روايات

رواية خطى الحب الفصل الحادي عشر 11 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الفصل الحادي عشر 11 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الجزء الحادي عشر

رواية خطى الحب البارت الحادي عشر

رواية خطى الحب الحلقة الحادية عشر

يجلس عزالدين علي الاريكة بـ ردهة شقة ريحان امام جهاد الذي يتفحصه جيداً و يري كم التوتر المرتسم علي معالم وجهه الحادة تنحنح عزالدين للمرة الألف و هي تمسد علي فخذه يشجع نفسه علي استرسال الحديث فقد اصرت هي علي مراسم طلب يدها من جهاد حيث لا يوجد غيره يصلح لـ هذا الامر خرجت ريحان من المطبخ بـ يدها صنية من المعدن اللامع تقدم عليها القهوة الطازجة التي تفوح رائحتها الذكية بـ المكان ، قدمت اليه القهوة اولاً لـ يبتسم بـ صفاء و هو يأخذها عن الصنية و قدمت ايضاً لـ جهاد واضعة الصنية علي الطاولة و جلست علي المقعد المجاور لـ صديقها الذي ارتشف من القدح بـ يده رشفة صغيرة قبل ان يتحدث بـ هدوء قائلاً :
_ اتفضل يا عز سامعك
حمحم عزالدين واضعاً القدح علي الطاولة و نظر نحو جهاد الذي يظهر عليه الجدية و هتف بـ تروي قائلاً :
_ انا جاي اطلب ايد الانسة ريحان علي سنة الله و رسوله
لا تعلم لما رفرف قلبها حين اتم هو جملته و شعرت بـ دغدغه لذيذة بـ معدتها و شعرت بـ الخجل الشديد يقتحمها و تسربت الحُمرة الي وجنتيها في شعور لم تشهده من قبل و كأنها انتقلت الي عالم الاحلام الوردية التي كانت ترسمه في مخيلتها دائماً حتي انها تعجبت من ذلك الشعور و نظرت نحو جهاد منتظرة اجابته التي طالت في سكونه مرتشفاً باقي قدح القهوة في هدوء متمهلاً يثير اعصاب هذا الذي يظهر عليه التوتر الشديد ، وضع القدح علي الطاولة من جديد حين انتهاء و تنهد ناظراً الي عزالدين بـ انتباه متحدثاً بـ هدوء :
_ كمل كلامك
نظر عزالدين الي ريحان بتساؤل عن ما الحديث الذي يمكنه ان يكمله بعد هذا و نظر الي جهاد من جديد مستفهماً بـ نظراته لـ تتحدث عنه ريحان هذه المرة حين فهمت مقصد صديقها قائلة :
_ عزالدين قالي ان هيشتري الشبكة اللي اختارها يا جهاد و شقته فوق جاهزة لو عايزة اغير فيها اي حاجة هيعملها
نظرت بـ الاخير نحو عزالدين تخبره ان هذا مقصد جهاد لـ يهز رأسه بـ ايجاب و تحدث اليه قائلاً :
_ المبلغ اللي هتحدده شبكة موافق عليه و اي حاجة طبعاً تطلبها كتب الكتاب يكون بعد اسبوعين ان شاء الله و هيكون فترة خطوبة لحد ما ريحان تحدد براحتها الفرح عايزاه يكون امتي
اومأ اليه جهاد بـ تفهم و استند بـ ظهره علي ظهر الاريكة متنهداً قبل ان يجيبه قائلاً :
_ كدا تمام انا موافق نقرأ الفاتحة
رفع ثلاثتهم ايديهم كلاً منهم يقرأ فاتحة الكتاب الشريف بـ صوت هامس حتي صاح عزالدين بـ ابتهاج و فرحة تغمر روحه و سعادة تملئ ثنايا قلبه قائلاً :
_ أمين
ابتسم جهاد بـ اتساع لـ صديقته المقربة و هتف في سعادة :
_ مبارك يا ريحان ، مبارك يا عز
اجاب كلاً منهما عليه هو في شعور غامر بـ الفرح و هي بـ شعور جديد من الرضا لما يحدث معها و توقعت ان تلك الخطبة الزوجية علي حد قوله الغريب لن تطول و في ظل شرودها في تلك النقطة انتبهت الي حديث عزالدين يتحدث بـ هدوء قائلاً :
_ باذن الله هننزل نشتري الشبكة بكرا و الاسبوع الجاي نعمل التحاليل عشان كتب الكتاب
اومأت بـ الايجاب و هي ترسم ابتسامة هادئة علي ثغرها موافقة ما يقول ، مسح هو علي فخذيه و هو يستعد للخروج قائلاً بـ هدوء :
_ احنا كدا اتفقنا ، مش انت ماشي بردو يا جهاد ؟
ابتسم جهاد يعلم مقصد عزالدين من هذا السؤال يخرجه بـ لباقة حتي لا يبقي مع ريحان بعد ان يصعد لـ يقف جهاد مشيراً الي الباب قائلاً :
_ ايوة ماشي يلا اتفضل
وقفت ريحان هي الاخري تودعهما علي الباب و لم يصعد عزالدين الا ان اطمئن ان جهاد قد غادر الي الاسفل لـ يرسل اليها ابتسامة مُحبة قبل ان يتجه الي درجات السُلم المؤدي الي الاعلي و التفتت هي الي داخل الشقة غالقة الباب خلفها تتنهد بـ راحة لا تعلم مصدرها فقط شعرت بـ الراحة و هذا كافي الي الآن بالنسبة لها ، توجهت الي داخل غرفتها و قد ارتفع صوت ضحكتها تتذكر حين رأها الجار و هي تقف مع عزالدين امام باب شقته رأت سعادة عزالدين ان لا وقت لها للتفكير و فسر للجار سريعاً انها اتت لـ تخبره بـ ميعاد مقابلة احد اقاربها لـ تحديد موعد عقد القران لان هاتفه مغلق و رغم عدم رضا الجار عن الاجابة الا انها كانت مرضية تماماً بالنسبة له و قد تهرب بعدها من سؤالها التي صعدت بـ الاصل لـ تسأله ، متي احبها ؟
***********************************
وقف الجد سعد امام باب مكتبه بعد ان دخل الليل و انتهي هو من عمله يتابع بـ عينه حفيده الاصغر معاذ و هو ينزل درجات السُلم بـ هدوء حتي وصل امامه ينظر اليه بـ استفسار هاتفاً بـ ملل :
_ نعم يا جدي عايز اية بتنادي عليا لية ؟
رمقه الجد بـ غضب و لم يعجبه تلك النبرة المتحدث بها لـ يدب بـ العصا علي الارض بـ حدة يردف بـ قوة و استنكار من افعال حفيده :
_ اتكلم كويس يا معاذ و لم نفسك معايا سامع
تنهد معاذ بـ ضيق و هو يهز رأسه بـ ايجاب لـ يسأل الحد في حدة قائلاً :
_ المصنع جاهز تممت علي كل حاجة بكرا الافتتاح
اومأ معاذ بـ رأسه و هو يجيب الجد بـ هدوء :
_ ايوة يا جدي خلصت كل حاجة
_ و سلمي ؟
سأل الجد من جديد لـ يزفر معاذ بكل ما يعتري صدره من ضيق و غضب و اجاب من جديد من بين اسنانه :
_ قولتلها يا جدي طبعاً و هتحضر معايا بكرا هروح اجيبها من الشركة و هتكون معايا
هز الجد رأسه بـ رضا تام و هو يشير اليه ان تنصرف الي غرفته من جديد قائلاً :
_ تمام نام دلوقتي عشان تكون فايق بكرا
ما كاد معاذ ان ينصرف الا انه تراجع ينظر الي السيد سعد نظرات مبهمة يهتف في غل خفي :
_ انت عرفت ان عزالدين هيكتب كتابه علي ريحان قريب
عقد السيد سعد حاجبيه بـ تعجب من هذه المعلومة الهامة التي يعرفها حفيده لـ يتحدث بتساؤل :
_ لا معرفش انت عرفت منين الكلام دا و انت مبتكلمش اخوك !
توترت قسمات وجه معاذ و هو يبرر له مجيباً :
_ روحت ازور عز هو اللي قالي
نظر له الجد بـ شك مضيقاً عينه عليه و هو غير مصدق ان معاذ قرر الذهاب الي شقيقه بـ شكل مفاجئ بعد ان كان يتهمه انه يفرض سيطرته عليه و علي حياته و تأكدت ظنون السيد سعد حين تهرب معاذ من امامه سريعاً قائلاً بـ ارتباك حاول السيطرة عليه :
_ انا طالع اكلم سلمي قبل ما تنام
هرول سريعاً الي الاعلي و لم يلفت خلفه حتي في محاولة للهروب من الجد حينها تنهد السيد سعد بـ سأم و عادت ادراجه اتجاه المكتب يتمتم بـ حنق :
_ لا حول و لا قوة الا بالله ربنا يهديك يا معاذ و تعقل
************************************
في صباح يوم جديد استعدت سلمي للذهاب الي عملها علي عجل من امرها لـ وجود اجتماع هام اليوم من اجل الصفقة الجديدة التي وضعها والدها بـ يدها لـ ثقته العمياء بـ قدراتها علي إتمام العمل علي اكمل وجه ، و أخيراً انتهت من تجهيزها و وقفت امام المراه ترتب هيئتها و هي تضم سترتها الفرو البيضاء عليها حتي تبعث لها الدفئ ثم نثرت من عطرها الفواح و قد انتشر سريعاً بـ الغرفة اكملها نظرت سلمي الي نفسها بـ رضا تام قبل ان تأخذ حقيبتها البيضاء ذات العلامة المميزة تجارياً و خرجت من المنزل متوجهة الي مرأب نظرت الي السماء الملبدة بـ الغيوم و هي تتنهد بـ ارتياح هذا الطقس المميز بـ النسبة لها و صعدت الي السيارة متوجهة الي مقر الشركة تحاول الاستعداد لـ خوض حرب الاعصاب المقبلة عليها و ما ان تخطت بوابة المنزل حتي صدح صوت هاتفها اخرجته من الحقيبة و امتعضت ملامحها بـ ضيق حين لمحت رقم “ياسين” و القت الهاتف علي المقعد المجاور لها مقررة عدم الرد عليه متجاهلة مشاعرها الثائرة التي تحثها علي الرد ، تأففت بـ ضيق و هي تكمل طريقها تهمس الي نفسها بـ غضب :
_ اياكي تديله فرصة يدمر حياتك تاني ، انتي صح
تعجبت من تلك الحالة الجديدة عليها اصبحت تحدث نفسها كـ المجانين الي اي مطاف سيقودها هذا البغيض بعد ، صفت سيارتها امام الشركة و توجهت بـ خطوات واثقة الي الداخل ترفع رأسها في غرور انثوي كعبها يدق بـ الارض الصلبة بـ قوة كـ حال قلبها المرتجف من جنبات صدرها و هي تحاول تجاهل الامر حتي وصلت الي قاعة الاجتماعات حتي تنظم أوراقها و ترتب كل ما تحتاجه لـ ذلك الاجتماع و ما ان اتمت أمرها حتي اقتحم احدهم القاعة بـ عنف التفتت هي سريعاً حتي توبخ من فعل ذلك حتي وجدت ياسين امامها ينظر اليها بـ غضب و الشر يتطاير من مقلتيه اعتدلت بـ وقفتها و تنهدت بـ ضيق حتي تقدم هو يقف امامها قائلاً بـ هدوء مخيف :
_ مبترديش علي تليفونك لية ؟
وضعت يدها تستند علي الطاولة خلفها و ابتسمت بـ سخرية قائلة بـ تهكم :
_ و انت داخل بهمجية عشان السؤال دا
مد يده يمسك مرفق يدها يضغط عليها بـ قوة كما يصك علي اسنانه هامساً من بينهم بـ غضب لم يقدر علي السيطرة عليه :
_ لما اكلمك تردي عليا انتي سامعة ، اتفضل روحي مكتبك مش هتحضري الاجتماع دا
نطق بـ جملته الاخيرة بـ أمر غير قابل للنقاش و هو ينفض يدها بـ قوة و بـ يده الاخري يشير الي الباب لـ تدفعه هي بـ صدره و ابتعدت عنه متحدثة بـ حدة :
_ انت مين عشان تقولي هحضر الاجتماع دا و لا لا اطلع برا انت اللي مش هتحضر الاجتماع مش انا
صاح بها هادراً بـ قوة و هو يقترب منها من جديد حتي اصبح امامها هاتفاً :
_ بقولك مش هتحضري الاجتماع يعني مش هتحضري روحي مكتبك احسنلك
عقدت ذراعيها امام صدرها تنظر اليه بـ تسلية قائلة بـ هدوء تود ان تثير حفيظته به قائلة :
_ مش هخرج غير لما تقولي مش عايزني احضر الميتنج لية ؟
و نالت ما ارادت و لم يتحكم بـ نفسه حين داهم هدوءها غضبه بـ قوة ضرب بـ يده علي الحائط جانب رأسها يصرخ بها بـ غضب :
_ علي جثتي تحضري اجتماع واحد مع جابر
السعادة احاطت بـ قلبها حين شعرت بـ غيرته عليها كما كان في السابق بل ازداد جنونه تصارعت دقات قلبها و هي تنظر الي بـ جمود تخفي به ما يعتري صدرها من بهجة و سرور و ما ان استطعت ان تكبح شعورها حتي انفجرت ضاحكة بـ قهقة عالية و قابل ضحكتها بـ الجمود و هو يقف ينظر اليها بـ حدة حتي حمحمت تسيطر علي ضحكتها هاتفة بـ سخرية :
_ ضحكتني بجد انت بقي دمك خفيف اوي
ثم نظرت اليه بـ نظرات نارية و هي تكمل حديثها بـ شراسة :
_ انت متقدرش تمنعني عن حد اشوف اللي اشوفه و اقعد ما اللي اقعد معاه كل واحد فينا حر في تصرفاته
ثم نظرت الي داخل عينه السوداء الكحيلة و تشدقت بـ نبرة ذات مغذي :
_ انا اخترت طريقي و طريقي مش معاك
تلك الجملة خرجت منه ينتهي الحديث معها يوم افترقه عنها يوم تركها تترجي فقط ان تعلم لما لم يعد يريدها و قرر الانفصال بـ هذا الشكل المفاجئ اغمض عينه بـ قوة و هو يتذكر حين غادر المكان بعد جملته تلك تاركاً اياها خلفه تصرخ بـ اسمه بـ انهيار و لم يلتفت اليها حتي و ما لبثت حتي صرخت عليه بـ جملة لازالت تتردد في اذنه بين الحين و الآخر :
_ مش هسامحك العمر كله يا ياسين علي اللي عملته
حين طال صمته شارداً في تلك الذكري الاخيرة بينهما و الاكثر قسوة نظرت اليه بـ ألم و همست بـ خفوت حتي لا يظهر اختناقها بـ البكاء :
_فكرتك بحاجة الجملة دي
التفت ينظر اليها و الي الدموع المتجمعة في عينها التي تنطق بـ الأسي اقترب خطوة اخري منها يحاوط وجهها بين راحتي يده هامساً بـ اسمها بـ اسف الا انها سريعاً ما ابتعدت عنه و توجهت الي الطاولة الكبيرة الموجودة بـ منتصف القاعة تجلس علي المقعد المخصص لها تمسك بـ الاوراق بين يديها مصطنعة الانشغال بهم تهتف بـ جمود :
_ خمس دقايق و الميتنج هيبدأ ياريت تتفضل و تبعتلي فاروق
اغمض عينه بـ يأس و تقدم منها يقف خلفها و انحني يقبل قمة رأسها بـ لطف ثم ذهب تاركاً اياها ، التفتت تنظر الي الباب المغلق و اصدرت شهقة عالية تضع يدها علي فمها و عينها ذرفت الدموع سامحة لنفسها بـ الانهيار و لو قليلاً حتي يُعقد الاجتماع
************************************
تقف ريحان و هي ترتدي حله سوداء رياضية بـ جوار جهاد بـ الصالة الرياضية المتواجد بها بعض المشتركين بـ الفترة الصباحية يراقبان الوضع و المساعدة البعض منهم ، ابتسمت ريحان بـ سعادة و هي تشير الي ارجاء المكان تهتف بـ سعادة :
_ حلمنا اتحقق يا جهاد الحمد لله
ما كاد جهاد ان يرد عليها الا ان لفت انتباهه تلك الفتاة الشابة التي تدلف من باب الصالة ترتدي رداء رياضي مناسب لـ جسدها الرشيق المتناسق عقصت خصلات شعرها الذهبية المناسب لتلك الشقراء الي الاعلي لـ يسترسل بـ طوله علي ظهرها خلعت نظراتها السوداء التي تحمي عينها من اشعة الشمس لـ يظهر زوجان من العيون الخضراء اللامعة و اهداب كثيفة لم تظهر بـ شكل واضح تماماً للونها الاشقر ايضاً كـ شعرها بشرتها المشربة للاحمرار تعطي لها شكلاً خاطفاً و حركت ثغرها المكتنز الوردي بـ اعجاب بـ ذلك المكان حينها اصدر جهاد من بين شفتيه صفير قوي متحدثاً بـ اعجاب :
_ اللهم صلي علي النبي دا باين عليها فاتحة خير
نظرت ريحان الي ما ينظر اليه جهاد و التقطت عينها تلك الفتاة الحسناء و هي تتقدم نحوهما بـ خطوات هادئة تدل علي هدوء صاحبتها حتي وقفت أمامهما مبتسمة بـ رقة و تحدثت بـ هدوء :
_ صباح الخير ، لو سمحت عايزة كوتش يتابع معي
استمع الي لكنتها الغير مقتنة و دلت انها ليست مصرية لـ تتسع ابتسامته و ازاح ريحان بعيداً عنهما متحدثاً اليها بـ لطف :
_ انا الكوتش جهاد و ان شاء الله هتابع معاكي التمارين
مدت يدها اليه لـ تصافحه و هي تتحدث اليها بـ ابتهاج رقيق :
_ اهلين كابتن چهاد انا براء
تأمل ملامحها الرقيقة البريئة و هو ينطق بـ انبهار بـ أسمها المناسب لها تماماً :
_ بالظبط و الله
تركت يده بـ لطف لـ يمد يده لها بـ التقدم نحو احد الاركان مرحباً بها و ما ان تقدمت حتي ألتفت الي ريحان المنصدمة بـ افعاله التي تراها لاول مرة يغمز لها بـ عينه اليسري هامساً :
_ قمر بنت الاية
ما ان انصرف جهاد نحو براء حتي ضحكت هي بـ مرح علي ما يفعل صديقها ثم انتبهت الي صوت هاتفها الذي يصدح بـ جيب سترتها اخرجت و ابتسمت حين رأت المتصل عزالدين ، فتحت الاتصال متحدثة بـ هدوء :
_ الو ايوة يا عزالدين
تحدث عزالدين من الطرف الاخر بـ مرح قائلة :
_ اهو انا بقي بحب اسمي منك انتي بس
قهقهة هي علي نبرته المرحة و هي تجيب بـ تفكير :
_ عشان بقوله كامل صح ؟
تأتأ و هي يجيبها بـ نفي و نبرة صادقة يملئ الكثير من المشاعر :
_ عشان انا بحب اي حاجة تقوليها اسمي منك له نغمة خاصة بيا انا و بس
اتسعت ابتسامتها تلقائياً من حديثه و نظرت الي الاسفل بـ خجل و صمتت حتي تحدث هو من جديد بعد ان حمحم بـ جدية :
_ بصي انا اخدت اليوم اجازة من الشغل و في التاكسي و جاي الچيم هلعب شوية و نروح نتغدي في اي مطعم و بعدها نروح نجيب الشبكة
همهمت بـ تفهم و هي تهز رأسها بـ ايجاب قائلة :
_ تمام مستنياك
شعرت بـ التوتر و اسرعت ترتب هيئتها و امسك بـ رابطة شعرها تفك عقدتها حتي انسدل علي ظهرها و اخذت في ترتيبه بـ اصابع يدها و اخذت قدمها الي جهاد الذي انسجم سريعاً مع براء وقفت امامه و هي تجده يبتسم بـ توسع هاتفاً الي الماثلة امامه بـ ابتهاج :
_ يعني انتي اصلاً سورية علي كدا بتقولي تقبرني
ضحكت براء بـ رقة و هي تسير بـ هدوء علي تلك الألة المخصص للركض و تحدث بـ نبرة صوتها الناعمة قائلة :
_ بعرف احكي مصري شوية
نفي جهاد بـ رأسه و اجابها متأملاً هيئتها قائلاً :
_ لا انا بحب اللهجة السوري لما تكوني في الچيم اتكلم سوري معايا
هزت الاخري رأسها بـ هدوء و قد زادت من سرعة الألة للركض لـ تقترب ريحان تنظر اليه بـ خبث و هو لم ينتبه بـ الاصل انها موجودة مركز انتبهه علي تلك الفتاة التي سرقت لُبه منذ الوهلة الاولي مراقباً خصلات شعرها الاشقر المترنح خلفها لـ تقطع تأمله نبرة ريحان الماكرة تهتف :
_ ما تكمل شغلك يا كابتن علي ما براء تخلص التمرين بتاعها
رمقها الاخر بـ غضب و مد يده يدفعها عنه قائلاً بـ ضيق :
_ روحي انتي انا مش منقول من هنا انا قتيل التمرينة دي
ضحكت ريحان بـ صخب و التفتت تنظر اليه بـ مشاكسة ثم اقتربت من جديد تهمس له بـ خفوت :
_ يا نمس لزقت للبنت في ثواني
انحني جهاد قليلاً يرافق همسها و اجابها بـ بساطة :
_ يا بنتي انتي مش فاهمة دي بتقول تقبرني و انا كان نفسي طول عمري ارتبط بـ واحدة تقولي تقبرني
هذا المرة ضحكت من قلبها عليه و علي ما يفعل لـ ترفع سبابتها نحوه قائلة :
_ تصدق انت مسلي اوي النهاردة و الله توتري راح
عقد جهاد ما بين حاجبيه يرمقها بـ تعجب متسائلاً :
_ و انتي متوترة من اية
ابتلعت لعابها بـ ارتباك و ضغط علي كفي يدها بعضهم ببعض تردف بـ خفوت مرتبك :
_ عزالدين جاي و معرفش اتوترت اوي لية حاسة اني برتعش
ابتسم جهاد من زاوية فمه بـ سخرية عليها منذ يومين كانت تحتد عليه انها بـ التأكيد لن توافق علي الزواج من عزالدين مطلقاً تعلمه بـ علاقته بـ حبيبها السابق و اليوم تقف امامه بـ هذا الكم من التوتر لـ مجرد مجيئه رفع رأسه الي الاعلي و هو يتحدث بـ مكر :
_ اه احنا بدأنا
سألت بـعدم استيعاب :
_ بدأنا اية
نفي بـ رأسه و هو يري عزالدين دالفاً من باب الصالة قائلاً :
_ و لا حاجة .. روحي اهو جيه اهو
التفتت هي سريعاً بـ جسدها تتقدم بـ خطوات واسعة اتجاه الباب لاستقباله حتي وقفت امامه مبتسمة بـ اتساع تهتف بـ مرح :
_ اهلا بيك في چيمنا المتواضع اتفضل
ابتسم لها عزالدين و هو يمد يده اليها بـ باقة من الزهور البيضاء تهنئة منه علي افتتاح المكان و من ثم تابع بـ عينه بعض من الرجال علي الألات رياضية متفرقة نظراً لـ بداية هذا المكان و لا يعرفوا الا اناس محدودين ثم عاد بـ بصره اليه متحدثاً :
_ مبارك المكان جميل جدآ
نظرت الي الزهور بـ يدها بـ سعادة و هي تحتضنها اليها متحدثة :
_ شكراً يا عزالدين بجد اتفضل
خطي خطوات هادئة اتجاه المكتب و هو يردف بـ هدوء :
_ انا جاي كـ مشترك في الچيم علي فكرة
ضحكت هي بـ خفة و هي تتقدمه تضع الباقة علي المكتب و تتابعه بـ نظراتها حتي جلس علي المقعد مخرجاً من جيبه بعض ورقات من النقود الورقية متحدثاً :
_ و ادي يا ستي الاشتراك
وضعها علي المكتب لـ تبعدها هي اليه من جديد متحدثة بـ لطف :
_ دا حتي انا ازعل يا عزالدين المكان مكانك
نفي بـ رأسه و هو يعيد اليها الاموال من جديد يردف بـ هدوء :
_ كدا هكون مرتاح اكتر يا حبيبتي
انسحبت انفاسها من صدرها حين نطق ناعتاً اياها بـ المحبوبة رغم انها استمعت الي تلك الكلمة عدة مرات من معاذ الا انها الآن تجد لحنها مميزاً بـ قلبها حمحمت تومأ اليه و هي تنظر الي الاسفل ، وقف هو يخلع عنه القميص العلوي الثقيل بعض الشئ و يقف امامها و علي حين غرة وجدته يحاوط خصرها بـ هذا القميص الخاص به يربط ذراعيه محكماً اياه عليها ثم وقف معتدلاً يهندم من كنزته البيضاء قائلاً بـ هدوء :
_ الترنج ضيق عليكي شوية ابقي البسي حاجة طويلة
تلونت وجنتيها بـ الحُمرة القانية و نظرت نحو خصرها الملتف عليه ذاك القميص ثم نظرت اليه بـ هدوء دون حديث لـ يبتسم و هو يشير نحو جهاد قائلاً :
_ هسلم علي جهاد و اباركله و ابدأ خليكي حواليا
************************************
اختتمت سلمي الاجتماع بـ ثقة و ثبات تحسد عليه في ظل نظرات الخبث الموجه من ذلك الرجل متوسط العمر شريكهم “جابر” يتفحصها بـ تريث و تلك الابتسامة الماكرة مرتسمة علي محياه و من الطرف الاخر نظرات الغضب الموجهة من ياسين اتجاه سلمي التي اصرت علي استكمال الاجتماع رغم اعتراضه الشديد لاجتماعها في مكان واحد مع هذا البغيض ، تنهدت سلمي بـ ارتياح ما ان اتم المحامي الخاص بـ الشركة الاخري قائلة بـ هدوء :
_ تمام .. كدا نقدر نوقع العقود
اتسعت ابتسامة جابر حين اشارت سلمي بـ يده ناحية الاوراق امامه تردف بـ جدية :
_ اتفضل يا جابر بيه
دون كلاهما توقيعه علي اوراق الشراكة و اغلقت هي الملف امامها و وقفت بـ غرور قائلة :
_ مبارك عليك شراكتنا يا جابر بيه
وقف جابر يحمحم بـصوته الاجش و مرر يده علي خصلات شعره المختلطة بـ الابيض و اغلق زر سترة حلته السوداء ثم مد يده اليها لـ يصافحها يردف مبتسماً علي ثقة تلك الصغيرة :
_ مبارك علينا يا سلمي هانم
صافحته سلمي علي مضض و هي تشعر بـ ضغطه علي كفها ثم سحبت يدها منه سريعاً و هي تبتسم لـ يضيف هو بـ لباقة :
_ لازم نحتفل بالمناسبة دي
_ اكيد ، اتفضل يا فندم
هتفت بها سلمي سريعاً حين شعرت بـ ناقوس الخطر يدق و ياسين يستعد للقيام عن مقعده ما ان انهت جملتها حتي هرولت اتجاه الباب مع جابر و البقية خلفها لـ يهرع هو خلفهم سريعاً و خطواته الغاضبة تدق بـ الارض بـ قوة حتي توقفا امام باب الشركة يتبادلان الكلمات المودعة علي امل اللقاء مرة اخري .. وقف ياسين امامها بعد ان انصرف الجميع عينه تطلق شرارات الغضب اتجاهها و لكنها تجاهلته تنظر الي الخارج و همس هو بـ ضيق :
_ بردو حضرتي الاجتماع و بردو اتقابلتي معاه
لم يتلقي رداً منها اما اتجهت بـ جسدها الي الجهة الاخري و لم تنظر الي وجهه حتي و اتجهت خطواتها نحو قاعة الاجتماعات تلملم اغراضها و اتجه هو خلفها بـ غيظ من افعالها التي ستصيبه مرة بـ نوبة قلبية و تؤدي الي وفاته … استمعت الي صوت اغلاق الباب بـ قوة و علمت هوية الفاعل لـ تردف بـ حدة :
_ خلصنا بقي يا ياسين الديل دا بتاعي و انا خلصته و بالنسبة لـ جابر ميهمنيش في حاجة دا كلها كام سنة هيتم الخمسين يعني راجل كبير يعني بفوتله و انا كمان متجوزة يعني وجوده زي عدمه زيه زي الكل بالنسبالي
يعلم انها تلقي تلك الجملة علي مسامعه كـ رسالة واضحة له انه لا يهمها في شئ كـ كل رجل تقابله في عملها و ما كاد ان يتحدث حتي اعلن هاتفها عن وجود اتصال هاتفي التقطت حقيبتها تخرج منها الهاتف و ابتسمت بـ اتساع تجيب المتصل هاتفة :
_ الو .. عامل اية يا حبيبي
تقدم منها ياسين علي حذر و هو يتابع معالم وجهها حتي نطقت من جديد :
_ ايوة خلصت هتيجي امتي ، جاي في تاكس لية و عربيتك فين
ضحكت هي بـ صخب و دلال حتي شعرت بـ لكمة علي كتفها الايسر التفتت الي ياسين ترمقه بـ غضب تهتف الي معاذ من الطرف الاخر :
_ عربيتك جاية تعطل يوم الافتتاح ، خلاص يا حبيبي نروح بعربيتي
اغلقت الهاتف مودعة زوجها و هو يخبرها انه اوشك علي الوصول امام الشركة بـ سيارة أجرة لـ عطل مفاجئ حدث بـ سيارته ، التهمها بـ نظراته الثاقبة بـ حقد و اتجه نحو الباب دون حديث رغم النيران المستعرة بـ داخله و لكنه فضل عدم مناقشتها الآن يعلم أنها ستخبره من جديد علي مكانته و صفته ، مسدت علي كتفها المتألم من قبضته رغم أنها لم توضح له شئ من ألمها ثم ظهرت ابتسامة حزينة علي محياها تتحدث بـ عتاب :
_ جاي دلوقتي تعمل نفسك مش طايق وجودي مع حد غيرك ، قديمة يا ياسين
خرجت من الغرفة حين اتاها اتصال من معاذ ينبهها انه بـ الخارج اخذت اغراضها و خرجت متوجهة الي الخارج ما ان وقفت امام معاذ تبتسم بـ هدوء متحدثة بـ مشاكسة :
_ مستعد يا رجل الاعمال الكبير معاذ المغربي
ضحك هو بصوت مرتفع و امسك بـ يدها قائلاً :
_ مستعد يا زوجتي العزيزة
ابتسمت و هي تخرج مفتاح السيارة من حقيبتها متحدثة :
_ طب اتفضل سوق انت بقي
التقط منها المفتاح و توجه نحو السيارة و لكنه انتبه الي انفجار احد اطارات السيارة الامامية لـ يزفر بـ حنق و هو يضرب بـ قدمه عليها قائلاً بـ ضيق :
_ دا اية الحظ دا ياربي يعني عربيتي عطلانة و عربيتك الكوتش نايم
اتجهت نحوه تري الإطار ثم تأففت بـ ضيق و هي تلتفت الي الجهة الاخري و حينها لمحت ياسين يتقدم منهما و علي ثغره ابتسامة هادئة و لكن نظراته الماكرة هي تعلمها جيداً و تأكد شكوكها انه من فعل فعلته بـ سيارتها حين هتف بـ نبرة بريئة تخبئ خلفها الكثير من الخبث :
_ واقفة كدا لية يا سلمي هي عربيتك عطلانة و لا اية
ثم رفع بصره اتجاه معاذ المستفسر عن هوية الماثل امامه لـ يجيبه ياسين و هو يمد يده له بـ المصافحة :
_ انا ياسين ابو الدهب اكبر شريك لـ والد سلمي
ثم نظر الي سلمي يردف بـ نبرة ذات مغذي :
_ و عشرة عمر
بادله معاذ مصافحته و هو يبتسم بـ ترحاب شديد و هو يسمع هذا الاسم مراراً فـ هذا وريث آل ابو الدهب المعروف ثم وقف ياسين يعرض عليهما المساعدة قائلاً :
_ انا ممكن اوصلكم اي مكان لو مفيش معاكي استبن
_ لا هناخد تاكسي
هتفت بها سريعاً حتي لا ينول مبتغاه في ايصالهما و هو ما سعي اليه حين فكر في تخريب اطار السيارة لـ ينظر اليها الاخر بـ حزن مصطنع اجاد ان يخرجه في نبرة صوته المؤنبة :
_ عايزين ناخدوا تاكسي و انا عربيتي موجود بجد زعلت جدا يا سلمي
نظر معاذ اليه سريعاً و هو يحاول ان يكسب ود ياسين قائلاً :
_ لا هي بس قصدها بلاش نعطلك
نفي ياسين بـ رأسه و هي يبتسم بـ زاوية فمه و قد وصل الي ما اراد هاتفاً :
_ و لا عطلة و لا حاجة انا أساساً فاضي دلوقتي ، اتفضلوا انا هوصلكم
تقدمهما الي سيارته و هو يبتسم بـ ظفر و هما خلفه و يعلم بـ اشتعال سلمي من الغضب و يعلم ايضاً انها تصمت حتي لا يصل الشك الي قلب معاذ بـ التأكيد لن يترك فرصة ذهبية كهذه تذهب سدي فتح الباب الخلفي للسيارة و حث سلمي علي الاقتراب و ما ان وصلت امامه حتي همس متحدثاً اليه بـ نبرة ساخرة :
_ و في الاخر انتي بردو معايا يا سلومة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى