روايات

رواية سجينة قسوته الفصل الخامس 5 بقلم أميرة مدحت

رواية سجينة قسوته الفصل الخامس 5 بقلم أميرة مدحت

رواية سجينة قسوته البارت الخامس

رواية سجينة قسوته الجزء الخامس

رواية سجينة قسوته
رواية سجينة قسوته

رواية سجينة قسوته الحلقة الخامسة

-موتي بقى، موتـــي وريحيني منك.
كانت مايا بتنطق الكلمات دي بغل وهي بتضغط بكل قوتها بالمخدة على وشها تكتم بيها أنفاسها، و يارا بتصارع وبتحاول تقاوم، وبالفعل حاسة أن أنفاسها هتتقطع فجأة، و روحها هتفارق الحياة، لكن أستجمعت كل قوتها وصارعت بالقوة دي، لغاية ما بالفعل قدرت تبعد المخدة عن وشها، وهي بتشهق جامد بتحاول تاخد نفسها لدرجة أنها وقعت من على السرير، في حين مايا جريت بسرعة وخرجت برا الأوضة قبل ما تشوفها يارا وتعرف.
حاولت يارا تعرف مين إللي عمل كدا، لكن للأسف الدوخة إللي عندها بسبب الخنقة خلتها متركزش وخصوصًا الدنيا كانت ضلمة، مفيش غير إضاءة خفيفة من الأباجورة، فـ صرخت يارا برعب:
-في إيـــه، أنت مين؟؟ عاوز مني إيـــه.
قامت يارا من مكانها بصعوبة قبل ما تطلع تجري بخوف برا أوضتها، نزلت من على السلم جري فـ جري من الخوف إللي كانت حساه وفتحت باب القصر وهي بتنادي بصوت عالي جدًا:
-إنتوا ياللي واقفين برا، أدخلولي حالًا.
جه تلاتة من الحراس التابعين لجوزها أدهم، أتكلم إللي في النص بإستفهام:
-في إيه يا يارا هانم؟
زعقت يارا بخوف:

 

 

-في حد حاول يخنقني جوا، حط المخدة على وشي وجحاول يكتم نفسي، ولما عرفت أبعد الخدمة عن وشي، هرب، أنتاوا واقفيـــن تلعبوا هنا ومش دريانين؟
أتكلم واحد منهم بصدمة:
-إزاي الكلام ده يا هانم؟
قال الحارس التالت:
-يا هانم، إحنا متحركناش خطوة واحدة، الباب الوراني للقصر مقفول بالمفتاح ومحاط بخمسة من رجالتنا، وإحنا خمسة تانين واقفين هنا، ومفيش حد أتحرك، ومشوفناش حد ولا حسينا بحركة غريبة.
زعقت يارا بعصبية:
-أومال مين ده يعني؟ واحد بيلعب معايا فـ جاي يخنقني، وبعد كدا هرب.
أتكلم الحارس إللي في النص بهدوء:
-يا هانم إحنا مصدقينك، لكن الفكرة أننا محسيناش بأي حركة غريبة، حتى لما حضرتك خرجتي لقتينا واقفين في أماكنا.
أتكلم الحارس التاني بجدية:
-لو تسمحيلنا يا هانم، أتنين مننا ندخل نفتش بنفسنا جوا، رغم ثقتنا في كل كلمة قولناها.
وبالفعل سمحت يارا بأتنين من الحراس يدخلوا، دخلوا فتشوا القصر كلها، وحصل قلق لكن طبعًا ملاقوش حد، لأن محدش متوقع ولا يارا نفسها أن مايا هي إللي ورا الموضوع ده.
خرجوا الحراس بعد ما وعودها أنهم مش هيسكتوا وهيفهموا كل حاجة ومين إللي عمل كدا، أعدت يارا على الكنبة قبل ما تنزل دموعها وهي بتقول:
-أنت فين يا أدهم، أنت فين؟
*****
كانت مايا في أوضتها ماشية حوالين نفسها بتوتر، مرتبكة لأقصى درجة، أتفتح الباب فجأة ودخلت مامتها بوش متعصب، قفلت الباب وراها قبل ما تروحلها وتشدها من دراعها جامد، وهي بتسألها بحدة:
-إنتي غللي عملتيها مش كدا؟ أنتي إللي حاولتي تخنقيها وتقتليها، أنطقـــي.
حاولت مايا تبعد إيد مامتها عنها وهي بتقول:
-سيبي إيدي يا مامي، سيبي إيدي.
زعقت نادية بعصبية وخايفة تسمع منها الحقيقة المُرة:
-أنطقي يا بت أنتي، أنطقي، أنتي إللي ورا الموضوع ده.
زعقت ماما بجنون:
-أيوة أنا إللي ورا الموضوع ده، حاولتا أخنقها وأخلص منها، لكن هي زي القطة بسبع أرواح، بس هقتلها يا ماما، هقتلها.
ضربتها مامتها فجأة بالقلم وهي بتقولها:
-أنتي أتجننتي، مش لدرجة أنك تقتليها، ليه؟ فاكرة نفسك فين؟
زعقت مايا بجنون:
-انتي كنتي مشجعاني.
زقتها بعنف وهي بترد عليها:
-على أننا نطفشها، مش نقتلها يا متخلفة.
أتفتح الباب فجأة عليهم فـ لفوا على طول يشوفوا مين، الصدمة نزلت عليهم زي الصاعقة لما لقوا يارا واقفة بتبصلهم بذهول،

 

 

مش مصدقة ودانها إللي بيقولوه، هي كانت هتدخل أوضتها لولا صوت مايا العالي وهي بتقول أنها ورا الموضوع ده، قربت يارا منهم بخطوات بطيئة قبل ما تسألها:
-ليه؟ ليه عملتي كدا؟
ردت عليها مايا بغضب:
-أنتي السبب، أنا أقسمت أن أدهم هيبقى ليا، أدهم ليا أنا وبس يا يارا، هو ملكي أنا.
ردت يارا بصدمة:
-أنتي مرض يا مايا، أدهم عمره ما كان ليكي، أدهم بيحبني أنا، وأنا كمان بحبه.
زعقت مايا بعصبية هتقضي عليها:
-أخرســــي.
هنا.. يارا أتحولت تمامًا وهي بتقولها بصوت عالي قوي:
-هيحبك ليه يا مايا؟ هيحبك عشان رمتيه لمجرد أنه أتعمى، ولا عشان عارف أنك أنانية، وكنتي هتتجوزيه عشان فلوسه ومركزه وبس، هو كان عارف كل ده، عشان كدا أدهم عمره ما حبك ولا هيحبك.
حاولت مايا تهجم عليها لكن مامتها منعتها، فصرحخت بـ:
-هقتلك يا يارا، مش هيكون ليكي مكان في الدنيا دي.
ردت عليها يارا بثقة:
-حتى لو خلصتي عليا دلوقتي ده لو تقدري يعني، أدهم بردو مش هيبصلك، انتي ممكن تخلصيب من وجودي في الدنيا، لكن أستحالة تخلصي من وجودي في قلبه لو هو بيحبني بجد.
سكتت ثواني قبل ما تشاور بإيدها بتحذير:
-أنا مش هاخد حقي منك دلوقتي، هستنى لما أدهم وأونكل يرجعوا بالسلامة، وقتها هما يجبولي حقي بطريقتهم، ولغاية ما يرجعوا، تبعدي عني، وإلا قسمًا بالله، هدفنك مطرح ما أنتي واقفة.
بصتلها بقرف وهي بتكمل:
-أوعي تفتكري سكوتي ضعف مني، ده أحترام لأدهم لأنك للأسف الشديد بنت عمه، وأنا هحترمه في غيابه بردو وهستنى رجوعه بالسلامة ويتصرف معاكي بطريقته، وأعتقد أنك عارفة طريقته كويس، وقسوته إللي بتتطلع لما حد بيقرب من أي حد يخصه، ما بالك بقى مراته؟
وبعدين بصتلها نفس البصة إللي بصتلها مايا في أول يوم ليها في القصر، بصة أحتقار، قبل ما تخرج من الأوضة، وتسيبهم لوحدهم، فأتكلمت ناية بحدة لمايا:
-إحنا لازم نسيب البيت ونسافر لأبوكي في أنجلترا فورًا.
ردت عليها مايا بصوت فيه إصرار:
-مش هيحصل يا مامي، مش قبل ما يكون أدهم ليا الأول وأخلص منها.
زعقتلها نادية بعصبية وخوف عليها من إللي جاي:
-أدهم لما يرجع، ولاقكي حاولتي تموتي مراته، مش هيرحمك، مش بعيد يقتلك، وأبوه كمان، مش هيرحمك، ده بيعبرها زي بنته، فاهمة أنتي وضعك إيه دلوقتي؟؟
-مش هسيب القصر ليها، المكان ده حقي أنا.

 

 

-لو مجتيش معايا يا مايا، مش هرحمك، وهوديكي مصحة تتعالجي.
بصتلها مايا بعدم إستيعاب:
-أنتي بتقولي إيه؟ انتي سامعة نفسك؟
ردت عليها نادية بقهر لأول مرة:
-تروحي المصحة، أحسن عندي مليون مرة من إللي ممكن يعملوه فيكي، أتفضلي يالا حضري الشنط، قبل ما النهار يطلع عاوزين نكون سافرنا، أتحركي يالااا.
قالت كلمتها الأخيرة وهي بتزقها ناحية الدولاب، والقهر مالي قلبها، ومايا بتبصلها بذهول مش مستوعبة أنها خسرت الحرب دي مع واحدة زي يارا، مش مستوعبة أبدًا أنها خسرت أدهم وكل حاجة، وهتهرب عشان خايفة من العقاب!!.
*****
بعد شهر ونص، كانت يارا أعدة في الجنينة، والوردد مزروع في كل حتة، أدهم بيعشق الخضرة والمناظر الطبيعة جدًا، عشان كدا دايمًا بيجيب ناس تهتم بحديقة القصر بمرتبات كويسة، في سبيل أنه يقعد في جو طبيعي جميل، ويريح أعصابه عن دوشة الشغل ودوشة العالم كله، كانت بتبص قدامها بفراغ وهي مربعة إيديها، بتفتكر اللقاء إللي حصل من كام يوم بينها وبين أبوها في المستشفى!
أه ما هو أتنقل المستشفى بسبب مشاكل في القلب، أول ما وصل ليارا الخبر، محستش بنفسها غير وهي هناك في المستشفى جمبه، هو في الأول وفي الأخر أبوها، شافت مراته، لكن قررت تتجنبها، ومتكلمهاش أبدًا، لغاية ما سمحولها تدخل أوضته تشوفه، لقت راجل تاني غير إللي كان يقعد يضربها ويعلم جسمها بالحزام، وإللي جوزها غصب عنها، وخلاها تلعن اليوم إللي أتولدت فيه، وتسأل دايمًا نفسها إيه ذنبها عشان تعيش كدا، لقت قدامها راجل بانت على ملامحه الكِبر، هي عرفت من الدكتور التابع لحالته، أنه هيحتاج لعملية مستعجلة، لكن تكلفتها غالية جدًا.
أول ما فاق فضل يترجاها أنها تسامحه على إللي عمله فيها، لدرجة أنه عيط، عمرها ما شافت أبوها بيعي ولا ضعيف جدًا، فمكنش قدامها غير أنها تأكدله أنها سامحته، ومن قلبها، مش بتقول كدا وخلاص.
رجعت تاني للواقع فلقت في دموع نزلت من عينيها غصب عنها، خايفة أن بابها يروح منها، هي مش معاها فلوس العملية، وفجأة حست بصوابع حنينة بتمسح دموعها، فلفت وشها الناحية إللي جمبها فـ لقت أدهمقدامها، بعيونه الرمادي، لكن أتغيرت! ده شايفها، بيبص جوا عمق عينيها مع إبتسامة مليانة شوق، نزلت دموعها أكتار قبل ما تترمي في حضنه وهي بتقول بعياط:
-أدهم، أنت هنا بجد؟ وحشتني أوي يا أدهم، حمدلله على سلامتك يا حبيبي.
حضنها أدهم جامد وهو بيقولها:
-أنتي إللي وحشتيني أوي يا يارا، وحشتيني لدرجة الجنون.
فضل حضنها لفترة قبل ما يبعدها عن حضنه ويبص على ملامحها إللي خطفته من أول لحظة، إبتسامته وسعت وهو بيقول بإنبهار:
-ماشاء الله، أنتي جميلة أوي يا يارا، جميلة جمال خلاب.
بصتله بعيون واسعة وهي بتقوله:
-أنا مش مصدقة نفسي يا أدهم، مش مصدقة.
رجع حضنها تاني وهو بيقولها:
-خلاص يا يارا، كل حاجة أتظبطت، ربنا أستجاب لدعائك، ورجعت أشوف، أوعدك أني هعوضك عن كل إللي فات، عن كل حاجة تعبتك وأنا بعيد عنك، أوعدك.
*****

 

 

بليل، كان أدهم قاعد جنب يارا على السرير، وباين على ملامحه أنه متعصب، فقالتله يارا:
-ما خلاص بقى يا أدهم، عدي الموضوع.
زعق فجأة بغضب رعبها:
-يعني إيه اهدى؟ يعني أعرف مايا كانت هتقتلك وفي الأخر تهرب كدا من غير ما أخدلك حقك منها.
ردت عليه بهدوء:
-متنساش يا أدهم، أن لما أونكل كلم أخوه وسأله عنها، بلغه بأنها حاولت تنتحر، وبناءًا على كدا أتحجزت في مصحة نفسية، مايا بتمر بعدم أتزان، والسواد إللي جوا قلبها كان هو السبب، وأنا خلاص مش عاوزة حاجة، كفاية إللي هي فيه.
فضل ساكت أدهم لفترة طويلة قبل ما يسألها بعد ما أفتكر عياطها الصبح قبل ما تشوفه:
-آه صحيح، أنتي كنتي بتعيطي ليه؟
أرتبكت يارا ومردتش عليه، فقال بمكر:
-ليكون إللي في بالي.
أستغربت وسألته:
-قصدك إيه؟
-قصدي على موضوع والدك!
-أنت عرفت إزاي.
-أوعي تفتكري أني طول فترة غيابي برا مصر مكنتش أعرف عن تحركاتك، وعنك كل حاجة، الحاجة الوحيدة إللي معرفتهاش هو موضع مايا لما قولتي لرجالتي بأنهم ميقولوش ليا أي حاجة عشان تعبي بس، لكن من أول يوم روحتي فيه المستشفى وصلي الخبر بمرض والدك والعملية إللي المفروض تتعمل.
-وبعدين؟
-ولا حاجة، العملية تمنها أدفع يا حبيبتي، والعملية أتعملت كمان النهاردة، ونجحت الحمدلله، الخبر لسة واصلي من شوية، وبكرا الصبح إن شاءالله نقدر نشوفه وتطمني عليه.
فضلت تبصله مش مصدقة إللي بيقوله قبل ما تسأله بعدم تصديق:
-أنت بتتكلم بجد يا أدهم، أنت عملت كدا فعلًا.
-إذا مكنتش أعمل كدا ليكي، أومال أعمل لمين؟
-أنا بحبك أوي يا أدهم، ربنا ما يحرمني منك، ويديمك في حياتي، حقيقي مش عارفة أقولك إيه.
-أنتي حبيبة قلبي يا يارا، وأنا بحبك جدًا.
سكتت شوية وهي بتضحكله قبل ما تسأله:
-أمتى عرفت أنك بتحبني؟

 

 

-لما صحيت من النوم وأفتكرتك وضحكت، وأنا أصلًا بصحى مش طايق نفسي.
-أنت عارف إني كنت محتاجة إللي يسمع تفاصيلي الصغيرة قبل الكبيرة؟
-ولقتيه؟
-لقيتك.
*****
والحدوتة خلصت أخيرًا، يارب يا حبايبي تجون عجبتكم، و بشكركم جدًا جدًا على التعليقات الجميلة اللي خلتني افرح ويارب يجبر بخاطركم زي ما جبرتوا بخاطري. ♥️
متنسوش تقولوا رأيكم ليا مهما كان. ♥️

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينة قسوته)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!