روايات

رواية خطايا بريئة الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ميرا كرم

رواية خطايا بريئة الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ميرا كرم

رواية خطايا بريئة الجزء السادس والثلاثون

رواية خطايا بريئة البارت السادس والثلاثون

رواية خطايا بريئة
رواية خطايا بريئة

رواية خطايا بريئة الحلقة السادسة والثلاثون

‏لا تؤذ قلباً رق لك يوماً
‏فلحظات الود لها عليك الف حق و حق !
-‏جلال الدين الرومي
—————
حل الليل بقتامته عليه وهو يجلس مع “حامد” وخالها الأخر “سعيد” بعد رفضها وذلك الحوار المحتد الذي دار بينهم فكان شارد بملامح بائسة وكل كلمة تفوهت بها مازال طنينها بأذنه يتردد ويتردد حتى شعر أن رأسه يعج بها ألف ثورة طاحنة.
-رَوج يا وَلدي وربك هيدبرها
قالها “سعيد” بطيبة وهو يناوله كوب من الشاي الساخن و يجاوره في جلسته على ذلك الحصير الخشن أمام داره المتواضع وامامهم حطب مشتعل تتأكله النيران مثل قلب صاحب الناعستين التي تفيض بالحزن…
تناول “يامن” نفس عميق من ذلك العبق المميز الذي يفوح من الأراضي الزراعية ثم أخذ من يده الكوب وشكره بأدب في حين عقب “حامد” وهو يربت على كتفه:
-صلِ على النبي يا چوز بت عمتي الحريم كلاتهم ميچوش غير باللين راضيها بكلمتين حلوين وهي هترضى
-عليه افضل الصلاة والسلام
قالها بتنهيدة واستأنف بعدها:
-مش بنت عمتك اللي بترضى بكلمتين يا “حامد”…” نادين” زعلها صعب
ليتدخل “سعيد” ببسمة طيبة:
-كيف أمها الله يرحمها تمام كانت “غالية” إكده لو زعلت مفيش حاچة تراضيها واصل
رددوا سويًا بنفس واحد:
-الله يرحمها
ليضيف “سعيد”:
-خابر يا وَلدي كان معيچبهاش العچب وكل ما يتجدملها حد من رچالة البلد تطلع فيه الجطط الفاطسة لغاية ما بالصدفة “عادل” كان إهنه بيتفج مع واحد من المزارعين يشيعله خضار لمحل الوكل اللي كان حداكم في البندر…وشافها واتجدملها و وافجت طوالي وجتها كنت مستغرب و سألتها ليه ده بذات يا “غالية” اللي وفجتي عليه ردت علي بچملة لساتها في راسي للنهاردة
جالتلي( الحُب مكتوب كيف الجدر تمام وكل روح بتنادي وليفها و روحي انجصمت وكانت ضايعة ولجتها وياه) وعشان إكده بجولك يا وَلدي مهتهملش روحك بعد ما لجتها
تنهد تنهيدة مثقلة ورد بنبرة تفيض بمكنون قلبه الذي لم يغيره شيء:
-انا مقدرش اسيبها تاني يا عم “سعيد” دي هي الروح لروحي
اعتلى حاجب “حامد” وشاكسه بود ناصحًا:
-واه ما انت زين أهه وهتعرف تجول حديت حلو وفره ليها يا حزين وجوم هِم روحلها وراضيها أني معرفش انت عملت إكده ليه ومش هسألك بس طالما غلطان وندمان إكده يبجى عملتك عِفشة ومش هينة عليها وغصب عنيك لازمًا تراضيها حتى لو چابت من الطين وحطت فوج راسك و مش عشان جالتلك كلمتين من جهرتها تخليك تفجد الأمل
حانت منه بسمة هادئة وقال مستغربًا:
-هو أنت أزاي كده…انت متأكد أن “عبد الرحيم” ده ابوك
قهقه “حامد” واجابه بخفة:
-تصدج أنا ذات نفسي بجول اني زرع شيطاني مهشبهش حد
صحح “سعيد” بصدق:
-لع يا وَلدي أنت البذرة الطيبة في أرض بور ربنا يكملك بعجلك ويرضى عليك زي ما أنت بتخاف ربنا وبتراعيه في اهلك…وربنا يهدي ابوك ويزيح شيطانه عن راسه
ربت “حامد” على كتف عمه وقال ببسمة بشوشة طيبة:
-محدش بيختار ناسه ياعمي وربنا يعلم أني بحاول جَد إيه معاه…وبدعيله في كل صلاة وعندي أمل رَبنا يستچيب
-رَبنا كريم يا وَلدي وجادر يهديه
ويجبر بخاطرك
-يارب يا عمي ويباركلنا في صحتك…
تنهد “يامن” بأرتياح أكبر و نظر لهم وهو يتيقن أن رغم وجود اشخاص بسوء “عبد الرحيم” وغيره مازال يوجد اشخاص طيبون ينعمون بالرضا و لم يندثر بهم الخير ويخجل الشيطان من المساس بهم.
-واه ما تهِم يا حزين وعاود لمَرتك
زفر هو حانقًا وقال:
-ابوك مش حابب وجودي يا “حامد” وهي منشفة راسها
-خليك إهنه يا وَلدي اشيلك فوج راسي لغاية ميتصلح الحال
عقب “حامد” بإصرار وهو يشعر بالحرج من أفعال ابيه:
-لع يا عمي دارنا مفتوحة ومكانه مع مرته وهو لازمنًا ياخد واچبه ودار ابوي دي مش داره لوحده ده داري انا كمان وهو واحد مننا ومرحب بيه في أي وجت ليوجه حديثه ل “يامن” معتذرًا:
-وإذا كان على الحديت الماسخ اللي جاله ابوي فأنا محجوجلك يا چوز بت عَمتي
ربت “يامن” على كتفه بمعني أن لا بأس بينما عقب “سعيد” بأسى احزنهم معًا:
-الله يسامحه “عبد الرحيم” من يوم ما چابها البلد وهو مهيرضاش يسمحلها تچي تجعد في داري وحتى لو زورتها انا و”هانم” مرتي بيتنه واجف فوج روسنا مهيهملناش نشبع منيها ولا من ريحة “غالية”
-اوعدك يا عم “سعيد” لو ربنا هداها وخرجت من بيته هبقى اجيبها زيارة تقعد معاك …هي اصلًا شكلها حبت الجو هنا
ابتسم “سعيد” ورحب بأقتراحه بسعادة عارمة بينما هو
استأذن منه وعاد هو و”حامد” للمنزل وهو ينوي أن لا ييأس من محاولاته لأرضائها.
—————-
حاكت “مُحبة” واخبرتها بما حدث ليجن جنونها وتتوعد لتلك ال “دعاء” أشد الوعيد وها هي تقف على مقربة من قصر ابيها بعدما أصر أن يرافقها…
أوقف محرك سيارة الأجرة التي يعمل عليها عن العمل وقال:
-يلا يا حلو وصلنا انزلي هنتمشى الحتة الصغيرة علشان مش هيرضو يدخلوني بالتاكس جوه
نفخت هي أوداجها وهي تطالع القصر من جلستها وقالت متوجسة:
-“حمود” انا خايفة بابي يفضل متمسك برفضه
طمئنها هو بثقة وعينه يفيض منها الإصرار:
-مش هيأس ولا هستسلم وهعمل المستحيل علشان اخليه يوافق اهم حاجة تثقي فيا
تنهدت هي وقالت بعيون تلمع بعشقه:
-أنا بثق فيكِ أكتر من نفسي يا “حمود”
ابتسم هو وشجعها:
-طب يلا يا حلو انزلي مش هطمن غير لما اسلمك لأبوكِ وافهمه انه ظلمك واتسرع في الحكم عليا
زفرت انفاسها بضيق وقالت بتشائم:
-وافرض مرضاش يسمعك
-اتفائلي يا” ميرال” علشان خاطري وإن شاء الله خير أنا متعشم في كرم ربنا
-ونعم بالله
قالتها بتنهيدة ثم تدلت من السيارة معه وسارت برفقته للقصر وإن اصبحت على بُعد خطوات من بوابته قالت بريبة:
-مش ملاحظ حاجة؟
وجه نظراته لمرمى بصرها وأجابها مستغربًا:
-القصر مضلم مش بعادة
-وكمان مفيش حد عند البوابة يظهر انها مشت بتوع الأمن كمان
جال المكان بعينه وهو يعقد حاجبيه متعجبًا:
-ممكن!
ابتلعت هي ريقها وهمست:
-انا مش مطمنة يا “حمود”وقلبي مقبوض تفتكر عملت كده علشان تطرد دادة “محبة” بس ولا بتخطط لحاجة تانية
-مش عارف بس مرات ابوكِ مش سهلة ابدًا ومش قادر اتوقع حاجة
-خليكِ جنبي انا خايفة
طمئنها هو:
-انا جنبك يا حلو متقلقيش مفيش حاجة هتحصل ولازم باباكِ يعرف حقيقتها علشان يكسر سمها…
ليتقدم عنها مشجعًا:
-“ميرال” يلا مفيش حاجة بلاش قلق
هزت رأسها وسايرت خطواته إلى الداخل وما وصلوا لباب القصر الداخلي زفرت هي حانقة واخبرته بنبرة ترتعش من القلق بعدما طرقت لعدة مرات ولم يفتح أحد:
-مش معايا مفتاح لما خرجت مكنتش مركزة في حاجة تعالى ندخل من باب الجنينة اكيد مفتوح
أومأ لها واتبعها وبالفعل وجدو الباب مفتوح على مصراعيه وإن دلفوا للداخل هرولت هي مُسرعة تتفقد ابيها بغرفته أما هو فأخذ يجول بعينه في محيط المكان بريبة شديدة حتى أتاه صوت أنين مكتوم يأتي من احد الغرف تقدم بتؤدة في حين كانت تهرول هي وتصيح أنها لم تجده ليؤشر “محمد” لها أن تصمت و يرهف السمع اكثر وهو يلصق اذنه بالباب ليسمع ذات الأنين مصحوب بصوت معافرة ليتأكد حدثه ويدور بعينه في المكان يبحث عن شيء يفي بالغرض وبالفعل تناول أحد التماثيل الفضية وقام بإدارة مقبض الباب وهي خلفه تتشبث بظهره وما أن فتحه وجد ابيها بين يدين شخصً ملثم يكمم فمه بيد وباليد الأخري سلاح ناري يصوبه على رأسه، صرخت “ميرال” بذعر وتوسلته قائلة و”محمد” يرفض اخراجها من خلف ظهره:
-بابي… ارجوك سيبه…سيبه بلاش تأذيه
بينما “محمد” ثارت انفاسه وحاول مهادنته قائلًا وهو يضع التمثال الذي بيده ارضًا ويرفع يده يدعي استسلامه:
-بلاش تأذيه خد اللي انت عايزه وأخرج محدش هيتعرضلك
نفى الملثم برأسه وأشار بسلاحه لهم أن يبتعدوا عن طريقه، وبالفعل فعل “محمد” كما طلب وابتعد عن حيز الباب جاذبها معه ومع كل خطوة يتبعها خطوة من الملثم نحو الباب وهو يحاوط عنق “فاضل” بيد وباليد الأخرى يصوب سلاحه تارة نحو رأس “فاضل” وتارة اخرى نحو موقع “محمد” وما إن وقف على اعتاب الباب قام بضرب “فاضل” اعلى رأسه بمؤخرة سلاحه ثم دفعه بعنف نحوهم ليتلقفوه هم ويسقطون معه على الأريكة التي خلفهم مباشرتًا لتصرخ “ميرال” ببكاء و بلهفة وهي تتفقد ابيها:
-بابي أنت كويس…
هز “فاضل” راسه بضعف في حين زمجر “محمد” وفي لمح البصر كان يهرع من جلسته رامحًا خلف ذلك الملثم يلحق خطواته المُسرعة…التي قادته إلى ذات الباب الذي دخلوا منه
ليقفز على ظهره مباغته وجاعله يتراجع بثقل جسده للوراء بضع خطوات كانت كفيلة ان تجعل “محمد” يتعلق بعنقه محاولًا إسقاطه ولكن الأخر انحنى وافلت ذاته وأشهر سلاحه نحوه وأطلق رصاصة لحُسن حظه لم تصيبه وقد أخطأ الملثم تصويبها وإن كاد يعيد الكره كان “محمد “دون تروي يركل يده يسقط السلاح عنها وينقض عليه يلكمه بعنف في وجهه جاعل الملثم يرتد بوقفته ويحاول لكم “محمد” ايضًا في حينها ولكن “محمد” كان يتفاداها و لم يأبه وانقض عليه بقلب من حديد حين حاول الهرب فقد رفسه بقوة بظهره جعلته يتأوه ويخر على ركبتيه يتمسك بظهره في حين ان” محمد “استغل الأمر لصالحه واندفع إليه يسطحه على الأرض مثبت جسده بكامل قوته اسفله ضاغط على رأسه زارعها بالأرض الصلبة حتى كاد يشعر الملثم بتحطيم جمجمته تحت قبضته وإن حاول التملص منه خبطها “محمد” بالأرض عدة خبطات قوية جعلت الآخر يصرخ متألمًا ويعلن استسلامه راجيًا اياه أن يكف عن ايذائه وبالفعل توقف “محمد” لاهثًا وصدره يعلو ويهبط في ثورة انفاس غاضبة يطلقها من بين اسنانه وهو يجذب يده بعنف ويكبلها بقبضته أمرًا “ميرال” التي كانت تقف ترتجف في زاوية بعيدة من شدة ذعرها:
-هاتي الإسكرڤ اللي على كتفك ده
قالها بصوت جهوري جعلها تحله من حول عنقها وتهرول به إليه ليتناوله من يدها ويكبل يده التي يحكمها بين قبضته ثم يجعله يرتكز على ركبتيه تحت مضضه وينزع عنه الغطاء الذي يخفي وجهه
ليتفاجأ هو يلعنه هادرًا بغيظ :
-هو أنت يا شقيق وحياة الغالية ما هعتقك المرة دي غير لما اسلمك
تعمد استخدام نفس اللقب الذي أطلقه عليه بالمرة السابقة حين غدروا به مما جعل “سنقر “يبتسم
بسمة رغم إنهاكه إلا أن بسمته صدرت منه مليئة بالإجرام حين هسهس بأنفاس متقطعة بالكاد يستطيع تنظيمها:
-ايوة… انا يا شقيق وحظي الأسود وقعني معاك تاني علشان تعلم عليا وتكون آخرتي على أيدك
حرك “محمد” رأسه وتسائل وهو ينحني لمستوى جلسته ويقبض على حاشية ملابسه بعنف:
-مش هسألك مين اللي باعتك علشان انا متأكد انها هي
ظل “سنقر” محتفظ بصمته لتحين من “محمد” بسمة تدل على نفاذ صبره ويصرخ قائلًا بكامل صوته الأجش الذي يقطر بالوعيد:
-كنت عارف أنك مش هتنطق بس وحياة امك من اول قلمين في التحقيقات وهتقر على كل حاجة… ليمرر يده بخصلاته البُنية ويتسائل وهو يجول بعينه في محيط المكان :
-انت هنا لوحدك ولا معاك حد …انطق
جز “سنقر” على نواجذه واجابه بحقد من بين اسنانه المحطمة أثر لكماته السابقة حين غدر به من قبل:
-رجالتي اكيد فلسعو لما انت شرفت
هز “محمد” رأسه تزامنًا مع اقترب “فاضل” مستند على “ميرال” واضعًا أحد يداه على مؤخرة رأسه التي مازالت تقطر بالدماء قائلًا بتعب وبنظرات مبهمة لم يتفهمها “محمد” في حينها:
– انا بلغت دقايق ويبقوا هنا
أومأ “محمد” بتفهم بينما لعن “سنقر” تحت انفاسه الغاضبة لاعنًا كل شيء واولهم حظه العسر الذي أوقعه في شر أعماله.
———–
كانت العتمة تعم الغرفة معادا ضوء القمر الخافت الذي تتسربل إنارته من النافذة المفتوحة…أغلق الباب خلفة بروية وناعستيه تحاول إيجادها دون حاجته لإشعال الضوء…وبالفعل وجدها منكمشة في الفراش وجسدها ينتفض انتفاضة خفيفة جعلته يتفهم انها تتصنع النوم هربًا منه… توجه لزجاج النافذة واغلقه ثم اقترب من فراشها وتمدد بجوارها يطالع ظهرها الذي يواليه بنظرات مشتاقة تفيض بلهفته التي لم يتمكن من السيطرة عليها حين تحرك كالمغيب يحاوط خصرها جاذبها لصدره بحركة متملكة جعلتها تشهق متفاجئة وتحاول التملص من قبضته لولآ همسه بلوعة حارقة و أنفاس متثاقلة بجوار أُذنها بطريقة بعثرتها:
-أنا عارف انك متقدريش تكرهيني مهما عملت وبتعاندي نفسك…انتِ قولتيلي إني ليا رصيد عندك و وعدتيني مهما عملت هتسامحيني…أنا غلطت يا”نادين” لما رفضت اسمعك وبعدت عنك بس أنتِ صعبتيها عليا اوي وكان صعب اتقبل اللي حصل أنا كنت بتعذب اكتر منك علشان خاطر كل اللي كان بينا أدي لحياتنا فرصة تانية وصدقيني عمري ما هخذلك تاني
اضطربت انفاسها وتهاوى قلبها حين لفحت انفاسه الساخنة جانب وجهها و انتابتها القشعريرة حين شعرت بيده تسير على طول ذراعها بحركة حانية مطمئنة كانت تذيبها بالسابق وتُسكن دقات قلبها، وعند تلك الفكرة التي تدفعها للاستسلام قاومته وانتفضت متلعثمة بأعصاب أتلفها هو بكل براعة:
-ابعد… عني
قالتها وهي تهب من الفراش وتضيء نور الأباچور قبل أن تقف في مواجهته تتحدى ذاتها قبله وكأنها لا تأبه بحرف مما نطق، احتل العتاب ناعستيه و وقف مقابل لها قائلًا:
-مقدرش ابعد عنك تاني
-لأ هتقدر يا “يامن” انا مبقتش عايزاك
زمجر غاضبًا من إصرارها ثم جذبها إليه من خصرها بتملك شديد قائلًا بإصرار يفوق إصرارها وبنبرة لا تقبل الحياد أمام وجهها:
-مش هتحرك خطوة واحدة بعيد عنك ليرجوها بنظراته التي تفيض بمكنونها وهو يقترب بوجهه ببطء مميت منها:
-أنتِ الروح لروحي يا” نادين” أزاي عيزاني ابعد عنك انا كنت بموت في كل ثانية وانا بعيد… لتخفت نبرته ويهمس بخطورة بين شفاهها:
-وحشتيني…وحشتيني أوي وكل حاجة فيكِ وحشتني
تهدجت انفاسها واغمضت عيناها وابتلعت غصة بحلقها وهي تشعر أن قدميها كالهلام لايستطيعوا حملها حتى أنها تشبثت بذراعيه وكادت تنساق خلف صرخات قلبها وإن كادت تتلاحم شفاههم كان لعقلها رأي أخر ورفض استسلامها فقد دفعها أن تعاند وتزيح بوجهها تحاول لملمت شتاتها والتخلص من سطوته عليها ولكن كيف وهي تشعر بملمس شفاهه على جلد عنقها ورعشة طفيفة تنتاب اوصالها أثر قُبلاته المشتاقة التي أخذ ينثرها بشوق جارف ومتلهف على عنقها وحينها دق ناقوس عقلها وتململت بين يده هامسة بنبرة حاولت ادعاء ثباتها ولكنها صدرت منها خافتة، متقطعة، متأثرة؛ تدل على مدى هيمنته الطاغية عليها:
– مبقاش…ينفع
شدد أكثر على خصرها وهو مغيب بما يفعله ثم همس بنبرة متثاقلة وهو يصعد بقبلاته لوجهها:
-أنتِ مراتي…
قالها وهو ينقض على شفاهها بقُبلة حارة متلهفة تنم عن نفاذ صبره و مدى اشتياقه لها…فلم يمحنها حتى حق الاعتراض ،كانت تشعر بملوحة غريبة في فمها …لوهلة واحدة كادت تضعف وترق له و تستسلم ولكنها قاومت وقاومت صرخات قلبها … فبدون مقدمات كانت تدفعه عنها بكل ما أوتيت من قوة مهمهمة بصوت مرتعش و بأنفاس متلاحقة جعلته يتوقف بمضض عن ما يفعله:
-مبقتش عايزاك
اغمض عينه بقوة يعتصرها ثم مرر يده على وجهه يلعن تلك الدمعات التي حتى هي عصت كبريائه وتساقطت كي تعبر عن مدى اشتياقه لها…ثم قال وهو بالكاد ينظم أنفاسه ويتحكم في نفسه :
-بلاش تصعبيها عليا وعليكِ وتصري على عنادك
تمسكت موقع خافقها وكأنها ترجوه أن يلملم ما بعثره بها واجابته بنبرة مرتعشة تصر على عنادها:
-اللي اتخلى مرة يقدر يتخلى ألف مرة وأنت خذلتني
شعر بنصل حاد ينغرس بصدره أثر حديثها ثم هدر بنبرة تحمل ندم حقيقي نابع من صميمه المنهك بعشقها:
-دي غلطة واحدة وكنت معذور ورغم ده رجعت وندمت… ليه مش عايزة تغفري!
ابتلعت غصة مريرة كمر العلقم بحلقها وادعت الثبات وهي تطالع نظراته التي تقطر بلوعته وندمه الصادق كي تشفي غليلها ثم أصرت على رفضها قاصدة إيلامه أكثر وإذاقته مّر الرفض كما فعل معها:
-مش هغفر ولا هنسى ومتحاولش أنت انتهيت بالنسبالي…
قالتها وهي تواليه ظهرها وتهرول نحو باب الغرفة تفتحه على مصراعيه صارخة به وهي تقاوم صرخات قلبها:
-اطلع برة وافهم أن مستحيل هيجمعنا مكان واحد انا وانت تاني
زفر بقوة ومرر يده بخصلاته يشعر أنه سيفقد عقله من افعالها ثم غمغم بعصبية وهو يقترب بخطواته منها:
-“نادين” متحرجنيش اكتر من كده أنتِ عارفة إن وجودي هنا خالك مش مرحب بيه اساسًا عايزاه يقول ايه لما يلاقيكِ بتطرديني من الأوضة
اجابته ثائرة دون أن تعير موقفه الذي لا يحسد عليه أي اهمية:
-مش مشكلتي انا قولتلك ارجع مكان ما جيت انا مش عايزاك
وزي ما ردتني لعصمتك هتطلقني غصب عنك يا “يامن”
فاض به الكيل ولم يعد يملك زمام أعصابه فقد اخشوشنت نبرته واحتدت نظراته هادرًا بنبرة منفعلة نفضتها:
-على جثتي يا “نادين” مش هطلقك ومش هخرج من البيت ده غير وأنتِ معايا
ظلت محتفظة بثباتها ونفت برأسها وعقبت وهي تربع يدها على صدرها وتتحداه بنظراتها:
-أنت بتحلم وانا مش هخرج من البيت ده ولا عمري هبقى معاك تاني انا مش لعبه في ايد جنابك
تمسك بذراعها متحدث بغيظ وعينه تطلق شرارات غاضبة:
-انتِ عايزة تجننيني مش ده خالك اللي طول عمرك بتخافي منه وعارفة نواياه دلوقتي مش عايزة تخرجي من بيته حتى بعد ما كان هيغصبك تتجوزي ابنه
نفضتت قبضته عنها وصرخت تعاند ذاتها وتدعي القوة وهي تلوح بيدها:
-مليش غيره وهما كل اهلي واللي ليا في الدنيا ولعلمك بقى انا مبقتش محتاجة لحمايتك انا اعرف احمي نفسي كويس ومفيش مخلوق يعرف يجبرني على حاجة حتى لو كان أنت
شعر بدمائه الحامية تتدفق بعروقه وتتصاعد لرأسه ليكور قبضة يده بقوة كي يسيطر على اعصابه ويهدر معاتبًا وكأنه عقله يرفض الاستيعاب:
-دلوقتي هما اللي ليكِ يا “نادين” طب وانا نسيتي أنا كنت إيه
للدرجة دي اختذلتي سنيني اللي كرستها علشانك…نسيتي أد ايه كنت بتهاون، وبسامح، وبتغاضى…نسيتي كل أفعالك وأخطائك في حقي وفي حق الست اللي ربتك…معقول غلطة واحدة عملتها تخليكِ عايزة تمحيني وتمحي وجودي من حياتك وفجأة كده طلعتي انتِ الملاك البريء وانا الشيطان مش كده…ردي عليا
كانت تستمع له بعيون زائغة تنم عن زعزعت ثباتها فهو محق هي تعلم انها اخطأت سابقًا ولم تدعي البراءة كما يظن هو بل هي كل عتابها و ما يحرق قلبها أنه هجرها وثار لكرامته دون أن يستمع لأسبابها، ذلك ما كانت تنوي أن تتفوه به ولكن عقلها اَبى وعاند أفكارها حين أجابته بنبرة غير مبالية استفزته:
-أنت كنت بترضي ضميرك مش اكتر وبتنفذ وصية ابويا و دورك انتهى في حياتي
واتفضل بقى انت فعلًا مش مرحب بيك هنا
زمجر باهتياج وعروقه تنفر غاضبة:
-بتطرديني يا “نادين”
اجابته بأهتياج يضاهي خاصته قاصدة إيلامه وتذكيره بما قهرها:
-ما أنت عملتها قبلي وقفلت البيت ورمتني في الشارع بشنطة هدومي ولا نسيت
ابتلع غصة مخزية تكونت بفضل أفعاله المُتسرعة التي كان يظن أنه بها يثأر لكرامته وسيستطيع تخطيها و إخراجها من حياته ولكن خابت كافة توقعاته وكان حصاد فعلته أن روحه احترقت بعيد عن ظلالها واكتشف انه لم ينتقم سوى من ذاته ببعدها.
فقد تهدلت معالمه وحاول تبرير فعلته لولآ انها صرخت من جديد وهي تؤشر بأصباعها للخارج وكأنها كانت تعرف ما ينوي قوله:
-بره و وفر اسبابك لنفسك علشان مفيش عذر هيبرر اللي عملته…
قالتها بكبرياء شامخ وبعزة نفس نابع من تمرد عقلها الذي تفوق على رغبات وصرخات قلبها…مما جعله بالفعل ينصاع لها ويخطوا للخارج وقبل أن يبتعد خطوتين عن الباب أغلقته هي بقوة خلفه جعلته يلعن ذاته ألف مرة ويغرس أنامله بخصلاته بعصبية بالغة وهو يشعر أنه يكاد يفقد عقله وخاصةً حين رأى “عبد الرحيم” يقف امام باب غرفته ويعلو ثغره بسمة منتشية متشفية زادت من حنقه وجعلته بالفعل يخرج من البيت بخطوات غاضبة يجر معه اذيال الخيبة بفضلها.
————-
صباح يومٍ جديد يحمل بين طياته الكثير لأبطالنا
فقد احضرت أطفالها عند “ثريا” حسب الموعد المتفق كل أسبوع كي يراهم أبيهم وتعمدت الذهاب مبكرًا كي لا تتقابل معه وها هي “ثريا” تستقبلها بحفاوة كبيرة و ود أكبر قائلة وهي تقبل الأولاد:
-اهلًا يا بنتي اتفضلي البيت نور و وحشتوني يا ولاد
اجابتها “رهف” بود مماثل وهي تدخل معها:
-اهلًا بيكِ يا ماما طمنيني على صحتك وعلى “يامن” و”نادين”
اجلستها “ثريا” واجابتها ببصيص أمل:
-ربنا هداه ورجع قالي انه راح لصاحبتها في الأول وعرف كل حاجة وقالي كمان انه ردها وراح علشان يجيبها من عند خالها لتتنهد بتثاقل وتضيف بقلب منقبض:
– بس انا قلقانة تلفوناتهم مقفولة وهي مكلمتنيش النهاردة زي كل يوم وقلبي مش مطمن
ربتت “رهف” على يدها و واستها متفائلة:
-إن شاء الله خير وربنا هيجمع شملكم من تاني واكيد هيكلموكِ ويطمنوكِ متقلقيش
-يارب يا بنتي…يارب
لتبتسم “رهف” بود وتستأذن قائلة:
-انا لازم امشي يا ماما…عندي اجتماع مع عميل كمان ساعة و مش عايزة اتأخر
هزت “ثريا” رأسها بتفهم بينما هي نهضت قائلة لأطفالها:
-متعملوش شقاوة وتتعبو تيتة “ثريا” لتخص ابنتها بنظراتها:
– وأنتِ يا “شيري” اوعي تبلي هدومك زي عوايدك وتلعبي بالماية
اجابتها “شيري” بطاعة:
-حاضر مش هعلب بالماية بس قولي ل “شريف” يلعب معايا وميغلس عليا
اعترض “شريف”:
-انا مش بغلس انتِ اللي مش بتعرفي تلعبي لعب الصبيان
عقبت “رهف” على مناقرتهم بتوجيه جدي:
-خلاص يا ولاد وبعدين انا قولت ايه خليكم متفاهمين…لتوجه نظراتها لصغيرها وتستأنف:
– وانت يا “شريف” دي أختك حبيبتك متزعلهاش وألعب معاها
هز الصغير رأسه بطاعة بينما هي استأذنت من” ثريا” وغادرت وما أن كادت تصل لسيارتها وجدته أمامها بهيئة مبعثرة لم تعتاد أن يكون عليها…ابتلعت غصتها التي تتكون فور رؤيته ويتدفق معها الكثير من الذكريات المؤلمة التي لطالما حاولت وئدها…و تهربت بنظراتها ساحبة نظارتها الشمسية التي ترفعها على خصلاتها البندقية التي استعادت لونهم الأصلي و وضعتها على عيناها بكل ثقة دون أن تعيره أي اهمية اقتربت من السيارة وكادت تفتح بابها لولآ انه قال بنبرة ظهر العتاب جلي بها:
-للدرجة دي مش عايزة حتى تسلمي عليا يا “رهف”
زفرت انفاسها والتفتت له قائلة بإقتضاب شديد:
-ازيك يا بشمهندس
اجابها بملامح متهدلة وهو يقف أمامها يتأمل كل أنش بها بأعجاب شديد استشفته هي بكل وضوح من نظراته التى كانت تمر عليها ببطئ ابتدئاً من خصلاتها حتى طرف حذائها:
-وحشتيني يا “رهف”
ومش كويس من غيركم وحاسس أن حاجات كتير نقصاني ليه مش عايزة تدينا فرصة تانية انا ندمت وعرفت قيمتك وقيمة أن ولادي يبقوا جنبي
تنهدت هي ببرود أمام حديثه وصمدت قائلة دون أن تهتز بها إنملة:
-ولادك في أي وقت عايزهم جنبك هيكونوا لو عايز تاخدهم يباتوا أو يخرجوا معاك انا معنديش مشكلة ده حقك بس لو سمحت بلاش تتطرق للي فات ومتهيئلي أي كلام هتقوله مش هيغير حاجة، خلينا في دلوقتي والوضع الجديد لازم تتقبله وتتعايش معاه
نفى برأسه وأخبرها بأنهاك:
-مش عارف يا “رهف” صدقيني… علشان خاطر الولاد اديني فرصة انا غلطت كتير في حقك بس والله ندمت
ابتلعت غصتها واجابته بحقائق استوعبتها بعد نكبتها وهي تنزع نظارتها وتنظر بنصف عينه بكل ثقة وكأنها تود أن تثبت لذاتها قبله أنها تخطته ولم يعد له أي تأثير عليها:
-مش أنت لوحدك اللي غلطت أنا كمان كنت غبية ومسالمة ازيد من اللازم وكنت بتهاون في حقي وحق ولادي…لتخفت نبرتها وتزيح بوجهها تلملم خصلاتها بشيء من الارتباك وهي تضيف:
-كنت فاكرة إني بعمل الصح واللي مفروض أي واحدة تعمله علشان متخربش بيتها والحياة تمشي بس للأسف اكتشفت اني كنت بظلم نفسي وان تهاوني ده انت عمرك ما شوفته تضحية… لأ أنت افتكرته حق مكتسب ليك
فمتلومش نفسك انا كمان غلطت زيك بس الفرق بيني وبينك أنك رغم كسرك ليا إلا إني قويت ورجعت ل “رهف” القديمة اللي انت كنت بتحاول تمحيها بكل الطرق
حاول هو الدفاع عن ذاته:
-لو قصدك على الشغل انا مكنش عندي مانع تشتغلي طالما مش هتقصري في بيتك او معايا
تنهدت هي تنهيدة مثقلة واجابته بتلك الحقيقة التي يتعمد اخفائها:
– حتى لو كنت اشتغلت وقتها كنت هتحبطني وهتكره نجاحي انت كنت بتقولي كده علشان تبان أنك بتعمل اللي عليك لكن أنت بينك وبين نفسك كنت ضامني وعارف إني كان عندي اولويات تانية…بكل أسف وقتها كنت انا نفسي كنت فكراها تستحق… لتزفر أنفاسها دفعة واحدة وكأنها أزاحت حمل ثقيل عنها ثم تستأنف ببسمة ساخرة من ذاتها قبل أي شيء أخر وهي تهم بفتح باب سيارتها تنوي المغادرة:
-مش بقولك كنت غبية يا بشمهندس
تمسك بذراعها يمنعها من الصعود للسيارة قائلًا بعتاب مضني وعينه تحاول استعطافها:
-للدرجة دي حبك ليا صنفتيه غباء…ظلت نظراتها ثابتة دون تأثر بحرف مما نطق وكأنها أرادت أن تؤكد له لتغيم عينه ويغمغم بنبرة مرتعشة نادمة:
-بس… أنا لسة… بحبك
نمت بسمة ممزقة على ثغرها من تلك الكلمة التي لطالما لم تستشعرها منه وكانت تصدر حينها باردة دون مشاعر تذكر وكأنها نابعة من قلب الصقيع:
-انت عمرك ماحبيتني أنت اتجوزتني علشان لقيت فيا كل المقايس اللي تناسبك وحتى لو افترضنا أنك حبتني الحب مش كل حاجة وعمره ما كان مبرر لأخطائنا وفي حاجات كتير أوي أهم منه
فرت دمعة من عيناه دون إرادة لا يعلم هل هي من شدة ندمه أم من صدق حديثها وفي الحالتين كان يدرك أنه بالفعل خسرها ولاسبيل من استعطافها:
-اتغيرتي اوي يا “رهف” كل حاجة فيكِ بقت مختلفة…انا مش مصدق أن دي أنتِ
سحبت ذراعها من قبضته وقالت بصمود يخالف تلك الأعاصير بداخلها وذلك الانين الصادر من ذلك الجرح الغائر الذي لم يندمل بعد:
-لأ انا هي يا بشمهندس… و الفضل يرجع ليك…عن اذنك
ذلك آخر ما تفوهت به قبل أن تصعد لسيارتها أمام عيناه اللامعة بدمعها وهو لا يصدق أن تلك هي “رهف” خاصته التي فرط بها
—————
أما هي كانت تقطع الغرفة ذهابًا وايابًا طوال الليل ولم تغمض لها عين من شدة توترها وطول أنتظارها لذلك الخبر الذي طالما تمنته من كل قلبها كي تستولى على ثروته وتعوض بها تلك السنوات التي دفنت بها صباها معه. فقد حاكت الأمر وخططت لكل شيء
حتى أنها من شدة سذاجتها ابتاعت العديد من الملابس السوداء كي تنعيه بها وتعبر عن إخلاصها…حانت منها بسمة مفعمة بالأمنيات وهي تتخيل الأمر بكل جحود دون لحظة ندم او شفقة واحدة وهنا تملك منها شيطانها أن لابد أن تنتظر بعض من الوقت كي تفكر بالخطوة التالية التي ستخص بها تلك الغبية التي مازالت تعيق جزء من أحلامها…طرق قوي على باب شقتها انتشلها من خضم افكارها السوداوية و جعلها تنتفض وتفر الدماء من وجهها وقبل أن تتوقع الأمر كان والدتها تقوم بفتح الباب ليظهر رجال الشرطة وقبل أن تتفوه بشيء كان الضابط يقول برسمية بعدما تأكد انها هي من والدتها:
– مدام “دعاء” اتفضلي معانا بهدوء ومن غير شوشرة
نفت برأسها وقالت بتقطع وبنبرة ترتعش من شدة ذعرها:
– ليه انا معملتش حاجة
-أنتِ متهمة بالتحريض على قتل جوزك
لطمت والدتها صدرها وقالت متسرعة:
-يالهوي عملتي اللي في راسك يا “دعاء”
بينما هي كل ما شغلها هو:
-يعني “فاضل” مامتش
اجابها الضابط:
-لحسن حظه يامدام
زاغت نظراتها وهي لاتصدق أن كل شيء ذهب هباءٍ بينما والدتها
اخذت تولول وتتفوه بالكثير الذي يدين ابنتها دون قصد من فجعتها:
-يبقى علشان كده جيتي وطردتي الخدم ….يالهوي تقتلي جوزك بعد كل اللي عمله علشانك حرام عليكِ يا بنتي ليه عملتي كده
أما هي اخذت تنفي برأسها وتستنكر صارخة وهي تكتم فم والدتها:
-اسكتِ يا ماما اسكتِ انا معملتش حاجة هتوديني في داهية…لتوجه نظراتها لمن حولها وتستأنف بنبرة غير متزنة وهي تنفي برأسها تدعي البراءة:
-كدب….كدب انا معملتش حاجة ومش هروح معاكم في حتة… انا مش هتحرك من بيتنا أنا مظلومة “فاضل” مستحيل يصدق ويتخلى عني هو بيحبني…سيبونـــــــــــي
لم يعيروا صراخها أي اهمية فقد
سحبوها من ذراعها خلفهم كالماشية التي تنساق لنحرها تمامًا مثلما كان ينساق هو خلفها ولكن الفرق بينهم أنه كان مغيب بتأثيرها بينما هي قد وقعت بشر أعمالها.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطايا بريئة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى