روايات

رواية خطى الحب الفصل الأول 1 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الفصل الأول 1 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الجزء الأول

رواية خطى الحب البارت الأول

رواية خطى الحب الحلقة الأولى

في صباح يوم ممطر في ساعة مبكرة من الصباح بـ منطقة سكنية متوسطة الحال و بـ أحد الشوارع الجانبية لـ هذه المنطقة كانت هناك فتاة شابة تدعي “ريحان” تجلس القرفصاء امام تلك البناية التي اصبحت حطام تظهر ملامحها الهادئة التي يظهر عليها الرقة فقد كانت تمتلك بشرة بيضاء خالية من العيوب و ملطخة بـ الحُمرة اثر البكاء و عينها التي بـ لون العسل الصافي ذات اهداب كثيفة تحيطها و حاجبها العريض الذي يميز عينها انفها الدقيق الاحمر و شفتيها الغليظة التي فقدت لونها الوردي بـ سبب البرد المحيط بها و الجوع الذي يفتك بـ معدتها تضم نفسها بـ ذراعيها تمسك بـ يدها هويتها الشخصية ما استطاعت ان تنجو به قبل الخروج من المبني و دموعها تتساقط بـ غزارة و اختلطت دموعها بـ ماء المطر لم يعد لها مأوي بعد ان سقطت البناية محل سكنها الوحيد وقفت عن الارض تحاول الابتعاد عن زخات المطر تمسد علي ذراعيها تبث الي نفسها بعض الدفئ تنهدت بـ حسرة و هي تنظر الي الشارع لم يتطوع احد من جيرانها ان يأويها تلك الليلة بـ بيته ابتلعت ريقها و هي تجد احد جيرانها يفتح باب منزله و يعدل من سماعة اذنه الذي يضعها لـ ضعف سمعه اتسعت عينه بـ صدمة و هو يتقدم منها و لم يستوعب ان بيت جيرانه قد سقط و هو لا يدري و لم يستمع الي اي شئ البارحة بعد ان صعد الي منزله ، وقف السيد “محسن” أمام تلك المسكينة المرتجفة ينظر بينها و بين هذا الحطام بـ اشفاق لـ يضرب كف بـ الاخر و هو يتحدث قائلاً :
_ لا حول و لا قوة الا بالله حصل امتي دا يا بنتي
خرجت شهقة حادة من بين شفتي “ريحان” و هي تنظر الي الارض جوارها بـ حزن عميق بـ نفسها و هي تجيبه بـ تأثر متذكرة ما حدث معها امس البارحة :
_ وقع امبارح بليل يا عم محسن و انا قاعد في الشارع من ساعتها
اصدر السيد محسن صوت مستاء من حنجرته قبل ان يشير الي منزله المقابل تماماً لها قائلاً بـ ضيق :
_ و تقعدي طول الليل يا ريحان في الشارع مخبطيش عليا لية يا بنتي بدل القاعدة في الشارع
تساقطت دموعها من جديد و هي تعقد ذراعيها امام صدرها بـ حزن قائلة :
_ مكنتش عارفة اتصرف يا عمي و لقيت كل واحد دخل بيته و سابوني هنا لوحدي بعد ما اتفرجوا عليا و انا بجري و بلحق نفسي قبل ما البيت يقع علي دماغي
تنهد السيد محسن و هو يربت بـ حنان علي خصلات شعرها البنية المسترسلة خلف ظهرها و اشار الي منزله من جديد قائلاً :
_ تعالي يا بنتي من البرد و الشتا ادخلي ادفي جوا و افطري و نشوف هنعمل اية
مسحت ريحان دموعها و هي تذهب معه الي حيث منزله فهي بـ حاجة الآن الي مساعدة و مأوي من برودة الشارع و تلك الامطار التي تهطل عليها ، فتح الباب لها و اشار اليها بـ الدخول قائلاً بـ هدوء :
_ عندك هدوم لـ خالتك منيرة الله يرحمها في الدولاب غيري هدومك و افتحي الدفاية علي ما اجيب عيش و اجي
ابتسمت ريحان بـ امتنان له و هي تتحدث اليه قائلة :
_ ربنا يباركلك يا عم محسن الله يجزيك خير
ابتسم الاخر قبل ان يلتفت و يذهب في طريقه لـ يأتي بـ خبز طازج و اغلقت هي الباب و استندت عليه تتنهد بـ ارتياح و شعورها بـ الدفئ يتخلل جسدها الذي أكلته البرودة ، تقدمت من احدي الغرف الموجودة امامها و فتحت خزانة الملابس و دارت عينها الجذابة علي محتوياته لـ تجد ملابس نسائية نظيفة و مرتبة بـ عناية ابتسمت لـ حب هذا الرجل لـ زوجته فهو لم يتخلي عن اشياءها و لم يفت اسبوع واحد لم يزور مقبرتها و لا يتوقف عن اخراج الصدقات علي روحها و طلب الدعاء لها من كل زوار محل عمله ، امسكت بـ عباءة سوداء بها بعض الخيوط البيضاء و اغلقت الباب جيداً قبل ان تخلع عباءتها المنزلية الرمادية التي تكاد تكون عصارة من الماء و ارتدت تلك العباءة التي كانت تناسب جسدها الذي يشبه الساعة الرملية في تقاسيمه لـ محاولاتها الدائمة للحفاظ علي تناسق جسدها بـ هذا الشكل كونها دارسة للالعاب الرياضية فـ هي قد تخرجت من التربية الرياضية و خرجت من الغرفة و اشعلت تلك المدفئة تجلس امامها تضم نفسها حتي يأتي السيد محسن من جديد …
اسندت رأسها الي الخلف و هي تتنهد بـ قوة تفكر ماذا عليها ان تفعل الآن اخذت تتذكر اي رقم تحاول الاتصال به لكن لم يأتي بـ ذاكرتها الا رقم واحد تحفظه عن ظهر قلب رقم حبيبها “معاذ” بـ التأكيد لن يتخلي عنها بـ تلك الازمة ، طرق السيد محسن الباب لـ تقف ريحان لـ تفتح له الباب و تعلم انه احترم خصوصيتها و لم يقتحم منزله فجأة لـ وجودها دلف و معه الخبز نظر الي تلك العباءة التي كان يفضلها علي زوجته و ابتسم بـ حزن يتمتم قائلاً :
_ الله يرحمك يا منيرة
اخذت ريحان حقيبة الخبز من يده و ابتسمت قائلة :
_ الله يرحمها ، انا افتكرت رقم يا عم محسن و عايزة اكلمه
جلس السيد محسن علي الاريكة و سأل بـ هدوء :
_ حد يقربلك يعني يا بنتي
هزت رأسها بـ ايجاب و هي تجيبه كاذبة لا تعلم ماذا تجيبه عن هوية معاذ :
_ اه قريبي من بعيد
تنهد الاخر و هو يشير الي محل المطبخ قائلاً :
_ طيب نفطر و بعدين كلميه
************************************
في احد مصانع الحديد و الصلب بـ القاهرة بـ مكتب مدير المصنع يجلس شاب حنطي البشرة ذات عيون واسعة تتميز بـ اللون الاخضر ذات بنية قوية يُدعي “معاذ” يمسك بـ يده هاتفه ينظر الي هذا الرجل الغريب ثم فتح الاتصال واضعاً الهاتف علي اذنه و تحدث بـ هدوء :
_ الو سلام عليكم
صدح صوت ريحان بـ لهفة حين استمعت الي صوت معاذ الهادئ :
_ الو معاذ انا ريحان
عقد معاذ حاجبيه بـ تعجب و هو ينظر الي الرقم لقد كان يهاتفها كل دقيقة و الاخري منذ البارحة و لم تجيبه لـ يضع الهاتف علي اذنه من جديد قائلاً :
_ ريحان رقم مين دا انا بكلمك من امبارح قلقتيني عليكي
بدأت بـ البكاء من جديد و هي تتحدث بـ صوت مختنق تشرح له ما حدث معها :
_ البيت وقع يا معاذ و فضلت في الشارع طول الليل و مكنش معايا فون
انتفض هو من مكانه بـ قلق عليها متحدثاً بـ تساؤل و هو يبحث عن مفتاح سيارته لـ يتوجه لها :
_ ايـــــة ! طب انتي فين بتتكلمي منين لسة في الشارع ؟
اخذت ريحان نفساً عميقاً وهي تغلق مقود النار و قد كانت تضع الشاي علي النار لـ ينضج :
_ انا عند عم محسن البيت اللي قدام بيتي انا مش عارفة اعمل اية يا معاذ
التقط معاذ مفتاح سيارته و خرج من غرفة المكتب قائلاً لها بـهدوء :
_ انا هجيلك دلوقتي متقلقيش يا حبيبتي اجهزي عشان هاخدك معايا
تنفست ريحان بـ ارتياح لـ وجوده جوارها بـ ازمتها تلك متحدثة بـ هدوء :
_ ماشي هستناك
خرج معاذ من المصنع و صعد سيارته ثم ضغط علي احد الارقام بالهاتف واضعاً الهاتف علي اذنه انتظر حتي صوت مميز يعلم هويته جيداً لـ يبتسم و هو يتحدث قائلاً :
_ صباح الخير يا جدو
استمع الي رد الجد من الطرف الاخر لـ يتنحنح متحدثاً بـ هدوء :
_ لو طلبت منك طلب تكسفني
صمت من جديد يترقب موافقته ، ابتسم حين رحب الجد بـ أي شئ يطلبه منه لـ يبتسم معاذ متحدثاً من جديد شارحاً للامر بـ طريقة مبسطة :
_ في بنت كانت جارتنا زمان و بيتها وقع و متعرفش حد غيري هنا خالص و عايزة مكان يأويها اية رأيك اجيبها تشتغل عندنا
استمع الي صوت الجد من الطرف الاخر يسأل بـ حدة و صوته قوي اجش قائلاً :
_ و انت اية علاقتك بيها تعرفها لسة بتتواصل معاها ازاي ؟
ابتلع معاذ ريقه و هو يجيبه كاذباً يخفي حقيقة علاقته بـ ريحان عن الجد قائلاً :
_ لا مليش علاقة بيها دا واحد جارنا هو اللي قصدني في الحكاية دي
همهم الجد من الطرف الاخر متفهماً ثم وافق علي اقتراحه ان يأوي تلك الفتاه بـ منزله ، اتسعت ابتسامة معاذ و هو يتحدث اليه بـ امتنان :
_ الله يخليك يا جدو هجيبها و هاجي علي طول
************************************
استمعت ريحان الي طرقات علي باب الشقة لـ تعلم انه بـ التأكيد معاذ قد اتي تقدم السيد محسن من الباب يفتحه و هي تترقب دخوله ، ابتسم السيد محسن بـ وجه عندما سأل عن ريحان و اشار اليه بـ الدخول قائلاً :
_ اتفضل يا بني هي جوا
دلف سريعاً لـ تهب هي واقفة و تسرع نحوه بـ لهفة حاولت ان لا تظهرها أمام السيد محسن لـ يمسك معاذ بـ يدها يقبلها بـ حب لـ ينظر اليها متسائلاً :
_ انتي كويسة ؟
ابتسمت و هي تسحب يدها من يده تنظر الي السيد محسن بـ توتر مجيبة :
_ الحمد لله متقلقش عليا
وجدت السيد محسن يلتفت لـ يغلق الباب لـ تهمس بـ خفوت :
_ انا فهمت عم محسن انك قريبي من بعيد
هز رأسه لها متفهماً و التفت الي السيد محسن متحدثاً بـ امتنان :
_ شكراً علي اللي عملته مع ريحان
ابتسم الاخر بـ اتساع مجيباً بـ مودة :
_ دي زي بنتي و لو كنت اعرف مكنتش سيبتها تبات في الشارع بس انا سمعي ضعيف و مسمعتش حاجة من اللي حصلت
تقدم معاذ نحو الباب و هي خلفه تتمتم بـشكر و هي تمد يدها لـ مصافحته :
_ كتر خيرك يا عم محسن مش عارفة من غيرك كنت هعمل اية … عن اذنك
صافحها مودعاً اياها و هو يربت علي كتفها قائلاً :
_ ابقي طمنيني عليكي يا بنتي
اغلقت الباب خلفها بعد ان خرجت هي و معاذ من منزل السيد محسن لـ يمسك معاذ يدها و هو يراها تنظر الي منزلها المحطم امامها يجذبها معه نحو سيارته ، استقر جوارها بـ السيارة التفت ينظر الي نظرتها الحزينة التي لم تنزاح عن منزلها تنهدت بـ قوة و هي تهمس بـ ألم :
_ لو تعرف اتبهدلت اد اية امبارح يا معاذ
امسك بـ يدها الباردة يحتويها بـ كفي يده و تحدث بـ صوت حاني :
_ خلاص يا حبيبتي اهدي عدت و انا معاكي
ابتسمت بـ هدوء حين وضع يده علي وجهها بـ رقة مسد بـ ابهامه علي وجهها و هو يتحدث :
_ بس في حاجة عايز اقولهالك يا ريحان
نظرت اليه بـ انتباه لـ يتنحنح هو متحدثاً بـ جدية :
_ جدي ميعرفش علاقتنا و انتي عارفة أنه مش هيقبل انك تقعدي معانا في نفس البيت و احنا مرتبطين عشان كدا انا و انتي قدام جدي منعرفش بعض
عقدت حاجبيها بـ تعجب مما يتفوه به و اردفت متسائلة :
_ اومال هتفسر ازاي انك جبتني عندهم و لا هقعد هناك بصفتي مين ؟
حمحم بـ صوت اجش و اجاب بـ صوت هادئ قائلاً :
_ مانا عشان كدا قولت لجدي انك كنتي جارتي و عايزة اساعدك و مكنتش هيقتنع غير لما قولتله انك تقعدي معانا بصفة شغل
استنتجت ما هو صفة هذا العمل لـ تسحب يدها من يده و اتسعت عينها بـ صدمة من بساطة حديثه و تحدثت اليه بـ ذهول :
_ خدامة !!! عايز تاخدني بيتك علي اني خدامة يا معاذ ؟
ابتلع ريقه بـ توتر و هو ينظر اليها بـ قلق قائلاً يحاول اقناعها بـ انه شئ مؤقت حتي تسنح له الفرصة لأخذ خطوة بـ علاقتهما :
_ يا حبيبتي هما بس اسبوع و هقول لجدي علي كل حاجة و اهو يكون الشغل اللي معايا خلص
صاحت به بـ ضيق قائلة :
_ و هو يعني ساعتها هيجوزك خدامة !!
نفي بـ رأسه و هو يحاول ان يمسك بـ يدها لـ تبعد يدها عن مرمي يده قبل ان يلمسها لـ يتنهد متحدثاً بـ هدوء :
_ انتي مش خدامة و لا حاجة مؤقتاً بس لحد ما الامور تتظبط معايا و اقدر اقوله كل حاجة
صمتت ريحان لـ وهلة تفكر انها حتي ان اعترضت علي الذهاب معه الي اين سـ تذهب لم يعد لها مأوي اخر حتي عائلتها انتهت بـ موت والديها بـ حادث سير اغمضت عينها بـ قوة و هي تزفر بـ قلة حيلة و هو في انتظار ردها علي اقتراحه ، مررت يدها علي وجهها ثم نظرت اليه متحدثة بـ حسرة بـ نفسها :
_ انا معنديش حل تاني لاني مليش مكان للاسف
ابتسم معاذ و هو يجذب يدها لـ يقبلها بـ عمق و التفت لـ يقود سيارته الي حيث منزل الجد لـ تستقر معه بـ ذات المنزل حتي يجد لها مأوي اخر بـ علم الجد
***********************************
امام احد المنازل الفاخرة التي تشبه القصور الكلاسيكية وقف شاب فارع الطول تظهر عضلات جسده القوية اثر تدريباته البدنية اليومية يدعي “عزالدين” رفع رأسه يمرر عينه السوداء الحادة علي هذا المنزل مط شفتيه الرفيعة بـ ضيق و هو يتقدم من الداخل بـ هدوء ، فتح الخادم الباب مستعد لاستقبال الحفيد الاكبر للسيد سعد المغربي الذي اخبره الحارس انه وصل للتو ، ابتسم بـ وجه و هو يشير الي الداخل يُعلمه ان الجد ينتظره بـ الردهة ، دلف عز الدين الي الردهة حيث يجلس الجد ينتظره و ما ان رأي الجد تقدمه وقف عن مقعده مبتسماً بـ سعادة ، تقدم منه الاخر يمد يده لـ مصافحته لـ يبادله الجد مصافحته و هو يتحدث بـ ترحاب شديد :
_ اهلا يا عز نورت البيت يا حبيبي
ابتسم عز بـ تكلف و هو يجيبه بـ هدوء :
_ اهلا بيك يا سعد بيه
تنهد الجد سعد في أسي من فتور العلاقة بينه و بين حفيده و اشار الي المقعد المجاور له متحدثاً :
_ اقعد طمني عليك
جلس عز الدين و هو يهز رأسه بـ ايجاب مجيباً اياه بـ هدوء :
_ الحمد لله كويس
_ مش ناوي تيجي تقعد معايا انا و اخوك معاذ بقي و تشتغل في المصنع بتاعنا
تحدث بها السيد سعد بـ نبرة اقرب الي الرجاء فـ هو يتمني ان يعفو عن ما اخطأ به من قبل كما فعل اخاه لـ يتنهد عز الدين و هو يمرر يده علي خصلات شعره السوداء الكاحلة ثم وجه انظاره نحو الجد قائلاً بـ هدوء :
_ كل واحد حر في تصرفاته يا سعد بيه و ان كان معاذ سامح و اختار يعيش حياة تانية بعيد عني معاك فـ انا لا مبسوط في حياتي دي و مش محتاج من حضرتك حاجة
اخذ نفساً عميقاً يملئ رئتيه و هو يكمل حديثه :
_ ليك عندي صلة الرحم بس اني اسأل عليك و اودك و انا لحد دلوقتي مأثرتش لكن مش هنسي بسهولة اني لجأت ليك زمان و انت تخليت عني رغم رفض بابا اني اجيلك بس انا كنت فاكر انك مش هتتخلي عننا في مرض ماما و في احتياجنا ليك يا جدي
اراد ان يذكره بـ صفته بـ النسبة له لـ يعلم حقيقة ما ارتكبه من خطأ يظن انه سـ يصلحه الآن لـ يظهر معالم الحزن علي وجه ذلك العجوز الذي خط وجه التجاعيد و معالم كبر السن ثم اجاب عز الدين بـ صوت حاني قائلاً بـ تمني :
_ و انا مش طالب منك غير تسامحني علي اللي حصل زمان و تيجي تعيش معايا هنا عايز اعوضك عن كل السنين دي و زي اللي عملته لاخوك هعملك و هتمسك الشركة و هتشرف علي اخوك في المصنع و هجوزك
حاول عز الدين تغيير مجري الحديث لـ يتجول بـ عينه بـ أنحاء المنزل متسائلاً :
_ اومال فين معاذ عايز اشوفه
علم الجد انه يتهرب من هذا الحديث الذي يتحدث فيه معه في كل فرصة لـ يشير الي الخارج قائلاً :
_ كان في المصنع بس بيقول ان في واحدة عايز مساعدة و هيجبها و يجي هنا عايزها تشتغل عندنا يعني زمانه جاي
همهم عزالدين و صمت يتذكر عندما جاء اليه يطلب منه المساعدة الذي كان بـ امس الحاجة اليها و اغلق الباب بـ وجه الآن يتصنع انه ملاك يساعد الاخرين ارتسمت علي وجهه معالم السخرية و هو ينظر الي الجهة الاخري ، استمع الي بوق سيارة تدخل من الباب الكبير للمنزل و علم انه معاذ شقيقه الاصغر الذي اصر علي تركه و الذهاب للاستقرار بـ منزل الجد حتي ينعم بـ هذا الثراء الذي يحلم به دائماً ، رأي الخادم يسرع لـ يفتح الباب ابتسم و هو ينتظر دخول شقيقه الحبيب و لكن سقطت ابتسامته و تلاشت تماماً حل محلها دهشة و صدمة حين وجد تلك الفتاه المجاوره لـ معاذ تنظر لهما علي استحياء هب واقفاً و هو يشعر بـ قلبه المضطرب الذي يدق بـ قوة بين ضلوعه حتي ظهرت حركة صدره يعلو و يهبط بـ سرعة شديدة ابتلع ريقه بـ صعوبة و قد نطق لسانه دون وعي بـ عدم تصديق :
_ ريحان !!!

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى