روايات

رواية بعينيك أسير الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك أسير الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شهد الشوري

رواية بعينيك أسير الجزء السابع والعشرون

رواية بعينيك أسير البارت السابع والعشرون

رواية بعينيك أسير الحلقة السابعة والعشرون

– صبااح !!
كلمة ترردت بعقل صلاح عدة مرات كيف لا يعرف بهذا الاسم فصاحبته الخطأ الوحيد الذي ارتكبه بالماضي و ذلك الخطأ كاد ان يدمر عائلته و اسرته و يفقد زوجته التي عشقها !!!
نظرت احلام بصدمة له فبادلها هو نفس النظرة و ياسمين و يزن يتبادلان النظرات بعدم فهم
فرددت ياسمين قائلة بتساؤل لوالدها :
مين صباح دي يا بابا !!
تنهد صلاح بعمق و نظر لأبنته بندم و قال :
صباح دي اقذ….شخصية ممكن تقابليها في حياتك
تنهد بحزن قائلاً :
صباح كانت خدامة هنا من زمان و في فترة من الفترات حصل بيني و بين والدتكم مشاكل كبيرة بسببها كنا هنطلق كمان و ساعتها مكنتوش انتوا جيتوا ع الدنيا لسه هي سابت الفيلا و راحت عند أهلها و في يوم أسود كنت راجع مش في وعي لما صحيت لقيتها في سريري و معرفش ده حصل ازاي ساعتها والدتك شافتنا سوا و طلبت الطلاق و المشاكل زادت بس كان فيه خدامة تانية حكت كل اللي حصل قالت انها شافتها و هي بتستغل اني كنت سكران و وهمتني اني عملت كده طردتها و فكرت ان الموضوع خلص على كده بس بعدها بفترة انا و امكم الأمور اتصلحت ما بينا و كانت حامل بس..
تنهد متابعاً بحزن :
بس اتهجمت على امكم في غيابي و فقدنا اخوكم قبل ما يشرف ع الدنيا ، ساعتها دخلت السجن و خدت حكم من بعدها معرفش اي حاجة عنها ، معرفش أصلاً انها كانت مخلفة حتى عاصم يعرف الموضوع ده لأن هو اللي تابعه بنفسه زمان !!!!
رددت بسمة بحزن :
بس هي كانت مفهمة نادر و ماما ان حضرتك كنت مواعدها بالجواز و ضحكت عليها و اتجوزت غيرها و أنها لما جت عشان تنتقم منك عشان شرفها سجنتها سنين و نادر كان عاوز ينتقم من حضرتك عشان فاكرك كنت سبب بعد امه السنين دي كلها عنه و فكر انك انت اللي بعت ناس يقتلوها في السجن عشان متفضحكش !!!
نفى صلاح برأسه عدة مرات و قبل ان يتحدث صرخت احلام عليها بغضب و احتقار :
الوس…..اللي فيكي و في الزفت نادر ربنا ينتقم منه مش جاية من بره ، انتي و هو دمرتوا حياة ولادي قوليلي ايه اللي ممكن أعمله فيكي غير الموت عشان اشفي غليلي منك انتي و هو !!!
كان يزن يقف مكانه مصدوماً و كذلك ياسمين بينما أحلام دفعت بسمة بقسوة للخارج مغلقة الباب بوجهها بينما صلاح ردد بغضب ليزن :
هي دي اللي سبت همس عشانها و اللي جيت انهاردة عشان تطلب رضايا انا و امك عشان تتجوزها ، طلعت زبالة و لا تسوى و ضيعت سنين عمرك عليها !!
تمسكت ياسمين بيد والدها قائلة بحزن و شفقة :
بابا كفاية عشان خاطري ، يزن كمان ضحية زيي !!!
رد عليها بغضب :
لأ مش ضحية ، ايه اللي يجبره يسيب بنت لوحدها في موقف زي ده ، حد ضربه على ايده لأ هو اللي اختار بنفسه ، اللي بيحصل انهاردة و بيعيشه ده ذنب همس و اللي عمله فيها بسبب انانيته !!!
غادر يزن يمشي تائهاً بالشوارع و كلمات والده تتردد بأذنه و هي الحقيقة ما يحدث له ذنب همس !!
……
تفاجأت والدتها ما ان فتحت باب المنزل بهيئتها المزرية الدموع تنساب من عيناها و يسيل منها الكحل الأسود ترتدي ثيابها بأهمال كذلك حجابها امامها حقيبة ملابس كبيرة
ضربت سميحة بيدها على صدرها مرددة بفزع :
يلهوي مالك يا بنتي ، حصل ايه ، و ايه اللي عمل فيكي كده !!!
ارتمت بأحضانها والدتها تبكي بقوة و من بين شهقاتها العالية استطاعت ان تسمع والدتها فقط :
قصي طلقني يا ماما !!!
شهقتها والدتها مرددة بصدمة :
يا مصيبتي ، طلاق ايه !!
لم تشعر بعدها سوا بتراخي جسد ابنتها بين يديها فاقدة للوعي فسقطت بها ارضاً تنادي على زوجها النائم بصوت عالي و فزع فركض الآخر مفزوعاً مردداً بقلق و خوف :
سميحة في…….
توقف عن الحديث مردداً بفزع و هو يحمل جسد ابنته للداخل و خلفه زوجته :
حصل ايه يا سميحة !!!
رددت بنحيب و هي تساعده و تعدل جسد ابنتها على الفراش و تضع الغطاء عليها :
والله يا اخويا ما اعرف قالت قصي طلقني و بعدها لقيتها وقعت من طولها جيب العواقب سليمة يارب !!
التقط كمال زجاجة المياه و بدأ بنثر القليل على وجه ابنته بينما سميحة تفرك كف يدها دقيقتان و بدأت تفتح عيناها ببطئ سرعان ما تذكرت ما حدث و بدأت تبكي و تنتحب بقوة
فسألها كمال بقلق و هو يربت على رأسها :
مالك يا بابا ، فيكي ايه و قصي ازاي يسيبك تنزلي بالحالة دي و طلاق ايه اللي امك بتقول عليه !!
سيلين ببكاء شديد و ندم :
قصي طلقني يا بابا !!
سألها بصدمة و عدم تصديق :
طلقك ليه ، ايه اللي حصل بس
لم تجيب فسألها بنفاذ صبر و قلق :
ما تنطقي يا بنتي فهمينا في ايه !!!
قصت عليهم ما حدث من البداية فرددت سميحة بنحيب لزوجها :
كلمه يا كمال ، قوله يخزي الشيطان و مايهدش بيتهم عشان غلطة ، ساعة شيطان و راحت لحالها خلاص
رد عليها كمال بسخرية وحدة وهو يضرب كف بأخر :
اكلمه اقوله ايه يا سميحة ، اقوله بنتي معرفتش اربيها ، بنتي اللي دايمًا جايبه المشاكل لنفسها و خربت بيتها بأديها ، اقوله يرجع بنتي اللي غلطت في جوزها و قالتله مش راجل و عيبت فيه
صرخ بأخر حديثه بغضب :
اكلمه اقوله ايه و لا ايه ، الراجل مغلطش الغلط مننا احنا اللي معرفناش نربي بنتنا كويس يا سميحة
قال ما قال ثم رحل صافعاً الباب خلفه بقوة تاركاً الاثنتان ينتحبون بشدة احدهما نادمة و الأخرى تخشى ما سيحدث بعدما يسمع الناس بخبر طلاق ابنتها للمرة الثانية !!!
…….
كان عمار يجلس بجانب فراش سفيان بالمستشفى فبالأمس عندما واجه صعوبة في التنفس و كاد ان يختنق على الفور ذهب به لأقرب مستشفى و ها هو يجلس معه منذ الأمس و ما ان علم قصب جاء على الفور و هو الآن بالأسفل يحضر أكواب القهوة لكليمها
اخذ منه عمار خاصته قائلاً :
قصي روح انت بقى زمان سيلين لوحدها و قلقانة عليك انت بايت هنا من امبارح
رد عليه قصي ببرود :
متخافش مش هتقلك ، طلقتها !!!
انتفض عمار واقفاً مردداً بصدمة :
طلقتها انت بتقول ايه يا قصي و بتقولها ببساطة كده عادي و لا كأنك عملت مصيبة
قصي بضيق و هو يكور قبضة يده :
طلاقي ليها مش مصيبة ده العقل بعينه ، بعد اللي حصل منها طلاقي ليها قليل اوي
سأله عمار بغضب :
عملت ايه يعني انتوا الاتنين بتحبوا بعض و بعد سنين بعد اتجوزتوا تقوم بسهولة مطلقها بعد شهور من جوازكم ، فين العقل يا قصي !!
ردد قصي بغضب :
قولها هي الكلام ده بس مش هيحوق اصل مفيش عندها عقل خالص هي اللي هدمت حياتنا و قضت على اي فرصة ممكن تجمعنا مع بعض من تاني !!
قال ما قال ثم خرج من الغرفة غاضباً و اخذ يلكم الحائط بيده بعنف حتى نزفت يداه !!!
بينما عمار ضرب كف بأخر لا يفهم ما يحدث آخر طلق زوجته فجأة و اخر يركض على فراش المستشفى و أخرى تزوجت بالأمس بات يرى أشياء غريبة ترى ما سيحدث اليوم ايضاً !!!
……
ما ان علمت فريدة بما حدث لسفيان ذهبت له على الفور و أخذت فريدة تربت على خصلات شعرها بحنان مرددة بمواساة و غضب من ميان :
ما تزعلش نفسك يا سفيان ، دي متستاهلش اللي انت عامله في نفسك ده ، عمرها كل حبيتك لو كان صحيح بتحبك كانت هتسامحك لكن دي كأنها ما صدقت و راحت اتجوزت !!
أبعد يدها عنها بجفاء مردداً بغضب و صدمة :
طب قولي كلام غير ده يا فريدة ، لو حد مشكوك في حبه فهو انا مش هي ، انتي سبب من اسباب دمار حياتها و انا قبلكم كلكم
ثم تابع بقهر و ندم :
انا اللي بعتها الأول يا فريدة ، انا اللي خدتها بذنب مش ذنبها ، انا اللي سمعت كلام عليها و صدقته من غير ما اسألها حتى ، كأني ما صدقت و روحت فوق كل ده اتجوزت غيرها
رددت بغضب و كره :
انت لسه بتدافع عنها ، حد غيرك المفروض يشكك في حبها ليك ، دي اتجوزت غيرك بعد ما كانت قرفانا كل شوية انها بتحبك و م….
قاطعها قائلاً بحدة و غضب :
فرق كبير بين اللي انا عملته و هي بتعمله ، اللي هي بتعمله رد فعل ع اللي انا عملته يا فريدة
ثم تابع مواجهاً اياها بالحقيقة :
كفاية بقى تيجي عليها عشاني ، استغلتيها زمان علشاني و كنتي بتحبيها و لما خرجت عن سيطرتك و كلامك بطل يجيب معاها نتيجة بقت عدوتك ، خليكي صريحة يا فريدة و واجهي نفسك بالحقيقة ميان اتظلمت و اللي هي بتعمله دلوقتي نقطة في بحر من اللي عملته فيها !!
…….
استيقظ في اليوم التالي بعد ان قضى الليل كله يفكر بما هو مقبل عليه ، اغمض عينيه متذكراً ما حدث في المساء عندما انتهى الزفاف !!
ما ان دخلت برفقته من باب المنزل و ودعهما عائلتهما كانت تحك جلد يدها بعنف و شعرت بالندم لأنها خطت تلك الخطوة و هي ليست مستعدة لها تماماً انتفضت بذعر مبتعدة للخلف عندما وضع يده على كتفها برفق
ردد بلين و رفق و هو يهدأ من روعها منه :
مالك اتخضيتي و خوفتي ليه ، مش بعض والله
نفت برأسها قائلة بتوتر ملحوظ و خوف :
مش بخاف
ابتسم بزاوية شفتيه قائلاً بهدوء :
طيب ادخلي غيري هدومي على ما اجهز العشا
كادت ان ترفض لكنها فكرت ان رفضت لن يكون امامها وقت تضيعه حتى تتهرب مما هي مقدمة عليه اومأت برأسها ثم دخلت مباشرة للغرفة تغلق الباب خلفها بالمفتاح شعر بالضيق من حركتها تلك
بعد وقت ليس بقصير كانت تجلس على الفراش تحرك قدمها بتوتر و هي تقبض بيدها على طرف بيجامتها السوداء الحريرية
صوت طرقات على باب الغرفة فانتفضت بمكانها قائلة بتلعثم :
اا…ن…نعم
سألها بقلق :
انتي كويسة ، اتأخرتي ليه !!!
خطعت بصعوبة تجاه الباب تفتحه بتوتر و ما ان فتحته نظر لها فارس مطولاً و نظرات الاعجاب و الهيام بجمالها واضحة بعيناه ازاحت بيدها خصلات شعرها خلف اذنها بحرج و توتر من نظراته
ابتسم قائلاً بهدوء :
يلا العشا جاهز
اومأت له و خطت أمامه بتوتر نحو طاولة الطعام تجلس عليها بتوتر جلس هو الآخر يراقبها كيف ترتجف يداها من التوتر و من الحين للأخر تحك جبينها بتوتر
تنهد بعمق ثم وقف قائلاً بهدوء ليرحمها من الخوف الذي يستحوذ عليها :
انا تعبان و هموت و أنام هدخل أغير هدومي
اومأت له سريعاً و ما ان دخل للغرفة تنفست براحة انتظرت مكانها ما يزيد عن النصف ساعة بعدها مشت على اطراف اصابعها و فتحت باب غرفته ببطىء شديد و حذر ما ان رأته نائماً على الفراش و الاضواء مغلقة ابتسمت بسعادة ثم عادت تلملم الاطباق سريعاً ثم نظفت الطاولة و دخلت لغرفة أخرى مجاورة له تنام براحة تعلم انها مؤقتة لكن المهم ان اليوم مضى !!!
بينما هو شعر بها و لم ينم طوال الليل يفكر في القادم يبدو ان امامه الكثير و النتيجة غير مضمونة سيفشل او ينجح و هو يتنمى حقاً الأخيرة فأن حدثت الأولى سيكون مؤلماً جداً و صعب !!
……
في المساء توالت الزيارات عليهما من اقاربهما جذبت همس ميان لغرفتها فلحقت بهما لينا و أغلقت الباب خلفها فغمزتها همس مرددة بمشاكسة و هي تجلس على الفراش :
مبروك يا عروسة
منحتها ميان ابتسامة صغيرة كانت لينا تنظر لها بعتاب فسألتها ميان بحزن :
انتي لسه زعلانة مني !!
اشاحت بوجهها بعيداً مرددة بضيق :
انتي شايفة ايه
اقتربت منها ميان تعانقها عنوة مرددة باعتذار :
حقك عليا متزعليش مني
تنهدت لينا قائلة بحزن :
مش زعلانة منك يا ميان ، انا زعلانة عليكي شيفاكي ماشية في طريق اخرته وجع ليكي اكتر من الأول
رددت ميان بسخرية مريرة :
مش هيجرى اكتر من اللي جرى
نفت لينا برأسها مرددة بحدة تواجهها بالحقيقة :
لأ هيجرى ، هتظلمي حد زي ما انتي اتظلمتي زمان ، دخلتي فارس جوه انتقامك من سفيان و الكل عارف انه اتجوزك مش جواز صالونات و لا معرفة لا هو حاسس ناحيتك بمشاعر و قبولك للجواز معناه انك عطتيه أمل ان ليه فرصة معاكي
ثم سألتها بسخرية :
يا ترى بقى و انتي بتفكري تنتقمي ازاي من سفيان فكرتي بفارس و لا بقيتي انانية زيك زيهم مفرقتيش عنهم حاجة
قبل ان تتحدث ميان سبقتها لينا قائلة بحدة :
هتقولي ظلموني هقولك انتي كمان بتظلمي فارس
هدأت همس من الحدة بينهما قائلة بلوم :
كفاية يا لينا مش وقته الكلام ده
جلست ميان على الفراش خلفها تضع رأسها بين يديدها حزينة فاقتربت منها لينا قائلة بحزن و رفق :
متزعليش مني انا بقول كده والله عشان خايفة عليكي و يهمني مصلحتك
رددت ميان بحزن و هي ترتمي باحضانها :
من غير ما تحلفي انا عارفة و متأكدة ان ده اللي يهمك يا لينا
غيرت همس من الموضوع قائلة بمرح :
المهم سيبك من ده كله هتقضوا شهر العسل فين
– شهر عسل !!!
قالتها ميان بتوتر و تعجب
سألتها همس بحماس :
ايه مستغربة ليه ده الطبيعي ، انتوا ما اتفقتوش هتروحوا فين و لا ايه !!
نفت برأسها بضيق فقالت همس :
طب حطوا من ضمن القايمة جزيرة بالي طول عمري نفسي اروحها يخربيت جمالها
رددت لينا بهيام هي الأخرى :
عندك حق حلوة اوي أنا كمان هموت و اروح
رددت ميان بفتور :
بس انا مش عايزة اروح في اي مكان !!
صمت الاثنتان بحزن لطالما كان هذا حالها منذ ما حدث لا ترغب بأي شيء و لا تريد شيء و لم توافق على السفر إلى شرم الشيخ إلا لأن همس تحتاجها !!
…….
بعد ان غادر الجميع دخلت للغرفة على الفور تغلق الباب خلفها تنهد هو بضيق ثم جلس على الاريكة يشاهد التلفاز بملل هو ليس ممن يفضلون الجلوس بالمنزل لوقت طويل يشعر بالملل حقاً
يريد ان ينزل ليذهب لأي مكان لكن لو توافق هي اغلق التلفاز ثم اقترب من الباب حاسماً امره سيطلب منها المجيء طرق ثلاث مرات ففتحت له قائلة بتوتر متحاشية النظر له :
نعم يا فارس ، كنت محتاج حاجة
سألها بابتسامة و كلمات ذات مغزى :
مش زهقانة خصوصاً و انتي قاعدة في الاوضة لوحدك من امبارح
كان ما يقصده بحديثه ان تجلس معه لا اكثر لكنها ظنت انه يتحدث عن نومها بغرفة أخرى و انه يريدها ان تصبح زوجته حكت يدها ببعضها بتوتر تحاول ايجاد عذراً لكنها لم تجد
سألها بحماس :
انا زهقان تعالي ننزل نتعشى بره و نقعد ع البحر شوية و لو عايزة تروحي اي مكان مفيش مشكلة
نظرت لساعة الحائط قائلة بتعجب :
دلوقتي ، الساعة عشرة يا فارس
ابتسم قائلاً بعد اكتراث :
ايه يعني الساعة عشرة مش نص الليل و لا حاجة و حتى لو انتي نازلة مع جوزك ، إلا بقى لو انتي مش عايزة تنزلي معايا
ازاحت خصلات شعرها خلف اذنها قائلة بتوتر :
هدخل البس
اومأ لها بابتسامة ثم غادر هو الآخر يبدل ثياب المنزل بأخرى للخروج ارتدى قميص ابيض و بنطال من الجينز اسود خرجت هي الأخرى بنفس الوقت فضحك بخفوت ما ان رأى ما ترتدي و ابتسمت هي الأخرى فقد كانت ترتدي مثله بنطال اسود واسع يشبه التنورة و من أعلى كنزة بيضاء بأكمام قصيرة
مد يده لها لتتمسك بها شعرت بالحرج و بقت يده ممدودة ضمها مرة أخرى يعيدها بجانبه و هو يشعر بالحزن و الاحراج بينما ميان ما ان رأت تبدل ملامحه من الحماس للحزن لامت نفسها على ما فعلت
خطى خطوة للأمام فلحقت به تمسك بكف يده بتوتر نظر لها مبتسماً فتحاشت النظر له جذبها برفق خلفه مغلقاً الباب و هو يشعر بالحماس عكسها فقد فقدت الشغف بكل شيء تشعر بالفتور الشديد بكل ما حولها لم تعد كما كانت في السابق !!
……
كانت عليا تجلس على الفراش بجانب زوجها الذي يتفحص هاتفها مرددة بقلق :
رأفت فارس و ميان كل واحد فيهم كان نايم في اوضة امبارح
قطب جبينه قائلاً بتساؤل :
عرفتي منين !!
ردت عليه بحزن :
دخلت اوضة الضيوف عشان اظبط طرحتي في المراية لقيت هدوم لبنتك في الاوضة و كمان الفستان اللي كانت لابساه متعلق فيها
تنهد رأفت بعمق و صمت فعاتبته بضيق :
هو انا بقولك عشان تسكت يا رأفت
رد عليها بهدوء :
اللي بنتك عملته شيء متوقع ، لسه مخدتش عليه خصوصاً بعد الفترة اللي مرت بيها ، سيبيهم يصرفوا أمورهم سوا مع بعض و متتدخليش
ردت عليه بضيق :
ازاي مش عايزني اتدخل و أنا شايفة بنتي……
قاطعها قائلاً بهدوء :
بنتك مطلبتش النصيحة ده شيء بينها و بين جوزها يا عليا سيبهم يصرفوا امورهم سوا و مهما كان الوضع ده مش هيدوم كتير بنتك كل اللي محتاجاه شوية وقت انا متأكد
رددت عليا بغل :
منه لله اللي كان السبب طول ما هو عايش بنتي هتفضل تتعذب نفسي تنساه بقى و تبدأ من جديد
رد عليها رأفت بهدوء :
بنتك اتخلصت من حبه يا عليا لأنه اتحول لكره خلاص اللي ناقص بس انها تنسى و تتخلص من فكرة الانتقام منه
سألته بصدمة :
هي اتجوزته عشان تنتقم من سفيان !!
ضحك بخفوت قائلاً :
كنت فاكرك ازكى من كده يا عليا ، أكيد اتجوزته عشان تنتقم من سفيان ما هو مش معقول بنتك اللي زمان اتحايلتي ياما عليها توافق ع العرسان توافق على فارس وسط كل البلاوي اللي اتعرضت ليها
تنهدت عليا بحزن فربت رأفت على يدها قائلاً :
اطمني يا عليا ، فارس عارف بكل ده و عارف انها متجوزاه عشان كده انا فهمته كل حاجة قبل ما يتجوزا و قالي انه متأكد انها وافقت عشان كده
ابتسم متابعاً بهدوء :
قالي انا شاري بنتك و هفضل معاها و هحاول و مش هيأس دي هي اللي هتزهق مني و لحد ما يجي اليوم اللي بنتك تقول طلقني بلسانها ساعتها بس هبعد
رددت عليا بفرحة :
ربنا يهدي بنتك بس ، والله انا قلبي مرتاح لفارس ربنا يحميهم هما الاتنين و يهديهم لبعض
امن على دعائها ثم أغلق هاتفه و جذبها لأحضانه
هو حقاً يشعر بالتفاؤل من القادم حقاً فأهم شيء انه بزواج ابنته من فارس سيضمن ابتعاد سفيان عنها !!
…….
ما ان عادوا من الخارج كانت الابتسامة ترتسم على شفتيهما كادت ان تدخل للغرفة لكنه استوقفها قائلاً بابتسامة جميلة :
استني ايه رأيك نسهر شوية في البلكونة
اومأت له بتردد فقال و هو يشير للغرفة :
طب غيري هدومك على ما أعمل حاجة نشربها
اومأت له بصمت مر وقت قصير و كانت تجلس تنتظره جاء من خلفها فوجدها تضع يدها على كتفها يبدو انها تشعر بالبرد وضع الأكواب من يده على الطاولة بجانب الشرفة ثم توجع لغرفته و جاء بمفرش صغير اقترب منها ثم برفق حاوط كتفيها به
انتفضت بفزع عندما شعرت بيدين تلامس كتفيها هدأ من روعها قائلاً برفق :
ده أنا ، متخافيش
اومأت له ثم شكرته و هي تضم الغطاء عليها جاء بالأكواب ثم اعطاها واحداً و الاخر له طال الصمت لدقائق فسألها محاولاً فتح احاديث معها :
قوليلي صحيح انتي كنت طفلة عاملة ازاي ، يعني هادية و لا شقية !!
ضحكت بخفوت ثم سألته بابتسامة جميلة سحرته :
تفتكر انت كنت ازاي ، خمن كده
ضحك قائلاً بابتسامة :
كنتي طفلة مشاغبة و شقية الصراحة استبعد هادية دي خالص
اومأت له ضاحكة ثم سألته بفضول :
ليه خمنت كده !!
نظر لداخل عيناها قائلاً :
والدتي دايماً كانت تقولي انا و اختي و احنا صغيرين بكره تشوفوا الادوار هتتبدل الشقي فيكم بكره هيبقى الهادي و العكس مرت الأيام و فعلا كلاهما كان صح
تنهد متابعاً بابتسامة :
بس عندك عرفت ان مش ع الكل بيمشي الكلام ده ، اللي يشوفك دلوقتي و بهدوءك ده يقول كانت بنوتة شقية و هي صغيرة ، لكن من بعض المواقف اللي بسمعها من الكل قبل ما تمري بالفترة دي يعني كانت المواقف دي كلها شقاوة و حيوية يعني ده معناه انك كنتي شقية وانتي طفلة و حتى لما كبرتي
مازحته بابتسامة لطيفة :
كل ام بتقول لولادها نفس اللي مامتك قالته
ثم تابعت بحنين و اشتياق :
ماما كمان كانت بتقولي كده انا و مروان الله يرحمه هو كان هادي اوي و هو صغير و كنت أعمل كل مصيبة و التانية و هو يشيل مكاني
ثم تابعت بحماس و هو ينصت لها باهتمام كبير :
عارف زمان قبل ما التليفون التاتش يظهر بقى و اللاب و الحاجات دي كان ساعتها في كمبيوتر ماما كانت من الامهات اللي بتقول ايه ممنوع اللعب عليه في الدراسة و كانت تشيله من اوضنا و تدخله في اوضة الضيوف في مرة هي مشيت مع بابا و كنت انا مع مروان و الدادة في البيت لوحدنا
اعتدلت بجسدها تضم قدميها تقص له البقية بحماس خاصة عندما رأت انه منصت لها باهتمام :
اتسحبت براحة و دخلت اوضة الضيوف و شغلته بس فجأة لقيت الفيشة بتاعته ضربت و طلعت نار و الستارة اللي ورا اتحرقت الظاهر كان في حاجة بايظة فيها قعدت اصرخ أول واحد دخل عليا كان مروان بعدها الدادة دخلت وخرجتنا بره لما شافت النار مسكت في معظم الاوضة و اتصلت بالمطافي بابا و ماما طبعاً عرفوا و لما سألوا مين اللي عمل كده مروان خاف عليا و من نفسه قال انا اللي عملت كده ، يومها ماما عاقبته جامد قالتله مش هياكل معانا ع السفرة لمدة أسبوع و مفيش تليفزيون كمان
تنهدت بحزن متابعة بحنين لتلك الأيام :
عاقبت كمان نفسي زيه كنت باخد الأكل و أدخل اكل معاه و متفرجتش ع التليفزيون انا كمان ، على فكرة المصيبة دي مش حاجة جنب اللي كنت بعمله و العقاب اللي هو بيتعاقبه مكاني لحد ما كبرنا كان كده بيشيل عني دايماً لما مات حسيت بالخوف و الوحدة
ترحم عليه بصوت خفيض فأمنت على دعائه قائلة لتغير مجرى الحديث :
بصراحة مش عارفة اخمن انت بقى كنت هادي و لا شقي و انت صغير
– ليه !!
ردت عليه بصراحة :
عشان مش عارفة انت دلوقتي هادي و لا شقي يعني أول مرة شوفتك عند كارم كان باين انك هادي كده و رزين لكن بعد اللي حصل من شوية بسحب كلامي اصلك كنت مجنون ع الآخر
ضحك قائلاً بمرح و كلمات ذات مغزى :
في واحدة متبقاش عارفة طبع جوزها ستات ايه دي بس يا ربي بس ع العموم يا ستي كل يوم في نفس الوقت و نفس القعدة دي هحكيلك شوية عني و انتي نفس الكلام ايه رأيك
اومأت له بصمت فعاد هو يكمل حديثه بابتسامة :
كنت طفل هادي جداً عارفة الطفل الخنيق اللي هو تقيل في نفسه كده الكلمة تطلع منه بالعافية
اومأت له ضاحكة فتابع بمرح :
كنت انا بقى الطفل ده الكلمة تطلع بالعافية و تقيل كده في نفسي علطول قاعد بذاكر الولاد كلها يلعبوا بس أنا بقى قاعد وسطهم اتابع بس من غير ما اشارك ، كارم كان علطول بيتشل مني و من تصرفاتي لأن انا و هو عكس بعض تماماً الصراحة هو طول عمره كده الفرق انه عقل بس شوية صغيرين مش اكتر ، انا كل ما بفتكر تصرفاتي أصلاً زمان بقرف و اتغاظ من نفسي اوي
ثم تابع بحنين لشقيقته الراحلة :
بس اوركيد الله يرحمها كانت عكسي تماماً كانت شقية زيك و لما كبرت و أنا كبرت اتبدلت الأدوار هي اللي عقلت و انا اللي اتجننت
سألته بفضول و اهتمام :
أنت ليه مش عايش مع والدك و والدتك في شرم الشيخ و قاعد بعيد عنهم !!
رد عليها بابتسامة :
لأن والدي لما أشتري الاوتيل في شرم الشيخ كنت انا أسست مستشفى خاصة بيا هنا و متجوز و حياتي كلها هنا فكان صعب اسيب كل ده و أروح معاهم
سألته بفضول و اندماج بالحديث معه :
انا أعرف انك كنت متجوز بس معرفش حاجة عنها ليه سيبتوا بعض !!
تنهد بعمق قائلاً :
كانت بنت خالتي والدتي في فترة فضلت تلح عليا اتجوز و انا مش بالي الموضوع أصلاً بس عشان اريحها وافقت قولت بنت خالتي و متربين سوا و اعرفها و احسن ما اتجوز حد من بره ما اعرفش طباعه و اتجوزنا بس للأسف ما اتفقناش خالص و انفصلنا بهدوء
كانت على علم ببعض الأشياء من والدة كارم التي القت بكلمة ما بوسط الحديث انها زوجته السابقة كانت صعبة الطباع و كانت المشاكل لا تفارقهما طوال فترة الزواج و هنا احترمته و قدرت له ذلك الموقف انه رفض الحديث عن ابنة خالته و زوجته السابقة بطريقة غير لائقة
تلقائياً قارنت بينه و بين سفيان هي أيضاً كانت ابنة خالته و ماذا فعل بها خاض بعرضها اكثر من مرة أمام الجميع و اهانها بينما فارس عكسه تماماً !!
التقط كوب الشوكولاته الحارة الخاصة بها يعطيها اياها مردداً :
اشربي يلا زمانها بردت
اومأت له و بدأت ترتشف منها و ما ان انزلت الكوب ضحك هو بخفوت عندما تلطخت أعلى شفتيها بالمشروب على هيئة شارب
بعفوية انتقل بكرسيه ليكون على مقربة منها ثم مد يده تجاه شفتيها يزيله بأصبعه مردداً بضحكة مرحة :
زي الأطفال بالظبط
شعرت بالحرج و الخجل الشديد من فعلته في بداية الأمر كان لمسه لشفتيها حركة عفوية سرعان ما تحولت لرغبة ملحة بداخله للمسها و تذوقها ابتلع ريقه و هو محدقاً بها يمرر اصبعه عليها برفق كأنه يرسمها !!
حاوط بيداه وجنتيها بلحظة تغيب بها عقله مال برأسه قليلاً يريد تقبيلها لكن انتفضت هي واقفة مرددة بتوتر و حرج و هي تضع الكوب من يدها :
الوقت أتأخر أنا عايزة انام تصبح على خير !!
قالت ما قالت ثم فرت هاربة إلى غرفتها تغلق الباب خلفها بالمفتاح بعد ان رأت نظراته الراغبة بها شعرت بالخوف فأغلقت الباب بالمفتاح كضمان اذا حدث او صدر منه شيء !!!
بينما هو زفر بضيق و شعر بالحرج خاصة بعدما رأى نظرات رفض صريحة لقربه بعيناها و بنصرفاتها ليس خجل انما رفض !!!
…….
في صباح اليوم التالي
كانت همس تجلس بالمكتبة الخاصة بالجامعة تذاكر بعض دروسها بذهن شارد و حينما عجزت عن التركيز نزلت لكافتريا الجامعة تحتسي قهوتها و هي تتجاهل عن عمد همسات الجميع عليها و كم تتألم من ذلك !!
شعرت بأحدهم يجذب مقعداً بجانبها نظرت للفاعل لتجده كارم الذي ردد بابتسامة و غزل :
الجميل قاعد لوحده ليه
تنهدت قائلة بهدوء :
لينا مجتش انهاردة و كمان ميان أكيد مجتش فحضرت لوحدي و كنت بشرب قهوة و هكمل بقيت المحاضرات اللي عندي
ثم تساءلت :
انت بتدخل الجامعة هنا ازاي ده هنا بيطلعوا روحنا عشان ندخل لازم اللي يدخل معاه الكارنيه و لو حد معاه اثبات صلة القرابة و مش عارفة ايه !!
تراجع بظهره للخلف يضع قدم فوق الأخرى مردداً بفخر و غرور :
بيقولوا انه ظابط يا دكتورة نص كوم انتي نفسي أعرف هتشتغلي ازاي دكتورة و انتي ابسط الحاجات اللي المفروض تخمنيها معرفتيش ، دكاترة آخر زمن يا ناس !!!
سخرت منه قائلة بغيظ :
نيني ، خليني ساكتة و خلي الدفاتر مقفولة يا حضرة الظابط ، مش هيبقى حلو في حقك اللي هيتقال
رد عليها بلا مبالاه :
انا كلي مميزات يا حبيبتي مفيش عيوب
اومأت له قائلة بسخرية :
عندك حق بس مش غريبة ان راجل طول بعرض ظابط قد الدنيا لسه لحد انهاردة بيخاف من الفيران
رد عليها بتهرب :
محصلش دي كلها مجرد اشاعات !!
اومأت له قائلة بابتسامة واسعة :
اشاعات اه ، طب اكدب على حد ملكش معاه سابقة لا و منيلة بنيلة كمان انا فاكرة ان مرة و احنا صغيرين كنا بنلعب في اوضتك و لقينا فار طلعت تنط فوق السرير من الخوف و تصوب و تعيط اكتر مني ، ده حتى مامتك قالتلتي انك لسه بتخاف منهم لحد دلوقتي
ردد بقرف :
فرق بين الخوف و القرف يا مقرفة انتي بالسيرة اللي فتحتيها دي ، انا كان ليا حق اخاف انما انتي مكنتيش خايفة عشان كنتي من نفس فصيلتهم !!
رمقته بغيظ شديد فردد هو بابتسامة :
على فكرة الضحكة اللي رسماها على وشك دي و انك طلعتي من اللي انتي فيه ده بين يوم و ليلة الجو ده مش عليا ، انا عارف كويس انك الضحكة ظي قناع عشان متزعليش مامتك و سيادة اللوا
ابتلعت غضة مريرة بحلقها ثم اشاحت بوجهها بعيداً عنه فأداره له من جديد لتنظر له مردداً برفق و حب :
مثلي قدام الكل زي ما انتي عايزة بس عندي انا مش هتقدري لأني فاهمك اكتر من نفسك يا همس و عارف لما بتكوني مبسوطة بجد بتعملي ايه !!
تنهدت بحزن قائلة :
كلامهم و صوتهم و هما بيتهامسوا عليا بيقتلني يا كارم انا كل يوم بخرج من البيت بالعافية لو طلعت أشوف جيرانا اللي شمتان واللي زعلان عليا بتقهر
ثم تابعت بخزى من نفسها :
ساعات بتخطر بالي حاجات كتير عشان انتقم منه زي ما عمل فيا و الغريبه اني كنت معارضه ميان في اللي بتعمله ، بس مع الوقت لقيت جوايا نفس الشعور اللي هي حاسة بيه و نفسي أعمل كده
سألها بهدوء :
طب معملتيش كده ليه !!
ردت عليه بخزى :
مين قال لك اني ما حاولتش اعمل كده ، بالعكس حاولت مرة و احتقرت نفسي اوي بعدها و لقيت ان الشخص ده ميستاهلش مني كده ، ميستاهلش استخدمه أداة أحقق بيها انتقام و هو عندي اغلى من كده بكتير و ياما وقف جنبي و نفسي يسامحني لما يعرف اني فكرت في كده !!
صوته للحظات ثم قال بهدوء :
هو عارف يا همس ومسامح وكفاية انك اتراجعتي و قولتي انه عندك اغلى بكتير !!
نظرت له بتوجس للحظات هل يعلم انها قبلت التقاط الصور معه عندما كانوا بشرم الشيخ من اجل ان ترفعها على مواقع التواصل الاجتماعي و تثير غضب الآخر و تخبره انه افضل بدونه
اومأ لها قائلاً بابتسامة :
كنت عارف بتفكري في ايه و سكت عشان عارف مش هتكملي فيه لأن همس مش كده
ابتسمت له ممتنة فسألها مازحاً ليغير مجرى الحديث :
تعالي بقى نروح نتغدا سوا و بعدها اوصلك ع البيت بلا محاضرات بلا بتاع
ضحكت و هي تمشي بجانبه سرعان ما توقفت عندما ظهر يزن امامها من العدم يبدو انه يريد الحديث معها ستكون أول مواجهة كلامية بعد ما حدث !!!
الجميع ينتظر لهما بفضول مترقبين ما سيدور بينهما العروس و العريس الذي تركها بيوم الزفاف كيف ستكون المواجهة !!!!
…….
– بتعملي ايه !!!
قالها فارس بصوت ناعس بعدما خرج من غرفته ليجدها تقف بالمطبخ
ردت عليه بهدوء و هي تضع لطعام على الطاولة :
حضرت الفطار اغسل وشك و تعالى يلا قبل ما يبرد
اومأ لها و قبل ان يغادر التفت مرة أخرى قائلاً بابتسامة جميلة :
صحيح نسيت اقولك صباح الخير
ردت عليه الصباح بابتسامة صغيرة دقائق و كان يجلس معها يتناولون الافطار ردد بشهية :
شكله يفتح النفس
ثم التقط كف يدها يقبله مردداً بابتسامة حب :
تسلم ايدك
سحبت كف يدها بتوتر و خجل و التقطت كوب الماء ترتشف منه بحرج فابتسم هو عليها و بدأ يتناول الطعام سألها بفضول :
انتي بتعرفي تطبخي !!
نفت برأسها قائلة بأسف :
مش اوي حاجات و حاجات و اللي مش عارفاه اكتر من اللي اعرفه
ردد ببساطة :
الحال من بعضه يعني انا كمان بطبخ على خفيف
سألته بحذر :
انت زعلت عشان مش بعرف اطبخ !!
سألها أيضا بتعجب :
ليه قولتي كده
رفعت كتفها لأعلى قائلة :
أصل معظم الرجالة بيتضايقوا لما مراتتهم مايكونوش بيعرفوا يطبخوا
رد عليها بابتسامة و بكل بساطة :
انتي قولتي اهو معظم و بعدين في حاجات في الجواز أهم من الطبخ و الكلام ده حابة تتعلمي براحتك دي حاجة ترجعلك ، انا أصلاً متفق مع شغالة هتيجي تساعدك من الأسبوع الجاي طبخ و تنضيف و كله لو حابة تجيبي تاني معنديش مانع !!
ثم تابع بجدية :
انتي أصلاً متركزيش مع التفاهات دي و ركزي في دراستك عشان تجيبي تقدير كويس و اللي هو امتياز ان شاء الله ، لو حابة اشرحلك اي حاجة انا معنديش مانع في أي وقت تعالي
منحته ابتسامة ممتنة قائلة بشكر :
شكراً يا فارس ، انا مش عارفة اقولك ايه
رد عليها بابتسامة :
متقوليش و مش لازم شكراً على فكرة أنا معملتش حاجة اللي بقولوا ده الطبيعي و اللي لازم يحصل
اومأت له برأسها و شعرت بالتوتر و الارتباك عندما نظر لداخل عيناها مطولاً تصنعت الانشغال بالطعام فابتسم عليها و ابعد عيناه عنها ليرحمها
…….
بعد الإفطار كانت تنزل معه لأحد المكتبات لتشتري ما ينقصها من كتب و مراجع تحتاج إليها كانت تخرج من باب المكتبة برفقته و لم تنتبه لحفرة صغيرة أسفل قدمها فاستندت يدها تلقائياً على السور بجانبها و لسوء حظها كان عليه زجاج مكسور متناثر
صرخت بألم فهرع إليها يتفحص يدها بفزع ثم اخرج منديلاً يلفه حول يدها مردداً بقلق شديد و هو يجعلها تصعد للسيارة و الأخرى تبكي من الألم :
معلش استحملي خمس دقايق في مستشفى قريبة من هنا ، متبكيش معلش
كان يردد كلمات متاسفة على حالها طوال الطريق بالطبع مرت خمسة دقائق و كان يدخل بها للمستشفى لقسم الطواريء كانت الطبيبة تضمد يدها بينما هي تبكي بألم اقترب فارس جالساً بالقرب منها يمسح دموعها برفق فرددت بألم :
بتوجع اوي
رددت الطبيبة برفق :
حطيت بنج و مش هتحسي بحاجة !!
اومأت لها و هي تضغط بيدها على الفراش مر ما يقارب النصف ساعة و كانت تخرج من الغرفة تستند على يده لمحت بعيناها من بعيد سفيان يخرج من أحد الغرف برفقة عمار و فريدة و أيضاً قصي !!
لا تعرف ما السبب لكن ما ان رأته اشتعل لهيب الانتقام بقلبها فتمسكت بيد فارس قائلة برقة و صوت مجهد :
فارس ممكن تشيلني حاسة اني دايخة و مش قادرة امشي خالص
اومأ لها برأسه بدون تردد انحنى يحملها برفق مردداً بقلق شديد :
طب طالما لسه تعبانة تعالي نكشف تاني و لو كده ممكن تعلقي محاليل انا اصلاً……
قاطعته قائلة بهدوء :
انا بس محتاجة ارتاح يا فارس ، خدني ع البيت
اومأ لها ثم مشى بها وسط الجميع و أغلب النظرات مصوبة عليهما لكنه توقف ما ان رأى امامه سفيان يستند على يد قصي و عمار الذي ردد بصدمة :
انتوا بتعملوا ايه هنا ، ميان انتي كويسة !!
ردد سفيان بقلق هو الآخر و غيرة تنهش قلبه و هو يرى الآخر يحملها هكذا و الأخرى تحاوط عنقه بيدها :
انتي كويسة !!!
رد فارس و هو يشعر بضيق يحتل صدره فعندما نظر لداخل عيناه تهربت من النظر له كانت خجلة فعلم أنها فعلتها عن قصد لقد طلبت منه حملها لتثير غضب و غيرة الآخر
سأله عمار بقلق :
مالها ميان يا فارس !!
رد عليه بهدوء زائف :
كنا في مشوار و حطت ايدها على ازاز بالغلط فجينا نخيط الجرح
سألها قصي بهدوء :
انتي كويسة دلوقتي يا ميان !!
رددت فريدة بفظاظة :
ماهي كويسة وزي القردة اهي نازلين اسئلة فيها ليه
نظر الثلاثة لها باستنكار فردد فارس بتهكم :
طبعاً لازم تكون كويسة مش بعدت عن الهم اللي كانت عايشة فيه
كادت فريدة ان ترد لكنها لم يعطيها الفرصة و غادر ملقياً السلام على قصي و عمار فقط فرددت فريدة خلفهما بغيظ و غضب :
تلاقيها جت هنا مخصوص عشان تحرق دمه و تخليه يمرض اكتر سوسه البت و مش سهلة و سبحان الله ربنا رزقها باللي شبهها واد لسانه طويل و…….
قاطعها سفيان مردداً بحدة و هو يكور قبضة يده بغضب و غيرة :
خلصنا يا فريدة بقى خلينا نغور من هنا بقى !!
كانت النيران مشتعلة بقلب سفيان من الهيئة التي شاهدهم عليها منذ قليل سناريوهات كثيرة تخيلها هل اقترب منها ام لا ، هل سمحت هي له بذلك !!!
لكن ابداً لم ينسى نظرة التشفي و الانتصار التي رمقته بها قبل ان تغادر !!!
بينما فارس وضعها بداخل السيارة و طوال الطريق صامتاً و هي تنظر له من حين لاخر ترى كيف يقبض بيده على عجلة القيادة حتى ابيضت مفاصل يده
يبدوا انها ستواجه اول شجار معه ما ان تصل للمنزل لقد اخطأت و عليها تحمل ما سيصدر منه !!!
…….
خرجت من غرفتها بعد قضت طوال الوقت تبكي و تنتحب بقوة و الندم ينهش قلبها على ما فعلت كيف كانت حمقاء لتلك الدرجة كيف تشك بقصي بعد كل ما مروا به !!
دخلت على والدتها المطبخ و كانت الأخرى تطهو الطعام و هي تنتحب بقوة و حسرة اخرجت من باب الثلاثة زجاجة مياه و ما ان رفعتها لشفتيها شعرت بدوار حاد يصيبها جعلها تترنج بوقفتها و سقطت الزجاجة من يدها !!!
التفتت سميحة بفزع لتجد جسد ابنتها يتهاوى ارضاً صرخت بفزع تنادي بعلو صوتها على زوجها الذي ركض للمطبخ يحملها بين يديه للغرفة يحاول افاقتها لكن دون جدوى رددت سميحة بفزع :
اجري يا كمال هات الدكتورة اللي في الدور التاني البت مش كويسة خالص
ركض على الفور دقائق و كانت تجلس الطبيبة تفحصها بعد دقائق بدأت تستعيد سيلين وعيها فسألتها الطبيبة عدة اسئلة
ما ان انتهت سألها كمال بقلق :
خير يا بنتي طمنينا !!
ردت عليه بابتسامة بشوشة :
خير يا راجل يا طيب بنتك بس مجهدة شوية و انا شاكة في حاجة كده بس زيادة تأكيد تروحوا تعملوا تحليل و تكشفوا عند دكتورة
سألها كمال و سميحة بنفس الوقت بقلق :
حاجة ايه كفى الله الشر !!
ردت عليهما بابتسامة :
خير ان شاء الله بس الظاهر كده انها حامل !!!!
…….
بينما بفيلا ال مهران كان محامي العائلة يخبرهم بأسف شديد ذلك الخبر الصادم :
البقية في حياتكم ، نادر بيه اتوفى !!!!!
…….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بعينيك أسير)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!