روايات

رواية ذلك هو قدري الفصل السابع والعشرون 27 بقلم موني عادل

رواية ذلك هو قدري الفصل السابع والعشرون 27 بقلم موني عادل

رواية ذلك هو قدري الجزء السابع والعشرون

رواية ذلك هو قدري البارت السابع والعشرون

رواية ذلك هو قدري
رواية ذلك هو قدري

رواية ذلك هو قدري الحلقة السابعة والعشرون

بعدما انتهي فارس من عمله في الورشه ذهب لمنزل زينه لينهي العمل به ويسلمه في ميعاده المتفق عليه فكتم انفاسه لحظة وصوله لمنزلها ثم دلف من الباب بهدوء مجرد رؤيتها واقفة هناك جعل نبضات قلبه تتضارب اكثر وهو يشعر بحدوث شئ سئ لكنه تعمد التظاهر بالحزم سائلا دون مقدمات
(( لما انت هنا ))
كان يضع عينيه بخضرة عيني زينه بصرامة ليسمع صوتها تجيبه بصوت مرتبك وهي تشير للمنزل
(( لقد اتيت لان والدي طلب مني ذلك .))
اكتسحه شئ من الغضب فلقد طلب منها من قبل عدم القدوم للمنزل وان تتركه يعمل علي راحته وعندما ينتهي سيخبرها بذلك ولكنها لم تفعل كما طلب منها ليجدها اليوم امامه تتحجج بان والدها من طلب منها ذلك فظل ساكنا لدرجة مزعجة لانه مضطر لتكملة عمله حتي النهاية فسألها بصوت فظ صارم اقرب للانفعال
(( هل ستذهبين ام اذهب انا .))
تصلب جسد زينه وهي تري رفضه لوجودها معه في نفس المكان وغار قلبها في صدرها وهي تتذكر امر زواجه وانها يرفضها الان من اجل امراة اخري ظلت واقفة مطرقة بوجهها مضطربة الملامح وساكنه في محلها اختنقت حبال زينة الصوتيه ولم تنساب من شفتيها الا كلمات متقطعه وفي نبرتها لمحة تضرع
(( أنا .. انا ..))

 

 

لينتشلها صوت طرقات علي الباب تطلع فارس ناحية الباب ثم تحرك وفتحه ليجد شابا يعمل في المقهي المجاور للمنزل فقد طلب منه عندما حضر ان يعد له قدح من القهوة ويجلبه له في المنزل اخذ منه فارس الصينية التي تحتوي علي قدح القهوة وكوب ملئ بالماء ثم اغلق الباب ليجدها مازالت واقفة فانفجر هاتفا بها يصب علي راسها كل غضبه المكتوم
(( لما مازلتي واقفة عندك هيا اذهبي في الحال .))
انتفضت كل خلية فيها رعبا وترقرق الدمع في عيناها فشعرت بحجر صوان عالق في حنجرتها بلعت هذه الغصة بصعوبة ثم تمتمت بصوت جاهدت ليخرج ثابتا إلا انه خرج مهتزا
(( لما تعاملني بتلك الطريقه اعترف بأنني اخطأت بحقك ولكني اعتذرت كثيرا عما اقترفته فلما لا تسامحني .))
ضاقت عين فارس ثم استدار ليذهب لتوقفه وهي تقول بنبرة مبهمه
(( حسنا كما تريد سأذهب انا ولكن ارجوك لتبقي وتكمل عملك .))
تراجع راسه للخلف قليلا ثم التفت ينظر اليها فوجدها تحمل حقيبة يدها الموضوع علي الاريكة وهي تنظر اليه باستياء وتحركت ناحية الباب لتغادر فجلس علي الاريكة وهو يشد علي خصلات شعره بقوه ثم بدا في ارتشاف قهوته التي كانت قد بردت قليلا فتنهد بسخط تزامنا مع دخولها من جديد فعبس وجهه وقال بإقتضاب وهو يضغط علي جبينه من اثر الصداع الذي يضرب راسه في تلك اللحظة

(( لما عودتي مجددا .))
اضطربت ملامح زينه لكنها ردت بحنق
(( لقد نسيت اخذ شيئا من الطابق العلوي .))
ثم اخذت تصعد الدرج وهي تنظر اليه بطرف عيناها بينما تمتم فارس بعبرات مقتضبة غير مفهومة قبل ان يستمع لصوت مرتفع يأتي من الطابق العلوي فتحامل علي نفسه والرؤية تكاد معدمة امامه وبدا في الصعود للاعلي وهو يتبع مكان الصوت ..

كانت نورين في طريقها للمنزل ممسكة بهاتفها بين كفها تضغط عليه بقوه بعدما اغلقته حتي لا يصل اليها كريم فهي تعرف نفسها جيدا وانها ستضعف وتجيب عليه فما يمنعها من ذلك وجود نور بجوارها وصلت سيارة الاجرة امام المنزل فترجلت منها نور بينما نورين شاردة تتذكر ملامح كريم وهو ينظر اليها وهي تفترش الارض ولم يتحرك او يقترب منها بل ظل ساكنا في مكانه امرتها نور بوجه غير مقروء بعدما ندت اسمها لاكثر من مره لتستجيب لها نورين وتنظر حولها لتجد بانها وصلت للمنزل وعليها الترجل من السيارة ففعلت واستندت علي ذراع تؤامها وما ان دخلت للمنزل وراهم الجميع وظهرت علمات التعجب علي وجوههم فلما عادوا الان وموعد انتهاء اليوم الدراسي لم يحين بعد فشهقت والدتهم وانتفضت واقفة مكانها ما ان رات ملابس نورين الملطخة اثر ارتطامها بالارض وهيئتها وملامحها التي توحي بانها بكت كثيرا لتقول بذعر وهي تقترب منهم
(( رباه ما الذي يحدث معكم ولما تبدون بتلك الحالة المزرية .))

 

 

 

تجاوزتهما نورين غير آبه للنظرات المتسائلة المطلة من اعينهما لتقترب نور الخطوات الفاصلة بينها وبين والدتها تمسك بكفها لتجلسها اولا ولتهدي من روعها وقلقها فقالت بهدوء
(( لا تقلقي ليس هناك ما يدعي لذلك فكل ما في الامر ان نورين مرضت قليلا لانها لم تفطر جيدا اليوم ففقدت وعيها وسمحت لي المديرة بإصطحابها للمنزل لترتاح .))
بينما دخلت هي لغرفتها فامسكت بحبة مسكن بين اصابعها وتناولتها وهي تقول مبتسمة رغم اجهاد وشحوب وجهها الواضح
(( اليس هناك دواء قد يريح القلب من الآمه .))

وجدت والدتها تفتح الباب فاقتربت منها وارتمت بداخل احضانها واخذت تبكي وتشهق بقوة وملاك وليال كلا منهم واقفون يتابعون انهيارها وهم يشكون فيما سردته عليهم نور فهم يشعرون بان سبب حالتها هذه امرا أخر ..

جلس مالك علي مقعده في غرفة مكتبه فوقف مرة واحدة وتوجه لمنطقة العنابر ليري حال السجناء وان كل شئ يمر مرور الكرام فوجد لافتة كبيرة مكتوب عليها ارقام العنابر فما ان وقع بصره علي رقم العنبر الذي يحتوي علي باب ضخم والذي كانت تقضي به ملاك فترة سجنها فأرتسم علي وجهه ابتسامة هادئة وهو يتذكر اول مرة رأها فيها وهي تخرج من سيارة الترحيلات والمطر يتساقط عليها لتكون آية في الجمال سمع صوت الحارسة وهي تنادي عليه فطلب منها فتح الباب الفولاذي بهدوء لتفعل كما طلب منها وقف مالك ينظر للزنزانة ويطالع وجوه السجناء الي ان وقعت عينيه علي الركن الذي كانت لطلما تجلس فيه اسفل الفاتحة التي تحيط بها اسياخ الحديد الضخمه فتذكر عندما سالها عن مكوثها في ذلك المكان لتخبره بانها تشعر براحة كبيرة تسري في جسدها وقلبها وان نسمة الهواء الذي تدخل من تلك الفتحة احلي ما يحدث معها في ذلك الوقت انتبه مالك لنفسه وشروده المتكرر فالقي نظرة اخيرة داخل العنبر قبل ان يأمر الحارسة بإغلاقه وتحرك ناحية مكتبه من جديد فما ان اغلق باب المكتب حتي اخرج هاتفه واتصل بها ليستمع لصوتها فهو بحاجة لسماعه فلما يعد يستطيع البعد عنها اكثر من ذلك يعلم بانه لم يتبقي الكثير علي موعد خطبتهم رسميا وعقد قرانهم ولكنه يتمني لو تمر الايام سريعا ويأتي اليوم الذي سيجمعهم تحت سقف منزل واحد انتهت المكالمة ولم تجيب عليه فزفر بغضب وهو يصبر نفسه بان موعدهم معا قد اقترب ووقتها لن يستطيع اي احد انتزاعها منه وسيستمتع معها بكل لحظة تمر من حياتهم معا ..
بينما كانت ملاك بالمطبخ تعد الطعام ومعها ليال تساعدها فمنذ ان تزوجت من فارس وهي تتعامل بطبيعتها مع الجميع وتساعد في كافة شؤن المنزل استمعت لصوت رنين هاتفها وعندما طالعت الهاتف ووجدت مالك هو المتصل قررت بانها لن تجيب فليس هناك شئ رسمي بينهما لتتحدث معه عبر الهاتف لا تنكر بانها تحمل له الكثير من المشاعر التي لا تعرف اذا ما كانت حبا ام مجرد اعجاب لشخص في مرؤة مالك وشهامته فهي لن تنكر وقوفه بجوارها في ازمتها ومساعدته لها ولكنها لا تعرف كيف تفرق بين الحب والاعجاب وكيف تكتشف الفرق بين الامرين وجدت ملاك تبتسم بحب وهي تنظر اليها وقد فهمت بان المتصل ليس الا مالك لتشعر ملاك بالاحراج منها فالتفتت كمل ما كانت تفعله فقررت ليال بانها لم تعقب علي الامر فهي تعلم بانه يجب عليها الا تتدخل في خصوصيات غيرها واخذت تتذكر فارس وهي تتمني ان يعترف لها بحبه قريبا وان تعيش معه باقي حياتها في سعادة عارمة حتي تبيض خصلات شعرها وتصبح عجوزا كانت عيناها تخرج قلوبا كلما تذكرت فارس وشكل حياتهم القادمة معا ..

 

 

 

في المساء تأخر الوقت ولم يعد فارس بعد فقلقت ليال وشعرت بنغزة في صدرها ولكن والدة زوجها طمأنتها واخبرتها بانه رجل وربما طرأ له امرا ما لذلك تاخر في العودة الليلة فطلبت منها ان تذهب وتنتظره بغرفتهم لربما علي وصول أومات لها ليال وتحركت علي مضض بإتجاه غرفتهم وجلست تنتظره وهي تهز قدميها بتوتر و الافكار تعصف بها وهي تفكر في الاف الاسباب التي قد تجعله يتأخر فاخدت تهمس لنفسها اذا كان ما حدث بينهما هو سبب تاخره انه نادم علي ما فعله معها لينتهي الامر بها زوجته فعليا ظلت علي تلك الحالة وبصرها مثبتا علي باب الغرفة تنتظر قدومه في اية لحظه بينما اخذ فارس يحرك جفنيه ببطء شديد وهو يحاول فتح عينيه الي ان تمكن من ذلك فظل ينظر للغرفة المستلقي بها بعدم استيعاب وما ان شعر بمن تغط بنوم هادئ بجواره فزع من مكانه وهو ينظر لجزعه العاري فوقف عن الفراش كمن لدغته افعي وهي ينظر اليها بغير فهم فكيف استطاع فعلها فاقترب منها وامسك بذراعها ينتزعها من داخل الفراش لتستيقظ فزعة ثم سرعان ما تحولت ملامحها لغضب وهي تسحب ذراعها من بين قبضته معترضة ليتحدث فارس قائلا بحزن
(( كيف حدث ذلك ))

 

 

 

عبست ملامح زينه فجلست علي طرف الفراش ثم رفعت كفيها امام وجهها واجهشت في البكاء طالعها فارس مذهولا مما يراه فكيف تطور الوضع ووصل الامر به للوجود معها في نفس الغرفة بل في نفس الفراش حاول ان يتذكر اي شئ عما حدث في الساعات القليلة الماضية ولكنه لم يستطع ذلك قدميه لم تعد تحمله من هول ما يتخيله فجلس علي طرف الفراش معطيا لها ظهره كل ما يتذكره انها عادت لتاخذ شيئا من الطابق العلوي ثم استمع لصوت تهشم شئ فصعد ليري ما الامر رفع انامله يضعها علي جبينه يدعكه بقوة يحاول عصر ذاكرته ليتذكر ما حدث بعدها ولكنه لم يستطع فالتفت ينظر اليها بكره ثم التقط قميصه المرمي علي ارضية الغرفة يرتديه سريعا دون ان يغلق ازراره بطريقة صحيحه وغادر علي الفور دون التفوه بحرف واحد فصدمته في نفسه كبيرة جداف ما ان خرج من الغرفة رفعت راسها تنظر للغرفة الفارغة منه ودموعها تتساقط بغزارة علي وجنتيها .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذلك هو قدري)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى