روايات

رواية رحمه تقي الفصل السابع 7 بقلم سارة مجدي

رواية رحمه تقي الفصل السابع 7 بقلم سارة مجدي

رواية رحمه تقي الجزء السابع

رواية رحمه تقي البارت السابع

رواية رحمه تقي الحلقة السابعة

خرجت من غرفتها حين أتت والدتها إليها تسير بهدوء عيونها أرضا … دقات قلبها تسمعها بوضوح و كأنها طبول حرب معلنه يقف الجميع فى أنتظار نشوبها
حين وصلت إلى مكان جلوسهم سمعت صوت والدها يخبرها أن تقترب
و دون أن ترفع عيونها عن الأرض أو تطمئن قلبها بمعرفة من الذي يجلس مع والدها توجهت إلى مكان جلوس والدها و جلست بصمت
ليقول والدها بهدوء
– أنا هسيبكم خمس دقايق مع بعض و قاعد قدامكم هنا
لتومىء بنعم ليكمل قائلاً
– لو حسيتي بقبول أرفعي النقاب علشان يشوفك
أومئت بنعم مره أخرى ليقف عبدالرحمن و تحرك ليجلس على أبعد كرسي موجود بالغرفة ينظر فى إتجاه بعيد يترك لهم المساحة للحديث بحرية
ظل الصمت ثالثهما حتى قال هو
– أنا عندي ماضي صعب
رفعت عيونها إليه و الأندهاش يرتسم فيهم بوضوح يستطيع أن يرى فمها المفتوح بصدمه و يستمع لكلمات الأندهاش بوضوح
(( أيه إللى أنت بتقوله ده … فى حد يبداء الكلام كده )) لكنه أكمل قائلاً
– آنسه رحمه أنتِ بالنسبة ليا رمز التوبه رمز أن ربنا سامحني
عاد الصمت يغلف جلستهم حتى قالت
– دكتور تقِي أنا مش فاهمه حاجة
أخفض رأسه قليلاً ثم قال
– تقِي عبدالتواب ٣١ سنه يتيم الأم و الأب من أكثر من ١٠ سنين مليش أخوات و أهل أمي من الصعيد و أهل أبويا معرفش منهم حد غير عمى نبيل و مسافر بره
صمت لثوانِ ثم أكمل و هو يفرك يديه
– أنتِ عارفه وظيفتي … عايش فى شقة أهلى و لو وافقني ان شاء الله هتكون هي شقة الزوجيه … مليش أصدقاء الحمد لله ملتزم بصلاتي و مش بدخن
كانت تستمع إلى حديثه و ترى داخل عينه خوف كبير … ترى توسلًا صامتًا أن لا ترفضه أن تعطيه فرصه
أو هل هذا كان قلبها من يخبرها بذلك لكنها لم تهتم بكل هذا
أن بداخلها إحساس قوي لا تستطيع نكرانه … تشعر أنها تريد أن تضمه إلى صدرها تخبره بحنان الأم ألا يخاف أو يقلق
أنها جواره و لن تتركه بمفرده … أنتبهت من أفكارها على صوته و هو يقول
– في حاجة تانيه تحبي تعرفيها
حركت رأسها يميناً و يساراً … ليعود الصمت من جديد لكن تلك المره عيونهم هي التى كانت تتحدث
(( لا تتركيني .. ساعديني … أفتحي لي أبواب الجنة ))
(( لا تقلق .. أنا معك … لا أريد أن آراك حزين ))
أخفضت عيونها بخجل … ثم رفعت يديها تمسك طرف نقابها ليرفع يديه يوقفها و قال
– أنا جاي ليكي و مكنتش متوقع أنى أشوفك … لما كنت بقف بين إيدين ربنا أستخيره فى زيارتي دي كنت بحس أني دخلت من طاقة نور كبيرة لجنة واسعة ومفيش في جمالها
إبتسم إبتسامة صغيرة و قال
– يكفيني دلوقتي أن كان عندك إستعداد ترفعي النقاب و ده معناه أن في قبول
أخفض رأسه من جديد يداعب تلك الساعة فى ذراعة الأيسر بأطراف أصابعه و قال
– ان شاء الله لو إنكتبلي نصيب و جيت زيارة تانيه أبقى أرفعي النقاب
– ان شاء الله
أجابته بخجل ليبتسم من جديد و هو يقول خلفها
– ان شاء الله
وقفت هي ليقف هو الأخر و غادرت الغرفة سريعاً ليعود عبدالرحمن يقف أمامه ليقول تقِي بخجل
– أنا هنتظر رد حضرتك عليا
– ان شاء الله يا أبني أسبوع بالكتير و أرد عليك
أجابه عبدالرحمن بابتسامة مرحبه ليقول تقِي بحزن
– أسبوع ؟!
ليربت عبدالرحمن على كتفه بحنان و نفس الإبتسامة ترتسم على وجهه بحب و ترحاب
– أديها وقتها تستخير و تفكر و أنا كمان أسأل عليك و لا أيه ؟
ليرتسم الخوف فى عيون تقِي يصل حد الرعب لكنه أومىء بنعم و قال
– ان شاء الله خير … تسمحلي أستأذن
– شرفت يا أبني و نورت و ان شاء الله إللى فيه الخير ربنا يقدمه لينا كلنا
نظر له تقِي و قال
– أكيد ان شاء الله … السلام عليكم
أغلق عبدالرحمن الباب و مباشرة إلى غرفة إبنته التى كانت تجلس على طرف السرير تمسك بين يديها نقابها تنظر إليه و لكن عقلها سارح فى مكان بعيد
جلس جوارها و قال
– مرفعتيش النقاب ليه ؟
نظرت إلى والدها و قالت بابتسامة صغيرة
– قال لو في زيارة تانية ساعتها يشوف وشي
إبتسم عبدالرحمن و هو يقول
– خير ان شاء الله …. فكري و أستخيري و أنا هسأل عنه و معانا أسبوع و نرد عليه
و غادر الغرفة و ظلت هي تنظر إلى الباب و على وجهها إبتسامة صغيرة سعيدة لا تفهم سببها و لكنها لن تتسرع فسعادتها بحضوره لن يلغي عقلها و لجؤها إلى الله فى الأمر حتى يختار لها الخير
~~~~~~~~~~~~~~~
أغلقت باب الخزانه و نظرت إلى هاتفها تفكر ماذا تفعل هل تتصل به و تقص عليه كل ما قالته رُبىٰ … أو تطلب منه الحضور و إخباره وجها لوجه
أنها تخشى رد فعله رغم أن قلبها يخبره أنه لن يتخلى عنها … و لكنها أيضاً لا تعلم طريقة تفكيره أو ما يقبل به أو يرفضه
أمسكت هاتفها و أتصلت به ثوانِ قليله و صلها صوته الرخيم
– السلام عليكم … إزيك يا رحمه و أخبار عمي و مرات عمي أيه ؟
إبتسمت إبتسامة صغيرة و قالت ببشاشه
– و عليكم السلام و رحمه الله … بخير الحمد لله طمني عليك أنت و عمي و كل إللى عندكم
– الحمد لله كلنا بخير
أجابها سريعا لتصمت هي لثوانِ قليله حتى قال هو
– خير يا رحمه …. طمنيني
أخذت نفس عميق و قالت بهدوء
– أنا كلمتها و هي معندهاش أي إعتراض من أي نوع
ليصل إليها صوت أنفاسه التي كان من الواضح يكتمها داخل صدره ثم وصل إليها همسه و هو يقول
– الحمد لله
إبتسمت إبتسامة صغيرة ثم قالت
– غازي فى حاجة مهمه لازم أقولها ليك … حاجة تخص رُبىٰ بس مش هينفع أقولها ليك غير وش لوش و مش هينفع تحدد أي حاجة فى الموضوع غير لمّا تسمع الموضوع
– أنتِ بتخوفيني و لا أيه يا رحمه ؟ فى أيه ؟
سألها بصوت قلق … و شعور داخله بغيض جعله يشعر بالغضب و لأول مره فى حياته لا يستطيع الصبر
لتقول هي بهدوء
– متقلقش فى موضوع يخص عيلة رُبىٰ لازم تعرفه وعلى الكلام إللى هتسمعه هتحدد … أحدد معاها معاد أو لأ
– أنا هكون عندك بكره الصبح
أجابها سريعاً لتقول هي بهدوء
– منتظراك
و أغلقت الهاتف لينظر إلى أخيه الذي يجلس معه منذ أكثر من نصف الساعه ليتحدث فى الهاتف من مريض لآخر و ها هو و أخيراً إنتهى و أغلق هاتفه ليقول بهدوئه المعتاد و هو يجلس من جديد جوار أخيه
– أنت ناوي تعمل أيه مع مراتك ؟
– مالها مراتي … و بعدين أنت باعتلي علشان كده ؟
نظر إليه ماهر بشر و قال بغضب …. ليعتدل غازي فى جلسته و قال بهدوء
– اه … علشان أنا ليا عين شايف بيها أن في حاجة غريبة بينكم … و لو نقلكم من البيت هيحل الموضوع ده يبقى ليه لأ
وقف ماهر و هو يقول بصوت عالي
– ده بدل ما تشوف حل لعمك إللى عايز يسرقنا بتفكر تخرجني أنا و مراتي من البيت
ظل غازي جالسًا فى مكانه ينظر إلى أخيه بهدوء ثم إبتسم و قال
– و أما أخرجك من البيت أنا هستفيد أيه ؟ و بعدين يا سيدي أنا غلطان أنت حر … و بالنسبه لعمك فهو ليه حق غصب عنك و غصب عن الشيطان إللى راكب أمي
ليقترب ماهر من أخيه و قال من بين أسنانه
– متحلمش كتير يا غازي علشان لا أنا و لا أمي هنسمح لك توزع فلوسنا شمال و يمين دي فلوسي و فلوس ولادي
و غادر دون أن ينتبه أنه أظهر لأخيه كم هو حاقد و كاره له إلى تلك الدرجة
لدرجة جعلته ينسى أنه له حق مثله فى الميراث و أنه قد يتزوج و ينجب أيضاً
كيف هذا … و لماذا
ماذا فعل له حتي يكون بذلك الحقد و كل هذا الكره الذي رآه فى عيونه
أخذ نفس عميق و قد قرر عدم العوده إلى البيت و سيذهب إلى العاصمة مباشرة غداً و ليترك ما هنا إلى وقته و هو ليس بالبعيد
~~~~~~~~~~~~~~~
طائر ضخم عملاق حلق فوق رأسها كانت هي تنظر إليه بخوف شديد و بداخلها رغبه قوية فى الهرب لكنها كانت تشعر أن قدميها قد ألتصقت بالأرض
يقترب منها ذلك الطائر بسرعة كبيرة لتخفض رأسها بقوه ليمر من فوقها و يعود يرتفع مره أخرى فى الهواء
صرخت بصوت عالي و هي تناجي الله أن يعينها و يساعدها و فى تلك اللحظة أقتربت منها غيمه بيضاء كبيرة حجبت عنها ذلك الطائر الذي بدء يصدر صوت عالي و كأنه يتألم أو يتعذب
فتحت عيونها و هي تتنفس بصوت عالي تنظر حولها فى كل الإتجاهات لتنتبه أنها فى غرفتها و على سريرها … وضعت يديها فوق قلبها تحاول تهدئة ضرباته القوية و لسانها يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
ظلت جالسه فى منتصف السرير تفكر هل أخبرت رحمه غازي بالأمر ؟ ماذا كان رأيه ؟ هل قال لها أن تنهي الموضوع و لا تتحدث به مره أخرى ؟ هل قال لها سوف أحضر حالاً أخذها معي و لن أتركها هناك و لو دقيقة أخرى
نفخت الهواء الذي بصدرها بضيق شديد ثم رفعت عيونها إلى الأعلى و قالت بدموعها
– لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلى العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع و رب العرش العظيم . ربّ إني أسألك أن تريح قلبي وفكري، وأن تصرف عنّي شتات العقل والتفكير، ربّ إنّ في قلبي أمورًا لا يعلمها سواك فحققها لي يا رحيم، ربّ كن معي في أصعب الظروف وأرني عجائب قدرتك في أصعب الأيام
و عادت تضع رأسها فوق وسادتها و هي تردد ذلك الدعاء حتى أغمضت عيونها و عادت إلى نومها براحه
~~~~~~~~~~~~~
دلف راضي إلى الغرفة يعلم جيداً أنه سيجدها غاضبة و على وجهها يرتسم معالم الغضب لكنه أبداً لن يتهاون معها …. سوف يتجاهل غضبها و صمتها و إذا تحدثت معه سوف يخبرها بالحقيقة دون تراجع … و إذا تطاولت مره أخرى فى حديثها عن أخيه سوف يصفعها مره أخرى علها تعود إلى عقلها
لكن ويالا العجب وقف عند الباب ينظر إليها تقف فى منتصف الغرفة ترتدي منامه حمراء رقيقة و ناعمة تغطي جميع جسدها لكنها مثيره بشكل مميز لعينيه الأن
تاركه خصلاتها السوداء التى يتخللها بعض اللون الأحمر أثر الحنة التي تضعها دائماً
تضع على وجهها لمسات رقيقة من مساحيق التجميل
ظل واقف ينظر إليها و هو يتذكر اليوم الأول لزواجهم و كم كانت خجولة ورقيقة و ناعمة … عيونها لا ترتفع عن الأرض
ظل واقف ينظر إليها لتقترب هي بهدوء و على وجهها إبتسامة ناعمة
رفعت يديها لتمسك بيديه … ثم قالت
– مالك يا سي راضي واقف كده ليه
و سارت به حتى وصلت إلى السرير و جلست على ركبتيها امامه تخلع عنه حذائه ثم وضعته جانباً و أخذت عصاته و وضعتها فى مكانها و تركته لثوانِ ثم عادت و بين يدها حامل كبير به الكثير من الطعام و ضعته على الطاولة الصغيرة و وضعتهم أمامه وعادت تجلس أسفل قدميه و بدأت فى إطعامه بيديها و هي تقول
– أنا النهارده كنت حابسه نفسي فى الأوضة طول اليوم بحاسبها و بلومها و عرفت إني غلطانه و إن ده فى الأول و الآخر مالك و أكيد أنت مش هتظلم عيالك
كان يستمع إليها بصدمه وعدم تصديق … هل من صفعه واحده جعلتها تتبدل لتصبح تلك السيدة الرقيقة الناعمة
هل تلك التي تجلس على ركبتيها أسفل قدميه هي ريحانه زوجته المتغطرسة و المغرورة
أكثر الناس حباً للمال و السلطه …. من لم تساعده يوماً فى تبديل ملابسه حتى فى بداية زواجهم قد قامت اليوم بخلع حذائه و تناديه (( بسي راضي ))
كان كالطفل الصغير ينظر إليها باندهاش و صدمه و بداخله سعادة كبيرة و إحساس ذكوري لأول مره يشعر به معها لذلك لم يتحدث بشىء و ظل صامت يتقبل منها كل ما تقوم به حتى تنال رضاه
و بداخلها هي إبتسامة سعادة كبيرة فخطتها قد نجحت و قد حققت ما تريد

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحمه تقي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى