روايات

رواية ساكن الضريح الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ميادة مأمون

رواية ساكن الضريح الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ميادة مأمون

رواية ساكن الضريح الجزء السادس والثلاثون

رواية ساكن الضريح البارت السادس والثلاثون

رواية ساكن الضريح الحلقة السادسة والثلاثون

انه اليوم الرابع لها وحدها، علمت معنى كلمته لها وما كان يقصده عندما نفذ لها طلبها مردفاً لها.
-افتكري انك انتي اللي اختارتي.
نعم كان اختيارها هي، و لذلك كان عليها إن تتحمل نتيجته.
وصل بها العند ان تغلق هاتفها ولا تجيب على اتصالات والدتها، او تهاتفه هو و لا حتى فكرت ان تراسله كما فعلت بالسابق.
مع انها كانت خائفة من وحدتها، لكن هي بأمان تام طلاما وحدتها هذه في سجنه.
❈-❈-❈
طيلة الاربع ايام كان منشغلاً مع هؤلاء العمال، الذين حضرو بأمر منه ليبدؤو العمل في هذا البيت، و هو يقف على رأسهم لينهوه بأسرع وقت،
تحت نظرات والده الحاقده والغير راضية عن مايفعله.
ليهتف فيه الشيخ حسان بضجر….
-انا مابقتش فاهم انت عايز ايه بالظبط يابني،
منين بتقول هطلقها، ومنين قولت لخالتك وامك انك بتوضب البيت ده ليك انت وهي.
مالك متنهداً بصبر
-افتكرت ان أبغض الحلال عند الله الطلاق يا حاج.
-أبغض الحلال اه لكن مش حرام يا مالك.
مالك ضامم له حاجبيه
نوانا ماقدرش اني غضب ربنا، حتى لو ده حلال لكنه ابغضه.
الشيخ حسان مستهذئاً به
– بنت ماجدة حتة العيلة الصغيرة دي، عملتك انت بجلالة قدرك يا دكتور لعبه في ايديها خليتك يويو، ترميك وتشدك ليها وقت ماتعوز.
كظم مالك غيظه مغمضاً عينه بقوة هامساً له:
-الله يسامحك يا ابويا، انا بس نفسي اعرف انت بتكرها كده ليه.
الشيخ حسان منتفضاً من جانبه
-عشان انت تستاهل واحدة احسن من دي بكتير، دي لا كانت من قيمتك ولا من مقامك، انت تستحق واحدة متعلمه زيك، دكتورة زيك مش حتة بنت فاشلة أهلها كلهم بلطجية بيقتلو في بعض.
هذه المرة سخر مالك من ابيه
-الدكتوره اللي حبتها رامتني على طول دراعها وراحت اتجوزت واحد معاه فلوس يا حاج، أما بقى بخصوص أهل شذى، فامحدش بيختار اهله يا ابويا،
شذى صحيح طايشه ولسانها طويل، بس هي من جواها زي امها طيبة، وشرسة زي خالتها برضو. ليشير له باصباعيه،
واخدة طبع الاتنين يا حاج شوفت نصيبي بقى.
كاد والده ان يذهب من أمامه ليلتفت له قبل أن يرحل
-بتلتمس اعزار لمين وبتدور على حجج فارغه ليه بنت محمد العسال مش هيجيلك من وراها غير المصايب يا دكتور.
زفر بحنق متأثراً من كلام والده، ليقف حائراً مزمجراً لنفسه
-ليه كده بس يا حاج، هو انا ناقص رعب عليها، مش كفاية اللي انا فيه بس يا ربي.
❈-❈-❈
الليلة كانت دافئة يبدو أن الشتاء قد شرف على الرحيل.
كانت جالسة على مقعد وثير بجانب تلك النافذة المطلة على النيل مباشرةً،
تلبس كنذة صوفية سوداء اللون بفتحة دائرية كبيرة من علي صدرها على شورت قصير اسود اللون أيضاً ليطغي عليه بياض قدميها، وتمسك بيديها كوباً من الكاكو الساخن تحتسية،
وتراقب حركة تلك القوارب الصغيرة ذات الاضئات الملونة، و تستمع على هاتفها الي اغنية اصاله الشهيرة….
خانة الزكريات.
لم تشعر به حين ولج إليها، حيث كانت مغضة العينين، يبدو أنها غافيه على مقعدها وهي متكورة بهذه الطريقة على المقعد بعد أن احتست ما بيدها.
قادته قدماه الي صوت الهاتف و كان بلحظه يقف امامها، ليراها على حالتها هذه، بالرغم من جمالها الا انها كالوردة الزابله، لكم يود الان ان يجذبها اليه و يحتضنها،
سحب الهاتف من علي قدمها واغلقه، جذب ذلك الكوب من يدها و ضعه على المائدة الصغيره.
وهتف بخشونه
-شذى قومي نامي جوه،
كانت غافية حد الثمالة لدرجة انها فتحت عيناها قليلاً لتري طيفه كالشبح امامها، و بدون ارادة همست له.
-مالك حبني.
-لاء بطلنا و الله خلاص، فوقي يا ماما وقومي غيري الار.. ف اللي انتي لابساه ده و قاعدالي بيه قصاد الشباك.
انفزعت أثر سماع صوته الخشن، و انتفضت واقفة وهي تعتصر جبينها،….
-انت هنا من امتى.
-من ساعة خانة الزكريات اللي حتطيني فيها ياختي.
-وايه اللي فكرك بيا،جيت ليه انت مش رمتني هنا من اربع ايام وسيبتني.
وقف ينظر إليها وكأنها حيوان ذو رأسين، ليتخطها متجهاً الي غرفة ملابسه وهو يستهزء بها.
-غبية و مترددة
صرخت وجرت امامه لتوقفه بشراسة وهي تزجه بيدها في صدره.
-ماتشتمنيش!
انت رمتني هنا وقفلت عليا وسيبتني لوحدي وجاي دلوقتي تشتمني.
-وأكسر رقبتك كمان، انتي اتجننتي، بتمدي ايدك عليا يا شذي.
لم تفزع من صوته ولم تبعد يدها عنه، بل زادت ضربتها على صدره ظانه بهذا انها تألمه.
-تكسر رقبة مين دانا شذى بنت محمد العسال، فاكرني هخاف منك انت.
-كده طب تعالي بقى وانا اعرفك هتخافي ولا لاء.
حملها بين يديه معتصر يديها بقوه خلف ظهرها، وبلحظه كانت ملقاه على الفراش،
استدار ليغلق الباب و هو يشلح قميصه
من عليه، ليجدها تقف خلفه وتضغط باسنانها على كتفه.
-يا مجنونه بتعملي ايه، زجها بعيداً عنه، لتسقط على الأرض ويتبعثر شعرها حول وجهها المنحني، لتنظر له بكل شراسة وتصرخ…
-باخد حقي منك، انت مش بتضربني، هضربك زي ما بتضربني وبتمد ايدك عليا.
-لاه دانتي ضربتي على الآخر، و حياة جمالك دا لأخليكي ترجعي قطه مغمضه تاني تعاليييي.
جذبها من شعرها ليلقيها على الفراش، لتحاول الانزلاق من الجهه الاخري لتجده يقبض عليها محتجزها اسفله.
وتحول الفراش فجائة الي دائرة للعبة الكونغوفو، حيث كانت حركتهم اشبه بها.
هي تضربه وهو يشل حركتها، الي ان تلاقت أعينهم وخرست ألسنتهم.
لم يتحدث أحدهم بكلمة، هدئ موج البحر الثائر في ضباب ليله.
امسو ليلة لن ينساها اي منهم وحفرت في ذاكرتهم للأبد. حتى لو أصبحت لياليهم الف ليلة.
بالرغم من قسوته عليها، الا انها كانت متقبله كل ما يفعله بها لدرجة ان كل لمسه من يده كانت بمثابة مخدر لها.
هو أيضاً عاشق متيم بها، يحبها ولا يريد الا هي.
صرخاتها بين ذراعيه تشعل قلبه، و تزيد من احتراق، لكنه عزم أمره بأن يقهرها حتى تخضع له.
❈-❈-❈
وفي الصباح كانو غافيان باحضان بعضهم، متشابكان الاذرع.
تحتضن خصره بيديها وملقيه بجسدها على جسده، يضمها اليه و يحتجزها بين ذراعيه ويتلفح بشعرها المموج.
لكن ما افزعه و جحظ عينه دموعها الملتصقه على وجنتها،
وردته الجميلة تبكي َوهي غافية، شعر بغصه
في قلبه، وازاحها عنه ببطئ شديد ليعدلها على وسادتها.
جفف دموعها بشفاه طابعاً على وجنتها قبله رقيقة هامساً لها.
-انا اسف بس انتي اللي اضطرتيني لكده.
❈-❈-❈
وبعد مرور ساعتين من الوقت كان قد قضى روتين الصباح وصلي فرضه و وقف داخل غرفة طهي الطعام يصنع لنفسه كوباً من القهوه.
اما عنها هي فكانت مستيقظه في فراشها، لا تقوى على الحركه دامعة العينين، لكنها مبتسمة راضية عن ليلتهم كل الرضا، عابثة لتئلم جسدها.
ظنت انه قد رحل في الصباح الباكر، بيدٍ مرتعشة تمسكت بقميصه الملقى بجانب الفراش وجذبته إليها لترتيده، وتترجل للخارج بهيئتها المبعثرة هذه.
ولجت غرفة الطهي وفتحت البراد، لتجلب لنفسها الماء لتروى به ظمئها.
وقف يحتسي كوب القهوة وهو ينظر إلى هيئتها هذه بأبتسامة نصر تملئ وجهه، مشير على ما تلبسه، ملقي عليها بسؤاله.
-ايه اللي لبسك قميصي؟
رفعت قنينة المياه من علي فمها، شاهقة بفزعة من صوته.
-انت لسة هنا؟
اوصد يديه حول صدره بعد أن وضع ذلك الكوب من يده قائلاً.
-ومش همشي انا قاعدلك هنا النهاردة
شذي بلا مبالاة
-براحتك خليك قاعد.
-طب ممكن نقعد نتكلم بهدوء زي الناس العاقلين.
-بص انت عايز تقعد براحتك، لكن ما تفرضش عليا اني اقعد واتكلم معاك، انا مش عايزة اتكلم مع حد.
جذبها اليه قبل أن تخطو قدميها الباب وجمدت يده على رسغيها ناظراً في عيناها بقوه.
-لاء هاتقعدي و هاتتكلمي معايا بكل هدوء، و مش هاسمع منك غير كلمة حاضر يا مالك،
يا ترى كلامي مفهوم ولا فيه حاجة غريبة عليكي.
لتردف هامسة وهي تضع جبهتها على صدره
-سيب ايدي بتوجعني، اصلاً جسمي كله بيوجعني يا مالك.
لانت يده و لان قلبه أيضاً لها، ليضمها اليه و يقبل رأسها بحزن.
-انتي السبب في اللي احنا فيه ده، لسانك الطويل و قلة… هما اللي خلوني اعاملك بالطريقة دي.
-اوعي سيبني انا عايزة اطلق منك.
تنهد بقلة حيلة و ازاح يده عنها و هتف…
-تمام لو ده طلبك هنفذه ليكي و مش هاعترض طريقك، اصلاً انا من الاول كنت عايز اسيبك زي مانتي وانتي اللي رفضتي ده.
شذي بدموع منهمرة على وجنتها
-عشان كنت حمارة و فاهمة انك بتحبني بس للأسف طلعت مش عايزني دانت بتكرهني كمان
-في حد بيكره مراته بيعاقبها العقاب ده يا متخلفة انتي؟
سئل مالك هذا السؤال بعين كالجمر و صوت جاهور.
جلست على الاريكة تبكي بحرارة وتصرخ له.
-و مافيش واحد بيحب مراته يقوم يجيب لأمها عريس يا دكتور.
وقف غير مستوعباً ما تقوله هاتفاً
-ودا ايه علاقته بحبي ليكي يا شذى؟
-يا مالك افهمني بقى انا ماقدرش ابعد عن امي دي هي كل حياتي.
سخر من كلماتها رافعاً جانب شفاه العلوي
-دا على اساس انك نايمة في حضنها دلوقتي مانتي سايبنا كلنا مش هي بس بقالك اربع تيام،
ايه اللي فرق بقى، يا شيخة دانتي حتى التليفون من ساعة ما جيتي هنا وانتي قفلتيه ومش بتردي عليها فيه، يبقى مين اللي اختار البعد بقى.
احنت رأسها دون أن تتحدث معه لتسمعه يهتف لها بأمر.
-كلمه واحده هاقولهلاك، جوازنا دلوقتي متوقف على موافقتك بجواز امك لو انتي وافقتي مش هاطلقك،
لكن لو رفضتي اعرفي انك كده نهيتي كل حاجه بينا يا شذى.
رفعت رأسها له بعين جاحظه
-انت بتحط دي قصاد دي يا مالك.
اومئ لها برأسه معانداً
-اه مش انا مش را.. في نظرك، قابلي بقى اللى جاى يا شذي
ويكون في علمك احنا هانرجع الحسين على اخر الاسبوع وهاتعتزري لأمي ولأمك على كل اللي عملتيه ده،
ولو رفضتي هترجعي تعيشي مع امك تاني، أما بقى لو وفقتي فا بيتك الجديد مستنيكي يا قلبي.
ثم تركها تجلس كما هي تفكر فيما القاه في جعبتها.
❈-❈-❈
اليوم عادت اليهم بعد أن أعطته رأيها بالموافقة لكنها ظلت متحفزه على خصامها له ولم تتحدث مع أي منهم أيضاً عبر الهاتف.
دلف بها إليهم وهم جالسون ليجذب من علي عينيها نقابها ويهتف.
اعتذري.
❈-❈-❈
رمقته بنظرة غاضبة ثم التفتت إليهم واحنت رأسها ولم تتفوه بأي كلمه.
زفر مالك معنفاً لها بنظرة عينه
-يلا يا شذى انتي وافقتي على اتفاقنا، و عشان كده جبتك لهنا تاني.
عيناها امتلئت بالدموع، وتسمرت مكانها و اردفت له بهمس
-انا ماغلطش فيهم ليه عايزني اعتذر عن حاجة معملتهاش.
كبريائها يمنعها عن الاعتذار و مع ذلك هو يريد أن تتخلى عن عنادها.
-هاترجعي تعندي تاني انتي عارفه دا معناه ايه.
ظلت متماسكة، لم تنظر اليه لتجد يد من انجبتها، تنتشلها من هذا المأزق و تغمرها بحنانها تجذبها إليها، متكئه على كتفها قبل أن تسقط.
ماجدة محتضناها و رافعه نقابها
-وحشتي ماما اوي يا قلب ماما، كده برضو يا شذى هونت عليكي تسيبيني وانا في الوضع ده و تمشي.
شذي بدموع
– انتي اللي عايزة تسيبيني يا ماما.
ربتت ماجده على كتفها وهمت لتحثها على الجلوس
-اسيبك واروح فين بس وانا متجبسه كده، تعالي اقعدي جانبي هنا.
جلست مقابل خالتها التي كان وجهها جامد وكأنها تقول لها انتي غير مرحب بكى.
التفتت شذى الي زوجها الغاضب أيضاً و تحدثت
-مش قولت هنطلع نجيب الشنط ونروح البيت التاني.
اردف بلغزٍ لا يعرف حله احد الا هي فقط
-انا قولت بس انتي ماعملتيش.
رفعت عيناها لتقابل عين خالتها، لتعاود النظر الى والدتها تحاول أن تغير الحوار.
-عاملة ايه دلوقتي يا ماما لسة رجلك بتوجعك.
تفهمت عليها والدتها التي ربتها على عزة النفس و عدم التخلي عن كبريائها..
-يعني شوية ابتديت اخد على الجبس، بس بقى اللى تعبانة معايا بجد، هي اختي حبيبتي، خالتك تقريباً مابتسبنيش يا شذى.
ابتسمت لها شقيقتها وهتفت توبخها على ما تقوله
-بس يا هبله هو احنا في بينا شكر بردو.
انتهزت شذى هذه الفرصة وتدخلت في الحديث
-ربنا يخليكم لبعض، خالتو مجيدة دي امنا كلنا اصلاً.
لم تردف بكلمة فقط اصتنعت لها ابتسامة صفراء، و اومئت برأسها.
تنهدت شذى لتصبر نفسها و وقفت بإتجاهها بقلة حيلة
– طيب انتي تكسبي، ثم همست بصوت خفيض حتى لا تسمعها انا اسفه يا خالتو.
لكنها إنبهت لما تقول لتصيح فيها
– اسفه! هو انتي دوستي على رجلي من غير ما تقصدي يا بنت اختي ال اسفة ال.
تدخل مالك جالساً بجوارها بعد أن تنفس الصعداء حين قالتها
– خلاص بقى يا أمي، شذى عرفت انها غلطانه واعتذرت على غلطها، مش عايزين نفتح الموضوع ده تاني لو سمحتي.
ربتت الحاجة مجيدة على فخذه موافقاه الرأي وسألته
-خلاص يا حبيبي بس قولي رديت على الدكتور ولا لسه.
نظر مالك إلى خالته و ابنتها التي التفتت لما يقولونه و قرر ان يفتح الحديث امامها.
-ايوة رديت عليه زي ما ماجدة قالت بالظبط قولتله انه ينتظر لما تفك الجبس، و هو في الحقيقة وافق بس طلب انه يجي يكشف على رجلها ويشرب معانا كوباية شاي.
التفتت ماجدة الي ابنتها بخوف، همست لها
-ماتخفيش هطفشه.
ابتسمت شذى لها وقررت ان تداعبها هي الاخري
-شكله كده لزقه و مش هايطفش بالساهل، ده باينه واقع من اول نظره ههههههه.
تفاخرت ماجدة بنفسها مجارية ابنتها في هذا الحديث الخاص بهم.
-طبعاً يا بنتي هو هيلاقي في جمالي فين؟
اعتلت ضحكاتهم سوياً، و بدئت شذى تداعبها بيديها و هي تهامسها.
-ايوا يا جوجو يا أسرة قلوب الرجال ههههههه
-ربنا يبسطكم و بلاش انا.
كانت هذه كلمة الحاجة مجيدة الصاخبة بنظرها عليهم.
لتلوي شذى ثغرها لوالدتها بعلامة الخوف، كتمت ماجدة ضحكتها على ابنتها وهتفت
-دانتي الخير والبركه يا حبيبتي هو احنا لينا غيرك يا مجيدة.
ضرب مالك على قدمه ضربه خفيفة و وقف جاذباً زوجته من يدها..
-طيب يلا شذى تعالي شوفي البيت الجديد.
ضمت شذى حاجبيها بعدم فهم
-مش قولت هانجيب الشنط من فوق.
مالك ضاحكاً
-شنط ايه يا بنتي الشنط راحت هناك من زمان.
❈-❈-❈
رتب البيت بأكمله ليصبح بيت يليق بالحياة الزوجيه، فعل لها ما تريد دون أن يحرم نفسه من المكان الوحيد الذي يعشقه و يرتبط به جداً.
فعل كل هذا بعد أن أخبرته بموافقتها على ما قاله، بعد حديثها مع والدتها عبر الهاتف.
فلاش باك
قررت الاتصال بها للمرة التي لا تعرف كم عددها الان، ليأتيها صوت رنين أخيراً.
اتاها صوتها الهادئ الباكي من الجهه الاخري.
شذي بهدوء حزين
-الو ايوه يا ماما.
تهللت اساريرها واجابت بلهفة
-أخيراً فتحتي تليفونك كده بردو يا شذى هانت عليكي ماما.
-و اشمعني انا هونت عليكي عايزة تتجوزي وتسبيني يا ماما.
-اسيبك! انتي مش واخدة بالك انك اتجوزتي قبلي ليه يا شذى، بصي انتي فين دلوقتي و انا فين يا شذى،
-يا حبيبتي انتي قاعدة في بيتك و مع جوزك و انا بقى كل اللي بعمله اني قاعدة عالة على اختي يا شذى.
-لاء يا ماما انا مش هاخليكي عالة على حد هاخدك تقعدي معايا في البيت الجديد، بس و النبي اوعي تتجوزي يا ماما.
-يعني انتي عايزانى بدل ما اكون عاله على اختي ابقى عالة على ابنها مش كده يا شذى.
-انتي ليه بتفهميها كده ليه مش تقولي اني محتاجة ليكي اكتر من اي حد تاني.
-يا حبيبتي يا بنتي انتي بتعيطي يا شذى، خلاص يا حبيبتي انا شيلت الموضوع ده من دماغي ومش هافكر فيه.
-انتي بتاخديني على قد عقلي يا ماجدة، منين بتقولي لي كده وانتي قولتي لمالك انك موافقة.
-هاه بصي بصراحه انا قولتله كده عشان يبطل يزن عليا، بس ماتخفيش اكيد هنلاقي حجه نلغي بيها الموضوع ده قبل من يبدء
فرحت شذى من كلام والدتها و هتفت: يا رب
يا ماما ونرجع نقعد مع بعض تاني، و مافيش حاجة تفرق ما بينا ابداً.
اغلقت معها الهاتف، و ترجلت من الغرفه لتخبره بموافقتها.
كان منهمك في عمله و يمضي بعض الاوراق الخاصة بالمشفى، وقفت بجانبه منحنية الرأس صامته حتى لاحظ هو وقفتها.
مالك بانزعاج
-خير واقفه كده ليه؟
شذي بتنهيدة
-عايزة اتكلم معاك.
-مش فاضيلك دلوقتي.
-مالك لو سمحت؟
قفذف القلم من يده ليسقط على الأوراق المرصوصة على الطاوله و هتف.
-افندم في ايه.
جلست بجانبه على الاريكة و همست له..
-انا موافقة.
اعتدل في جلسته حتى يشملها بنظرته القوية.
-موافقه على ايه بالظبط.
-على جواز ماما من صاحبك الدكتور ده.
– وليه دلوقتي اتنزلتي و وافقتي.
صمت عم المكان لمدة دقيقة كامله، يعلم انها وافقت حتى تتم باقي الاتفاق بينهم ولكنه أراد أن يسمعها منها.
اردفت شذى وهي ناظرة في عينه
-عشان مش عايزة اطلق يا مالك.
ثم اجهشت في البكاء وجرت من أمامه لتختبئ في غرفتها مره اخرى.
مالك معاتباً لها
– و لسه لما تكملي باقي الاتفاق يا شذى.
باك.
❈-❈-❈
وقفت في بهو البيت المكون من طابقان، معجبة جداً بديكوره وطرازه.
من يشاهده من الخارج، يراه كأي بيت من بيوت الحي العتيقة لكنه حرص ان يكون من الداخل على أحدث طراز عصري بلمسه هادئة.
اردفت شذى بأعجاب
-الله البيت حلو قوي يا مالك.
استند مالك بجزعه على حافة المقعد و عقد ذراعيه في بعضهم
-طب الحمد لله انه عجبك.
ابتسمت له واقترب منه واضعه يدها على رسغه
-بصراحة زوقه حلو اوي، من بره حاجة و من جوه حاجه تانيه خالص.
-ماحبتش اعمله كله على الطراز القديم، بصراحه خوفت لا تزهقي منه، اصل انتي قلابه و بتزهقي بسرعه.
ضمت شذى حاجبيها واغمضت عيناها بتفكير
– قصدك تقول عليا اني ماليش امان مش كده.
-كويس انك قولتيها دا معناه انك متصالحه مع نفسك جداً يا شذى.
ابتعدت عنه و تنهدت هذه المره بزهق لتهتف بضجر مما يفعله بها زوجها
-بص انا مش هاخد كلامك ده على
أنه جد أو أنه زم فيا، بس انا هاقولك حاجه انا يمكن اكون متهوره ومندفعه في كلامي، بس انا مش خبيثة ولا كدابه يا مالك.
مالك بغضب
-متهورة ومندفعه ومتردده و انانية يا شذي، ايوه انتي أنانية وطماعه كمان.
عايزة كل حاجه ليكي، مش مهم اي حد تاني المهم انتي و بس، ماشيه على المنهج اللي بيقول نفسي ثم نفسي ثم يأتي الطوفان، مش كدة يا شذى هانم.
ادمعت عيناها و زفرت بحزن
-انا ابسط من كده بكتير، انا مش عايزه حاجه من حد، كل اللي انا عايزاه اني اعيش حياة بسيطة في هدوء معاك و وسط عيلتي، مش طالبة حاجة اكتر من كده.
-حتى في طلبك ده انتي أنانية يا شذى.
-ليه بتقول كده.
-لأنك عايزه تملكينا، بتربطي امك بيكي مع انك بقى ليكي حياتك الخاصة و معا ذلك مش عايزها تفارقك ثانية دي مش اسمها انانيه يا شذى.
و انا!
-انت انت ايه يا مالك! هو انت مش جوزي.
-جوزك! اللي قولتي عليه مش را..، واول ما قولتلك هاننفصل قولتي لاء انا مش عايزة اطلق تبقي أنانية و لا لاء يا شذى، دا انتي حتى مافكرتيش تعرفي رأيي انا ايه
-هو انت ليك رأي تاني يا مالك.
صمت ولم يجيبها، لتنفزع في وقفتها وتجري عليه تفك حصار يديه من حول صدره رغم عنه وتحتضن خصره بذراعيها معلنه تملكها اياه.
-لاء يا مالك اوعي يكون ليك اي رأي تاني قول عليا أنانية قول طماعه لكن ماتسيبنيش عشان خاطري،
مالك انا اتعودت على احساس الأمان جوه حضنك حتى لما كنت لوحدي في الشقة، كنت مطمنة ومبسوطه وانا شامه ريحتك في كل مكان فيها.
وضع مالك يديه في جيوب بنطاله و وقف صامداً كجبل من جليد…
وعندما طال الصمت بينهم رفعت عيناها الدامعه له تحاول أن تطلب منه السماح
-طب لو عايز تفضل زعلان انا موافقة لكن ماتبعدش عني ماتحولش تسيبني يا مالك
هتف مالك بأمر مغيراً مجري هذا الحديث بينهم
-اثبتيلي انك بتحبيني و عايزاني بالفعل مش بالكلام والعياط كل شويه يا شذى.
شذي بحب واضح عليها
-اعمل ايه، كل اللي هتقولي عليه هاعمله.
مالك بصبر
– اطلعي غيري هدومك وحضري نفسك عشان تروحي الدرس.
ابتسمت له و اومئت برأسها
-حاضر هاعمل كل اللي انت عايزه.
جرت من أمامه صاعده للأعلي، لتفعل ما طلبه منها ليهمس هو لنفسه.
-عارف انك مع أول مشكله هتحصل بينا هترجعي في كلامك ده تاني.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ساكن الضريح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى