روايات

رواية زواج بالإكراه الفصل الثالث 3 بقلم ملك مصطفى

رواية زواج بالإكراه الفصل الثالث 3 بقلم ملك مصطفى

رواية زواج بالإكراه الجزء الثالث

رواية زواج بالإكراه البارت الثالث

رواية زواج بالإكراه الحلقة الثالثة

في الجامعة..
كانت تجلس مع اصدقائها في المدرج و ملامح وجهها منزعجة للغاية و ما زاد الطين بلة تلك الضوضاء حولها فزفرت بعنف وهي تتخيل حياتها القادمة بذلك المكان الذي ستذهب اليه فهي تعلم انها ليست مرغوب بها عند عائلة والدها و دائما ما تستمع ان عائلة الوالد شديدة السوء هي لم تتعامل معهم و أيضا والدها كان يخبرها عن مدى طيبتهم ولكنها تمتلك عقدة منهم و تخشى ان يتم نبذها مثل والدها..
محمد بصوت عالي:
– انتي يا بنتي
اسماء وهي تلكزها:
– يا ريتا ركزي معانا
ريتال بحدة مبالغ فيها:
– قولتلك مليون مرة مبحبش اسم ريتا ده
محمد بتعجب:
– في ايه يا ريتال محصلش حاجة لده كله اهدي احنا بنهزر
ريتال وهي تجمع اشيائها و تقف لتغادر:
– انا اسفة يا اسماء انتو عارفين اللي فيا معلش ، انا همشي مش هقدر احضر المحاضرة
اسماء وهي تقف لمتنعها من العبور:
– استنى يا بنتي الدكتور زمانه على وصول و بعدين ده واحد جديد منعرفش نظامه ايه ممكن يغلس
ريتال بلامبالاة وهي تدفعها بخفة لتعبر:
– كدة كدة خربانة
هبطت الدرج وهي تعبث بحقيبتها لتتأكد من أن جميع اشيائها موجودة فأرتطمت بصدر صلب مما جعل رأسها تؤلمها بشدة و اشيائها تسقط ارضاً ، رفعت اعينها بغضب لترى ذلك المختل و كادت ان تتفوه بما يجعله ينكس رأسه خجلاً لكنها تفاجئت به يسير فوق اشيائها بلا مبالاة و يذهب لمكتبه ليضع عليه اشيائه..
الشخص بهدوء :
– صباح الخير يا شباب انا الدكتور الجديد بدل دكتور سمير
ريتال بذهول و غضب شديد وهي تنحني لتجلب اشيائها:
– قليل الذوق و مش متربي ، راح جحش جه حمار
شهقت بعنف وهي تستمع لصوتها يدوي بالمُدرج اجمع ، فقد سقطت تلك السماعات التي يتحدث فيها منه على اشيائها ارضاً..
ريتال برهبة شديدة وهي تعتدل في وقفتها و تنظر له:
– انا آآ انا..
هو مقاطعاً لها بحدة:
– استنيني في مكتبي ، حالاً!!
انتفضت من نبرته الأخيرة فسقطت اشيائها مرة أخرى و لكن تلك المرة لم تبالي و ركضت للخارج فكرت ان تهرب ولكن لا مفر فذهبت لغرفة العميد بخطوات مرتجفة وهي تتمنى ان تبتلعها الأرض ، طرقت الباب بهدوء و استمعت لشخص ما يأمرها بالدخول و عندما دلفت ابتسم العميد بسخرية..
العميد بهدوء:
– ضربتي مين النهاردة؟ هو انتي مفيش غيرك في ام الكلية دي وانتي الشلة الفاقدة بتاعتك ، بس تتحسدي جاية لوحدك النهاردة
ريتال وهي تتصنع البكاء:
– انا معملتش حاجة انا آآ
العميد مقاطعاً اياها بسخرية وهو يرفع يده لتصمت:
– بس بس بس ، انتي كل مرة تعملي الشويتين دول و انا اسامحك زي المغفل بس الحمدلله انا مشيت دلوقتي بقا فيه واحد غيري هو ده اللي هيعلمكوا الأدب
ريتال بعدم فهم وهي تمسح دموعها الوهمية:
– اومال انت بتعمل ايه هنا و فين العميد الجديد
العميد بهدوء وهو يلملم اشيائه :
– بلم حاجتي ، هو سايبني أودع المكتب
جلست ريتال و قد احتل الخوف قلبها بالفعل فهي كانت دائما تتصنع البكاء كي يرأف بها و بالفعل كان يسامحها ولكن العميد الجديد لا تعلم ماذا ستقول له و هل سيرأف بها ، ودعها ذلك العميد و غادر تاركاً اياها بالغرفة وحدها فشعرت بملل شديد و وقفت لتسير بالغرفة قليلاً ، مر ما يقارب الساعة فوضعت يدها بحقيبتها لتخرج هاتفها فلم تجده شعرت بالرعب و بدأت ضربات قلبها تنبض بقوة ، ظلت تبحث بحقيبتها و بدأت بالبكاء بالفعل حتى فُتِح عليها الباب ، تعجب مما يراه فهي كانت جالسة فوق ركبتيها أرضاً و أمامها حقيبتها المفرغة و تعبث بالاشياء..
العميد بزمجرة:
– ايه اللي انتي عملاه ده
ريتال ببكاء شديد:
– بس بقا هي مش نقصاك انت كمان
العميد بحدة وهو يغلق الباب بقوة يسير لمكتبه بخطوات واسعة:
– قومي اقفى يا طالبة
وقفت و جسدها ينتفض أثر بكائها فمسحت وجهها عدة مرات فتوقف نحيبها وهي ترى هاتفها بين يديه..
ريتال بشهقة:
– ده موبايلي
العميد بهدوء:
– ايوة انتي نسيتي حاجتك جوا
ريتال بأبتسامة واسعة وهي تمسح دموعها :
– شكرا اوي يا دكتور انت طيب اوي
العميد :
– كارنيهك فين
اخرجته من جيبها واعطته اياه رأته ينظر فيه بتمعن ثم نظر إليها و أعاد نظره له مرة أخرى..
العميد بتساؤل:
– انتي ريتال عبد العال عبد التواب سمير محمد الجندي؟؟؟؟
ريتال بتعجب :
– ايوة
رأته يتأملها و بداخل أعينه نظرة مشدوهة ، نظر لها مطولاً ثم جلس و اخرج ورقة ما و ظل يكتب بها ، لم تفهم ما يحدث ولكنها تسائلت ببلاهة..
ريتال بتساؤل وهي تستند على المكتب بكفيها:
– انت ازاي عميد و دكتور و انت صغير في السن كدة
العميد بهدوء:
– ملكيش دعوة
ريتال بلامبالاة و عفوية:
– غريبة اوي بجد ، و كمان يمشوا العميد القديم يعني حركة اخر ندالة مش عيب عليك ده قد جدك
رفع نظره يرمقها بنظرة متعجبة ثم عاد ينظر للورقة التي أمامه ، انتهى من كتابتها ثم لملم اشيائها جيداً و أعطاها لها..
المعيد بأبتسامة صفراء:
– اتفضلي دي ورقة فصلك يا دكتورة و احمدي ربنا انها جات على قد اسبوع انا مرضتش افصلك خالص
ريتال وهي تضرب وجنتيها:
– يا نهارك اسود!!!
المعيد بحدة :
– ايه الأسلوب ده احترمي نفسك
ريتال بغيظ وهي تلملم اشيائها للمرة الألف :
– انت لسة شوفت حاجة ، ترفدني انا؟؟ اقول لأمي ايه احيه عليا و على اللي هيجرالي انا ناقصة
غادرت بعد أن اسمعته سباب لاذع وهي تلعن جميع من حولها فيبدوا ان اليوم ليس يومها إطلاقاً..
…………………………………………………………………..
عند مليكة..
هبطت من سيارة الأجرة و وقفت أمام تلك البوابة الضخمة لتقرأ اليافطة العريضة ” مدرسة الرياض الداخلية” ، كيف لأطفال ان يقطنوا بها فهي تبدوا كبيت أشباح من الخارج فكيف الداخل ، ابتلعت غصتها و دلفت بعد أن شاهد رجل الأمن بطاقتها الطبية ، رأت بعض الأطفال يلعبون بالحديقة التي نصف اعشابها متآكل و البعض الاخر يجلسون على الدرج الخارجي للمبنى و يتحدثون..
مليكة بأبتسامة وهي تخرج بعض الحلوى من حقيبتها:
– عاملين ايه يا حبايبي
الأطفال :
– الحمدلله يا ميس
مليكة بضحك:
– لا انا مش ميس انا مليكة
طفلة ما ببراءة:
– يعني انتي معندكيش شغل
مليكة وهي تجلس بينهم :
– لا عندي ، انا دكتورة
طفل من الجالسين:
– بس احنا مش عيانين
مليكة بحنان و مشاكسة وهي تعبث بشعره :
– ايوة ما انا عارفة بس آآ
صمتت وهي تراقب تلك الفتاة التي تسير وحدها بعيداً بكرسيها المتحرك..
مليكة بتساؤل :
– مين البنت دي
الطفلة بضحكة شيطانية:
– دي ام رجل مسلوخة اللي بتاكل الأطفال بليل
ضحك جميع الأطفال ولم تعجبها مليكة تلك المزحة و نظرت لهم بعتاب ثم وقفت و ذهبت لتلك الفتاة..
مليكة بأبتسامة وهي تقف امامها:
– انتي جميلة اوي
الفتاة بسخرية:
– وانتي كدابة و وحشة اوي
ثم حركت كرسيها المتحرك بعيداً ، ذُهلت مليكة من فظاظتها ولكنها أصرت على التحدث معها فركضت خلفها مرة أخرى ولكن تلك المرة أمسكت بالمقعد و انحنت لتسحب المكابح السفلية كي تقيد حركتها ولا تستطيع الفرار منها..
الفتاة بزمجرة خشنة وهي تحاول تحريك المقعد :
– انتي عملتي ايه في الكرسي
مليكة بتحدي وهي تقف امامها و تعقد ساعديها:
– عايزة اتكلم معاكي يا اما هسيبك كدة و محدش هيعرف يفتحلك عجل الكرسي غيري
الفتاة بغضب :
– انا مش عايزة اتكلم مع حد
تأملتها مليكة بأبتسامة فهي تكتسب جمال رائع بأعينها الرمادية الواسعة و بشرتها الحليبية و شعرها ذا السواد الحالك الذي يتميز بغزارته ، كانت تعقده على هيئة ذيل حصان مرفوع فأظهر وجهها شديد البياض..
مليكة بأبتسامة واسعة:
– انتي ازاي حلوة كدة ، طالعة لماما ولا لبابا “انتظرت ردها ولكن لم يحدث ذلك فكانت الفتاة تنظر لها فقط فأكملت التحدث” عندك كام سنة
الفتاة بهدوء :
– لو قولتلك هتسيبيني امشي
مليكة وهي تخلع سترتها و تضعها ارضاً لتجلس عليها امامها:
– انتي ليه مش عايزة نبقا صحاب
الفتاة بضيق:
– كدة مبحبش يبقا عندي صحاب
مليكة بهدوء:
– ليه ده الصحاب دول احلى حاجة في الدنيا هما و الاخوات و العيلة ، انتي عيلتك فين؟
الفتاة وهي تجز على أسنانها كي تكبح غضبها:
– ماما ميتة بقالها 3 شهور و بابا قاعد لشغله
مليكة بأسف :
– انا اسفة ، ربنا يرحمها يا رب هي اكيد في مكان احسن ، يعني انتي هنا من 3 شهور
الفتاة بضيق من تدخلها :
– لا انا من زمان في مدرسة داخلية انا بس في المدرسة دي من 3 شهور
مليكة بتفهم:
– ايوة فهمت طب غيرتي مدرستك ليه؟
الفتاة بزفير قوي:
– النصيب
مليكة بأبتسامة وهي تربت فوق ركبتيها:
– ده احلى نصيب عشان اشوفك هنا ، انا مليكة دكتورة نفسية و دكتورة علاج طبيعي
الفتاة بسخرية:
– بتعالجي المجانين يعني
مليكة بلوم:
– عيب كدة ، مينفعش نقول على ناس عيانة كدة
الفتاة بحزن يغلفه القسوة:
– ما هما بيقولولي ام رجل مسلوخة عشان قاعدة على كرسي
مليكة بحزن يفطر قلبها:
– معلش يا حبيبتي ، احنا مينفعش نرد الإساءة بالإساءة كدة كلنا هنبقا وحشين
صمتت الفتاة و نظرت بعيداً فبادرت مليكة بالحديث..
مليكة بتساؤل:
– ايه اللي حصل عشان تقعدي على كرسي
الفتاة بقسوة وهي تضغط على مرفق المقعد:
– حادثة ، ماما ماتت وانا اتشليت
مليكة وهي تبتلع غصتها:
– طب و آآ عملتي اي عمليات في رجلك
الفتاة:
-لا ، و ممكن كفاية اسئلة انا تعبت و عايزة اقعد لوحدي
اومأت مليكة و وقفت ثم حررت المقعد كي تستطيع الحراك و انحنت لتجلب سترتها و حقيبتها لتغادر..
الفتاة بتوتر و خجل :
– انا كمان اسمي مليكة
مليكة بأبتسامة واسعة:
– و عندك كام سنة بقا يا مليكة
مليكة الصغيرة بضيق مصتنع:
– عندي 14 سنة
مليكة بأبتسامة :
– انتي عارفة انك شبهي اوي؟ نفس لون عيني و شعري و لون بشرتي كمان ، تكونيش بنتي وانا نسيتك
ضحك اثنتيهم بمرح فأحتضنتها مليكة و قبلت رأسها ثم أخرجت بعض الحلوى و اعطتها لها..
مليكة الصغيرة بنبرة خجلة:
– ممكن تبقى تيجي تاني ، انا مفيش حد هنا بيحبني ولا بيتكلم معايا ، انتي اول حد يكلمني و ميخافش مني
شخص ما من الخلف:
– متصدقيهاش يا دكتورة دي كدابة
التفت مليكة لترى شاب طويل القامة يقف خلفها يمتلك ملامح شرقية بحتة فسماره رائع و اعينه بنية ضيقة و جسده معضل بعض الشئ يبدوا انه يتمرن حديثاً..
مليكة :
– مصدقهاش ليه؟
الشاب بغيظ وهو يقترب منهم:
– عشان هي كدابة ، انا بحبها و بكلمها بس هي مش عايزة تكلمني
مليكة الصغيرة بضيق :
– يوووه يا عبدالله هو مش بالعافية ، و بعدين ما تروح لسارة حبيبتك اللي باستك في خدك اليمين
عبد الله بحنق وهو يجلس فوق ركبتيه ليصبح في مستواها:
– يا بنتي مباستنيش هي كانت بتقولي حاجة في ودني بس
مليكة الصغيرة بحدة وهي تلكزه في كتفه:
– كداب انا شوفتها بعيني
كانت تتابع الحديث وهي تكتم ضحكاتها بصعوبة فحمحمت متدخلة بالحوار..
مليكة بجدية مصتنعة:
– ازاي يا عبد الله تسيب سارة تبوسك من خدك لا و من خدك اليمين كمان ، هي مليكة مش مالية عينك ولا ايه
عبد الله بغيظ:
– لا مالية عيني ، ممكن متدخليش انتي؟
شهقت بعنف و في آنٍ واحد كان تلقى صفعتين من الاثنتين..
مليكة الصغيرة بخشونة:
– تدخل براحتها دي صاحبتي
عبد الله بحدة وهو يقف و يغادر :
– بقا كدة ماشي يا مليكة
مليكة الصغيرة بصوت عالي وهي تنحني للأمام لتراه بوضوح:
– ماشي يا عبد الله انا هخلي ياسين يبوسني و هتشوف
توقف عبد الله لبرهة..
مليكة بخوف وهي تقف أمام مليكة الصغيرة لتحميها من بطشه:
– هو هيعمل ايه؟؟
مليكة الصغيرة بلامبالاة:
– طظ فيه
عبد الله بهدوء ثلجي وهو يعود لها:
– لو قولتي كدة تاني انا هقطعلك لسانك ده اللي بيقول حاجات غبية شبهك
مليكة الصغيرة بزمجرة وهي تدفع مليكة:
– انا غبية؟؟ ده انت نهارك ازرق
مليكة بصراخ:
– خلاااااااص اهدوا!!! اتفضل يا عبد الله اعتذرلها و انتي يا مليكة مينفعش تقولي أن ولد هيبوسك عيب
عبد الله بضيق :
– انا اسف يا مليكة
مليكة بضيق وهي تعقد ساعديها:
– انا اسفة يا عبد الله
مليكة بإرتياح:
– كدة اقدر اسيبكوا وانا مطمنة ، عبد الله ممكن توصلني لحد بوابة المدرسة
عبد الله:
– حاضر ، مليكة متتحركيش من هنا عشان لما ارجع هنتكلم..
هزت رأسها بيأس من ذلك العشق الممنوع و سارت أمامه ليلحقها بسرعة..
مليكة بتساؤل:
– انت عندك كام سنة؟
عبد الله بفخر:
– هكمل 19 سنة كمان اسبوعين
مليكة وهي تتأمله:
– انا قولت بردو لا يمكن الجسم ده يكون طفل ، انت مع مليكة في المدرسة ازاي؟
عبد الله :
– انا كنت في المدرسة القديمة بتاعت مليكة قعدت سنة فيها عشان ماما و بابا سافروا ولما رجعوا اتنقلت مدرسة عادية و في السنة دي اتعرفت على مليكة ، كان عندها 7 سنين
مليكة بعدم فهم:
– اومال انت بتعمل ايه في المدرسة هنا
عبد الله:
– انا كل يوم باجي اقعد مع مليكة عشان اطمن عليها
مليكة بتعجب:
– و الأمن بيدخلك عادي كدة؟
عبد الله :
– اوقات و اوقات ، لما مبيرضاش يدخلني بنط من السور اللي ورا ، انا بس بحب مليكة اوي و عايز اتجوزها عشان كدة باجي احميها عشان بيغلسوا عليها
مليكة بفخر:
– براڨو عليك يا عبد الله ، بس ماينفعش تنط من على السور افرض وقعت و اتعورت
عبد الله بثقة:
– لا متقلقيش انا بروح الچيم
مليكة بضحك :
– ماشي يا كابتن عبدالله ، متعرفش باباها فين؟
عبد الله بضيق:
– هو السبب في اللي هي فيه ده ، لا و بعد ده كله مش هاين عليه ياخدها تعيش معاه
مليكة وهي تخرج البطاقة التي مدون عليها ارقامها و عنوان عيادتها:
– احنا محتاجين نتكلم عشان نعالج مليكة ، انا حاسة ان عندها مشاكل نفسية كتير و ده مأثر على شخصيتها بالسلب و مخليها حادة و عصبية دايماً و كمان رجليها الحمدلله مفيهاش إصابة كل ده نفسية و محتاجة علاج طبيعي واحدة واحدة هترجع احسن ان شاء الله
عبد الله بسعادة:
– يعني مليكة ممكن تمشي تاني؟
مليكة بأبتسامة:
-ايوة ان شاء الله خليك انت بس معاها و طمنها هي يعتبر ملهاش غيرك دلوقتي ، وانا هحاول اتواصل مع والدها بعد ما اخد بياناته من المدرسة ، يلا مع السلامة
ودعته وهي تبتسم بداخلها ، أولئك المراهقين!! ، تنهدت بضيق وهي تنظر لذلك الخاتم بيدها فهي لا تعلم الي متي سيظل بيدها اليمنى ، لقد انتظرت ثمانِ أعوام ألم يحن الوقت لتتزوج ، هي لا تحبه لكنها تراه مناسب لها كثيراً و ذلك ما يجعلها تنتظر و لكن الي متي سيطول انتظارها..
…………………………………………………………………..
في المطار..
كانت تحمل حقائبها وهي تخرج من بوابة المطار ، لا تعلم لما انقبض قلبها بتلك الصورة فهي لم تأتي إلى مصر الا عندما تم دفن والدها هنا ، تنفست بعمق و نظرت حولها تبحث عن ذلك المختل الذي لا يرد على مكالماتها..
آسيا بضيق:
– انا غلطانة اني مشيت ورا كلام عيل
– سمعتك على فكرة
شهقت بخضة وهي تشعر بأنفاسه في رقبتها فألتفت له بخجل وهي تنظر له بصدمة..
آسيا بتوتر :
– انا مكنش قصدي
يامن وهو يشير للسيارة أمامهم:
– اتفضلي يا هانم على العربية
عضت شفتيها بإحراج و انحنت لتحمل حقائبها ولكنها تفاجئت به يحملهم جميعاً..
آسيا بذهول:
– انت بتعمل ايه؟
يامن بعدم فهم:
– بشيل الشنط
آسيا وهي تشير لذراعيها :
– ليه ما انا عندي ايدين زيي زيك ليه انت تشيلها
يامن وهو يكشر عن انيابه :
– وتشيليها ليه وانا موجود ، امشي يا ماما قدامي احنا لسة هنرغي
دفعها للأمام و لحق بها وهو يشير لسيارته كي تصعد بها و عندما صعدوا حمحمت وهي تسأله..
آسيا:
– جدك اخباره ايه
يامن وهو ينظر امامه و يقود السيارة:
– تعبان اوي يا آسيا
آسيا بخفوت:
– ربنا يشفيه
يامن بتأثر مبالغ فيه وهو يرفع كفه و يمسح دمعته الوهمية:
– يا رب
عقدت حاجبيها وهي تراه يمسح دموعه الوهمية ثم استندت برأسها على زجاج السيارة حتى غفت دون ارادة منها فنظر لها وجد شفتيها منفرجتين ، ضحك بقوة فهو ايضاً ينام وهو فاتح فاهه فوضع سبابته و ابهامه عند ذقنها و اغلقه لها وهو يدندن بحماس لنجاح خطته..
…………………………………………………………………..
في منتصف اليوم..
في القصر..
كان يجلس الجميع ببهو القصر يتأملون بعضهم البعض ، منهم من ينظر بإستغراب و منهم من ينظر بتلهف و منهم من ينظر بلامبالاة ، كان الجو هادئ عدا من نحيب السيدات وهم يحتضنون شقيقهم الغائب منذ ثلاثون عام..
محمود وهو يحاوط شقيقاته:
– خلاص بقا كفاية عياط ما انا هنا اهو
شقيقته ببكاء قوي:
– بعد ايه يا محمود؟ تلاتين سنة منعرفش عنك حاجة انت و مرتك و بتك ده لولا المكالمة اللي بتكلمها لأمك كل شهر مكناش عرفنا انت عايش ولا كيف احوالك
تنهد بحزن فهي محقة ولكنه كان يخشى عليهم من بطش والده اذا علم بتلك المكالمة ، هبطت الدرج بإرتجاف فمنذ مدة كبيرة لم تستمع لكل تلك الأصوات بمنزلها ، اقتربت منهم وهي ترى عدد كبير يجلس بالبهو فأرتجف قلبها من فرط السعادة و كاد ان يختل توازنها لولا حفيدتها بدور التي كانت تسير بجانبها..
فاطمة بعدم تصديق وهي تقترب منهم و دموعها تملئ اعينها:
– محمود!!
وقف بسرعة و هرول إليها كالأطفال يحتضنها بقوة فبكت وهي تقبل كل انش من وجهه و تحمد الله انه مد في عمرها حتى رأته مرة أخرى ، مرت تلك اللحظات الحميمية و جلس الجميع مرة أخرى بإنتظار عبد التواب..
والدة مليكة بهمس:
– رني على الزفتة اختك شوفيها هي فين ، احنا بقينا الساعة 8
ريتال بضيق :
– ريحي نفسك هي مش جاية ، هي عملت الشويتين دول عشان بس نسافر احنا و نسيبها
والدتها بحدة و خفوت:
– نهارها شبه وشها ان شاء الله ، قوليلها ماما بتقولك لو مبقيتيش هنا في خلال ساعتين هقطم رقبتك
زفرت بعنف و أخرجت هاتفها كي تكتب لها رسالة و ما أن انتهت و وضعت الهاتف جانباً حتى وقفت شاهقة وهي تراه يصافح والدتها..
ريتال بحدة:
– انت بتهبب ايه هنا
هو بحدة:
– انتي لسة قليلة الادب من الصبح!
فاطمة بتوتر وهي تقف بينهم:
– في ايه يا ولاد
ريتال بحدة :
– فيه ان البيه جاي ورايا ، ايه مش كفاية رفدتني من الكلية جاي تفصلني هنا كمان
والدتها بشهقة وهي تضرب صدرها:
– انتي اترفدتي من الكلية!!
فاطمة بقلق :
– في ايه يا يونس مزعل بنت خالك ليه ، و انتو اتقابلتوا ازاي؟؟
ريتال بصدمة:
– بنت خاله؟؟؟؟ يعني الكائن ده يبقا ابن عمتي ، لالا اكيد بتهزروا!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زواج بالإكراه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى