روايات

رواية رحمه تقي الفصل السادس 6 بقلم سارة مجدي

رواية رحمه تقي الفصل السادس 6 بقلم سارة مجدي

رواية رحمه تقي الجزء السادس

رواية رحمه تقي البارت السادس

رواية رحمه تقي الحلقة السادسة

يقف غازي على بداية الأرض الزراعية يتابع ما يقوم به المزارعين فى تجميع المحصول و وضعه داخل السيارات
لكن عقله شارد و قلبه يشعر بالقلق و عدم الأرتياح
يشعر أن هناك رياح قوية سوف تقلب ذلك الهدوء الذي يملىء حياتهم و يبدد ذلك السكون
أيضاً يشعر بالقلق ينتظر إتصال رحمه على نار الشوق الحارقه … و كأنه شخص قد حكم عليه بالإعدام و ينتظر رأفة القاضي و إعطائه فرصة للحياة من جديد
أو كمذنب و عاصي يطمع فى قبول توبته و فتح صفحة جديدة … خالية من الذنوب
خرج من أفكاره على صوت بعض الفلاحين الذين أقترابا منه
لينتبه عقله لرد فعل أخيه حين أخبره بكل شىء … و الصمت المخيف الذي تحلى به حتى صباح اليوم
ماهر أقربهم لوالدته … دائماً يقوم بما تطلبه منه مهما كان عكس إيراداته كما حدث فى أمر زواجه
و سعاده أيضاً هو يشعر أن خلف هدؤها شىء لا يريحه خاصة فى علاقتها بماهر الصامته بشكل يثير الريبه و كأنهم أغراب و ليس زوج و زوجة تجمعهم الموده و الرحمه
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ظل على وقفته يتابع حديثها مع صديقتها … على وجهه إبتسامة راحة و هدوء … أطمئنان … فقط رؤيتها حولت حاله الذي كان عليه من خوف و ضياع و ضيق
إلى راحة و هدوء .. كيف هذا و هو لم يرى وجهها و حتى نظره عيونها … لا يعلم إذا كانت قد أنتبهت إليه من الأساس أو تتذكره
لكن صوتها الحاني الذي يطمئن صديقتها … ضحكتها الخجوله الذي يشعر بها بقلبه دون أن يراها يجعله يسعد و يشعر ببعض الأمل أن يحقق الله له المراد
غادر القاعة و جلس على أول مقعد رخامي ينتظر موعد محاضرته و بعدها لن يتراجع سوف يخبرها بكل ما بداخله و يترك الأمر فى يد الله و هو راضي بكل ما قسمه له
~~~~~~~~~~~~
دلف ماهر إلى غرفة والدته و حين أغلق الباب قال
– هنعمل إيه يا أمي ؟
رفعت ريحانه عيونها إلى ولدها و أبتسمت و هي تقول
– متقلقش يا ولدي … محدش هياخد مليم واحد من فلوسنا … و بعدين تاري القديم هاخده و بأيدي و إيدك يا حبيبي
أقترب ماهر و جلس أمام والدته و قال
– أول خطوه أيه ؟
– أول خطوه أنا عملتها النهارده … غيابي عن كل حاجة فى البيت و أخوك بالليل هيجي يقولك على الخطوة التانية إللى عملتها
قالت آخر كلماتها بابتسامة واثقة و عيونها تلمع بشر كبير ليقطب ماهر حاجبيه بحيره لتكمل هي كلماتها
– يلا قوم أنت شوف شغلك و لما تخرج قول لأبوك أني رافضه أكل أو أخرج من الأوضة
و غمزت له مع إبتسامة واسعة ليومىء بنعم و هو يتوجه إلى الباب و قبل أن يغادر ألتفت إليها و قال
– الفلوس دي حقنا يا أمي مش كده ؟
– عندك شك ؟ ده كل حاجة تحت إيدك أنت و أخوك من زمان
قالتها و هي ترفع حاجبيها بتكبر و تفتح ذراعيها على إتساعهم ليومىء بنعم و كاد أن يغادر لتقول بأمر
– أبعتلي سعاده … رجلي وجعاني أوى تدلكهالي يمكن ارتاح
ليرتسم التوتر على ملامحه لكنه لم يقل شىء أومىء بنعم فقط و غادر
لتمد ساقيها أمامها و أسندت ظهرها إلى الوساده و أرتسم على ثغرها إبتسامة سعادة يملئها التحدي يدفعه حقد دفين
~~~~~~~~~~~~~
لمعت عيونها … و لم تعد تحتمل دقات قلبها التي تصل إلى أذنيها تصمها عن أي شىء آخر
توترت نظراته … رعشه يديه التى تلاحظها صوته الذي يظهر كم هو سعيد رغم تلك الرعشة البسيطة التي توضح كم هو قلق و متوتر
كانت رُبىٰ تتابع كل ما يحدث بابتسامة صغيرة سعيدة فحقاً هي تتمنى السعادة لرحمه
قلبها الأبيض يستحق كل خير
كان لسانه يخبر الطلبه بما يعلم من معلومات قد حفظها عن ظهر قلب
لكن قلبه يطوق حول من ملكت قلبه و روحه و أسرت عينيه
أنهى المحاضرة بشكل سريع و ظل واثق فى مكانه يجمع أغراضه ببطىء شديد
و حين لمحها تستعد للمغادر ترك كل شىء و أقترب منها سريعاً وقال
– آنسه رحمه
وقفت مكانها تشعر بالتوتر ، الخجل و بدأ جسدها فى الإرتعاش برهبه ليقول من جديد
– ممكن أتكلم معاكي لدقايق بس
قالت رُبىٰ وهي تتحرك مبتعده عن مكان وقوفهم
– هستناكي عند الباب يا رحمه
كانت تود لو تقتلها الأن … كيف تتركها بمفردها فى هذا الموقف لكن صوته جعلها تنظر فى إتجاهه بخجل شديد
– حمدالله على سلامة والدك
– الله يسلم حضرتك شكراً لذوقك
أجابته بخجل لكن صوتها ورغم أنه كان أقرب إلى الهمس جعل دقات قلبه تتصارع بعنف و قسوة و أنفاسه تتلاحق كمن يركض فى سباق و عينيه تلمع كعيون طفل صغير يشاهد أجمل أنواع الحلوى
أخذ نفس عميق و قال و هو يمد يديه بهاتفه أمامها
– أكتبلي رقم والدك
رفعت رأسها تنظر إليه بزهول … ليرفع عينيه لتلتقي بخاصتها التي ترتسم بداخلها الحيره و الأندهاش ليخفض رأسه سريعاً و قال
– أكتبي الرقم … وقفتنا كده مش صح و مش هقبل أن حد يتكلم عنك نص كلمه
مدت يدها المرتعشة تمسك هاتفه وكتبت رقم والدها و أعادته له من جديد ليقول و هو يتحرك من أمامها
– خلى بالك من نفسك
لتبتسم إبتسامة صغيرة و رفعت عيونها إلى رُبىٰ التى تنظر إليها بسعادة كبيرة
~~~~~~~~~~~~~~~
حين وصلت إلى البيت أستقبلتها كريمة بترحاب خاص جداً جعل رحمه تشعر بالأندهاش و الصدمة
– حبيبه قلب ماما و حياة ماما
رفعت رحمه النقاب و قالت باندهاش
– فى أيه يا أمي ؟ أنتِ ناويه تدبحيني على الغدا و لا أيه ؟
لتضربها كريمه على كتفها و قالت
– بعد الشر عليكي يا حبيبة ماما
ثم حاوطت خصرها و هي تسير بها فى إتجاه غرفتها و قالت
– عايزاكي النهارده تلبسي أحلى فستان عندك عايزاكي تكوني زي القمر
رفعت رحمه حاجبيها باندهاش و قالت
– هو فى أيه يا ماما ؟ أنا مش فاهمه حاجة ؟
جلست كريمه على السرير و هي تقول
– فى واحد أتصل بأبوكي النهارده و طالب معاد ، و أبوكي قاله يجي الساعه ٨
ظلت رحمه صامته تفكر أيعقل انه هو … هل أتصل بوالدها مباشرة بعد أن تركها
لتتذكر إنه حين غادر كان يضع الهاتف على أذنه … أنتبهت لصوت والدتها و هي تقول
– ألبسي الفستان الأزرق بيكون حلو أوى عليكي
لتبتسم رحمه إبتسامة صغيرة و أقتربت تجلس جوار والدتها وقالت
– عيوني يا كركر يا جميلة أنتِ بس لازم تعرفي أنى هخرج بالنقاب
لتلوى كريمة فمها بضيق لتقول رحمه سريعاً
– بصي يا حبيبتي أنا هخرج بالنقاب علشان هو شخص غريب مش من محارمي … بس لما بابا يإذن ليا أنى أرفع النقاب علشان هو من حقه شرعاً يشوف شكلى دي إسمها رؤية شرعية هرفعه ماشي .
أومئت كريمة بنعم ثم قالت
– هقوم أنا بقى أحضر الضيافة و أنتِ خدي دش و أرتاحي كده علشان تبقي فايقه و أنتِ قاعده معاه
– مش عايزه مساعده يعني ؟
سألتها رحمه ببعض المشاغبة … لتنحني تقبل جبينها و هي تقول
– لأ … أنتِ النهارده عروسة
و غادرت الغرفة ليظهر التفكير على ملامح رحمه الهادئة ثم أغمضت عيونها بعدة ثواني ثم قالت
– اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ماعلمت منه وما لم أعلم.
~~~~~~~~~~~~~~~~
عادت رُبىٰ إلى منزلها و قلبها بين سعادة كبيرة برغبة غازي فى الزواج منها … و بين خوفها من عمها و ولده و ما سيحدث منهم
و ما ينتظرها الأن و ككل يوم
دلفت من باب البيت لتجده يجلس هناك كما أعتادت منه ينتظرها حتى يضايقها
ظلت تدعوا الله و هي تردد تلك الآيه الكريمة (( وَجَعَلْنَا مِنۢ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَٰهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ))
ليقف سمير ينظر إليها نظراته المقززه التى تجعل قلبها يرتعش خوفاً و جسدها ينتفض ذعراً
– حمدالله على السلامة يا بنت عمي ليكي وحشه و الله .
صعدت درجتي من السلم و عيونها ثابته عليه تحاول تخمين حركته القادمة و أين ستكون لمسته تلك المرة ليرفع يديه لتنتفض هي صاعده ثلاث درجات أخرى و هي تصرخ بصوت ضعيف ليضحك هو بسعادة كبيرة و قال
– أنا مش عارف مالك بس و على طول مركبالي الوش الخشب ليه فكي كده و خليكي ريلاكس
ضمت حقيبتها إلى صدرها و هي تقول
– إزيك يا أبن عمي … يارب تكون بخير
ليضحك بصوت عالي و هو يقول
– نفسي أسمع أسمى من بين شفايفك يا قمر
و أقترب منها خطوه و مد يده يمسك يديها لتنتفض و تسقط على السلم ليقول هو بابتسامة ذئب جائع ينظر إلى فريسته بانتصار
– هيبقى من بين شفايفك زي المزيكا
أغمضت عيونها حين أقترب أكثر منها لكن أراد الله أن يخلصها من كل هذا ففتحت والدتها الباب لتجد هذا المنظر أمامها لتقول بصوت عالي
– أنت بتعمل أيه يا سمير ؟ مش عيب كده ؟ يا ابنى دي بنت عمك مش بنت من الشارع علشان تعاكسها فى الرايحة و الجاية
وقف سمير ينظر إلى زوجة عمه و قال
– عندك حق يا مرات عمي … بس أنا أولى من الغريب ببنت عمي و أنتِ و هي منشفين دماغكم و أنا بحاول ألينها ليها مش أكتر
ثم إبتسم بخبث و هو ينظر إلى رُبىٰ و قال
– حقك عليا يا بنت عمي … أمسحيها فى دقني
و نزل درجات السلم و غادر المنزل لتغمض رُبى عيونها و أنحدرت تلك الدمعات التي تحرق قلبها و روحها قبل عيونها
أقتربت منها والدتها تساعدها على النهوض و هي تقول
– ربنا يرزقك يا بنتي بابن الحلال إللى يريحنا من القرف ده كله و يقف قدامهم بقي و يلمهم عننا
و بداخل قلبها كانت تدعوا أن لا يتخلى عنها غازي حين يعلم كل شىء من رحمه … فهو أملها و كل أمالها
~~~~~~~~~~~~~
كان يستمع لكلمات من يقف أمامه بغضب شديد
هو يعلم جيداً و يفهم الأن كل شيء
لكن على وجهه يرتسم الهدوء و ملامح بارده لا تدل على شىء و تداري تلك النيران الغاضبه
و حين إنتهى من يتحدث اليه من حديثه قال ببرود
– يعني أنت عايز أيه دلوقتي يا خال ؟
– فلوسي يا واد أختي
أجابه عبد السميع بابتسامة سمجه ليقول غازي من جديد
– و أيه إللى جد علشان تطلب فلوسك يا خال .. بقالك سنين ساكت على حقك ده ليه ؟
ليضحك عبد السميع و قال
– أهو جه وقتهم و دول حقي و عايزهم
ليقف غازي و قال بصوته الرخيم و بثبات جعل من يجلس أمامه يشعر بالرهبه
– الخميس الجاي تجيب الورق إللى يثبت حقك ده و تيجي مجعد الحج راضي تطلبه بأدب
ثم أنحنى ينظر إلى عمق عينيه و قال بابتسامة مخيفة
– ومن عيني هتاخده يا خال
ليقف عبد السميع و هو يقول بصوت مهزوز
– عداك العيب يا ولد أختي
و غادر تلاحقه نظرات غازي النارية و التى بمقدورها الأن إحراق الجميع
أخذ نفس عميق و هو يفكر
لقد بدأت والدته فى اللعب … و الأن عليه أن يقف أمامها و يردعها … هو لن يقبل مال حرام … و لن يظلم عمه و أبنته و لو كان الأمر بيده لأعطاهم أكثر خاصة حين شاهد بعينه ما حدث لرحمه وقت مرض عمه و إحتياجها للمال

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحمه تقي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى