روايات

رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل السابع عشر 17 بقلم سولييه نصار

رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل السابع عشر 17 بقلم سولييه نصار

رواية رفقا بي يا قاتلي الجزء السابع عشر

رواية رفقا بي يا قاتلي البارت السابع عشر

رواية رفقا بي يا قاتلي الحلقة السابعة عشر

الفصل السابع عشر (أحبك )
إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا
― نزار قباني
………..
قُرب اذان المغرب
توقفت سيارة مراد أمام المنزل …
نظر الى منار وقال:
-النهاردة اليوم كان حلو اووي صحيح ؟!
نظرت منار الى ابنتيها النائمتان وقالت بإبتسامة شاردة :
-ايوة كان حلو اووي …
اسعدها ان ترى أطفالها سعداء ….لطالما تمنت ان تكون تلك هي حياتهم …تمنت ان يتنزها كعائلة واحدة …ولكن الآن تشعر ان سعادتها ناقصة …تشعر ان تلك المبادرة من مراد قد تأخرت كثيراً….فبعض الأشياء أثرها يكون باهت عندما يفوت الآوان …وفات الآوان لمراد ان يصلح أي شئ
-يالا خلينا نطلع البنات عشان ميبردوش .
قالتها بنبرة باهتة فهز مرد رأسه وخرج ليساعد منار في حمل الفتيات ….
دخلا للمنزل وهما يحملان الطفلتين ليجد مراد والدته جالسة على الأريكة وهي تلهث بقوة محاولة التنفس ووجهها احمر
-أمي مالك ؟!
قالها مراد بهلع وهو يضع ابنته على الأريكة الكبيرة …اقتربت أيضا منار منها بقلق وقالت:
-مراد روح جيب البخاخة بتاعتها يالا بسرعة . …هتلاقيه في درج أوضة النوم بتاعتها هي وباباك…
هز مراد رأسه وهو يندفع لغرفة النوم بينما تجلس منار بجوار حماتها وتربت على ظهرها وتقول :
-اهدي يا حماتي …اهدي ….
نظرت صابرين الى منار والدموع تطفر من عينيها …رأت في عيني منار القلق الحقيقي …
أتى مراد وهو يحمل البخاخ ثم ساعد والدته كي تستنشقه ….لحظات وهدأت قليلا …ظل مراد ومنار معها حتى بدت انها بخير ..
حينها قررت منار الصعود وقالت:
-انا هودي ملك فوق عشان تنام وبعدين هنزل اخد ماسة…
-لا لا انا هجيبها دلوقتي وراكِ متنزليش تاني ..
هزت منار رأسها وصعدت بإبنتها فنظر مراد الى والدته وقال:
-ليه ما اخدتيش البخاخة …افرض مكناش.جينا دلوقتي كنتِ هتتصرفي ازاي …ايه اللي انتِ بتعمليه ده يا أمي؟! …
هزت صابرين رأسها والدموع تطفر من عينيها وقالت:
-مكنتش قادرة اتحرك يا ابني والله …
-طيب فين هنا ؟!مش كانت بتساعدك …؟!
أطرقت والدته برأسها ليكمل هو :
-أمي فين هنا مش كان مفروض بتساعدك …
انسابت دموع صابرين وقالت:
-والله يا بني أنا قولتلها بس علينا طبيخ.النهاردة لقيتها هبت في وشي زي البوتجاز ورفضت تساعد وطلعت وبعدها لبست وقالت رايحة عند امها ولسه مرجعتش ….
ضم مراد كفه بقوة وهو غاضب منها وقال:
-طيب أنا هتكلم معاها …أنا هطلع دلوقتي ماسة عشان متبردش
هزت والدته رأسها ثم كاد ان يحمل ابنته الا ان دخول هنا المنزل اوقفه ….
-مساء الخير ..
قالتها برقة وهو تقترب منهما…أمسك مراد ذراعها بقوة وهو يعتصره وقال:
-كنتِ فين يا هانم ؟!
-كنت عند ماما يا مراد ..أنا قولت لحماتي…
-وأنتِ يا حبيبتي متجوزاني أنا ولا متجوزة حماتك ..كان مفروض تستأذني مني …
أبعدت كفه برفق وقالت:
-ما أنا فعلا اتصلت بيك كتير يا مراد بس أنت مكنتش بترد وانا كان لازم اروح لماما …
ثم اقتربت من حماتها وقبلت رأسها وقالت:
-أسفة يا ماما على اللي عملته الصبح …أنا غلطت واستحق اي عقاب منك …ومن النهاردة ترتاحي وانا هعمل كل حاجة …
توسعت عيني مراد لتكمل هنا :
-انا ندمانة على اللي قولته وكنت حاسة بالذنب ولما قولت لماما بهدلتني …أنا فعلا زودتها سامحيني …
كانت صابرين تنظر إلى هنا التي طريقة كلامها تغيرت تماما ولكن كان هناك شئ …نظراتها كانت جافة وهي تنظر إليها بلا أي مشاعر …كانت تصطنع الاعتذار !!!
ابتسمت هنا مجددا وربتت على كفها وقالت:
-روحي ارتاحي دلوقتي يا ماما ..
ثم استدارت نحو مراد وقالت:
-وكمان بعتذر اني خرجت من غير إذنك ده مش هيحصل مرة تانية ..
…..
في الليل ….
كانت هنا متسطحة على فراشها بمفردها….مراد اليوم عند منار …لا بأس غدا سوف تحصل عليه ….كانت تلف خصلات شعرها الأشقر حول إصبعها وهي تتخيل اليوم الذي ستمتلكه فيه …اليوم الذي سيكون ملكها …ثم أغمضت عينيها وهي تحلم بهذا اليوم بينما ابتسامة سعيدة تزين شفتيها ….
…..
عند منار ومراد ..
كانت منار نائمة بعمق على فراشها بينما مراد ينام على الأريكة التي أحضرها للغرفة …كان يعجز عن النوم …يحترق للاقتراب منها ولكن نظراته دوما تمنعها …لم تقولها ولكن كلما حاول الاقتراب منها رأي النفور في عينيها …كيف تبدلت الأدوار ؟!هو متلهف وهي نافرة ؟!
فكر بيأس …فجأة نهض وهو يقرر أن النوم لن يأتيه ابدا واتجه إلى حيث تنام منار وتسطح بجانبها ….ثم بلطف جذبها إليه وضمها وهو يغمض عينيه وينام براحة وقلبه يدوي داخل صدره بسبب اقترابها منه …
…….
في اليوم التالي …
فتحت منار عينيها بسبب رنين المنبه لتنتفض وصوت ناعس يخترق عقلها :
-صباح الخير يا منور …
نظرت لتجد نفسها موضوعة على صدر مراد الرحب بينما تعانقه هي …
نهضت جالسة بإضطراب وهي تبعد خصلات شعرها عنها ….حاولت التكلم وسؤاله عما يفعله هنا ولكنها تراجعت ورمقته ببرود ثم نهضت بسرعة لتخرج إلى الحمام…
ابتسم مراد وقال:
-وراكي وراكي يا منور والله مش هسيبك !!!
…….
مر يومين حتى أتى يوم الاثنين …كانت هنا تتقرب فيه من حماتها وحماها وتسمع الكلام …صحيح لم تستطع اختراق الجدار الذي قرر مراد ان يضعه بينهما إلا أنها لم تستسلم وقررت أن تضرب ضربتها الثانية قريباً!!!
………
في فيلا تظهر عليها علامات الرقي الثراء …
دخلا منار ومراد إلى الحديقة الواسعة التي تقام بها حفلة عيد ميلاد أخ يونس الراوي ..عاصي الراوي
-انا مكنتش عايز اجي …
قالها مراد بضيق لتنظر إليه منار بضجر وتقول :
-مراد خلاص تقى اترجتني اجي وبعدين انت ليه مكبر الموضوع …
-مبتعجبنيش نظرات الراجل ده ليكي!!!
هزت منار رأسها بيأس …لن تجادله بهذا الموضوع….
-منار مبسوطة انك جيتي .
قالتها تقى بإبتسامة وهي تقترب من منار وتضمها ثم تصافح مراد …اتى يونس أيضا وصافحهما مبتسما بلطف كعادته…
-انا مبسوط بجد انكم جيتوا نورتونا ..
قالها يونس ثم أكمل :
-اتمنى يا استاذ مراد متكونش لسه زعلان مني …رغم انك انت اللي بهدلت وشى بالشكل ده ..
قالها مشيرا إلى الكدمة التي كانت ظاهرة على وجهه …ابتسم له مراد ابتسامة صفراء وقال:
-لا انا مش زعلان وقبلت اعتذارك خلاص …فين صاحب العيد ميلاد عشان نقدمله الهدية …
-أنا صاحب العيد ميلاد ..
قالها صوت أجش وهو يقترب منه ..اتسعت ابتسامة تقى وهي تمسك ذراع عاصي وتقول بحماس :
-ده عاصي ابن عمي وأخو يونس واصغر منه بتلات سنين …
نظر عاصي إلى تقى ببرود وقال:
-ابعدي ايديكي شوية …
أبعدت تقى فورا كفها بتوتر ..عبست منار وهي تنظر الى عاصي والذي كان أكثر وسامة من أخاه ولكن كان يبدو فظا للغاية وعينيه الزرقاء كانت خالية تماما من المشاعر ،
قدم مراد الهدية له وتكلموا قليلا …
ابتعدت تقى قليلا ويبدو عليها الحزن فتبعها يونس …..
وقفت أمام المسبح ودموعها تنساب على وجهها
-تقى …
قالها يونس وهو يقترب منها ممسكا ذراعها وجعلها تستدير له …تألم قلبه وهو يرى دموعها ومسحها برفق وقال:
-عاصي طول عمره قليل الذوق متزعليش منه حقك عليا أنا …
ابتسمت تقى وقالت:
-خلاص أنا مش زعلانة …
-خلاص مادام مش زعلانة تعالي بقا عشان نرجع للحفلة
ثم أمسك كفها وسحبها خلفه
………
بعد نصف ساعة من الحفل
كان مراد يضغط على الكأس بقوة وهو يرى هذا المدعو يونس يوجه كلامه لمنار فتدخل هو في الحديث ليبعد انتباهه عن زوجته وكل ما أراده الآن أن يخفيها عن عينيه ..نظرات هذا الرجل لا تعجبه….حسنا يعترف أن نظراته عادية ولكن لا يعجبه أن ينظر الى زوجته …لا يعجبه أبداً!!!
………
عادا اخيرا مراد ومنار من الحفل وكانت الفتيات قد نامت وطلبت صابرين منهما أن يتركان الفتيات بالاسفل ويصعدون لغرفتهما…
….
دخلا الشقة أخيرا وولجت منار الى الغرفة لتأخذ ثيابا لها ثم تستحم وتنام …وقف مراد في طريقها وقال بتجهم:
-منار أنا مش عايز اشوف البني ادم اللي اسمه يونس ده قريب منك تاني !!
-بتغير عليا ؟!
قالتها بخبث وهي تقترب بوجهها منه …عينيها الرمادية تتألقان بإنتصار …ابتلع ريقه وقال:
-طبيعي انا جوزك وبغير عليكي ولو شوفتك مرة تانية بتتكلمي معاه هقتـ لك وأقتـ له …
ضحكت بسخرية وكادت أن تبتعد الا انه امسك كفها وجذبها إليه واضعا كفيه على كتفيها كي لا تتحرك …
-ابعد.سيبني !!
قالتها بغضب وهي تحاول التحرر منه الا انه قال ونيران الغيرة تندلع من عينيه:
-متختبريش صبري يا منار….متتخي…
ولكنها قاطعته وهي تدفعه وقالت ؛
-متقلقش يا مراد أنا محترمة نفسي كويس ..وعارفة اني ست متجوزة …بس غريبة حر قتك فكرة اني اتكلم مع غيرك …معرفش أنت هتعمل ايه لما اتطلق منك …وساعتها هكون حرة تماما …
اعتصر ذراعها وقال
-ده مش هيحصل أبداً!!
اشتعل الرماد في عينيها وقالت:
-لا هيحصل أنا وعدتك.قبل كده أنك مش هتشوف الحب في عيوني تاني ووفيت بوعدي وهوفي بالوعد ده.كمان.!!!
ثم كادت أن تتجاوزه الا أنه امسك ذراعها مرة أخرى والصقها به ثم عانق وجهها وصب نظراته فيه نظراته …كانت غيرته حارقة…قال بنبرة خافتة خطيرة :
-أيوة بغير …شايفة اللي في عينيا دي غيرة …أنتِ ملكي …مراتي ومش هسمح ليكي تتسربي من ايدي يا منار حتى لو اضطريت احبسك هنا ..
-مراد ابعد !!
قالتها بإختناق وهي تحاول أبعاده ولكنه كبلها أكثر وقال:
-مش هتعرفي تتخلصي مني يا منار لاني هفضل وراكي لآخر العمر مكانك معايا وفي بيتنا ومع أولادنا …..مكانك في قلبي ….لاني بحبك ..أنا بحبك !!!
واعترافه بالحب اتبعه بقبلة عاطفية أودع فيه مشاعره الحقيقية !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رفقا بي يا قاتلي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى