روايات

رواية ذلك هو قدري الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم موني عادل

رواية ذلك هو قدري الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم موني عادل

رواية ذلك هو قدري الجزء السابع والثلاثون

رواية ذلك هو قدري البارت السابع والثلاثون

رواية ذلك هو قدري
رواية ذلك هو قدري

رواية ذلك هو قدري الحلقة السابعة والثلاثون

أقلق فتح الباب فارس من رقاده ليفتح عينيه ببطء ويري ليال واقفة امامه تحدق بملامحه الوسيمة فلم يتحدث وتعامل معها وكأنه لا يراها فالتفت براسه يطالع الساعة الجدارية وقال بصوت اجش

(( لما تركتني انام كل ذلك الوقت .))

قوست ليال شفتيها بطفوليه ثم قالت بنيرة باكيه

(( كنت تحتاج للراحه لذلك اعطاك الطبيب مهدى جعلك تنام لعدة ساعات .))
تدلي فك فارس حتي كاد ان يلامس الارض وهو ينصت اليها فغمغم بذهول

(( مهدي ! هل اصبح الوضع سيئا لتلك الدرجة فلا استطيع النوم والراحة الا بعد اخذ شيئا يساعدني علي ذلك .))

أجابته بخفوت

(( بالطبع لا فالطبيب لم يوصفه لك ولكنك كنت بحاجة اليه في ذلك الوقت فقط .))

ضحك فارس بخفوت علي حديثها وقال بجدية تكتنفه

(( يبدو بأنني سأكون بحاجته طوال الوقت .))

أصدرت ليال صوتا تهكميا ثم قالت بتذمر

(( لا اريدك ان تيأس وتتحدث بتلك الطريقة مجددا فأنت قوي وستتحمل ما يحدث معك لتخرج في النهاية منتصرا متشبثا بأخواتك وقد قمت بواجبك علي اكمل وجه تجاههم .))

استقام فارس من مكانه وانعقد حاجبيه قليلا وهو يسألها بخفوت مقتضب

(( أين ملاك ؟))

اقتربت منه ووضعت ذراعيه فوق صدره ثم احاطته بذراعيها هاتفه

(( لقد اصرت عليها والدتك ان تذهب لمنزلها مع زوجها فهي مازالت عروس واخبرتها انها ستتصل بها وتطمئنها عليك لذلك ذهبت علي مضض .))

رفع ذراعيه يشدد من احتضانها وهو يستنشق كاما هائلا من الهواء وكأنه لم يتنفس منذ مده ابتعدت عنه قليلا فطالعها بحب فلم يكن يتخيل بأنها ستهجم علي حياته وقلبه لتستوطنه وتتملك منه بدأ قلبه يضج بنبضاته المتسارعة ولكنه استعاد رباطة جأشه فما يمر به لا يجعله ينعم بسعادته واستقرار حياته مع زوجته فقال هامسا بعاطفة

(( سأذهب لاري والدتي واطمئنها .))

ابتسمت ليال ببسمة انارت وجهها فهي تعلم ما يعانيه ولكن لا تريد ان تزيد الامر عليه فأومات له بهدوء ليسارع فارس مغادرا لغرفته ..
في غرفة نورين كانت تسرد لتؤامها ما دار بينها وبين كريم ولكن ما ان انتهت واستمعت لحديث تؤامها حتي جلست علي الفراش وعبست ملامحها فنظرت اليها نور بنظرة انتصار قائلة بجدية تكتنفها

(( دعي حبك جانبا وفكري فيما نمر به وبما يعانيه فارس من اجلنا وبإختباراتك التي قد بدات كل ذلك لا يهمك لتجلسين بدماء باردة وتفكرين في اشياء تافه يا لكي من فتاة انانية .))

عبست ملامح نورين اكثر بحزن خالص وهي تقر بأنها فتاة انانيه ولكنها لم تقصد ان تظهر بذلك الشكل فكل ما ارادته ان تتحدث مع تؤامها وتخبرها بحديثها مع كريم لعلها تنصحها بما يتوجب عليها فعله ولكن رد فعل نور صدمها وافاقها في ذات الوقت فاذدردت ريقها بتوتر وهي تنظر لنظرات نور المشتعلة التي ترمقها بها وكانها تخبرها بانها خيبت ظنها فوقفت تقول بغصة في حلقها

(( لم اقصد ان اظهر بانني لا ابالي بما يحدث فانا اعلم جيدا ما يعانيه فارس من اجلنا واقدر ذلك ايضا وقلبي يتمزق من اجل غياب مي ويعنيني امرها ولكن ليس بيدي شيئا لافعله كل ما في الامر بانني شعرت انني اقترفت خطأ واردت ان اخبرك اياه لتشاركيني رايك ليس اكثر .))

تشدقت نور تقول بمرارة

(( تريدين راي في ماذا كلانا يعلم بأن كريم لا يحبك فكيف لمعلم ان يقع في غرام طالبة لديه الا اذا كان شخص غير سوي اتركي تلك الاوهام خلف ظهرك وانظري لدراستك ومستقبلك .))

ابتلعت نورين ريقها واستنكرت بصوت اجش يعكس حريق قلبها الداخلي

(( علي أي اساس تتحدثين وتحكمي عليه اذا احبني ام لا واذا كان شخص سوي ام غير ذلك تقولين بانني انانيه بل اتضح لي بانه ليس هناك شخص اناني غيرك .))

لم تعير لنظرات نور الغاضبة والمذهولة من حديثها اي اهتمام واستدارات تخطؤ خارج غرفتهم فما ان خرجت منها حتي اصطدمت بفارس الذي كان في طريقة ليري والدته ابتعدت نورين تطالعه وهي تعتذر منه ودموعها تتساقط لا تعلم سببا لتساقطها اهو ما حدث منذ قليل بينها وبين تؤامها ام رؤيتها لفارس بتلك الهيئة المتعبة والوجه الشاحب فبادرت تساله بحنو وهي تمسد علي وجنته

(( كيف حالك الان .))

اجابها بصوت ميزه بحة لامست قلبها

(( بخير لقد غفيت لكثير من الوقت فأصبح وضعي افضل بكثير .))

وصله صوتها الخفيض وهي تشكر الله وتدعو له بالصحة والعافية فمسد علي شعرها وقبل اعلي راسها وهو يقول بحزم مصطنع

(( هل جهزت لنا كوبين من الشاي واحضرتيهم لغرفة والدتي .))

مطت شفتيها بطفوليه تدعي التفكير ولكن سرعان ما اومأت له فاخذ يكمل طريقة حيث والدته ..

في سيارة سليم كانت مي مازالت تتشاجر معه وتخبره بانه استغل وضعها وصدمتها واقدم علي الزواج منها وانها بذلك وضعت نفسها في موضع تشكيك بالنسبة لعائلتها فهي من تعلم بخطورة الوضع وان تلك الرسائل التي بعثتها لهم ستكون حاجزا في جعلهم يصدقونها ناظرته بعدم فهم وهي تراه يتعالم مع الامر بشكل طبيعي وكان شيئا لم يحدث فقالت بتوتر شديد يحيطها

(( ما الذي سيحدث الان وكيف سيتقبلون عائلتي زواجنا .))

اوقف السيارة بجانب الطريق وهز راسه مهمهما لها وهو يغرق في عينيها ولا اراديا اندفع يستولي علي شفتيها بشغف دون قيد فهي قد اصبحت زوجته وحلاله للحظة ضعفت مي وتجاوبت معه ولكنها اوقفته بغته تقول لاهثه

(( لن اسمح لك بالتقرب مني حتي يوافق عائلتي علي زواجنا ويباركوه يكفي اكراها .))

اتسعت عيناه لا يصدق صراحتها فمرت شبح ابتسامة علي ثغره وقال بعد لحظات تفكير

(( حسنا سأنتظر لوقتها ولكن لا مانع في مبادلتي عدة قبلات.))

قلبت عيناها واستدارات تنظر من نافذة السيارة وقد تجمعت العبارات في عينيها رفع سليم حاجبيه ثم غمر انامله في شعره وهو يستوعب بانه لم يستطيع ان يخرجها من حالتها فكل تفكيرها منصب علي مقابلة عائلتها وموقفهم منها فدنا منها ينتشلها من شرودها فقبلها علي وجنتها وهو يطمئنها بعينيه بان كل شئ سيكون علي ما يرام ثم التفت يشغل محرك سيارته واخذ يقودها ..

في غرفة ملاك كانت جالسة وقد اشتد البؤس الظاهر علي وجهها بينما تتكئ بخدها فوق قبضتها فطالعها مالك بحزن وهو ممسك بهاتفه يتحدث به يفكر بان لو بإستطاعته لدفع الغالي والنفيس لتعود تلك الابتسامة ترتسم علي محياها من جديد فاقترب منها بعد انهي مكالمته وجلس بجوارها يحتضن كتفيها وهو يقول بجدية

(( لقد توصلت الشرطة لمكان مي وتم القبض علي من قام باختطفها فلا تقلقي ربما تكون قد وصلت للمنزل الان بأمان .))

رفرفت ملاك بعينيها مذهولة فوقفت تريد الذهاب لمنزل عائلتها امسك مالك يدها يمنعها من المغادرة فقالت بإصرار يضج بعينيها

(( اريد ان اكون بجوارهم واطمئن علي مي بنفسي ارجوك .))

وجدته يحيط جسدها الضئيل بجسده قبل أن يحرر إحدي كفيه حتي يغمر اصابعه في خصلاتها الكثيفة وهو يقول بصوت اجش

(( لقد تأخر الوقت سنذهب اليهم في الغد ونطمئن عليها فنحن اتينا منذ وقت قليل .))

ظلت صامته ولم تجيبه بشئ فمعه كل الحق ستغضب والدته وتزعق فيها لانها ستذهب لمنزل عائلتها للمرة الثانية علي التوالي في نفس اليوم فعندما عادوا للمنزل اسمعتهم ما يكفي من الحديث الذي يدل علي غضبها وحنقها من ذهابها لمنزل عائلتها وهي مازالت عروس بينما استغل مالك هدوئها وعدم تحركها ليغيب في سحابة استسلامها واخفض راسه يمتلكها بتملك غريزي جعلها تهمس اسمه بخجل بالغ فشعر بتمام استسلامها بجوارحه لقربه المهلك منها فزاده شعورا بإكتساحها ليحلقا في سماء المشاعر ..

في قسم الشرطة كان منير غاضبا لوجوده في السجن مع المجرمين وقطاعين الطرق فكان واقفا وراء الباب الحديدي ينظر من نافذته الصغيرة التي تملائها الاسياخ الحديديه وهو يهدرفي العسكري الواقف امام الباب برفض قوي رغم ارتجاف صوته

(( اخرجني من هنا في الحال لا تعرف من اكون .))

لم يجيبهالعسكري وظل واقفا كما هو فقال منير وملامحه تضج صرامة اشد

(( انتظر وستري ما سافعله بك ما ان اخرج من هنا .))

انتفض منير ما ان شعر بذراع احدا توضع فوق كتفه فاستدار سريعا يطالع ذلك الشخص الذي يقف مقابلا له ليسمعه يقول بإسلوب لا يحمل المزاج

(( لا اريد ان استمع لصوتك فالوقت تأخر ونريد النوم اذهب واتخذ لك جانب واجلس به دون التفوه بحرف .))

ازدادت خفقات قلبه من الخوف وخانته قدميه فتحرك يجلس في جانب الغرفة التي يحتجز بداخلها وجلس علي ارضيتها بهدوء دون تذمر و عيناه لم تفارق ذلك الشخص خوفا منه ..

وقفت سيارة سليم امام المنزل فالتفتت مي تطالعه بنظرة مذعورة فأوما لها بعينيها يحثها علي التحرك امسكت باب السيارة تفتحه وترجلت منها واخذت تخطؤ ناحية المنزل بخطوات بطيئه وهو يتبعها فوقفت امام الباب في رهبه وهي تشعر بانها اخطأت خطأ جسيما في حق عائلتها فأطرقت براسها وانفاسها تتهدج لتبدأ عيناها تلتمع بالدموع فما ان راها سليم حتي ضغط علي زر الجرس قبل ان تنهار باكية كان معتز جالسا في صالة المنزل يعمل علي حاسوبه فمنذ ان بدات حالته بالتحسن بحث عن عمل ليجد امامه عملا بمبلغ زهيد ولكنه جيد يكفي بانه يستطيع انهائه من المنزل وعن طريق حاسوبه فوافق وباشر العمل به استمع لصوت جرس الباب يصدح في المنزل فاستند بمرفقيه علي الاريكة ووقف يمسك بعكازه يستند عليه ليصل للباب امسك بمقبض الباب يفتحه ليتفأجأ بمي واقفة امامه بوجه ذابل وعينين محمرتين من كثرة البكاء فلم يعرف كيف يتصرف او ما يتوجب عليه فعله وقتها هل يحتضنها او يعنفها ويحقق معها يسألها اين كانت ومع من شعر بالتشتت والصدمة ولكنه ترك العنان لمشاعر الاخوه لتتحكم به فامسكها من ذراعها يجتذبها بداخل احضانه لتبكي بكاءا مريرا وراسها تتوسد كتفه وهو يربط علي ظهرها لمح سليم الواقف امامه يطالعهم بنظرات لم يفهمها فابعد مي عنه ونظر لسليم بتمعن وهو يتسأل بغضب مكتوم

(( من تكون .))

شعرت مي بتقشعريره تجتاح جسدها وهي تري اخيها يقف امام سليم ويسأله عن من يكون فأغمضت عينيها بخوف مما هو قادم بينما اخذ سليم نفسا طويلا ثم قال بصوت هادئ

(( انا اكون زوجها.))

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ذلك هو قدري)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى