روايات

رواية زوجة للبيع الفصل الأول 1 بقلم ميرنا ضياء ولونا

رواية زوجة للبيع الفصل الأول 1 بقلم ميرنا ضياء ولونا

رواية زوجة للبيع الجزء الأول

رواية زوجة للبيع البارت الأول

رواية زوجة للبيع الحلقة الأولى

أنهار جسد الشاب أبيض البشرة وجهه باهت كورقة صفراء قديمة
أصابع يده مرتجفة تمسك بمقبض الباب المهتزة
الشاب يجذب الباب للداخل هناك من يحاول فتحه
توقفت المحاولات المستميتة أخيراً تنهد الشاب براحة
” براء أفتح الباب لو سمحت ” صوت أنثوي بتنهيدة محبطة من خلف الباب
” لا ” رد المدعو براء بعزم يحرك وجهه برفض كأنها تستطيع رؤيته
” مش قلت عايز نقضى وقت مع بعض ” كان الصوت الأنثوي أكثر إلحاح لكنه لزال يحافظ على نعومته
لم يكن هناك رد أخر حل صمت مريب
” خلاص زي ما تحب ” تخلل الصوت الأنثوي غضب مكتوم
” لكن بلاش تفضل حاسب نفسك عشان متجوعش مش عايز تموت تانى صح ” تابع الصوت بضحكة ساخرة
سمع براء صوت خطواتها العالية تبتعد صوت احتكاك حذائها بالأرض يسبب له ضغط نفسى لم يكن بحاجة له
دفن رأسه بين يديه زوايا عينيه حمراء يعض شفتيه الجافة يكتم بكاء رغب بالخروج منه
” الكابوس لية بيرجع تانى كل ما يخلص يتعاد ” تمتم تحت أنفاسه المتسارعة صدره يرتفع و يهبط بجنون
أبتسم براء حتى ظهرت أسنانه همس بخفوت
” دلوقتى هتبدا ”
يلى جملته صراخ مرتفع هيستري لا تستطيع تحديد مصدره
” وعد مستحيل يتحقق ” تابع براء بهدوء لم يتحرك منه قيد أنمله
” هحميكم ” صوت مرتجف صدح من خلف الباب صوت أصتدام دوى
” ضحك ” أنهى جملته يليه نزول بعض قطرات الدماء من جيوبه الانفيه
صدح صوت مجموعة من الضحكات كمن يسخر منه
فتح باب الغرفة فجأة دخلت امرأة سمراء فى نهاية الثلاثينات محجبة ترتدى فستان طويل اسود لا يصف الجسد
” براء مالك يا حبيبى” أنحنت المرأة تمسك كتف الشاب بلطف عينيها باللون العسل أمتلئت بالشكوك
تجاهلها براء بشكل واضح لزال يحمل تعابير باردة
” لو فضلت كدا هرجعك لمكان ما جبتك ” ضغطت المرأة بقوة على كتفه تهمس بحدة بأذنه
لم تجد استجابة منه كما توقعت
” مستشفى الامراض العقليه دا حتى خلوا إسمها جميل كان زمان بيقولوا عليها مستشفى المجانين ” سخرت المرأة بصوت منخفض
عينيها ممتلئة بالانزعاج الواضح تدير وجهها للجهة الأخري بتأفاف
” تمام هتفضل كدا خليك مش هوديك هناك عارف لية ” تسألت المرأة بمرح
” عشان فلوس اللى باخدها بأسمك طبعا أحسن لى من علاج واحد مفيش أمل أنه يبقى إنسان عاقل زينا” ألقت المرأة آخر كلماتها تخرج من الغرفة لم تكلف نفسها عناء اغلاق الباب خلفها
لم يتغير وجه براء البارد لم يتوقع الأفضل بأي الحال من المرأة المدعوة خالته
نهض براء خلفها عندما تذكر شئ يحاول إيقافها
كانت شقته لزالت كما كانت طوال الخمس سنوات
الألوان الزاهية للجدارن بطبيعة العرب يحبون البهجة فى أسلوبهم
صالون كان فاخر فى أيام مجده لكن الآن الغبار الشئ الوحيد الذي يجلس فوقه
وقف جسد خالته تنظر بعيون مرتجفة لغرفه النوم تغرس أظافرها داخل لحم جلدها
” مجنون أنت مجنون قتلت بتقتل الناس ” صرخت خالته تحاول استجماع كلماتها تحاول فتح الباب الخارجى للهرب
أقترب براء منها يحاول تهدائتها لكنها قاومته بشراسة
لوحت بأظافرها تعض تقاوم بقوة غرست أظافرها جرحت جفنه
صرخ براء بألم يتراجع للخلف استغلت خالته الفرصة لكنه أمسكها بقوة من حجابها
أدرات جسدها له ركلته بقوة بمعدته تحاول تخليص نفسها
لم يقاوم ضربها لجعلها تقفد الوعى دفع ظهرها للحائط بقوة غاشمة برؤيته المشوشة
ضربها مرة إثنين حتى فقدت الوعى كما ظن
” مش أنا صدقينى المرة دى ” قال براء برجاء عينيه دامعة استقر جرح دامى بجفنه
ترنح جسدها سقطت على الأرضية الدماء أصبحت بركة خلفها
أرتجف بدنه لم يقصد أراد جعلها تهدأ
نظر لها براء بدموع مكتومة يضحك بسخرية
” برضوا مقدرتش أمنع دا ”
ذلك اليوم ماتت خالته للمرة الثالثة بسبب سيولة الدم لم تتمكن من النجاة
أغمض عينيه يحاول استدعاء ذكرياته عندما كان شخص حقيقى ليس مجرد شخص لا يدرك أن كان حى أو ميت و يحاسب الآن
……………………………………………………………………
” بارك فيكم و عليكم فى خير ” تلك الجملة الجريئة تخللها سخرية واضحة
نظر براء لزوجته غطى وجهها بوشاح أبيض سميك ثوب زفاف تقليدى يكاد يجزم أنه غالى الثمن
يحتضن القماش الناعم جسدها ببراعة يبرز قوامها الرشيق
لم يظهر منها سوى يديها البيضاء أظافرها طويلة أنيقة يدين لم تري شقاء الحياة
يتذكر صباح اليوم الموعود لم يصدق أنها ليست خدعة كان جالسا يعبث بهاتفه بضجر عندما طرق الباب بخفة
” مين ” تسأل قبل فتح الباب كعادة متأصلة عربية
” أحنا مندوب من الخاطبة اون لاين ” صدح صوت رجولى خشن
فتح براء الباب عينيه متسعة بتعجب واضح
كان المندوب رجل أسمر يرتدى ملابس رسمية بدلة أنيقة سوداء
بجانبه امرأة جذبت الكثير من الانتباة بفستانها الأبيض الطويل كان يري التساؤل داخل عينين جيرانه
” فى أية يا براء ” تسأل صوت أنثوي فضولى يأتى من آخر الرواق
” مفيش حاجة يا مدام سهر متشغليش بالك ” أجاب براء بتوتر يفصح المجال للمندوب و العروس بالدخول لشقته لتجنب العيون التى تأكلهم خاصة من سكان العمارة الآخرين
أغلق براء الباب بأبتسامة باردة فى وجه جارته المزعجة
ألتفت ليجد المندوب لزال متسمر بمكانه خلفه مع عروسه الصامتة
” دا الحوار بجد بقا أية دا ” همس براء بعدم تصديق يفحص العروس المستقبلية
” نقدر نبدأ إجراءات الزواج عشان منضيعش وقت ” قال المندوب بهدوء
ادخلهم براء الصالون جلست العروس دون التفوه بحرف
أخرج المندوب اوارق من حقيبته يجهزها بحركات سلسة
” بس مش محتاجين مأذون ” تسأل براء بغرابة
” لا هنمضى العقد ممكن تجيب اتنين شهود يشهدوا على العقد ” أجاب المندوب بصبر
” بس مفيش حد من قرايبها هيحضر دا فرحها المفروض ” قال براء بتعجب ينظر للعروس الهادئة لزالت على ذات وضيعة الجلوس دون توتر
” لا لأن قرايبها ميتين ” قال المندوب بتعاطف
همهم براء بتفهم شعر بالشفقة عليها دون أن يدرك
هرع يتصل بأصدقائه يصدمهم واحد تلو الآخر بخبر زفافه الصغير
” دقائق و هيوصلوا تشربوا حاجة عقبال ما يحضروا ” قال براء بأدب
” ممكن شاى ” قال المندوب يحك رأسه بأحراج
” لية أنت جاى تحضر عزا خليك فرفوش كدا هروح أعمل عصير بسرعة ” قال براء بمزاح يلقى نظرات على عروسه
” و انتى يا آنسه زوجتى المستقبلية تشربى حاجة “تابع براء ينتظر استجابة منها
” لا ” كان صوت هش للغاية بالكاد يصل للأذنين لكنه يحمل رقة كاللمسة فراشة لجلد بشري نبض قلبه قليلاً
شعر براء بالسخرية من الموقف يفترض أن تذهب العروس بالصنية تعطى العصير لزوجها ثم تحمر خجلاً تختبئ خلف الستار تراقبه من هناك
هل عكس الموقف الآن
وضع كوب العصير أمام المندوب يرغب بمعرفة المزيد عنه
” يعنى بصراحة كنت فاكر صفحتكم اشتغالة خصوصا أنها لسه معموله ” قال براء يفتح حوار مع المندوب
طرق الباب قطع إجابة المندوب نهض براء بحماس يفتح الباب لأصدقائه
و ها هو الآن رجل متزوج رسميا بأمراة لا يعرف شكلها و الغريب أنه لا يمانع
رحل المندوب بعد أن بارك لهم مع أصدقاء براء الذين يسألون عن رابط الصفحة لطلب عروس
أغلق براء الباب خلفهم بتوتر هم وحدهم الآن ماذا يفترض أن يفعل لجعلها تشعر بالراحة معه
” أسمك براء صح ” صوت رقيق مثل نسمة خفيفة جلب قشعريرة لقلبه
” اة و انتى أسمك أية ملحقتش أقرأ العقد كله ” شعر براء بغبائه تلك اللحظة
” أنا أسمى رنا ” أجابت بخجل تعبث أصابعها بالغطاء الابيض الذي يخفى وجهها
” إسم جميل ” لم يكن براء من النوع البارع فى التواصل مع الجنس الآخر
” عايز تشوف وشى صح ” قالت رنا بأسلوب مباشر
اؤمى براء برأسه وجهه متوتر يخشى أنها مشوهه لكنه لم يكن وقح ليأمرها بنزع الغطاء فوراً
رفعت أصابعها ترفع غطاء الرأس ببطئ مثير للأعصاب

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زوجة للبيع)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى