روايات

رواية خطى الحب الفصل السابع عشر 17 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الفصل السابع عشر 17 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الجزء السابع عشر

رواية خطى الحب البارت السابع عشر

رواية خطى الحب الحلقة السابعة عشر

لم ينم طوال الليل من شدة الغضب ظل يدور حول نفسه من شدة انفعاله لم يتوقع ان يسمع منها هذا الحديث تتهمه بـ الخيانة و تشبه فعلته التلقائية ذات النية الحسنة بـ فعلت المتهور عديم المسئولية اخيه كان يغلي من الغضب حتي استمع الي اذان الفجر و بعد ان صعد بعد ان ادي صلاته بـ المسجد ظن انه يمكنه ان يهدئ و ينام قليلاً قبل ذهابه الي العمل و لكنه لم يخطي النوم الي جفنيه نهائياً الي ان جاء موعده للذهاب الي العمل ارتدي ملابسه و استعد للخروج و وجهه جامد دون تعبير عينه ازدادت حدة و اصبحت بـ قسوة اعين الصقر ، نزل الدرج و لم يتوقف عند بابها ككل يوم بل رمق الباب بـ غضب و اكمل نزوله بـ ضيق و ما ان خرج من البناية حتي وجد داليا من جديد تقف امام بنايتها ترتدي ملابس للخروج و ما ان رأته حتي تقدمت منه بـ ابتسامة واسعة تنهد بـ ضيق و هو يشعر انه علي وشك الفتك بها هي المتسبب الوحيد فيما حدث بينه و بين زوجته كاد ان يتخطاها رغم علمه انها متجهة نحوه الا انها اوقفته حين ناجته بـ اسمه بـ هدوء و رقة مصطنعة لـ يقف محله دون الالتفات اليها لـ تقف هي امامه ناظرة الي عينه بـ جراءة تعتقد انها ستؤثر به تردف بـ هدوء :
_ انا كنت جاية اعتذرلك علي اللي عملته امبارح مكنش قصدي اقرب منك بالشكل دا
تذكر حينما انتفض جسده و هو يشعر بـ يدها علي صدره و اقترابها منه بـ شكل مبالغ به ابعدها عنه بـ قوة حتي ان جسدها ارتطم بـ الحائط خلفها تاركاً اياها دون الالتفات حتي لـ يرمقها بـ حدة متحدثاً :
_ ياريت تاخدي بالك من أفعالك يا انسة
تصنعت الخجل و الاحراج و هي تضع يدها علي جبهتها متمتمة بـ صوت خافت :
_ بجد معرفش انا عملت كدا ازاي بس اتمني متزعلش مني
__________________
خرجت من المرحاض و لم تنبه انها اخذت وقت اكثر من المعتاد للاستحمام و ارتداء ملابسها للذهاب الي الصالة الرياضية شهقت و هي تنظر الي الساعة من المؤكد انه قد خرج الي عمله لما لم يطرق عليها الباب كـ كل يوم لالقاء تحية الصباح عليها و للاطمئنان علي حالها لم يزول غضبه منها و لو قليلاً تنهدت بـ قوة و هي تتقدم لـ تصفف خصلات شعرها سريعاً وتنزل لقد استيقظت قبل موعدها حتي تحاول مراضاته و الاعتذار منه عما خرج من شفتيها من حديث خرج منها بـ اندفاع و تهور ارتدت حذاء و اخذت حقيبة الظهر الخاصة بها و خرجت حتي تلحق به او حتي ان تذهب الي محل عمله لكنها توقفت عن الحراك ما ان خرجت من البوابة و هي تراه من جديد يقف امام تلك الحية التي ما ان رأتها حتي نظرت اليها بـ ظفر و سخرية بـ آن واحد و علمت هي تلك النظرة جيداً لـ تسيطر علي غضبه و تقدمت منهما بـ هدوء و قد رسمت بسمة بسيطة علي ثغرها وضعت يدها علي كتفه لـ يلتفت يري من فعل و لم تلاحظ اي تعبير يذكر علي معالم وجهه ملامحه جامدة ابتلعت غصة بـ حلقها و هي تتحدث بـ هدوء :
_ اتأخرت عليك
لم يرد ان يظهر ضيقه منها او اختلافهما امام داليا لـ يبتسم علي مضض و هو يتحدث بـ هدوء :
_ و لا يهمك
نظرت ريحان اتجاه داليا تنظر اليها شزراً متسائلة بـ سخرية :
_ خير يا داليا انتي موجودة في الدخول و الطلوع و لا اية
فهمت تلميحها بـ وقوفها مع عزالدين في الليلة لـ تبتسم لها بـ مكر متحدثة بـ رقة :
_ اصلي كنت عايزة خدمة من عز
شعرت بـ الاشمئزاز منها و من دلالها الملاحظ علي رجل متزوج و سألتها بـ غيظ :
_ و اية هي الخدمة دي يمكن اقدر اساعدك انا كمان
ابتسمت في وجه عزالدين و هي تسترسل حديثها بـ حماس تظهره اليه حتي يري لهفتها عليه :
_ اصل كان في توظيف في الشركة اللي شغال فيها و كنت بشوف اية النظام يعني يمكن اتعين و اكون زميلته في الشغل
ضحكة ساخرة خرجت من ريحان قبل ان تضع ذراعها بـ ذراع زوجها و اردفت و هي تشير بـ يدها الاخري نحو الطريق :
_ الطريق سهل يا حبيبتي و ميتوهش روحي اسألي بنفسك احنا مش فاضيين
جذبت ذراع عزالدين الصامت يتابع الحديث منذ البداية و ذهب معها دون الاهتمام الي غيرتها او ضيقها او الحديث الذي دار بينهن هو يكفيه ما يشعر به من غضب اتجاهها و ان تحدث سيظهر للعلن غضبه منها و هو لا يريد تداخل احدهم في حياته الخاصة ، ابعد ذراعه عنها بـ رفق و قف في انتظار سيارة اجرة تقلها الي الصالة الرياضية قائلاً بـ جمود :
_ هركبك تاكسي تروحي شغلك
تنهدت بـ ثقل و هي تمسك بـ ذراعه من جديد متحدثة بـ لطف و ترجي ان يسامحها :
_ عزالدين انا نازلة بدري عشانك ممكن متزعلش من اللي قولته و الله ما كان قصدي
لم يهتم لـ حديثها و لا الي رجائها و كاد يرفع يده لـ يوقف احد سيارات الأجرة دون اجابة عليها لكنها تحدثت بلا حيلة تخبره بـ المكان التي ستذهب اليه :
_ انا راحة بيت جهاد مش الچيم
و تلك الجملة الوحيدة التي جعلته يلتفت اليها سريعاً ينظر اليها بـ حدة هاتفاً بـ تساؤل :
_ و تروح بيته لية انتي متعودة تروحي؟
ابتلعت ريقها بـ توتر اثر نظراته الثاقبة الحادة لها و نبرته الجامدة المتحدث بها لـ تشرح له الامر بـ هدوء :
_ روحت قبل كدا مرة لما كانت طنط عاملة عملية و راجعين بيها من المستشفى و اصلاً راحة اتكلم مع مامته لانه هيتجوز النهاردة و هي مش موافقة ، ممكن بقي توصلني عشان المكان بعيد
طلبت منه إيصالها بـ هدوء و رجاء لـ يزفر بـ ضيق و هو يشير الي سيارة الاجرة القادمة بـ اتجاههم و اشار اليها ان تصعد السيارة هاتفاً :
_ اتفضلي اركبي و قوليلي العنوان انا جاي معاكي
وصلا الي منزل جهاد و الذي من المؤكد في انتظار ريحان وضعت يدها علي جرس الباب حتي فتح لها جهاد و يظهر التوتر جلي علي معالم وجهه و اشار اليهما بـ الدخول رغم انه تعجب من وجود عزالدين الغير متوقع لكن لا مجال للسؤال الآن تقدمت ريحان من ” السيدة تيسير ” والدة جهاد قبلت وجنتيها وسط ترحابها ابتسمت ريحان و هي تقف معتدلة مشيرة نحو زوجها متحدثة بـ لطف :
_ دا عزالدين جوزي يا طنط
رحبت السيدة بـ عزالدين و اشارت اليهم بـ الجلوس و ما ان جلسا الثلاثة امامها حتي تحدثت بـ ضيق ناظرة نحو جهاد :
_ عجبك اللي عايز يعملوا صاحبك يا ريحان عايز يبقي كوبري لواحدة و جوزها
حمحم جهاد بـ حرج من كلمة والدته لـ ينظر اليه عزالدين رغم عدم فهمه للموضوع و لكنه لا يهمه في شئ لـ ينظر الي قائلاً :
_ ما تيجي نقف في البلكونة شوية
سعد جهاد بـ اقتراحه بدلاً من توجيه الاهانة له علي يد والدته أمام هذا الغريب و اشار له بـ التقدم من الشرفة لـ تلتفت ريحان الي السيدة تيسير متحدثة بـ هدوء و تفهم :
_ انا فهماكي يا طنط و الله بس اول مرة اشوف جهاد معجب ببنت بالطريقة دي دا كان بيستني الايام اللي بتيجي فيها الچيم و يشوفها و يقعد يتحجج عشان يكلمها
ابتلعت ريقها و تقدم في مقعدها حتي تصل الي يد السيدة تيسير تمسد عليها بـ لطف مسترسلة حديثها :
_ و الله يا طنط البنت تتحب و لطيفة اوي و مش هيبقي محلل و لا حاجة هو قالي انه مش هيطلقها
صاحت تيسير بـ استنكار قائلة :
_ كمان ، يا بنتي انا عايزة افرح بابني و اعمله فرح مع واحدة اول بختها
تنهدت ريحان و هي تحاول اقناعها بـ زواج جهاد بـ اي شكل كان :
_ انا دايما كنت بقول ان انتي مش بتفكري كدا يا طنط و انا عارفة ان كل همك سعادة جهاد و هو بجد مبسوط .. لو فعلاً شايفة انه ماشي غلط هعترض ارجوك يا طنط فرحيه النهاردة و اللي انتي عايزه هيعملوا بس و الله هتحبيها اوي
ابتسمت تيسير بـ رفق لها و ربتت علي يد ريحان متحدثة :
_ مش بـ ايدي يا حبيبتي اكيد هفرح لابني بس اللي مزعلني اني كان نفسي افرح بيه زي باقي الشباب اللي في سنه
وقفت ريحان عن المقعد و قبلت رأس والدة جهاد تختم حديثها بـ هدوء :
_ ادعيله ربنا يسعده و يوفقه مع عروسته و ان شاء الله تكون هي الخير
***********************************
تستلقي علي الفراش منكمشة علي نفسها منذ البارحة لم تتحرك من محلها لا تلتفت الي اي شئ حتي هاتفها الذي لم ينقطع صوته في رنين متواصل عقلها منشغل بما حدث البارحة منذ ان جاءت مع ياسين تبلغ والدها بما حدث حتي منتصف الليل و هي في مشاجرات و مشاحنات و خصيصاً حين ابلغ والدها السيد سعد بـ ضرورة الحضور مع حفيده حتي ان عزالدين قد اتي بعد ان هاتفه الجد امام الجميع حتي يتحدثا بـ وضوح عما يحدث ظلت صامتة تراقب كل ما يحدث حولها بـ دموع ندم علي موافقتها الزواج من معاذ و عن ترك حبيبها لها دون سبب كان والدها مهاجم شرس جداً و هو يستمع كل شئ عن حياة زوج ابنته كان يهدد و يتوعد و يطلب منه ان يطلقها اما ياسين فـ كان يخرج الدلائل علي حديثه امامهم و يتحدث بما يعتريه من غضب و حقد اتجاه غريمه معاذ الذي اخذ يردد جملة واحدة فقط طوال هذه الجلسة ” و الله هتغير و دا طيش مني و لعبه عليا انا مش عايز اطلق سلمي عايز اكمل معاها ”
هذه الكلمات كانت تزيد من غضب والدها و أيضاً ياسين الذي ردد علي مسامع الجديد انه قادر علي ابعاده عن الحياة بـ اكملها ان لم يطلقها ، انتهت الجلسة منتصف الليل بـ ذهاب الجميع بعد ان اتفقا ان تنتهي علاقتها بـ معاذ و تهديدات والدها انه سيأخذ حقها منه ، بدأ رنين الهاتف يعلو من جديد بعد ان انقطع ساعة كاملة تنهدت بـ ضيق و رفعت يدها تلتقط هاتفها لـ تجد المتصل هو ياسين و قد كانت تتوقع ذلك لـ تغلق الهاتف و تلقيه جوارها من جديد و تعود لـ انكماشها من جديد و مرت دقائق معدودة قبل ان تستمع الي طرقات علي النافذة عقدت حاجبيها بـ تعجب فـ نافذتها مرتفعة قليلاً من سيطرق عليها خرجت من الفراش بـ وهن و فتحت النافذة لـ تري من الطارق شهقت بـ قوة و هي تتراجع الي الخلف خطوة عندما وجدته امامها مبتسماً يقف علي درج من الخشب مستند علي الحائط ، قفز الي داخل الغرفة مستغل صدمتها بـ وجوده و ما ان اغلق النافذة خلفه حتي هتفت بـ ضيق :
_ انت اية اللي جابك هنا و ازاي طلعت اصلاً مش في حرس تحت محدش شافك و منعك
ابتسم بـ ثقة و هو يتقدم نحوها يربت علي رأسها حتي تهدئ و هو يتحدث بـ غرور ملازم له من ثقته بنفسه :
_ و هو انا بردو هيمنعني حرس يا حبيبتي و هما عارفين انا ابقي مين ، دا ريسهم اللي جابلي السلم
عقدت ذراعيها تنظر اليه شزراً ثم اردفت قائلة :
_ يعني فضحتنا وسط الحرس كمان ، انت اية جابك بطريقة دي اصلاً
تقدم يجلس علي الفراش واضعاً قدم فوق الاخري هاتفاً بـ نبرة منزعجة :
_ كلمتك كتير و انتي مبترديش
وقفت امامه و ضربت بـ يدها بـ حدة فوق كتفه تردف بـ حنق :
_ مردتش يبقي مش عايزة اسمع صوتك اصلاً ..اتفضل بقي من غير مطرود مينفعش اللي بتعمله دا
تصنع الألم من طرقات يدها علي كتفه واضعاً يده علي كتفه متحدثاً بـ عبث :
_ بقيت قاسي اوي يا سلامة
ذلك اللقب الذي يزعجها منه و كان دائماً ما يطلقه عليها حين تغضب منه او يحزنها دون قصد التفتت اليه ترمقه بـ غضب تصك علي اسنانها بـ قوة ثم فعلت اكثر ما يزعجه و بعثرت خصلات شعره حتي اصبحت مشعثة و تحدثت بـ ضيق :
_ بطل تعصبني و تقول الاسم الغتت دا
تأفف و هو يعدل من خصلات شعره الغزير و وقف عن الفراش يضرب مؤخرة رأسها و هو يتحدث بـ ضيق :
_ طب تصدقي انه لايق علي بوزك دا ، نفسي اعرف عاملة في نفسك كدا لية من امبارح و مبترديش عليا لية
زفرت هي بـ حنق و هي تلتفت عنه تواليه ظهرها متحدثة بـ حدة :
_ ملكش دعوة بيا يا ياسين و ياريت لو تمشي بقي بابا بيجي اوضتي علي طول يطمن عليا و لو شافك هتبقي مشكلة
تحدث بـ بساطة و يبعد عن عينها تلك الخصلة القصيرة المتمردة :
_ ابوكي عارف من زمان اني واقع و لو كان نسي فـ امبارح اكيد افتكر انا كنت متعصب اكتر منه و كأني هدبح الزفت دا قدام اهله
ابعدت يده من العبث بـ خصلاتها الحريرية السوداء الكاحلة متحدثة بـ شئ من الهدوء و لكنه اثار حفيظته :
_ اه صح ما الكل عارف اننا كنا اخدنا القرار اننا نتخطب دا قبل ما تسيبني بطريقة زفت و تسافر بس في فرق بابا ايام ما معاذ اتقدملي اتكلم معايا يومها و طلب مني اوعده اني لو ارتبطت بمعاذ ف عمري ما هفكر فيك ابداً و ساعتها انا وعدته اني عمري في حياتي ما هفكر فيك و لا هتيجي في بالي عشان دي تعتبر خيانة
لاحظت انها اغضبته لـ تعقد ذراعيها امام صدرها متحدثة بـ تهكم :
_ و هو انت فاكر اني لسة بفكر فيك يا ياسين ؟
_ لا ، انا متأكد يا حبيبتي
اجابها بـ برود و لم يهتم الي حديثها و ما كادت ان تتحدث نافية ذلك تماماً حتي استمعت الي طرقات الباب لـ تنتفض هي بـ خضة و ركضت نحوه تمسك بـ ذراعه جاذبة اياه اتجاه الشرفة متحدثة بـ خفوت و ارتباك واضح :
_ انزل بسرعة قبل ما بابا يدخل
ثبت اقدامه بـ الارض حتي لا تقدر علي جذبه و تحدث بـ مكر ظاهر بـ نبرته و نظرة عينه :
_ مش نازل غير لما تقولي انك لسة بتحبيني
دفعته بـ صدره تحثه علي الاسراع في الهبوط الي الاسفل قائلة بـ انفعال :
_ متستعبطش يا ياسين انزل بلاش مشاكل
رفع حاجبه الايسر و انزله مرة اخري دليلاً علي رفضه و ما كادت ان تنهره علي افعاله الصبيانية استمعا الي صوت والدها من خلف الباب يسأل بـ هدوء :
_ سلمي انتي صاحية ادخل ؟
نظرت اليه بـ قلق يلتهم قلبها و هتفت بـ توسل و لازالت تدفعه نحو النافذة :
_ عشان خاطري يا ياسين انزل انا مش ناقصة
وجدته لازال كما هو كأنه اصبح تمثال من الحجر لا تقدر علي ازاحته و لو انش واحد لـ تسترسل حديثها من جديد سريعاً و كأنها ستقول الكلمة السرية لـ يخرج من الغرفة :
_ لسة بحبك امشي بقي
ارتسمت ابتسامة واسعة علي ثغره و ظهرت تلك الحفرة بـ وجنته اليسري لـ يمسك بـ وجهها بين كفي يده علي حين غرة يقبل وجنتها اليمني سريعاً و اردف مبتسماً :
_ انا بحبك اكتر
تأففت و هي تتراجع الي الخلف تمسح علي وجنتها اثر قبلته رغم دقات قلبها التي اعلنت سعادتها تتشدق بـ غضب و خفوت كما هي :
_ امشي بقي
بـ الفعل فتح النافذة و نزل عن الدرج بـ هدوء لـ تنحنح هي حين استمعت الي صوت طرقات الباب من جديد و صوت والدها يخبرها بـ دخوله لـ تغلق هي النافذة و تركض سريعاً تجلس علي الفراش و كأنها استفاقت للتو ، دلف والدها الي الداخل و هي تفرك عينها تمثل النعاس بـ براعة هاتفة بـ صوت هادئ :
_ اتفضل يا بابا
ابتسم لها السيد عبد الهادي و هو يجلس الي جوارها يضمها اليها بـ حنو قائلاً :
_ صباح الخير ، عاملة اية الوقتي
وضعت رأسها علي صدر والدها بـ راحة و تحدثت بـ هدوء مجيبة :
_ الحمد لله بخير يا بابا متقلقش عليا يا حبيبي
مرر يده علي خصلات شعرها الناعمة يمسد عليها بـ رفق متحدثاً :
_ موضوع معاذ هيخلص النهاردة هنبعت للمأذون يجي بليل يطلقك منه
سعادة غمرتها و اتسعت ابتسامتها و هو تمسك بـ يده تقبلها و تحدثت تحاول اخفاء سعادتها :
_ الحمد لله كدا احسن مش عايزة اكمل معاه
نظر اليها والدها و هز رأسه بـ ايجاب يضمها اكثر الي صدره ثم تحدث متسائلاً بـ بعض الهدوء :
_ اية حكاية ياسين هو رجع عشانك ؟
ابتلعت ريقها بـ صعوبة بالغة و حاولت الثبات و هي تجيب والدها قائلة :
_ و هو هيرجع عشاني لية يا بابا و هو كان عارف اني اتجوزت .. انا وعدتك يا بابا
حمحم والدها و ابعدها عنه قليلاً ينظر الي وجهها و تحدث بـ عقلانية متحدثاً :
_ مش مهم وعدك ليا قد ما مهم عندي سعادتك انتي مشوفتيش ياسين كان عامل ازاي امبارح و الكل لاحظ دا
ثم رفع سبابته امام وجهها يردف بـ جدية :
_ بس لازم اعرف لية بعدته عن بعض قبل ما نحدد ميعاد الخطوبة
شعورها بـ البكاء كان قاتل و حاولت ان تكبح تلك الرغبة و لكن ادمعت عينها دون ارادة منها تهتف بـ صوت خافت يعتصر الألم نبرتها :
_ و الله انا نفسي مش عارفة اية اللي حصل فجأة بعد عني و نهي كل حاجة و سافر
صمت والدها لـ وهلة قبل ان يترك قبلة حانية علي رأسها ثم وقف عن الفراش يتحدث بـ صوت هادئ و لكن حديثه صارم لا يقبل النقاش :
_ طالما هو اللي باع يبقي ملوش عندنا نصيب يا حبيبتي مهما عمل حتي لو فعلا بيحبك انا اه عايز سعادتك لكن مع اللي شاري
ارسل اليها ابتسامة واسعة يربت علي كتفها متحدثاً :
_ قومي بقي اغسلي وشك و تعالي ورايا عشان نفطر
و تساقطت دموعها تزامناً مع خروج والدها و هو محق بما قالوا ما عملها من شخص تركها دون اسباب و لم يدافع عن حقه بها حين اتاه خبر ارتباطها بـ شخص اخر بـ الفعل قد فات الاوان و لم يعد له اي حق و رغم حبها التي لازالت تكنه له داخل فؤادها الا انها لن تتنازل عن كرامتها حتي و ان اثبت لها حبه بـ كافة الاشكال
************************************
_ جهاد هو عزالدين قالك انه زعلان مني
نطقت ريحان بـ تلك الجملة متسائلة و هي تقف امام جهاد بـ الصالة الرياضية بعد ان رحل عزالدين و قد اوصلها الي حيث عملها لـ ينفي جهاد بـ رأسه متحدثاً بـ هدوء و هو يراقب اوضاع المشتركين :
_ لا متكلمش في حاجة تخصكم شكله بيحبش حد يدخل في حياته حتي لما لقي موضوعي خاص شوية خدني البلكونة عشان ميدخلش
تأففت ريحان بـ ضجر و هي تعقد ذراعيها امام صدرها متحدثة بـ حنق :
_ انا مضايقة يا جهاد اوي انه زعلان رغم انه مرضاش يسيبني اجي لوحدي و اتأخر علي شغله بس انا حاسه بيه هو لسة زعلان
التفت اليها جهاد يتحدث بـ هدوء يحاول ان يهدئ من انزعاجها :
_ حاولي تكلميه تاني و معتقدش انه هيعرف يزعل منك كتير
تنهدت بـ ثقل و هي ترغب من مراضاته بـ اي شكل كان لـ يسترسل جهاد حديثه بـ مشاكسة :
_ علي فكرة لما عرف اننا هنجيب كابتن جديد معانا في الچيم اقترح عليا اننا نعمل فترة بنات لوحدهم و شباب لوحدهم شكله غيران يا عسل
شعرت بـ سعادة كونه يفكر بـ اي وضع تكون عليه هي و اجابته بـ ارتباك اثر نظرات جهاد الماكرة :
_ علي فكرة دا مجرد اقتراح و بصراحة اقتراحه حلو عشان اكيد في بنات محجبة او مش عايزة تكون مع شباب ، انا موافقة
ضحك جهاد بـ خفة و رفع حاجبه الي الاعلي يتحدث مبتسماً :
_ طبعاً موافقة .. علي العموم انا هشوف الموضوع دا و هظبط المواعيد و هنشوف كمان كابتن بنت تكون معاكي
اومأت اليه بـ ايجاب و اخرجت هاتفها تنظر الي الساعة ثم نظرت اليه قائلة بـ هدوء :
_ طب يلا يا عريس روح انت لـ عروستك و تمم كل حاجة و انا هخلص الفترة دي و هروح اغير و اجيلك
رفع ذراعه الي الاعلي و تحدث بـ هدوء و هو يخرج الهاتف من جيب بنطاله لـ يهاتف براء قائلاً :
_ تمام انا فعلا لازم اخلص اروح اشوفه عشان بتقول ان طليقها عايز يشوفني و يتفق معايا و المبلغ اللي هطلبه هيدفعه
قال جملته الاخيرة بـ سخرية ثم نظر بـ شرود نحو نقطة معينة يكمل حديثه قائلاً بـ تهكم :
_ هنعمل اية بقي لازم يدفع ضريبة طلاقه و يراضي المحلل
نظرت ريحان اليه بـ عدم ارتياح لـ تحديه ذلك الرجل و هتفت بـ تمني :
_ ربنا يستر و يعدي الموضوع دا علي خير

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى