روايات

رواية حياة بطعم العلقم الفصل الثاني 2 بقلم غادة عبد الرحمن

رواية حياة بطعم العلقم الفصل الثاني 2 بقلم غادة عبد الرحمن

رواية حياة بطعم العلقم الجزء الثاني

رواية حياة بطعم العلقم البارت الثاني

رواية حياة بطعم العلقم الحلقة الثانية

يزداد شعورك بالحنين عند العودة الي مكان اللقاء …ها هو المكان ذاته ولكن اين الونس و الاحباب …ذهبوا وتركوا لنا أثارهم.
دلف شريف الي داخل منزل والديه لا يعلم كيف وصل الي هناك من شدة غضبه
ولكنه وصل الي مكان طفولته و حياته السابقة مع والديه واخته..اخته سهي
هتف محدثا نفسه
سهي هي فين ولا عملت ايه في حياتها ….ازاي نسيت اسالهم عليها
لازم بكره اعرف كل حاجة وكمان اعرف ايه حكاية الولد ده وفجاءة كالصاعقة جاءته فكره لم تخطر علي باله من قبل
تكون اطلقت في المحكمة واتجوزت لا لا مستحيل حتي لو طب فين جوزها لا لا وجد متعملش كده وغمره شعور بالزهو والغرورو زاده ثقة ليكمل حديثه لنفسه قائلا مستحيل تستبدلني بحد دي بتعشقني حد الجنون مفيش في قلبها غيري
ودلفت الي حجرته القديمة
زي ما قالت وجد الشقة نظيفة ومتهوية طول عمرها شاطرة في شغل البيت
واسترجع هنا حديثه مع والديه بعد عودتهم من قراءة الفاتحة
والده : بقي دي تصرفات الراجل قاعد يكلمك وانت سرحان ف ملكوت تاني
– كنت عايزني اعمل ايه يا حاج … انا نفذت كل طلباتك
= قصدك ايه انا غصبت عليك
لتتدخل والدته تحاول تلطيف الجو فيما بينهما
– ما يقصدش يا حاج و بعدين شريف راجل مش واحدة ست يتغصب علي جوازة
= انا وافقت لان اقتنعت برايكو وانها مناسبة ودكتورة و هنقدر نعمل مستقبل عملي ومستوي معيشة كويس
– الاهم من كده انها بنت اصول وهتصونك وشكلها بتحبك وهتريحك
= كله هيبان وهيتعرف ربنا يستر
Back
وفي الصباح التالي
في منزل وجد
دق جرس الباب ليفتح ادهم الباب في كامل اناقته
– صباح الخير يا عمتو اتفضلي
= صباح الخير يا دكتور
– دكتور ايه بس ده لسه اربع سنين علي اللقب ده
= بالنسبة الي انتي دكتور من يوم م دخلت كلية الطب وفرحت قلوبنا كلنا….فين وجد مستحيل تكون نايمة مواعيدها زي الساعة
– مش عارف يا عمتو
= يعني ايه مش عارف مامتك جرالها حاجة ولا يكون ياسين هو فين
– ياسين نايم في اودتي متقلقيش هما بخير بسسسس اااصل
= بس واصل يبقي في مصيبة انطق علي طول
– اصل بابا رجع امبار..
لم يستكمل ادهم كلام فسهي هرولت منطلقة الي غرفة وجد كالسهم
= وجد ده بجد هو رجع…طب هو فين ….طب سال عليا… وشاف ياسين
لم تتلقي اي رد سوي الصمت
– مالك يا وجد ردي عليا
= اهدي ي سهي مفيش حاجة رجوعه من عدمه مش فارق معايا في حاجة…ولو عايزة تشوفيه هو في بيتكم القديم
– يلا حضروا الفطار عندي شغل ولازم الحقه
تناولو الافطار في جو مشحون بالتوتر والصمت
في منزل والدي شريف
استيقظ شريف من نومه وتأهب للذهاب الي وجد ليفهم كل ما دار في غيابه ويستعلم عن ما حل بأخته
عندما وصل الي أسفل منزل وجد وجدها خارجة من المبني وتستقل سيارة جيدة ولكن ليست بالجديدة فعزم امره علي تتبعها ليعرف وجهتها
وبعد مدة توقفت في احدي المناطق امام صيدلية تحمل اسم الامانه
دلفت وجد الي الصيدلية وهي تخلع نظارتها الشمسية
– صباح الخير
= صباح النور يا دكتورة
– اخبار الطلبيات ايه
= كله تمام واستلمنا وا/ قاسم في المخزن بيراجع
– انا خلصت وكله تمام
= صباح الخير يا هنادى
– صباح الخير يا قاسم عامل ايه ونور اخبارها ايه
= احنا تمام والحمد لله …. ها فكرتي في مشروعنا …..
ولكن قاطع حديثهم دلوف شريف بتبجح و شك هاتفا
– السلام عليكم
بهت قاسم عند رؤيته له وجحظت عيناه و تلجم لسانه من المفاجأة
= ازيك يا قاسم…… مفيش الحمد لله علي السلامة ولا ايه
استوعب قاسم ما يراه فاردف
– انت رجعت احمممم اقصد الحمد لله علي السلامة يا شريف
تجاهله شريف كالعادة فهو ابن خالته و كان دائم التواجد معهم و يعتبر وجد فتاة أحلام كل رجل وقد حاول اقناعه مرارا وتكرارا ان يرضي باختيار والده ل وجد كزوجة له وانه من المؤكد يصب في مصلحته.
= وانتي بقي بتشتغلي هنا
نظرت اليه وجد بقوة قائلة
– بشتغل هنا …. انت قديم اوي ولا مأخدتش بالك من اليافطة ادارة دكتورة وجد الدمرداش انا صاحبتها يا شريف
تفاجأ من حديثها كيف ل وجد التي تركها لانها قليلة الطموح و عديمة الفائدة ان تكون صاحبة صيدلية . هل اخطأت في حساباتي هل راهنت علي الحصان الخاسر .
قاطعت افكاره قائلة
= انت اكيد مش جاي هنا تشوفني بشتغل فين لانه اكيد شئ ميهمكش
– عندك حق … اختي فين سهي فين
اجابه قاسم
= وانت لسه جاي تسال علي اختك دلوقتي بعد…..
قاطعته وجد بنظره صارمة
فاستدرج القول
– بعد ما سبتها في اولي جامعة من غير لا اب ولا ام ولا قلت هتاكل وتشرب وتتعلم منين …. ده انت مفكرتش حتي ترفع سماعة التليفون عليها
ليبرر شريف موقفه بمنتهي الانانية و حب الذات
= عايزني اتصل عشان اسمع اللوم والعياط وارجع ووحشتنا … كل ده كان هيخليني اضعف و اسيب حلمي وطموحي وارجع
وحول نظره الي وجد قائلا
– مش ده اللي حصل وده كلامك اللي قولتيه في المكالمة الوحيدة اللي غلطت وكلمتهالك
Flash back
جالسة تنعي حظها كيف ل زوجها ان يفعل بها ذلك كيف تستيقظ في الصباح تجد بجوارها ورقة مكتوب عليها
وجد …… انا سفرت في شغل اول ما الامور تستقر هكلمك
والان وبعد مرور اسبوع لا يوجد اي خبر يتاكلها القلق عليه هل حدث له مكروه هل هو بخير ام مريض افكار كثيرة تعبث بعقلها وقلبها الصغير
يقطع شرودها صوت رنين الهاتف برغم تاخر الوقت ولكنها اجابت سريعا
– الو
= الووو ايوه يا وجد
– سللليم انت فين طمنيني عليك
= براحة عشان اعرف ارد… انا سفرت المانيا وعندي فرصة شغل حلوة
– طب هترجع امتي طب نجيلك
= لا لا يا وجد انا هحاول اعوض السنين اللي ضاعت مني …. انا طموحي اكبر من اني اكون زوج واب لولد وبنت مخططتش حتي اني اخلفهم …. فجأة اتجوزنا وحملتي علي طول قلت خلاص ناخد بالنا بعد كده لكن الاقيكي كمان حامل تاني وانتي يادوب مكملة 40 يوم ونجيب تقي لا انا مش هسمح عمري يضيع
اجابته وهي تنتحب
– طب واحنا ذنبنا ايه ومقولتش الكلام ده كله وانت هنا ليييييييه
= مكنتش هقدر بتصعبي عليا انا قلت اطمنك ولما استقر هكلمك تاني سلاام
وكانت الفاصلة لم تسمع عنه او منه مرة اخري لتجد نفسها وحيدة مسؤلة عن اطفال و فتاة ناضجة و هي لاحول لها ولا قوة
Back
– خلاص في عمال وزباين في الصيدلية …اختك بخير وكويسة
= ولما هي بخير مش موجودة ف بيتنا ليه
– ده رقم تليفونها و ده عنوان شغلها اما بالنسبة للسكن ف انا اخدت لها الشقة اللي فوقي اول ما ربنا يسر اموري عشان تكون قريبة مني ولا كنت عايزني اسيبها تعيش لوحدها كمان
اخذ شريف الورقة واتجه الي الخارج ولكنه التف لها قائلا
– لسه كلامنا مخلصش ……
نظر لها قاسم وملامحه تنطق بالقلق عليها وتسأل
– انتي كويسة ؟ انا مش فاهم حاجة ايه اللي حصل
التفتت له وجد فهي تعلم انه يمثل لها السند قبل ان يحبها وقبل ان تتوفي زوجته فهو دائما كان بجانبها و بجانب اولادها دون اي مقابل ولم يتعدي حدوده يوما معاها بالرغم من ان لديه ابنة تصغر ادهم بعام وتعتبر وجد في مقام والدتها فهو لم يقصر معها يوما وعندما فكرت في شراء الصيدلية قام بمشاركتها ومازالت شراكتهم ممتدة عائليا و مهنيا
– مفيش حاجة مهمة حصلت
ثم سردت له ليلة أمس بكل احداثها
= طب والعمل ايه دلوقتي هتسيبي الامور مبهمة كده
تغيرت ملامحها وتحولت للغضب
– محدش له عندي حاجة مش من حقه يجي دلوقتي و يسال لا مش هسمح له
نظر لها مترددا ثم قال
– وجد … عندي سؤال من سنين عايز اساله
= وساكت كل ده يا راجل قول قول
– ليه مطلقتيش من شريف كل ده لسه بتحبيه مش كده
= بحبه تبقي انت معرفتنيش كل ده
– امال ليه ليه مستنية
= اولا عشان ولادي ميقولوش متحملتش سفره وغربته واطلقت مع اني متاكدة انهم هيعذروني و يقفو معايا وثانيا عشان مش انا الزوجة الغدارة اللي اغدر بجوزي في غربته واطلق غيابي وثالثا بقي ودي الاهم بالنسبة الي اخد حقي قصاد عيني
– حقك قصدك ايه فلوس
= لا لا خالص انا ف عز ما كنت مش لاقية اكل لا انا ولا ولادي مطلبتش من حد جنيه حتي اهلي لان ده كان اختياري وانا اتحملت النتيجة صمتت للحظات ثم اكملت
– حقي اني زي م صحيت من نومي ملقتوش من غير ما اعرف هخلعه ومش عايزة منه جنيه يصحي الصبح يلاقي نفسه مخلوع من غير مقدمات زي ما عمل فيا بالضبط ويدوق من نفس احساسي
= للدرجة دي
– واكتر كمان …. سيبك كل ده ماضي اخبار مشروعنا ايه
= اطمني كلها شهرين ونخلص ثمن الارض و نعمل مناقصة لشركات البناء ونبدأ باذن الله
– الحمد لله انشاء الله
– استعديتي لمؤتمر انهارده
= يوووه المؤتمر في فندق (……..) نسيت خالص هكلم سهي تجيب ياسين من المدرسة كده مش هلحق
– يبقي احسن برده.
عند سهي في احدي الشركات الكبيرة تجلس في مكتبها و يرن هاتفها
– الو ايوه يا وجد
= ازيك يا سهي
– الحمد لله انتو كويسين
= الحمد لله .. سهي معلش هاتي ياسين انهارده من المدرسة عندي مؤتمر ومش هلحق
– انتي كمان بتطلبي … هعدي عليه و نروح سوا متقلقيش
= اتغدوا متستنونيش
– حاضر حاضر يا ماما هههههه متقلقيش دايما محسساني اني طفلة
انهت المكالمة ووجدت مديرها ينظر لها بمرح
– ايه ده هتجيبي سينو انهارده لا انا راشق بقي
= راشق امتي هتتعامل انك مدير شركة استثمارية عملاقة …. من ايام الكلية وانت متغيرتش
– هو لازم ازعق بقي وكده لا انسي انا سبت الكلام ده للسيد الوالد….. استنيني بعد الشغل نعدي نجيب سينو واوصلكو البيت
ابتسمت له وهزت راسها موافقة و هي تفكر في داخلها لو بس كنت لاحظت اهتمامك ده من سنين فاتو مكنش كل ده حصل ولا قلبي اتكسر كده وتنهدت بتحسر ثم اكملت عملها
انتهي دوام العمل لدي سهي و ذهبت هي وإياد في سيارته لاخذ ياسين من المدرسة
وجدت ياسين يقف عند بوابة المدرسة وقفز من السعادة حين رأي سهي وليس هي فقط بل وإياد ايضا فهو صديقه المفضل
ليستقبله اياد قائلا
– يا سينو ي جاااااااااامد وحشتني
= ازيك يا سهي ازيك يا إياد
– قلت ابي إياد يا ياسين
= سوري ازيك يا ابي إياد
– ابي ايه بس انت وهي انا إياد وبس …….عامل ايه في المدرسة
= كويس الحمد لله انهارده قفلت في الماث و العربي
– براااافو عليك ي سينوووو
ووجه ياسين حديثه الي سهي قائلا
=حلو يا سهي مش كده
– اه طبعا يا ياسين انا بحب تكون دايما متفوق
= انا ذاكرت زيادة عشان انتي زعلتي مني الامتحان اللي فات وانا مش بحب تزعلي
التفتت له سهي وبإبتسامة واسعة
– وانا دايما فرحانه بيك يا حبيبي
غمرت وجه ياسين ابتسامة واسعة فيها كل الفخر
= طب يلا هعزمكو علي ايس كريم بالمناسبة السعيدة دي
– هااااااهاااااا إياد احلي إياد ف الدنيا
انتهو من جولتهم ووصلو عند المنزل …وقام بتوديعهم وبعد نزولهم من السيارة التفت ياسين الي المقعد الخلفي ووجد ان ياسين قد ترك بالوناته فنزل خلفهم مناديا
= يا سهي يا ياسين نسيتوا البلونات استنو …..
وقاطع حديثهم صوت غاضب عالي ينادي علي سهي
– سهاااااااا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حياة بطعم العلقم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى