روايات

رواية ست البنات الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الجزء الحادي والعشرون

رواية ست البنات البارت الحادي والعشرون

ست البنات
ست البنات

رواية ست البنات الحلقة الحادية والعشرون

بالرغم مما أبديه من صمود وقوه الا أن داخلى متصدعاً تصدع من آمن وأحب وأخلص ثم وجد المقابل جارحا ً كمن أعطى الذهب وقوبل بالنحاس فما بال من أعطى قلبا ً يخفق ثم وجد فى النهايه الخواء , خواء المشاعر والتواجد وحتى خواء من ظننا يوما ً انهم دائمون .
هنالك اشخاص نشعر معهم ان الحياه حتى وان تهدمت وارتطمت السموات السبع بالأراضي السبع سيظلون هم كما هم معنا الان , ثم نجدهم بكل هدوء ينصرفون تاركين نزيفا ً لا ينضب , كيف لهم ان يفعلوا هكذا بنا ونحن من ارتمينا بين ايديهم باكين واخبرناهم انهم هم كل ما لدينا من متاع الحياه فإن تركونا نموت وفى النهايه تركونا حتى انهم لم يستديروا ليروا ان كنا متنا حقا ً اما مازال النبض يسرى فى عروقنا , كيف لهم ان تغمض اجفانهم وهم غارسين بنصل سيفهم الحاد بين أضلعنا .
كنا نقبّل الأرض من أسفل قدميهم ونحمل ذلك التراب الذين خطوا عليهم خطواتهم الحمقاء ونغتسل به لعلنا نتقرب منهم أكثر فما كان منهم الا ان القوا رواسبهم فى وجوهنا وطالبنا بالتحمل , كلما شعروا انهم تملكونا عثوا فى الارض فسادا ً واصبحت حياتنا مرتع لهم وعلينا ان نتحمل تحت مسمى الحب

الحب برئ منهم ومنا , فليس الحب ان يعيش طرف على حساب حياه الاخر فآحدهم يزبل والاخر ينمو ويترعرع , فإن لم يكن الحب متوازنا ً ومتساويا ً لفشل فشل زريع , ولعلك زرعت نفسك فى غير موضعك فزبلت وتساقطت اوراقك معلنه بدء نهايتك , وعليك ان تختار بين طريقين إما ان تستكمل تلك الحياه المُهينه وتصبح طرفا ً بائسا ً فيها فى سبيل ان تستمر تلك العلاقه المقفره او تعلنها صريحه ً انك لن تكمل سيرك فى هذا الطريق ولكن عليك تحمل تبعات قرارك
إياك ان تبكى وحدك ليلا ً
إياك ان تتذكره او تشتاق إليه
إياك ان تسترجع كل ذكرى لكما معا ً
إياك ان تذهب لذلك المكان الذى اعتدتا الذهاب اليه ووضع العطر نفسه الذى يحب تنفسه فيك
إياك ان تستمتع لتلك الأغنيه التى ظللتما طوال الليل تتراقصون عليها وكأن الحياه تنصاع لكما فقط وخلقت من اجلكما
إياك ثم إياك ان يخفق قلبك له مره أخرى لأنك إن عدت عدت مهزوما ً مكسورا ً تستحق ان تنسحق اسفل قدميه ولن يعيرك انتباهه قط .
وكنت انا من اللواتى قررت الانسحاب فلا حب بلا كرامه ولا بقاء بلا شعور , كنت اتمزق ولا أبدى فلقد اقسمت الا يكسرنى احدهم يوما ً وكما كنت اشتعل من أجله سأشتعل من أجل نفسى فقط .
مرت الأيام ثقيله لن أكذب وأدعى اننى لم استيقظ كل يوم من أيام شهور العدّه التى يستطيع فيها ردى بسهوله وانا اتوقع ان يقتحم عمرغرفتى ويجذبنى من يدى بقوه وهوا يخبرنى اننى عدت لعصمته ولن يتركنى انساب من بين اصابعه بسهوله كما ينساب الماء المهدور من يد لا تعرف قيمته , ولكن ذلك لم يحدث , كل يوم كان يمر على كان الانتظار ينهش من لحمى ويقتات عليه بالرغم من اننى سأرفض ذلك الوضع وسأعنفه كثيرا ً الا اننى كنت اوقن انه سيأتى حتى انهت تلك الايام وأخفقت فى مشاعرى مره أخرى كما اخفقت من قبل , يومها انتظرت حتى دقت الساعه الثانيه عشر بعد منتصف الليل واعلنت اننى اصبحت حره الان ومحوته من قلبى , كنت امزق ذكرياته معى وكأننى أولد من جديد , أخذت وقتا ً طويلا ً كى أدرك اننى لست شيئا ً لأحد ولكن يغفر لى اننى فى النهايه أدركت ذلك .
فى الصباح استيقظت على رنه هاتفى المعتاده , فتحت عينى والقيت نظره على المتصل فوجدته صفي , نهضت متكاسله خامله امسك بهاتفى ببطئ حتى ادركته وفتحت محادثه معه

– صباح الخير يا ميراس
– صباح الخير ياصفي
– نمتى كويس ؟
– عادى
– انا استنيت لما تخلصى شهور العدّه علشان اقدر اتكلم معاكى براحتى من غير مااحس انى عائق فى حياتك
– صفي , انت شايف ان دا وقت مناسب للكلام دا , انا لا مستعده نفسيا ً ولا جسديا ً لأى حاجه من دى ومش مركزه غير فى ابنى ودراستى فمن فضلك امسحنى من دماغك
– انا اسف يا ميراس انا مقصدتش اشتتك , انا بس كنت عايز ….
– ارجوك يا صفي سبنى دلوقتى الله يرضى عنك وهنبقى نتكلم بعدين
اغلقت الهاتف دون ان اسمع رده ولم أريد سماعه ففى تلك المرحله لم يكن يعنينى أى أحد حتى وان حطمت قلوب الجميع كما تحطم قلبى من قبل .
اصبحت شبه منعزله لا افعل شئ سوى دراستى فقط ومراعاه ابنى , دخلت الدبلومه واصررت ان انجح فيها واتفوق لألتحق بالجامعه التى عشت طوال حياتى احلم بها والتى كنت سأتخلى عنها بكل سهوله اذا طلب هوا ذلك , ولكن لا يهم لن اذكره فى حديثى ولا فى حياتى مره اخرى
قبل بدء اختبارات العام الأول من الدبلومه كنت منهكه تماما ً فى المذاكره والتحصيل لأتفوق وانجح فيها بتقدير كبير يساعدنى ان استكمل عامى الثانى واذا حافظت على ذلك التقدير المرتفع سألتحق بكليه الهندسه على الفور , فنت آكل الكتب أكلا ً وكأننى على صراع معها أخرج فيها همومى واحزانى وكآبتى وصدمتى وكل ما يجول بخاطرى وبقلبى , كنت انتقم من نفسى ومن الجميع بتلك الطريقه , ارد للعالم الصاع صاعين وارد لنفسى كرامتى وكبريائى , لم يكن يهمنى تعب ولم يكن الكلل يتطرق إلى , زهدت الطعام والتنزه والخروج من المنزل واصبحت راهبه علم فقط اجلس فى صومعتى اتعبد بالعلم والدراسه واوقات فراغى هيا وقت اهتمامى بتميم الذى اصبح صديقى المقرب ومكمن أسراري ومنبت سعادتى .
أتذكر تلك الليله التى كنت ساهره فيها ممسكه بكتابى وبجوارى كوب الشاى الدافئ الذى نسيته فى خضم مذاكرتى وطرقت امى الباب ولم تكن معتاده على السهر بل تذهب لتنام ومعها تميم لتتيح لى وقتا ً هادئا ً لزياده التركيز ولكنها فى تلك الليله لم تنم بل دخلت حمراء العينين منكسه الرأس تبدوا عليها علامات البكاء الحار فانقبض قلبى وارتجفت اوصالى وشعرت ان هنالك شيئا ً سيئا ً حدث
– فيه ايه ياماما مالك ؟
جلست بجوارى تقاوم دموعها المترقرقه فى عينيها
– مفيش حاجه ياحبيبتى سلامتك كنت بطمن عليكى
تركت مافى يدى وجلست بجوارها استجدى منها الكلمات لطمئن قلبى
– انتى مبتعرفيش تكدبى وملامحك بتكشفك , قوليلى فيه ايه متوقعيش قلبى

– عمر اتجوز
سقط قلبى واختفت الكلمات من فمى وهدء نبضى حتى كاد يختفى ولكنى استطعت ان ارسم ابتسامه زائفه بنجاح بالغ مع نظره متعجبه اعتقد اننى تدربت عليها جيدا ً
– طيب واحنا مالنا
ربتت امى على يدى التى ترتجف لا ادرى أمن بروده صقيع اصابت جسدى فجأه ام توتر احاول اخفائه بقوه ؟!
– انتى لو كدبتى على الدنيا كلها مش هتعرفى تكدبى على امك يا ميراس , انا بفهمك وبحس بيكى من غير ما تتكلمى , اقدر اعرف بتفكرى فيه لو سرحانه واقدر أحس باللى فى قلبك حتى لو خبتيه فى سابع ارض
– صدقينى يا ماما انا مسحت عمر من زمان ومش مركزه فى حاجه دلوقتى غير فى مذاكرتى بس
– يعنى مش عايزه تعرفى اتجوز مين ؟
– اكيد رجع لداليا
– وعرفتى منين ؟
– مش انتى بس ياماما اللى قلبك بيحس بالحاجه البعيده عنك
– بس انا بحس بالناس اللى بحبهم يا ميراس
– وانا مبحبش حد يا ماما وصدقينى لو رجع لداليا ولا ااتجوز غيرها كل دا مبيفرقش معايا , انا اخترت طريقى ومصممه عليه
– ياريت يكون الكلام دا من قلبك بجد
ربت على يديها انا الاخرى لأبث لها شعورا ً بالطمئنانيه افتقر انا اليه الان
– صدقينى انا مش زعلانه
قبلت رأسى وانصرفت وتركتنى احاول ان ألملم شتات أمرى , حاولت ان اغوص فى المذاكره حتى افقد وعيى ولكن صفحات كتابى تحولت لصفحات حياتى مع عمر , كنت ارانا نرقص على سطوره ونضحك بين فقراته , كنت ارى صورته مرتسمه بدلا ً مما يرتسم بداخل ذلك الكتاب , تحولت الحروف لأسمه وتحولت الكلمات لكلماته التى طالما القاها على سمعى ويلقيها على مسامعها الان , لم اشعر بنفسى الا وانا لا استطيع القرائه من كثره الدموع التى تراكمت فى عيناى فأغلقتهما وتساقطت على كتابى محت كلماته , امسكته بكل قوتى والقيته جانبا ً وانا أضع يداى على أذناى وكأننى امنع صوته ان يتردد بداخلى وانا أبكى بحرقه الأطفال , ظللت ابكى حتى نشرت الشمس شعاعها على القريه فأمسكت بهاتفى واتصلت بصفي الذى بدا من صوته انه كان غارقا ً فى النوم ومع ذلك مالبث الهاتف ان رن حتى اجاب بسرعه
– عايزه اسئلك سؤال ياصفي

– خير يا ميراس
– انت بتحبنى ليه ؟ هوا انا فيا ايه يتحب ؟ انت كدا بتظلم نفسك مع انسانه مش باقي منها غير رماد قلب مات
– انا راضي بالرماد دا
– انت تستحق انسانه لسه بتعرف تحب , انت مش عارف يعنى ايه انسانه قلبها اتكسر وكرهت الدنيا كلها
– انا هرجعلك حبك للدنيا يا ميراس
– انا سمعت كلام من دا كتير وللاسف صدقته , صدقته وحبيت بصدق اوى , حبيت زى مراهقه بتسمع كلمه حلوه لأول مره وزى قلب اول مره يدوق الحب والاهتام ويدق له وتتأسر مشاعره لحد ما تبقى مش ليه ومش عارف يسيطر عليها وعلشان كدا كان جرحى اكبر وأعمق
– انتى اتحبيتى علشان تستحقى الحب وحبيتى علشان قلبك كان محتاج يحب لكن مع ذلك انتى اقوى من ناس كتير قتلت روحها تحت مسمى الحب ولما حسيتى انك اخترتى غلط اعترفتى وبعدتى
– ولما انا قويه اوى زى مانت فاكر كدا بعيط ليه دلوقتى لما عرفت ان عمر اتجوز
– علشان احنا بنى ادمين بنحب وبنتوجع وبيصعب علينا نفسنا لما نهديها لحد ميحسش بقيمتها , وعادى لما نعيط ونخبط راسنا فى الحيطه كمان , النبى بكى يوم وفاه ابنه وقال ” إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك ياإبراهيم لمحزونون ” , يعنى من حق قلبنا يتوجع ومن حق عنينا تبكى علشان احنا بنى ادمين
– يعنى دا مش معناه انى لسه بحبه
– عايزه ترجعيله ؟!
– لا بالعكس انا زعلانه على كل يوم حبيته فيه وهوا ميستاهلش الحب دا ولا عرف قيمته
– يبقي بتعيطى علشان موجوعه ودا حقك يا ميراس

– انت انسان عظيم يا صفي
– لا عظيم ولا حاجه انا بس بحبك
– صدقنى انا نفسي مبقتش بحبنى
– لازم تحبى نفسك وتقدريها وتعرفى انك عملتى اللى غيرك عجز عنه وهستناكى تفرحينى بالنجاح اللى متأكد انك هتحصلى عليه بسهوله لأنك اتخلقتى علشان تنجحى
اغلقت الهاتف وقد هدئت نفسى كثيرا ً وقلت ثورتها وشعرت ان الحياه يمكن ان تعطى الأنسان فرصه جديده ليحيا وقد تكون تلك هيا الفرصه التى استحقها ولكن لابد من التريث كثيرا ً حتى لا اسقط فى فخ مشاعرى مره اخرى , فالذبيح يعتقد انه يحب قاتله والمخطوف يظن انه وقع بغرام خاطفه وحتى المريض النفسى لابد وان يشعر ان طبيبه النفسى هوا بطل احلامه وخيالاته وكلها تُرهات عقليه لا صحه لها فلا نحن نحب من أذونا ولا يجب ان نحب من مدوا لنا يد العطف حتى نتأكد اننا نحبهم بصدق وليست بقايا روح تقاوم الموت .
ولكنى الان افضل وكأننى أخذت جرعه محفزه جعلتنى قادره على الاستمرار حتى وان خارت قواى مره اخرى فحتما سأجد ملاذ آمن تستطيع فيه اقنعتى ان تتساقط حتى تظهر من خلفها ملامحى القميئه وتبدو عورات قلبى عديمه الجدوى فتطلع عليها العيون والقلوب الاخرى , حتما سأجد يدا ً حانيه تدفع عنى صفعات الحياه المتتاليه عديمه الرحمه ولكنى لن اكون انانيه مثلنا فعل عمر معى وانظر لنفسى نظره الخيلاء وكأن لا أحد قبلى ولا هنالك حبيب بعدى , من حق صفى ان يجد له زوجه مناسبه شابه يافعه فى بدايه حياتها وليست ركام امرأه تركها الجميع على قارعه الطريق وانصرفوا ببرود , اتمنى لو يجد الحب فى اخرى فسأكون سعيده من أجله مثلما فعل كثيرا ً من اجلى .

لاادرى ان كنت اريد ذلك حقا ً ام اهيئ نفسي لصدمه اخرى حتى يعتاد قلبى وقعها فلا ينهار , ظللت افكر فى عمر وزواجه بداليا وفى صفى الذى أثرنى على نفسه كثيرا ً , كم كنت عمياء عندما وقعت فى حبه وكما قال الاخرون متى تعرف انك وقعت فى الحب ؟ عندما تعشق رجلا فيه كل ما كنت تكره من صفات ومع ذلك تعشقه
أمسكت بقلمى وكتبت بخط عريض فى بدايه كتابى حتى لا أغفل عنه ويذكرنى دائما بما حدث لى فلا يتقهقر قلبى ولا ينسحب
” من الظلم ان أبدو لك قويا ً فتعتقد أنى استحق الألم ”
تلك الكلمات ستذكرنى دوما بما عانيته سلفا ً ولن اعود لذلك يوما ً , وبعد ايام عندما اتخطى اختباراتى وانجح فيها بجداره سأكون قد حقتت نصف حلمى ويتبقى النصف الاخر ومن يدرى لعل اليد التى تلكزها هيا من ستتكئ عليها يوما ً

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ست البنات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى