روايات

رواية سجينه الادهم الفصل السادس عشر 16 بقلم لمياء أحمد

رواية سجينه الادهم الفصل السادس عشر 16 بقلم لمياء أحمد

رواية سجينه الادهم الجزء السادس عشر

رواية سجينه الادهم البارت السادس عشر

رواية سجينه الادهم الحلقة السادسة عشر

رحلة العودة للمنزل كانت كئيبة جدا …صداع هبة ومزاجها المتعكر منعوها من تكملة جولتها ..فضلت العودة للمنزل مباشرة بعد الغذاء الكارثى …. عبير ايقظتها وجهزتها لان ادهم كان ينتظرها علي الغذاء في مطعم الفندق بالاسفل..
المفاجأت مع ادهم لا تنتهى …دائما يفكر في كل شىء حتى وجود حقيبة كاملة لغياراتها فوجئت بها في جناحها بعد جولتها الصباحية علي المعابد
فستانها الحالي كان بسيط وانيق اعطاها عمر اكبر من سنواتها العشرون واناقة تليق بحرم ادهم البسطاويسى… ادهم نهض فور دخولها المطعم واوصلها لطاولتة الخاصة…
الوجبة كانت لذيذة بشكل مدهش ومع ذلك هبة كانت تبلع بصعوبة…تزكرت سعادتها الصباحية قبل بدء الجولة وتعاستها الحالية بعد رؤيتة يغادر مع فريدة.. دهشت عندما ادركت كيف ان ادهم يستطيع تغييرمزاجها للنقيض تتحول من السعادة الى التعاسه في لحظات عندما يتعلق الامر بة …. ولكن هكذا هوالحب يؤلم بشدة كما يفرح بشدة… فاذا اختارت ان تحب فلتتحمل الي النهاية.. لكنها تعلم جيدا ان الحب ليس اختيار بل هو قدر ناقشوا مواضيع عامة وسألها عن جولتها الصباحية في الاثار …

 

هبة حكت لة عن المعابد والمتاحف والافطارالمميزعلي النيل ..علي الرغم من انها كانت متأكدة انة يعلم كل التفاصيل مسبقا من جواسيسة الا انه استمع اليها باهتمام شديد وهى تروى لة احداث يومها…رغما عنها وجدت نفسها تخبرة عن سبب رفضها لدعوة المنطاد بعد الغروب …فأخبرتة بحياء انها كانت تتمنى وجودة معها وفرحت للغاية عندما فزع من مجرد تخيل فكرة ركوبها للمنطاد وقال …. – لو كانوا اتجرؤا وعملوها من غير اذنى كنت قتلتهم كلهم … هبة ابتسمت وقلبها يقرع كالطبول واكملت حديثها الشيق لة بحب… فخوفه الواضح عليها اعطاها امل ….حكت لة عن ادق تفاصيل يومها بسعادة
ملامح وجهة فضحت شعورة بالاستمتاع لما كانت تحكية لة فاضطر للاعتراف باستسلام .. – بحب اسمعك وانتى بتحكى ..بتخلي الحاجات كأنها عايشة …وصفك ممتع وجهها احمر من الخجل …
– ادهم …حبيبي انا جيت
الصوت المقيت كأنه ضربها بسيخ حديد في قلبها وتحول خفقان السعادة الي الم الموت…لفت رأسها لمصدر الصوت بغيظ رهيب وهى متأكدة من هوية صاحبتة حتى قبل ان تستدير …شاهدت فريدة وهى تقف خلفها وعلي وجهها ضحكة مصطنعة…
ادهم نهض بأدب لتحيتها … وامسك يد هبة بلطف وساعدها للنهوض
– هبة اعرفك ..الفنانة فريدة جمال
فريدة…هبة مراتى
الضحكة المصطنعة علي وجة فريدة غطت علي نظرة حقد واضحة جاهدت كى تخفيها ومدت يدها لهبة وقالت بدلع مفضوح …. – كلنا كنا بنسأل شكلها اية مراتك اللي انت مخبيها عن الدنيا كلها… بس اخيرا عرفت
هبة وجهت لها نظرة تحدى وقالت … – وعرفتى اية بقي ؟

 

فريدة ارتبكت مع احساسها بحدة هبة في الرد…ووجهت نظرة استنجاد لادهم …الغريب في الامر ان ادهم كان مسترخى جدا وكأنة يستمتع بما يحدث …
ادهم اشار لها بالجلوس…. – اتفضلي يا فريدة لو تحبي تشاركينا الغدا
غدا اية بقي..؟ انا اساسا ببلع بالعافية وبعد ماهى تنضم لينا خلاص نفسها هتقفل تماما …هبة فكرت وكان صوت تفكيرها كان مسموع …ادهم نظر اليها وقال …- هبة…؟
بالطبع هبة لم يكن لديها حل اخر سوي ان تقول ….- اتفضلى
بكل بجاحة فريدة جلست علي الكرسي الملاصق لادهم وهى تأكلة بعيونها
ادهم اشار للجرسون الذى اتى فورا…فريدة كانت قالت لادهم بدلع عندما سألها ماذا تحب ان تطلب .. – اللي انت اكلت منة
الغذاء اصبح حوار بين ادهم وفريدة التي تجاهلت هبة تماما كأنها غير موجودة وادهم الذي كان مضطر لاجابتها بأدب …فعليا لم يفتح معها أي موضوع بنفسة لكنها في النهاية شغلت وقتة كلة بأسئلتها التى لا تنتهى
جملة اوقفت رشفة مياة كانت سوف تبتلعها ..وكادت ان تختنق بها … فريدة قالت بدلع …- فاكر… يا ادهم اخر سفرية لينا لما كنا في اوروبا من شهر…؟
فريدة سافرت مع ادهم اوروبا من شهر … قبل عمليتها مباشرة ادهم كان لة علاقة مع اخري غيرها …الشيطان سيطر علي افكارها …. تسألت والألم يأكل امعائها….ياتري ماذا كانت حدود العلاقة بينهم والتى يتخللها السفر سويا ؟؟ … هبة تقريبا القت كاس الماء بعنف علي الطاولة امامها ونهضت وقالت .. – عن اذنكم … ادهم لحقها بسرعة قبل مغادرتها لصالة الطعام ..- هبة استنى مالك..؟

 

هبة اجابتة بترفع …- معلش كمل انت الغدا انا لسة مصدعة وعاوزة اروح البيت
ادهم سألها …. متأكدة …اجى معاكى ؟
– لا مافيش داعى…كمل غداك براحتك وتمنت في سرها ان تختنق فريدة بطعامها
ادهم اشار لطاقم الحراسة ولعبير …اطمئن انها اصبحت بصحبتهم وعاد يكمل غذائة الكارثي مع فريدة…
في السيارة هبة سألت عبير بفضول عجزت عن اخفائة اكثر من ذلك … – انتى اشتغلتى كتيرعند فريدة ؟
عبير اجابتها بقرف عجزت ايضا عن اخفائة…- تقريبا سنة
هبة سألتها مجددا بفضول اكبر …- وخلال السنة دى اتعرفتى علي ادهم مش كدة ؟
عبيرهزت راسها بإشفاق …- حضرتك بتدوري علي المشاكل …انا حاسة بيكى من لحظة ما شفتيهم مع بعض …بس صدقينى زى مابيقولوا العبرة بالنهاية …انتى مراتة الرسمية الشرعية…اي حاجة تانية اهيف من انك تشغلي نفسك بيها
بالطبع ادهم يشتري ولاء العاملين معة بالرواتب الضخمة التى يدفعها لهم عبير لن تخبرها أي شيء يتعلق بعلاقة ادهم بفريدة فهى بالنسبة اليها سر قومى من اسرار رئيسها لكنها لم تنكر تردد ادهم علي منزل فريدة
“اة يا هبة مكتوب عليكى الشقى…حتى لما حاولتى تفرحى الدنيا استكترت عليكى الفرحة ”
وصلوا الي البيت مع اخر ضوء للشمس…نجية استقبلتها بترحاب شديد واخذتها معها الي الصالون… – ام السيد هاتلنا الشاي في المجعد الغربي
هبة تناست افكارها المؤلمة مؤقتا واندمجت مع نجية في حكاياتها المثيرة…نجية تقريبا حكت لها عن كل مايخص ادهم …طفولتة ..تعليمة … عرفت من نجية انة درس ادارة الاعمال وانهى ماجستير فيها من الولايات المتحدة وانة استلم العمل من عمر الرابعة والعشرون وطور في الشركات وجعلها تكاد تكون اقوى مجموعة في مصر… نجية كانت تتكلم بفخر..فخورة بإبنها وحيدها وذكاءة الخارق…

 

فعلا ادهم مصدر فخر لاي ام …لاي زوجة …تزكرت شجاعتة يوم حادثة الكلاب ..ادهم عمل من نفسة درع بشري لها يتلقي عنها اي ضربة مفاجاءة من الكلاب…كان من الممكن جدا ان تهاجمة الكلاب فورا قبل ان تدرك انها تهاجم سيدها ادهم…
نجية تكلمت وتكلمت وهبة استمعت واستمعت ….جراءة تملكت هبة جعلتها تسألها فجأة بدون تفكير- هى بنت الكفراوي اتجوزت…؟
نجية ظهرعليها الدهشة …- بنت الكفراوى ..؟…اة متجوزة من زمان اية اللي فكرك بيها دلوقتى ؟
كيف ستجيب نجية عن سؤالها …؟ ماذا ستقول لها الان …؟
هبة حاولت تغير الموضوع…- الشاي عندكم لية طعم تانى …كل حاجة هنا ليها طعم تانى
حيلتها نفعت …نجية الفخورة بأدهم ايضا فخورة بأرضها…- طبعا احنا بنزرع كل حاجة ..القمح ..الخضار …النعناع حتى السكر ..عشان كدة هنه كلة خير…
عيلة البسطاويسي يا بنتى عيلة اصيلة …البسطاويسى الكبير خلف عيال ياما …جد ادهم كان بيحب العزوة خلف 3 اولاد و3 بنات ..سليم كبيرهم بس اتأخر ياما في الخلفة ..عشان كدة كان ادهم اصغر حفيد ليه بس بسم الله ماشاء الله اقواهم واذكاهم…الخير علي ايدة زاد وكفي
هبة استمتعت بكل لحظة من حوارها مع نجية …استمتعت وهى تتعرف علي ادهم الحقيقي ادهم بدون قناع رجل الاعمال

 

الذى يرتدية دائما … حبيبها ادهم … تعرفت علي كل لحظات طفولتة ..حتى البومات صورة وهو طفل صغير لم تنجى من فضولها …من ضمن الصور شاهدت صورة لادهم وهو مبتسم …الصورة كانت لة وهو في سفاري يغطى وجهه بوشاح يزيد من غموضة ..من رجولتة.. قوتة واضحة في ملابس شبابية ليست مثل البدل الرسمية التى دائما تراة يرتديها…طلبت من نجية ان تحتفظ بالصورة… نجية فورا فتحت الغلاف البلاستيكى وسلمتها الصورة والسعادة تقفزقفزا علي وجهها… هبة اخذت الصورة من نجية …
فتحت شنطتها ودستها فيها بسرعة شديدة كأنها ترتكب جريمة
قبلت بسرور عرض نجية للعشاء في الجنينة …لاول مرة سوف تقدم لكل عائلة ادهم … الاعمام والعمات واولادهم ….
نجية قالت لها ..- هنشوي في الجنينة مع كل العيلة … هبة صفقت بفرح مثل الاطفال وقالت …- الله اول مرة في حياتى اشوف الشوى..
ثم استأذنت منها للصعود الي جناحها لاستبدال ملابسها ان كانت ستقدم لعائلة ادهم اذن لابد لها من اختيار ملابسها بعناية … …صعدت الي جناحها وارتدت قفطان مغربي اسود في ذهبى واسع مريح … عبير لفت شعرها بطرحة ذهبية وزينت وجهها باعتناء شديد …هبة طلبت منها ان تحدد عينيها الملونة بشكل صريح …ارادت لفت انتباة ادهم الي جمال عيونها فلربما تنجح في جعلة ينسي فريدة الجميلة ….
دهشتها كانت شديدة عندما لمحت ادهم وهى تدخل التربيعة الصيفية المغلقة المقامة في الحديقة…ادهم كان قد غير ملابسة الي شورت وتى شيرت وكان يقف علي الشواية يقوم بالشواء بنفسة وحولة عدد كبير من الرجال شبهت عليهم انهم أعمامة….

 

ادهم عاد الي المنزل اليوم …لم يقضى الليلة خارجا كما اعتاد ان يفعل منذ ليلتهم معا
في التربيعة او مجلس الحريم تعرفت علي عمات ادهم وبناتهم …فعلا ادهم كان اصغرهم سنا….بنات عماته جميعهم فوق الاربعين
رحبوا بها بترحيب شديد يليق بمكانتها كزوجة لادهم …علي حسب كلامهم هى زوجة الكبير…لاحظت مكانة ادهم والاحترام الذى يحظى بة من الجميع كبيرا كان او صغير..
المشويات كانت مذهلة …ربما لان ادهم قام بشوائها بنفسة لكنها استمتعت بكل لقمة اكلتها واكلت بشهية عوضت غذائها المشؤم
بعد الاكل قدمت الحلويات والمشروبات والعصائر للجميع ..ادهم اقترح ان يتجمع الجميع معا للاحتفال بزواجهم ….في البداية احست انهم استنكروا طلبة ولكن لم يستطيع احد معارضتة وتجمع الجميع رجالا ونساءا معا في الحديقة وصعد ادهم الي غرفتة وابدل ملابسة ثم عاد…ادهم جلس بجوارها واحتوى يدها في يدة …
لاول مرة في حياتها تدرك معنى العائلة ولمتها …دنيتها كانت محصورة في سلطان …سلطان كان كل عائلتها …وبعد سلطان اغلقت علي نفسها بابها وحياتها …سلطان لطالما صنع درع حولها حتى الصداقة العادية منعها منها وعندما مات تعودت علي ذلك وخافت من التغيير …والاكثر خافت من ان تسأل عن حقيقة وضعها الغريب في السنوات السابقة…

 

صدمتها الان شديدة …وحيرتها اكبر اذا كان ادهم قررالطلاق فلماذا اذن يحتفل الان بزواجهم المنتهى …؟ فها هو الان يقدم لها حفلة الزفاف التى لم تحظى بها يوما ….
جلست سعيدة الي جوارة تستنشق عطرة الذى مازال يسبب لها الرعشة لم يترك يدها للحظة طوال جلستهم التى لم تعد محل استنكار بل لاحظت اندماج الجميع بسرور في الاحتفال…
لمة العائلة …ادهم وحبة …اشياء دائما ما حرمت منها….وللاسف سوف تحرم منها مجددا….لابد لها من المحاولة … حدثت نفسها بتصميم …” اذا كان هناك أي امل اذن سوف اتمسك بة الي اخر نفس في حياتى “….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينه الادهم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى