُخرج من تحت الأرض !! ..
مشهد رابع شايفه فيه أطياف وأرواح بيُخرجو من وسط مجموعه كبيره من الأشجار ..
وأخر صوره شوفتها أو أخر مشهد شوفته لبنت متعلقه من رقابتها ف مكان ضيق جداً والدم مغرق المكان تحتيها .. البنت دى كانت أنا !!! .
صحيت من النوم مفزوعه على صوت المنبه بتاعى .. بفرُك عينى وبدأت أحاول أفتكر اللى شوفته وقتها لكن مكنتش مركزه كفاية .. قُمت ولبست ونزلت على جامعتى .. اليوم دا كان عندى فيه مُحاضرات كتيره .. اليوم كان رتيب أوى .. قلبي مقبوض من حاجه مش عارفاها .. وأنا قاعده ف المُدرج حسيت لواهله كدا .. إن الزمن بيعافر علشان يُقف وكُل اللى موجود ف السيكشن بيلفو رقابيهم نحيتى ببُطء شدييد ..
بغمض وأفتح عينى بلاقي كُل حاجه طبيعيه .. حسيت إنى تعبانه فعلاً .. فى شيء مش مفهوم أول مره أحس بيه .. كان يوم تلات وتاريخه 25 / 3 / 2017 .. مش عارفه ليه لما روحت البيت يوميها كتبت تاريخ اليوم دا بالذات على الحيطه !! .
بعد اليوم دا ب حوالى 10 أيام بالظبط لقيت جواب مرمى تحت عقب الباب !! .
كان من بابا .. فرحت أوى .. الدنيا ماكنتش سايعانى .. بقرأ الجواب بلهفه ..
بابا بيقولى فيه إنى واحشاه وبيبشرنى إنى خلاص هسافرله وأعيش معاه باقي حياتى .. وإن في شخص وهو صاحب جدو الله يرحمه هيجيلى قريب علشان إجراءات السفر .
فرحت جداا وحمدت ربنا .. كُنت بعدّ الأيام علشان أشوف بابا مره تانيه .. وفعلاً بعدها بيومين لقيت راجل ف أواخر الخمسينات من عمره بيخبط على الباب .. كان إسمه عمو مُراد عرفت إن هو دا صاحب جدو .. بعد ايام خلصنا الإجراءات المطلوبه ف المطار .. وسافرت امريكا .
لما نزلنا المطار .. ركبنا عربيه فخمه كانت واقفه قدام المطار .. الليل ليا علينا وإحنا ف الطريق .. وزى ما عرفت من عمو مُراد إننا ف نيويورك .. المنظر جميل جداً والشوارع مُبهجه .. الجو كان برد جداً .. وصلنا لبوابه حديد كبيره كانت مفتوحه .. دخل السواق بينا لجوه .. المكان من جوه تُحفه .. أشجار طوييله موجوده .. أشجار ع اليمين وزيهم ع الشمال .. وبعد كام متر بيظهر ما بين الأشجار قصر كبير جدا فخم .. تُحفه معماريه عظيمه .
قولت لعم مُراد بلهفه :
_ فين بابا .. أنا عايزه أشوفه .
نزّل شنطتى من العربيه .. حاولت أساعده .. حط الشنطه على الأرض وبعدها قالى بحزم :
– السيد الوالد ف إنتظارك .. تعالى ورايا .
دخلنا القصر .. حط شُنطي جمب الكرسي اللى قعدت عليه و لقيته بيستأذن وبيُخرج من باب موجود ورا السلم الضخم .. الغريب إن القصر من جوه غير منظره من بره إلى حد ما .. يعنى أثاث كتير مش مترتب .. بيانو كبير التراب مغطيه تماما .. شبك عنكبوت موجود بكتره على الحيطان ! .. وعلى الصور اللى متعلقه .. لدرجة إن الصور مش باينه أصلا بسبب التراب وشبك العنكبوت !! .
وأنا قاعده بحرك رجلى .. لقيتنى خبط ف حاجه تحت منى .. رجلى خبطت ف حاجه متينه .. قُمت بسرعه .. وجيت علشان أشوف يعنى دا إيه .. لكن قبل ما أعمل دا لقيت واحده ست ف أواخر الأربعينات بتنزل من على السلم وهى بتبصلى بإبتسامه .
بتمد إيديها وبتسلم عليا .. وبتعرفنى بنفسها .. إسمها كارلا .. كنت واقفه مذهوله من شكلها .. من حواجبها الكثيفه والحَلق اللى حطاه على حواجبها .. من شعرها الطويل والمجعد .. من عنيها الواسعيين .. من ضوافرها السوده .. من لون الروج الأسود اللى حطاه على شفايفها .. و الحَلق الكبير اللى حطاه ف مناخيرها .. وفُستانها الأسود القُصير .
عرفت إن هى دى عمتى .. أخت بابا الأمريكيه اللى حكالى عليها .. كانت بتتكلم عربي مكسر .. قالتلى فيما معناه يعنى إن بابا ف الشركه وإنه هيتأخر النهارده وأحتمال كمان يبات فيها .
مالحقتش أستفسر منها عن أى حاجه لقيتها خدتنى من إيدى .. وريتنى أوضتى اللى هقعد فيها .. حسيت إنها أوضه منعزله عن القصر .. بما فيها بقي من سرير كبير .. و مكتبه متوسطه مليانه كُتُب .. بجانب مدفأة حطب .. وشباك كبير .. وإضاءه مريحه جدا .. الأوضه مترتبه ومُنظمه جدا .
بعد ما حطيت شُنطي .. مشيت معاها ف جوله بتورينى فيها منظر القصر من بره ..
الجو كان بارد جدا .. أو أنا اللى كُنت حاسه بكدا مش عارفه .. اللى كان هيجننى إن فُستانها قصير .. مش عارفه مستحمله الجو الرصاص دا إزاى .. قولت بقي أكيد يعنى متعودين على كدا .
المهم القصر من بره متحاوط بأشجار كتير جدا زى اللى شُوفتُهُم وأنا داخله .. كأنى ماشيه ف غابه بالظبط .. ماشيه ف عز الليل ومش شايفه أصلاً أى حاجه ..
فجأه حسيت بتوتر .. جسمى بدأ يقشعر .. قولت لنفسي أكيد دا بسبب برودة الجو عادي يعنى .. لقيتها بتقولى إنها نسيت حاجه هتروح تجيبها من جوه القصر وتجيلى تانى .. كُنت واقفه ف نُص الشجر دا .. متبعاها وهى بتدخل القصر ..
خرجت موبايلى وحطيت الهيدفونز ف ودني وقلت يسلينى وأهو أعيش مع المود شويه ..
بالفعل شغلت موسيقي عاليه و فضلت ماشيه سرحانه .. هدوء المكان مع برودة الجو وصوت الرياح اللى سامعاه برغم علو الميوزيك .. و صوت كسر الأغصان تحت رجلى وانا ماشيه .. كأنى بالظبط جوه لوحه فنيه غامضه ومرعبه لرسام مبدع .. وعبقري . !!
بشكل أو بأخر قررت إنى هرجع للقصر .. لفيت نفسي وبدأت أمشي وأنا باصه ف موبايلى .. لكن وقفت مكانى لما اتهيألى إنى لمحت حاجه عدت جمبي بسرعه !!! .
من الخضه موبايلى وقع منى والهيدفونز وقعت كمان لما موبايلى وقع .. مسكت الموبايل .. جيت علشان أقوم , حسيت بحركه وسط الأشجار وأصوات لأغصان بتتكسر بعيد عنى وبالتحديد من ورايا !!! .
بصيت ورايا بسرعه .. شوفت خيال قصير ورا شجره من الأشجار .. ثوانى و سمعت صوت طفله بتضحك وبتقول بمرح ” Iam Here Zagwa ! ” .
دى بتنادينى بأسمى !! .. بدأت اأقرب بهدوووء .. قبل ما ما أوصل للشجره اللى واقفه وراها .. لقيتها جريت ورا شجره تانيه وكأنها بتلعب !! .. لكن مين دى !! .
لما راحت تُقف ورا الشجره التانيه , ما بصتش عليها لإن لفت نظرى مشهد تانى خالص .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سحر الزاجوا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى